الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي

الخطيب البغدادي

§الْجَامِعُ لِأَخْلَاقِ الرَّاوِي وَآدَابِ السَّامِعِ لِلْخَطِيِبِ الْبَغْدَادِيِّ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْقُدْرَةِ وَالْجَلَالِ، وَالنِّعَمِ السَّابِغَةِ وَالْإِفْضَالِ، الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمَعْرِفَتِهِ، وَهَدَانَا إِلَى الْإِقْرَارِ بِرُبُوبِيَّتِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أُمَّةِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّامِي بِفَضْلِهِ عَلَى سَائِرِ الْعَالَمِينَ، الطَّاهِرِ الْأَعْرَاقِ، الشَّرِيفِ الْأَخْلَاقِ، الَّذِي قَالَ اللَّهُ الْكَرِيمُ مُخَاطِبًا لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [سورة: القلم، آية رقم: 4] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ، وَأَزْلَفَ مَنْزِلَتَهُ لَدَيْهِ، وَعَلَى إِخْوَانِهِ وَأَقْرَبِيهِ وَصَحَابَتِهِ الْأَخْيَارِ وَتَابِعِيهِ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، دَائِمًا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ ذَكَرْتُ فِي كِتَابِ «شَرَفُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ» مَا يَحْدُو ذَا الْهِمَّةِ عَلَى تَتَبُّعِ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ، وَالِاجْتِهَادِ فِي طَلَبِهَا، وَالْحِرْصِ عَلَى سَمَاعِهَا، وَالِاهْتِمَامِ بِجَمْعِهَا وَالِانْتِسَابِ إِلَيْهَا. وَلِكُلِّ عِلْمٍ طَرِيقَةٌ يَنْبَغِي لِأَهْلِهِ أَنْ يَسْلُكُوهَا، وَآلَاتٌ يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْخُذُوا بِهَا وَيَسْتَعْمِلُوهَا. وَقَدْ رَأَيْتُ خَلْقًا مِنْ أَهْلِ هَذَا الزَّمَانِ يَنْتَسِبُونَ إِلَى الْحَدِيثِ، وَيَعُدُّونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَهْلِهِ الْمُتَخَصِّصِينَ بِسَمَاعِهِ وَنَقْلِهِ، وَهُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِمَّا يَدَّعُونَ، وَأَقَلُّهُمْ مَعْرِفَةً بِمَا إِلَيْهِ يَنْتَسِبُونَ، يَرَى الْوَاحِدُ مِنْهُمْ إِذَا كَتَبَ عَدَدًا قَلِيلًا مِنَ الْأَجْزَاءِ، وَاشْتَغَلَ بِالسَّمَاعِ بُرْهَةً يَسِيرَةً مِنَ الدَّهْرِ، أَنَّهُ صَاحِبُ حَدِيثٍ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَلَمَّا يُجْهِدْ نَفْسَهُ وَيُتْعِبْهَا فِي طِلَابِهِ، وَلَا لَحِقَتْهُ مَشَقَّةُ الْحِفْظِ لِصُنُوفِهِ وَأَبْوَابِهِ

1 - كَمَا نا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، قَالَ: " §حَضَرْتُ الْمَأْمُونَ بِالْمِصِّيصَةِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ بِيَدِهِ مَحْبَرَةٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، صَاحِبُ حَدِيثٍ مُنْقَطِعٌ بِهِ. قَالَ: فَوَقَفَ الْمَأْمُونُ، فَقَالَ لَهُ: إِيشِ تَحْفَظُ فِي بَابِ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَسَكَتَ الرَّجُلُ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ: نا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ، عَنْ فُلَانٍ، وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ كَذَا حَتَّى عَدَّدَ لَهُ كَذَا حَدِيثًا، ثُمَّ قَالَ: إِيشِ تَحْفَظُ فِي بَابِ كَذَا؟ قَالَ: فَسَكَتَ، فَسَرَدَ فِيهِ كَذَا حَدِيثًا، ثُمَّ قَالَ: أَحَدُهُمْ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، يَقُولُ: أَنَا صَاحِبُ حَدِيثٍ، أَعْطُوهُ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ "

2 - نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الطِّيبُ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا بِحُلْوَانَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ، نا غَسَّانُ بْنُ رِضْوَانَ بْنِ شُعَيْبٍ أَبُو الْحَسَنِ الْبَزَّازُ، بِبَغْدَادَ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ النَّسَائِيُّ، قَالَ: §" سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ مَعَهُ مِائَةُ أَلْفِ حَدِيثٍ، يُقَالُ: إِنَّهُ صَاحِبُ حَدِيثٍ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ لَهُ: عِنْدَهُ مِائَتَا أَلْفِ حَدِيثٍ، يُقَالُ: إِنَّهُ صَاحِبُ حَدِيثٍ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: لَهُ: ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ؟ فَقَالَ بِيَدِهِ كَذَا، يُرَوِّحُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً، وَأَوْمَأَ غَسَّانُ بِيَدِهِ كَذَا وَكَذَا، يُقَلِّبُهَا "

3 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ، نا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، يَقُولُ: «§مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عِشْرِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ إِمْلَاءً، لَمْ يُعَدَّ صَاحِبَ حَدِيثٍ» وَهُمْ مَعَ قِلَّةِ كُتُبِهِمْ لَهُ، وَعَدَمِ مَعْرِفَتِهِمْ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ كِبْرًا، وَأَشَدُّ الْخَلْقِ تِيهًا وَعُجْبًا، لَا يُرَاعُونَ لِشَيْخٍ حُرْمَةً، وَلَا يُوجِبُونَ لِطَالِبٍ ذِمَّةً، يَخْرِقُونَ بِالرَّاوِينَ، وَيُعَنِّفُونَ عَلَى الْمُتَعَلِّمِينَ، خِلَافَ مَا يَقْتَضِيهِ الْعِلْمُ الَّذِي سَمِعُوهُ، وَضِدَّ الْوَاجِبِ مِمَّا يَلْزَمُهُمْ أَنْ يَفْعَلُوهُ، وَقَدْ وَصَفَ أَمْثَالَهُمْ بَعْضُ السَّلَفِ فِيمَا

4 - أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْمَرِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: §«مَا رَأَيْتُ عِلْمًا أَشْرَفَ وَلَا أَهْلًا أَسْخَفَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ»

5 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: «§لَا تَرَى صِنَاعَةً أَشْرَفَ، وَلَا قَوْمًا أَسْخَفَ مِنَ الْحَدِيثِ وَأَصْحَابِهِ» وَالْوَاجِبُ أَنْ يَكُونَ طَلِبَةُ الْحَدِيثِ أَكْمَلَ النَّاسِ أَدَبًا، وَأَشَدَّ الْخَلْقِ تَوَاضُعًا، وَأَعْظَمَهُمْ نَزَاهَةً وَتَدَيُّنًا، وَأَقَلَّهُمْ طَيْشًا وَغَضَبًا، لِدَوَامِ قَرْعِ أَسْمَاعِهِمْ بِالْأَخْبَارِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى مَحَاسِنِ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآدَابِهِ , وَسِيرَةِ السَّلَفِ الْأَخْيَارِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَطَرَائِقِ الْمُحَدِّثِينَ، وَمَآثِرِ الْمَاضِينَ، فَيَأْخُذُوا بِأَجْمَلِهَا وَأَحْسَنِهَا، وَيَصْدِفُوا عَنْ أَرْذَلِهَا وَأَدْوَنِهَا

6 - أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ بِأَصْبَهَانَ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى الزَّجَّاجَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ، يَقُولُ: «§مَنْ طَلَبَ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَدْ طَلَبَ أَعْلَى أُمُورِ الدُّنْيَا، فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ النَّاسِ»

7 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُوذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، بِعَيْنِ زِرْبَةَ، نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «إِنَّ §هَذَا الْعِلْمَ أَدَبُ اللَّهِ الَّذِي أَدَّبَ بِهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَدَبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ، أَمَانَةُ اللَّهِ إِلَى رَسُولِهِ لِيُؤَدِّيَهُ عَلَى مَا أُدِّيَ إِلَيْهِ، فَمَنْ سَمِعَ عِلْمًا فَلْيَجْعَلْهُ أَمَامَهُ حُجَّةً فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

8 - أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، نا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي أَوِ ابْنُ مِسْعَرٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمِيزَانُ الْأَكْبَرُ، فَعَلَيْهِ تُعْرَضُ الْأَشْيَاءُ، عَلَى خُلُقِهِ وَسِيرَتِهِ وَهَدْيِهِ، فَمَا وَافَقَهَا فَهُوَ الْحَقُّ، وَمَا خَالَفَهَا فَهُوَ الْبَاطِلُ» وَأَنَا أَذْكُرُ فِي كِتَابِي هَذَا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ مَا بِنَقَلَةِ الْحَدِيثِ وَحُمَّالِهِ حَاجَةٌ إِلَى مَعْرِفَتِهِ وَاسْتِعْمَالِهِ، مِنَ الْأَخْذِ بِالْخَلَائِقِ الزَّكِيَّةِ، وَالسُّلُوكِ لِلطَّرَائِقِ الرَّضِيَّةِ، فِي السَّمَاعِ وَالْحَمْلِ وَالْأَدَاءِ وَالنَّقْلِ، وَسُنَنِ الْحَدِيثِ وَرُسُومِهِ، وَتَسْمِيَةِ أَنْوَاعِهِ وَعُلُومِهِ، عَلَى مَا ضَبَطَهُ حُفَّاظُ أَخْلَافِنَا عَنِ الْأَئِمَّةِ مِنْ شُيُوخِنَا وَأَسْلَافِنَا، لِيَتَّبِعُوا فِي ذَلِكَ دَلِيلَهُمْ، وَيَسْلُكُوا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ سَبِيلَهُمْ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْمَعُونَةَ عَلَى مَا يَرْضَى , وَالْعِصْمَةَ مِنَ اتِّبَاعِ الْبَاطِلِ وَالْهَوَى

9 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارِزْمِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، نا الْمُعَافَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: «§كَانُوا يَتَعَلَّمُونَ الْهَدْيَ كَمَا يَتَعَلَّمُونَ الْعِلْمَ» قَالَ: وَبَعَثَ ابْنُ سِيرِينَ رَجُلًا فَنَظَرَ كَيْفَ هَدْيُ الْقَاسِمِ وَحَالُهُ "

10 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، نا ابْنُ الْغَلَابِيِّ، نا أَبِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: «يَا بُنَيَّ، §إِيتِ الْفُقَهَاءَ وَالْعُلَمَاءَ، وَتَعَلَّمْ مِنْهُمْ، وَخُذْ مِنْ أَدَبِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ وَهَدْيِهِمْ، فَإِنَّ ذَاكَ أَحَبُّ إِلَيَّ لَكَ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْحَدِيثِ»

11 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا أَبُو تَوْبَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قَالَ لِي مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: §«نَحْنُ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الْأَدَبِ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الْحَدِيثِ»

12 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيَّ، يَقُولُ: " §عِلْمٌ بِلَا أَدَبٍ كَنَارٍ بِلَا حَطَبٍ، وَأَدَبٌ بِلَا عِلْمٍ كَرُوحٍ بِلَا جِسْمٍ، وَإِنَّمَا شَبَّهْتُ الْعِلْمَ بِالنَّارِ لِمَا رُوِّينَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَ: مَا وَجَدْتُ لِلْعِلْمِ شَبَهًا إِلَّا النَّارَ، نَقْتَبِسُ مِنْهَا وَلَا نَنْتَقِصُ عَنْهَا "

باب النية في طلب الحديث يجب على طالب الحديث أن يخلص نيته في طلبه، ويكون قصده بذلك وجه الله سبحانه

§بَابُ النِّيَّةِ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ يَجِبُ عَلَى طَالِبِ الْحَدِيثِ أَنْ يُخْلِصَ نِيَّتَهُ فِي طَلَبِهِ، وَيَكُونَ قَصْدُهُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ

13 - فَقَدْ أَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، نا جَدِّي، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ جَدِّي، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الطِّرَازِيُّ بِنَيْسَابُورَ - وَاللَّفْظُ لَهُ قَالَ: - أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ الصَّائِغُ بِعَسْقَلَانَ، وَأَصْلُهُ مِنْ مَرْو، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُلَاسٍ بِدِمَشْقَ قَالَا: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ -[82]- سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى»

14 - نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «§مَا شَيْءٌ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْهُ يَعْنِي الْحَدِيثَ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ يَعْدِلُهُ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهَ بِهِ»

15 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبُخَارِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ الْأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رِزْمَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا إِسْرَائِيلَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، فَسَأَلَنَا، قُلْنَا: نَحْنُ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، فَقَالَ: §«مَرْوٌ أُمُّ خُرَاسَانَ؟ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا يَكُونَ أَحَدٌ أَسْعَدَ بِمَا سَمِعْتُمْ مِنْكُمْ فَافْعَلُوا، مَنْ طَلَبَ هَذَا الْعِلْمَ لِلَّهِ تَعَالَى شَرُفَ وَسَعِدَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ لَمْ يَطْلُبْهُ لِلَّهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ» وَلْيَحْذَرْ أَنْ يَجْعَلَهُ سَبِيلًا إِلَى نَيْلِ الْأَعْرَاضِ، وَطَرِيقًا إِلَى أَخْذِ الْأَعْوَاضِ، فَقَدْ جَاءَ الْوَعِيدُ لِمَنِ ابْتَغَى ذَلِكَ بِعِلْمِهِ

16 - أنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُنْقِدٍ الْخَوْلَانِيُّ، بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ الْقِتْبَانِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا يَنْتَفِعُ بِهِ فِي الْأَخِرَةِ يُرِيدُ بِهِ عَرَضَ شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ»

17 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وأنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، نا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: نا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضَ الدُّنْيَا - وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا - لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

18 - أنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْمَالِكِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بَيْدَاذٍ، بِالْأُبُلَّةِ، نا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَ: نا نَافِعُ أَبُو هُرْمُزٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ أَوِ الْعِلْمَ، يُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ حَرْثَ الْآخِرَةِ»

19 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ سَابُورَ الدَّقَّاقُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، يَقُولُ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: «§مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ لِغَيْرِ اللَّهِ، مَكَرَ بِهِ»

20 - أنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ الْهَرَوِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ الزُّهَيْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: عَنْ حَسْنُونَ الْعَطَّارِ، يَرْوِي عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قِيلَ لِسُفْيَانَ مَنِ النَّاسُ؟ قَالَ: «§الْعُلَمَاءُ» ، قِيلَ: فَمَنِ السَّفَلَةُ؟ قَالَ: «الظَّلَمَةُ» ، قِيلَ: فَمَنِ الْغَوْغَاءُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْحَدِيثَ، يَأْكُلُونَ بِهِ النَّاسَ» قِيلَ: فَمَنِ الْمُلُوكُ؟ قَالَ: «الزُّهَّادُ» وَلْيَتَّقِ الْمُفَاخَرَةَ وَالْمُبَاهَاةَ بِهِ، وَأَنْ يَكُونَ قَصْدُهُ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ نَيْلَ الرِّئَاسَةِ وَاتِّخَاذَ الْأَتْبَاعِ وَعَقْدَ الْمَجَالِسِ، فَإِنَّ الْآفَةَ الدَّاخِلَةَ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَكْثَرُهَا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ

21 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، نا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ النَّخَّاسُ، نا أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ، نا عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ الْجُهَلَاءَ، وَلِيُقْبِلَ النَّاسُ إِلَيْهِ بِوُجُوهِهِمْ فَلَهُ النَّارُ»

22 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ النَّرْسِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتُلِّيُّ، نا أَبُو خُبَيْبٍ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْتِيُّ، نا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، نا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو صَيْفِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَشْعَثَ بْنَ سَوَّارٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلِتَصْرِفُوا بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ، فَمَنْ فَعَلَ هَذَا فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَنْ عَلِمْتُمْ هَذَا مِنْهُ فَارْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ»

23 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَثْرَمُ، نا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ، نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَطْلُبُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَتَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارُ النَّارُ»

24 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبُخَارِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ الْأَزْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنِ ابْتَغَى الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يُقْبِلَ بِأَفْئِدَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَإِلَى النَّارِ» وَلْيَجْعَلْ حِفْظَهُ لِلْحَدِيثِ حِفْظَ رِعَايَةٍ، لَا حِفْظَ رِوَايَةٍ، فَإِنَّ رُوَاةَ الْعُلُومِ كَثِيرٌ، وَرُعَاتَهَا قَلِيلٌ، وَرُبَّ حَاضِرٍ كَالْغَائِبِ وَعَالِمٍ كَالْجَاهِلِ، وَحَامِلٍ لِلْحَدِيثِ لَيْسَ مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ، إِذْ كَانَ فِي اطَّرَاحِهِ لِحُكْمِهِ بِمَنْزِلَةِ الذَّاهِبِ عَنْ مَعْرِفَتِهِ وَعِلْمِهِ

25 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الطَّوِيلُ، قَالَ: نا حَوْشَبُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْكِنْدِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو رَجَاءٍ الْهَرَوِيُّ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ تَعَلَّمَ الْحَدِيثَ لَيُحَدِّثَ بِهِ النَّاسَ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَيُصِيبُ رِيحَهَا مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ»

26 - نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا بِحُلْوَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّامِغَانِيُّ، بِهَا، قَالَ: سَمِعْتُ وَالِدِيَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حِبَّانَ بْنَ مُوسَى السُّلَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ الْمَرْوَزِيَّ، يَقُولُ: §«مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ وَكَتَبَ لِيُكْتَبَ عَنْهُ فَلَا يَجِدُ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ»

27 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ النَّرْسِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْخُتُلِّيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْمُجَدَّرِ الْبَيِّعُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْأَسَدِيُّ، لُوَيْنٌ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَطْرَابُلُسِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§هِمَّةُ الْعُلَمَاءِ الرِّعَايَةُ، وَهِمَّةُ السُّفَهَاءِ الرِّوَايَةُ» وَلِيَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَائِلُهُ عَنْ عَمَلِهِ فِيمَ طَلَبَهُ، وَمُجَازِيهِ عَلَى عَمَلِهِ بِهِ

28 - كَمَا أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الْإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ، نا صَامِتُ بْنُ مُعَاذٍ، نا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَشَبَابَهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ "

29 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُزَنِيُّ، نا عَبْدَانُ، يَعْنِي الْأَهْوَازِيَّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُرَيْشِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَنْفِي عَنِّي حُجَّةَ الْجَهْلِ؟ قَالَ: «§الْعِلْمُ» ، قَالَ: فَمَا يَنْفِي عَنِّي حُجَّةَ الْعِلْمِ؟ قَالَ: «الْعَمَلُ»

30 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَكِّيُّ أَبُو يَعْقُوبَ الْفَارِقِيُّ، بِآمِدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ بَسَّامٍ الْجَرْمِيُّ الشِّهْرَزُرِيُّ، بِشِمْشَاطَ، نا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ حَسَّانَ السِّنْجَارِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَسْبَعُكُمْ بِالْعِلْمِ» ، قَالُوا: كَيْفَ يَسْبَعُنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «§لَا يَزَالُ الْعَبْدُ لِلْعِلْمِ طَالِبًا، وَلِلْعَمَلِ تَارِكًا حَتَّى يَأُمَّهُ الْمَوْتُ»

31 - أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ، نا صَالِحُ بْنُ عِمْرَانَ الدَّعَّاءُ، نا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَهَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§يَا حَمَلَةَ الْعِلْمِ، اعْمَلُوا بِهِ، فَإِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ، وَوَافَقَ عَمَلُهُ عِلْمَهُ، وَسَيَكُونُ أَقْوَامٌ يَحْمِلُونَ الْعِلْمَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، تُخَالِفُ سَرِيرَتُهُمْ عَلَانِيَتَهُمْ، وَيُخَالِفُ عَمَلُهُمْ عِلْمَهُمْ، يَجْلِسُونَ حِلَقًا، فَيُبَاهِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى أَنَّ أَحَدَهُمْ لَيَغْضَبُ عَلَى جَلِيسِهِ حِينَ يَجْلِسُ إِلَى غَيْرِهِ وَيَدَعُهُ، أُولَئِكَ لَا تَصْعَدُ أَعْمَالُهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ تِلْكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

32 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، نا زَكَرِيَّا بْنُ نَافِعٍ الْفِلَسْطِينِيُّ، نا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، هُوَ الْخَوَّاصُ الرَّمْلِيُّ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ، قَالَ: «§خَيْرُ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ، وَإِنَّما يَنْفَعُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ مَنْ عَلِمَهُ ثُمَّ عَمِلَ بِهِ، وَلَا يَنْفَعُ بِهِ مَنْ عَلِمَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ»

33 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَوِيُّ، نا جَدِّي، نا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أنا ابْنُ وَهْبٍ، نا سُفْيَانُ وَهُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: §«إِنَّمَا مَنْزِلَةُ الَّذِي يَطْلُبُ الْعِلْمَ يَنْتَفِعُ بِهِ بِمَنْزِلَةِ الْعَبْدِ يَطْلُبُ كُلَّ شَيْءٍ يُرْضِي سَيِّدَهُ، يَطْلُبُ التَّحَبُّبَ إِلَيْهِ، وَالتَّقَرُّبَ إِلَيْهِ وَالْمَنْزِلَةَ عِنْدَهُ؛ لِئَلَّا يَجِدَ عِنْدَهُ شَيْئًا يَكْرَهُهُ»

وَقَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: «§إِنْ أَنَا عَمِلْتُ بِمَا أَعْلَمُ فَأَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمَا أَعْلَمُ فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا أَحَدٌ أَجْهَلَ مِنِّي»

34 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَادَ الْقَارِئُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْفَرْقَدِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: §«مَنْ عَمِلَ بِعُشْرِ مَا يَعْلَمُ عَلَّمَهُ اللَّهُ مَا يَجْهَلُ»

35 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ ظَبْيَانَ، قَالَ: «§قَالَ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَنْ تَعَلَّمَ وَعَمِلَ، وَعَلِمَ فَذَاكَ يُسَمَّى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاءِ»

36 - أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْبَارِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ مِنْ مِصْرَ، وَحَدَّثَنِيهِ رَفِيقِي فِي الرِّحْلَةِ الثَّانِيَةِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْغَالِبِ، عَنْهُ قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدِ بْنِ الْمِسْوَرِ، نا الْمِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ الرُّعَيْنِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ شَدَّادٍ الْعَبْدِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§تَعَلَّمُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَعَلَّمُوا، فَلَنْ يُجَازِيَكُمُ اللَّهُ عَلَى الْعِلْمِ حَتَّى تَعْمَلُوا، فَإِنَّ السُّفَهَاءَ هِمَّتُهُمُ الرِّوَايَةُ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ هِمَّتُهُمُ الرِّعَايَةُ»

37 - أنا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْمُخَرِّمِيُّ، نا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ، نا هُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَّانِيُّ، نا مُجَاشِعُ بْنُ يُوسُفَ، نا يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَأَدْرَكَهُ، أَعْطَاهُ اللَّهُ كِفْلَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يُدْرِكْهُ، أَعْطَاهُ اللَّهُ كِفْلًا مِنَ الْأَجْرِ» فَفَسَّرَهُ، قَالَ: «مَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَأَدْرَكَهُ، أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ مَا عَلِمَ وَأَجْرَ مَا عَمِلَ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يُدْرِكْهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ مَا عَلِمَ وَسَقَطَ عَنْهُ أَجْرَ مَا لَمْ يَعْمَلْ»

باب ذكر ما ينبغي للراوي والسامع أن يتميزا به من الأخلاق الشريفة

§بَابُ ذِكْرِ مَا يَنْبَغِي لِلرَّاوِي وَالسَّامِعِ أَنْ يَتَمَيَّزَا بِهِ مِنَ الْأَخْلَاقِ الشَّرِيفَةِ

38 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ فَهْدَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قَهْدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغضَايْرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»

39 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجِ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، نا الْقَعْنَبِيُّ، نا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَأَشْرَافَهَا وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»

40 - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا بُهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْبَارِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْغَضَارِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّهْمِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» وَقَالَ بُهْلُولٌ: «مَحَاسِنَ الْأَخْلَاقِ»

41 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَادَ الْقَارِئُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْفَرْقَدِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، نا شَرِيكٌ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ، وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْحِلْمَ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَعَلَّمُونَ مِنْهُ، وَلَا تَكُونُوا جَبَابِرَةَ الْعُلَمَاءِ، فَلَا يَقُومُ عِلْمُكُمْ بِجَهْلِكُمْ»

42 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا ابْنُ عُثْمَانَ، يَعْنِي عَبْدَانَ الْمَرْوَزِيَّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا حَبِيبُ بْنُ حُجْرٍ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: " §كَانَ يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ الْإِيمَانَ وَيُزَيِّنُهُ الْعِلْمُ وَمَا أَحْسَنَ الْعِلْمَ وَيُزَيِّنُهُ الْعَمَلُ وَمَا أَحْسَنَ الْعَمَلَ وَيُزَيِّنُهُ الرِّفْقُ وَمَا أُضِيفَ شَيْءٌ إِلَى شَيْءٍ مِثْلَ حِلْمٍ إِلَى عِلْمٍ "

43 - نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، لَفْظًا، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهَيْرِيُّ، نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «§زَيِّنُوا الْحَدِيثَ بَأَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَزَيَّنُوا بِالْحَدِيثِ»

44 - أنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الْإِمَامُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى بْنِ أَبِي حَنْظَلَةَ الْبَيْرُوتِيُّ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَقَارُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ الثَّوْرِيُّ: قَالَ مُجَالِدٌ: قَالَ أَبُو الْوَدَّاكِ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §قَالَ أَخِي مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا رَبِّ أَرِنِي الَّذِي كُنْتُ أَرَى فِي السَّفِينَةِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى إِنَّكَ سَتَرَاهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ مُوسَى إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ -[95]- الْخَضِرُ، وَهُوَ فَتًى طَيِّبُ الرِّيحِ، حَسَنُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ، قَالَ مُوسَى: هُوَ السَّلَامُ، وَمِنْهُ السَّلَامُ، وَإِلَيْهِ السَّلَامُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِي لَا أُحْصِي نِعَمَهُ، وَلَا أَقْدِرُ عَلَى أَدَاءِ شُكْرِهِ إِلَّا بِمَعُونَتِهِ، ثُمَّ قَالَ مُوسَى: أُرِيدُ أَنْ تُوصِيَنِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا، فَقَالَ الْخَضِرُ: يَا طَالِبَ الْعِلْمِ، إِنَّ الْقَائِلَ أَقَلَّ مَلَالَةً مِنَ الْمُسْتَمِعِ، فَلَا تَمَلَّ جُلَسَاءَكَ إِذَا حَدَّثْتَهُمْ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَلْبَكَ وِعَاءٌ، فَانْظُرْ مَاذَا تَحْشُو بِهِ وِعَاءَكَ، وَاعْزِفْ نَفْسَكَ عَنِ الدُّنْيَا، وَانْبِذْهَا وَرَاءَكَ، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ بِدَارٍ وَلَا لَكَ فِيهَا مَحَلُّ قَرَارٍ، فَإِنَّهَا إِنَّمَا جُعِلَتْ بُلْغَةً لِلْعِبَادِ، لِيَتَزَوَّدُوا مِنْهَا لِلْمَعَادِ، يَا مُوسَى وَطِّنْ نَفْسَكَ عَلَى الصَّمْتِ تُلَقَّ الْحُكْمَ، وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ التَّقْوَى تَنَلِ الْعِلْمَ، وَرُضْ نَفْسَكَ عَلَى الصَّبْرِ تَخْلُصْ مِنَ الْإِثْمِ، يَا مُوسَى تَفَرَّغْ لِلْعِلْمِ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُهُ، فَإِنَّمَا الْعِلْمُ لِمَنْ تَفَرَّغَ لَهُ، وَلَا تَكُونَنَّ مِكْثَارَ الْمَنْطِقِ مِهْذَارًا، فَإِنَّ كَثْرَةَ الْمَنْطِقِ تُشِينُ الْعُلَمَاءَ، وَتُبَدِي مَسَاوِئَ السُّخَفَاءِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالِاقْتِصَادِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ التَّوْفِيقِ وَالسَّدَادِ، وَأَعْرِضْ عَنِ الْجُهَّالِ، وَاحْلُمْ عَنِ السُّفَهَاءِ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِعْلُ الْحُكَمَاءِ وَزَيْنُ الْعُلَمَاءِ، إِذَا شَتَمَكَ الْجَاهِلُ فَاسْكُتْ عَنْهُ حِلْمًا، وَجَانِبْهُ حَزْمًا، فَإِنَّ مَا بَقِيَ مِنْ جَهْلِهِ عَلَيْكَ وَشَتْمِهِ إِيَّاكَ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ، يَا ابْنَ عِمْرَانَ، لَا تَرَى أَنَّكَ أُوتِيتَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا، فَإِنَّ التَّعَسُّفَ مِنَ الِاقْتِحَامِ وَالتَّكَلُّفِ، يَا ابْنَ عِمْرَانَ لَا تَفْتَحَنَّ بَابًا لَا تَدْرِي مَا غَلَقُهُ، وَلَا تُغْلِقَنَّ بَابًا لَا تَدْرِي مَا مِفْتَاحُهُ، يَا ابْنَ عِمْرَانَ مَنْ لَا تَنْتَهِي مِنَ الدُّنْيَا نَهْمَتُهُ، وَلَا تَنْقَضِي -[96]- مِنْهَا رَغْبَتُهُ، كَيْفَ يَكُونُ عَابِدًا مَنْ يَحْقِرُ حَالَهُ، وَيَتَّهِمُ اللَّهَ بِمَا قَضَى لَهُ؟ كَيْفَ يَكُونُ زَاهِدًا؟ هَلْ يَكُفُّ عَنِ الشَّهَوَاتِ مَنْ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ هَوَاهُ، أَوْ يَنْفَعُهُ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْجَهْلُ قَدْ حَوَاهُ؟ لِأَنَّ سَفْرَتَهُ إِلَى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى دُنْيَاهُ، يَا مُوسَى تَعَلَّمْ مَا تَعَلَّمْتَ لِتَعْمَلَ بِهِ، وَلَا تَعْلَمْهُ لِتُحَدِّثَ بِهِ فَيَكُونُ عَلَيْكَ بَوْرُهُ، وَيَكُونُ لِغَيْرِكَ نُورُهُ، يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ اجْعَلِ الزُّهْدَ وَالتَّقْوَى لِبَاسَكَ، وَالْعِلْمَ وَالذِّكْرَ كَلَامَكَ، وَاسْتَكْثِرْ مِنَ الْحَسَنَاتِ فَإِنَّكَ مُصِيبُ السَّيِّئَاتِ، وَزَعْزِعْ بِالْخَوفِ قَلْبَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ يُرْضِي رَبَّكَ، وَاعْمَلْ خَيْرًا فَإِنَّكَ لَا بُدَّ عَامِلٌ شَرًّا، وَقَدِ وُعِظْتَ إِنْ حَفِظْتَ، ثُمَّ تَوَلَّى الْخَضِرُ وَبَقِيَ مُوسَى حَزِينًا مَكْرُوبًا "

45 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْجُلُودِيُّ، عَنِ ابْنِ زَكُّوَيْهِ، عَنِ الْعُتْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: يَا طَالِبَ الْعِلْمِ، «إِنَّ §الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ، فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ، وَعَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ، وَأُذُنُهُ الْفَهْمُ، وَلِسَانُهُ الصِّدْقُ، وَحَفِظُهُ الْفَحْصُ، وَقَلْبُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ، وَعَقْلُهُ مَعْرِفَةُ الْأَشْيَاءِ وَالْأُمُورِ الْوَاجِبَةِ، وَيَدُهُ الرَّحْمَةُ، وَرِجْلُهُ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ، وَهِمَّتُهُ السَّلَامَةُ، وَحِكْمَتُهُ الْوَرَعُ، وَمُسْتَقَرُّهُ النَّجَاةُ، وَقَائِدُهُ الْعَافِيَةُ، وَمَرْكِبُهُ الْوَفَاءُ، وَسِلَاحُهُ لِينُ الْكَلِمَةِ، وَسَيْفُهُ الرِّضَى، وَقَوْسُهُ الْمُدَارَاةُ، وَجَيْشُهُ مُجَاوَرَةُ الْعُلَمَاءِ، وَمَالُهُ الْأَدَبُ، وَذَخِيرَتُهُ اجْتِنَابُ الذُّنُوبِ، وَزَادُهُ الْمَعْرُوفُ، وَمَاؤُهُ الْمُوَادَعَةُ، وَدَلِيلُهُ الْهُدَى، وَرَفِيقُهُ صُحْبَةُ الْأَخْيَارِ»

ذكر ما يجب على طالب الحديث من الاحتراف للعيال واكتساب الحلال إذا كان للطالب عيال لا كاسب لهم غيره، فيكره له أن ينقطع عن معيشته ويشتغل بالحديث عن الاحتراف لهم، والأصل في ذلك ما

§ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى طَالِبِ الْحَدِيثِ مِنَ الِاحْتِرَافِ لِلْعِيَالِ وَاكْتِسَابِ الْحَلَالِ إِذَا كَانَ لِلطَّالِبِ عِيَالٌ لَا كَاسِبَ لَهُمْ غَيْرُهُ، فَيُكْرَهُ لَهُ أَنْ يَنْقَطِعَ عَنْ مَعِيشَتِهِ وَيَشْتَغِلَ بِالْحَدِيثِ عَنِ الِاحْتِرَافِ لَهُمْ، وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ مَا

46 - أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ جَابِرٍ الْخَيْوَانِيَّ، يَقُولُ: شَهِدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَتَاهُ مَوْلًى لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُقِيمَ هَذَا الشَّهْرَ هَهُنَا - يَعْنِي رَمَضَانَ - قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: هَلْ تَرَكْتَ لِأَهْلِكَ مَا يَقُوتُهُمْ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: أَمَّا لَا فَارْجِعْ فَدَعْ لَهُمْ مَا يَقُوتُهُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ»

47 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الْوَرَّاقُ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: " §عَلَيْكَ بِعَمَلِ الْأَبْطَالِ: الْكَسْبُ مِنَ الْحَلَالِ، وَالْإِنْفَاقُ عَلَى الْعِيَالِ "

48 - أنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ رَامِينَ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ، أنا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَيَّامُ، نا إِلْيَاسُ بْنُ هَارُونَ، نا حَفْصُ بْنُ دَاوُدَ، أنا عِيسَى يَعْنِي الْغُنْجَارَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ فَأَعْجَبَهُ، قَالَ: «§هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ؟» فَإِنْ قَالُوا: لَا، قَالَ: «سَقَطَ مِنْ عَيْنِي» قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَمْ يَكُنْ ذَا حِرْفَةٍ تَعَيَّشَ بِدِينِهِ»

49 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، نا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيِّ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَطْلُبُ الْعِلْمَ سَأَلَهُ: هَلْ لَكَ وَجْهُ مَعِيشَةٍ؟ فَإِنْ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ فِي كِفَايَةٍ، §أَمَرَهُ بِطَلَبِ الْعِلْمِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِفَايَةٍ، أَمَرَهُ بِطَلَبِ الْمَعَاشِ "

50 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدْلُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُؤمَّلًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ جَنَّادٍ، يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: «§يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفَ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُهُ وَمَسْكَنُهُ، وَكَذَا وَكَذَا ثُمَّ يَطْلُبُ الْعِلْمَ»

51 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الرُّويَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ السِّمْطِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، نا أَبُو نَصْرٍ رَجَاءُ بْنُ سَهْلٍ الصَّغَانِيُّ، نا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ الْعُقَيْلِيِّ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، قَالَ: فَقَالَ: «§إِنَّهُ مَنْ أَغْرَقَ فِي الْحَدِيثِ فَلْيُعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَابًا، فَلْيَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مِنَ الْحَدِيثِ بِقَدْرِ الطَّاقَةِ، وَلِيَحْتَرِفْ حَذَرًا مِنَ الْفَاقَةِ»

52 - أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أَشْعَثُ أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: «§لَزِمْتَ سُوقَكَ فَأَفْلَحْتَ وَأَنْجَحْتَ، وَلَزِمَتُ أَنَا الْحَدِيثَ فَأَفْلَسْتُ»

53 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَبُو عَوَانَةَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ نَافِعٍ الْبَصْرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطَّائِفِيِّ، قَالَ: §«مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ أَفْلَسَ»

54 - نا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ الْخَلِيلِ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ الْجُرْجَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الْأَعْيَنُ، وَأَحْمَدُ بْنُ آدَمَ، قَالَا: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، مُسْتَمْلِي ابْنِ عُيَيْنَةَ، نا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: «§مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ أَفْلَسَ، لَقَدْ أَفَلَسْتُ حَتَّى بِعْتُ طِسْتًا لِأُمِّي بِسَبْعَةِ دَنَانِيرَ»

55 - أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، نا أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: قَالَ شُعْبَةُ: «§مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ أَفْلَسَ، بِعْتُ طِسْتًا لِأُمِّي بِسَبْعَةِ دَنَانِيرَ»

56 - نا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ لَفْظًا، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ رَجَاءٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْلَدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَسْأَلُ رَجُلًا مَا حِرْفَتُكَ؟ قَالَ: طَلَبُ الْحَدِيثِ، " §قَالَ: بَشِّرْ أَهْلَكَ بِالْإِفْلَاسِ "

57 - وأنا أَبُو حَازِمٍ، أَيْضًا قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْمُذَكِّرُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى السِّينَانِيَّ، يَقُولُ: «§طَلَبُ الْحَدِيثِ حِرْفَةُ الْمَفَالِيسِ، وَمَا رَأَيْتُ أَذَلَّ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ»

أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: §«لَا تَدْخُلُ هَذِهِ الْمَحَابِرُ بَيْتَ رَجُلٍ إِلَّا أَشْقَى أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ»

59 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ الْحَجَّاجِ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَرَائِضِيُّ، نا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ، نا عَبَّاسٌ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: «§إِذَا رَأَيْتَ الْمَحْبَرَةَ فِي بَيْتِ إِنْسَانٍ فَارْحَمْهُ، وَإِنْ كَانَ فِي كُمِّكَ شَيْءٌ فَأَطْعِمْهُ»

60 - أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَذَّاءُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُعَدَّلُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمَارِسْتَانِيُّ، نا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " §قَالَتِ ابْنَةُ أُخْتِي لِأَهْلِنَا: خَالِي خَيْرُ رَجُلٍ لِأَهْلِهِ، لَا يَتَّخِذُ ضَرَّةً وَلَا يَشْتَرِي جَارِيَةً، قَالَ: تَقُولُ الْمَرْأَةُ: وَاللَّهِ لَهَذِهِ الْكُتُبُ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ ثَلَاثِ ضَرَائِرَ "

إيثار العزوبة للطالب وتركه التزويج المستحب لطالب الحديث أن يكون عزبا ما أمكنه ذلك؛ لئلا يقتطعه الاشتغال بحقوق الزوجة والاهتمام بالمعيشة عن الطلب

§إِيثَارُ الْعُزُوبَةِ لِلطَّالِبِ وَتَرْكُهُ التَّزْوِيجَ الْمُسْتَحَبُّ لِطَالِبِ الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ عَزَبًا مَا أَمْكَنَهُ ذَلِكَ؛ لِئَلَّا يَقْتَطِعَهُ الِاشْتِغَالُ بِحُقُوقِ الزَّوْجَةِ وَالِاهْتِمَامِ بِالْمَعِيشَةِ عَنِ الطَّلَبِ

61 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَرْهَانٍ الْغَزَّالُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، نا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§خَيْرُكُمْ فِي الْمِائَتَيْنِ كُلُّ خَفِيفِ الْحَاذِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا خَفِيفُ الْحَاذِ؟ قَالَ: «الَّذِي لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا وَلَدَ»

62 - نا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: «§لَا تُؤثِرُوا عَلَى حَذْفِ الْعَلَائِقِ شَيْئًا، فَإِنِّي لَوْ كُلِّفْتُ أَنْ أَعُولَ دَجَاجَةً لَخِفْتُ أَنْ أَصِيرَ شُرَطِيًّا فِي الْجِسْرِ، وَمَنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى النِّسَاءِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلَا يَأْلَفْ أَفْخَاذَهُنَّ»

63 - وأنا ابْنُ بِشْرَانَ، أَيْضًا، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الشِّيعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: §«مَا أَفْلَحَ مَنْ أَحَبَّ أَفْخَاذَ النِّسَاءِ»

64 - أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، يَقُولُ: §«مَنْ تَعَوَّدَ أَفْخَاذَ النِّسَاءِ لَمْ يُفْلِحْ»

65 - أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الدَّلَّالُ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ - يَعْنِي ابْنَ عَفَّانَ الْعَامِرِيَّ الْكُوفِيَّ - يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ لِي سُفْيَانُ: " §تَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: مَا تَدْرِي مَا أَنْتَ فِيهِ مِنَ الْعَافِيَةِ "

66 - نا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَنْصُورٍ الْحَارِثَ بْنَ مَنْصُورٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «§إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ رَكِبَ الْبَحْرَ، فَإِذَا وُلِدَ لَهُ كُسِرَ بِهِ»

67 - وأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْوَاعِظُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، نا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: " §كَانَ يُقَالُ: مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ رَكِبَ الْبَحْرَ، فَإِذَا وُلِدَ لَهُ فَقَدْ كُسِرَ بِهِ "

68 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ، بِالْبَصْرَةِ قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَلَّالُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو يُقَالُ لَهُ كَبَاثُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: " §قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: لِمَ لَا تَزَوَّجُ؟ قَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ مُدَارَاةَ الْعِفَّةِ أَيْسَرَ مِنَ الِاحْتِيَالِ لِمَصْلَحَةِ النِّسَاءِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِذَا كَانَ الطَّالِبُ لِلْحَدِيثِ عَزَبًا فَآثَرَ الطَّلَبَ عَلَى الِاحْتِرَافِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعَوِّضُهُ وَيَأْتِيهِ بِالرِّزْقِ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ كَمَا

69 - أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الْوَرَّاقُ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الدَّلَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ هَاشِمٍ السِّمْسَارُ، نا أَبِي، نا يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ تَكَفَّلَ اللَّهُ بِرِزْقِهِ»

70 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَرْقَدِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: «§مَنَ ابْتَغَى شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، أَتَاهُ اللَّهُ مِنْهُ بِمَا يَكْفِيهِ» وَإِنْ جَعَلَ مِنْ وَقْتِهِ جُزْءًا يَسِيرًا لِلِاحْتِرَافِ كَالتَّوْرِيقِ وَمَا أَشْبَهَهُ، كَانَ أَفْضَلَ

71 - أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: «§لَوْ كُنْتُ صَانِعًا صِنَاعَةً، كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ وَرَّاقًا» ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: نَكْتُبُ عَدَدَ حَدِيثٍ أَوْ عَدَدَ وَرِقٍ؟ فَقَالَ: عَدَدُ الْحَدِيثِ يَقَعُ الطَّوِيلُ وَالْقَصِيرُ، وَلَكِنْ يُكْتَبُ عَدَدُ وَرِقٍ وَيُواصَفُ عَلَيْهِ " مَعَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ قَدْ قَالَ: «لَا يَصْلُحُ طَلَبُ الْعِلْمِ إِلَا لِمُفْلِسٍ»

72 - أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّلِيطِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: §لَا يَصْلُحُ طَلَبُ الْعِلْمِ إِلَا لِمُفْلِسٍ "، قِيلَ: وَإِنْ كَانَ مَكْفِيًّا؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ مَكْفِيًّا "، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ حَكَاهُ عَنْ غَيْرِهِ "

73 - أنا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ جَعْفَرٍ الْعَنَزِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَعْنِي الشُّرُوطِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ، يَقُولُ: §«لَا يُفْلِحُ فِي هَذَا الشَّأْنِ - يَعْنِي الْعِلْمَ - إِلَا مَنَ أَقْرَحَ الْبُرُّ قَلْبَهُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَى الْحَالِ الصَّعْبَةِ إِلَّا مَنْ آثَرَ الْعِلْمَ عَلَى مَا عَدَاهُ، وَرَضِيَ بِهِ عِوَضًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سِوَاهُ

74 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدِ بْنِ رِزْقٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: «§إِذَا كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْ دَقِيقٍ وَطُنٌّ مِنْ قَصَبٍ، فَلَا أُبَالِي مَا فَاتَنِي مِنَ الدُّنْيَا»

75 - حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الشِّيرَازِيُّ، نا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَهْدِيٍّ النَّقَّاشُ إِمْلَاءً بِأَصْبَهَانَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ النَّصْرِيُّ بِرَامَهُرْمُزَ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ الدِّمَشْقِيَّ، يُنْشِدُ: « [البحر الوافر] §لَمَحْبَرَةٌ تُجَالِسُنِي نَهَارِي ... أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أُنْسِ الصَّدِيقِ وَرِزْمَةُ كَاغِدٍ فِي الْبَيْتِ عِنْدِي ... أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عِدْلِ الدَّقِيقِ وَلَطْمَةُ عَالِمٍ فِي الْخَدِّ مِنِّي ... أَلَذُّ لَدَيَّ مِنْ شُرْبِ الرَّحِيقِ»

76 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ، نا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمٍ الْفَقِيهُ، بِأَنْطَاكِيَّةَ فِي مَسْجِدِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: " §سُئِلَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَا بَلَغَ مِنَ اشْتِغَالِكِ بِالْعِلْمِ؟ قَالَ: هُوَ سُلُوِّي إِذَا اهْتَمَمْتُ، وَلَذَّتِي إِذَا سَلَوْتُ، قَالَ: وَأَنْشَدَنِي الشَّافِعِيُّ شِعْرَ نَفْسِهِ: [البحر الطويل] وَمَا أَنَا بِالْغَيْرَانِ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ ... إِذَا أَنَا لَمْ أَضْحَ غَيُورًا عَلَى عِلْمِي طَبِيبُ فُؤَادِي مُذْ ثَلَاثِينَ حَجَّةً ... وَصَيْقَلُ ذِهْنِي وَالْمُفَرِّجُ عَنْ هَمِّي"

أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذَّارِعُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ خَالِدٍ، نا وَهْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدَّيْرُ عَاقُولِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَرِيًّا السَّقَطِيَّ، يَقُولُ: §«مَنْ عَلِمَ مَا طَلَبَ هَانَ عَلَيْهِ مَا بَذْلَ»

ذكر ما يجب تقديم حفظه على الحديث ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل، إذ كان أجل العلوم وأولاها بالسبق والتقديم

§ذِكْرُ مَا يَجِبُ تَقْدِيمُ حِفْظِهِ عَلَى الْحَدِيثِ يَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ يَبْدَأَ بِحِفْظِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِذْ كَانَ أَجَلَّ الْعُلُومِ وَأَوْلَاهَا بِالسَّبْقِ وَالتَّقْدِيمِ

وَقَدْ -[107]- 78 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلَامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ، فَتِلْكَ ثَلَاثُونَ "

79 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ، فَتَعَلَّمُوا مَأْدُبَتَهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ، وَهُوَ النُّورُ الْبَيِّنُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلَا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ»

80 - قَرَأْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّقِيقِيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْوَرَّاقُ، نا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، نا الْوَلِيدُ، يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، قَالَ: " كُنَّا إِذَا جَالَسْنَا الْأَوْزَاعِيَّ فَرَأَى فِينَا حَدَثًا، قَالَ: " يَا غُلَامُ، قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اقْرَأْ: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: 11] وَإِنْ قَالَ: لَا، قَالَ: اذْهَبْ، §تَعَلَّمِ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُبَ الْعِلْمَ "

81 - أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدِّيبَاجِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى النَّهَرْتِيرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِشَامٍ الرِّفَاعِيَّ، يَقُولُ: «§كَانَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ إِذَا جَاءَهُ غُلَامٌ أَمْرَدَ اسْتَقْرَأَهُ، رَأْسَ سَبْعِينَ مِنَ» الْأَعْرَافِ «، وَرَأْسَ سَبْعِينَ مِنْ» يُوسُفَ «، وَأَوَّلَ الْحَدِيثِ، فَإِنْ قَرَأَهُ حَدَّثَهُ، وَإِلَّا لَمْ يُحَدِّثْهُ» فَإِذَا رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى حِفْظَ كِتَابِهِ، فَلْيَحْذَرْ أَنْ يَشْتَغِلَ عَنْهُ بِالْحَدِيثِ، أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْعُلُومِ اشْتَغَالًا يُؤَدِّي إِلَى نِسْيَانِهِ

فَقَدْ 82 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلَانِيُّ بِأَصْبَهَانَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ أَوِ الْبَعْرَةُ يُخْرِجُهَا الْإِنْسَانُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَعُرِضَ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَكْبَرَ مِنْ آيَةٍ أَوْ سُورَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ فَنَسِيَهَا» -[109]- هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ غَيْرِ مُسَمًّى، وَقَدْ سَمَّاهُ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ: هُوَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ: هُوَ الزُّهْرِيُّ،

أَمَّا حَدِيثُ الْمُطَّلِبِ 83 - فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْفَضْلِ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْهَرَوِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْفَقِيهُ بِمَرْوَ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْبَغْدَادِيُّ الْوَرَّاقُ، نا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي، حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا» ، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ

وَأَمَّا حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ 84 - فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، إِمْلَاءً، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ رَبَاحٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ آيَةٍ أَوْ سُورَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا» وَهَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ

85 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَوادَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، نا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا مِنِ امْرِئٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنْسَاهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْذَمَ» خَالَفَ ابْنُ إِدْرِيسَ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ فِي إِسْنَادِهِ

86 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنُ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، بِمِصْرَ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ لَقِيطٍ، أَوْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَا مِنْ رَجُلٍ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَجْذَمُ»

87 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّقَّاشَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِدْرِيسَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْحَدَّادَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ مَعْرُوفٍ، يَقُولُ: §«رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ أَنَّ مَنْ آثَرَ الْحَدِيثَ عَلَى الْقُرْآنِ عُذِّبَ، فَآثَرْتُ الْحَدِيثَ عَلَى الْقُرْآنِ، فَذَهَبَ بَصَرِي» ثُمَّ الَّذِي يَتْلُو الْقُرْآنَ مِنَ الْعُلُومِ أَحَادِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَنُهُ، فَيَجِبُ عَلَى النَّاسِ طَلَبُهَا إِذْ كَانَتْ أُسَّ الشَّرِيعَةِ وَقَاعِدَتَهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ، وَقَالَ تَعَالَى {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] ، وَقَالَ: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3]

88 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْخُتُلِّيُّ، نا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ يَعْنِي الْمُحَارِبِيَّ، نا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ، لَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا وَعَمِلْتُمْ بِمَا فِيهِمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ " وَبِحَسْبِ الْمَرْءِ أَنْ يَشْتَغِلَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بِسَمَاعِ السُّنَنِ وَطَلَبِ الْحَدِيثِ

فَقَدْ -[112]- 89 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ الْفَارِسِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، وأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ الْمُعَدَّلُ بِأَصْبَهَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ الْقَبَّابُ، نا عَلِيُّ بْنُ جَبَلَةَ بْنِ رُسْتَةَ، قَالَا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي»

90 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَيْحَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ،: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَعْنِي الْبُخَارِيَّ - يَقُولُ: §«أَفْضَلُ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُمِيتَتْ، فَاصْبِرُوا يَا أَصْحَابَ السُّنَنِ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّكُمْ أَقَلُّ النَّاسِ» قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: قَوْلُ الْبُخَارِيِّ إِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَقَلُّ النَّاسِ، عَنى بِهِ الْحُفَّاظَ لِلْحَدِيثِ، الْعَالِمِينَ بِطُرُقِهِ، الْمُمَيِّزِينَ لِصَحِيحِهِ مِنْ سَقِيمِهِ، وَقَدْ -[113]- صَدَقَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ، لِأَنَّكَ إِذَا اعْتَبَرْتَ لَمْ تَجِدْ بَلَدًا مِنْ بُلْدَانِ الْإِسْلَامِ يَخْلُو مِنْ فَقِيهٍ، أَوْ مُتَفَقِّهٍ يَرْجِعُ أَهْلُ مِصْرِهِ إِلَيْهِ، وَيُعَوِّلُونَ فِي فَتَاوِيهِمْ عَلَيْهِ، وَتَجِدُ الْأَمْصَارَ الْكَثِيرَةَ خَالِيَةً مِنْ صَاحِبِ حَدِيثٍ عَارِفٍ بِهِ مُجْتَهِدٍ فِيهِ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِصُعُوبَةِ عِلْمِهِ وَعِزَّتِهِ وَقِلَّةِ مَنْ يَنْجُبُ فِيهِ مِنْ سَامِعِيهِ وَكَتَبَتِهِ، وَقَدْ كَانَ الْعِلْمُ فِي وَقْتِ الْبُخَارِيِّ غَضًّا طَرِيًّا، وَالِارْتِسَامُ بِهِ مَحْبُوبًا شَهِيًّا، وَالدَّوَاعِي إِلَيْهِ أَكْبَرُ، وَالرَّغْبَةُ فِيهِ أَكْثَرُ، وَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ الَّذِي حَكَيْنَاهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ نَقُولُ فِي هَذَا الزَّمَانِ مَعَ عَدَمِ الطَّالِبِ، وَقِلَّةِ الرَّاغِبِ وَكَانَ الشَّاعِرُ وَصَفَ قِلَّةَ الْمُتَخَصِّصِينَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِنَا فِي قَوْلِهِ: وَقَدْ كُنَّا نَعُدُّهُمْ قَلِيلًا، فَقَدْ صَارُوا أَقَلَّ مِنَ الْقَلِيلِ

91 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَدَمِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا شَرِيكٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §«أَدْرَكْتُ بِالْكُوفَةِ أَرْبَعَةَ آلَافِ شَابٍّ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ»

92 - أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللًّهِ الْحِيرِيُّ الضَّرِيرُ، أنا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، نا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: «§كُنَّا نَطْلُبُ الْحَدِيثَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، فَمَا أَنْجَبَ مِنَّا إِلَّا أَرْبَعَةٌ»

93 - أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ السَّلِيطِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، يَقُولُ: " §كُنْتُ يَوْمًا بِبَابِ شُعْبَةَ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ مَلْآنَ، قَالَ: فَخَرَجَ شُعْبَةُ فَاتَّكَأَ عَلَيَّ، وَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ، تُرَى هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ يَخْرُجُونَ مُحَدِّثِينَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: صَدَقْتَ، وَلَا خَمْسَةٌ؟ قُلْتُ: خَمْسَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَكْتُبُ أَحَدُهُمْ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ تَرَكَهُ، وَيَكْتُبُ أَحَدُهُمْ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ يَشْتَغِلُ بِالْفَسَادِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُ عَلَيَّ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثُمَّ نَظَرْتُ بَعْدُ، فَمَا خَرَجَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ "

94 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفِرْيَابِيَّ، يَقُولُ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَوْمًا - وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ - فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، «§تُرَى هَؤُلَاءِ مَا أَكْثَرَهُمْ، ثُلُثٌ يَمُوتُونَ، وَثُلُثٌ يَتْرُكُونَ هَذَا الَّذِي تَسْمَعُونَهُ، وَمِنَ الثُّلُثِ الْآخَرِ مَا أَقَلَّ مَنْ يَنْجُبُ»

95 - حَدَّثَنِي أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسٌ، يَعْنِي الدُّورِيَّ نا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، قَالَ: " كَثُرَ مَنْ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ فِي زَمَنِ الْأَعْمَشِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا تَرَى مَا أَكْثَرُهُمْ؟ قَالَ: «§لَا، تَنْظُرُوا إِلَى كَثْرَتِهِمْ، ثُلُثُهُمْ يَمُوتُونَ، وَثُلُثُهُمْ يَلْحَقُونَ بِالْأَعْمَالِ، وَثُلُثُهُمْ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ يُفْلِحُ وَاحِدٌ»

باب القول في الأسانيد العالية إذا عزم الله تعالى لامرئ على سماع الحديث وحضرته نية في الاشتغال به، فينبغي أن يقدم المسألة لله أن يوفقه فيه ويعينه عليه، ثم يبادر إلى السماع، ويحرص على ذلك من غير توقف ولا تأخير

§بَابُ الْقَوْلِ فِي الْأَسَانِيدِ الْعَالِيَةِ إِذَا عَزَمَ اللَّهُ تَعَالَى لِامْرِئٍ عَلَى سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَحَضَرَتْهُ نِيَّةٌ فِي الِاشْتِغَالِ بِهِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَدِّمَ الْمَسْأَلَةَ لِلَّهِ أَنْ يُوَفِّقَهُ فِيهِ وَيُعِينَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُبَادِرَ إِلَى السَّمَاعِ، وَيَحْرِصَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ تَوَقُّفٍ وَلَا تَأْخِيرٍ

فَقَدْ -[115]- 96 - أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ الْعَبَّادَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، فَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ»

97 - وَأَخْبَرْنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَالُوتُ هُوَ ابْنُ عَبَّادٍ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتَهُمْ يَذْكُرُونَهُ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ التُّؤَدَةَ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ، إِلَّا فِي عَمِلِ الْآخِرَةِ» -[116]- وَيَعْمِدُ إِلَى أَسْنَدِ شُيُوخِ مِصْرِهِ وَأَقْدَمِهِمْ سَمَاعًا، فَيُدِيمُ الِاخْتِلَافَ إِلَيْهِ، وَيُوَاصِلُ الْعُكُوفَ عَلَيْهِ، وَمَذَاهِبُ النَّاسِ تَخْتَلِفُ فِي ذَلِكَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكْتَفِي بِسَمَاعِ الْحَدِيثِ نَازِلًا مَعَ وُجُودِ مَنْ يَرْوِيهِ عَالِيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَقْتَنِعُ بِذَلِكَ، وَلَا يَقْتَصِرُ عَلَى النُّزُولِ وَهُوَ يَجِدُ الْعُلُوَّ، وَأَهْلُ النَّظَرِ أَيْضًا مُخْتَلِفُونَ فِي ذَلِكَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَرَى أَنَّ السَّمَاعَ النَّازِلَ أَفْضَلُ؛ لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الرَّاوِي أَنْ يَجْتَهِدَ فِي مَعْرِفَةِ جَرْحِ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ وَتَعْدِيلِهِ، وَالِاجْتِهَادُ فِي أَحْوَالِ رُوَاةِ النَّازِلِ أَكْثَرُ، وَكَانَ الثَّوَابُ فِيهِ أَوْفَرَ، وَمِنْهُمْ مَا يَرَى أَنَّ سَمَاعَ الْعَالِي أَفْضَلُ لِأَنَّ الْمُجْتَهِدَ مُخَاطِرٌ وَسُقُوطُ بَعْضِ الْإِسْنَادِ مُسْقِطٌ لِبَعْضِ الِاجْتِهَادِ، وَذَلِكَ أَقْرَبُ إِلَى السَّلَامَةِ، فَكَانَ أَوْلَى، وَالَّذِي نَسْتَحِبُّهُ طَلَبُ الْعَالِي؛ إِذْ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى النَّازِلِ إِبْطَالُ الرِّحْلَةِ وَتَرْكُهَا، فَقَدْ رَحَلَ خَلْقٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا إِلَى الْأَقْطَارِ الْبَعِيدَةِ، طَلَبًا لِعُلُوِّ الْإِسْنَادِ، وَلَعَلَّنَا نَذْكُرُ شَيْئًا مِنْ أَخْبَارِهِمْ فِي هَذَا الْكِتَابِ بَعْدُ إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَوْضِعِ الْمُقْتَضِي لِذِكْرِ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

من اجتزأ بالسماع النازل مع كون الذي حدث عنه موجودا

§مَنِ اجْتَزَأَ بِالسَّمَاعِ النَّازِلِ مَعَ كَوْنِ الَّذِي حَدَّثَ عَنْهُ مَوْجُودًا

98 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ، يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ أَبُو عُمَرَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: §" كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَتِ ابْنَتُهُ تَحْتِي، فَسَأَلْتُ رَجُلًا يَسْأَلُهُ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالْوضُوءِ "، وَاللَّفْظُ لِلْمَادَرَائِيِّ

99 - أنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ، بِأَصْبَهَانَ، نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَعْبَدٍ السِّمْسَارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: §«لَيْسَ كُلُّنَا كَانَ يَسْمَعُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَتْ لَنَا ضَيْعَةٌ وَأَشْغَالٌ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَكْذِبُونَ يَوْمَئِذٍ فَيُحَدِّثُ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ»

100 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ النَّصْرِيُّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُخَرِّمِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، حَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: «وَاللَّهِ §مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، وَلَكِنْ كَانَ يُحَدِّثُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَلَا يَتَّهِمُ بَعْضُنَا بَعْضًا»

101 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْهَرَوِيُّ، نا آدَمُ، نا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا " §يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا، فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ يُحَدِّثُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

102 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا سَلَمَةُ، يَعْنِي ابْنَ شَبِيبٍ نا أَحْمَدُ هُوَ ابْنُ حَنْبَلٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، غُنْدَرٌ نا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْسَرَةَ بْنَ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ «خَرَجَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ - وَهُوَ رَدِيفُهُ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ مَسِيرَةَ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ - §فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ» ، قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي مَيْسَرَةُ وَأَبُوهُ شَاهِدٌ "

103 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَادَ الْقَارِئُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، بِهَا، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، نا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، نا قَيْسٌ، يَعْنِي ابْنَ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، قَالَ: مَرَّ بِنَا قَزَعَةُ، فَأَمَرْنَا الْمُغِيرَةِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيَّ أَنْ يَسْأَلَهُ، فَقَامَ فَسَأَلَهُ ثُمَّ جَاءَ، فَحَدَّثَنَا عَنْهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى -[119]- ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ: أَبُوهَا أَوْ زَوْجُهَا أَوْ أَخُوهَا، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ سَاعَتَيْنِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صَوْمَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ "

104 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، نا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ، نا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا هُودُ بْنُ الْأَعْمَشِ، - وَالْأَعْمَشُ جَالِسٌ - عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فِي سَفَرٍ فَأُتِيَ بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ "

105 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا عَبْدَانُ هُوَ الْأَهْوَازِيُّ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: §«كُنَّا نَكُونُ فِي مَجْلِسِ أَيُّوبَ فَنَسْمَعُ رَجُلًا يُحَدِّثُنَا عَنْ أَيُّوبَ فَنَسْمَعُهُ مِنْهُ، وَلَا نَسْأَلُ أَيُّوبَ عَنْهُ»

106 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَيْضًا، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ الْبَلْخِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: §«كَانَ أَيُّوبُ يُحَدِّثُنَا عَنْ نَافِعٍ - وَنَافِعٌ حَيٌّ - فَاكْتَفَيْنَا بِهِ»

107 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، نا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ: «§كُنْتُ أَذْهَبُ مَعَ قَتَادَةَ إِلَى الْحَسَنِ فَأُمْسِكُ حِمَارَهُ، فَيَخْرُجُ فَيُحَدِّثُنِي وَأَحْفَظُ عَنْهُ»

108 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ الْفِيرْيَابِيُّ: §" كُنْتُ بِمَكَّةَ فَجِئْتُ إِلَى سُفْيَانَ أَسْتَشِيرُهُ فِي أَمْرِي - وَسَاقَ قِصَّةً طَوِيلَةً - إِلَى أَنْ قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُ فَنَزَلَتْ مَعَهُ أَوْ بِقُرْبِهِ، فَكَانَ يُمْلِي عَلَيَّ، وَرُبَّمَا قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى شَيْخٍ، فَتَعَالَ مَعِي، فَأَقُولُ لَهُ: اذْهَبْ فَاسْمَعْ فَإِذَا رَجَعْتَ فَحَدِّثْنِي عَنْهُ، قَالَ فَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ "

من سمع حديثا نازلا فطلبه عاليا

§مَنْ سَمِعَ حَدِيثًا نَازِلًا فَطَلَبَهُ عَالِيًا

109 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الشَّاهِدُ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا يُوسُفُ الْمَاجِشُونُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: «§أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيُّ» ، قَالَ سَعِيدٌ: فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَ بِهِ سَعْدًا، فَأَتَيْتُهُ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا ذَكَرَ لِي عَامِرٌ، فَقَالَ لِي: نَعَمْ، فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي أُذُنِهِ فَقَالَ: نَعَمْ، وَإِلَّا اصْطَكَّتَا

110 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ -[121]-، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَاهُ عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ سُفْيَانُ: فَلَقِيتُ ابْنَهُ - يَعْنِي سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ - فَقُلْتُ: سَمِعْتُ حَدِيثًا نا عَمْرٌو، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنَ الَّذِي حَدَّثَ أَبِي، سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ اللَّيْثِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الدِّينُ النَّصِيحَةُ ثَلَاثًا» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِنَبِيِّهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»

111 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ، يَعْنِي الْحُمَيْدِيَّ - قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الدِّينُ النَّصِيحَةُ» - قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ نَاهُ أَوَّلًا عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مُرْسَلًا، فَلَقِيتُ سُهَيْلًا، فَقُلْتُ: لَوْ سَأَلْتَهُ عَنْهُ لَعَلَّهُ يُحَدِّثُنِيهِ عَنْ أَبِيهِ، فَأَكُونُ أَنَا وَعَمْرٌو فِيهِ سَوَاءً، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ سُهَيْلٌ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنَ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ أَبِي، أَخْبَرَنِيهِ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ صَدِيقٌ كَانَ لِأَبِي مِنْ أَهْلِ الشَّامِ "

112 - أنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهَ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ الْمَدِينِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ، نا الْمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنا ابْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ قَرَأَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

113 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا، أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، فَرَمَدَتْ فَاشْتَكَتْ عَيْنُهَا حَتَّى خَشَوْا عَلَيْهَا، فَسَأَلْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَكْتَحِلُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«قَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَمْكُثُ فِي بَيْتِهَا فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا أَوْ فِي أَحْلَاسِهَا فِي شَرِّ بَيْتِهَا حَوْلًا، فَإِذَا مَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ بِبَعْرَةٍ، ثُمَّ خَرَجَتْ، فَلَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ حُمَيْدٍ، فَلَقِيتُ حُمَيْدًا فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ "

114 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، رُزَيْقٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ الْعَبَّادَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى مَجْلِسٍ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ قَامَ وَالْقَوْمُ جُلُوسٌ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنَّ الْأُولَى لَيْسَتْ بِأَحَقَّ مِنَ الْآخِرَةِ» قَالَ الدَّقِيقِيُّ: فَقِيلَ لِأَبِي عَاصِمٍ: إِنَّمَا نُرِيدُ حَدِيثَكَ أَنْتَ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، فَقَالَ: نَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ "

من مدح العلو وذم النزول

§مَنْ مَدَحَ الْعُلُوَّ وَذَمَّ النُّزُولَ

115 - أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْيَزْدِيُّ بِأَصْبَهَانَ، نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، نا يَعْرُبُ بْنُ خَيْرَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّوسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَسْلَمَ الطُّوسِيَّ، يَقُولُ: §«قُرْبُ الْإِسْنَادِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

116 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْإِدْرِيسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ، يَقُولُ: نا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ حَوْثَرَةَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ رَجَاءٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: §«طَلَبُ إِسْنَادِ الْعُلُوِّ مِنَ السُّنَّةِ»

117 - حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنْبَلِيِّ، قَالَ: أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْخَلَّالُ، نا حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكِرْمَانِيُّ، قَالَ: سُئِلَ أَحْمَدُ عَنِ الرَّجُلِ يَطْلُبُ الْإِسْنَادَ الْعَالِيَ، قَالَ: «§طَلَبُ الْإِسْنَادِ الْعَالِي سُنَّةٌ عَمَّنْ سَلَفَ، لِأَنَّ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ كَانُوا يَرْحَلُونَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْ عُمَرَ وَيَسْمَعُونَ مِنْهُ»

118 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ، بِأَصْبَهَانَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئُ، نا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ، إِمَامُ بَابِ الْجَابِيَةِ، نا عَلَّانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §«الْحَدِيثُ بِنُزُولٍ كَالْقُرْحَةِ فِي الْوَجْهِ»

119 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ الْإِدْرِيسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ بْنَ عَدِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيَّ، يَقُولُ: §«النُّزُولُ شُؤْمٌ»

120 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ، بِالرِّيِّ، أنا طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْحَافِظُ يَقُولُ: §" اسْتَأْذَنَ أَبُو عَمْرٍو الْمُسْتَمْلِي مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الْخُرُوجَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو، انْزِلْ دَرَجَةً، وَاكْتُبْ مَا شِئْتَ، قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، النُّزُولُ شُؤْمٌ "

اختيار النزول عن الثقات على العلو عن غير الثقات

§اخْتِيَارُ النُّزُولِ عَنِ الثِّقَاتِ عَلَى الْعُلُوِّ عَنْ غَيْرِ الثِّقَاتِ

121 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقُطَيْمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْهَمَذَانِيُّ، بِمَكَّةَ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَفٍ الْعُصْفُرِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُفَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّاقِدُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، قَالَ: §«الْحَدِيثُ النُّزُولُ عَنْ ثَبْتٍ خَيْرٌ مِنْ عُلُوٍّ عَنْ غَيْرِ ذِي ثَبْتٍ»

122 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّمِيمِيُّ بِدِمَشْقَ، أنا يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانَجِيُّ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: §«لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يَطْلُبِ الْإِسْنَادَ - يَعْنِي التَّعَالِيَ فِيهِ -»

123 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ بِهَمَذَانَ، نا أَبُو الْفَضْلِ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي الْحَنْظَلِيَّ الرَّازِيَّ، نا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مَعْبَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَذُكِرَ لَهُ قُرْبُ الْإِسْنَادِ، فَقَالَ: «§حَدِيثٌ بَعِيدُ الْإِسْنَادِ صَحِيحٌ، خَيْرٌ مِنْ حَدِيثٍ قَرِيبِ الْإِسْنَادِ سَقِيمٌ، أَوْ قَالَ ضَعِيفٌ»

124 - نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى الصُّمُوتُ الْعَابِدُ، قَالَ: فِي كِتَابِي عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْأَنْبَارِيِّ، أَنَّهُ أَنْشَدَ: [البحر البسيط] §عِلْمُ النُّزُولِ اكْتُبُوهُ فَهُوَ يَنْفَعُكُمْ ... وَتَرْكُكُمْ كَتْبَهُ ضَرْبٌ مِنَ الْعَنَتِ إِنَّ النُّزُولَ إِذَا مَا كَانَ عَنْ ثَبْتٍ ... أَعْلَى لَكُمْ مِنْ عُلُوٍّ غَيْرِ ذِي ثَبَتِ"

125 - أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الْوَلِيدُ بْنُ بَكْرٍ الْأَنْدَلُسِيُّ، وَأَنْشَدَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقِرْمِيسِينِيُّ، قَالَ: أَنْشِدْنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ لِنَفْسِهِ: [البحر الرمل] §لَكِتَابِي عَنْ رِجَالٍ ... أَرْتَضِيهِمْ بِنُزُولِ هُوَ خَيْرٌ مِنْ كِتَابِي ... بِعُلُوٍّ عَنْ طُبُولِ"

باب القول في تخير الشيوخ إذا تباينت أوصافهم درجات الرواة لا تتساوى في العلم، فيقدم السماع ممن علا إسناده على ما ذكرنا، فإن تكافأت أسانيد جماعة من الشيوخ في العلو، وأراد الطالب أن يقتصر على السماع من بعضهم فينبغي أن يتخير المشهور منهم بطلب الحديث،

§بَابُ الْقَوْلِ فِي تَخَيُّرِ الشُّيُوخِ إِذَا تَبَايَنَتْ أَوْصَافُهُمْ دَرَجَاتُ الرُّوَاةِ لَا تَتَسَاوَى فِي الْعِلْمِ، فَيُقَدَّمُ السَّمَاعُ مِمَّنْ عَلَا إِسْنَادُهُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا، فَإِنْ تَكَافَأَتْ أَسَانِيدُ جَمَاعَةٍ مِنَ الشُّيُوخِ فِي الْعُلُوِّ، وَأَرَادَ الطَّالِبُ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى السَّمَاعِ مِنْ بَعْضِهِمْ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَخَيَّرَ الْمَشْهُورَ مِنْهُمْ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ، الْمُشَارِ إِلَيْهِ بِالْإِتْقَانِ لَهُ وَالْمَعْرِفَةِ بِهِ

126 - لِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عُمَرَ بْنِ نُوحٍ الْبَجَلِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، قَالَ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، إِمْلَاءً، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، قَالَ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §«اكْتُبُوا الْمَشْهُورَ عَنِ الْمَشْهُورِ»

127 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وأنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُرْمَوِيُّ بِنَيْسَابُورَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا الْجَوْزَقِيُّ، أنا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الرَّازِيِّ، حَدَّثَكُمْ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: §" فِي أَيِّ الشِّقِّ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُشْعِرُ بُدْنَهُ؟ قَالَ: فِي الشِّقِّ الْأَيْمَنِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ نَافِعًا فَقُلْتُ: فِي أَيِّ الشِّقِّ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُشْعِرُ بُدْنَهُ؟ قَالَ: فِي الشِّقِّ الْأَيْسَرِ، فَقُلْتُ: إِنَّ سَالِمًا أَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يُشْعِرُ فِي الشِّقِّ الْأَيْمَنِ، قَالَ نَافِعٌ: وَهَلَ سَالِمٌ، إِنَّمَا أُتِيَ -[127]- بِبَدْنَتَيْنِ مَقْرُونَتَيْنِ صَعْبَتَيْنِ، فَفَرِقَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَهُمَا، فَأَشْعَرَ هَذِهِ فِي الْأَيْمَنِ وَهَذِهِ فِي الْأَيْسَرِ، فَرَجَعْتُ إِلَى سَالِمٍ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ نَافِعٍ فَقَالَ: صَدَقَ نَافِعٌ، عَلَيْكُمْ بِنَافِعٍ فَإِنَّهُ أَحْفَظُ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَقَرَّ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ " وَإِذَا تَسَاوَوْا فِي الْإِسْنَادِ وَالْمَعْرِفَةِ فَمَنْ كَانَ مِنَ الْأَشْرَافِ وَذَوِي الْأَنْسَابِ فَهُوَ أَوْلَى بِأَنْ يُسْمَعَ مِنْهُ

128 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَزَّانُ، نا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نا ابْنُ رَجَاءٍ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، يَقُولُ: " §يَا عَجَبًا لِزُهْرِيِّكُمْ هَذَا، يَجِيءُ فَيَسْأَلُنِي، فَأُحَدِّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ يَأْتِي سَالِمًا فَيَقُولُ: سَمِعْتَ مِنَ أَبِيكَ كَذَا وَكَذَا؟، فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُحَدِّثُ عَنْهُ وَيَتْرُكُنِي "

129 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، وأنا ابْنُ رِزْقٍ، أَيْضًا، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، قَالَ: " §قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: زَعَمُوا أَنَّكَ لَا تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي، قَالَ: إِنِّي لَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ، وَلَكِنْ إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَتَّكِئُ عَلَيْهِمْ فَمَا أَصْنَعُ بِغَيْرِهِمْ "

130 - نا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَنْجُوَيْهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، أنا هُشَيْمٌ، أنا شُعْبَةُ، قَالَ: «§حَدِّثُوا عَنْ أَهْلِ الشُّرَفِ، فَإِنَّهُمْ لَا يَكْذِبُونَ» هَذَا كُلَّهُ بَعْدَ اسْتِقَامَةِ الطَّرِيقَةِ وَثُبُوتِ الْعَدَالَةِ وَالسَّلَامَةِ مِنَ الْبِدْعَةِ، فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ فَيَجِبُ الْعُدُولُ عَنْهُ وَاجْتِنَابُ السَّمَاعِ مِنْهُ

131 - أنا أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو، أَبَا غَسَّانَ الرَّازِيَّ الطَّيَالِسِيَّ، لَقَبُهُ زُنَيْجٌ يَقُولُ: §" لَوْ أَنَّ لِرَجُلٍ عَلَى رَجُلٍ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ ثُمَّ جَحَدَهَا، لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَأْخُذَهَا مِنْهُ إِلَّا بِشَاهِدَيْنِ عَدْلَيْنِ، فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ نَطْلُبَ عَلَيْهِ الْعُدُولَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بِالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْإِسْنَادِ، قَالَ: دَسْتٌ بِدَسْتٍ - يَعْنِي يَدًا بِيَدٍ - شَهَادَاتُ الْمَرْضِيِّينَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَإِذَا مَرَّ بِالْحَدِيثِ فِي إِسْنَادِهِ شَيْءٌ قَالَ: هَذَا فِيهِ عُهْدَةٌ "

132 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ إِسْحَاقُ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْخَلَّادِ، نا السَّاجِيُّ، يَعْنِي زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: «§آلَةُ الْحَدِيثِ الصِّدْقُ، وَالشُّهْرَةُ، وَالطَّلَبُ، وَتَرْكُ الْبِدَعِ، وَاجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ»

133 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أنا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ، نا هُشَيْمٌ، أنا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §«كَانُوا إِذَا أَتَوَا الرَّجُلَ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ نَظَرُوا إِلَى سَمْتِهِ وَإِلَى صَلَاتِهِ وَإِلَى حَالِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُونَ عَنْهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، نا مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَكْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ»

135 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَهْوَازِيُّ، نا أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الصَّيْمَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّيَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ صُبَيْحٍ أَبَا مُوسَى، يَقُولُ: " قَدْ صَحَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ» ، قَالَ: فَسَبِيلُ الْعِلْمِ أَنْ يُحْمَلَ عَمَّنْ هَذِهِ سَبِيلُهُ وَوَصْفُهُ "

136 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَطَّابِ، نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَرُّذِيُّ، أنا مُخَيْمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، نا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، نا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مِمَّنْ يَأْخُذُ دِينَهُ»

137 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَاثِقِ بِاللَّهِ، حَدَّثَنِي جَدِّي، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ، نا سُرَيْجٌ، نا أَصْرَمُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «إِنَّ §هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ»

138 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو بَكْرٍ يَزِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ الْخَلَّالُ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «إِنَّ §هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا مِمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينِكُمْ»

139 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبَّادَانِيُّ، وأنا أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، إِمْلَاءً، قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّكَّرِيُّ الْكُوفِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ: «§اتَّقُوا اللَّهَ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، انْظُرُوا مِمَّنْ تَأْخُذُونَ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ، فَإِنَّهَا مِنْ دِينِكُمْ»

140 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وَهْبٍ الْبُنْدَارُ، نا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، نا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنا ابْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " §كَانَ يُقَالُ: خُذُوا الْحَدِيثَ مِنَ الثِّقَاتِ "

ذكر من يجتنب السماع منه اتفق أهل العلم على أن السماع ممن ثبت فسقه لا يجوز، ويثبت الفسق بأمور كثيرة لا تختص بالحديث، فأما ما يختص بالحديث منها، فمثل أن يضع متون الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أسانيد المتون، ويقال: إن الأصل في التفتيش

§ذِكْرُ مَنْ يُجْتَنَبُ السَّمَاعُ مِنْهُ اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ السَّمَاعَ مِمَّنْ ثَبَتَ فِسْقُهُ لَا يَجُوزُ، وَيَثْبُتُ الْفِسْقُ بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ لَا تَخْتَصُّ بِالْحَدِيثِ، فَأَمَّا مَا يَخْتَصُّ بِالْحَدِيثِ مِنْهَا، فَمِثْلُ أَنْ يَضَعَ مُتُونَ الْأَحَادِيثِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ أَسَانِيدَ الْمُتُونِ، وَيُقَالُ: إِنَّ الْأَصْلَ فِي التَّفْتِيشِ عَنْ حَالِ الرُّوَاةِ كَانَ لِهَذَا السَّبَبِ

141 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ، أنا الرِّيَاشِيُّ، نا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: §«لَمْ يَكُنِ النَّاسُ يَسْأَلُونَ عَنِ الْإِسْنَادِ حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْمُخْتَارِ فَاتَّهَمُوا النَّاسَ»

142 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ، إِمْلَاءً بِالْبَصْرَةِ، أنا أَبُو جَزْءٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ الْقُشَيْرِيُّ، نا أَبُو الْعِينَاءِ، عَنْ أَبِي أَنَسٍ الْحَرَّانِيِّ، قَالَ: قَالَ الْمُخْتَارُ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ: §«ضَعْ لِي حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي كَائِنٌ بَعْدَهُ خَلِيفَةً، وَطَالِبَ لَهُ بِتِرَةِ وَلَدِهِ، وَهَذِهِ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَخُلْعَةٌ وَمَرْكُوبٌ وَخَادِمٌ» ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَمَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا، وَلَكِنِ اخْتَرْ مَنْ شِئْتَ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَأَحُطُّكَ مِنَ الثَّمَنِ مَا شِئْتَ "، قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْكَدُ " قَالَ: وَالْعَذَابُ عَلَيْهِ أَشَدُّ " وَمِنْهَا أَنْ يَدَّعِيَ السَّمَاعَ مِمَّنْ لَمْ يَلْقَهُ، وَلِهَذِهِ الْعِلَّةِ قَيَّدَ النَّاسُ مَوَالِيدَ الرُّوَاةِ، وَتَارِيخَ مَوْتِهِمْ، فَوُجِدَتْ رِوَايَاتٌ لِقَوْمٍ عَنْ شُيُوخٍ قَصَّرَتْ أَسْنَانُهُمْ عَنِ إِدْرَاكِهِمْ

143 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَكْبَرُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ الزِّيَادِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَسَّانَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: " §لَمْ نَسْتَعِنْ عَلَى الْكَذَّابِينَ بِمِثْلِ التَّارِيخِ، نَقُولُ لِلشَّيْخِ: سَنَةَ كَمْ وُلِدْتَ؟ فَإِذَا أَخْبَرَ بِمَوْلِدِهِ عَرَفْنَا كَذِبَهُ مِنْ صِدْقِهِ "، قَالَ أَبُو حَسَّانَ: «فَأَخَذْتُ فِي التَّارِيخِ فَأَنَا أَعْمَلُهُ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً» وَضَبَطَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ صِفَاتَ الْعُلَمَاءِ وَهَيْئَاتِهِمْ وَأَحْوَالَهُمْ أَيْضًا؛ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ، وَقَدِ افْتُضِحَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الرُّوَاةِ فِي مِثْلِ ذَلِكَ

امتحان الراوي بالسؤال عن وقت سماعه

§امْتِحَانُ الرَّاوِي بِالسُّؤَالِ عَنْ وَقْتِ سَمَاعِهِ

144 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيْدَلَانِيُّ، بِمَكَّةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ - أَخْرَجَهُ إِلَى ابْنِهِ بِالرِّيِّ -: " سَأَلْتُ أَبَا الْوَلِيدِ عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ فَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيثَ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا نَحَلَ - يَعْنِي وَلَدًا وَالِدٌ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ» - فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ يَوْمًا إِذْ قَالَ: نا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ أَوْ سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ وَسُئِلَ عَنْ كَذَا وَكَذَا فَقُلْتُ: فِي سَنَةِ كَمْ؟ قَالَ: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، قُلْنَا: فَإِنَّ عَطَاءً تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ "

145 - نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَطَّانُ النَّيْسَابُورِيُّ لَفْظًا، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَيْرُوتِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَهْرَانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: " §كُنْتُ بِالْعِرَاقِ فَأَتَانِي أَهْلُ الْحَدِيثِ، فَقَالُوا: هَهُنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ؟ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ سَنَةٍ كَتَبْتَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ؟ قَالَ: سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَقُلْتُ: أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ سَمِعْتَ مِنَ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَبْعِ سِنِينَ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: مَاتَ خَالِدٌ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ "

146 - وَنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: §" لَمَّا حَدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، أَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ، فَذَكَرَ أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ قَبْلَ أَنْ تُولَدَ بِتِسْعِ سِنِينَ، فَأَعْلَمَهُ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْكِسِّيُّ، وَحَدَّثَ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، سَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ فَذَكَرَ أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِنَا: سَمِعَ هَذَا الشَّيْخُ مِنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ بَعْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً "

امتحان الراوي بالسؤال عن صفة من روى عنه

§امْتِحَانُ الرَّاوِي بِالسُّؤَالِ عَنْ صِفَةِ مَنْ رَوَى عَنْهُ

147 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ أَبُو السِّنْدِيِّ الْمَكِّيُّ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ - وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ: §كُنَّا نَتَّهِمُهُ بِالْكَذِبِ، قُلْتُ لَهُ: صِفْ لِي عَائِشَةَ، قَالَ: كَانَتْ أَدْمَاءَ، وَقَالَ غَيْرُ عَبَّادٍ: كَانَتْ شَقْرَاءَ بَيْضَاءَ "

148 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارِزْمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: " §سُئِلَ وَكِيعٌ عَنْ أُمِّ دَاوُدَ الْوَابِشِيَّةِ، فَقَالَ: امْرَأَةٌ كَانَتْ ذَكِيَّةَ الْفُؤَادِ، قَالَ: وَسُئِلَ عَنْهَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ فَقَالَ: سَأَلَهَا رَجُلٌ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: فَقَالَتْ: كَانَ مِثْلَ أُمِّكَ، قُلْتُ لِابْنِ عَمَّارٍ: مَا مَعْنَاهُ فَقَالَ: كَانَ أَثَطَّ - تَعْنِي كَوْسَجًا لَمْ تَكُنْ لَهُ لِحْيَةٌ - وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُذَيْنَةَ الْأُذَيْنِيُّ لَا تَكْتُبْ حَدِيثَهُ، مَرَّ هَهُنَا، فَقَدِمَ الْمَوْصِلَ، فَنَزَلَ عَلَى حَرْبٍ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَ: فَسَمِعَ مِنْهُ ابْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَقَاسِمٌ الْجَرْمِيُّ، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلْقَاسِمِ، قَالَ: وَقُلْتُ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَذَا كَذَّابًا، قَالَ: فَقَالَ لِي قَاسِمٌ: إِنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ أَخْبَرَنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَالِمٍ كَانَ أَعْمَى، فَسَلْهُ أَصَحِيحًا كَانَ أَمْ أَعْمَى؟ قَالَ: فَأَقْلَبْتُ الْمَسْأَلَةَ، فَقُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ كَانَ أَعْوَرَ أَمْ صَحِيحًا؟ فَقَالَ: صَحِيحٌ وَاللَّهِ أَصَحُّ بَصَرًا مِنْكَ " قَالَ: فَأَخْبَرْتُ قَاسِمًا بِذَلِكَ فَأَلْقَوْا حَدِيثَهُ "

امتحان الراوي بالسؤال عن الموضع الذي سمع فيه

§امْتِحَانُ الرَّاوِي بِالسُّؤَالِ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي سَمِعَ فِيهِ

149 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، نا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: " §أَيْنَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: وَقَفَ عَلَيْنَا عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي مَجْلِسٍ فِي جَبَّانَةِ السَّبِيعِ "

150 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: " §سَأَلْتُ مُجَاهِدَ بْنَ مُوسَى عَنْ أَبِي دَاوُدَ، يَعْنِي النَّخَعِيَّ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَيْنَ لَقِيتَهُ؟ فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُ عَنْهُ حَتَّى هَيَّأْتُ لَهُ الْجَوَّابَ، لَقِيتُهُ بِالْبَابِ وَالْأَبْوَابِ " قَالَ مُجَاهِدٌ: دَلَّنِي عَلَى مَكَانٍ لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ "

151 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السِّمْسَارُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الصَّيْرَفِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ، يَقُولُ: " §مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ، غَيْرَ شَيْءٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَنا عَنْ سُهَيْلِ بْنِ ذَكْوَانَ وَكَانَ ضَعِيفًا عَنْ عَائِشَةَ، وَقِيلَ لَهُ: أَيْنَ لَقِيتَ عَائِشَةَ؟ قَالَ: بِوَاسِطَ "

من بان كذبه بحكايته عن شيخه خلاف المحفوظ عنه

§مَنْ بَانَ كَذِبُهُ بِحِكَايَتِهِ عَنْ شَيْخِهِ خِلَافَ الْمَحْفُوظِ عَنْهُ

152 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَيُّوبَ: إِنَّ عَمْرًا رَوَى عَنِ الْحَسَنِ: لَا يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ "، قَالَ أَيُّوبُ: " كَذَبَ، أَنَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: §«يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ»

153 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ، بِبُخَارَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَعْشَرٍ حَمْدَوَيْهِ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ، يَقُولَانِ: §" لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأُسَامِيُّ الْمَدِينِيُّ بُخَارَى كُنَّا -[135]- نَخْتَلِفُ إِلَيْهِ وَهُوَ يُحَدِّثُنَا: فَحَدَّثَنَا يَوْمًا بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَحْتَجِمُ يَوْمَ السَّبْتِ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَحْتَجِمُ يَوْمَ السَّبْتِ غَيْرَ مَرَّةٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: فَأَتَيْنَا أَبَا جَعْفَرٍ الْمُسْنَدِيُّ، فَذَكَرْنَا لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَقِيمُونِي أَقِيمُونِي، سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَا احْتَجَمْتُ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَغُشِيَ عَلَيَّ، قَالَ: فَعَلِمْنَا حِينَئِذٍ أَنَّهُ كَذَّابٌ "، قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: فَلِذَلِكَ كَذَّبُوهُ، كَانَ يَأْخُذُ كِتَابَ الْقَعْنَبِيِّ وَكِتَابَ قُتَيْبَةَ فَيَنْظُرُ فِيهِ فَيَرْوِي لَهُمْ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَغَيْرِهِ أَوْ كَمَا قَالَ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: وَإِذَا سَلِمَ الرَّاوِي مِنْ وَضْعِ الْحَدِيثِ وَادِّعَاءِ السَّمَاعِ مِمَّنْ لَمْ يَلْقَهُ، وَجَانَبَ الْأَفْعَالَ الَّتِي تَسْقُطُ بِهَا الْعَدَالَةُ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ بِمَا سَمِعَهُ فَحَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ، لَمْ يَصِحَّ الِاحْتِجَاجُ بِحَدِيثِهِ حَتَّى يَشْهَدَ لَهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْأَثَرِ وَالْعَارِفُونَ بِهِ أَنَّهُ مِمَّنْ قَدْ طَلَبَ الْحَدِيثَ وَعَانَاهُ وَضَبَطَهُ وَحَفِظَهُ، وَيُعْتَبَرُ إِتْقَانُهُ وَضَبْطُهُ بِقَلْبِ الْأَحَادِيثِ عَلَيْهِ

امتحان الراوي بقلب الأحاديث وإدخالها عليه

§امْتِحَانُ الرَّاوِي بِقَلْبِ الْأَحَادِيثِ وَإِدْخَالِهَا عَلَيْهِ

154 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ: وَأَنَا حَاضِرٌ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ عَنْ بَهْزٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: " §كُنْتُ أُقَلِّبُ عَلَى ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ حَدِيثَهُ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: الْقُصَّاصَ لَا يَحْفَظُونَ، وَكُنْتُ أَقُولُ لِحَدِيثِ أَنَسٍ: كَيْفَ حَدَّثَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى؟ فَيَقُولُ: لَا إِنَّمَا حَدَّثَنَاهُ أَنَسٌ، وَأَقُولُ لِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: كَيْفَ حَدَّثَكَ أَنَسٌ؟ فَيَقُولُ: لَا إِنَّمَا حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى "

155 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيِّ، بِهَا، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، نا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، نا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: «§قَلَبْتُ أَحَادِيثَ عَلَى ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فَلَمْ تَنْقَلِبْ، وَقَلَبْتُ عَلَى أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ فَانْقَلَبَتْ»

أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَلْجٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ بَهْزًا وَسَأَلَهُ حَرَمِيُّ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، فَذَكَرَ عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: " §كَتَبْتُ حَدِيثَ أَنَسٍ عَنِ الْحَسَنِ، وَحَدِيثَ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ فَقَرَأَهَا عَلَيَّ، فَقَالَ حَرَمِيُّ: «بِئْسَ مَا صَنَعَ وَهَذَا يَحِلُّ؟»

157 - قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقِ، عَنْ دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا وَهُوَ ابْنُ مُوسَى يَقُولُ: §دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ فِي بَيْتِهِ فَدَفَعَ إِلَيْهِ - يَعْنِي حَارِثًا النَّقَّالَ - رُقْعَةً فِيهَا حَدِيثٌ مَقْلُوبٌ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ حَتَّى كَادَ أَنْ يَفْرُغَ، ثُمَّ فَطِنَ، فَنَقَدَهُ فَرَمَى بِهِ، وَقَالَ: «كَادَتْ وَاللَّهِ تَمْضِي، كَادَتْ وَاللَّهِ تَمْضِي»

158 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هَارُونَ الضَّبِّيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحٍ الْهَاشِمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ عُقْدَةَ، يَقُولُ: " §خَرَجَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ إِلَى الْكُوفَةِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، فَدَلَّسَ عَلَيْهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ، فَلَمَّا فَرَغُوا رَفَسَ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ حَتَّى أَقْلَبَهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا أَحْمَدُ فَيَمْنَعُهُ وَرَعُهُ مِنْ هَذَا، وَأَمَّا هَذَا - يَعْنِي عَلِيًّا - فَتَحْنِيثُهُ يَمْنَعُهُ مِنْ ذَلِكَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَهَذَا مِنْ عَمَلِكَ، قَالَ يَحْيَى: فَكَانَتْ تِلْكَ الرَّفْسَةُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ " وَإِذَا كَانَ الرَّاوِي مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَالْمَذَاهِبِ الَّتِي تُخَالِفُ الْحَقَّ لَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ، وَإِنْ عُرِفَ بِالطَّلَبِ وَالْحِفْظِ

في ترك السماع من أهل الأهواء والبدع

§فِي تَرْكِ السَّمَاعِ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ

159 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ الْإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ الْمَدِينِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الْأَصَاغِرِ»

160 - قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَحْمُودَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ مَحْبُوبَ بْنَ مُوسَى، " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، فِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: «§أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الْأَصَاغِرِ» قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَسَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ: مَنِ الْأَصَاغِرُ؟ قَالَ: «أَهْلُ الْبِدَعِ»

161 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْمُعَدَّلِ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُخَرِّمِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِيرْيَابِيُّ، نا يُوسُفُ بْنُ الْفَرَجِ، بِكِسٍّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، ثُمَّ حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، بِحَلَبَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، ثُمَّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ الْأَنْبَارِيُّ قَالُوا جَمِيعًا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنَ الْخَوَارِجِ تَابَ وَرَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ §هَذِهِ الْأَحَادِيثَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ، فَإِنَّا كُنَّا إِذَا هَوِينَا أَمْرًا صَيَّرْنَاهُ حَدِيثًا»

162 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ، نا يَزِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَلَّالُ، نا أَبُو عَوْفٍ الْبُزُورِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، لَهُمْ - يَعْنِي الرَّافِضَةَ - تَابَ قَالَ: §«كُنَّا إِذَا اجْتَمَعْنَا وَاسْتَحْسَنَّا شَيْئًا جَعَلْنَاهُ حَدِيثًا»

163 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ بِهَا، أنا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَهْزُولٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «§مَنْ سَمِعَ مِنْ مُبْتَدِعٍ لَمْ يَنْفَعْهُ اللَّهُ بِمَا سَمِعَ، وَمَنْ صَافَحَهُ فَقَدْ نَقَضَ الْإِسْلَامَ عُرْوَةً عُرْوَةً»

ترك السماع ممن لا يعرف أحكام الرواية، وإن كان مشهورا بالصلاح والعبادة

§تَرْكُ السَّمَاعِ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُ أَحْكَامَ الرِّوَايَةِ، وَإِنْ كَانَ مَشْهُورًا بِالصَّلَاحِ وَالْعِبَادَةِ

164 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا خَلِيفَةَ يَعْنِي الْجُمَحِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §«أَرَى هَذَا الْأَمْرَ يُكْتَبُ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهِ وَيُحْمَلُ عَنْ غَيْرِ أَهْلِهِ»

165 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَتُّوتِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، يَقُولُ: §«إِنَّ لِيَ لَجَارًا بِالْبَصْرَةِ مَا أَكَادُ أَقُدِّمُ عَلَيْهِ بِالْبَصْرَةِ أَحَدًا، لَوْ شَهِدَ عِنْدِي عَلَى فِلْسَيْنِ أَوْ تَمْرَتَيْنِ لَمْ أُجِزْ شَهَادَتَهُ»

166 - نا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ رَجَاءٍ، يَعْنِي ابْنَ حَيْوَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: «§حَدِّثْنَا وَلَا تُحَدِّثْنَا عَنْ مُتَمَاوِتٍ، وَلَا طَعَّانٍ»

167 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الْوَرَّاقُ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مَحْمِيِّ بْنِ بَهْرَامَ الْمُخَرِّمِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ، يَقُولُ: §«مَا رَأَيْتُ الْكَذِبَ فِي أَحَدٍ أَكْثَرَ مِنْهُ فِيمَنْ يُنْسَبُ إِلَى الْخَيْرِ وَالزُّهْدِ»

168 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ الْفَارِسِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، إِمْلَاءً، نا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ السِّمْسَارُ، نا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: " §لَا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ مِنْ أَرْبَعَةٍ، وَيُؤْخَذُ مِمَّنْ سِوَى ذَلِكَ: لَا تَأَخُذْ مِنْ سَفِيهٍ مُعْلِنٍ بِالسَّفَهِ وَإِنْ كَانَ أَرْوَى النَّاسِ، وَلَا تَأْخُذْ مِنْ كَذَّابٍ يَكْذِبُ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ إِذَا جُرِّبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ لَا يُتَّهَمُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مِنْ صَاحِبِ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ، وَلَا مِنْ شَيْخٍ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ إِذَا كَانَ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيِّ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا هَذَا، وَلَكِنْ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: «لَقَدْ أَدْرَكْتُ -[140]- بِهَذَا الْبَلَدِ - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - مَشْيَخَةً لَهُمْ فَضْلٌ وَصَلَاحٌ وَعِبَادَةٌ يُحَدِّثُونَ مَا سَمِعْتُ مِنَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَدِيثًا قَطُّ» ، قِيلَ: وَلِمُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مَا يُحَدِّثُونَ» ، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ

كراهة السماع من الضعفاء إذا كان الراوي صحيح السماع، غير أنه متساهل في الرواية، ومعروف بالغفلة، فالسماع منه جائز، غير أنه مكروه ويضعف حاله بما ذكرنا

§كَرَاهَةُ السَّمَاعِ مِنَ الضُّعَفَاءِ إِذَا كَانَ الرَّاوِي صَحِيحَ السَّمَاعِ، غَيْرَ أَنَّهُ مُتَسَاهِلٌ فِي الرِّوَايَةِ، وَمَعْرُوفٌ بِالْغَفْلَةِ، فَالسَّمَاعُ مِنْهُ جَائِزٌ، غَيْرَ أَنَّهُ مَكْرُوهٌ وَيُضَعَّفُ حَالُهُ بِمَا ذَكَرْنَا

169 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ الْقُومَسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: §«وَيْلٌ لِلْمُحَدِّثِ إِذَا اسْتَضْعَفَهُ صَاحِبُ حَدِيثٍ»

170 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الدِّمَشْقِيُّ، بِهَا، نا أَبُو الْجَهْمِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ طَلَّابٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: قَالَ وَكِيعٌ: §«وَيْلٌ لِلْمُحَدِّثِ إِذَا اسْتَضْعَفَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ»

171 - أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ الْوَاعِظَ، يَقُولُ: قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُسَدَّدًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: «§كُنَّا إِذَا اسْتَضْعَفْنَا مُحَدِّثًا أَكَلْنَاهُ، وَإِذَا اسْتَضْعَفَنَا أَكَلَنَا»

172 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُجَهِّزُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، بِدِمَشْقَ مِنْ لَفْظِهِ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقَابِرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: «§وَيْلٌ لِلْمُحَدِّثِ إِنِ اسْتَضْعَفَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ» ، قُلْتُ لَهُ: يَعْمَلُونَ بِهِ مَاذَا؟ قَالَ: إِنْ كَانَ كَذُوبًا سَرَقُوا كُتُبَهُ، وَأَفْسَدُوا حَدِيثَهُ، وَحَبَسُوهُ وَهُوَ حَاقِنٌ حَتَّى يَأْخُذَهُ الْحَصْرُ، فَيَقْتُلُوهُ شَرَّ قِتْلَةٍ، وَإِنْ كَانَ ذَكَرًا فَحْلًا اسْتَضْعَفَهُمْ وَكَانُوا بَيْنَ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، قُلْتُ: وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَعْرِفُ مَا يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ وَيَكُونُ هَذَا الشَّأْنُ صَنْعَتَهُ، أَمَا سَمِعْتَ أَبَا بَكْرٍ الْهُذَلِيَّ -[141]- كَيْفَ يَقُولُ: قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: أَيُعْجِبُكَ الْحَدِيثُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُعْجِبُ ذُكُورَ الرِّجَالِ وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُهُمْ، أَمَّا ذُكُورُ الرِّجَالِ فَهُمُ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ وَالْعِلْمَ وَعَرَفُوا قَدْرَهُ، وَأَمَّا مُؤَنَّثُهُمْ فَهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: إِيشْ نَعْمَلُ بِالْحَدِيثِ، وَنَدَعُ الْقُرْآنَ؟ أَوَمَا عَلِمُوا أَنَّ السُّنَّةَ تَقْضِي عَلَى الْكِتَابِ، أَصْلَحَنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُمْ "

باب آداب الطلب ينبغي لطالب الحديث أن يتميز في عامة أموره عن طرائق القوام، باستعمال آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمكنه، وتوظيف السنن على نفسه، فإن الله تعالى يقول: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة

§بَابُ آدَابِ الطَّلَبِ يَنْبَغِي لِطَالِبِ الْحَدِيثِ أَنْ يَتَمَيَّزَ فِي عَامَّةِ أُمُورِهِ عَنْ طَرَائِقِ الْقَوَّامِ، بِاسْتِعْمَالِ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَمْكَنَهُ، وَتَوْظِيفِ السُّنَنِ عَلَى نَفْسِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]

173 - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلَّابُ، قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: §«يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إِذَا سَمِعَ شَيْئًا مِنْ آدَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِهِ»

174 - أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ثَابِتَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «§إِنِ اسْتَطَعْتَ، أَلَّا تَحُكَّ رَأْسَكَ إِلَّا بِأَثَرٍ فَافْعَلْ»

175 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِيُّ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §«كَانَ الرَّجُلُ يَطْلُبُ الْعِلْمَ فَلَا يَلْبَثُ أَنْ يَرَى ذَلِكَ فِي تَخَشُّعِهِ وَهَدْيِهِ وَلِسَانِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدِهِ»

176 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوتِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: §«كَانَ الشَّابُّ إِذَا وَقَعَ فِي الْحَدِيثِ احْتَسَبَهُ أَهْلُهُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ اجْتِهَادًا يَقْتَطِعُهُ عَنْ أَهْلِهِ فَيَحْتَسِبُونَهُ عِنْدَ ذَلِكَ

177 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ الْخُلْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، نا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: §«كَانَ أَصْحَابُنَا يَسْتَعِينُونَ عَلَى طَلَبِ الْحَدِيثِ بِالصَّوْمِ»

178 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عِصْمَةَ عَاصِمَ بْنَ عِصَامٍ الْبَيْهَقِيَّ يَقُولُ: بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَجَاءَ بِالْمَاءِ فَوَضَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ نَظَرَ إِلَى الْمَاءِ فَإِذَا هُوَ كَمَا كَانَ، فَقَالَ: §«سُبْحَانَ اللَّهِ رَجُلٌ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لَا يَكُونُ لَهُ وِرْدٌ مِنَ اللَّيْلِ»

179 - نا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، إِمْلَاءً، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنِ حَمْدَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " §كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيِّ، فَحَضَرَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ، فَأَذَّنَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، إِلَى أَيْنَ؟ قُلْتُ: أَتَطَهَّرُ لِلصَّلَاةِ، قَالَ: كَانَ ظَنِّي بِكَ غَيْرَ هَذَا، يَدْخُلُ عَلَيْكَ وَقْتُ الصَّلَاةِ وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ "

180 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزَجِيُّ، قَالُوا: أنا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا بِبَابِ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَقُلْنَا: يَا أَبَا نَصْرٍ، حَدِّثْنَا، فَقَالَ: " §أَتُؤَدُّونَ زَكَاةَ الْحَدِيثِ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ، وَلِلْحَدِيثِ زَكَاةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ فَمَا كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ عَمَلٍ أَوْ صَلَاةٍ أَوْ تَسْبِيحٍ اسْتَعْمَلْتُمُوهُ "

181 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: " §يَا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، أَدُّوا زَكَاةَ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالُوا: يَا أَبَا نَصْرٍ، كَيْفَ نُؤَدِّي زَكَاتَهُ؟ قَالَ: «اعْمَلُوا مِنْ كُلِّ مِائَتَيْ حَدِيثٍ بِخَمْسَةِ أَحَادِيثَ»

182 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، أنا يُوسُفُ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا خَالِدٍ الْأَحْمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ الْمُلَائِيَّ، يَقُولُ: §«إِذَا بَلَغَكَ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ فَاعْمَلْ بِهِ وَلَوْ مَرَّةً تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ»

183 - أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ حَمْدَانَ الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ مَنِيعٍ، يَقُولُ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ، فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يَكْتُبُ لِي إِلَيْهِ، فَكَتَبَ: وَهَذَا رَجُلٌ يَكْتُبُ الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَكَ وَلُزُومِي لَوْ كَتَبْتَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ " قَالَ: §«صَاحِبُ الْحَدِيثِ عِنْدَنَا مَنْ يَسْتَعْمِلُ الْحَدِيثَ»

184 - وَحُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخُتُّلِيِّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْخَلَّالُ، نا الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: §«مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا وَقَدْ عَمِلْتُ بِهِ، حَتَّى مَرَّ بِي الْحَدِيثُ» أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى أَبَا طَيْبَةَ دِينَارًا «، فَأَعْطَيْتُ الْحَجَّامَ دِينَارًا حَتَّى احْتَجَمْتُ»

185 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو مُحَمَّدَ بْنَ -[145]- أَبِي جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ يَقُولُ: كَانَ وَالِدِي أَبُو جَعْفَرٍ يُصَلِّي صَلَاةَ الْمَغْرِبِ مَعَ أَبِي عُثْمَانَ يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، وَرُبَّمَا أَقَامَ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي حَتَّى يُصَلِّيَ مَعَهُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَإِذَا أَبْطَأَ عَلَيْنَا خَرَجْتُ إِلَى مَسْجِدِ أَبِي عُثْمَانَ فَخَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِيَ إِلَى مَسْجِدِ أَبِي عُثْمَانَ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، فَصَلَّى بِنَا ثُمَّ دَخَلَ دَارَهُ، وَرَجَعْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الْبَيْتِ، فَقُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَةَ، أَبُو عُثْمَانَ قَدْ أَحْرَمَ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ هُوَ ذَا يَسْمَعُ مِنِّي الْمُسْنَدَ الصَّحِيحَ الَّذِي خَرَّجْتُهَ عَلَى كِتَابِ مُسْلِمٍ، فَإِذَا سَمِعَ بِسُنَّةٍ لَمْ يَكُنِ اسْتَعْمَلَهَا فِيمَا مَضَى أَحَبَّ أَنْ يَسْتَعْمِلَهَا فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ، وَإِنَّهُ سَمِعَ فِيَ جُمْلَةِ مَا قُرِئَ عَلَيَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى فِي إِزَارِ وَرِدَاءٍ فَأَحَبَّ أَنْ يَسْتَعْمِلَ تِلْكَ السُّنَّةَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ "

186 - سَمِعْتُ أَبَا الْفَتْحِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نُجَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الزَّاهِدُ يَقُولُ: " §مَنْ أَمَّرَ السُّنَّةَ عَلَى نَفْسِهِ قَوْلًا وَفِعْلًا نَطَقَ بِالْحِكْمَةِ، وَمَنْ أَمَّرَ الْهَوَى عَلَى نَفْسِهِ نَطَقَ بِالْبِدْعَةِ، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54] "

البكور إلى مجالس الحديث

§الْبُكُورُ إِلَى مَجَالِسِ الْحَدِيثِ

187 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَائِشَةَ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ هُوَ ابْنُ زِيَادٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا»

188 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّوَّافُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ شَبِيبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا»

189 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّرِيِّ النَّهْرَوَانِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَسْكَرِيُّ، نا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ النَّصْرِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا مُجْتَازًا، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» فَقَالَ: فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ "

190 - أنا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَحْمَدَ الزُّهْرِيُّ الْخَطِيبُ بِالدِّنْيَورِ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْجَارُودِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: إِنَّ شَرِيكًا قَالَ: §«صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي إِسْحَاقَ أَلْفَ غَدَاةٍ»

191 - نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ بِحُلْوَانَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، بِأَصْبَهَانَ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَشَّابُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُعَاذٍ، نا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، نا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: قِيلَ لِشَرِيكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ " §مَا بَالُ حَدِيثِكَ مُنْتَقَدٌ؟ قَالَ: «لِتَرْكِي الْعَصَائِدِ بِالْغَدَوَاتِ»

192 - نا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ، - وَذَكَرُوا طَلَبَ الْحَدِيثِ - فَقَالَ: §«كُنْتُ أَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ قَبْلَ الْغَدَاةِ فَلَا أَرْجِعُ إِلَى الْعَتَمَةِ»

193 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُقْرِئِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ، يَقُولُ: " §كُنْتُ رُبَّمَا أَرَدْتُ الْبُكُورَ إِلَى الْحَدِيثِ، فَتَأَخُذُ أُمِّي ثِيَابِي وَتَقُولُ: حَتَّى يُؤَذِّنَ النَّاسُ، وَحَتَّى يُصْبِحُوا، وَكُنْتُ رُبَّمَا بَكَّرْتُ إِلَى مَجْلِسِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ وَغَيْرِهِ "

أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ بِشْرَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، نا أَحْمَدُ، يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ عَقَّارٍ، يَقُولُ: §«إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ وَلَمْ يَجِيءْ فِي الْمَجْلِسِ الْآخِرِ - وَنَعْلُهُ مُعَلَّقَةٌ فِي يَدِهِ - فَايْأَسْ مِنْ خَيْرِهِ»

مشي الطالب على تؤدة من غير عجلة

§مَشْيُ الطَّالِبِ عَلَى تُؤَدَةٍ مِنْ غَيْرِ عَجَلَةٍ

195 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، نا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أنا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَشَى كَأَنَّهُ يَتَوَكَّأُ»

196 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ، نا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«سُرْعَةُ الْمَشْيِ تَذْهَبُ بِمَاءِ الْوَجْهِ»

197 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَعْلَى الطُّوَيْتِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْوَزَّانُ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: " §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ يَعْدُو إِلَّا قُلْتُ: مَجْنُونٌ أَوْ صَاحِبُ حَدِيثٍ "

198 - أنا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ، بِالرِّيِّ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ السَّرَخْسِيُّ بَهَرَاةَ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ السَّبَخِيُّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُهَلَّبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §«مَا فَقِهَ رَجُلٌ طَلَبَ الْحَدِيثَ عَلَى دَابَّةٍ»

تشميره ثيابه وبذاذته في الهيئة

§تَشْمِيرُهُ ثِيَابَهُ وَبَذَاذَتُهُ فِي الْهَيْئَةِ

199 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا حَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، نا حَسَنٌ، يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ قَمِيصًا قَصِيرَ الْكُمَّيْنِ وَالطُّولِ»

200 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَمِّهَا، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي وَعَلَيَّ بُرْدٌ أَجُرُّهُ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَجُلٌ: «§ارْفَعْ ثَوْبَكَ، فَإِنَّهُ أَتْقَى وَأَنْقَى» ، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِيَ بُرْدَةٌ لِي مَلْحَاءُ، فَقَالَ: «أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ؟» قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ "

201 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأُشْنَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: ذَكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عِنْدَهُ الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَلَا تَسْمَعُونَ؟ أَلَا تَسْمَعُونَ؟ إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الْإِيمَانِ»

202 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُوذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْبُوشَنْجِيُّ، يَقُولُ: §" وَأَمَّا الْبَذَاذَةُ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهَا مِنَ الْإِيمَانِ فَهِيَ رَثَاثَةُ الثِّيَابِ فِي الْمَلْبَسِ وَالْمَفْرَشِ، وَذَلِكَ تَوَاضَعٌ عَنْ رَفِيعِ الثِّيَابِ وَثَمِينِ الْمَلَابِسِ وَالْمُفْتَرَشِ، وَهِيَ مَلَابِسُ أَهْلِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، يُقَالُ: فُلَانٌ بَذِيُّ الْهَيْئَةِ، رَثُّ الْمَلْبَسِ " وَاللَّهُ أَعْلَمُ

203 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمُوسَى بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ بِمِصْرَ، قَالَا: نا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَبَذِّلَ الَّذِي لَا يُبَالِي مَا لَبِسَ»

204 - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهِيتِيُّ التَّغْلِبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ، يَقُولُ: " §عَهْدِي بِالْحَدِيثِ لَا يَطْلُبُهُ إِلَّا مُخَرَّقَ الثَّوْبِ، وَمَا سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَعِيبُ الْعِلْمَ قَطُّ، وَلَا مَنْ يَطْلُبُهُ، قَالُوا: «لَيْسَتْ لَهُمْ فِيهِ نِيَّةٌ» ، قَالَ: «إِنَّ طَلَبَهُمْ لِلْعِلْمِ نِيَّةٌ»

205 - سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّابُونِيَّ يَقُولُ: نا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيِّ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ، كَانَ رَجُلًا لَهُ هَيْئَةٌ» ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَهْ، وَمَا كَانَتْ هَيْئَتُهُ؟ قَالَ: §كَانَ قَمِيصُهُ مُقَبَّبًا "

206 - أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ التَّاجِرُ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ، أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، نا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مِسْعَرٍ وَأَنَا عِنْدَهُ، وَعَلَيْهِ، ثِيَابٌ جِيَادٌ، فَقَالَ: أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ مِسْعَرٌ: «§لَيْسَ هَذَا مِنْ آلَةِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ فَلْيَتَقَشَّفْ، وَلْيَمْشِ حَافِيًا»

استعماله السمت وحسن الهدي

§اسْتِعْمَالُهُ السَّمْتَ وَحُسْنَ الْهَدْيِ

207 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، نا النُّفَيْلِيُّ، نا زُهَيْرٌ، نا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §الْهَدْيَ الصَّالِحَ وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ وَالِاقْتِصَادَ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ»

208 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا دَاوُدُ بْنُ مُحَبَّرٍ، نا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ أَعْجَبَهُ سَمْتُ رَجُلٍ، فَهُوَ مِثْلُهُ»

209 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا حَرْمَلَةُ، نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا، يَقُولُ: «إِنَّ §حَقًّا عَلَى مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ وَخَشْيَةٌ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَّبِعًا لِأَثَرِ مَنْ مَضَى قَبْلَهُ»

210 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا قَبِيصَةُ، نا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، نا أَصْحَابُنَا، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «§إِذَا تَعَلَّمْتُمُ الْعِلْمَ فَاكْظِمُوا عَلَيْهِ، وَلَا تَخْلِطُوهُ بِضَحِكٍ وَبَاطِلٍ؛ فَتَمُجُّهُ الْقُلُوبُ» يَجِبُ عَلَى طَالِبِ الْحَدِيثِ أَنْ يَتَجَنَّبَ اللَّعِبَ وَالْعَبَثَ وَالتَّبَذُّلَ فِي الْمَجَالِسِ بِالسَّخْفِ، وَالضَّحِكِ، وَالْقَهْقَهَةِ، وَكَثْرَةِ التَّنَادُرِ، وَإِدْمَانِ الْمِزَاحِ وَالْإِكْثَارِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا يُسْتَجَازُ مِنَ الْمِزَاحِ يَسِيرُهُ وَنَادِرُهُ وَطَرِيفُهُ الَّذِي لَا يَخْرُجُ عَنْ حَدِّ الْأَدَبِ وَطَرِيقَةِ الْعِلْمِ، فَأَمَّا مُتَّصِلُهُ وَفَاحِشُهُ وَسَخِيفُهُ وَمَا أَوْغَرَ مِنْهُ الصُّدُورَ وَجَلَبَ الشَّرَّ؛ فَإِنَّهُ مَذْمُومٌ وَكَثْرَةُ الْمِزَاحِ وَالضَّحِكِ يَضَعُ مِنَ الْقَدْرِ، وُيُزِيلُ الْمُرُوءَةَ

211 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ، نا ابْنُ مَسْرُوقٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " كُنَّا عِنْدَ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ فَضَحِكَ رَجُلٌ مِنَّا فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ: §«تَضْحَكُ وَأَنْتَ تَطْلُبُ الْحَدِيثَ»

212 - نا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيِّ، أَخْبَرَكُمْ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخُو زُهَيْرٍ الْحَافِظُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ضَحِكَ رَجُلٌ عِنْدَ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: " §يَا فَتًى تَطْلُبُ الْعِلْمَ وَتَضْحَكُ قَالَ: فَقَالَ: أَلَيْسَ اللَّهُ أَضْحَكَ وَأَبْكَى؟ فَقَالَ هِشَامٌ: فَابْكِ إِذَنْ "

213 - دَفَعَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الْحَذَّاءُ كِتَابَهُ، فَوَجَدْتُ فِيهِ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَالِمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو يُوسُفَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: رَآنِي سُفْيَانُ وَأَنَا أُمَازِحُ رَجُلًا مِنْ بَنِي شَيْبَةَ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَتَبَسَّمْتُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: §«تَبْتَسِمُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَسْمَعُ الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ فَنَرَى عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَمْتَهُ وَهَدْيَهُ»

باب أدب الاستئذان على المحدث

§بَابُ أَدَبِ الِاسْتِئْذَانِ عَلَى الْمُحَدِّثِ

214 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَالِكِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، يَقُولُ: " §مَا اسْتَأْذَنْتُ قَطُّ عَلَى مُحَدِّثٍ، كُنْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيَّ، وَتَأَوَّلْتُ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [الحجرات: 5] " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِذَا وَجَدَ الطَّالِبُ الرَّاوِيَ نَائِمًا، فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ، بَلْ يَجْلِسُ وَيَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُ، أَوْ يَنْصَرِفُ إِنْ شَاءَ

215 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، أنا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْوَاسِطِيُّ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالُوا: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §" لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ، قَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فِيهِمْ؟ قَالَ: فَتَرَكَ ذَاكَ، وَأَقْبَلْتُ أَنَا أَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِيَ الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِي بَابَهُ، وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ تُسْفِي الرِّيحُ عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ؛ فَيَخْرُجُ فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، مَا جَاءَ بِكَ، أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ -[159]- فَآتِيكَ، فَأَقُولُ: أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ، فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ، قَالَ: فَعَاشَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي يَسْأَلُونِي فَيَقُولُ: «هَذَا الْفَتَى كَانَ أَعْقَلَ مِنِّي»

216 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ أَنَسٍ الْأَنْصَارِيُّ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، نا أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«وَجَدْتُ عَامَّةَ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ، إِنْ كُنْتُ لَأَقِيلُ بِبَابِ أَحَدِهِمْ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي عَلَيْهِ لَأُذِنَ لِي عَلَيْهِ، وَلَكِنْ أَبْتَغِي بِذَاكَ طِيبَ نَفْسِهِ»

217 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، نا جَدِّي، نا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أنا ابْنُ وَهْبٍ، نا سُفْيَانُ وَهُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: §" كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَأْتِي الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّهُ نَائِمٌ، فَيَضْطَجِعُ عَلَى الْبَابِ فَيُقَالُ لَهُ: أَلَا نُوقِظُهُ؟ فَيَقُولُ: لَا "

218 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: «§إِنْ كُنْتُ لَآتِي بَابَ عُرْوَةَ فَأَجْلِسُ، ثُمَّ أَنْصَرِفُ فَلَا أَدْخُلُ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَدْخُلَ لَدَخَلْتُ إِعْظَامًا لَهُ»

كيفية الوقوف على باب المحدث للاستئذان إذا كان باب دار المحدث مفتوحا فينبغي للطالب أن يقف قريبا منه ويستأذن

§كَيْفِيَّةِ الْوقُوفِ عَلَى بَابِ الْمُحَدِّثِ لِلِاسْتِئْذَانِ إِذَا كَانَ بَابُ دَارِ الْمُحَدِّثِ مَفْتُوحًا فَيَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ يَقِفَ قَرِيبًا مِنْهُ وَيَسْتَأْذِنَ

219 - لِمَا أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أنا سُلَيْمَانُ، يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ عَنْ كَثِيرٍ، عَنْ وَلِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِذَا دَخَلَ الْبَصَرُ فَلَا إِذْنَ»

220 - وأنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، فِي آخَرِينَ، قَالُوا: نا بَقِيَّةُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ أَوِ الْأَيْسَرِ وَيَقُولُ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» ، وَذَلِكَ أَنَّ الدُّورَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ سُتُورٌ " وَإِنْ كَانَ الْبَابُ مَرْدُودًا فَلَهُ أَنْ يَقِفَ حَيْثُ شَاءَ مِنْهُ وَيَسْتَأْذِنَ

جواز طرق الباب وصفته

§جَوَازُ طَرْقِ الْبَابِ وَصِفَتُهُ

221 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، وأنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، نا شُجَاعٌ أَبُو بَدْرٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - وَقَالَ الْأَصَمُّ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - قَالَا: نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي حَائِطٍ بِالْمَدِينَةِ عَلَى قُفِّ الْبِئْرِ، مُدَلِّيَ رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ فَدَقَّ الْبَابَ أَبُو -[161]- بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» ، هَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَتَابَعَهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ فَرَوَوْهُ جَمِيعًا عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، وَخَالَفَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ

222 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رَبَاحٍ الْبَزَّازُ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا نَافِعُ، أمْسِكْ عَلَيَّ الْبَابَ» ، وَجَاءَ فَجَلَسَ عَلَى الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، وَضَرِبَ الْبَابُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: «§ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» وَسَاقَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ، وَإِسْنَادُ الْأَوَّلِ أَصَحُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

223 - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«كَانَتْ أَبْوَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُقْرَعُ بِالْأَظَافِيرِ»

224 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَزْوِينِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ، نا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، نا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«كَانَ بَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرَعُ بِالْأَظَافِيرِ»

لفظ الاستئذان وتعريف الطالب نفسه

§لَفْظُ الِاسْتِئْذَانِ وَتَعْرِيفُ الطَّالِبِ نَفْسَهُ

أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، نا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ أَبَا إِسْمَاعِيلَ، رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ لَمْ يَبْدَأْ بِالسَّلَامِ فَلَا تَأْذَنُوا لَهُ»

226 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبُخَارِيُّ، نا أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، أَخْبَرَنِي مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " §إِذَا قَالَ: أَأَدْخُلُ وَلَمْ يُسَلِّمْ، فَقُلْ: لَا حَتَّى يَأْتِيَ بِالْمِفْتَاحِ، قُلْتُ: السَّلَامُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

227 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، قَالَ: سَلَّمَ أَبُو جُرَيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلَيْكُمُ السَّلَامُ، فَقَالَ: " §عَلَيْكُمُ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى وَلَكِنْ قُلْ: «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ» -[163]- وَيُكْرَهُ لِلطَّالِبِ إِذَا اسْتَأْذَنَ فَقِيلَ: مَنْ ذَا؟ أَنْ يَقُولَ: أَنَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسَمِّيَ نَفْسَهُ

228 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ النَّسَائِيُّ، نا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أَبِي، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ: §«أَنَا أَنَا» كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ "

229 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، نا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ الْجُوَيْنِيُّ الْقَاضِي، نا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ الْوَاسِطِيُّ بِبَغْدَادَ، فَحَدَّثَنَا فِي بَعْضِ مَجَالِسِهِ، قَالَ: قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ، فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ شُعْبَةَ، فَدَقَقْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ: يَا هَذَا مَا لِي صِدِّيقٌ يُقَالُ لَهُ: أَنَا ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ لِي فَضَرَبْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ: §«أَنَا أَنَا» كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ قُولِي هَذَا أَوْ قَوْلَهُ هَذَا "

230 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَزَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَيَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّدِيمُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: " §دَقَّ رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ قَالَ: هَا أَنَا ذَا، قَالَ: يَا هَا أَنَا ذَا ادْخُلْ، قَالَ: فَبَقِيَ لَقَبُ الرَّجُلِ هَا أَنَا ذَا "

231 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُهْتَدِي الْخَطِيبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمَأْمُونِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، نا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " دَقَقْتُ عَلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ الْبَابَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ: §«لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهَ»

232 - سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمُحْسِنِ الْقَاضِي، يَحْكِي عَنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ، أَنَّهُ " §كَانَ إِذَا دُقَّ بَابُهُ، فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ فَقَالَ الَّذِي عَلَى الْبَابِ: أَنَا، يَقُولُ الشَّيْخُ: أَنَا هُمْ دَقَّ؟ "

233 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ، نا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ، نا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَقَالَ: «§السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَيَدْخُلُ عُمَرُ؟ "

234 - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، أنا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَالِمٍ الْخُتُلِّيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عَائِشَةَ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، نا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَاعِدًا فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §«انْتَهَوْا إِلَى الْبَرَكَاتِ فَإِنَّهَا تَحِيَّةُ أَهْلِ الْبَيْتِ الصَّالِحِينَ»

235 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أنا أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا الْحُسَيْنُ، يَعْنِي ابْنَ وَاقِدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ - وَأَبُو مُوسَى يَقْرَأُ - فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَنَا بُرَيْدَةُ، فَقَالَ: §«قَدْ أُعْطِيَ هَذَا مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ»

فضل إفشاء السلام، والقدر المستحب من رفع الصوت به

§فَضْلُ إِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَالْقَدْرُ الْمُسْتَحَبُّ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ بِهِ

236 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الشَّاهِدُ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ فِيَ الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى بُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، وَظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا» فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هِيَ لِمَنْ طَيَّبَ الْكَلَامَ، وَأَفْشَى السَّلَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ»

237 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ، قَالَ: §«وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ تَسْلِيمًا يُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، وَلَا يُوقِظُ النَّائِمَ»

238 - أَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ، نا سَعْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ، قَالَ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُنَبِّهُ النَّائِمَ، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ»

الاستئذان بالفارسية

§الِاسْتِئْذَانُ بِالْفَارِسِيَّةِ

239 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، نا أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْعَلَاءِ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ، مَوْلَى أُمِّ مِسْكِينَ بِنْتِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " §أَرْسَلَتْنِي مَوْلَاتِي إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَجَاءَ مَعِي، فَلَمَّا قَامَ بِالْبَابِ، فَقَالَ: «أَندرايم» ، قَالَتْ: «أَندرون»

240 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ، يَقُولُ: " كَانَ §الدَّرَاوَرْدِيُّ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، نَزَلَ الْمَدِينَةَ وَكَانَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ: أندرون، فَلَقَّبَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الدَّرَاوَرْدِيَّ "

إذا استأذن الطالب فأمر بالانتظار أين يقعد

§إِذَا اسْتَأْذَنَ الطَّالِبُ فَأُمِرَ بِالِانْتِظَارِ أَيْنَ يَقْعُدُ

أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، نا أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ وَاهِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا لِي: مَكَانَكَ، حَتَّى يَخْرُجَ إِلَيْكَ، فَقَعَدْتُ قَرِيبًا مِنْ بَابِهِ فَخَرَجَ إِلَيَّ "

انتهاء الاستئذان إلى ثلاث، والانصراف بعدها لمن لم يؤذن له

§انْتِهَاءُ الِاسْتِئْذَانِ إِلَى ثَلَاثٍ، وَالِانْصِرَافُ بَعْدَهَا لِمَنْ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ

242 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، نا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو مُوسَى عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَانْصَرَفَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَدَعَاهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ رَجَعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«مَنِ اسْتَأْذَنَ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ» فَقَالَ عُمَرُ: لَتَأْتِيَنِّي عَلَى هَذَا - يَعْنِي بَيِّنَةً - أَوْ لَأَفْعَلَنَّ، فَأَتَى مَجْلِسَ قَوْمِهِ فَنَاشَدَهُمْ بِاللَّهِ، فَقُلْتُ: أَنَا مَعَكَ، قَالَ فَشَهِدَ لَهُ بِذَلِكَ فَخَلَّى عَنْهُ

243 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّقِّيُّ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا أَشْعَثُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْعَلَانِيَةِ، قَالَ: " اسْتَأْذَنْتُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ثَلَاثًا، ثُمَّ جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ فَخَرَجَتِ الْجَارِيَةُ فَأَذِنَتْ، فَقُلْتُ: إِنِّي §اسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، فَقَالَ: «لَوْ زِدْتَ لَمْ نَأْذَنْ لَكَ»

244 - نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحِنَّائِيُّ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سِنِينَ الْخُتُلِّيُّ، نا سَالِمُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَطَاءٍ السَّرْخِيِّ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: " §جَاءَ رَجُلٌ إِلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، فَقَالَ: أَهَاهُنَا أَبَا عِمْرَانَ؟ - وَإِبْرَاهِيمُ يَسْمَعُ - ثُمَّ قَالَ: أَهُنَا أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: يَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: «قُلِ الثَّالِثَةَ وَادْخُلْ»

باب أدب الدخول على المحدث لا يجوز الدخول على المحدث من غير استئذان، فمن فعل ذلك أمر بالخروج، وأن يستأذن ليكون تأديبا له في المستقبل

§بَابُ أَدَبِ الدُّخُولِ عَلَى الْمُحَدِّثِ لَا يَجُوزُ الدُّخُولُ عَلَى الْمُحَدِّثِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أُمِرَ بِالْخُرُوجِ، وَأَنْ يَسْتَأْذِنَ لِيَكُونَ تَأْدِيبًا لَهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ

245 - كَمَا أنا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، قَالُوا: أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ الْعَطَّارُ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، نا رَوْحٌ هُوَ ابْنُ عُبَادَةَ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ - قَالَ: أَبُو بَكْرٍ: هَكَذَا فِي الْكِتَابِ، وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - أَخْبَرَهُ أَنَّ كَلَدَةَ بْنَ الْحَنْبَلِ أَخْبَرَهُ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ قَدِمَ فِي الْفَتْحِ - وَقَالَ ابْنُ شَاذَانَ: بَعَثَهُ فِي الْفَتْحِ - بِلِبَأٍ وَجَدَايَةٍ وَصَغَابِيسَ - وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْلَى الْوَادِي، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ارْجِعْ فَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ؟ «وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ» -[170]- قَالَ عَمْرٌو: وَأَخْبَرَنِي بِهَذَا الْخَبَرِ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ، وَلَمْ يَقُلْ سَمِعْتُهُ مِنْ كَلَدَةَ وَإِذَا حَضَرَ جَمَاعَةٌ مِنَ الطَّلَبَةِ بَابَ الْمُحَدِّثِ، وَأَذِنَ لَهُمْ فِي الدُّخُولِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُقِدِّمُوا أَسَنَّهُمْ وَيُدْخِلُوهُ أَمَامَهُمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ السُّنَّةُ

تقديم الأكابر في الدخول

§تَقْدِيمُ الْأَكَابِرِ فِي الدُّخُولِ

246 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ»

247 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، بِهَا، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَمَرَنِي جِبْرِيلُ أَنْ أُكَبِّرَ، أَوْ قَالَ: قَدِّمُوا الْكُبْرَ "

248 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ الدِّينَوَرِيُّ، نا أَبُو عَلِيِّ بْنُ حَبَشٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ وَهْبٍ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، فَصِرْنَا إِلَى مَضِيقٍ فَتَقَدَّمَنِي ثُمَّ قَالَ لِي: §«لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْبَرُ مِنِّي بِيَوْمٍ مَا تَقَدَّمْتُكَ»

249 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَبُو عَمَّارٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: " §انْتَهَيْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، إِلَى قَنْطَرَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: تَقَدَّمْ، وَقَالَ لِي: تَقَدَّمْ فَحَاسَبْتُهُ، فَإِذَا أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ بِسَنَتَيْنِ "

250 - وأنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَخُو الْخَلَّالِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْمُهَلَّبِيُّ، بِبُخَارَى، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، نا قَيْسُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَرْوَزِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُمَارَةَ وَأَبِي انْتَهَيَا إِلَى قَنْطَرَةٍ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: تَقَدَّمْ، فَقَالَ: أَتَقَدَّمُ؟ §تَقَدَّمْ أَنْتَ فَإِنَّكَ أَفْقَهُنَا وَأَعْلَمُنَا وَأَفْضَلُنَا "

251 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ، بِالْبَصْرَةِ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: §بَلَغَنِي أَنَّ الْحَسَنَ، وَعَلِيًّا، ابْنَيْ صَالِحٍ كَانَا تَوْأَمَيْنِ، خَرَجَ الْحَسَنُ قَبْلَ عَلِيٍّ، فَلَمْ يُرَ قَطُّ الْحَسَنُ مَعَ عَلِيٍّ فِي مَجْلِسٍ إِلَّا جَلَسَ عَلِيٌّ دُونَهُ، وَلَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ مَعَ الْحَسَنِ إِذَا اجْتَمَعَا فِي مَجْلِسٍ " وَإِنْ قَدَّمَ الْأَكْبَرُ عَلَى نَفْسِهِ مَنْ كَانَ أَعْلَمَ مِنْهُ جَازَ ذَلِكَ، وَكَانَ حَسَنًا

252 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْأَسْلَمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنَ مَيْمُونٍ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مَنْصُورٍ، يَقُولُ: " §كُنْتُ مَعَ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَإِسْحَاقَ، يَعْنِي ابْنَ رَاهَوَيْهِ يَوْمًا نَعُودُ مَرِيضًا، فَلَمَّا حَاذَيْنَا الْبَابَ تَأَخَّرَ إِسْحَاقُ، وَقَالَ لِيَحْيَى: تَقَدَّمْ، فَقَالَ يَحْيَى لِإِسْحَاقَ: تَقَدَّمْ أَنْتَ، قَالَ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا، أَنْتَ أَكْبَرُ مِنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ أَنَا أَكْبَرُ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ مِنِّي، فَتَقَدَّمَ إِسْحَاقُ "

كراهة تسليم الخاصة إذا دخل الطالب على الراوي، فوجد عنده جماعة فيجب أن يعمهم بالسلام

§كَرَاهَةُ تَسْلِيمِ الْخَاصَّةِ إِذَا دَخَلَ الطَّالِبُ عَلَى الرَّاوِي، فَوَجَدَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ فَيَجِبُ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِالسَّلَامِ

253 - لَمَّا أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَنَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «§تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَعَلَى مَنْ لَمْ تَعْرِفْ»

254 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْخَيْرِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ طَارِقٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ جُلُوسًا فَجَاءَ أُذُنَهُ «قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ» فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَرَأَى النَّاسَ رُكُوعًا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ فَكَبَّرَ وَرَكَعَ وَمَشَى، وَفَعَلْنَا مِثْلَ مَا فَعَلَ، فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ: عَلَيْكُمُ السَّلَامُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا رَجَعَ، فَوَلَجَ عَلَى أَهْلِهِ وَجَلَسْنَا فِي مَكَانِنَا نَنْتَظِرُهُ، حَتَّى يَخْرُجَ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: أَيُّكُمْ يَسْأَلُهُ؟ قَالَ طَارِقٌ: أَنَا أَسْأَلُهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تَسْلِيمُ الْخَاصَّةِ»

255 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، أنا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخُتُلِّيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ بَيَانٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، " §أَنَّ رَجُلًا سَلَّمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ: مِنْ بَيْنِ هَؤُلَاءِ أَجْمَعِينَ "

استحباب المشي على البساط حافيا يستحب للطالب أن لا يمشي على بساط المحدث إلا بعد نزع نعليه من قدميه، لما لا يؤمن أن يكون في النعلين من الأقذار، وذلك أيضا من التواضع وحسن الأدب

§اسْتِحْبَابُ الْمَشْيِ عَلَى الْبِسَاطِ حَافِيًا يُسْتَحَبُّ لِلطَّالِبِ أَنْ لَا يَمْشِيَ عَلَى بِسَاطِ الْمُحَدِّثِ إِلَّا بَعْدَ نَزْعِ نَعْلَيْهِ مِنْ قَدَمَيْهِ، لِمَا لَا يُؤْمَنُ أَنْ يَكُونَ فِي النَّعْلَيْنِ مِنَ الْأَقْذَارِ، وَذَلِكَ أَيْضًا مِنَ التَّوَاضُعِ وَحُسْنِ الْأَدَبِ

256 - أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، وأنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا فَرْقَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، نا عُقْبَةُ، قَالَ: «§دَعَوْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ إِلَى مَنْزِلِي، وَفِي مَنْزِلِي بِسَاطٌ مَبْسُوطٌ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى خَلَعَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ مَشَى عَلَى الْبِسَاطِ»

257 - وأنا ابْنُ بِشْرَانَ، أَيْضًا، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، نا فَرْقَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي حَسْنَاءَ الْيَمَامِيَّ، قَالَ: §«رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ بِسَاطٌ لَا يَمْشِي عَلَى الْبِسَاطِ وَعَلَيْهِ نَعْلَيْهِ، يَخْلَعُ نَعْلَيْهِ ثُمَّ يَمْشِي عَلَى الْبِسَاطِ» وَيَجِبُ أَنْ يَبْتَدِئَ بِنَزْعِ الْيُسْرَى مِنْ نَعْلَيْهِ دُونَ الْيُمْنَى

258 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ، وَإِذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ، وَلْتَكُنِ الْيُمْنَى أَوَّلَهُمَا تُنْعَلُ، وَآخِرَهُمَا تُنْزَعُ»

جلوس الطالب حيث ينتهي به المجلس والنهي عن تخطي الرقاب

§جُلُوسُ الطَّالِبِ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ وَالنَّهْيُ عَنْ تَخَطِّي الرِّقَابِ

259 - أنا أَبُو الصَّهْبَاءِ وَلَّادُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: §«كُنَّا إِذَا انْتَهَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ أَحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي»

260 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا زُهَيْرٌ، نا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: §«كُنَّا نَجْلِسُ عِنْدَ الْبَرَاءِ بَعْضُنَا خَلْفَ بَعْضٍ»

261 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَلَّانُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، نا أَبِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ تَخَطَّى حَلْقَةَ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَهُوَ عَاصٍ»

الكراهة له أن يقيم رجلا ويجلس مكانه

§الْكَرَاهَةُ لَهُ أَنْ يُقِيمَ رَجُلًا وَيَجْلِسَ مَكَانَهُ

262 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِيسَى الْبَلْدِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقِرْمِيسِينِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ مُوسَى الْعَكِّيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: §«لَا يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ»

263 - وأنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ مِنْ مَجْلِسِهِ وَيَجْلِسُ فِي مَكَانِهِ» وَهَكَذَا يُكْرَهُ أَنْ يَجْلِسَ فِي مَوْضِعٍ، وَإِنْ قَامَ لَهُ عَنْ مَجْلِسِهِ بِاخْتِيَارِهِ

264 - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهَ الْعَسْكَرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخِي يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَوْلًى لِآلِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، يُخْبِرُ أَنَّهَ دُعِيَ إِلَى شَهَادَةٍ فَقَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ، فَحَدَّثَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ قَالَ: §«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ مِنْ مَجْلِسِهِ أَنْ يَقْعُدَ فِيهِ، وَأَنْ يَمْسَحَ الرَّجُلُ يَدَهُ بِثَوْبِ مَنْ لَا يَمْلِكُ»

265 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَهُمْ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْخَصِيبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: §«جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ لَهُ رَجُلٌ عَنْ مَجْلِسِهِ، فَذَهَبَ لِيَجْلِسَ فِيهِ فَنَهَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبُو الْخَصِيبِ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

كراهة الجلوس وسط الحلقة وفي صدرها

§كَرَاهَةُ الْجُلُوسِ وَسْطَ الْحَلْقَةِ وَفِي صَدْرِهَا

266 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْمَتُّوثِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ لَاحِقَ بْنَ حُمَيْدٍ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا، قَعَدَ وَسْطَ الْحَلْقَةِ قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: §" مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ لَعَنَ الَّذِي يَجْلِسُ وَسْطَ الْحَلْقَةِ "

267 - أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: «§لَا تُسْرِعْ إِلَى أَرْفَعِ مَوْضِعٍ فِي الْمَجْلِسِ، فَالْمَوْضِعُ الَّذِي تُرْفَعُ إِلَيْهِ خَيْرٌ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي تُحَطُّ عَنْهُ»

268 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ الْمُؤَدِّبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُيَيْنَةَ الْمُهَلَّبِيَّ، وَكَانَ مُؤَدِّبَ الْأَمِيرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ وَيُكْنَى أَبَا الْمِنْهَالِ - يَقُولُ: §«كَانَ يُقَالُ لَا يَتَصَدَّرُ إِلَّا فَائِقٌ أَوْ مَائِقٌ»

269 - أنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ الْإِسْتَر آبَادِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ الْجُرْجَانِيُّ، بِهَا أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مَرْزُبَانٍ، نا أَبُو يَعْلَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ، نا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ قَالَ: كَانَ كَعْبٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَتَبَاعَدَ فِي مَجْلِسِهِ، فَأَنْكَرَ عُمَرُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ كَعْبٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، " §إِنَّ فِي حِكْمَةِ لُقْمَانَ وَوَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِذَا جَلَسْتَ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ فَلْيَكُنْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مَقْعَدُ رَجُلٍ، فَلَعَلَّهُ يَأْتِيهِ مَنْ هُوَ آثَرُ عِنْدَهُ مِنْكَ، فَتُنَحَّى عَنْهُ فَيَكُونُ ذَلِكَ نَقْصًا عَلَيْكَ "

270 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: " §كَانَ يُقَالُ: مِنْ رَأْسِ التَّوَاضُعِ الرِّضَى بِالدُّونِ مِنْ شَرَفِ الْمَجْلِسِ "

كراهية الجلوس بين اثنين بغير إذنهما

§كَرَاهِيَةُ الْجُلُوسِ بَيْنَ اثْنَيْنِ بِغَيْرِ إِذْنِهِمَا

271 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّابُورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ، نا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا» يَعْنِي فِي الْمَجْلِسِ

272 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الْمَعْنِيُّ، قَالَا: نا حَمَّادٌ، نا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ ابْنُ عَبْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا يُجْلَسْ بَيْنَ رَجُلَيْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَتَى فَسَحَ لَهُ اثْنَانِ لِيَجْلِسَ بَيْنَهُمَا فَعَلَ ذَلِكَ، لِأَنَّهَا كَرَامَةٌ أَكْرَمَاهُ بِهَا، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَرُدَّهَا

273 - وَقَدْ أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ، نا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا أَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ، فَإِنْ دَعَا رَجُلٌ أَخَاهُ فَأَوْسَعَ فِي مَجْلِسِهِ فَلْيَأْتِهِ، فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ أَكْرَمَهُ، فَلْيَجْلِسْ فِيهِ»

274 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَيْرُوتِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: «§مَنْ أَتَى قَوْمًا فَوَسَّعُوا لَهُ، فَلْيَقْبَلْ فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ أُهْدِيَتْ لَهُ وَإِلَّا فَلَا يُجَالِسْهُمْ»

275 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْبَزَّازُ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، نا مُوسَى بْنُ جُمْهُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْيَزِيدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْيَزِيدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ فِي حَاجَةٍ فَقَالَ لِي: هَهُنَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَقُلْتُ: أَضُيِّقَ عَلَيْكَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «إِنَّ §الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا تَضِيقُ عَنْ مُتَبَاغِضَيْنِ، وَإِنَّ شِبْرًا فِي شِبْرٍ لَا يَضِيقُ عَنْ مُتَحَابَّيْنِ»

276 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أنا أَبُو سَعْدٍ الْإِدْرِيسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ حَمْزَةَ السَّرَخْسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ حَسْنَوَيْهِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: «§لَا يَضِيقُ شِبْرٌ عَنْ مُتَحَابَّيْنِ، وَلَا تَتَّسِعُ الدُّنْيَا لِمُتَبَاغِضَيْنِ»

277 - أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْقِلٍ الْأَزْدِيُّ بِحِمْصَ لِنَفْسِهِ: [البحر الخفيف] §لَمْ يَضِقْ مَجْلِسٌ بِأَهْلِ وِدَا ... دٍ قَطُّ لَكِنَّهُ فَسِيحٌ رَحِيبُ بَسَطَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمْ مِنْ بِسَاطِ الْ ... وُدِّ مَا اسْتَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْقُلُوبُ" قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَيَجِبُ عَلَى مَنْ فَسَحَ لَهُ اثْنَانِ فَجَلَسَ بَيْنَهُمَا أَنْ يَجْمَعَ نَفْسَهُ

278 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمُّوَيْهِ بْنِ أَبْرَكَ الْهَمَذَانِيُّ، بِهَا، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُنْدَارٍ الْجُرْجَانِيُّ الْخَطِيبُ، بِسُنْجَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْهُورَقَانِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ السِّنْجِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ، يَقُولُ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: " §اثْنَانِ ظَالِمَانِ: رَجُلٌ أُهْدِيَتْ إِلَيْهِ النَّصِيحَةُ فَاتَّخَذَهَا ذَنْبًا، وَرَجُلٌ وُسِّعَ لَهُ فِي مَكَانٍ ضَيِّقٍ فَقَعَدَ مُتَرَبِّعًا "

كراهة القعود في موضع من قام وهو يريد العود إلى المجلس

§كَرَاهَةُ الْقُعُودِ فِي مَوْضِعِ مَنْ قَامَ وَهُوَ يُرِيدُ الْعَوْدَ إِلَى الْمَجْلِسِ

279 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وَهْبٍ الْبُنْدَارُ، نا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، نا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنا ابْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: §«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ غَيْرُهُمْ، أَوْ أَنْ يَخْلُفَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي مَجْلِسِهِ» قَالَ: «وَإِذَا رَجَعَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ»

280 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ»

281 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ لَمْ يَجْلِسْ فِي مَكَانِهِ، إِذَا ظَنَّ أَنَّ الرَّجُلَ رَاجِعٌ إِلَيْهِ»

الاستحباب للطالب أن يسلم على أهل المجلس إذا أراد الانصراف قبلهم

§الِاسْتِحْبَابُ لِلطَّالِبِ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ إِذَا أَرَادَ الِانْصِرَافَ قَبْلَهُمْ

282 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ الْخُوَارِزْمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْبَارِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ، وأنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبُنْدَارُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، قَالَا: نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْمَجْلِسَ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ قَامَ وَالْقَوْمُ جُلُوسٌ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنَّ الْأُولَى لَيْسَتْ بِأَحَقَّ مِنَ الْآخِرَةِ»

283 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، أنا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخُتُلِّيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا بِسْطَامٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: «§إِذَا كُنْتُ فِي قَوْمٍ فَذَكَرُوا اللَّهَ فَبَدَتْ لَكَ حَاجَةٌ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ إِذَا قُمْتَ، فَإِنَّكَ لَا تَزَالُ لَهُمْ شَرِيكًا مَا دَامُوا جُلُوسًا»

باب تعظيم المحدث وتبجيله

§بَابُ تَعْظِيمِ الْمُحَدِّثِ وَتَبْجِيلِهِ

284 - نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَحْمُودٍ النَّيْسَابُورِيُّ الْوَاعِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، بِمَرْو، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ السَّعْدِيُّ، نا صَخْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَاجِبِيُّ، نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§بَجِّلُوا الْمَشَايِخَ، فَإِنَّ تَبْجِيلَ الْمَشَايِخِ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

285 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو يُوسُفَ الْوَاسِطِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ مِنَ إِجْلَالِي تَوْقِيرَ الشَّيْخِ مِنْ أُمَّتِي»

286 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ، نا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا الْوَضَّاحُ بْنُ يَحْيَى النَّهْشَلِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا»

287 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّصْرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، قَالَ: §" ثَلَاثَةٌ نَجِدُ فِي الْكِتَابِ يَحِقُّ عَلَيْنَا أَنْ نُكْرِمَهُمْ وَأَنْ نُشَرِّفَهُمْ، وَأَنْ نُوسِعَ عَلَيْهِمْ فِي الْمَجَالِسِ: ذُو السِّنِّ، وَذُو السُّلْطَانِ لِسُلْطَانِهِ، وَحَامِلُ الْكِتَابِ "

288 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السَّوَّاقُ، نا عِيسَى بْنُ حَامِدِ بْنِ بِشْرٍ الرُّخَّجِيُّ، نا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: §«رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَأَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ وَيُسَوِّدُونَهُ وَيُشَرِّفُونَهُ مِثْلَ الْأَمِيرِ»

289 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: «رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَكَانَ بِأَصْحَابِهِ §مِنَ الْإِعْظَامِ لَهُ وَالتَّوْقِيرِ لَهُ، وَإِذَا رَفَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ صَاحُوا بِهِ، وَكَانَ إِلَى الْأُدْمَةِ مَا هُوَ»

290 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ، يَقُولُ: §«مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْقَرَ لِلْمُحَدِّثِينَ مِنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينِ» وَإِذَا خَاطَبَ الطَّالِبُ الْمُحَدِّثَ عَظَّمَهُ فِي خِطَابِهِ بِنِسْبَتِهِ إِيَّاهُ إِلَى الْعِلْمِ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَالِمُ، أَوْ أَيُّهَا الْحَافِظُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ

291 - فَقَدْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْخَلَّالُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، صَاحِبُ أَبِي صَخْرَةَ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: " §مَا كُنَّا نَدْعُو الرَّاوِيَةَ إِلَّا رَاوِيَةَ الشَّعْرِ، وَكُنَّا نَقُولُ لِلَّذِي يَرْوِي الْحَدِيثَ وَالْحِكْمَةَ: عَالِمٌ " وَإِذَا قَالَ الطَّالِبُ لِلْمُحَدِّثِ فِي خِطَابِهِ لَهُ: يَا سَيِّدِي، كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا

292 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْآدَمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: خَرَجْتُ أَقْفُو أَثَارَ النَّاسِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ، إِلَى أَنْ ذَكَرَ قِصَّةَ حَصْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَقَوْلَهُمْ: نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: فَلَمَّا طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزِلُوهُ»

هيبة الطالب للمحدث

§هَيْبَةُ الطَّالِبِ لِلْمُحَدِّثِ

293 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا قَبِيصَةُ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ، قَالَا: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: §«كُنَّا نَهَابُ إِبْرَاهِيمَ كَمَا يُهَابُ الْأَمِيرُ»

294 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السَّوَّاقُ، نا عِيسَى بْنُ حَامِدٍ الرُّخَّجِيُّ، نا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الطُّفَاوِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: §«كَانَ الرَّجُلُ يَجْلِسُ إِلَى الْحَسَنِ ثَلَاثَ سِنِينَ فَلَا يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ، هَيْبَةً لَهُ»

295 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نا أَبِي، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: §«مَا كَانَ إِنْسَانٌ يَجْتَرِئُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ كَمَا يُسْتَأْذَنُ الْأَمِيرُ»

296 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، نا جَدِّي، نا حَرْمَلَةُ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أنا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَقُولُ: " §جَالَسْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ سِتَّ سِنِينَ تُحَاكُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ، لَا أَقْدِرُ مِنْهُ عَلَى حَدِيثٍ إِلَّا أَنِّي أَقُولُ: قَالُوا الْيَوْمَ كَذَا وَقَالُوا الْيَوْمَ كَذَا، فَيَتَكَلَّمُ "

297 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، نا ابْنُ الْغَلَابِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الْخَيَّاطِ يَمْدَحُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ: [البحر الكامل] §يَدَعُ الْجَوَابَ فَلَا يُرَاجِعُ هَيْبَةً ... وَالسَّائِلُونَ نَوَاكِسُ الْأَذْقَانِ -[185]- نُورُ الْوَقَارِ وَعِزُّ سُلْطَانِ التُّقَى ... فَهُوَ الْمُهِيبُ وَلَيْسَ ذَا سُلْطَانِ"

298 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْكَاتِبُ، حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قَفَرْجَلٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّدِيمُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: «§كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَوْنٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ، فَمَرَّ بِنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فِي مَوْكِبِهِ، وَهُوَ إِذْ ذَاكَ يُدْعَى إِمَامًا، بَعْدَ قَتْلِ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ، فَمَا جَسَرَ أَحَدٌ أَنْ يَلْتَفِتَ فَيَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَقُومَ هَيْبَةً لِابْنِ عَوْنٍ»

299 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا أَبُو بَكْرٍ الصُّولِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَزَّازُ، نا إِسْحَاقُ الشَّهِيدِيُّ، قَالَ: §«كُنْتُ أَرَى يَحْيَى الْقَطَّانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَسْتَنِدُ إِلَى أَصْلِ مَنَارَةِ مَسْجِدِهِ فَيَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَالشَّاذَكُونِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمْ؛ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ، وَهُمْ قِيَامٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ إِلَى أَنْ تَحِينَ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ، لَا يَقُولُ لِوَاحِدٍ مِنْهُمُ اجْلِسْ، وَلَا يَجْلِسُونَ هَيْبَةً وَإِعْظَامًا»

جواز القيام للمحدث

§جَوَازُ الْقِيَامِ لِلْمُحَدِّثِ

300 - أنا أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، نا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ بَنِيَ قُرَيْظَةَ لَمَّا نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ، أَوْ إِلَى خَيْرِكُمْ»

301 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ أَيُّوبَ فَجَاءَ يُونُسُ فَقَالَ حَمَّادٌ: " §قُومُوا لِسَيِّدِكُمْ، أَوْ قَالَ: لِسَيِّدِنَا "

302 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكَاتِبُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْأَزْهَرِ الْأَنْصَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، إِمْلَاءً، مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هَاشِمٍ الرِّفَاعِيَّ، يَقُولُ: قَامَ وَكِيعٌ لِسُفْيَانَ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ قِيَامَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَتُنْكِرُ عَلَيَّ قِيَامِي إِلَيْكَ وَأَنْتَ حَدَّثَتْنِي عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §مِنَ إِجْلَالِ اللَّهِ إِجْلَالَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ» ، قَالَ: فَأَخَذَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ فَأَقْعَدَهُ إِلَى جَانِبِهِ "

303 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، نا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ أَبُو عَبَّادٍ الْغُبَرِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: §«مَا كَانَ شَخَصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا لَا يَقُومُونَ إِلَيْهِ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كُرْهِهِ لِذَلِكَ» 304 - قَالَ أَحْمَدُ: وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: إِنَّمَا كَرِهَ الْقِيَامَ عَلَى طَرِيقِ الْكِبْرِ، فَأَمَّا عَلَى طَرِيقِ الْمَوَدَّةِ فَلَا، قَدْ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ وَأَلْقَى ثَوْبَهُ لِظِئْرِهِ، وَقَالَ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَكُلُّ مَنْ أَحَبَّ أَنْ تَقُومَ لَهُ فَلَا تَقُمْ، وَكُلُّ مَنْ قُمْتَ إِلَيْهِ لَكَ فِيهِ تَفَرُّجٌ

305 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيلُ، نا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ دَاوُدَ الْعُمَانِيُّ، قَالَ: §" حَضَرْتُ بَابَ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ثَعْلَبٍ فِي يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِهِ، وَقَدْ حَضَرَ بَابَهُ وُجُوهُ الْبَلَدِ وُقُضَاتُهُ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ خُرُوجَهُ، فَلَمَّا بَصُرْنَا بِهِ قُمْنَا، فَأَنْكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ قِيَامَنَا، فَلَمَّا جَلَسَ أَنْشَدَنَا: [البحر المتقارب] فَلَمَّا بَصُرْنَا بِهِ مُقْبِلًا ... حَلَلْنَا الْحُبَى وَابْتَدَرْنَا الْقِيَامَا فَلَا تُنْكِرَنَّ قِيَامِي لَهُ ... فَإِنَّ الْكَرِيمَ يُجِلُّ الْكِرَامَا"

الأخذ بركاب المحدث

§الْأَخْذُ بِرِكَابِ الْمُحَدِّثِ

306 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأُشْنَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، نا عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ التَّمَّارُ، بَصْرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وأنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو حَفْصٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ، أَمِيرَ الْبَصْرَةِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ أَخَذَ بِرِكَابِ رَجُلٍ لَا يَرْجُوهُ وَلَا يَخَافُهُ غُفِرَ لَهُ»

307 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ رَزِينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " §أَمْسَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِرِكَابِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَالَ: «أَتَمْسِكُ لِي وَأَنْتَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ؟ قَالَ: «إِنَّا هَكَذَا نَصْنَعُ بِالْعُلَمَاءِ»

308 - أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ غَالِبٍ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هَارُونَ التَّمِيمِيُّ بِالْكُوفَةِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْغَزَّالُ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَرَاسَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَزِينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، " §أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخَذَ بِرِكَابِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: أَنْتَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ "، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: «وَأَنْتَ وَأَنْتَ»

309 - أنا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، نا مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: رُئِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَأْخُذُ بِرِكَابِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَقِيلَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ تَأْخُذُ بِرِكَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ» فَقَالَ: §«إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْحَبْرِ أَنْ يُعَظَّمَ وَيُشَرَّفَ»

310 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَثْرَمُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: §«رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ غُلَامًا مَحْلُوقًا آخِذًا بِرِكَابِ عَلْقَمَةَ»

311 - أنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذَّارِعُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي النَّخَعِيَّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: أَتَيْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فَلَمَّا قُمْتُ لِأَرْكَبَ، أَمْسَكَ بِرِكَابِي، فَاقْشَعْرَرْتُ مِنْ ذَلِكَ وَلَمْ أَرْكَبْ، فَقَالَ: مَا بَلَغَكَ أَنَّهُ رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ: «§مَنْ أَمْسَكَ بِرِكَابِ أَخِيهِ لِغَيْرِ صَنِيعِهِ غُفِرَ لَهُ» ، ثُمَّ جَاءَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، فَلَمَّا قَامَ لِيَرْكَبَ أَمْسَكْتُ بِرِكَابِهِ فَامْتَنَعَ مِنَ الرُّكُوبِ وَقَالَ: أَمَا سَمِعْتَ الْخَبَرَ الْمَرْوِيَّ: لَا تُكْرِمْ أَخَاكَ بِمَا يَشُقُّ عَلَيْهِ «، فَجَعَلَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُومُ وَيَقْعُدُ»

312 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ الصُّولِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو الْعَيْنَاءِ، قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ أَوْ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ، وَمَعَنَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ قَاضِي الْبَصْرَةِ، فَلَاذَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ بَأَبِي عَاصِمٍ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ: لَوْ لَمَظْتَ هَؤُلَاءِ بِشَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَاصِمٍ: هَذَا حَلَبٌ لَكَ شَطْرُهُ "، ثُمَّ جَلَسُوا حَتَّى دُفِنَ، ثُمَّ وَثَبَ لِلِانْصِرَافِ، فَجَاءَ أَبُو عَاصِمٍ لِيَرْكَبَ فَأَمْسَكْتُ بِرِكَابِهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى فِي سَرْجِهِ قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: «§كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» ، قَالَ: فَمَا انْصَرَفَ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِشَيْءٍ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ غَيْرِي "

تقبيل يد المحدث ورأسه وعينيه

§تَقْبِيلُ يَدِ الْمُحَدِّثِ وَرَأْسِهِ وَعَيْنَيْهِ

313 - قَالَ الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، نا زُهَيْرٌ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: §«كُنْتُ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْنَاهُ حَتَّى قَبَّلْنَا يَدَهُ»

314 - أنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَمُرَةَ الْبَغَوِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الزَّنْجِيُّ، نا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: §«قُمْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلْنَا يَدَهُ»

315 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبُخَارِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْخَيْرِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَزِينٍ، قَالَ: مَرَرْنَا بِالرَّبَذَةِ فَقِيلَ لَنَا: هَهُنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، فَأَتَيْتُهُ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «§بَايَعْتُ بِهَاتَيْنِ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْرَجَ كَفًّا لَهُ ضَخْمَةً كَأَنَّهَا كَفُّ بَعِيرٍ، فَقُمْنَا إِلَيْهَا فَقَبَّلْنَاهَا»

316 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا سُفْيَانُ، نا عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «§كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُنِي بِالْحَدِيثِ، فَلَوْ يَأْذَنُ لِي أُقَبِّلُ رَأْسَهُ لَقَبَّلْتُ»

317 - أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نا حَزْمٌ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: §أَعْطِنِي عَيْنَيْكَ الَّتِي رَأَيْتَ بِهِمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أُقَبِّلَهُمَا "

الاعتراف بحق المحدث

§الِاعْتِرَافُ بِحَقِّ الْمُحَدِّثِ

318 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقِيقِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ ح وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: «§كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنَ الرَّجُلِ الْحَدِيثَ، كُنْتُ لَهُ عَبْدًا مَا حَيِيَ، فَكُلَّمَا لَقِيتُهُ سَأَلْتُهُ عَنْهُ» ، وَاللَّفْظُ لِلنَّجَّادِ

319 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ ح وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعَانَ الرَّزَّازُ، نا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ - وَاللَّفْظُ لِلْحَضْرَمِيِّ - قَالَا: نا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §«مَا أَحَدٌ عِنْدَهُ ثَلَاثَةُ أَحَادِيثَ إِلَّا وَأَنَا عَبْدُهُ حَتَّى يَمُوتَ، وَمَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا إِلَّا وَاخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْهُ»

320 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ مُكْرَمٍ الْمَرْوَزِيِّ بِهَا، حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ، نا أَبُو قُدَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: قَالَ شُعْبَةُ: §«مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ عَدَدَ حَدِيثٍ إِلَّا وَاخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ الْحَدِيثَ»

توقير مجلس الحديث

§تَوْقِيرُ مَجْلِسِ الْحَدِيثِ

321 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَمَّارُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «§كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ إِلَيْنَا، فَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرُ لَا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مِنَّا»

322 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ الْبَزَّازُ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: نا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: §«أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ»

323 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ: قَوْلُهُمْ: §جُلَسَاءُ فُلَانٍ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، فِي هَذَا قَوْلَانِ، أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ يَسْكُنُونَ فَلَا يَتَحَرَّكُونَ، وَيَغُضُّونَ أَبْصَارَهُمْ، وَالطَّيْرُ لَا يَقَعُ إِلَّا عَلَى سَاكِنٍ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ حَلِيمًا وَقُورًا: إِنَّهُ لَسَاكِنُ الطَّيْرِ الطَّائِرِ، أَيْ كَأَنَّ عَلَى رَأْسِهِ طَيْرًا لِسُكُونِهِ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي: إِنَّ الْأَصْلَ فِي قَوْلِهِمْ: كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ يَقُولُ لِلرِّيحِ: أَقِلِّينَا، وَلِلطَّيْرِ: أَظِلِّينَا، فَتُقِلُّهُ وَأَصْحَابَهُ الرِّيحُ، وَتُظِلُّهُمُ الطَّيْرُ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَغُضُّونَ أَبْصَارَهُمْ هَيْبَةً لَهُ وَإِعْظَامًا، وَيَسْكُنُونَ فَلَا يَتَحَرَّكُونَ وَلَا يَتَكَلَّمُونَ بِشَيْءٍ إِلَّا أَنْ يَسْأَلَهُمْ عَنْهُ فَيُجِيبُوا، فَقِيلَ لِلْقَوْمِ إِذَا سَكَنُوا: هُمْ عُلَمَاءُ وَقُرَّاءُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، تَشْبِيهًا بَأَصْحَابِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمِنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ -[193]- الَّذِي يُرْوَى: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ»

324 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: «§كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا يُتَحَدَّثُ فِي مَجْلِسِهِ، وَلَا يُبْرَى فِيهِ قَلَمٌ، وَلَا يَبْتَسِمُ أَحَدٌ، فَإِنْ تَحَدَّثَ أَوْ بَرَى قَلَمَا، صَاحَ وَلَبِسَ نَعْلَيْهِ وَدَخَلَ، وَكَذَا يَفْعَلُ ابْنُ نُمَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ فِي هَذَا، وَكَانَ وَكِيعٌ أَيْضًا فِي مَجْلِسِهِ كَأَنَّهُمْ فِي صَلَاةٍ، فَإِنْ أَنْكَرَ مِنْ أَمْرِهِمْ شَيْئًا انْتَعَلَ وَدَخَلَ، وَكَانَ ابْنُ نُمَيْرٍ يَغْضَبُ وَيَصِيحُ، وَكَانَ إِذَا رَأَى مَنْ يَبْرِي قَلَمَا، تَغَيَّرَ وَجْهُهُ»

325 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْبَزَّازُ بِهَمَذَانَ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: " ضَحِكَ رَجُلٌ فِي مَجْلِسِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ فَقَالَ: مَنْ ضَحِكَ؟ فَأَشَارُوا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: «§تَطْلُبُ الْعِلْمَ وَأَنْتَ تَضْحَكُ، لَا حَدَّثْتُكُمْ شَهْرًا»

باب أدب السماع أول ما يلزم الطالب عند السماع أن يصمت ويصغي إلى استماع ما يرويه المحدث

§بَابُ أَدَبِ السَّمَاعِ أَوَّلُ مَا يَلْزَمُ الطَّالِبَ عِنْدَ السَّمَاعِ أَنْ يَصْمُتَ وَيُصْغِيَ إِلَى اسْتِمَاعِ مَا يَرْوِيهِ الْمُحَدِّثُ

326 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ نا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، نا عُبَيْدَةُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: " §أَوَّلُ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ: الصَّمْتُ، وَالثَّانِي: اسْتِمَاعُهُ، وَالثَّالِثُ: الْعَمَلُ بِهِ، وَالرَّابِعُ: نَشْرُهُ وَتَعْلِيمُهُ "

327 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو الْجَهْمِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ الْحَارِثِيِّ، قَالَ: " §كَانَ يُقَالُ: أَوَّلُ الْعِلْمِ الْإِنْصَاتُ لَهُ، ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ لَهُ، ثُمَّ حِفْظُهُ، ثُمَّ الْعَمَلُ بِهِ ثُمَّ نَثُّهُ "

328 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ قَحْطَبَةَ الْمِصِّيصِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ حُسْنُ الْحَدِيثِ، إِذَا حَدَّثَ، وَحُسْنُ الِاسْتِمَاعِ إِذَا حُدِّثَ، وَحُسْنُ الْبِشْرِ إِذَا لَقِيَ، وَوَفَاءُ الْوَعْدِ إِذَا وَعَدَ»

329 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّجَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُؤَذِّنُ، حَدَّثَنِي خِرَاشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَايَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مِنَ الْمُرُوءَةِ أَنْ يُنْصِتَ الْأَخُ لِأَخِيهِ إِذَا حَدَّثَهُ»

330 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا، يَقُولُ: §«لَا يَنْتَفِعُ الرَّجُلُ بِالْقَوْلِ وَإِنْ كَانَ بَلِيغًا مَعَ سُوءِ الِاسْتِمَاعِ»

331 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ الْمَكِّيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: §«حُسْنُ الِاسْتِمَاعِ قُوَّةٌ لِلْمُحَدِّثِ» وَإِنْ عَرَضَ لِلطَّالِبِ أَمْرٌ احْتَاجَ أَنْ يَذْكُرَهُ فِي مَجْلِسِ الْحَدِيثِ، وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُخْفِضَ صَوْتَهُ؛ لِئَلَّا يُفْسِدَ السَّمَاعَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى غَيْرِهِ

332 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَيُّوبَ فَسَمِعَ لَغَطًا، فَقَالَ: §«مَا هَذَا اللَّغَطُ؟ أَمَا بَلَغَهُمْ أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ عِنْدَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرَفْعِ الصَّوْتِ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ»

333 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْكُرَاعِيِّ، حَدَّثَكُمُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبِسْطَامِيُّ، نا ابْنُ قُهْزَاذَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: §«كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ إِنْسَانٌ صَوْتَهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ»

334 - أنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ الْهَرَوِيُّ، نا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْأَزْهَرِ الْأَزْهَرِيُّ إِمْلَاءً، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الْبَذَشِيُّ، بِبَذَشَ، نا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: فِي قَوْلِ - اللَّهِ تَعَالَى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] قَالَ: §«أَرَى رَفْعَ الصَّوْتِ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ كَرَفْعِ الصَّوْتِ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، إِذَا قُرِئَ حَدِيثٌ وَجَبَ عَلَيْكَ أَنْ تُنْصِتَ لَهُ كَمَا تُنْصِتُ لِلْقُرْآنِ» وَإِنْ لَمْ يَبْلُغْهُ صَوْتُ الرَّاوِي لِبُعْدِهِ عَنْهُ، سَأَلَهُ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ سُؤَالًا لَطِيفًا، لَا سَمْجًا وَلَا عَنِيفًا

335 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَوْضِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَوْضِيُّ، قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ عَنْ حَدِيثٍ، فَحَدَّثَهُ فَقَالَ: زِدْنِي فِي السَّمَاعِ فَإِنَّ فِي سَمْعِي ثِقَلًا، فَقَالَ لَهُ عَفَّانُ: «§الثِّقَلُ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنْكَ، لَيْسَ هُوَ فِي سَمْعِكَ بَسْ»

وليتق إعادة الاستفهام لما قد فهمه، وسؤال التكرار لما قد سمعه وعلمه؛ فإن ذلك يؤدي إلى إضجار الشيوخ

§وَلْيَتَّقِ إِعَادَةَ الِاسْتِفْهَامِ لِمَا قَدْ فَهِمَهُ، وَسُؤَالَ التَّكْرَارِ لِمَا قَدْ سَمِعَهُ وَعَلِمَهُ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى إِضْجَارِ الشُّيُوخِ

336 - وَقَدْ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكَمِيُّ، نا أَبُو قِلَابَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الْحَوْضِيَّ، يَقُولُ: «§رَأَيْتُ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ أَقَامَ عَفَّانَ مِنْ مَجْلِسِهِ مِرَارًا، مِنْ كَثْرَةِ مَا يُكَرِّرُ عَلَيْهِ»

337 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ كُرَيْزٍ، - وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا - يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِشَرِيكٍ: أَفْهِمْنِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§لَيْسَ عَلَيَّ أَنْ أُفْهِمَكَ، إِنَّمَا عَلَيَّ أَنْ أُحَدِّثَكَ»

338 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِيٍّ وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ، نا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: قَالَ وَكِيعٌ: " §مَنْ فَهِمَ ثُمَّ اسْتَفْهَمَ فَإِنَّمَا يَقُولُ: اعْرَفُونِي إِنِّي أُجِيدُ أَخْذَ الْحَدِيثِ "

339 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: «§مَنِ اسْتَفْهَمَ وَهُوَ يَفْهَمُ، فَهُوَ طَرَفٌ مِنَ الرِّيَاءِ» قَالَ الشَّيْخُ الْخَطِيبُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ الْكُوفِيُّ

340 - أنا الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ، حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْحَدَّادَ، يَقُولُ: " §اسْتَفْهَمْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَوْمًا، فَقَالَ لِي: كَمْ تَسْتَفْهِمُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ رُجْحَانًا، وَرُجْحَانُ الْحَدِيثِ الِاسْتِفْهَامُ، فَضَحِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَوْ كَمَا قَالَ "

341 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: أَعِدْ عَلَيْنَا الْحَدِيثَ، قَالَ: §«نَقْلُ الصَّخْرِ أَهْوَنُ مِنْ تَكْرَارِ الْحَدِيثِ»

342 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: أَعِدْ عَلَيْنَا الْحَدِيثَ، قَالَ: §«إِعَادَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ نَقْلِ الصَّخْرِ» وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَقْعَدُ الطَّالِبِ مِنَ الْمُحَدِّثِ بِمَنْزِلَةِ مَقْعَدِ الصَّبِيِّ مِنَ الْمُعَلِّمِ

343 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُعَدَّلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ، أنا الصُّولِيُّ، عَنِ الْمُبَرِّدِ، عَنْ حَمْدَانَ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: " §كُنْتُ عِنْدَ شَرِيكٍ فَأَتَاهُ بَعْضُ وَلَدِ الْمَهْدِيِّ، فَاسْتَنَدَ إِلَى الْحَائِطِ وَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: كَأَنَّكَ تَسْتَخِفُّ بِأَوْلَادِ الْخِلَافَةِ "، قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ أَزْيَنُ عِنْدَ أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُضَيِّعُوهُ "، قَالَ: فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ سَأَلَهُ، فَقَالَ شَرِيكٌ: «هَكَذَا يُطْلَبُ الْعِلْمُ»

344 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ النَّقَّاشُ، نا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: قَالَ لِي سَلَمَةُ بْنُ عَاصِمٍ: أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَ كِتَابَ الْعَدَدِ مِنْ خَلَفٍ "، فَقُلْتُ لِخَلَفٍ: قَالَ: فَلْيَجِئْ، فَلَمَّا دَخَلَ رَفَعَهُ لِأَنْ يَجْلِسَ فِي الصَّدْرِ، فَأَبَى، وَقَالَ: لَا أَجْلِسُ إِلَّا بَيْنَ يَدَيْكَ، وَقَالَ: هَذَا حَقُّ التَّعْلِيمِ، فَقَالَ لَهُ خَلَفٌ: جَاءَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَسْمَعُ حَدِيثَ أَبِي عَوَانَةَ، فَاجْتَهَدْتُ أَنْ أَرْفَعَهُ، فَأَبَى وَقَالَ: «§لَا أَجْلِسُ إِلَّا بَيْنَ يَدَيْكَ، أُمِرْنَا أَنْ نَتَوَاضَعَ لِمَنْ نَتَعَلَّمَ مِنْهُ»

345 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: «§الْمُتَوَاضِعُ فِي طِلَابِ الْعِلْمِ أَكْثَرُهُمْ عِلْمًا، كَمَا أَنَّ الْمَكَانَ الْمُنْخَفِضَ أَكْثَرُ الْبِقَاعِ مَاءً»

346 - أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ، أَنَّ عِيسَى بْنَ مُوسَى الْهَاشِمِيَّ، أَخْبَرَهُمْ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: " §كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، فَجَاءَهُ فَتًى أَحْوَلُ مَجْدُورٌ فَجَلَسَ، وَمَدَّ رِجْلَيْهِ بِحَضْرَةِ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَجَعَلَ يَتَأَوَّهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو خَيْثَمَةَ: يَا بُنَيَّ، أَنْتَ ثَقِيلٌ فَمَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: فَغَضِبَ وَقَامَ فَرَكِبَ وَمَضَى إِلَى أَبِيهِ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ شَكَاهُ فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ ثَقِيلٌ كَمَا قَالَ، وَقَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ بُغْضُكَ بِإِسْنَادٍ " وَيَجِبُ أَنْ يُقْبِلَ عَلَى الْمُحَدِّثِ بِوَجْهِهِ، وَلَا يَلْتَفِتَ عَنْهُ، وَلَا يُسَارَّ أَحَدًا فِي مَجْلِسِهِ، وَلَا يَحْكِيَ عَنْ غَيْرِهِ خِلَافَ رِوَايَتِهِ

347 - فَقَدْ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَرْهَانٍ الْغَزَّالُ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارَ، أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا الزُّبَيْرُ يَعْنِي ابْنَ بَكَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلَّامٍ الْجُمَحِيَّ، يَقُولُ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: §" مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ عَلَيْكَ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَى الْقَوْمِ عَامَّةً وَتَخُصَّهُ دُونَهُمْ بِالتَّحِيَّةِ، وَأَنْ تَجْلِسَ أَمَامَهُ، وَلَا تُشِيرَنَّ عِنْدَهُ بِيَدِكَ، وَلَا تَغْمِزَنَّ بِعَيْنَيْكَ، وَلَا تَقُولَنَّ: قَالَ فُلَانٌ خِلَافًا لِقَوْلِهِ، وَلَا تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا، وَلَا تُسَارَّ فِي مَجْلِسِهِ، وَلَا تَأْخُذَ بِثَوْبِهِ، وَلَا تُلِحَّ عَلَيْهِ إِذَا كَسِلَ، وَلَا تُعْرِضَ مِنْ طُولِ صُحْبَتِهِ؛ فَإِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ النَّخْلَةِ تَنْتَظِرُ مَتَى يَسْقُطُ عَلَيْكَ مِنْهَا شَيْءٌ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ الْعَالِمَ لَأَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِذَا مَاتَ الْعَالِمُ انْثَلَمَتْ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "

348 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، نا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافِ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زَاطَيَا، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: قَالَ مِسْعَرٌ: " §كُنْتُ فِي حَلْقَةٍ فَجَعَلْتُ أَلْتَفِتُ إِلَى حَلْقَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنْهُمْ: مَا فَاتَكَ مِنَ الْعِلْمِ أَكْثَرُ " وَلْيَحْذَرْ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ سَمَاعِهِ مِنَ الْمُحَدِّثِ بِرَأيِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَحْظُورٌ عَلَيْهِ

349 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَزَّازَ نا خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ» ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَ عِمْرَانَ: إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ ضَعْفًا أَوْ قَالَ: عَجْزًا، فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ كَذَا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَحْلِفَ بِاللَّهِ أَنْ لَا أُكَلِّمَكَ أَبَدًا " وَكَذَلِكَ يَجِبُ أَنْ لَا يَعْتَرِضَ عَلَيْهِ بِعُمُومِ الْقُرْآنِ، لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ -[200]- الْحَدِيثُ مِمَّا خُصَّ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ

350 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابٍ الطِّيبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنا يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ كَذَا وَكَذَا، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: §«أَلَا أَرَاكَ تُعَارِضُ كِتَابَ اللَّهِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللَّهِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْكَ» وَإِذَا رَوَى الْمُحَدِّثُ خَبَرًا قَدْ تَقَدَّمَتْ مَعْرِفَتُهُ، فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ لَا يُدَاخِلَهُ فِي رِوَايَتِهِ، لِيُرِيَهُ أَنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ، فَإِنَّ مَنْ فَعَلَ مِثْلَ هَذَا كَانَ مَنْسُوبًا إِلَى سُوءِ الْأَدَبِ

351 - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَالِمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ، نا أَبُو كَامِلٍ، نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نا مُعَاذُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، فَتَحَدَّثَ رَجُلٌ بِحَدِيثٍ فَاعْتَرَضَ لَهُ آخَرُ فِي حَدِيثِهِ، فَقَالَ عَطَاءٌ: §«سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الْأَخْلَاقُ؟ مَا هَذِهِ الْأَحْلَامُ؟ إِنِّي لَأَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنَ الرَّجُلِ وَأَنَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَأُرِيهِمْ مِنْ نَفْسِي أَنِّي لَا أُحْسِنُ مِنْهُ شَيْئًا»

352 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ بِهَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَاضِي، بِنَهَاوَنْدَ، نا شَبِيبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، نا حَفْصٌ، يَعْنِي بْنَ غِيَاثٍ، نا بَعْضُ، أَصْحَابِ عَطَاءٍ عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: «إِنَّ §الشَّابَّ لَيَتَحَدَّثُ بِحَدِيثٍ فَأَسْتَمِعُ لَهُ كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ»

353 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ - وَاللَّفْظُ لِأَحْمَدَ - قَالَا: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، نا أَبُو يَعْلَى الْمِنْقَرِيُّ، نا الْأَصْمَعِيُّ، نا الْعَلَاءُ بْنُ حَرِيزٍ، قَالَ، قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: «§إِذَا رَأَيْتَ مُحَدِّثًا يُحَدِّثُ حَدِيثًا قَدْ سَمِعْتَهُ، أَوْ يُخْبِرُ خَبَرًا قَدْ عَلِمْتَهُ، فَلَا تُشَارِكُهُ فِيهِ، حِرْصًا عَلَى أَنْ تُعْلِمَ مَنْ حَضَرَكَ أَنَّكَ قَدْ عَلِمْتَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ خِفَّةٌ وَسُوءُ أَدَبٍ»

354 - أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْفَقِيهُ، نا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَرْبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: كَانَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ يَقُولُ: " إِنَّ §مِنَ الْأَدَبِ أَنْ لَا يُشَارِكَ الرَّجُلُ غَيْرَهُ فِي حَدِيثِهِ، وَإِنْ كَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنْهُ، وَأَنْشَدَ: وَلَا تُشَارِكْ فِي الْحَدِيثِ أَهْلَهُ ... وَإِنْ عَرَفْتَ فَرْعَهُ وَأَصْلَهُ"

أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، قَالَ: «إِنَّ §أَحَدَكُمْ إِلَى أَدَبٍ حَسَنٍ أَحْوَجُ مِنْهُ إِلَى خَمْسِينَ حَدِيثًا»

356 - نا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ إِمْلَاءً، أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدَّقِيقِيُّ، نا أَبِي، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مَهْدِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، يَقُولُ §«كُنَّا إِذَا رَأَيْنَا الشَّابَّ يَتَكَلَّمُ مَعَ الْمَشَايِخِ فِي الْمَسْجِدِ أَيِسْنَا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ عِنْدَهُ»

باب أدب السؤال للمحدث مذاهب المحدثين في الرواية تختلف، فمنهم من يبتدئ بها احتسابا من غير أن يسأل

§بَابٌ أَدَبُ السُّؤَالِ لِلْمُحَدِّثِ مَذَاهِبُ الْمُحَدِّثِينَ فِي الرِّوَايَةِ تَخْتَلِفُ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْتَدِئُ بِهَا احْتِسَابًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْأَلَ

357 - كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، ح وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجَبٍ الْأَنْبَارِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ كُنَّا نَأْتِي أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ نَسْأَلُهُ، فَكَانَ - وَفِي حَدِيثِ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ فَكَانَ يَقُولُ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§سَيَأْتِيكُمْ نَاسٌ يَتَفَقَّهُونَ فَفَقِّهُوهُمْ وَأَحْسِنُوا تَعْلِيمَهُمْ» ، فَكَانَ يُجِيبُنَا بِمَسَائِلِنَا، وَفِي حَدِيثِ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: فَكَانَ يُجِيبُنَا لِمَسَائِلِنَا، فَإِذَا نَفِدَتْ مَسَائِلِنَا نَا بَعْدُ حَتَّى نَمَلُّ "

358 - أنا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، نا أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: §«كَانَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ إِذَا لَمْ يَجِدْ أَحَدًا يُحَدِّثُهُ أَتَى الْمَسَاكِينَ فَحَدَّثَهُمْ»

359 - أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَأَبُو سَعِيدٍ قَالَا: نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §«كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ يَجْمَعُ الصِّبْيَانَ فَيُحَدِّثُهُمْ»

360 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَنِي أَبِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، نا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ اللَّخْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ وَلَدِ وَكِيعٍ أَنَّ وَكِيعًا كَانَ يَمْضِي فِي الْحَرِّ وَقْتَ الْقَيْلُولَةِ لِلْجِمَالِ إِلَى قَوْمٍ سَقَّائِينَ يُحَدِّثُهُمْ وَيَقُولُ: «§هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَهُمْ مَعَاشٌ، لَا يَقْدِرُونَ يَأْتُونِي، فَيُحَدِّثُهُمْ يَتَوَاضَعُ بِذَلِكَ»

361 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُجَهِّزُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ، بِمِصْرَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ، بِدِمَشْقَ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: §" كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا فِي مَسْجِدِ بَابِ الْجَابِيَةِ مُصَنَّفَاتِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَكَانَ رَجُلٌ يَجِيءُ وَقَدْ فَاتَهُ ثُلُثُ الْمَجْلِسِ، رُبْعُ الْمَجْلِسِ أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ، وَكَانَ الشَّيْخُ يُعِيدُهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ مِنْهُ قَالَ لَهُ: " يَا هَذَا أَيُّ شَيْءٍ بُلِيتُ بِكَ، اللَّهُ مَحْمُودٌ، لَئِنْ لَمْ تَجِئْ مَعَ النَّاسِ مِنْ أَوَّلِ الْمَجْلِسِ لَا أَعَدْتُ عَلَيْكَ شَيْئًا، قَالَ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، أَنَا رَجُلٌ مُعِيلٌ، وَلِي دُكَّانٌ فِي بَيْتِ لِهْيَا، فَإِنْ لَمْ أَشْتَرِ لَهَا حُوَيْجَاتِهَا مِنْ غُدْوَةٍ، ثُمَّ أُغْلِقُ وَأَجِيءُ أَعْدُو، وَإِلَّا -[204]- خَشِيتُ أَنْ يَفُوتَنِي مَعَاشِي، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ: لَا أَرَاكُ هَهُنَا مَرَّةً أُخْرَى، فَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا الْمَجْلِسَ، وَيَأْخُذُ الْكِتَابَ وَيَمُرُّ إِلَى بَيْتِ لِهْيَا حَتَّى يَقْرَأَ عَلَيْهِ الْمَجْلِسَ فِي دُكَّانِهِ " وَمِنَ الْمُحَدِّثِينَ مَنْ لَا يَرْوِي شَيْئًا إِلَّا بَعْدَ أَنْ يُسْأَلَ، وَيُحْكَى مِثْلُ هَذَا مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ

362 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الضَّرَّابُ، نا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ §«كَانَ إِبْرَاهِيمُ لَا يُحَدِّثُ حَتَّى يُسْأَلَ»

363 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا سَلَمَةُ، يَعْنِي ابْنَ شَبِيبٍ نا أَحْمَدُ هُوَ ابْنُ حَنْبَلٍ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ، قَالَ: " §قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ طَاوُسٍ فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: أَلَا تُحَدِّثُنَا، فَقَالَ: إِنْ سَأَلْتُمُونِي عَنْ شَيْءٍ ذَكَرْتُهُ، وَإِلَّا فَأُهْدِرَ عَلَيْكُمْ "

364 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: لَقِيَنِي وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا، فَقَالُ: " سَلُوا، فَقُلْنَا: لَيْسَ مَعَنَا، فَقَالَ: الْحَدِيثُ لَا يُبْتَدَأُ "، ثُمَّ قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ» وَمِنْهُمْ مَنْ يِتَمَنَّعُ وَإِنْ سُئِلَ، اعْتِمَادًا عَلَى قَوْلِ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ

365 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ الْوَاعِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُصَفَّى، يَقُولُ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ بْنَ الْوَلِيدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §«تَمَنَّعْ أَشْهَى لَكَ»

366 - أنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ذُهْلٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعُصْمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: " §يُغَطِّي عِيُوبَ الشَّيْخِ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ: عُسْرَتُهُ، وَحِفْظُهُ، وَبُعْدُ مَنْزِلِهِ " وَكَانَ بَعْضُ السَّلَفِ يِتَمَنَّعُ مِنَ التَّحْدِيثِ إِذَا كَانَ السَّامِعُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ

367 - كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، نا أَبُو سُفْيَانَ الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: قَدِمَ الْأَعْمَشُ بَعْضَ السَّوَادِ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَهُمُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لَوْ حَدَّثْتَهُمْ، فَقَالَ: §«مَنْ يُعَلِّقُ الدُّرَّ عَلَى الْخَنَازِيرِ»

368 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ح وأنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، نا شُعْبَةُ، قَالَ رَآنِي الْأَعْمَشُ وَأَنَا أُحَدِّثُ قَوْمًا، فَقَالَ: «وَيْحَكَ، أَوْ وَيْلَكَ يَا شُعْبَةُ، §تُعَلِّقُ اللُّؤْلُؤَ فِي أَعْنَاقِ الْخَنَازِيرِ»

369 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ الْعَبْدِيُّ، بِجُرْجَانَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الصَّقْرِ، نا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: §«مِنْ إِهَانَةِ الْعِلْمِ أَنْ تُحَدِّثَ كُلَّ مَنْ سَأَلَكَ»

370 - أنا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ، بِالرِّيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ، يَقُولُ: §«إِنِّي لَأَغَارُ عَلَى الْحَدِيثِ كَمَا يُغَارُ عَلَى الْجَارِيَةِ الْحَسْنَاءِ»

371 - دَفَعَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الْحَذَّاءُ كِتَابَهُ فَقَرَأْتُ فِيهِ: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَالِمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو يُوسُفَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ السُّكَّرِيُّ: " كَانَ سُفْيَانُ إِذَا رَأَى هَؤُلَاءِ النَّبَطَ يَكْتُبُونَ الْحَدِيثَ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ، قَالَ فَقُلْتُ: لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ نَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَ هَؤُلَاءِ يَكْتُبُونَ الْعِلْمَ يَشْتَدُّ عَلَيْكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: «§كَانَ الْعِلْمُ فِي الْعَرَبِ وِسَادَةِ النَّاسِ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَصَارَ فِي هَؤُلَاءِ - يَعْنِي النَّبَطَ وَالسَّفَلَ - غَيَّرُوا الدِّينَ» وَكَانَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ يَقْتَصِرَ عَلَى رِوَايَةِ الشَّيْءِ الْيَسِيرِ، وَلَا يَتَوَسَّعُ فِي التَّحْدِيثِ

372 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، نا عَفَّانُ، نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: " كُنَّا نَأْتِي أَبَا قِلَابَةَ §فَإِذَا حَدَّثَنَا بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ، قَالَ: قَدْ أَكْثَرْتُ "

373 - أنا أَبُو عُمَرَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ كَزَالٍ، نا عَفَّانُ، قَالَ، نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: " §كَانَ أَبُو قِلَابَةَ إِذَا حَدَّثَنَا بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ قَالَ: «قَدْ أَكْثَرْتُ»

374 - أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، قَالَ: " §كَانَ الْأَعْمَشُ إِذَا حَدَّثَ بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ قَالَ: «قَدْ جَاءَكُمُ السَّيْلُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَنَا مِثْلُ الْأَعْمَشِ

375 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ، نا أَبُو حَمْزَةَ الْأَنْسِيُّ، قَالَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ: «§كُنْتُ آتِي الْأَعْمَشَ مِنْ فَرْسَخٍ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِي مَجْلِسٍ قَطُّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً»

376 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّينَوَرِيُّ بِمَكَّةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: " كُنْتُ آتِي الْأَعْمَشَ فَيُحَدِّثُنِي، فَلَمَّا كَثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ انْتَبَهَ فَسَأَلْتُهُ فَامْتَنَعَ عَلَيَّ، وَقَالَ لِي: «إِنَّ §السُّوقَ قَدْ نَفَقَ»

377 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقُرَشِيُّ، قَالَا: نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْجُهَيْمِ، بِالْبَصْرَةِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَرَّاقٌ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: نا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: " §دَخَلْتُ الْكُوفَةَ فَلَقِيَنِي الْأَعْمَشُ فَقَالَ: تُحَدِّثُنِي بِحَدِيثٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَأُحَدِّثُكَ بِحَدِيثَيْنِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ، قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَبِثَلَاثَةٍ؟ قَالَ، قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَبِأَرْبَعَةٍ؟ حَتَّى وَقَفْنَا عَلَى سَبْعَةٍ بِوَاحِدٍ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ وَتَرَكْتُهُ، وَرَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ، قَالَ فَأَتَيْتُ مَجْلِسَهُ، وَإِذَا النَّاسُ عَلَيْهِ، قَالَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، إِيشْ رَأْيَكَ فِيمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنِكَ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ قَدْ نَفَقَتِ السُّوقُ "

378 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ، بِبُخَارَى، نا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْمَعْرُوفُ بِجَزَرَةَ يَقُولُ: «§اخْتَلَفْتُ إِلَى الْجَعْدِ أَرْبَعَ سِنِينَ، وَكَانَ لَا يَقْرَأُ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ كُلَّ يَوْمٍ أَوْ كَمَا قَالَ»

379 - وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْمُثَنَّى، يَقُولُ: «§كَانَ أَبُو الْوَلِيدِ يُحَدِّثُنَا بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ إِذَا صِرْنَا إِلَيْهِ، لَا يَزِيدُنَا عَلَى ثَلَاثَةٍ»

380 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْحُسَيْنِ عِيسَى بْنُ حَامِدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عِيسَى الرُّخَّجِيُّ بِبَغْدَادَ، نا جَدِّي، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، نا سَعِيدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: «§اخْتَلَفْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ خَمْسَمِائَةِ مَرَّةٍ، وَمَا سَمِعْتُ مِنْهُ إِلَّا مِائَةَ حَدِيثٍ، فِي كُلِّ خَمْسَةِ مَجَالِسَ حَدِيثٌ» فَإِذَا كَانَ الْمُحَدِّثُ مِمَّنْ يِتَمَنَّعُ بِالرِّوَايَةِ، وَيَتَعَسَّرُ فِي التَّحْدِيثِ، فَيَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ يُلَاطِفَهُ فِي الْمَسْأَلَةِ، وَيَرْفُقَ بِهِ وَيُخَاطِبَهُ بِالسُّؤْدَدِ، وَالتَّفْدِيَةِ، وَيُدِيمُ الدُّعَاءَ لَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ سَبِيلٌ إِلَى بُلُوغِ أَغْرَاضِهِ مِنْهُ

381 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا يُونُسُ، نا حَمَّادٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: " §كَانَ أَبُو سَلَمَةَ يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: فَكَانَ يَخْزُنُ عَنْهُ، قَالَ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُلَاطِفُهُ فَكَانَ يَغُرُّهُ غَرًّا "

382 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: «§لَوْ رَفَقْتَ بِابْنِ عَبَّاسٍ لَاسْتَخْرَجْتَ مِنْهُ عِلْمًا كَثِيرًا» ، وَقَالَ سُفْيَانُ: «مَرَّةً عِلْمًا جَمًّا»

383 - نا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ، يُنْشِدُ: [البحر السريع] §لَمْ أَرْ مِثْلَ الرِّفْقِ فِي أَمْرِهِ ... أَخْرَجَ لِلْعَذْرَاءِ مِنْ خِدْرِهَا مَنْ يَسْتَعِنْ بِالرِّفْقِ فِي أَمْرِهِ ... قَدْ يُخْرِجُ الْحَيَّةَ مِنْ حُجْرِهَا"

384 - أنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُقْرِئُ بِالدِّينَوَرِ، نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ، بِبَغْدَادَ، نا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْكَاغِدِيُّ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سُئِلَ الْأَعْمَشُ عَنْ حَدِيثٍ، فَامْتَنَعَ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى اسْتَخْرَجُوهُ، فَلَمَّا حَدَّثَ بِهِ ضَرَبَ مَثَلًا، فَقَالَ: جَاءَ قَفَّافٌ إِلَى صَيْرَفِيٍّ بِدَرَاهِمَ يُرِيهِ إِيَّاهَا، فَوَزَنَهَا فَوَجَدَهَا تَنْقُصُ سَبْعِينَ، فَأَنْشَأَ الْقَفَّافُ يَقُولُ: [البحر الوافر] §عَجِبْتُ عَجِيبَةً مِنْ ذِئْبِ سُوءٍ ... أَصَابَ فَرِيسَةً مِنْ لَيْثِ غَابِ -[210]- فَقَفَّ بِكَفِّهِ سُبْعَيْنِ مِنْهَا ... تَنَقَّاهَا مِنَ السُّودِ الصِّلَابِ فَإِنْ أُخْدَعْ فَقَدْ يُخْدَعُ وَيُؤْخَذُ ... عَتِيقُ الطَّيْرِ مِنْ جَوِّ السَّحَابِ"

385 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ الْبَزَّازُ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، نا حَجَّاجٌ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ إِذَا بَلَغَهُ الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهُ، أَتَاهُ حَتَّى يَجْلِسَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَيَخْفِضَ جَنَاحَهُ، وَيَقُولُ: §«عَلِّمْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ»

386 - أنا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الْعِجْلِيُّ بِحُلْوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ عَمْرٍو الْهَمَذَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيَّ، يَقُولُ: حَضَرْتُ بِدِمَشْقَ عِنْدَ ابْنِ جَوْصَا فَجَعَلْتُ أَتَمَلَّقُهُ فَقُلْتُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، مِثْلُكَ مِثْلُ مَا قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: [البحر الخفيف] وَإِذَا الدُّرُّ زَانَ حُسْنَ وُجُوهٍ ... كَانَ لِلْدُرِّ حُسْنُ وَجْهِكِ زَيْنَا وَتَزِيدِينَ أَطْيَبَ الطِّيبِ طِيبًا ... إِنْ لَمَسْتِيهِ أَيْنَ مِثْلُكِ أَيْنَا فَقَالَ: «هَوِّنْ عَلَيْكَ» نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: «§لَا يَغُرُّ الْمَدْحُ مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ» ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «وَأَيُّ عُقُوبَةٍ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَشَدُّ مِنْ مَوْتِ أَهْلِ الْعِلْمِ»

387 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: " §كُنَّا فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَضَجِرَ، فَقَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَجْلِسِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْتَ غَايَةُ النَّاسِ وَطِلْبَتُهُمْ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُرِيدُ الْحَجَّ وَمَا يَنْشَطُ إِلَّا إِلَى لِقَائِكَ، فَجَلَسَ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الكامل] خَلَتِ الدِّيَارُ فَسُدْتُ غَيْرَ مُسَوَّدِ ... وَمِنَ الشَّقَاءِ تَفَرُّدِي بِالسُّؤْدَدِ"

388 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أنا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ الْكُوفِيُّ، بِمِصْرَ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، نا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «§لَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ التَّمَلُّقُ، وَلَا الْحَسَدُ، إِلَّا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ» قَالَ الشَّيْخُ الْخَطِيبُ: وَمِنَ الْأَدَبِ إِذَا رَوَى الْمُحَدِّثُ حَدِيثًا، فَعَرَضَ لِلطَّالِبِ فِي خِلَالِهِ شَيْءٌ أَرَادَ السُّؤَالَ عَنْهُ، أَنْ لَا يَسْأَلَ عَنْهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ، بَلْ يَصْبِرُ حَتَّى يُنْهِيَ الرَّاوِي حَدِيثَهُ، ثُمَّ يَسْأَلَ عَمَّا عَرَضَ لَهُ

389 - وَقَدْ أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَزَّارُ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنْ تَمِيمًا الدَّارِيَّ، اسْتَأْذَنَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي الْقَصَصِ، فَقَالَ: إِنَّهُ عَلَى مِثْلِ الرِّيحِ، قَالَ: إِنِّي أَرْجُو الْعَاقِبَةَ "، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرَ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ: تَمِيمٌ فِي قَوْلِهِ: اتَّقُوا زَلَّةَ الْعَالِمِ "، فَكَرِهَ عُمَرُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْهُ فَيَقْطَعَ عَلَى الْقَوْمِ، وَحَضَرَ مِنْهُ قِيَامٌ فَقَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا فَرَغَ فَاسْأَلْهُ مَا زَلَّةُ الْعَالِمِ؟ ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَجَلَسَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَغَفَلَ غَفْلَةً، وَفَرَغَ تَمِيمٌ، وَقَامَ يُصَلِّي وَكَانَ يُطِيلُ الصَّلَاةَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ رَجَعْتُ فَقُلْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَرَجَعَ وَطَالَ عَلَى عُمَرَ فَأَتَى ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ "، فَقَالَ: انْطَلِقْ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ حَتَّى أَتَى تَمِيمًا الدَّارِيَّ فَقَالَ: لَهُ مَا زَلَّةُ الْعَالِمِ؟ قَالَ: «§الْعَالِمُ يَزِلُّ بِالنَّاسِ فَيُؤْخَذُ بِهِ -[212]-، فَعَسَى أَنْ يَتُوبَ مِنْهُ الْعَالِمُ، وَالنَّاسُ يَأْخُذُونَ بِهِ» وَلْيَتَجَنَّبِ الطَّالِبُ سُؤَالَ الْمُحَدِّثِ إِذَا كَانَ قَلْبُهُ مَشْغُولًا

390 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّوَّافُ الْكُوفِيُّ، نا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِنْ §كُنْتُ لَآتِي الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ نَائِمًا لَمْ أُوقِظْهُ، وَإِذَا رَأَيْتُهُ مَغْمُومًا لَمْ أَسْأَلْهُ، وَإِذَا رَأَيْتُهُ مَشْغُولًا لَمْ أَسْأَلْهُ» وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْأَلَهُ التَّحْدِيثَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَلَا وَهُوَ يَمْشِي؛ لِأَنَّ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالًا، وَلِلْحَدِيثِ مَوَاضِعَ مَخْصُوصَةً دُونَ الطُّرُقَاتِ وَالْأَمَاكِنِ الدَّنِيَّةِ

391 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْمَتُّوثِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نا وَهْبٌ، يَعْنِي ابْنَ جَرِيرٍ أنا شُعْبَةُ، وأنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ نَجِيحٍ الْبَزَّازُ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبِ بْنِ مِسْمَعٍ، - ثِقَةٌ ثِقَةٌ - نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " سَأَلْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: §لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ «وَفِي رِوَايَةِ وَهْبٍ أَنَّ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالًا»

392 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: §«كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى يَكْرَهُ أَنْ يُسْأَلَ وَهُوَ يَمْشِي»

393 - قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقَ، قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ الْمُبَارَكِ عَنْ حَدِيثٍ وَهُوَ يَمْشِي، فَقَالَ: «§لَيْسَ هَذَا مِنْ تَوْقِيرِ الْعِلْمِ» ، قَالَ بِشْرٌ: فَاسْتَحْسَنْتُهُ جِدًّا

كيفية السؤال، وتعيين الحديث المسئول عنه

§كَيْفِيَّةُ السُّؤَالِ، وَتَعْيِينُ الْحَدِيثِ الْمَسْئُولِ عَنْهُ

394 - أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ، بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: «§التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَحُسْنُ الْمَسْأَلَةِ نِصْفُ الْفِقْهِ»

395 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ، نا رَجَاءُ بْنُ السِّنْدِيِّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ عَجْلَانَ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَخَلَطَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: «§اذْهَبْ فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَسْأَلُ، ثُمَّ تَعَالَ فَسَلْ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَجِبُ أَنْ يَذْكُرَ السَّائِلُ لِلْمُحَدِّثِ طَرَفَ الْحَدِيثِ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُحَدِّثَهُ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لِلْحَدِيثِ طُرُقٌ مُتَّسِعَةٌ نَصَّ السَّائِلُ عَلَى أَحْسَنِهَا، وَعَيَّنَ مَا يَسْتَفِيدُ سَمَاعَهُ مِنْهَا

396 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، صَاحِبُ الْعَبَّاسِيِّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَأَبَا الْوَلِيدِ، يَقُولَانِ: قَالَ لَنَا شُعْبَةُ يَوْمًا: «§لَا يَسْأَلُنِي إِلَّا أَصْغَرُكُمْ» ، قَالَا: فَقَامَ سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ فَسَأَلَهُ، قَالَ سُلَيْمَانُ: فَلَمْ يُحْسِنْ يَسْأَلُ، قَالَ عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، وَقَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ لَنَا ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قَالَ لَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ: قَالَ لَنَا شُعْبَةُ: لَا يَسْأَلُنِي الْيَوْمَ إِلَّا أَصْغَرُكُمْ، فَقَامَ سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ: فَقُلْتُ لِسَهْلِ بْنِ بَكَّارٍ: أَيَّ شَيْءٍ سَأَلْتَ شُعْبَةَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ» ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثِ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، حَدِيثِ عُثْمَانَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»

397 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ، قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: " ضَمَّنِي أَبِي إِلَى مَعْمَرٍ، قَالَ: وَكَانَ يَجِيءُ إِلَى الزُّهْرِيِّ يَسْمَعُ مِنْهُ، فَأُمْسِكُ لَهُ دَابَّتَهُ، قَالَ: فَجِئْتُ يَوْمًا فَدَخَلَ مَعْمَرٌ فَقُلْتُ لِإِنْسَانٍ: أَمْسِكِ الدَّابَّةَ، فَدَخَلْتُ وَإِذَا مَشْيَخَةُ قُرَيْشٍ حَوْلَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِئْسَ الطَّعَامُ طَعَامُ الْأَغْنِيَاءِ» ؟ قَالَ: فَصَاحُوا بِي، قَالَ، فَقَالَ هُوَ: «تَعَالَ لَيْسَ كَذَا» الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ؛ يُدْعَى إِلَيْهِ الْأَغْنِيَاءُ، وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ» قَالَ: فَهَذَا أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُ مِنَ الزُّهْرِيِّ "

كراهة إملال الشيوخ إذا أجاب المحدث الطالب إلى مسألته وحدثه، فيجب أن يأخذ منه العفو ولا يضجره

§كَرَاهَةُ إِمْلَالِ الشُّيُوخِ إِذَا أَجَابَ الْمُحَدِّثُ الطَّالِبَ إِلَى مَسْأَلَتِهِ وَحَدَّثَهُ، فَيَجِبُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ الْعَفْوَ وَلَا يُضْجِرَهُ

398 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، نا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: §«كُنْتُ آخُذُ الْعَفْوَ فِي الْحَدِيثِ»

399 - أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَبْهَرِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ بِأَصْبَهَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَوَّادًا، يَقُولُ: " §سَأَلَتْ مَالِكًا عَنْ أَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ، فَلَمَّا سَأَلْتُهُ عَنِ الْخَامِسِ، قَالَ: يَا هَذَا، مَا هَذَا بِإِنْصَافٍ "

400 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، نا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّوْطِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّدِيمُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى بْنِ بِنْتِ السُّدِّيِّ، قَالَ: §" دَخَلْنَا إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَنَحْنُ جَمِيعًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَحَدَّثَنَا بِسَبْعَةِ أَحَادِيثَ، فَاسْتَزَدْنَاهُ، فَقَالَ: " مَنْ كَانَ لَهُ دِينٌ فَلْيَنْصَرِفْ، فَانْصَرَفَتْ جَمَاعَةٌ، وَبَقِيَتْ جَمَاعَةٌ أَنَا فِيهِمْ ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ حَيَاءٌ فَلْيَنْصَرِفْ فَانْصَرَفَتْ جَمَاعَةٌ، وَبَقِيَتْ جَمَاعَةٌ أَنَا فِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ مُرُوءَةٌ فَلْيَنْصَرِفْ، فَانْصَرَفَتْ جَمَاعَةٌ، وَبَقِيَتْ جَمَاعَةٌ أَنَا فِيهِمْ، فَقَالَ: يَا غِلْمَانُ افْقأْهُمْ فَإِنَّهُ لَا بُقْيَا عَلَى قَوْمٍ لَا دِينَ لَهُمْ، وَلَا حَيَاءَ، وَلَا مُرُوءَةَ "

401 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ، نا أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ هُوَ الرِّيَاشِيُّ نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّارِعُ الْأَحْوَلُ، نا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ عَنْ حَدِيثٍ، وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، فَقَالَ: §«إِنَّكَ إِنْ كَلَّفْتَنِيَ مَا لَمْ أُطِقْ سَاءَكَ مَا سَرَّكَ مِنِّي مِنْ خُلُقٍ»

402 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِيعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: " §قَدْ كُنْتُ حَذَّرْتُكَ آلَ الْمُصْطَلِقِ، وَقُلْتُ: يَا هَذَا أَطِعْنِي وَانْطَلِقْ، إِنَّكَ إِنْ كَلَّفْتَنِي مَا لَمْ أَطِقْ سَاءَكَ مَا سَرَّكَ مِنِّي مِنْ خُلُقٍ "

403 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ لِنَفْسِهِ: [البحر الكامل] §لَمْ أَكْرَهِ الْعُلَمَاءَ فِيمَا نِلْتُهُ ... فَاسْتَعْمِلَنَّ مَعِيَ الَّذِي اسْتَعْمَلْتُهُ أَوْ لَا فَلَا تَتَعَنَّ فِي قَصْدِي لِمَا ... قَبْلِي فَقَدْ أَعْذَرْتُ فِيمَا قُلْتُهُ"

404 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْإِدْرِيسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ بْنَ عَدِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ، يَقُولُ: " سَأَلَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ الزِّيَادَةَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] §لَكُمْ مِائَةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَعُدُّهَا ... حَدِيثًا حَدِيثًا لَسْتُ زَائِدَكُمْ حَرْفَا وَمَا طَالَ فِيهَا مِنْ حَدِيثٍ فَإِنَّنِي ... طَالِبٌ مِنْكُمْ عَلَى قَدْرِهِ صَرْفَا فَإِنْ أَقْنَعْتُكُمْ فَاسْمَعُوهَا سَرِيحَةً ... وَإِلَّا فَجِيئُوا مَنْ يُحَدِّثُكُمْ أَلْفَا"

405 - أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ، يَقُولُ: [البحر المتقارب] §وَظِيفَتُنَا مِائَةٌ لِلْغَرِيبِ فِي ... كُلِّ يَوْمٍ سِوَى مَا يُعَادُ شَرِيكِيَّةٌ أَوْ هُشَيْمِيَّةٌ أَحَادِيثُ ... فِقْهٍ قِصَارٌ جِيَادُ"

من أضجره أصحاب الحديث فأطلق لسانه بذمهم

§مَنَ أَضْجَرَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَأَطْلَقَ لِسَانَهُ بِذَمِّهِمْ

406 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَبُو الْأَزْهَرِ الْخُرَاسَانِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْأَحْمَرِ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: «§قُومُوا عَنِّي، مُجَالَسَةُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ، إِنَّكُمْ لَتَصُدُّونَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ»

407 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: «§انْظُرْ مَنْ نُجَالِسُ، مِنْ كُلِّ طَيْرٍ رِيشَةٌ وَمِنْ كُلِّ ثَوْبٍ خِرْقَةٌ، سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِيَّايَ اتَّبَعْتُمْ، أَمْ هَذِهِ الْعَصَا، إِنِّي لَأَرْغَبُ عَنْ مُجَالَسَتِكُمْ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً»

408 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا التِّرْمِذِيُّ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ نا سُوَيْدٌ، قَالَ: §" كَانَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ إِذَا رَأَى أَصْحَابَ الْحَدِيثِ قَدْ أَقْبَلُوا نَحْوَهُ وَضَعَ يَدَيْهِ فِي صَدْرِهِ وَحَرَّكَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكُمْ "

409 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الدَّقَّاقُ، بِالْأَهْوَازِ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، نا رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، قَالَ: «§مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، يَأْتُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَوْا، وَيَزُورُونَ مِنْ غَيْرِ شَوْقٍ، وَيُمَلُّونَ بِالْمُجَالَسَةِ، وَيُبْرَمُونَ بِطُولِ الْمُسَاءَلَةِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالْإِضْجَارُ يُغَيِّرُ الْأَفْهَامِ، وَيُفْسِدُ الْأَخْلَاقَ، وَيُحِيلُ الطِّبَاعَ

410 - وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ هُشَيْمٍ، قَالَ: «§كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى سَاءَ خُلُقُهُ»

وَ 411 - قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ الْفَضْلِ: عَنْ دَعْلَجٍ، قَالَ أنا الْأَبَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، يَقُولُ: " §كَانَ أَبُو مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُنَا يَوْمًا بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ عَنْ ذَرٍّ، وَكَانَ ثَمَّ أَهْلُ الْبَاتُوجَةِ، فَجَعَلُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ: الْأَعْمَشُ عَمَّنْ؟ فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يَفْهَمُونَ قَالَ: «الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْلِيسَ، مِنَ الضَّجَرِ»

412 - أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَبْهَرِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ، نا مُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَنَدِيُّ، نا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: " §كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، فَكُنْتُ قَدْ أَوْعَيْتُ مَا عِنْدَهُ، فَإِذَا خَرَجَ قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: بِشَرٍّ مَا رَأَيْتُ وَجْهَكَ "

قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ الْخَطِيبُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ " §رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ وَهُوَ بِمَكَّةَ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: «بِشَرٍّ مَا رَأَيْتُ وَجْهَكَ، فَإِنَّكَ مُبْرِمٌ»

414 - وأنا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَحَادِيثَ وَطَوَّلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: «§مَا أَرَاكَ إِلَّا خَيْرًا مِنِّي، وَلَكِنَّكَ ثَقِيلٌ»

415 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، نا عَفَّانُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: " يَا أَبَا بِسْطَامٍ، يَا أَبَا بِسْطَامٍ، فَقَالَ: " §لَا أُحَدِّثُ الْيَوْمَ مَنْ قَالَ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ "

416 - نا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، إِمْلَاءً، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " §رَأَيْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، وَقَدْ أَلَحَّ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَضَجِرَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُؤْجَرُ، فَقَالَ: «الْأَجْرُ كَثِيرٌ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحْدَهُ» وَكَانَ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ يَحْتَسِبُونَ فِي بَذْلِ الْحَدِيثِ، وَيَتَأَلَّفُونَ النَّاسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَاءَ عَنْهُمْ كَرَاهَةُ الرِّوَايَةِ عِنْدَمَا رَأَوْا مِنْ قِلَّةِ رِعَةِ الطَّلَبَةِ، وَإِبْرَامِهِمْ فِي الْمَسْأَلَةِ، وَاطِّرَاحِهِمْ حِكَمَ الْأَدَبِ

417 - فَمِنَ الْمَحْفُوظِ عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ مَا أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ، أنا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الطُّومَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: نا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " قُلْتُ: لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: لِمَ لَا تُحَدِّثُ؟ قَالَ: §«مَنْ حَدَّثَ ذَلَّ»

418 - نا ابْنُ عَلَّانَ، أنا الطُّومَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيَّ، يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: لِمَ لَا تُحَدِّثُ؟ قَالَ: «§أَنَا حُرٌّ، أَذْهَبُ أَكُونُ عَبْدًا»

419 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا - وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْفَضْلِ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مَيْمُونٍ الْعَطَّارَ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: §«مَنْ حَدَّثَ فِي هَذَا الزَّمَانِ فَهُوَ أَحْمَقُ»

420 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا، - أَوْ حَدَّثَنِي بَعْضُ، أَصْحَابِنَا عَنْهُ - قَالَ: §«مَنْ أَرَادَ بِيَ السُّوءَ فَجَعَلَهُ اللَّهُ مُفْتِيًا أَوْ مُحَدِّثًا»

الرفق بالمحدث، واحتماله عند الغضب

§الرِّفْقُ بِالْمُحَدِّثِ، وَاحْتِمَالُهُ عِنْدَ الْغَضَبِ

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِي، يَقُولُ: " §خَمْسَةٌ يَجِبُ عَلَى النَّاسِ مُدَارَاتُهُمُ: الْمَلِكُ الْمُتَسَلِّطُ، وَالْقَاضِي الْمُتَأَوِّلُ، وَالْمَرِيضُ، وَالْمَرْأَةُ، وَالْعَالِمُ لِيُقْتَبَسَ مِنْ عِلْمِهِ "، فَاسْتَحْسَنْتُ ذَلِكَ مِنْهُ

422 - أنا أَبُو الْفَضْلِ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْهَرَوِيُّ، نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ بِجُرْجَانَ، نا أَبُو عَوَانَةَ، يَعْنِي الْإِسْفَرَايِينِيَّ - قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: " §كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى الْأَعْمَشِ رَجُلَانِ، أَحَدُهُمَا كَانَ الْحَدِيثُ مِنْ شَأْنِهِ، وَالْآخَرُ لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ مِنْ شَأْنِهِ، فَغَضِبَ الْأَعْمَشُ يَوْمًا عَلَى الَّذِي مِنْ شَأْنِهِ الْحَدِيثُ فَقَالَ الْآخَرُ: لَوْ غَضِبَ عَلَيَّ كَمَا غَضِبَ عَلَيْكَ لَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ، فَقَالَ الْأَعْمَشُ: «إِذَنْ هُوَ أَحْمَقُ مِثْلُكَ، يَتْرُكُ مَا يَنْفَعُهُ لِسُوءِ خُلُقِي»

423 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: قِيلَ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَكَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ تَغْضَبُ عَلَيْهِمْ، يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبُوا وَيَتْرُكُوكَ قَالَ: §«هُمْ حَمْقَى إِذَنْ مِثْلُكَ أَنْ يَتْرُكُوا مَا يَنْفَعُهُمْ لِسُوءِ خُلُقِي»

424 - نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَرْجَانِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ مِنْ أَصْبَهَانَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْكِرْمَانِيُّ بِمَكَّةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْكَلَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ يَقُولُ: «§مَثَلُ الَّذِي يَغْضَبُ عَلَى الْعَالِمِ، مَثَلُ الَّذِي يَغْضَبُ عَلَى أَسَاطِينِ الْجَامِعِ»

ما ينبغي أن يسأل الراوي عنه من أحاديثه غير واحد من المحدثين يتعمد لنكده رواية نازل حديثه، وعن الضعفاء من شيوخه

§مَا يَنْبَغِي أَنْ يُسْأَلَ الرَّاوِي عَنْهُ مِنْ أَحَادِيثِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ يَتَعَمَّدُ لِنَكْدِهِ رِوَايَةَ نَازِلِ حَدِيثِهِ، وَعَنِ الضُّعَفَاءِ مِنْ شُيُوخِهِ

425 - كَمَا أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ -[224]- الْأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، بِحَدِيثٍ ذَكَرَهُ فِي مَحِلَّةٍ بِأَصْبَهَانَ أَوْ جُرْجَانَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ: قَامَ رَجُلٌ فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ يَوْمَ حَدَّثَنَا هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: يَا أَبَا خَالِدٍ، إِنَّا نَأْتِيكَ مِنْ مَوَاضِعَ بَعِيدَةٍ، فَحَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِ شَرِيكٍ، فَقَالَ يَزِيدُ: §«سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ شَرِيكٍ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةٍ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَإِنْ كَانَ يَزِيدُ قَدْ أَخْبَرَ عَنْ تَقَدُّمِ سَمَاعِهِ هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ شَرِيكًا لَيْسَ مِنْ قُدَمَاءِ شُيُوخِهِ، وَلَا أَثْبَاتِهِمْ؛ لِأَنَّ يَزِيدَ يَرْوِي عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ مِثْلِ: إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَعَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَيَرْوِي أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، وَسَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ أَبِي غَسَّانَ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ أَثْبَتُ مِنْ شَرِيكٍ، وَأَقْدَمُ مَوْتًا، وَأَعْلَى إِسْنَادًا

426 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دِينَارٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَبْدَكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُقْرِئَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: " §نا أَبُو حَنِيفَةَ - وَكَانَ مُرْجِئًا - فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تُحَدِّثُ عَنْهُ وَهُوَ مُرْجِئٌ؟ فَقَالَ: أَبِيعُكُمُ اللَّحْمَ مَعَ الْعِظَامِ " فَيَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ يَسْأَلَ الرَّاوِيَ عَنْ عُيُونِ أَحَادِيثِهِ الَّتِي ثَبَتَتْ أَسَانِيدُهَا، وَتَقَدَّمَ سَمَاعُهُ لَهَا

427 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، نا ابْنُ الْغَلَابِيِّ، نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: شَهِدْتُ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ بِابْنٍ لَهُ - فَقَالَ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ حَدِّثِ ابْنِي هَذَا بِخَمْسَةِ أَحَادِيثَ، قَالَ: هَلُمَّ، قَالَ: بِحَدِيثِ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ: " شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْحَجِّ فَقَالَ: «§الْحَجُّ عَرَفَةُ» وَحَدِيثِ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَخِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: «كَيْفَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟» ، قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ " وَحَدِيثِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: سَافَرَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَرْمُلُوا وَحَدِيثِ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ، سَأَلْتُ الْبَرَاءَ: مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ -[225]- مِنَ الضَّحَايَا؟ وَحَدِيثِ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ» ، فَلَمَّا فَرَغَ شُعْبَةُ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ أَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ فَقَالَ: مَا يُبَالِي ابْنُكَ هَذَا مَتَى رُفِعَتْ جَنَازَتِي "

428 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَبُو بَكْرٍ الْأَعْيَنُ، نا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: " §رَأَسِمَالِي فِي الْحَدِيثِ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ» ، حَدِيثُ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ: «نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ» ، وَحَدِيثُ الْبَرَاءِ فِي الْأَضَاحِي، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: «وَنَسِيتُ الرَّابِعَ»

429 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ، بِالْكُوفَةِ، نا طَرَفَةُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ شَحَّاجٍ أَبُو كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ، - نَزَلَ أَرْدُبِيلَ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِ أَبِيهِ، نا أَبِي، نا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: " بَيْنَا أَنَا عِنْدَ شُعْبَةُ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ غَرِيبٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ، حَدِّثْنِي بِحَدِيثِ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَأَنْ يَلْبَسَ الرَّجُلُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ النَّعْلَيْنِ زِمَامُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ» ، فَلَمْ يُحَدِّثْهُ شُعْبَةُ بِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ، أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ، أَتَيْتُكَ لِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ مَسِيرَةِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَقَالَ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا، جَاءَ مِنْ مَسِيرَةِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ يَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيثٍ لَا يُحِلُّ حَرَامًا، وَلَا يُحَرِّمُ حَلَالًا، اكْتُبُوا: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا» ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: إِذَا سَأَلْتَ يَا أَخَا أَهْلِ الْمَغْرِبِ فَسَلْ عَنْ مِثْلِ هَذَا، وَإِلَّا فَقَدْ ذَهَبَتْ رِحْلَتُكَ بَاطِلًا " وَإِذَا لَمْ يَكُنِ الطَّالِبُ مِمَّنْ يَعْرِفُ الْأَحَادِيثَ الَّتِي يَسْأَلُ الْمُحَدِّثَ عَنْهَا، اسْتَعَانَ بِمَنْ حَضَرَ الْمَجْلِسَ مِنْ أَهْلِ الْحِفْظِ، وَالْمَعْرِفَةِ، وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ لَهُ الشَّيْخَ عَنْ ذَلِكَ

430 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ بُرْدٍ، قَالَ: «§كَانُوا يَجْتَمِعُونَ عَلَى عَطَاءٍ فِي الْمَوْسِمِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى هُوَ الَّذِي يَسْأَلُ لَهُمْ»

431 - أنا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ الْمُقْرِئُ، أنا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الصَّيْدَنَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحٍ الْأَشَجَّ، يَقُولُ: " §سُئِلَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: مَنْ أَخْرَجَ لَكُمْ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ مِنْ عِنْدِ اللَّيْثِ؟ فَقَالَ: شَيْخٌ كَانَ يُقَالُ لَهُ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ " فَإِنْ لَمْ يَحْضُرِ الشَّيْخَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ، فَيَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ يُقُدِّمَ الِاسْتِخْبَارَ عَنْ ذَلِكَ بَعْضَ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ قَبْلَ حُضُورِهِ الْمَجْلِسَ، وَيُعَلِّقَ أَطْرَافَ الْأَحَادِيثِ حَتَّى يَسْأَلَ الرَّاوِيَ عَنْهَا

432 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، - وَشَهِدَ مَوْتَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ حِينَ أَدْخَلُوهُ لِيُغَسَّلَ -: §«وَجَدْنَا فِي حُجْزَتِهِ رِقَاعًا فِيهَا أَطْرَافٌ لِيَسْأَلَ عَنْهَا»

433 - أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَغَوِيُّ، نا جَدِّي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، نا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ حَمَّادًا يَوْمًا دَخَلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَمَعَهُ أَطْرَافٌ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ إِبْرَاهِيمَ عَنْهَا»

434 - أنا مُحَمَّدُ أَحْمَدُ بْنُ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا قُرَيْشٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: " جَعَلَ حَمَّادٌ يَسْأَلُ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: «§مَا هَذَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنَّمَا هِيَ أَطْرَافٌ»

435 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§لَا بَأْسَ بِكِتَابَةِ الْأَطْرَافِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا قَالَ هَذَا؛ لِأَنَّ جَمَاعَةً مِنَ السَّلَفِ كَانُوا يَكْرَهُونَ كِتَابَةَ الْعِلْمِ فِي الصُّحُفِ، وَيَأْمُرُونَ بِحِفْظِهِ عَنِ الْعُلَمَاءِ، فَرَخَّصَ إِبْرَاهِيمُ فِي كِتَابَةِ الْأَطْرَافِ، لِلسُّؤَالِ عَنِ الْأَحَادِيثِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي كِتَابَةِ غَيْرِ ذَلِكَ

436 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْكَابِلِيُّ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: «§رَآنِي أَبِي وَأَنَا أَكْتُبُ، فَمَحَاهُ»

437 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، §«أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِإِحْرَاقِ الْكُتُبِ»

438 - وَقَالَ حَنْبَلٌ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا شُعْبَةُ، قَالَ: " §كَانَ غَيْلَانُ وَالْهَيْثَمُ يَكْتُبَانِ عِنْدَ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ فَقَالَ جَابِرٌ: أَتَكْتُبَانِ؟ وَقَامَ فَدَخَلَ فَقَالَ الْهَيْثَمُ: مَا نَكْتُبُ، فَقَالَ غَيْلَانُ: لِمَ تَقُولُ: مَا نَكْتُبُ؟ قُلْ: مَنْ يَكْتُبُ؟ مَنْ يَكْتُبُ؟ " وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ إِبَاحَةُ كِتَابَةِ الْعِلْمِ وَتَدْوِينِهِ

439 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: " §قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَيِّدُ الْعِلْمَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

440 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» وَلَنَا فِي تَقْيِيدِ الْعِلْمِ بِالْخَطِّ، وَمَا جَاءَ فِيهِ مِنَ الْإِبَاحَةِ وَالْحَظْرِ، وَبَيَانُ وَجْهَيْهِمَا كِتَابٌ مُفْرَدٌ، غَنَيْنَا بِمَا ضَمَّنَّاهُ عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْكِتَابِ، وَكَانَ فِي الْمُتَقَدِّمِينَ مَنْ يَكْتُبُ الْحَدِيثَ فِي الْأَلْوَاحِ دُونَ الصُّحُفِ

441 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، نا عَلِيٌّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، يَقُولُ: §«رُبَّمَا رَأَيْتُ عِمْرَانَ الْقَصِيرَ عِنْدَ أَبِي عَرُوبَةَ قَدْ جَثَا يَكْتُبُ فِي الْأَلْوَاحِ»

442 - حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الشِّيرَازِيُّ، أنا الْفَضْلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَبِيعَةَ زَيْدَ بْنَ عَوْفٍ، قَالَ، قَالَ: شُعْبَةُ: «§إِذَا رَأَيْتَ صَاحِبَ الْحَدِيثِ سَيْرُ أَلْوَاحِهِ جَيِّدٌ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا يُفْلِحُ»

443 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمْ تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: " كُنَّا مَرَّةً - يَعْنِي عِنْدَ شُعْبَةَ، فَجَعَلَ يَسْمَعُ إِذَا حَدَثَ صَوْتُ الْأَلْوَاحِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ، قَالَ: السَّمَاءُ تُمْطِرُ؟ قَالُوا: لَا، ثُمَّ عَادَ لِلْحَدِيثِ فَسَمِعَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: الْمَطَرُ؟ فَقَالُوا: لَا، فَقَالَ: «§وَاللَّهِ لَا أَحُدِّثُ الْيَوْمَ إِلَّا أَعْمَى» ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ أَعْوَرُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ، تُجِيزُنِي أَنَا "

444 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، قَالَ، قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا -[230]- يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ، فَسَمِعَ سُفْيَانَ وَقْعَ الْمِيلِ عَلَى اللَّوْحِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَأَخَذَ لَوْحَهُ، فَقَالَ: تُكْتَبُ عِنْدِي؟ فَقُلْنَا لَهُ: اسْكُتْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ وَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ، قَالَ لَهُ: يَا بَلْخِيُّ، أَتَدْرِي مَا مَثَلِي وَمَثَلُكَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ أَبَا فَاخِتَةَ سَعِيدَ بْنَ عِلَاقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَارٌ لِي، قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَسِيرٍ يَوْمَ صِفِّينَ، فَقَالَ: «لَا تَقْتُلْنِي صَبْرًا» قَالَ: " §لَا أَقْتُلَكَ صَبْرًا، إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، أَتُبَايِعُ؟ أَفِيكَ خَيْرٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ لِلَّذِي جَاءَ بِهِ: «خُذْ سِلَاحَهُ» ، قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يُنَفِّلْهُ، إِنَّهُ لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَلَكِنْ قَالَ: «خُذْ سِلَاحَهُ، لَا يُقَاتِلُنَا بِهِ مَرَّةً أُخْرَى حَتَّى يَنْقَطِعَ الْحَرْبُ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ» ، وَقَدْ أَخَذْتُ سِلَاحَكَ - يَعْنِي أَلْوَاحَهُ - وَقَدْ رَدَدْتُهُ عَلَيْكَ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَإِنَّمَا كَانُوا يَكْتُبُونَ فِي الْأَلْوَاحِ؛ لِكَيْ يَحْفَظُوا الْمَكْتُوبَ، ثُمَّ يَمْحُونَ الْكِتَابَةَ، فَمَنْ أَرَادَ رَسْمَ الْمَسْمُوعِ لِلْتَأْبِيدِ وَمَالَ فِي كِتَابَتِهِ إِلَى الْبَقَاءِ وَالتَّخْلِيدِ فَكَوْنُهُ فِي الصُّحُفِ أَوْلَى، وَتَضْمِينُهُ الْكَرَارِيسَ أَحْفَظُ لَهُ وَأَبْقَى

باب كيفية الحفظ عن المحدث

§بَابُ كَيْفِيَّةِ الْحِفْظِ عَنِ الْمُحَدِّثِ

445 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ الْعُذْرِيُّ الْبَيْرُوتِيُّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شُعَيْبٍ، أنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ، يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ " {إِنَّ فِيَ ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37] يَقُولُ: «§اسْتَمَعَ وَقَلْبُهُ شَاهِدٌ، فَإِنَّ قَلْبَهُ إِذَا حَضَرَ عَقِلَ مَا يُقَالُ، وَإِذَا غَابَ الْقَلْبُ لَمْ يَعْقِلْ مَا يُقَالُ لَهُ»

446 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الْوَرَّاقُ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: «§يَنْبَغِي فِي الْحَدِيثِ غَيْرَ خَصْلَةٍ، يَنْبَغِي لِصَاحِبِ الْحَدِيثِ تَثَبُّتٌ فِي الْأَخْذِ، وَيَكُونُ يَفْهَمُ مَا يُقَالُ لَهُ، وَيُبْصِرُ الرِّجَالَ، وَيَتَعَاهَدُ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَلَا يَأْخُذُ الطَّالِبُ نَفْسَهُ بِمَا لَا يُطِيقُهُ، بَلْ يَقْتَصِرُ عَلَى الْيَسِيرِ الَّذِي يَضْبِطُهُ وَيُحْكِمُ حِفْظَهُ وَيُتْقِنُهُ

447 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ، قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: «§كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ أَيُّوبَ خَمْسَةً، وَلَوْ حَدَّثَنِي بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ مَا أَرَدْتُ»

448 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ، قَالَ سُفْيَانُ: «§كُنْتُ آتِي الْأَعْمَشَ وَمَنْصُورًا، فَأَسْمَعُ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ، خَمْسَةً ثُمَّ أَنْصَرِفُ، كَرَاهَةَ أَنْ تَكْثُرَ وَتَفْلِتَ»

449 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا جَعْفَرُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: " §كُنْتُ آتِي قَتَادَةَ فَأَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثَيْنِ، فَيُحَدِّثُنِي ثُمَّ يَقُولُ: أَزِيدُكَ؟ فَأَقُولُ: لَا حَتَّى أَحْفَظَهُمَا وَأُتْقِنَهُمَا "

450 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، نا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ الْحَارِثِيُّ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الطُّوسِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: «§مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ جُمْلَةً فَاتَهُ جُمْلَةً، وَإِنَّمَا يُدْرَكُ الْعِلْمُ حَدِيثٌ وَحَدِيثَانِ»

451 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا الْمُفَضَّلُ الْجَنَدِيُّ، نا أَبُو حُمَةَ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا، يَقُولُ: «§مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ جُمْلَةً ذَهَبَ مِنْهُ جُمْلَةً، إِنَّمَا كُنَّا نَطْلُبُ حَدِيثًا وَحَدِيثَيْنِ»

452 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سِيمَا الْمُجَبِّرُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ لِابْنِ وَهْبٍ: كَيْفَ سَمِعْتَ يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: «إِنَّ §هَذَا الْعِلْمَ إِنْ أَخَذْتَهُ بِالْمُكَابَرَةِ لَهُ غَلَبَكَ، وَلَكِنْ خُذْهُ مَعَ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي أَخْذًا رَفِيقًا تَظْفَرْ بِهِ» وَإِذَا كَانَ فِي حِفْظِ بَعْضِ الطَّلَبَةِ إِبْطَاءٌ قَدَّمُوا مَنْ عَرَفُوهُ بِسُرْعَةِ الْحِفْظِ وَجَوْدَتِهِ، حَتَّى يَحْفَظَ لَهُمْ عَنِ الرَّاوِي، ثُمَّ يُعِيدُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُتْقِنُوا حِفْظَهُ عَنْهُ

453 - أنا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: §«كَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَأَصْحَابُهُ إِذَا قَدِمَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَدَّمُوا أَبَا الزُّبَيْرِ يَتَحَفَّظُ لَهُمْ»

454 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ الصَّلْتِ، نا جَدِّي، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: §«كَانَ عَطَاءٌ يُقَدِّمُنِي إِلَى جَابِرٍ أَحْفَظُ لَهُمُ الْحَدِيثَ» وَإِنْ كَتَبَهُ بَعْضُ الطَّلَبَةِ، وَذَاكَرَ بِهِ الْبَاقِينَ حَتَّى يَحْفَظُوهُ جَمِيعًا، لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ

455 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ فَقَالَ: «§تُبَايعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَعُوقِبَ فَهُوَ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ» قَالَ سُفْيَانُ: كُنَّا عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، فَلَمَّا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَشَارَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ احْفَظْهُ فَكَتَبْتُهُ، فَلَمَّا قَامَ أَخْبَرْتُ بِهِ أَبَا بَكْرٍ

إعادة المحدث الحديث حال الرواية ليحفظ

§إِعَادَةُ الْمُحَدِّثِ الْحَدِيثَ حَالَ الرِّوَايَةِ لِيُحْفَظَ

456 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ هَاشِمُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سَابِقِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ رَجُلٍ، خَدَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أَنَّ النَّبِيَّ §كَانَ إِذَا حَدَّثَ حَدِيثًا أَعَادَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»

457 - أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى النَّاقِدُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِيرْيَابِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، نا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، سَمِعَ رَجُلًا، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ §«كَانَ إِذَا حَدَّثَ حَدِيثًا أَعَادَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»

458 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا إِسْحَاقُ الْحَرْبِيُّ، نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُنَيْنِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: §«مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَلْيُرَدِّدْهُ ثَلَاثًا»

459 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي الْحُمَيْدِيَّ نا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ لِشِبَاكٍ: " §أَرُدُّ عَلَيْكَ مَا قُلْتُ لِأَحَدٍ قَطُّ: رُدَّ عَلَيَّ "

460 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، قَالَ: §" لَقِيتُ ابْنَ شِهَابٍ يَوْمًا فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ - وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ - فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ فِيهِ طُولٌ فَحَدَّثَنِي بِهِ، قَالَ: أَخَذْتُ بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ فَلَمْ أَحْفَظْهُ، قُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَعِدْهُ عَلَيَّ، فَأَبَى، فَقُلْتُ: أَمَا تُحِبُّ أَنْ يُعَادَ عَلَيْكَ الْحَدِيثَ فَأَعَادَهُ عَلَيَّ فَحَفِظْتُهُ "

461 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ، وأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَفَّانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: «§كَانَ قَتَادَةُ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ يَخْتَطِفُهُ اخْتِطَافًا، وَكَانَ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ لَمْ يَحْفَظْهُ أَخَذَهُ الْعَوِيلُ وَالزَّوِيلُ حَتَّى يَحْفَظَهُ» وَإِنْ كَانَ الْحَدِيثُ طَوِيلًا، بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُ حِفْظُهُ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ، حَفِظَ نِصْفَهُ ثُمَّ عَادَ فِي مَجْلِسٍ آخَرَ فَحَفِظَ بَقِيَّتَهُ

462 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيلٍ، نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «§كُنَّا رُبَّمَا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ قَتَادَةَ بِنِصْفِ حَدِيثٍ، يُحَدِّثُنَا بِالْحَدِيثِ فَنَتَحَفَّظُهُ، فَنَحْفَظُ نِصْفَهُ ثُمَّ نَعُودُ فَنَحْفَظُ نِصْفَهُ مِنَ الْغَدِ» وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ حَفِظَ عَنْ شَيْخٍ حَدِيثًا أَنْ يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ، لِيُصَحِّحَهُ لَهُ، وَيَرُدَّهُ عَنْ خَطَأٍ إِنْ كَانَ سَبَقَ إِلَى حِفْظِهِ إِيَّاهُ

463 - نا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ الْمِصْرِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ التُّجِيبِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، نا حَسَّانُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُجَاشِعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَعْنِي ابْنَ الْمَدِينِيِّ - يَقُولُ، قَالَ عَفَّانُ: " §مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ حَدِيثًا إِلَّا عَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، غَيْرَ شُعْبَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُمَكِّنِّي أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْهِ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَفَّانُ فَقَالَ: كَيْفَ أَذْكُرُ رَجُلًا يَشُكُّ فِي حَرْفٍ، فَيَضْرِبُ عَلَى خَمْسَةِ أَسْطُرٍ ". قَالَ: وَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ، قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَتَيْنَا أَبَا عَوَانَةَ فَقَالَ: مَنْ عَلَى الْبَابِ فَقُلْنَا: عَفَّانُ وَبَهْزٌ وَحِبَّانُ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ بَلَاءٌ مِنَ الْبَلَاءِ، قَدْ سَمِعُوا يُرِيدُونَ أَنْ يَعْرِضُوا "

مذاكرة الطلبة بالحديث بعد حفظه ليثبت

§مُذَاكَرَةُ الطَّلَبَةِ بِالْحَدِيثِ بَعْدَ حِفْظِهِ لِيَثْبُتَ

464 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابٍ الطِّيبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، نا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَسْمَعُ مِنْهُ الْحَدِيثَ، فَإِذَا قُمْنَا تَذَاكَرْنَاهُ فِيمَا بَيْنَنَا حَتَّى نَحْفَظَهُ»

465 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، نا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: §«تَزَاوَرُوا وَتَدَارَسُوا الْحَدِيثَ وَلَا تَتْرُكُوهُ يَدْرُسُ»

466 - أنا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَصَّاصُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ الْعَطَّارُ، نا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ الطَّبَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامِغَانِيُّ، نا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «§تَزَاوَرُوا وَتَحَدَّثُوا، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ يَدْرُسُ»

467 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«إِذَا سَمِعْتُمْ مِنِّي حَدِيثًا فَتَذَاكَرُوهُ بَيْنَكُمْ»

468 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجَصَّاصُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، نا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامِغَانِيُّ، نا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «§تَحَدَّثُوا وَتَذَاكَرُوا، فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُذَكِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا»

469 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وأنا ابْنُ رِزْقٍ، أَيْضًا، أنا إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، - وَاللَّفْظُ لِابْنِ حَنْبَلٍ - قَالَا: نا هُشَيْمٌ، أنا الْحَجَّاجُ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " §كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيُحَدِّثُنَا، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ تَذَاكَرْنَا حَدِيثَهُ، قَالَ: فَكَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ أَحْفَظَنَا لِلْحَدِيثِ "

470 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُ قَالَ: «§إِحْيَاءُ الْحَدِيثِ مُذَاكَرَتُهُ، فَتَذَاكَرُوا» ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ: «رَحِمَكَ اللَّهُ، كَمْ مِنْ حَدِيثٍ أَحْيَيْتَهُ فِي صَدْرِي قَدْ كَانَ مَاتَ»

471 - وَقَالَ حَنْبَلٌ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: §«أَطِيلُوا ذِكْرَ الْحَدِيثِ لَا يَدْرُسُ»

472 - أنا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّينَوَرِيُّ بِهَا، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيَّ، يَقُولُ: §«كُلُّ مَنْ حَفِظَ حَدِيثًا فَلَمْ يُذَاكِرْ بِهِ تَفَلَّتَ مِنْهُ»

وإذا لم يجد الطالب من يذاكره أدام ذكر الحديث مع نفسه وكرره على قلبه

§وَإِذَا لَمْ يَجِدِ الطَّالِبُ مَنْ يُذَاكِرُهُ أَدَامَ ذِكْرَ الْحَدِيثِ مَعَ نَفْسِهِ وَكَرَّرَهُ عَلَى قَلْبِهِ

473 - كَمَا نا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، نا أَبُو أُمَيَّةَ الْأَحْوَصُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ -[239]- الْأَبَّارُ، قَالَا: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ، يَقُولُ: " §كُنَّا بِبَابِ ابْنِ عَوْنٍ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا شُعْبَةُ وَقَدْ عَقَدَ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا فَكَلَّمَهُ بَعْضُنَا، فَقَالَ: «لَا تُكَلِّمْنِي فَإِنِّي قَدْ حَفِظْتُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَشَرَةَ أَحَادِيثَ أَخَافُ أَنْ أَنْسَاهَا» وَإِذَا رَوَى الْمُحَدِّثُ حَدِيثًا طَوِيلًا فَلَمْ يَقُمِ الطَّالِبُ بِحِفْظِهِ، وَسَأَلَ الْمُحَدِّثَ أَنْ يُمْلِيَهُ عَلَيْهِ أَوْ يُعِيرَهُ كِتَابَهُ لِيَنْقُلَهُ مِنْهُ وَيَحْفَظَهُ بَعْدُ مِنْ نُسْخَتِهِ، فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ

474 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: " قُلْتُ لِيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ: كَانَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ يُمْلِي؟ قَالَ: §لَا، كُنَّا نَحْفَظُ عَنْهُ، قَالَ: وَلَكِنَّهُ تَرَكَنِي أَكْتُبُ عِنْدَهُ حَدِيثَيْنِ، قُلْتُ: مَا هُمَا قَالَ: حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ، وَحَدِيثُ عَائِشَةَ الطَّوِيلَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَجِّ "

475 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: «§مَا رَأَيْنَا لِمَعْمَرٍ كِتَابًا إِلَّا هَذِهِ الطِّوَالَ، فَإِنَّهُ كَانَ يُخْرِجُهَا فِي صَكٍّ»

باب الترغيب في إعارة كتب السماع وذم من سلك في ذلك طريق البخل والامتناع

§بَابُ التَّرْغِيبِ فِي إِعَارَةِ كُتُبِ السَّمَاعِ وَذَمِّ مَنْ سَلَكَ فِي ذَلِكَ طَرِيقَ الْبُخْلِ وَالِامْتِنَاعِ

476 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ بِأَصْبَهَانَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، نا حُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: «§أَوَّلُ بَرَكَةِ الْحَدِيثِ إِعَارَةُ الْكُتُبِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ كِتَابٌ مَسْمُوعٌ مِنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ الْأَحْيَاءِ، فَطُلِبَ مِنْهُ لِيُسْمَعَ مِنْ ذَلِكَ الشَّيْخِ، فَيُسْتَحَبُّ أَنْ لَا يَمْتَنِعَ مِنَ إِعَارَتِهِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْبِرِّ وَاكْتِسَابِ الْمَثُوبَةِ وَالْأَجْرِ، وَهَكَذَا إِذَا كَانَ فِي كِتَابِهِ سَمَاعٌ لِبَعْضِ الطَّلَبَةِ مِنْ شَيْخٍ قَدْ مَاتَ فَابْتَغَى الطَّالِبُ نَسْخَهُ، اسْتُحِبَّ لَهُ إِعَارَتُهُ إِيَّاهُ، وَكُرِهَ أَنْ يَمْنَعَهُ مِنْهُ

477 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: «§مَنْ بَخِلَ بِالْحَدِيثِ، وَكَسَرَ عَلَى النَّاسِ سَمَاعَهُمْ لَمْ يُفْلِحْ»

478 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانٍ الْوَرَّاقُ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، نا أَبُو صَالِحٍ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى الْأَنْطَاكِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: " §مَنْ بَخِلَ بِعِلْمِهِ ابْتُلِيَ بِثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَنْسَاهُ وَلَا يَحْفَظُ، وَإِمَّا أَنْ يَمُوتَ وَلَا يَنْتَفِعُ بِهِ، وَإِمَّا أَنْ تَذْهَبَ كُتُبُهُ "

479 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَهُمْ قَالَ: " أَتَى أَبَا الْعَتَاهِيَةِ بَعْضُ إِخْوَانِهِ فَقَالَ لَهُ: أَعِرْنِي دَفْتَرَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ ذَاكَ، فَقَالَ لَهُ: §أَمَا عَلِمْتُ أَنَّ الْمَكَارِمَ مُوَصَّلَةٌ بِالْمَكَارِهِ؟ فَدَفَعَ إِلَيْهِ الدَّفْتَرَ "

480 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ، نا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ: " §ادَّعَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ بِالْكُوفَةِ سَمَاعًا مَنَعَهُ إِيَّاهُ، فَتَحَاكَمَا إِلَى حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، وَكَانَ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ فَقَالَ حَفْصٌ: " لِصَاحِبِ الْكِتَابِ: أَخْرِجْ إِلَيْنَا كُتُبَكَ، فَمَا كَانَ مِنْ سَمَاعِ هَذَا الرَّجُلِ بِخَطِّ يَدِكَ أَلْزَمْنَاكَ، وَمَا كَانَ بِخَطِّهِ أَعْفَيْنَاكَ مِنْهُ "، فَقِيلَ لِأَبِي زُرْعَةَ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: مِنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ ابْنُ خَلَّادٍ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيَّ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: لَا يَجِيءُ فِي هَذَا الْبَابِ حُكْمٌ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا؛ لِأَنَّ خَطَّ صَاحِبِ الْكِتَابِ دَالٌّ عَلَى رِضَاهُ بِاسْتِمَاعِ صَاحِبِهِ مَعَهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ "

481 - حُدِّثْتُ عَنِ الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْجَرَّاحِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَجُلًا قَدَّمَ رَجُلًا إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، فَادَّعَى عَلَيْهِ أَنَّ لَهُ سَمَاعًا فِي الْحَدِيثِ فِي كِتَابِهِ، وَأَنَّهُ قَدْ أَبَى أَنْ يُعِيرَهُ، فَسَأَلَ إِسْمَاعِيلُ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، فَصَدَّقَهُ فَقَالَ: فِي كِتَابِي سَمَاعٌ وَلَسْتُ أُعِيرُهُ، فَأَطْرَقَ إِسْمَاعِيلُ مَلِيًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: عَافَاكَ اللَّهُ، إِنْ كَانَ سَمَاعُهُ فِي كِتَابِكَ بِخَطِّكَ، فَيَلْزَمُكَ أَنْ تُعِيرَهُ، وَإِنْ كَانَ سَمَاعُهُ فِي كِتَابِكَ بِخَطِّ غَيْرِكَ فَأَنْتَ أَعْلَمُ، قَالَ: سَمَاعُهُ فِي كِتَابِي بِخَطِّي وَلَكِنَّهُ يُبْطِئُ بِرَدِّهِ عَلَيَّ، فَقَالَ: §أَخُوكَ فِي الدِّينِ أُحِبُّ أَنْ تُعِيرَهُ، وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ، فَقَالَ: «إِذَا أَعَارَكَ شَيْئًا فَلَا تُبْطِئْ بِهِ»

كراهة حبس الكتب المستعارة عن أصحابها وما جاء في الأمر بتعجيل ردها إلى أربابها

§كَرَاهَةُ حَبْسِ الْكُتُبِ الْمُسْتَعَارَةِ عَنْ أَصْحَابِهَا وَمَا جَاءَ فِي الْأَمْرِ بِتَعْجِيلِ رَدِّهَا إِلَى أَرْبَابِهَا

482 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقِرْمِيسِينِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ، بِجَرْجَرَايَا، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ شَاذَانَ الْوَاسِطِيُّ، نا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: " يَا يُونُسُ §إِيَّاكَ وَغُلُولَ الْكُتُبِ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا غُلُولُ الْكُتُبِ؟ قَالَ: «حَبْسُهَا عَلَى أَصْحَابِهَا»

483 - أنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الذَّارِعُ، نا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، نا أَبُو زَيْدٍ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: " §إِيَّاكَ وَغُلُولَ الْكُتُبِ، قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: حَبْسُهَا "

484 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ بَسَّامٍ، نا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَجَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: §«سَرِقَةُ صُحُفِ الْعِلْمِ مِثْلُ سَرِقَةِ الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ»

485 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، إِمْلَاءً، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ، وأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ، قَالَ الْفُضَيْلُ: «§لَيْسَ مِنْ فِعَالِ أَهْلِ الْوَرَعِ، وَلَا مِنْ فِعَالِ الْحُكَمَاءِ أَنْ تَأْخُذَ سَمَاعَ رَجُلٍ فَتَحْبِسَهُ عَنْهُ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ» ، وَاللَّفْظُ لِابْنِ مَخْلَدٍ

486 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ الْمُعَلِّمُ، نا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى بِالْمَوْصِلِ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ مَرْدَوَيْهِ الصَّائِغُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: «لَيْسَ §مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْوَرَعِ، وَلَا مِنْ فِعَالِ الْعُلَمَاءِ أَنْ تَأْخُذَ سَمَاعَ رَجُلٍ وَكِتَابَهُ فَتَحْبِسَهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ»

487 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْعَسْكَرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: §«كَانَ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ إِذَا اسْتُعْدِيَ عِنْدَهُ أَنَّ فُلَانًا حَبَسَ عَنْ فُلَانٍ سَمَاعَهُ، تَقَدَّمَ إِلَى صَاحِبِ الرُّبُعِ فَحَبَسَهُ، وَكَانَ يَبْعَثُ بِخَاتَمِهِ إِلَيْهِ، وَهُوَ الْعَلَامَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ»

488 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لَالٍ بِهَمَذَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ بَحْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجَاحِظَ، يَقُولُ: " §وَقَدْ تَقَاضَى تِلْمِيذًا لَهُ كِتَابًا، وَتَقَاضَى التِّلْمِيذُ أَيْضًا كِتَابًا لَهُ، فَرَدَّ الْكِتَابَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَنْشَأَ الْجَاحِظُ يَقُولُ: [البحر الخفيف] أَيُّهَا الْمُسْتَعِيرُ مِنِّي كِتَابًا ... ارْضَ لِي فِيهِ مَا لِنَفْسِكَ تَرْضَى -[244]- لَا تَرَى رَدَّ مَا أَعَرْتُكَ نَفْلًا ... وَتَرَى رَدَّ مَا اسْتَعَرْتُكَ فَرْضَا" قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ: وَلِأَجْلِ حَبْسِ الْكُتُبِ امْتَنَعَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ إِعَارَتِهَا، وَاسْتَحْسَنَ آخَرُونَ أَخَذَ الرُّهُونِ عَلَيْهَا مِنَ الْأَصْدِقَاءِ، وَقَالُوا الْأَشْعَارَ فِي ذَلِكَ

489 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَبُو غَسَّانَ الرَّازِيُّ، نا جَرِيرٌ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، قَالَ: «§لَا تَأْمَنَنَّ قَارِئًا عَلَى صَحِيفَةٍ، وَلَا جَمَّالًا عَلَى حَبْلٍ»

490 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِيُّ، نا أَبُو حُصَيْنٍ الْقَاضِي، نا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، نا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: §«لَا تُعِرْ أَحَدًا كِتَابًا»

491 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الشَّيْبَانِيُّ، بِدِمَشْقَ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ الْبُوَيْطِيُّ: «§احْفَظْ كُتُبَكَ، فَإِنَّهُ إِنْ ذَهَبَ لَكَ كِتَابٌ لَمْ تَجِدْ بَدَلَهُ»

492 - أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ لِأَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطِيعِيِّ: [البحر الخفيف] §جَلَّ قَدْرُ الْكِتَابِ يَا صَاحِ عِنْدِي ... فَهْوَ أَغْلَى مِنَ الْجَوَاهِرِ قَدْرَا لَسْتُ يَوْمًا مُعِيرَهُ مِنْ صِدِّيقٍ ... لَا وَلَا مِنْ أَخٍ أُحَاذِرُ غَدْرَا مَا عَلَى مَنْ يَصُونُهُ مِنْ مَلَامٍ ... بَلْ لَهُ الْعُذْرُ فِيهِ سِرًّا وَجَهْرَا لَنْ أُعِيرَ الْكِتَابَ إِلَّا بِرَهْنٍ ... مِنْ نَفِيسِ الرُّهُونِ تِبْرًا وَدُرَّا"

493 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: أُنْشِدْتُ: §أَعِرِ الدَّفْتَرَ لِلصَّاحِبِ بِالرَّهْنِ الْوَثِيقِ -[245]- ... إِنَّهُ لَيْسَ قَبِيحًا أَخْذُ رَهْنٍ مِنْ صِدِّيقِ"

494 - وَأَخْبَرَنِي الْأَزْهَرِيُّ، أَيْضًا، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: أُنْشِدْتُ: [البحر الخفيف] §أَيُّهَا الْمُسْتَعِيرُ مِنِّي كِتَابًا ... إِنْ رَدَدْتَ الْكِتَابَ كَانَ صَوَابَا أَنْتَ وَاللَّهِ إِنْ رَدَدْتَ كِتَابًا ... كُنْتَ أُعْطِيتَهُ أَخَذْتَ كِتَابَا"

495 - ذَكَرَ أَبُو خَازِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَرَّاءُ، أَنَّ أَبَا الْحُسَيْنِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْجُورَدَكِيُّ، أَنْشَدَهَمْ لِنَفْسِهِ بِالْبَصْرَةِ: [البحر المجتث] §يَا مَنْ يَرُومُ كِتَابِي ... لِنَسْخِهِ إِنْ أَرَادَهْ أَوْ رَغْبَةً فِي اطِّلِاعٍ ... يَبْغِي بِذَاكَ الزِّيَادَهْ تَوَقِّ فِيهِ خِصَالًا ... تَسْوِيدَهُ وَفَسَادَهُ وَنِلْ مُرَادَكَ مِنْهُ ... بِالْفِكْرِ وَالِاسْتِعَادَهْ فَالْعِلْمُ لِلْمَرْءِ يُحْيِي ... تَامُورَهُ وَفُؤَادَهْ لَا تَقْصِدَنَّ التَّوَانِي ... أَمَانَةً كَالْقِلَادَهْ إِذَا فَرَغْتَ فَأَسْرِعْ ... بِهِ إِلَى الْإِعَادَهْ -[246]- حَرَّمْتُ تَأْخِيرَ أَصْلِي ... مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ أَكَادَهْ فَحَبْسُهُ فِعْلُ سُوءٍ ... وَسُرْعَةُ الرَّدِّ عَادَهْ رَوَاهُ شَيْخٌ مُفْنٍ ... عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةْ"

496 - وَذَكَرَ أَبُو خَازِمٍ، أَنَّ الْجُورَدَكيَّ أَنْشَدَهُمْ لِنَفْسِهِ أَيْضًا: [البحر المجتث] §إِنَّ الْمُرُوءَةَ تَدْفَعُ ... عَنْ حَبْسِ جُزْءٍ وَتَمْنَعْ وَالْحُرُّ فِيهِ اقْتِصَادٌ ... يَرُومُ نَسْخًا وَيَقْنَعْ يُعَجِّلُ الرَّدَّ حَتَّى ... يَصِيرَ فِي الْغَيْرِ يَشْفَعْ وَالنَّذْلُ يَبْغِي التَّوَانِي ... فِي الْغَصْبِ لِلْحُرِّ يَطْمَعْ فَدَهْرُهُ فِي احْتِيَالٍ ... مِنْ خَيْرِهِ لَيْسَ يَشْبَعْ إِذَا اقْتَضَى أَمَّ بَهْتًا ... بِالْمَطْلِ وَالْمَيْنِ يَدْفَعْ لَا الْعَتْبُ يَنْجَعُ فِيهِ ... وَالِاقْتِضَا لَيْسَ يَنْفَعْ لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ ... وَبِئْسَ مَا هُوَ يَصْنَعْ"

497 - أَنْشِدْنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ: [البحر البسيط] §مَا أَنْتَ فِي سَعَةٍ مِنْ حَبْسِ دَفْتَرِنَا ... بَلْ أَنْتَ مِنْ حَبْسِهِ فِي أَضْيَقِ الْحَرَجِ عَذَّبْتَ قَلْبِي بِالتَّعْلِيقِ مِنْكَ لَهُ ... وَمَا أَرَى لَكَ مِنْ عُذْرٍ وَلَا حِجَجِ قَدْ كُنْتَ مُسْتَعِينًا عَنْ أَنْ تُبَيِّنَ لَنَا ... مَا أَنْتَ بَيَّنْتَهُ مِنْ خُلُقِكَ السَّمْجِ يَلْقَاكَ بِالْخُلْفِ مَنْ فِي دِينِهِ عِوَجٌ ... وَلَيْسَ فِي دِينِ أَهْلِ الصِّدْقِ مِنْ عِوَجِ مَنْ يَحْبِسِ الْجُزْءَ عَمْدًا بَعْدَ قَوْلِي ذَا ... فَهْوَ امْرُؤٌ مَا بِهِ قَلْبِي بِمُبْتَهِجِ"

498 - قَالَ لَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: قَرَأْتُ عَلَى ظَهْرِ كِتَابٍ لِصَاحِبِنَا أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانِ بِخَطِّهِ: [البحر البسيط] §يَا مُسْتَعِيرَ كِتَابِي إِنَّهُ عَلِقٌ ... بِمُهْجَتِي عَلْقَ الْمَحْبُوبِ بِالْمُهَجِ انْسَخْهُ وَارْدُدْهُ فِي حِلٍّ وَفِي سَعَةٍ ... وَأَنْتَ مِنْ حَبْسِهِ فِي أَضْيَقِ الْحَرَجِ"

شكر المستعير للمعير

§شُكْرُ الْمُسْتَعِيرِ لِلْمُعِيرِ

499 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّبَّعِيُّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ، نا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يَشْكُرِ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ»

500 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ بِهَا، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ، وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ الْعَامِرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ أَشْكَرَ النَّاسِ لِلَّهِ أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ»

501 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، بِهَا، نا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عُرْفُطَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنِ اصْطَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَجَازُوهُ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ مُجَازَاتِهِ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّكُمْ قَدْ شَكَرْتُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ»

502 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ شُيُوخِنَا يَقُولُ: §قَدْ رَدَدْنَا إِلَيْكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ... مَعَ الشُّكْرِ مَا اسْتَعَرْنَاهُ مِنْكَا -[249]- وَرَأَيْنَاكَ أَحْسَنَ النَّاسِ صَبْرًا ... وَاحْتِمَالًا لِمَا حَبَسْنَاهُ عَنْكَا"

باب تدوين الحديث في الكتب، وما يتعلق بذلك من أنواع الأدب

§بَابُ تَدْوِينِ الْحَدِيثِ فِي الْكُتُبِ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَدَبِ

503 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْمِصِّيصِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَجْلِسُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْمَعُ مِنْهُ الْحَدِيثَ وَيُعْجِبُهُ، وَلَا يَحْفَظُهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ فَيُعْجِبُنِي وَلَا أَحْفَظُهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ» ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْخَطِّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَنْبَغِي أَنْ يُكْتَبَ الْحَدِيثُ بِالسَّوَادِ ثُمَّ بِالْحِبْرِ خَاصَّةً دُونَ -[250]- الْمِدَادِ؛ لِأَنَّ السَّوَادَ أَصْبَغُ الْأَلْوَانِ، وَالْحِبْرَ أَبْقَاهَا عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ وَالْأَزْمَانِ، وَهُوَ آلَةُ ذَوِي الْعِلْمِ، وَعِدَّةُ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْفَهْمِ

504 - حَدَّثَنِي أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ بِحُلْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَنْدَلُسِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضِرَارٍ الشَّيْبَانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ، قَالَ: " §تَذَكَّرُوا الْأَلْوَانَ عِنْدَ الرَّشِيدِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَحْسَنُهَا الْبَيَاضُ، وَقَالَ آخَرُ: أَحْسَنُهَا الْخُضْرَةُ لَوْنُ الْجَنَّةِ، وَقَالَ آخَرُ: أَحْسَنُهَا لَوْنُ الذَّهَبِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ سَاكِتٌ، فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ: لِمَ لَا تَتَكَلَّمُ؟ فَقَالَ: «لَوْ كَانَ صِبْغٌ أَحْسَنُ مِنَ السَّوَادِ لَكُتِبَ بِهِ كُتُبُ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةُ، فَاسْتَحْسَنَ الرَّشِيدُ قَوْلَهُ، وَوَصَلَهُ مِنْ بَيْنِهِمْ»

505 - وَنا أَبُو طَالِبٍ الدَّسْكَرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الرَّهَاوِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: " §أَرَدْتُ أَنْ أَكْتُبَ كِتَابَ الْأَمْوَالِ لِأَبِي عُبَيْدٍ، فَخَرَجْتُ لِأَشْتَرِيَ مَاءَ الذَّهَبِ، فَلَقِيتُ أَبَا عُبَيْدٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عُبَيْدٍ، رَحِمَكَ اللَّهُ، أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَ كِتَابَ الْأَمْوَالِ بِمَاءِ الذَّهَبِ، فَقَالَ: «اكْتُبْ بِالْحِبْرِ فَإِنَّهُ أَبْقَى»

506 - نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَصَمُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَنْصُورِ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ النَّحْوِيِّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ عَلَّانُ الْوَرَّاقُ: §«عَطِّرُوا دَفَاتِرَكُمْ بِسَوَادِ الْحِبْرِ»

وَقَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ «إِنَّمَا §سُمِّيَ الْحِبْرُ حِبْرًا؛ لِأَنَّ الْبَلِيغَ إِذَا حَبَّرَ أَلْفَاظَهُ، وَنَمْنَمَ بَيَانَهُ، أَحْضَرَكَ مِنْ مَعَانِي الْحِكَمِ آنَقَ مِنْ حِبَرَاتِ الْبَزِّ وَمُفَوَّفَاتِ الْوَشْيِ»

507 - أَخْبَرَنِي أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الشِّيرَازِيُّ، أنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الشَّرْمَغُولِيُّ، بِشَرْمَغُولَ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى نَسَا قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فِيلٍ بِأَنْطَاكِيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ بْنَ بُرْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §«مَثَلُ الْحِبْرِ وَالْمِدَادِ فِي ثَوْبِ الرَّجُلِ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مَثَلُ الْقِلَادَةِ فِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ»

508 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ الْهَمَذَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الزَّنْجَانِيُّ بِزَنْجَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: " §رَآنِي الشَّافِعِيُّ وَأَنَا فِي مَجْلِسِهِ وَعَلَى قَمِيصِي حِبْرٌ، وَأَنَا أُخْفِيهِ، فَقَالَ: «يَا فَتَى لِمَ تُخْفِيهِ وَتَسْتُرُهُ؟ إِنَّ الْحِبْرَ عَلَى الثَّوْبِ مِنَ الْمُرُوءَةِ؛ لِأَنَّ صُورَتَهُ فِي الْأَبْصَارِ سَوَادٌ وَفِي الْبَصَائِرِ بَيَاضٌ»

509 - قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ الْفَرَّاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: §«الْحِبْرُ فِي الثِّيَابِ خَلُوقُ الْعُلَمَاءِ»

510 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ بِالْبَصْرَةَ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ النَّجِيرَمِيُّ، إِمْلَاءً، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَيَانٍ السَّامِرِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْمِصِّيصِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعُمَرِيَّ، يَعْنِي خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: §«الْحِبْرُ فِي ثَوْبِ صَاحِبِ الْحَدِيثِ مِثْلُ الْخَلُوقِ فِي ثَوْبِ الْعَرُوسِ»

511 - أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّطِّيُّ، بِجُرْجَانَ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلَوِيُّ: [البحر المتقارب] §مِدَادُ الْمَحَابِرِ طِيبُ الرِّجَالِ ... وَطِيبُ النِّسَاءِ مِنَ الزَّعْفَرَانِ -[252]- فَهَذَا يَلِيقُ بِأَثْوَابِ ذَا ... وَهَذَا يَلِيقُ بِثَوْبِ الْحَصَانِ"

آلات النسخ المحبرة

§آلَاتُ النَّسْخِ الْمَحْبَرَةُ

512 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ أَحْمَدَ الزُّبَيْدِيَّ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ، وَقَدْ أَقْبَلَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ بِأَيْدِيهِمُ الْمَحَابِرُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهَا وَقَالَ: §«هَذِهِ سَرْجُ الْإِسْلَامِ»

513 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحُسَيْنِ الْبَرْزَنْدِيَّ، يَذْكُرُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §«إِظْهَارُ الْمَحْبَرَةِ عِزٌّ»

514 - أَخْبَرَنَا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ الْهَمَذَانِيُّ بِهَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْفَقِيهُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ غَيْرَ مَرَّةٍ §«الْمَحْبَرَةُ رَأْسُمَالٍ كَبِيرٌ»

515 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّامَهُرْمُزِيُّ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الْمُحَدِّثِينَ: - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَذَكَرَ هَذَا الشِّعْرَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ لِبَعْضِهِمْ -: [البحر الكامل] §وَلَقَدْ غَدَوْتُ إِلَى الْمُحَدِّثِ آنِفًا ... فَإِذَا بِحَضْرَتِهِ ظِبَاءٌ رُتَّعُ -[253]- وَإِذَا ظِبَاءُ الْإِنْسِ تَكْتُبُ كُلَّمَا ... يُمْلِي وَتَحْفَظُ مَا يَقُولُ وَتَسْمَعُ يِتَجَاذَبُونَ الْحِبْرَ مِنْ مَلْمُومَةٍ ... بَيْضَاءَ تَحْمِلُهَا عَلَائِقُ أَرْبَعُ مِنْ خَالِصِ الْبِلَّوْرِ غُيِّرَ لَوْنُهَا ... فَكَأَنَّهَا سَبَجٌ يَلُوحُ وَيَلْمَعُ إِنْ نَكْسُوهَا لَمْ تَسِلْ وَمَلِيكُهَا ... فِيمَا حَوَتْهُ عَاجِلًا لَا يَطْمَعُ وَمَتَى أَمَالُوهَا لِرَشْفِ رُضَابُهَا ... أَدَّاهُ فُوهَا وَهْيَ لَا تَتَمَنَّعُ فَكَأَنَّهَا قَلْبِي يَضِنُّ بِسِرِّهِ ... أَبَدًا وَيَكْتُمُ كُلَّمَا يُسْتَوْدَعُ يَمْتَاحُهَا مَاضِي الشَّبَاةِ مُذَلَّقٌ ... يَجْرِي بِمَيَدَانِ الطُّرُوسِ فَيُسْرِعُ رِجْلَاهُ رَأْسٌ عِنْدَهَا لَكِنَّهُ ... يَلْقَاهُ بُرُجُفَاهُ سَاعَةَ يَطْلُعُ -[254]- فَكَأَنَّهُ وَالْحِبْرُ يَخْضِبُ رَأْسَهُ ... شَيْخٌ لِوَصْلِ خَرِيدَةٍ يَتَصَنَّعُ لِمَ لَا أُلَاحِظُهُ بِعَيْنِ جَلَالَةٍ ... وَبِهِ إِلَى اللَّهِ الصَّحَائِفُ تُرْفَعُ « الْبَيْتُ الثَّانِي، وَالْخَامِسُ، وَالثَّامِنُ لَمْ يَذْكُرْهَا الرَّامَهُرْمُزِيُّ، وَهِيَ عَنِ الصُّولِيِّ خَاصَّةً»

516 - حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُهَلَّبِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو هَفَّانَ، قَالَ: " §سَأَلْتُ وَرَّاقًا عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ: عَيْشِي أَضْيَقُ مِنْ مَحْبَرَةٍ، وَجِسْمِي أَدَقُّ مِنْ مَسْطَرَةٍ، وَجَاهِي أَرَقُّ مِنَ الزُّجَاجِ، وَوَجْهِي عِنْدَ النَّاسِ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ الزَّاجِ، وَخَطِّي أَخْفَى مِنْ شَقِّ الْقَلَمِ، وَيَدِي أَضْعَفُ مِنْ قَصَبَةٍ، وَطَعَامِي أَمَرُّ مِنَ الْعَفْصِ، وَشَرَابِي أَسْوَدُ مِنَ الْحِبْرِ، وَسُوءُ الْحَالِ أَلْصَقُ بِي مِنَ الصَّمْغِ " فَقُلْتُ لَهُ: عَبَّرْتَ بَلَاءً بِبَلَاءٍ "

القلم ينبغي ألا يكون قلم صاحب الحديث أصم صلبا، فإن هذه الصفة تمنع سرعة الجري، ولا يكون رخوا فيسرع إليه الحفا، ويتخذ أملس العود مزال العقود، وتوسع فتحته وتطال جلفته، وتحرف قطته

§الْقَلَمُ يَنْبَغِي أَلَّا يَكُونَ قَلَمُ صَاحِبِ الْحَدِيثِ أَصَمَّ صَلْبًا، فَإِنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ تَمْنَعُ سُرْعَةَ الْجَرْيِ، وَلَا يَكُونُ رِخْوًا فَيُسْرِعَ إِلَيْهِ الْحَفَا، وَيُتَّخَذُ أَمْلَسَ الْعُودِ مُزَالَ الْعُقُودُ، وَتُوَسَّعُ فَتْحَتُهُ وَتُطَالُ جَلْفَتُهُ، وَتُحَرَّفُ قِطَّتُهُ

517 - فَقَدْ أنا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، نا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّاهِدُ بِالرِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الْكَاتِبُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا ذَكْوَانَ الْقَاسِمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ النَّحْوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْعَبَّاسِ الْكَاتِبَ، يَقُولُ: §«الْقَلَمُ الرَّدِيءُ كَالْوَلَدِ الْعَاقِّ»

518 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْدَعِيُّ، قَالَا، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} [العلق: 4] قَالَ: «إِنَّ §الْقَلَمَ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَظِيمَةٌ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَقُمْ دِينٌ، وَلَمْ يَصْلُحْ عَيْشٌ»

519 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ الْحَارِثِ الْمَرْوَزِيَّ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §«مِنْ جَلَالَةِ شَأْنِ الْقَلَمِ أَنَّهُ لَمْ يُكْتَبْ لِلَّهِ كِتَابٌ إِلَّا بِهِ»

520 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، صَاحِبُ الْعَبَّاسِيِّ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مَعْدَانَ، قَالَ: " §أَهْدَى إِلَيَّ صِدِّيقٌ لِي مِنَ الْكُتَّابِ أَقْلَامًا، وَكَتَبَ إِلَيَّ: [البحر الطويل] لِكُلِّ أُنَاسٍ آلَةٌ يَعْمَلُونَهَا ... وَآلَاتُنَا اللَّاتِي بِهَا نَتَبَجَّحُ وَشَائِجُ بِرٍّ أَنْشَأَتْهَا مَغَايِضُ ... مِنَ الْمَاءِ فِي أَجْوَافِهَا تَتَرَشَّحُ إِذَا شُجَّ مِنْ إِحْدَى الْوَشَائِجِ رَأْسُهُ ... غَدَا دَمْعُهُ مِنْ وَجْنَةِ الْعِلْمِ يَسْفَحُ ضَوَامِرُ يَوْمَ الْجَرْيِ لَا تَعْرِفُ الْوَنَا ... إِذَا زَجَرَتْهَا هَتْفَةُ الْفِكْرِ تَمْرَحُ"

521 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُظَفَّرُ بْنُ يَحْيَى الشَّرَابِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْثَدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الطَّلْحِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَفَّانَ، حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ جَدِّي مُهَزِّمِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: نَظَرَ إِلَيَّ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يَحْيَى الْكَاتِبُ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ وَأَنَا أَخُطُّ خَطًّا رَدِيئًا - فَقَالَ: «§إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُجَوِّدَ خَطَّكَ فَأَطِلْ جَلْفَتَكَ وَأَسْمِنْهَا، وَحَرِّفْ قِطَّتَكَ وَأَيْمِنْهَا»

522 - نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَصَمُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَنْصُورِ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ النَّحْوِيِّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيِّ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ: §«كُلُّ قَلَمٍ لَا تُطِيلُ جَلْفَتَهُ فَإِنَّ الْخَطَّ يَخْرُجُ مِنْهُ أَوْقَصَ» وَقِيلَ لِبَعْضِ الْعُمَّالِ: مَنْ فِي دِيوَانِكُمْ أَكْتَبُ؟ قَالَ: الْقَلَمُ الْجَيِّدُ الْبَرْيِ

524 - وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ لِغُلَامٍ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْهِ: «§لِيَكُنْ قَلَمُكَ صُلْبًا بَيْنَ الدِّقَّةِ وَالْغِلَظِ، وَلَا تَبْرِهِ عِنْدَ عُقْدَةٍ، فَإِنَّ مِنْهُ تَعْقِيدَ الْأَمْرِ، وَلَا تَكْتُبْ بِقَلَمٍ مُلْتَوْ، وَلَا شَقٍّ غَيْرَ مُسْتَوْ، فَإِنْ أَعْوَزَكَ الْقَلَمُ الْفَارِسِيُّ وَالْبَحْرِيُّ وَاضْطُرِرْتَ إِلَى الْأَقْلَامِ النَّبَطِيَّةِ، فَاخْتَرْ مِنْهَا مَا ضَرَبَ إِلَى السُّمْرَةِ، وَاجْعَلْ سِكِّينَ قَلَمِكَ أَحَدَّ مِنَ الْمُوسَى، وَلَا تِبْرِ بِهِ غَيْرَهُ، وَتَعَهَّدْهُ بِالْإِصْلَاحِ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَلْيَكُنْ مِقَطُّكَ أَصْلَبَ الْخَشَبِ؛ لِيَخْرُجَ الْقَطَّ مُسْتَوِيًا، وَابْرِ قَلَمَكَ بَيْنَ التَّحْرِيفِ وَالِاسْتِوَاءِ، وَلْيَعْتَقِدْ فِكْرُكَ أَنَّ وَزْنَ الْخَطِّ وَزْنُ الْقِرَاءَةِ، أَجْوَدُ الْقِرَاءَةِ أَبْيَنُهَا، وَأَجْوَدُ الْخَطِّ أَبْيَنُهُ»

السكين ينبغي ألا تستعمل سكين الأقلام إلا في بريها، وتكون رقيقة الشفرة ماضية الحد صافية الحديد، وقد وصف الحسن بن وهب سكينا أهداها، فأحسن وصفها

§السِّكِّينُ يَنْبَغِي أَلَّا تَسْتَعْمِلَ سِكِّينَ الْأَقْلَامِ إِلَّا فِي بَرْيِهَا، وَتَكُونُ رَقِيقَةُ الشَّفْرَةِ مَاضِيَةُ الْحَدِّ صَافِيَةُ الْحَدِيدِ، وَقَدْ وَصَفَ الْحَسَنُ بْنُ وَهْبٍ سِكِّينًا أَهْدَاهَا، فَأَحْسَنَ وَصْفَهَا

525 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَكْبَرُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَهْدَى الْحَسَنُ بْنُ وَهْبٍ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ سِكِّينًا، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: " §قَدْ أَهْدَيْتُ إِلَيْكَ سِكِّينًا: أَمْلَحَ مِنَ الْوَصْلِ، وَأَقْطَعَ مِنَ الْبَيْنِ "

526 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي الْحَارِثِ جُمَيْزٌ: " §سِكِّينَتُكَ لَا تَقْطَعُ؟ قَالَ: لَهِيَ وَاللَّهِ أَقْطَعُ مِنَ الْبَيْنِ "

527 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ تَوْبَةَ الْأَدِيبُ، قَالَ: " §خَاصَمَ بَعْضُ الْوَرَّاقِينَ امْرَأَتَهُ فَدَعَتْ عَلَيْهِ وَقَالَتْ: أَبْلَاكَ اللَّهُ بِقَلَمٍ حَفِيٍّ، وَسِكِّينٍ صَدِيٍّ، وَوَرَقٍ رَدِيٍّ، وَنَوْمٍ نَدِيٍّ، وَسِرَاجٍ يَنْطَفِي "

الحبر والكاغد يستحب أن يكون الحبر براقا جاريا، والقرطاس نقيا صافيا

§الْحِبْرُ وَالْكَاغِدُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ الْحِبْرُ بَرَّاقًا جَارِيًا، وَالْقِرْطَاسُ نَقِيًّا صَافِيًا

528 - كَمَا أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الْكُوفِيُّ، نا أَبُو سَعْدٍ دَاوُدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بِالْأَنْبَارِ، نا الْمُبَرِّدُ، قَالَ: " §رَأَيْتُ الْجَاحِظَ يَكْتُبُ شَيْئًا فَتَبَسَّمَ فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ؟ فَقَالَ: «إِذَا لَمْ يَكُنِ الْقِرْطَاسُ صَافِيًا، وَالْحِبْرُ نَامِيًا، وَالْقَلَمُ مُوَاتِيًا، وَالْقَلْبُ خَالِيًا، فَلَا عَلَيْكَ أَنْ يَكُونَ عَانِيًا»

529 - نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَصَمُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَنْصُورِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى ابْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ: §«بِبَرِيقِ الْحِبْرِ تَهْتَدِي الْعُقُولُ إِلَى خَبَايَا الْحِكَمِ»

530 - بَلَغَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الصُّولِيِّ، قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: " قِيلَ لِوَرَّاقٍ مَرَّةً: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: «§قَلَمًا مَشَّاقًا، وَحِبْرًا بَرَّاقًا، وَجُلُودًا رِقَاقًا» 531 - كَتَبَ شَيْخُنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ وَهُوَ بِنَيْسَابُورَ إِلَى بَعْضِ الْأُدَبَاءِ يَسْتَهْدِيهِ حِبْرًا، فَأَجَابَهُ إِلَى مَا طَلَبَ وَعَمَّا كَتَبَ، بِأَبْيَاتٍ مِنْهَا: [البحر الطويل] وَبَعْدُ فَقَدْ أَنْفَذْتُ حِبْرًا كَأَنَّهُ ... يُحَاكِي ظَلَامَ اللَّيْلِ أَوْ مِنَّةَ الْوَغْدِ -[258]- إِذَا مَا جَرَى فِي الطِّرْسِ خِلْتُ سَوَادَهُ ... عَلَى الرَّقِّ نُورَ الْحَقِّ فِي ظُلْمَةِ الْجَحْدِ وَحَقِّ الْهَوَى لَوْ كَانَ أَسْوَدَ نَاظِرِي ... وَحَبَّةَ قَلْبِي كُنْتَ أَهْلًا لَهَا عِنْدِي

باب تحسين الخط وتجويده

§بَابُ تَحْسِينِ الْخَطِّ وَتَجْوِيدِهِ

532 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيُّ، نا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " {§أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] قَالَ: «جَوْدَةُ الْخَطِّ»

533 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا أَبُو عُبَيْدٍ النَّاقِدُ، نا رَجَاءُ بْنُ سَهْلٍ الصَّغَانِيُّ، نا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُهَاجِرٍ، وَحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ وَكِيعٍ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ السِّمْسَارُ، نا أَبُو يَمَانٍ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، نا عَاصِمُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْكَلَاعِيُّ، قَالَ الْحَسَنُ عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: عَنْ أَبِيهِ، ثُمَّ اتَّفَقَا قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«الْخَطُّ الْحَسَنُ يَزِيدُ الْحَقَّ وُضُوحًا»

534 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ الثَّقَفِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ الضَّحَّاكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: §«تَنَوَّقُ رَجُلٌ فِي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَغُفِرَ لَهُ»

استحباب الخط الغليظ وكراهة الدقيق منه

§اسْتِحْبَابُ الْخَطِّ الْغَلِيظِ وَكَرَاهَةُ الدَّقِيقِ مِنْهُ

535 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْهَيْثَمِ التَّمَّارُ، نا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارَيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا وَكِيعٌ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شَدَّادٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي حُكَيْمَةَ، قَالَ: §" كُنَّا نَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ بِالْكُوفَةِ فَيَمُرُّ عَلَيْنَا عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَنَحْنُ نَكْتُبُ فَيَقُومُ، فَيَقُولُ: «أَجِلُّ قَلَمَكَ» ، قَالَ: فَقَطَطْتُ مِنْهُ ثُمَّ كَتَبْتُ، فَقَالَ: «هَكَذَا نَوِّرُوا مَا نَوَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»

536 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَمِّيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا يَمُوتُ بْنُ الْمُزَرِّعِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَمْرِو بْنِ بَحْرٍ الْجَاحِظِ قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «§الْخَطُّ عَلَامَةٌ، فَكُلَّمَا كَانَ أَبْيَنَ كَانَ أَحْسَنَ»

537 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي حَامِدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْآجُرِّيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَنْبَلَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: رَآنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَنَا أَكْتُبُ خَطًّا دَقِيقًا، فَقَالَ: §لَا تَفْعَلْ، أَحْوَجُ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ يَخُونُكَ " 538 - بَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى خَطًّا دَقِيقًا قَالَ: هَذَا خَطُّ مَنْ لَا يُوقِنُ بِالْخَلَفِ مِنَ اللَّهِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكْتُبَ الطَّالِبُ خَطًّا دَقِيقًا إِلَّا فِي حَالِ الْعُذْرِ، مِثْلَ أَنْ يَكُونَ فَقِيرًا لَا يَجِدُ مِنَ الْكَاغِدِ سَعَةً، أَوْ يَكُونَ مُسَافِرًا فَيُدَقِّقَ خَطَّهُ لِيَخِفَّ حَمْلُ كِتَابِهِ، وَأَكْثَرُ الرَّحَّالِينَ يَجْتَمِعُ فِي حَالِهِ الصِّفَتَانِ اللَّتَانِ يَقُومُ بِهِمَا لَهُ الْعُذْرُ فِي تَدْقِيقِ الْخَطِّ

539 - نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَطَّانُ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ الْأَرْغِيَانِيَّ، يَقُولُ: «§كُنْتُ أَمْشِي بِمِصْرَ فِي كُمِّي مِائَةُ جُزْءٍ، فِي كُلِّ جُزْءٍ أَلْفُ حَدِيثٍ» وَكَذَلِكَ الْمُسَافِرُونَ يَكْتُبُونَ «نا» بَدَلَ «حَدَّثَنَا» اخْتِصَارًا فِي الْكِتَابَةِ لِكَثْرَةِ تَكَرُّرِهَا، وَصَارَ ذَلِكَ عَادَةً لِعَامَّةِ الطَّلَبَةِ، وَقَدْ كَانَ فِي السَّلَفِ مَنْ يَفْعَلُ نَحْوًا مِنْ هَذَا

540 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ، يَقُولُ: " §كُنْتُ آتِي شُعْبَةَ وَمَعِيَ أَلْوَاحٌ، فَإِذَا قَالَ، أَخْبَرَنَا، كَتَبْتُ خ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعْتُ، كَتَبْتُ س، وَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا، كَتَبْتُ ح، فَإِذَا جِئْتُ نَسَخَتُهَا كَتَبْتُ الْأَخْبَارَ عَلَى ذَلِكَ "

اختيار التحقيق دون المشق والتعليق

§اخْتِيَارُ التَّحْقِيقِ دُونَ الْمَشْقِ وَالتَّعْلِيقِ

541 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ الْأَصَمُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَنْصُورِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى ابْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§شَرُّ الْكِتَابَةِ الْمَشْقُ، وَشَرُّ الْقِرَاءَةِ الْهَذْرَمَةُ، وَأَجْوَدُ الْخَطِّ أَبْيَنُهُ»

542 - وَقَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِكَاتِبِهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ: «§أَلْقِ دَوَاتَكَ، وَأَطِلْ سِنَّ قَلَمِكَ، وَافْرِجْ بَيْنَ السُّطُورِ، وَقَرْمِطْ بَيْنَ الْحُرُوفِ»

543 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ الْحَارِثِ الْمَرْوَزِيَّ، حَدَّثَهُمْ، نا جَدِّي، نا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِكَاتِبِهِ وَأَحْسَبُهُ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ: «§أَطِلْ جَلْفَةَ قَلَمِكَ وَأَسْمِنْهَا، وَأَيْمِنْ قِطَّتَكَ، وَأَسمِعْنِي طَنِينَ النُّونِ وَخَرِيرَ الْخَاءِ، أَسْمِنِ الصَّادَ، وَعَرِّجِ الْعَيْنَ، وَاشْقُقِ الْكَافَ، وَعَظِّمِ الْفَاءَ، وَرَتِّلِ اللَّامَ، وَاسْلِسِ الْبَاءَ وَالتَّاءَ وَالثَّا، وَأَقِمِ الْوَاوَ عَلَى ذَنَبِهَا، وَاجْعَلْ قَلَمَكَ خَلْفَ أُذُنِكَ يَكُنْ أَذْكَرَ لَكَ»

544 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ أَبُو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ أَنَّ بَعْضَ كُتَّابِ الْمُقْتَدِرِ سُئِلَ: " §مَتَى يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ الْخَطُّ بِالْجَوْدَةِ؟ قَالَ: " إِذَا اعْتَدَلَتْ أَقْسَامُهُ، وَطَالَتْ أَلِفُهُ وَلَامُهُ، وَتَفَتَّحَتْ عُيُونُهُ، وَلَمْ تَشْتَبِهْ رَاؤُهُ وَنُونُهُ، وَأَشْرَقَ قِرْطَاسُهُ، وَأَظْلَمَتْ أَنْقَاشُهُ، وَلَمْ تَخْتَلِفْ أَجْنَاسُهُ، أَسْرَعَ إِلَى الْعُيُونِ بَصِوَرِهِ، وَإِلَى الْعُقُولِ بِثَمَرِهِ، قَدَّرْتَ فُصُولَهُ وَأَيْنَعْتَ وُصُولَهُ، وَبَعُدَ عَنْ حِيلِ الْوَرَّاقِينَ، وَعَنْ تَصَنُّعِ الْمُتَصَنِّعِينَ، كَانَ حِينَئِذٍ كَمَا قُلْتُ فِي حُسْنِ الْخَطِّ: [البحر السريع] إِذَا مَا تَجَلَّلَ قِرْطَاسُهُ ... وَسَاوَرَهُ الْقَلَمُ الْأَبْرَشُ تَضَمَّنَ مِنْ خَطِّهِ حُلَّةً ... كَنَقْشِ الدَّنَانِيرِ بَلْ أَنْقَشُ حُرُوفٌ تُعِيدُ لِعَيْنِ الْكَلِيـ ... لِ نَشَاطًا وَيَقْرَؤُهَا الْأَخْفَشُ"

أول ما يبتدأ به في الكتابة ينبغي أن يبتدأ ببسم الله الرحمن الرحيم " في كل كتاب من كتب العلم؛ فإن كان الكتاب ديوان شعر فقد اختلف فيه

§أَوَّلُ مَا يُبْتَدَأُ بِهِ فِي الْكِتَابَةِ يَنْبَغِي أَنْ يُبْتَدَأَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " فِي كُلِّ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ الْعِلْمِ؛ فَإِنْ كَانَ الْكِتَابُ دِيوَانَ شِعْرٍ فَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ

545 - فَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ النُّفَيْلِيُّ، نا جُنَادَةُ بْنُ سَلْمٍ، مِنْ وَلَدِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §«أَجْمَعُوا أَنْ لَا يَكْتُبُوا أَمَامَ الشِّعْرِ» بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "

546 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، نا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ أَبُو السَّائِبِ، وَسَهْلُ بْنُ صَالِحٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالُوا: نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §«كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَكْتُبُوا أَمَامَ الشِّعْرِ» بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " وَقَالَ إِسْحَاقُ: «كَانَ يُكْرَهُ» ، وَقَالَ سَلْمٌ: «أَجْمَعُوا أَنْ لَا يَكْتُبُوا»

547 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ، نا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ خَلَّادٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: §«مَضَتِ السُّنَّةُ أَلَّا يُكْتَبَ فِي الشِّعْرِ» بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " وَمِمَّنْ ذَهَبَ إِلَى رَسْمِ التَّسْمِيَةِ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الشِّعْرِ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَهُوَ الَّذِي نَخْتَارُهُ وَنَسْتَحِبُّهُ

548 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: «§لَا يَصْلُحُ كِتَابٌ إِلَّا أَوَّلُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَإِنْ كَانَ شِعْرًا»

549 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي خَالِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، نا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ، نا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا عُمَرُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِفْتَاحُ كُلِّ كِتَابٍ»

كيف يكتب بسم الله الرحمن الرحيم

§كَيْفَ يُكْتَبُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

550 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْفَقِيهُ الْعُكْبَرِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: «كَتَبْتُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَرَفَعْتُ الْبَاءَ فَطَالَتْ» ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ اللَّيْثُ وَكَرِهَهُ، وَقَالَ: «§غَيَّرْتَ الْمَعْنَى» ، قَالَ ابْنُ حَمْدَانَ: لِأَنَّهُ يَصِيرُ «لسم» قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ: فَيَنْبَغِي أَنْ يُجْعَلَ بَيْنَ طُولِ الْبَاءِ وَحُرُوفِ السِّينِ فَرْقٌ يَسِيرٌ لِلْتَمْيِيزِ بَيْنَهُمَا، وَيُجْمَعَ بَيْنَ الْبَاءِ وَالسِّينِ ثُمَّ يَمُدَّ مَدَّةً إِلَى الْمِيمِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُمَدَّ مَا بَيْنَ الْبَاءِ وَالْمِيمِ، وَيُسْقِطَ السِّينَ كَمَا يَفْعَلُ كَثِيرٌ مِنَ الْكُتَّابِ، فَإِنَّ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ قَدْ كَرِهَ ذَلِكَ

551 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ، قَالَا: نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْعُصْفُرِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §«إِذَا كَتَبْتَ بِسْمِ فَلَا تَكْتُبِ الْمِيمَ حَتَّى تَكْتُبَ السِّينَ»

552 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُرَيْجٌ، يَعْنِي ابْنَ النُّعْمَانِ نا حَمَّادٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ §«كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُدَّ الْمِيمَ حَتَّى يَكْتُبَ السِّينَ»

553 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، نا الْقَاضِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبَاءَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ §" كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ الْبَاءَ وَالْمِيمَ فِي بِسْمِ بِلَا سِينٍ، قَالَ الْقَاضِي: كَانَ أَبِي لَا يَكْتُبُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِلَا سِينٍ "

554 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، نا أَبُو ذَرٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِيُّ، نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْبَزَّازُ ح وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ، نا الْقَاضِي أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْإِصْطَخْرِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الزُّبَالِيُّ، قَالَا: نا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: كَتَبْتُ عِنْدَ سَوَّارٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَمَدَدْتُ الْبَاءَ، وَلَمْ أَكْتُبِ السِّينَ، فَأَمْسَكَ يَدَيَّ وَقَالَ: §«كَانَ الْحَسَنُ وَمُحَمَّدٌ يَكْرَهَانِ هَذَا»

555 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ غَانِمِ بْنِ حَمُّوَيْهِ الْمُهَلَّبِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، نا ابْنُ بُكَيْرٍ، نا مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: §«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَدَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»

556 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ الْفَقِيهُ: وَ «§فِي النَّاسِ مَنْ يَكْتُبُ بِسْمِ اللَّهِ، فَيَمُدُّ بَيْنَ السِّينِ وَالْمِيمِ، وَهَذَا مَا لَا يَنْبَغِي؛ لِأَنَّ مَا لَا يَجُوزُ مَدُّهُ فِي اللَّفْظِ لَا يَجُوزُ مَدُّهُ فِي الْخَطِّ» ، وَأَجْمَعُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يُمَدُّ فِي -[267]- اللَّفْظِ، وَلَا فِي الْخَطِّ، وَجَائِزٌ أَنْ يُمَدَّ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ فِي اللَّفْظِ وَالْخَطِّ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: اعْتِبَارُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخَطَّ بِاللَّفْظِ غَيْرُ صَحِيحٍ؛ لِأَنَّ فِي الْمُصْحَفِ حُرُوفًا ثَابِتَةً فِي الْخَطِّ سَاقِطَةً فِي اللَّفْظِ، وَقَدْ أُسْقِطَ أَيْضًا فِي خَطِّ الْمُصْحَفِ حُرُوفٌ هِيَ ثَابِتَةٌ فِي اللَّفْظِ، فَإِذَا لَمْ تُعْتَبَرِ الْحُرُوفُ فِي الْإِسْقَاطِ وَالْإِثْبَاتِ، فَالْإِعْرَابُ أَوْلَى أَنْ لَا يُعْتَبَرَ، عَلَى أَنَّا قَدْ شَاهَدْنَا التَّسْمِيَةَ مَرْسُومَةً بِخَطِّ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ، عَلَى خِلَافِ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ، وَجَاءَ فِي ذَلِكَ أَيْضًا خَبَرٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُوَافِقٌ لِمَا عَلَيْهِ جُمْهُورُ النَّاسِ

557 - أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ أَنَسٍ الْوَاسِطِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، قَالَ: §«كَانَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَاتِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ حُرُوفِ الْبَاءِ وَالسِّينِ، ثُمَّ يَمُدَّهُ إِلَى الْمِيمِ، ثُمَّ يَجْمَعَ حُرُوفَ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَلَا يَمُدَّ شَيْئًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فِي كِتَابَةٍ وَلَا قِرَاءَةٍ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَا اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ جَرَتِ الْعَادَةُ بِالْجَمْعِ بَيْنَ حُرُوفِهِ فِي الْخَطِّ، وَأَمَّا الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ فَأَكْثَرُ النَّاسِ يَجْمَعُونَ بَيْنَ حُرُوفِهِمَا أَيْضًا، وَفِيهِمْ مَنْ يُفَرِّقُ بَيْنَهَا، وَكُلُّ ذَلِكَ مُبَاحٌ، أَيَّهُ اسْتَحْسَنَ الْكَاتِبُ فَعَلَهُ، وَمَا رُوِيَ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَالِاسْتِحْبَابِ فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى وَجْهِ الِاسْتِحْسَانِ لَا غَيْرُ

558 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، نا أَبُو عَوَانَةَ أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو حَرْبٍ الْهَرَوِيُّ، بِبَذَشَ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُسْتَغْفِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِذَا كَتَبَ أَحَدُكُمْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَلْيَمُدَّ الرَّحْمَنَ»

رسم تسمية الراوي في المنقول عنه وتسمية من حضر سماعه منه يكتب الطالب بعد التسمية اسم الشيخ الذي سمع الكتاب منه، وكنيته، ونسبه، وصورة ما ينبغي أن يكتبه: حدثنا أبو فلان فلان بن فلان بن فلان الفلاني، قال: نا فلان، ويسوق ما سمعه من الشيخ على لفظه

§رَسْمُ تَسْمِيَةِ الرَّاوِي فِي الْمَنْقُولِ عَنْهُ وَتَسْمِيَةِ مَنْ حَضَرَ سَمَاعَهُ مِنْهُ يَكْتُبُ الطَّالِبُ بَعْدَ التَّسْمِيَةِ اسْمَ الشَّيْخِ الَّذِي سَمِعَ الْكِتَابَ مِنْهُ، وَكُنْيَتَهُ، وَنَسَبَهُ، وَصُورَةُ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكْتُبَهُ: حَدَّثَنَا أَبُو فُلَانٍ فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ فُلَانِ الْفُلَانِيُّ، قَالَ: نا فُلَانٌ، وَيَسُوقُ مَا سَمِعَهُ مِنَ الشَّيْخِ عَلَى لَفْظِهِ

559 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ، وَ §«فِي الْكُتَّابِ مَنْ يَكْتُبُ» عَبْدُ اللَّهِ «فَيَكْتُبُ» عَبْدُ «فِي آخِرِ السَّطْرِ وَيَكْتُبُ» اللَّهِ بْنُ فُلَانٍ «فِي أَوَّلِ السَّطْرِ الْآخَرِ، أَوْ» عَبْدُ «فِي سَطْرٍ وَ» الرَّحْمَنِ «فِي سَطْرٍ، وَيَكْتُبُ بَعْدَهُ» ابْنُ «، وَهَذَا كُلُّهُ غَلَطٌ قَبِيحٌ، فَيَجِبُ عَلَى الْكَاتِبِ أَنْ يَتَوَقَّاهُ وَيَتَأَمَّلَهُ وَيَتَحَفَّظَ مِنْهُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَحِيحٌ، فَيَجِبُ اجْتِنَابُهُ، وَمِمَّا أَكْرَهُهُ أَيْضًا أَنْ يُكْتَبَ: قَالَ رَسُولُ فِي آخِرِ السَّطْرِ، وَيُكْتَبَ فِي أَوَّلِ السَّطْرِ الَّذِي يَلِيهِ: اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَنْبَغِي التَّحَفُّظُ مِنْ ذَلِكَ، وَإِذَا كَتَبَ الطَّالِبُ الْكِتَابَ الْمَسْمُوعَ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكْتُبَ فَوْقَ سَطْرِ التَّسْمِيَةِ أَسْمَاءَ مَنْ سَمِعَ مَعَهُ، وَتَارِيخَ وَقْتِ السَّمَاعِ، وَإِنْ أَحَبَّ كَتَبَ ذَلِكَ فِي حَاشِيَةِ أَوَّلِ وَرَقَةٍ مِنَ الْكِتَابِ، فَكُلًّا قَدْ فَعَلَهُ شُيُوخُنَا، وَإِنْ كَانَ سَمَاعُهُ الْكِتَابَ فِي مَجَالِسَ عِدَّةٍ، كَتَبَ عِنْدَ انْتِهَاءِ السَّمَاعِ فِي كُلِّ مَجْلِسٍ عَلَامَةَ الْبَلَاغِ، وَيَكْتُبُ فِي الَّذِي يَلِيهِ التَّسْمِيعَ وَالتَّارِيخَ كَمَا يَكْتُبُ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ، فَعَلَى هَذَا شَاهَدْتُ -[269]- أُصُولَ جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِنَا مَرْسُومَةً، وَرَأَيْتُ كِتَابًا بِخَطِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ مِمَّا سَمِعَهُ مِنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَفِي حَاشِيَةِ وَرَقَةٍ مِنْهُ: بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ

تقييد الأسماء بالشكل والإعجام حذرا من بوادر التصحيف والإيهام في رواة العلم جماعة تشتبه أسماؤهم وأنسابهم في الخط، وتختلف في اللفظ، مثل بشر وبسر، وبريد وبريد، وبريد ويزيد، وعياش وعباس، وحيان وحبان، وحبان وحنان، وعبيدة وعبيدة، وغير ذلك مما قد

§تَقْيِيدُ الْأَسْمَاءِ بِالشَّكْلِ وَالْإِعْجَامِ حَذَرًا مِنْ بَوَادِرِ التَّصْحِيفِ وَالْإِيهَامِ فِي رُوَاةِ الْعِلْمِ جَمَاعَةٌ تَشْتَبِهُ أَسْمَاؤُهُمْ وَأَنْسَابُهُمْ فِي الْخَطِّ، وَتَخْتَلِفُ فِي اللَّفْظِ، مِثْلَ بِشْرٍ وَبُسْرٍ، وَبُرَيْدٍ وَبَرِيدٍ، وَبَرِيدٍ وَيَزِيدَ، وَعَيَّاشٍ وَعَبَّاسٍ، وَحَيَّانَ وَحِبَّانَ، وَحِبَّانَ وَحَنَّانٍ، وَعُبَيْدَةَ وَعَبِيدَةَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ التَّلْخِيصِ، فَلَا يُؤْمَنُ عَلَى مَنْ لَمْ يَتَمَهَّرْ فِي صَنْعَةِ الْحَدِيثِ تَصْحِيفُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ، وَتَحْرِيفُهَا، إِلَّا أَنْ تُنْقَطَ وَتُشْكَلَ، فَيُؤْمَنَ دُخُولُ الْوَهْمِ فِيهَا وَيَسْلَمَ مِنْ ذَلِكَ حَامِلُهَا وَرَاوِيهَا

560 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ الْعَطَّارُ، نا رَجَاءُ بْنُ سَهْلٍ الصَّاغَانِيُّ، نا أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَوْسٍ الْغَسَّانَيِّ، كَاتِبِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: " كَتَبْتُ بَيْنَ يَدَيْ مُعَاوِيَةَ كِتَابًا فَقَالَ لِي: " يَا عُبَيْدُ §ارْقُشْ كِتَابَكَ، فَإِنِّي كَتَبْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا رَقَشْتُهُ، قَالَ: قُلْتُ وَمَا رَقْشُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَعْطِ كُلَّ حَرْفٍ مَا يَنُوبُهُ مِنَ النُّقَطِ "

561 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ بِمِصْرَ، قُلْتُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ عِيسَى الْحَنَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ النَّجِيرَمِيَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: §«أَوْلَى الْأَشْيَاءِ بِالضَّبْطِ أَسْمَاءُ النَّاسِ؛ لِأَنَّهُ شَيْءٌ لَا يَدْخُلُهُ الْقِيَاسُ، وَلَا قَبْلَهُ شَيْءٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ، وَلَا بَعْدَهُ شَيْءٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ»

562 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأُسْتُوَائِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ، يَقُولُ: " §كَتَبْتُ حَدِيثَ أَبِي الْحَوْرَاءِ فَخِفْتُ أَنْ أُصَحِّفَ فِيهِ، فَأَقُولَ: أَبُو الْجَوْزَاءِ، فَكَتَبْتُ أَسْفَلَهُ: «حُورٌ عِينٌ»

563 - حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنْبَلِيِّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: §" مَنْ تَفَلَّتَ مِنَ التَّصْحِيفِ؟ كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُشَكِّلُ الْحَرْفَ إِذَا كَانَ شَدِيدًا، وَغَيْرُ ذَاكَ لَا، وَكَانَ هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الشَّكْلِ وَالتَّقْيِيدِ: عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، وَحِبَّانُ "

رسم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب ينبغي إذا كتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب معه الصلاة عليه

§رَسْمُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ يَنْبَغِي إِذَا كُتِبَ اسْمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُكْتَبَ مَعَهُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ

564 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مَكِّيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْحَرِيرِيُّ، نا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْكُوفِيُّ بِمِصْرَ، نا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ كَتَبَ عَنِّي عِلْمًا وَكَتَبَ مَعَهُ صَلَاةً عَلَيَّ، لَمْ يَزَلْ فِي أَجْرٍ مَا قُرِئَ ذَلِكَ الْكِتَابُ»

565 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقِرْمِيسِينِيُّ، نا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الزَّاهِدُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ إِمْلَاءً، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، نا الْقَاضِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِرْدَاسٍ الْأَنْصَارِيُّ، - بَصْرِيُّ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: §" كَانَ لِي أَخٌ مُؤَاخٍ فِي الْحَدِيثِ فَمَاتَ فَرَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي. قُلْتُ: بِمَاذَا. قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ الْحَدِيثَ فَإِذَا جَاءَ ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبْتُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ الثَّوَابُ، فَغَفَرَ اللَّهُ لِي بِذَلِكَ "

566 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، ذَكَرَهُ عَنْ خَالِدٍ، صَاحِبِ الْخُلْقَانِ قَالَ: " §كَانَ لِي صَدِيقٌ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ فَتُوُفِّيَ، فَرَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي عَلَيْهِ ثِيَابٌ خُضْرٌ يَرْفُلُ فِيهَا، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَيْسَ كُنْتَ يَا فُلَانُ صَدِيقًا لِي، وَطَلَبْتَ مَعِيَ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: فَبِمَ نِلْتَ هَذَا؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ يَمُرُّ حَدِيثٌ فِيهِ ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَتَبْتُ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَافَأَنِي بِهَذَا " رَأَيْتُ بِخَطِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ اسْمَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يَكْتُبِ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُطْقًا لَا خَطًّا، وَقَدْ خَالَفَهُ غَيْرُهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ فِي ذَلِكَ

567 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لَالٍ الْفَقِيهُ، نا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ، نا عُمَرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: " §رَأَيْتُ أَبِي فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي، قُلْتُ: بِمَاذَا؟ قَالَ: بِكِتَابَتِي الصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فِي كُلِّ حَدِيثٍ "

568 - قَالَ ابْنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ عَبَّاسًا الْعَنْبَرِيَّ، وَعَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولَانِ: §«مَا تَرَكْنَا الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ، وَرُبَّمَا عَجَّلْنَا فَنُبَيِّضُ الْكِتَابَ فِي كُلِّ حَدِيثٍ حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْهِ»

569 - أَخْبَرَنِي مَكِّيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرِيرِيُّ، نا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ جِوَارِي يُقَالُ لَهُ الْفَضْلُ، وَكَانَ كَثِيرَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ -: " §كُنْتُ أَكْتُبُ الْحَدِيثَ وَلَا أُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ، إِذْ رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لِي: " إِذَا كَتَبْتَ أَوْ ذَكَرْتَ لِمَ لَا تُصَلِّي عَلَيَّ؟ ثُمَّ رَأَيْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مِنَ الزَّمَانِ، فَقَالَ لِي: " قَدْ بَلَغَنِي صَلَاتُكَ عَلَيَّ، فَإِذَا صَلَّيْتَ عَلَيَّ أَوْ ذَكَرْتَ فَقُلْ: «صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

الدارة في آخرة كل حديث ينبغي أن يجعل بين كل حديثين دارة تفصل بينهما، وتميز أحدهما من الآخر

§الدَّارَةُ فِي آخِرَةِ كُلِّ حَدِيثٍ يَنْبَغِي أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَ كُلِّ حَدِيثَيْنِ دَارَةً تَفَصِلُ بَيْنَهُمَا، وَتُمَيِّزُ أَحَدَهُمَا مِنَ الْآخَرِ

570 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَسْتُورَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: §" أَتَانِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِكِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَانَ كِتَابًا فِي رَقٍّ عَتِيقٍ، وَكَانَ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ، كَانَ مُحَمَّدٌ لَا يَرَى أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ فِي أَسْفَلِ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ فَرَغَ مِنْهُ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ، بَيْنَهُمَا فَصْلٌ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَذَا، وَقَالَ فِي فَصْلِ كُلِّ حَدِيثٍ عَاشِرٍ حَوْلَهُ نُقَطٌ كَمَا تَدُورُ "

571 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَطِيَّةَ السَّامِيُّ، نا أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ، نا الْأَصْمَعِيُّ، نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: " §فِي كِتَابِ أَبِي: هَذَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، قَالَ: فَكُلَّمَا انْقَضَى حَدِيثٌ أَدَارَ دَارَةً، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كُلُّ الْكِتَابِ " رَأَيْتُ فِيَ كِتَابِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ بِخَطِّهِ بَيْنَ كُلِّ حَدِيثَيْنِ دَارَةٌ، وَبَعْضُ الدَّارَاتِ قَدْ نُقِطَ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا نُقْطَةٌ، وَبَعْضُهَا لَا نُقْطَةَ فِيهِ، وَكَذَلِكَ رَأَيْتُ فِيَ كِتَابَيْ: إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ بِخَطَّيْهِمَا، فَاسْتُحِبَّ أَنْ تَكُونَ الدَّارَاتُ غُفْلًا، فَإِذَا عُورِضَ بِكُلِّ حَدِيثٍ نَقَطَ فِي الدَّارَةِ الَّتِي تَلِيهِ نُقْطَةً، أَوْ خَطَّ فِي وَسَطِهَا خَطًّا، وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لَا يَعْتَدُّ مِنْ سَمَاعِهِ إِلَّا بِمَا كَانَ كَذَلِكَ أَوْ فِي مَعْنَاهُ

572 - أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْمُخَرِّمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا، يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: " §كَانَ غُنْدَرٌ رَجُلًا صَالِحًا سَلِيمَ النَّاحِيَةِ، وَكُلُّ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ لَيْسَ عَلَيْهِ عَلَامَةُ عَيْنٍ لَمْ يَعْرِضْهُ عَلَى شُعْبَةَ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ، فَلَا يَقُولُ فِيهِ: حَدَّثَنَا "

573 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ الْحَوْشَبِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: «§وَفِي كِتَابِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، بِغَيْرِ إِجَازَةٍ، نا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا»

574 - حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنْبَلِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: §" كُنْتُ أَرَى فِي كِتَابِ أَبِي إِجَازَةً - يَعْنِي دَارَةً - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَمَرَّتَيْنِ، وَوَاحِدَةٌ أَقَلُّهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِيشْ تَصْنَعُ بِهَا؟ فَقَالَ: أَعْرِفُهُ إِذَا خَالَفَنِي إِنْسَانٌ، قُلْتُ لَهُ: قَدْ سَمِعْتُهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "

575 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْعَابِدُ قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: §" كَانَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ مَرَّتَيْنِ كَتَبَ عَلَيْهِ: قَدْ فَرَغْتُ "

باب وجوب المعارضة بالكتاب لتصحيحه وإزالة الشك والارتياب يجب على من كتب نسخة من أصل بعض الشيوخ أن يعارض نسخته بالأصل، فإن ذلك شرط في صحة الرواية من الكتاب المسموع

§بَابُ وُجُوبِ الْمُعَارَضَةِ بِالْكِتَابِ لِتَصْحِيحِهِ وَإِزَالَةِ الشَّكِّ وَالِارْتِيَابِ يَجِبُ عَلَى مَنْ كَتَبَ نُسْخَةً مِنْ أَصْلِ بَعْضِ الشُّيُوخِ أَنْ يُعَارِضَ نُسْخَتَهُ بِالْأَصْلِ، فَإِنَّ ذَلِكَ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الرِّوَايَةِ مِنَ الْكِتَابِ الْمَسْمُوعِ

576 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، عَنْ أَبِي مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: «§أَكَتَبْتَ» ؟ قَالَ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ «عَارَضْتَ» ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَلَمْ تَكْتُبْ»

577 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، قَالَا: أنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي زُوبَا، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْوَاسِطِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ، نا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، يَقُولُ: §«مَثَلُ الَّذِي يَكْتُبُ وَلَا يُعَارِضُ مَثَلُ الَّذِي يَقْضِي حَاجَتَهُ وَلَا يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ»

578 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، نا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، نا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ، يَقُولُ: §«إِذَا نُسِخَ الْكِتَابُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَحَوَّلَ بِالْفَارِسِيَّةِ مِنْ كَثْرَةِ سَقْطِهِ» وَيَجْعَلُ لِلْعَرْضِ قَلَمًا مُعَدًّا

فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، يَقُولُ: - وَلَاجَّهُ رَجُلٌ فِي أَمْرِ الْحَدِيثِ - فَقَالَ: §«اسْكُتْ فَإِنَّكَ أَبْغَضُ مِنْ قَلَمِ الْعَرْضِ» وَإِذَا وَجَدَ اسْمًا عَاطِلًا مِنَ التَّقْيِيدِ نَقَطَهُ، وَإِنْ رَأَى حَرْفًا مُشْكِلًا شَكَّلَهُ وَضَبَطَهُ

579 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ أَبِي طَاهِرِ بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، نا أَبِي، نا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتَ بْنَ مَعْبَدٍ، يَقُولُ: §«نُورُ الْكِتَابِ الْعَجْمُ»

580 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ الشِّخِّيرِ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ النَّخَّاسِ، قَالَ، قَالَ أَبُو السَّائِبِ: ذُكِرَ لِأَبِي نُعَيْمٍ رَجُلٌ فَقَالَ: §«ذَاكَ لَيْسَ فِي كِتَابِهِ شِجَاجٌ - يَعْنِي النُّقَطَ -» وَإِذَا كَرَّرَ فِي الْخَطِّ كَلِمَةً لَيْسَ مِنْ شَأْنِهَا التَّكْرَارُ، فَكَتَبَهَا مَرَّتَيْنِ ضُرِبَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الْمُسْتَحِقِّ مِنْهُمَا لِأَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهِ الْأُولَى أَمِ الثَّانِيَةُ

581 - فَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ، قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: «§إِذَا كُتِبَ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مَرَّتَيْنِ، فَأَوْلَاهُمَا بِأَنْ يُبْطَلَ الثَّانِي؛ لِأَنَّ الْأَوَّلَ كُتِبَ عَلَى صَوَابٍ، وَالثَّانِي كُتِبَ عَلَى الْخَطَأِ، فَالْخَطَأُ أَوْلَى بِالْإِبْطَالِ» وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا الْكِتَابُ عَلَامَةٌ لِمَا يُقْرَأُ، فَأَوْلَى الْحَرْفَيْنِ بِالْإِبْقَاءِ أَدَلُّهُمَا عَلَيْهِ، وَأَجْوَدُهُمَا صُورَةً

582 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَصِيبِيُّ، نا مَيْمُونُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ: §«لَا يُضِيءَ الْكِتَابُ حَتَّى يُظْلِمَ»

أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، فِيمَا أَجَازَ لَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ عَنِ ابْنِ نَجْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ، يَقُولُ: «§لَا يُنِيرُ الْكِتَابُ حَتَّى يُظْلِمَ، يَعْنِي الْإِصْلَاحَ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَجِبُ أَنْ يُزِيلَ التَّحْرِيفَ، وَيُغَيِّرَ الْخَطَأَ وَالتَّصْحِيفَ

584 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ وِقَاءٍ، قَالَ: §«رَأَيْتُ عَزْرَةَ يَخْتَلِفُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مَعَهُ التَّفْسِيرُ فِي كِتَابٍ، وَمَعَهُ دَوَاةٌ يُغَيِّرُ»

585 - أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ، أنا أَبُو الْمَيْمُونِ الْبَجَلِيُّ، أنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو النَّصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: «§وَيْحَكُمْ غَيِّرُوا» ، يَعْنِي قَيِّدُوا وَاضْبِطُوا "

§«وَرَأَيْتُ عَفَّانَ يَحُضُّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ عَلَى الضَّبْطِ وَالتَّغْيِيرِ لِيُصَحِّحُوا مَا أَخَذُوا عَنْهُ مِنَ الْحَدِيثِ» وَيَنْبَغِي كُلَّمَا عَارَضَ بِوَرَقَةٍ أَنْ يَنْشُرَهَا؛ لِئَلَّا يَنْطَمِسَ الْمُصَلَّحُ، وَيَكُونَ مَا يَنْشُرُ بِهِ نُحَاتَةَ السَّاجِ أَوْ غَيْرَهَ مِنَ الْخَشَبِ، وَيَتَّقِي اسْتِعْمَالَ التُّرَابِ

586 - فَقَدْ أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّقَّاقُ الْوَلِيُّ لِلَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عِيسَى بْنُ قَطَنٍ السِّمْسَارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ ابْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، قَالَ: " كُنْتُ فِي مَجْلِسِ بَعْضِ الْمُحَدِّثِينَ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ إِلَى جَنْبِي، فَكَتَبْتُ صُحُفًا، فَذَهَبْتُ لِأُتَرِّبَهُ، فَقَالَ لِي: §لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ الْأَرَضَةَ تُسْرِعُ إِلَيْهِ، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: الْحَدِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتْرِبُوا الْكِتَابَ فَإِنَّ التُّرَابَ مُبَارَكٌ، وَهُوَ أَنْجَحُ لِلْحَاجَةِ» ، قَالَ: ذَاكَ إِسْنَادٌ لَا يَسْوِي فَلْسًا " وَالْمُسْتَحَبُّ فِي التَّغْيِيرِ الضَّرْبُ، دُونَ الْحَكِّ

587 - لِمَا أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُنَا: §«الْحَكُّ تُهْمَةٌ» وَأَجْوَدُ الضَّرْبِ أَنْ لَا يُطْمَسَ الْمَضْرُوبُ عَلَيْهِ، بَلْ يَخُطُّ مِنْ فَوْقِهِ خَطًّا جَيِّدًا بَيِّنًا يَدُلُّ عَلَى إِبْطَالِهِ، وَيُقْرَأُ مِنْ تَحْتِهِ مَا خَطَّ عَلَيْهِ

589 - أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«مَنْ قَرَأَ سَطْرًا قَدْ ضُرِبَ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابٍ فَقَدْ خَانَ؛ لِأَنَّ الْخَطَّ يَخْزُنُ عَنْهُ مَا تَحْتَهُ» وَإِنْ سَقَطَتْ كَلِمَةٌ مِنْ إِسْنَادِ حَدِيثٍ أَوْ مَتْنِهِ كَتَبَهَا بَيْنَ السَّطْرَيْنِ أَمَامَ الْمَوْضِعَ الَّذِي سَقَطَتْ مِنْهُ، إِنْ كَانَ هُنَاكَ وَاسِعًا وَإِلَّا كَتَبَهَا فِي الْحَاشِيَةِ بِحِذَاءِ السَّطْرِ الَّذِي سَقَطَتْ مِنْهُ

590 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: §«التَّخْرِيجُ عَلَى الْحَوَاشِي أَجْوَدُهُ أَنْ يُخَرَّجَ مِنْ مَوْضِعِهِ مَدًّا حَتَّى يَلْحَقَ بِهِ طَرَفُ الْحَرْفِ الْمُبْتَدَأِ بِهِ مِنْ كَلِمَةِ السَّاقِطَةِ فِي الْحَاشِيَةِ، وَيُكْتَبُ فِي الطَّرَفِ الثَّانِي حَرْفٌ وَاحِدٌ مِمَّا يَتَّصِلُ بِهِ فِي الدَّفْتَرِ؛ لِيَدُلَّ أَنَّ الْكَلَامَ قَدِ انْتَظَمَ»

الاستدلال بالضرب والتخريج على صحة الكتاب

§الِاسْتِدْلَالُ بِالضَّرْبِ وَالتَّخْرِيجِ عَلَى صِحَّةِ الْكِتَابِ

591 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: «§إِذْ رَأَيْتَ الْكِتَابَ فِيهِ إِلْحَاقٌ وَإِصْلَاحٌ، فَاشْهَدْ لَهُ بِالصِّحَّةِ»

592 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنِي أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَرَامَةَ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، يَقُولُ: §«إِذَا رَأَيْتَ كِتَابَ صَاحِبِ الْحَدِيثِ مُسَحَّجًا - يَعْنِي كَثِيرَ التَّغْيِيرِ، فَأَقْرِبْ بِهِ مِنَ الصِّحَّةِ»

593 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتُ يَصِفُ دَفْتَرًا: « [البحر الطويل] §وَأَرَى وُشُومًا فِي كِتَابِكَ لَمْ تَدَعْ ... شَكًّا لِمُرْتَابٍ وَلَا لِمُفَكِّرِ -[280]- نُقَطٌ وَأَشْكَالٌ تَلُوحُ كَأَنَّهَا ... نَدَبُ الْخُدُوشِ تَلُوحُ بَيْنَ الْأَسْطُرِ تُنْبِيكَ عَنْ رَفْعِ الْكَلَامِ وَخَفْضِهِ ... النَّصْبُ فِيهِ لِحَالِهِ وَالْمَصْدَرِ وَتُرِيكَ مَا تُعْنَى بِهِ فَبَعِيدُهُ ... كَقَرِيبِهِ وَمُقَدَّمًا كَمُؤَخَّرِ»

باب القراءة على المحدث وأدبها، وما يختار من الأمور المتعلقة بها إذا قرأ المحدث بنفسه كان أفضل، وثوابه في ذلك أكمل، وإن عجز عن القراءة فأمر بها غيره جاز، لأن القراءة عليه بمنزلة قراءته بنفسه

§بَابُ الْقِرَاءَةِ عَلَى الْمُحَدِّثِ وَأَدَبُهَا، وَمَا يُخْتَارُ مِنَ الْأُمُورِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَا إِذَا قَرَأَ الْمُحَدِّثُ بِنَفْسِهِ كَانَ أَفْضَلَ، وَثَوَابُهُ فِي ذَلِكَ أَكْمَلُ، وَإِنْ عَجَزَ عَنِ الْقِرَاءَةِ فَأَمَرَ بِهَا غَيْرَهُ جَازَ، لِأَنَّ الْقِرَاءَةَ عَلَيْهِ بِمَنْزِلَةِ قِرَاءَتِهِ بِنَفْسِهِ

594 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحُسَيْنِ الْفَرَجُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَاضِي مِنْ تَكْرِيتَ، يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَمُرَةَ الْبَغَوِيَّ حَدَّثَهُمْ إِمْلَاءً بِتَكْرِيتَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْقَعْقَاعِ الْبَغَوِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عُدَيْسِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ الْعَامِرِيِّ، نا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«قِرَاءَتُكَ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَةُ الْعَالِمِ عَلَيْكَ سَوَاءٌ»

595 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نا حَاتِمُ بْنُ اللَّيْثِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ، مَوْلَى الْمُزَنِيِّينَ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §«عَرْضُ الْكِتَابِ وَالْحَدِيثِ سَوَاءٌ»

596 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، أنا عَوْفٌ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ مَنْزِلِي نَاءٍ، وَالِاخْتِلَافُ يَشُقُّ عَلَيَّ وَمَعِي أَحَادِيثُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَى بِالْقِرَاءَةِ بَأْسًا قَرَأْتُ عَلَيْكَ، فَقَالَ: " §مَا أُبَالِي قَرَأْتَ عَلَيَّ فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ حَدَّثَنِي، أَوْ حَدَّثْتُكَ بِهِ، قَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَأَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقُلْ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ "

597 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: " §سَأَلْتُ أَيُّوبَ وَمَنْصُورًا عَنِ الْقِرَاءَةِ، فَقَالَا: «جَيِّدٌ»

598 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَأَيُّوبَ، وَالزُّهْرِيِّ، أَنَّهُمْ §«كَانُوا يَرَوْنَ الْعَرْضَ»

599 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ، - رَجُلًا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ: - وَعَرَضَ عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ عِلْمٍ - فَقَالَ: " §أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَنْ يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي "، قَالَ مَعْمَرٌ: «وَرَأَيْتُ أَيُّوبَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْعِلْمَ فَيُجِيزُهُ» ، قَالَ مَعْمَرٌ: «وَكَانَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ لَا يَرَى بِالْعَرَاضَةِ بَأْسًا»

600 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ، نا أَبُو مُسْهِرٍ، نا سَعِيدٌ، قَالَ: " §رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ يَعْرِضُ عَلَى الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ: نا أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: «رَأَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي السَّائِبِ يَعْرِضُ عَلَى مَكْحُولٍ»

601 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، نا ابْنُ الْغَلَابِيِّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا أَبُو مُسْهِرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: " §رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ يَعْرِضُ عَلَى الزُّهْرِيِّ، وَرَأَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي السَّائِبِ يَعْرِضُ عَلَى مَكْحُولٍ، وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَحْسَنُ أَهْلِ الشَّامِ حَالًا مَنْ عَرَضَ "

602 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: سُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ حَدِيثِهِ، أَعَرْضٌ هُوَ أَمْ سَمَاعٌ؟ فَقَالَ: «§مِنْهُ سَمَاعٌ، وَمِنْهُ عَرْضٌ، وَلَيْسَ الْعَرْضُ عِنْدَنَا بِأَدْنَى مِنَ السَّمَاعِ»

603 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: «§إِنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَابْنَ جُرَيْجٍ عَرَضَا عَلَيَّ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْهِمَا فَأَبَيْتُ» فَقَالَ: «ذَاكَ لِعِجْزِكَ»

604 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَاجِبٍ الْكُشَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ، يَذْكُرُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمَالِكٍ، أَنَّهُمَا §«كَانَا يَرَيَانِ الْقِرَاءَةَ وَالسَّمَاعَ جَائِزًا»

605 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأَكْبَرُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَرَابَا، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: «§سَمِعْنَا وَعَرَضْنَا، وَكُلٌّ سَوَاءٌ» وَالرِّوَايَاتُ عَنْ جَمِيعِ مَنْ حُفِظَ عَنْهُ مِثْلُ هَذَا الْقَوْلِ، أَوْ فِي مَعْنَاهُ تَطُولُ، فَمَنْ أَحَبَّ الْوقُوفَ عَلَيْهَا بِكَمَالِهَا فَلْيَنْظُرْ فِي كِتَابِنَا الْمُسَمَّى «بِالْكِفَايَةُ» فَإِنَّهُ يَجِدُهَا فِيهِ مُسْتَقْصَاةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَاسْتُحِبَّ لِمَنْ حَضَرَ سَمْعَ مَا يُقْرَأُ أَنْ تَكُونَ لَهُ بِهِ نُسْخَةٌ وَيَصْطَحِبَهَا مَعَهُ

606 - فَقَدْ أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْخِلَالِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: §«حُضُورُ الْمَجْلِسِ بِلَا نُسْخَةٍ ذُلٌّ» وَيَنْبَغِي أَنْ يَتَخَيَّرَ لِلْقِرَاءَةِ أَفْصَحَ الْحَاضِرِينَ لِسَانًا، وَأَوْضَحَهُمْ بَيَانًا، وَأَحْسَنَهُمْ عِبَارَةً، وَأَجْوَدَهُمْ أَدَاءً

607 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: " §جِئْتُ إِلَى مَالِكٍ، وَقَدْ حَفِظْتُ الْمُوَطَّأَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْمُوَطَّأَ، فَقَالَ: اطْلُبْ إِنْسَانًا يَقْرَأُ لَكَ، فَقُلْتُ لَهُ: اسْمَعْ قِرَاءَتِي، فَإِنْ لَمْ تُعْجِبْكَ أَخَذْتُ إِنْسَانًا يَقْرَأُ لِي فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ "

608 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «§كَانَ الشَّافِعِيُّ مِنْ أَفْصَحِ النَّاسِ» ، قُلْتُ لَهُ: كَانَ لَهُ سِنٌّ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْكَبِيرِ، قُلْتُ لَهُ: إِنَّ مُصْعَبًا الزُّبَيْرِيَّ قَالَ: هُوَ أَسَنُّ مِنِّي بِأَرْبَعِ أَوْ خَمْسِ سِنِينَ، قَالَ: كَذَا كَانَ، لَمْ يَكُنْ بِالْكَبِيرِ " قَالَ أَبِي , قَالَ الشَّافِعِيُّ: «أَنَا قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، فَكَانَ تُعْجِبُهُ قِرَاءَتِي» قَالَ أَبِي: «لِأَنَّهُ كَانَ فَصِيحًا» وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ مِمَّنْ قَدْ أَنِسَ بِالْحَدِيثِ وَاشْتَغَلَ بِهِ بَعْضَ الشُّغْلِ، إِنْ لَمْ يَكُنِ الْكَلَّ

609 - فَقَدْ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَهْوَازِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: " §كَانَ بِوَاسِطٍ وَرَّاقٌ يَنْظُرُ فِي الْأَدَبِ وَالشِّعْرِ، وَلَا يَعْرِفُ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ لِعَمْرِو بْنِ عَوْنٍ الْوَاسِطِيِّ وَرَّاقٌ مُسْتَمْلٍ يَلْحَنُ كَثِيرًا فَقَالَ: أَخِّرُوهُ " وَتَقَدَّمَ إِلَى الْوَرَّاقِ الَّذِي كَانَ يَنْظُرُ فِي الْأَدَبِ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِ، فَبَدَأَ فَقَالَ: حَدَّثَكُمْ هُشَيْمٌ، " فَقَالَ هُشَيْمٌ: وَيْحَكَ "، فَقَالَ: عَنْ حَصِينٍ، فَقَالَ: " عَنْ حُصَيْنٍ وَيْلَكَ، ثُمَّ قَالَ عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: رُدُّونَا إِلَى الْوَرَّاقِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَ يُلْحِنُ، فَلَيْسَ يَمْسَخُ "

610 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَيْضًا أنا أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ - كَهْلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ - قَالَ: حَضَرْتُ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيَّ، وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَقُولُ لَهُ: كَيْفَ حَدَّثْتَ الزُّبَيْرَ بْنَ خَرَيْتٍ؟ فَقَالَ ابْنُ زُهَيْرٍ: «§لَا خَرَيْتَ وَلَا دَرَيْتَ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ، بِكَسْرِ الْخَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وَقَدْ عِيبَ جَمَاعَةٌ مِنَ الطَّلَبَةَ بِتَصْحِيفِهِمْ فِي الْأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ وَدُوِّنَ عَنْهُمْ مَا صَحَّفُوهُ، وَأَنَا أَذْكُرُ بَعْضَ ذَلِكَ؛ لِيَكُونَ دَاعِيًا لِمَنْ وَقَفَ عَلَيْهِ إِلَى التَّحَفُّظِ مِنْ مِثْلِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

بعض أخبار أهل الوهم والتحريف والمحفوظ عنهم من الخطأ والتصحيف نبتدئ بأخبار من صحف في الأسانيد، ثم نتبعها بأخبار من صحف في المتون بمشيئة الله

§بَعْضُ أَخْبَارِ أَهْلِ الْوَهْمِ وَالتَّحْرِيفِ وَالْمَحْفُوظِ عَنْهُمْ مِنَ الْخَطَأِ وَالتَّصْحِيفِ نَبْتَدِئُ بِأَخْبَارِ مَنْ صَحَّفَ فِي الْأَسَانِيدِ، ثُمَّ نُتْبِعُهَا بِأَخْبَارِ مَنْ صَحَّفَ فِي الْمُتُونِ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ

أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا عَوَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: §" جَاءَ حَبِيبٌ كَاتِبُ مَالِكٍ يَقْرَأُ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَقَالَ: حَدَّثَكُمُ الْمَسْعُودِيُّ عَنْ جِرَابِ التَّيْمِيِّ، قَالَ سُفْيَانُ: لَيْسَ هُوَ جِرَابٌ، جَوَّابٌ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ: حَدَّثَكُمْ أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ شِيرِينَ، فَقَالَ سُفْيَانُ: لَيْسَ هُوَ ابْنُ شِيرِينَ، ابْنُ سِيرِينَ "

أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَحْكِي عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ قَالَ، " §قَالَ رَجُلٌ لِهُشَيْمٍ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ أَخْبَرَكُمْ أَبُو جَرَّةَ، عَنِ الْحُسَيْنِ، فَقَالَ هُشَيْمٌ: أنا أَبُو حُرَّةَ عَنِ الْحَسَنِ وَوَصَفَ شَيْخَنَا ضَحِكَ هُشَيْمٍ هَهْ هَهْ "

أنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمُّوَيْهِ الْهَمَذَانِيُّ بِهَا، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنَ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْوَكِيلَ بِجُرْجَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ الْكُدَيْمِيَّ، قَالَ: §" حَضَرْتُ مَجْلِسَ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ: حَدَّثَكُمْ سَبْعَةٌ وَسَبْعِينَ، فَضَحِكَ مُؤَمَّلٌ وَقَالَ: " الْفَتَى مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، فَقَالَ: شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ "

611 - وأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأُمَوِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ حَاتِمٍ الطَّبَرِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: " §كُنَّا عِنْدَ جَرِيرٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِرُقْعَةٍ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَقْرَأُ عَلَيَّ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: خِرْبِزٌ عَنْ رَقَبَةَ، قَالَ: «وَيْحَكَ، أنا جَرِيرٌ، حَدَّثَنَا رَقَبَةُ»

612 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْأُسْتُوَائِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ يُوسُفَ الْجُعْفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا، يَقُولُ لِأَبِي نُعَيْمٍ: حَدَّثَتْكَ أُمُّكَ، - يُرِيدُ حَدَّثَكَ أُمَيُّ الصَّيْرَفِيُّ، فَقَالَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ: «§سُنَيْنَكَ سُنَيْنَكَ، مَتَى كَانَتْ أُمِّي تُدْخِلُ يَدَهَا فِي جَرَّةِ الْعَسَلِ»

613 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، نا أَبُو الْحُسَيْنِ يَعْقُوبُ بْنُ مُوسَى الْأَرْدُبِيلِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ الْمَيَانَجِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْذَعِيُّ، قَالَ، قَالَ لِي أَبُو حَاتِمٍ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ " §كَانَ ابْنُ التَّلِّ، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، يُصَحِّفُ فَيَقُولُ: مُعَاذُ بْنُ خَيْلٍ، وَحَجَّاجُ بْنُ قَرَافِصَةَ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مُرْتَدٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبُوكَ لَمْ يُسَلِّمْكَ إِلَى الْكُتَّابِ؟ فَقَالَ: «كَانَ لَنَا ضِبْنَةٌ أَشْغَلَتْنَا عَنِ الْحَدِيثِ»

614 - أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِالدِّينَوَرِ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: §" مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ أَسْوَأَ حِفْظًا مِنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، قَالَ يَوْمًا: نا سُفْيَانُ عَنْ خِرِيشٍ، وَإِنَّمَا أَرَادَ حُرَيْسٍ، قَالَ: «وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ الْأَحْدَاثِ أَحْسَنَ حِفْظًا عَنِ الثَّوْرِيِّ مِنَ ابْنِ كَثِيرٍ»

615 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ، بِهَا، نا أَبُو الْفَضْلِ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ التَّمِيمِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، نا كَثِيرُ بْنُ الشَّحَّاجِ أَبُو بَكْرٍ الْأَرْدُبِيلِيُّ الْبَزَّازُ، سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ §" أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ رَوَى حَدِيثَ بُسْرِ بْنِ رَاعِي الْعِيرِ فَقَالَ: بِشْرُ بْنُ رَاعِي الْعَنْزِ، فَبَلَغَ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، فَحَلَفَ أَلَّا يَرْوِيَ حَدِيثًا بَعْدَمَا غَلَطَ عَلَى ابْنِ الْمَدِينِيِّ، فَلَمْ يُحَدِّثْ حَتَّى مَاتَ "

616 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: حَكَى لَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ " §أَنَّ بِشْرًا الْمَرِيسِيَّ، نَقَمَ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي حُضُورِهِمْ مَجَالِسَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لَا بُدُّ لَنَا مِنْ تَعَلُّمِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ، وَأَنْتُمْ لَا تُحَدِّثُونَا، قَالَ: فَأَنَا أُحَدِّثُكُمْ، فَأَوَّلَ مَا حَدَّثَ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا الزُّبَيْرُ بْنُ -[288]- حُرَيْثٍ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّمَا هُوَ ابْنُ الْخِرِّيتِ، فَقَالَ: «ارْجِعُوا إِلَى هَؤُلَاءِ»

من صحف في متون الأحاديث

§مَنْ صَحَّفَ فِي مُتُونِ الْأَحَادِيثِ

617 - أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مَسْرُورًا، فَقَالَ: §" أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا الْمُدْلِجِيَّ دَخَلَ عَلَيَّ فَرَأَى زَيْدًا وَأُسَامَةَ وَعَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ وَقَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ؟ " قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ جُرَيْجًا يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ فِيهِ: " أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُحَرِّزًا الْمُدْلِجِيَّ، قُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ، إِنَّمَا هُوَ مُجَزِّزٌ الْمُدْلِجِيُّ، فَانْكَسَرَ "

618 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ، أنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، نا الْمُغِيرَةُ الْمُهَلَّبِيُّ، نا هَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي سُلَيْمَانُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ هَارُونَ الرَّشِيدَ وَمَعَنَا أَبُو يُوسُفَ فَذَكَرَ سِبَاقُ الْخَيْلِ، فَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: §" سَابَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْغَابَةِ إِلَى بَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، فَقُلْتُ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَحَّفَ وَاللَّهِ، إِنَّمَا هُوَ مِنَ الْغَابَةِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ فِي غَيْرِ هَذَا أَشَدُّ تَصْحِيفًا»

619 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ أَبُو جَعْفَرٍ، نا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْقُرَشِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: §«لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ يُشَقِّقُونَ الْخُطَبَ تَشْقِيقَ الشِّعْرِ» قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: شَهِدْتُ وَكِيعًا مَرَّةً قَالَ: يُشَقِّقُونَ الْحَطَبَ تَشْقِيقَ الشِّعْرِ " قَالَ، فَقُلْتُ: بِالْخَاءِ "

620 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيَّ، يَقُولُ: سَأَلَ غُلَامٌ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَكَ عَمْرٌو، عَنْ جَابِرٍ، " §أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْخُبْزِ، قَالَ: فَتَبَسَّمَ حَمَّادٌ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِذَا نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخُبْزِ فَمِنْ إِيشْ هَذِهِ النَّاسُ، إِنَّمَا هُوَ: «نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَبْرِ»

621 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَصِيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيِّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ مُشْكَدَانَةَ، أَنَّهُ كَانَ فِي كِتَابِهِ §" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَصْعِ الرُّطَبَةِ، فَقَرَأَهَا - وَقَدْ كَانَتْ شَكْلَةٌ وَقَعَتْ عَلَى الصَّادِ فَصَارَتْ كَأَنَّهَا طَاءٌ - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَطْعِ الرَّطْبَةُ، قَالَ: فَصَارَ إِلَيْهِ أَرْبَابُ الضِّيَاعِ وَالنَّاسُ يَضِجُّونَ، ثُمَّ فَتَّشَ عَنِ الْخَبَرِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى صِحَّتِهِ "

622 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَنِي أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، يَعْنِي الْعَامِرِيَّ نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ: مَا عَلَيَّ بِالضَّبْيِ؟ قَالَ: " وَمَا عَلَيْكَ لَوْ قُلْتَ بِالظَّبْيِ؟ قَالَ: إِنَّهَا لُغَةٌ، قَالَ: §«انْقَطَعَ الْعِتَابُ»

623 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: " §قَدِمَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ عَلَيْهِمُ الْكُوفَةَ، فَقَامَ مُسْتَمْلِي أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ: كَيْفَ حَدِيثُ سَعِيدٍ: «يُكَفَّنُ الضَّبِيُّ فِي ثَوْبٍ» ؟ يُرِيدُ: «يُكَفَّنُ الصَّبِيُّ فِي ثَوْبٍ»

624 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّلْوِيُّ، نا عَلِيُّ عُمَرُ الدَّارَقُطْنِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، بِمِصْرَ، نا أَبُو الْحُدَيْدِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ سَعْدٍ، نا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ فَقَالَ: كَيْفَ حَدَّثَكَ نَافِعٌ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي نُشِرَتْ فِي أَبِيهِ الْقِصَّةُ؟ فَقَالَ: اللَّيْثُ " وَيْحَكَ، إِنَّمَا هُوَ: §فِي الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ "

625 - وأنا الدَّلْوِيُّ، أنا الدَّارَقُطْنِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ، نا أَبُو الْعَيْنَاءِ، قَالَ: " §حَضَرْتُ مَجْلِسَ بَعْضِ الْمُحَدِّثِينَ الْمُغَفَّلِينَ، فَأَسْنَدَ حَدِيثًا، فَقَالَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ، عَنِ اللَّهِ عَنْ رَجُلٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ شَيْخَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَإِذَا هُوَ قَدْ صَحَّفَهُ، وَإِذَا هُوَ: عَزَّ وَجَلَّ "

626 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَهْوَازِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الْعَسْكَرِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَمَّارٍ، نا ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ بْنُ طَاهِرٍ، قَالَ: " §صَحَّفَ رَجُلٌ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ» فَقَالَ: «عَمُّ الرَّجُلِ ضِيقُ أَبِيهِ»

627 - وَقَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: " §صَحَّفَ بَعْضُهُمْ: «لَا يُوَرَّثُ حَمِيلٌ إِلَّا بِبَيِّنَةٍ» فَقَالَ: لَا يَرِثُ جَمِيلٌ إِلَّا بُثَيْنَةَ "

628 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ صَالِحًا، يَعْنِي جَزَرَةَ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا بَعْضُ الشُّيُوخِ مِنَ الشَّامِ وَكَانَ عِنْدَهُ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَرَأْتُ أَنَا عَلَيْهِ: حَدَّثَكُمْ حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: " §كَانَ لِأَبِي أُمَامَةَ خَرَزَةٌ يَرْقِي بِهَا الْمَرِيضَ، فَصَحَّفْتُ أَنَا الْخَرَزَةَ، فَقُلْتُ: وَكَانَ لِأَبِي أُمَامَةَ جَزَرَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ خَرَزَةٌ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَبِهَذَا لُقِّبَ صَالِحٌ جَزَرَةٌ

629 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمِ بْنَ أَبِي الْفَضْلِ الْهَرَوِيَّ، بِهَا يَقُولُ: وَسَأَلْتُهُ: " §لِمَ قِيلَ لِصَالِحٍ الْبَغْدَادِيِّ جَزَرَةٌ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي «أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ عَلَى شَيْخٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ كَانَ يَرْقِي وَلَدَهُ بِخَرَزَةٍ فَجَرَى عَلَى لِسَانِهِ بِجَزَرَةٍ، فَلُقِّبَ بِذَلِكَ»

630 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَهْوَازِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَيْمُونٍ، يُعْرَفُ بِطَابَعٍ قَالَ: §«صَحَّفَ أَبُو مُوسَى الزَّمِنُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ» أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ وَعَلَى يَدَيْهِ سَخْلَةٌ تَيْعَرُ"، فَقَالَ: أَبُو مُوسَى: تَنْعَرُ، قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَنْشَدَنَا الْأَصْمَعِيُّ فِي تَيْعَرُ: [البحر الوافر] وَأَمَّا أَشْجَعُ الْخُنْثَى فَوَلَّوْا ... تُيُوسًا بِالْحِجَازِ لَهَا يُعَارْ هَكَذَا رَوَى الْعَسْكَرِيُّ هَذَا الْخَبَرَ"

631 - وَقَدْ أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، أَنَّ أَبَا مُوسَى مُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيَّ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §" لَا يَأْتِي أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِبَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ، فَقَالَ: أَوْ شَاةٍ تَنْعَرُ، بِالنُّونِ، وَإِنَّمَا هُوَ: تَيْعَرُ بِالْيَاءِ "

632 - قَالَ: وَقَالَ لَهُمْ يَوْمًا: نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرَفٌ، نَحْنُ مِنْ عَنَزَةَ، قَدْ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا، لِمَا رُوِيَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى إِلَى عَنَزَةٍ» ، تَوَهَّمَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى قَبِيلَتِهِمْ، وَإِنَّمَا الْعَنَزَةُ الَّتِي صَلَّى إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ حَرْبَةٌ كَانَتْ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتُنْصَبُ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا "

633 - أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْأُسْتُوَائِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَمْلَى أَبُو بَكْرٍ الصُّولِيُّ فِي الْجَامِعِ حَدِيثَ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ» ، فَقَالَ الصُّولِيُّ: وَأَتْبَعَهُ شَيْئًا مِنْ شَوَّالٍ بِالشِّينِ وَالْيَاءِ "

634 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ، فِي أَمَالِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: §«يُوشِكُ أَنْ تَسِيرَ الظَّعِينَةُ بِلَا خَفِيرٍ» فَصَحَّفَ فِيهِ فَقَالَ: «بِلَا خُفَّيْنِ»

635 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُشَيْشٍ الْوَرَّاقُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ النَّجَّادِ حَدِيثَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: §" كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ عَرَفَ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، رَأَيْتُ عُتَيْبَةَ بْنَ هَزَّانَ تَحْتَ الْمِغْفَرِ، وَمَرَّ فِي الْحَدِيثِ وَلَمْ تُشَكَّلْ، فَقُلْتُ لَهُ: وَيْحَكَ إِنَّمَا هُوَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تُزْهِرَانِ، فَضَحِكَ النَّاسُ مِنْهُ حِينَئِذٍ "

636 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَهْوَازِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حَكَى لِي أَبُو عَلِيِّ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الرَّازِيُّ، كَهْلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ وَالسِّيَرِ - قَالَ: " رَوَى شَيْخٌ لَنَا مَسْتُورٌ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ مُغَفَّلًا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §احْتَجَمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ آجُرَّةً، بِضَمِّ الْجِيمِ، وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ " -[297]- 637 - بَلَغَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ الْوَرَّاقِ، وَكَانَ يَحْضُرُ مَعَنَا مَجَالِسَ الْحَدِيثِ، وَقَدْ سَمِعَ شَيْئًا كَثِيرًا، أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى بَعْضِ الشُّيُوخِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا سَائِلٌ فَأُعْطِيَهُ الْأَوْزَاعِيُّ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَهُوَ: «أَلَا دَاعِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ» ، فَصَحَّفَهُ " فَيَنْبَغِي لِقَارِئِ الْحَدِيثِ أَنَّ يَتَفَكَّرَ فِيمَا يَقْرَأُهُ حَتَّى يَسْلَمَ مِنْ تَصْحِيفِهِ، وَمَتَى لَمْ يَكُنْ حَافِظًا لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لَمْ يُؤْمَنْ عَلَيْهِ التَّصْحِيفُ فِي الْقُرْآنِ أَيْضًا، وَهُوَ مِنْ أَقْبَحِ الْأَشْيَاءِ، وَقَدْ حُكِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ ذَلِكَ

من أخبار المصحفين في القرآن

§مِنْ أَخْبَارِ الْمُصَحِّفِينَ فِي الْقُرْآنِ

638 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَهْوَزِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَمَّارٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: انْصَرَفْتُ مِنْ مَجْلِسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ الْقُرَشِيِّ الْمَعْرُوفِ بِمُشْكَدَانَةَ الْمُحَدِّثِ، فِي سَنَةِ سِتٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَمَرَرْتُ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى سَنْدُولَهْ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ عِنْدِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُشْكَدَانَةَ فَقَالَ: " §ذَاكَ الَّذِي يُصَحِّفُ عَلَى جِبْرِيلَ، يُرِيدُ قِرَاءَتَهُ: وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَبِشْرًا، وَكَانَتْ حُكِيَتْ عَنْهُ "

639 - أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّلْوِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحُبَابِ الْمُقْرِئُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ مُشْكَدَانَةَ، قَرَأَ عَلَيْهِمْ فِي التَّفْسِيرِ: " §وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَبِشْرًا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ {وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23] فَقَالَ: " هِيَ مَنْقُوطَةٌ بِثَلَاثَةٍ مِنْ فَوْقٍ، فَقِيلَ لَهُ: النَّقْطُ غَلَطٌ، فَقَالَ: فَأَرْجِعُ إِلَى الْأَصْلِ " -[298]- 640 - وَقَالَ: نا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ كَامِلٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ: «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يَجْرَحُوكَ»

641 - أنا الدَّلْوِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الْبَاغَنْدِيَّ، أَمْلَى عَلَيْهِمْ فِي الْجَامِعِ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: «§وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هُوِيًّا، بِضَمِّ الْهَاءِ وَبِالْيَاءِ، قَالَهَا» وَلَمْ يُحْكَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ مِنَ التَّصْحِيفِ فِي الْقُرْآنِ أَكْثَرَ مِمَّا حُكِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ، فَمِنْ ذَلِكَ

642 - مَا أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَهْوَازِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدُ الْعَسْكَرِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَمَّارٍ، أنا ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّبْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ، يَقْرَأُ: «§فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَظِلٌّ» ، قَالَ: وَقَرَأَ: مَرَّةً «الْخَوَارِجُ مُكَلِّبِينَ»

643 - أنا أَبُو حَامِدٍ الدَّلْوِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا الْقَاضِي أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، نا أَبُو شَيْخٍ الْأَصْبَهَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: " قَرَأَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي التَّفْسِيرِ: " §وَإِذَا بِطَاسِيمٌ بِطَاسِيمٌ خَبَازِينَ، يُرِيدُ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشعراء: 130] "

644 - وَقَالَ ابْنُ كَامِلٍ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِيَّ، يَقُولُ: " §كُنَّا فِي دِهْلِيزِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: {ن وَالْقَلَمِ} [القلم: 1] فِي أَيِّ سُورَةٍ هُوَ "

645 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاضِيَ الْمُقَدَّمِيَّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أُورُمَةَ الْأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: " قَرَأَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: " §جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رِجْلِ أَخِيهِ، فَقِيلَ لَهُ: {فِي رَحْلِ أَخِيهِ} [يوسف: 70] ، فَقَالَ: تَحْتَ الْجِيمِ وَاحِدَةٌ "

646 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، نا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَاسٍ النَّخَعِيُّ الْقَاضِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَصَّافُ، قَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي التَّفْسِيرِ: «§فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجِهَازِهِمْ جَعَلَ السَّفِينَةَ فِي رِجْلِ أَخِيهِ» ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا {جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} [يوسف: 70] ، فَقَالَ: أَنَا وَأَخِي أَبُو بَكْرٍ لَا نَقْرَأُ لِعَاصِمٍ "

647 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَحْيَى الطَّلْحِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيَّ، يَقُولُ: قَرَأَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: §فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسِنَّوْرٍ لَهُ نَابٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: إِنَّمَا هُوَ {بِسُورٍ لَهُ بَابٌ} [الحديد: 13] فَقَالَ: «أَنَا لَا أَقْرَأُ قِرَاءَةَ حَمْزَةَ، قِرَاءَةُ حَمْزَةَ عِنْدَنَا بِدْعَةٌ» -[300]- 648 - وَشَبِيهُ هَذِهِ الْحِكَايَةِ - وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ تَصْحِيفِ الْمُحَدِّثِينَ

مَا أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ بِالْكُوفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْمُعَيْطِيَّ يَقُولُ: " §عَبَرْتُ بِمُؤَدِّبٍ، وَهُوَ يُمْلِي عَلَى غُلَامٍ بَيْنَ يَدَيْهِ: قُرَّيْقٌ فِي الْحَبَّةِ وَقُرَّيْقٌ فِي الشَّعِيرِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا هَذَا، مَا قَالَ اللَّهُ مِنْ هَذَا شَيْئًا، إِنَّمَا هُوَ: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7] فَقَالَ: أَنْتَ تَقْرَأُ عَلَى حَرْفِ أَبِي عَاصِمِ بْنِ الْعَلَاءِ الْكِسَائِيِّ، وَأَنَا أَقْرَأُ عَلَى حَرْفِ أَبِي حَمْزَةَ بْنِ عَاصِمٍ الْمَدَنِيِّ، فَقُلْتُ: مَعْرِفَتُكَ بِالْقُرَّاءِ أَعْجَبُ إِلَيَّ، وَانْصَرَفْتُ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يُقَالُ فِي الْمَثَلِ: الْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ، وَقَدْ أَخْرَجْنَا هَذَا النَّوْعَ مِنَ التَّصْحِيفِ إِلَى طَرِيقَةِ الْهَزْلِ، فَنَعُودُ إِلَى أَصْلِ مَا كُنَّا فِيهِ مِنْ أَدَبِ الْقِرَاءَةِ عَلَى الْمُحَدِّثِ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ عَنِ الزَّلَلِ، وَالتَّوْفِيقَ لِصَالِحِ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، يُسْتَحَبُّ لِلِقَارِئِ أَنْ يَقْرَأَ مِنْ أَصْلِ الْمُحَدِّثِ، وَأَنْ لَا يَمَسَّهُ إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ

أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَنْجُوَيْهِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: §«لَقَدْ كَانَ يُسْتَحَبُّ أَنْ لَا تُقْرَأَ الْأَحَادِيثُ الَّتِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ»

أنا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لَالٍ بِهَمَذَانَ، نا حَامِدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ السَّرَخْسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: «§مَا مَسَسْتُ كِتَابًا إِلَّا وَأَنَا مُتَوَضِّئٌ، تَعْظِيمًا لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَيَبْتَدِئُ الْقَارِئُ بِالذِّكْرِ لِلَّهِ، وَيَخْتِمُ بِالصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَدْ أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، نا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، نا أَبُو الْيَمَانِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْلِسُونَ مَجْلِسًا يَقُومُونَ مِنْهُ، وَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ تِرَةً عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ» وَيَدْعُو الْقَارِئُ لِلْمُحَدِّثِ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ، وَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ فِي آخِرِ الْقِرَاءَةِ: وَرَضِيَ اللَّهُ عَنِ الشَّيْخِ، وَعَنْ وَالِدَيْهِ، وَعَنْ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ لَا يَعْتَدُّ بِدُعَاءِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لِلْمُحَدِّثِ، وَيَرَاهُ صَادِرًا عَنْ غَيْرِ نِيَّةٍ صَحِيحَةٍ

فَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، بِالدِّينَوَرِ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ الْحَافِظُ، نا عَبْدَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §«دُعَاءُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لِلْمُحَدِّثِ كَتَكْبِيرَةِ الْحَارِسِ»

ثُمَّ أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُزَنِيُّ الْحَافِظُ، نا عَبْدَانُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: §«دُعَاءُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَصِيَاحُ الْحَارِسِ وَاحِدٌ»

649 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: " §رَأَيْتُ أَبِيَ إِذَا دُعِيَ لَهُ بِالْبَقَاءِ يَكْرَهُهُ، وَيَقُولُ: «هَذَا شَيْءٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ» وَإِنْ كَانَ الْمُحَدِّثُ هُوَ الَّذِي يَقْرَأُ عَلَى أَصْحَابِهِ دَعَا لِنَفْسِهِ وَلِلْحَاضِرِينَ بِالرَّحْمَةِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَبْدَأَ بِنَفْسِهِ فِي الدُّعَاءِ

650 - كَمَا أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، إِمْلَاءً، وأنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْخَضِرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الْحَرَّانِيَّ، يَقُولُ: أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ بِالْكُوفَةِ فَكُنَّا عِنْدَهُ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَدْعُو فَيَبْدَأُ بِنَفْسِهِ؟ فَقَالَ: أَرِنَا سُفْيَانَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«يَرْحَمُنَا اللَّهُ وَأَخَا عَادٍ»

وجوب استعمال الحق في تقديم أولي السبق إذا اختلفت أغراض الطلبة في السماع، وأراد بعضهم القراءة لما لا يستفيده غيره، فعلى المحدث أن يقدم السابق منهم إلى المجلس

§وُجُوبُ اسْتِعْمَالِ الْحَقِّ فِي تَقْدِيمِ أُولِي السَّبْقِ إِذَا اخْتَلَفَتْ أَغْرَاضُ الطَّلَبَةِ فِي السَّمَاعِ، وَأَرَادَ بَعْضُهُمُ الْقِرَاءَةَ لِمَا لَا يَسْتَفِيدُهُ غَيْرُهُ، فَعَلَى الْمُحَدِّثِ أَنْ يُقَدِّمَ السَّابِقَ مِنْهُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ

651 - لِمَا أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، نا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا سَلَّامُ بْنُ سَلْمٍ الطَّوِيلُ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَوَرْقَاءِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ، فَقَالَ رَسُولُ -[303]- اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَخَا ثَقِيفٍ، §» إِنَّ أَخَا الْأَنْصَارِ قَدْ سَبَقَكَ بِالْمَسْأَلَةِ فَاجْلِسْ كَيْمَا نَبْدَأَ بِحَاجَةِ الْأَنْصَارِيِّ قَبْلَ حَاجَتِكَ " فَتَغَيَّرَ وَجْهُ الثَّقَفِيِّ، فَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْدَأْ بِحَاجَةِ الثَّقَفِيِّ قَبْلَ حَاجَتِي، فَإِنِّي رَأَيْتُهُ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، أَخَافُ أَنْ يَكُونَ وَجَدَ عَلَيْكَ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَحَدًا وَجَدَ عَلَيْكَ وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا " وَيَجِبَ عَلَى الطَّالِبِ أَنْ لَا يَقْرَأَ حَتَّى يَأْذَنَ لَهُ الْمُحَدِّثُ

652 - أنا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ، بِالرِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيَّ، يَقُولُ: تَقَدَّمْتُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُجَاهِدٍ لِأَقْرَأَ عَلَيْهِ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَافِرُ اللِّحْيَةِ، كَبِيرُ الْهَامَةِ فَابْتَدَأَ لِيَقْرَأَ، فَقَالَ: تَرَفَّقَ يَا خَلِيلِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْجَهْمِ السِّمَّرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفَرَّاءَ يَقُولُ: §«أَدَبُ النَّفْسِ ثُمَّ أَدَبُ الدَّرْسِ» فَإِنْ أَعْجَلَتْهُ حَاجَةٌ خَشِيَ فَوَاتَهَا بِتَأْخِيرِهَا، سَأَلَ مَنْ سَبَقَهُ أَنْ يَهَبَ لَهُ سَبْقَهُ، وَيُسَامِحَهُ فِي الْقِرَاءَةِ قَبْلَهُ

653 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا ابْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ مُوسَى بْنُ الْعَبَّاسِ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ الْبَغْدَادِيُّ، نا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، كَذَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَحْسَبُهُ سَعْدَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §" أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا ثَقَفِيُّ، وَالْآخَرُ أَنْصَارِيُّ فَقَالَ الثَّقَفِيُّ لِلْأَنْصَارِيِّ: إِنَّكَ مِنْ قَوْمٍ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَمَا تَرَى فِي التَّقَدُّمِ فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدَّمَهُ " وَيُسْتَحَبُّ لِلْسَابِقِ أَنْ يُقَدِّمَ عَلَى نَفْسِهِ مَنْ كَانَ غَرِيبًا، لِتَأَكُّدِ حُرْمَتِهِ وَوُجُوبِ ذِمَّتِهِ

654 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ، نا يَحْيَى، هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، نا الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سِنَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُصَرِّفٍ -[304]- الْإِيَامِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَلِمَاتٌ أَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ تُعَلِّمُنِيهُنَّ، قَالَ: «اجْلِسْ» ، حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَلِمَاتٌ أَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ تُعَلِّمُنِيهُنَّ "، قَالَ: «§سَبَقَكَ الْأَنْصَارِيُّ» فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: إِنَّهُ رَجُلٌ غَرِيبٌ وَإِنَّ لِلْغَرِيبِ حَقًّا فَابْدَأْ بِهِ " وَإِذَا أَذِنَ لَهُ الْمُحَدِّثُ فِي قِرَاءَةِ أَحَادِيثَ عَيَّنَهَا لَهُ فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يِتَعَدَّاهَا طَلَبًا لِلزِّيَادَةِ عَلَيْهَا

655 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُشْنَامٍ، نا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ هُوَ الشَّعْرَانِيُّ نا أَبُو حُمَيْدِ بْنُ سَيَّارٍ، نا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، نا بَقِيَّةُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْأَوْزَاعِيِّ فَجَاءَ شَابٌّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو مَعِيَ ثَلَاثُونَ حَدِيثًا، قَالَ: فَجَعَلَ الْأَوْزَاعِيُّ يُحَدِّثُهُ وَيَعُدُّهَا، قَالَ: فَلَمَّا جَازَ الثَّلَاثِينَ قَالَ لَهُ: «§يَا ابْنَ أَخِي، تَعَلَّمِ الصِّدْقَ قَبْلَ أَنْ تَعَلَّمَ الْحَدِيثَ»

656 - أنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الذَّارِعُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنِي خَمْسَةَ أَحَادِيثَ، فَقَالَ: هَاتِ، فَجَعَلْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَعُدُّ، وَأَنَا لَا أَعْلَمُ، فَلَمَّا بَدَأْتُ بِالسَّادِسِ، قَالَ: «§اذْهَبْ فَتَعَلَّمِ الصِّدْقَ، ثُمَّ اكْتُبِ الْحَدِيثَ»

657 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَنَّعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي عُبَيْدٍ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبَوَيْهِ الْقَاضِي، وَأَنَا أَسْمَعُ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ قُلْتُ: " §أَسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَتَيْنِ، قَالَ: مَا هُمَا؟ قَالَ، قُلْتُ: {دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ} مَا الْأَيْدِ؟ قَالَ: الْقُوَّةُ، قُلْتُ {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} [ص: 45] قَالَ: الْقُوَّةُ وَالْأَبْصَارُ، الْعُقُولُ، هَكَذَا يُرْوَى فِي التَّفْسِيرِ، قَالَ: قُلْتُ: مَا بَالُ إِحْدَاهُمَا ثَبَتَتْ فِيهِ الْيَاءُ وَالْأُخْرَى حُذِفَتْ؟ قَالَ: عَمَلُ الْكَاتِبِ، قَالَ: فَانْدَفَعْتُ أَسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ أُخْرَى، قَالَ: قُلْتَ مَسْأَلَتَيْنِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، قَالَ: قُلْتُ «مَا أَحْسَبُ حَضَرَ الْمَجْلِسَ أَحَدٌ أَبْعَدُ مَنْزِلًا مِنِّي» ، قَالَ: «وَإِنْ كَانَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَالصِّدْقُ»

من رأى وجوب التسوية بين الأصحاب، وكره إيثار بعضهم على بعض

§مَنْ رَأَى وُجُوبَ التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْأَصْحَابِ، وَكَرِهَ إِيثَارَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ

658 - أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ح وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: «§مِنَ السُّنَّةِ إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ، أَنْ يُقْبِلَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، وَلَا يَخُصَّ أَحَدًا دُونَ أَحَدٍ»

659 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَهْمِ سَمَاعَهُ مِنْ حَرَمِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " §كَلَّمَ صَدِيقٌ لِأَبِي مَالِكًا فِي أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ، فَقَالَ: قُلُ لَهُ فَلْيَأْتِ، قَالَ: فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ فَآتِي وَأَنَا مُدِلٍ بِمَوْضِعِي وَنَسَبِي مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَخَطَّى النَّاسَ إِلَى وِسَادَةِ مَالِكٍ، وَهُوَ عَلَيْهَا مُتَّكِئٌ، فَمَا يَتَزَحْزَحُ وَيُرِينِي أَنَّهُ لَمْ يَرَنِي احْتِقَارًا لِي، فَسَاءَنِي ذَلِكَ مِنْهُ حَتَّى شَكَوْتُهُ بِذَلِكَ إِلَى أَبِي وَإِلَى جَمَاعَةٍ أَصْحَابِي، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ يَسْتَبْطُونَهُ فِي ذَلِكَ، وَيَسْأَلُونَهُ إِكْرَامِي وَأَثَرَتِي فِي الْمَجْلِسِ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: مَا هُوَ عِنْدَنَا وَغَيْرُهُ إِلَّا سَوَاءٌ، إِنَّمَا هِيَ عَافَاكَ اللَّهُ مَجَالِسُ الْعِلْمِ، السَّابِقُ إِلَيْهَا أَحَقُّ بِهَا، قَالَ: فَجَرَيْتُ وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كُنْتُ آتِي وَقَدْ أَخَذُوا الْمَجَالِسَ فَمَا يُوَسِّعُ لِي أَحَدٌ فَأَسْتَدْنِي حَيْثُ وَجَدْتُ "

660 - ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ الْمُخَرِّمِيَّ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: «§وَكَانَ يَحْيَى، يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ، يَعْرِفُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ قَدْرَهُمْ وَيُحَدِّثُهُمْ، فَإِذَا جَاءَ غَيْرُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَلَعَلَّهُمْ خَيْرٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لَا يُحَدِّثُهُمْ، وَيُحَدِّثُ قَوْمًا أُخَرَ عَلَى الصَّدَاقَةِ وَالْمُلَازَمَةِ لَهُ، وَلَا يُحَدِّثُ سَائِرَ النَّاسِ، وَلَمْ تَكُنْ هَذِهِ مِنْ أَحْسَنِ أَفْعَالِهِ أَنْ يَخُصَّ بِالْحَدِيثِ، وَلَيْسَ هَذَا مِنَ الْعَدْلِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ فِي الْحَدِيثِ عِنْدَهُ وَاحِدًا، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَا يُحَدِّثُ السُّلْطَانَ، وَلَا أَحَدًا مِنْ قِبَلِ السُّلْطَانِ، وَلَا كَانَ لِأَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ عِنْدَهُ قَدْرٌ»

661 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُحْتَسِبُ، أنا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْآدَمِيِّ الْحَمْزِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمُ الْفَضْلُ، يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قُلْتُ: " فَإِنْ كَانَ رَجُلٌ لَهُ إِخْوَانٌ يَخُصُّهُمْ بِالْحَدِيثِ لَا تَرَى ذَلِكَ؟ قَالَ: §«مَا أَحْسَنَ الْإِنْصَافَ مَا أَرَى يَسْلَمُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ مِنْ هَذَا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمُبَاحٌ لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يُؤْثِرَ حُفَّاظَ الطَّلَبَةِ وَأَهْلَ الْمَعْرِفَةِ وَالْفَهْمِ مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ الْأَفْضَلُ أَنْ يَعْدِلَ بَيْنَهُمْ، وَلَا يُؤْثِرَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ

جواز الأثرة بالرواية لأهل المعرفة والدراية

§جَوَازُ الْأَثَرَةِ بِالرِّوَايَةِ لِأَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالدِّرَايَةِ

662 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ، نا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: سَأَلْتُ الْأَنْصَارِيَّ فَقُلْتُ: " §تَرَى أَنْ يُؤْثِرَ الرَّجُلُ فِي الْحَدِيثِ؟ قَالَ: نَعَمْ، يُؤْثِرُ أَهْلَ الْحَدِيثِ وَأَهْلَ الْعِلْمِ "

663 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ، يَعْنِي ابْنَ دَاوُدَ نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: " §رُبَّمَا رَأَيْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَجِيءُ إِلَى الْأَعْمَشِ فَيَقُولُ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، فَيَقُولُ: سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ: فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: خُذْ بِيَدِي، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيُدْخِلُهُ فَيُحَدِّثُهُ وَيَدَعُنَا "

664 - وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْأَرْدَسْتَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: أَتَيْتُ الْأَعْمَشَ فَقَالَ: §«إِذَا كَانَ غَدًا فَأْتِنِي أُطْعِمُكَ عَصِيدَةً، وَأُحَدِّثُكَ بِعَشَرَةِ أَحَادِيثَ نُخَبٍ، وَلَا تَحْمِلْ مَعَكَ ثَقِيلًا» ، فَلَمَّا أَصْبَحَتُ رَآنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ فَتَحَدَّثْنَا، فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى الْأَعْمَشِ قَالَ لِي: مَنْ مَعَكَ؟ فَقُلْتُ: ابْنُ إِدْرِيسَ، فَقَالَ لِي: «لَا تَأْكُلْ إِلَّا بِجَوْزٍ، وَدَخَلَ» سَاقَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ هَذَا الْخَبَرَ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ عَنِ الْعَدَوِيِّ أَتَمَّ مِنْ هَذِهِ السِّيَاقَةِ

665 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَا: نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْبَصْرِيُّ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ، قَالَ لِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ: §«إِذَا كَانَ غَدًا فَبَكِّرْ عَلَيَّ حَتَّى أُحَدِّثَكَ بِعَشَرَةِ أَحَادِيثَ نُخَبٍ، وَأُطْعِمَكَ عَصِيدَةً، وَاحْذَرْ أَنْ تَجِيئَنِي مَعَكَ بِثَقِيلٍ» ، قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ ثُمَّ أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَيْهِ فَتَلَقَّانِي ابْنُ إِدْرِيسَ فَقَالَ: حَفْصٌ: قُلْتُ: «نَعَمْ» ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: الْأَعْمَشَ، قَالَ: مَكَانَكَ حَتَّى أَجِيءَ مَعَكَ، قَالَ: فَلَمَّا بَصُرَ بِنَا قَامَ وَدَخَلَ، وَقَامَ وَرَاءَ الْبَابِ، فَلَمَّا دَقَقْتُ الْبَابَ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: حَفْصٌ، قَالَ: يَا حَفْصُ: لَا تَأْكُلِ الْعَصِيدَ إِلَّا بِجَوْزٍ، أَلَمْ أَقَلْ لَكَ: لَا تَجِيئَنِي مَعَكَ بِثَقِيلٍ، قَالَ: وَلَمْ يَخْرُجْ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ جِئْتُ فَدَقَقْتُ الْبَابَ قُلْتُ: يَا جَارِيَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ فِي الدَّارِ، قَالَ: فَدَخَلَ الْبَيْتَ وَقَالَ: قُولِي لَهُ: لَا، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ، جِئْتُ فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ: يَا جَارِيَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ فِي الْبَيْتِ فَخَرَجَ إِلَى الدَّارِ، وَقَالَ: قُولِي لَهُ: لَا، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ شَهْرٍ لَقِيتُهُ فِي الطَّرِيقِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ إِتْيَانَكَ لَذُلٌّ، وَإِنَّ تَرْكَكَ لَحَسْرَةٌ، قَالَ: «كَذَا وَحَقِّكَ أَشْتَهِي، فَانْصَرَفَ»

666 - قَرَأَتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ عَنْ دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: قِيلَ لِمِسْعَرٍ: تُحَدِّثُ فُلَانًا وَلَا تُحَدِّثُنَا قَالَ: §«يَخِفُّ عَلَيَّ أَنْ أُحَدِّثَ وَاحِدًا وَأَدَعَ الْآخَرَ»

667 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا مُهَذَّبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ، يَقُولُ: §" رَأَيْتُ سُفْيَانَ يَجْذِبُ الرَّجُلَ مِنْ وَسَطِ الْحَلْقَةِ فَيُحَدِّثُهُ بِعِشْرِينَ حَدِيثًا، وَالنَّاسُ قُعُودٌ، قَالُوا: لَعَلَّهُ كَانَ ضَعِيفًا، قَالَ: لَا " قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ وَابْنَ عَوْنٍ وَمَالِكًا وَابْنَ جُرَيْجٍ يَدْعُو أَحَدُهُمُ الرَّجُلَ فَيُحَدِّثُهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ حَدِيثٍ، أَوْ أَقَلَّ، أَوْ أَكْثَرَ، وَيَدَعُ أَصْحَابَهُ "، وَرَأَيْتُ شُعْبَةَ تَبِعَهُ اثْنَانِ فَدَعَا أَحَدَهُمَا، وَقَالَ: «لِلْآخَرِ لَا تَجِئْ»

668 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، إِمْلَاءً، نا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالَ: " رَأَيْتُ شُعْبَةَ يُقْبِلُ عَلَى إِنْسَانٍ خُرَاسَانِيٍّ يُحَدِّثُهُ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ: تُقْبِلُ عَلَى هَذَا وَتَدَعُنَا؟ فَقَالَ شُعْبَةُ: «§وَمَا عَلَيْكُمْ، لَعَلَّ مَعَ هَذَا خِنْجَرًا يَشُقُّ بِهِ بَطْنِي»

669 - أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعُصْمِيُّ، نا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْحَافِظُ، نا أَبُو سَعِيدٍ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّفَيْلِيَّ، - وَعَاتَبَهُ رَجُلٌ فِي قِلَّةِ مَا حَدَّثَهُ فَقَالَ: حَدَّثْتَنِي بِأَرْبَعَةٍ، وَحَدَّثْتَ هَذَا الْغَرِيبَ بِثَلَاثِينَ - فَقَالَ النُّفَيْلِيُّ: «§إِنَّمَا أُحَدِّثُ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَا يَحْتَمِلُونَ، رَأَيْتُ هَذَا مَوْضِعًا لِمَا حَدَّثْتُهُ، وَلَمْ أَرْ فِيكَ مَوْضِعًا لِأَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ أَوْ نَحْوِهِ» ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: «أَرَادَ بِالْغَرِيبِ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ» 670 - وَكَتَبَ مَعِي أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيِّ الْحَافِظِ كِتَابًا يَقُولُ فِي فَصْلٍ مِنْهُ: وَقَدْ نَفِذَ إِلَى مَا عِنْدَكَ عَمْدًا مُتَعَمِّدًا أَخُونَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَيَّدَهُ اللَّهُ وَسَلَّمَهُ لِيَقْتَبِسَ مِنْ -[309]- عُلُومِكَ، وَيَسْتَفِيدَ مِنْ حَدِيثِكَ، وَهُوَ بِحَمْدِ اللَّهِ مِمَّنْ لَهُ فِي هَذَا الشَّأَنِ سَابِقَةٌ حَسَنَةٌ، وَقَدَمٌ ثَابِتٌ، وَفَهْمٌ بِهِ حَسَنٌ، وَقَدْ رَحَلَ فِيهِ وَفِي طَلَبِهِ، وَحَصَلَ لَهُ مِنْهُ مَا لَمْ يَحْصُلْ لَكَثِيرٍ مِنْ أَمْثَالِهِ الطَّالِبِينَ لَهُ، وَسَيَظْهَرُ لَكَ مِنْهُ عِنْدَ الِاجْتِمَاعِ مِنْ ذَلِكَ، مَعَ التَّوَرُّعِ وَالتَّحَفُّظِ، وَصِحَّةِ التَّحْصِيلِ، مَا يَحْسُنُ لَدَيْكَ مَوْقِعُهُ، وَتَجْمُلُ عِنْدَكَ مَنْزِلَتُهُ، وَأَنَا أَرْجُو إِذَا صَحَّتْ لَدَيْكَ مِنْهُ هَذِهِ الصِّفَةُ أَنْ تُلِينَ لَهُ جَانِبَكَ، وَأَنْ تَتَوَفَّرَ عَلَيْهِ، وَتَحْتَمِلَ مِنْهُ مَا عَسَاهُ يُورِدُهُ مِنْ تَثْقِيلٍ فِي الِاسْتِكْثَارِ، أَوْ زِيَادَةٍ فِي الِاصْطِبَارِ، فَقِدَمًا حَمَلَ السَّلَفُ مِنَ الْخَلَفِ مَا رُبَّمَا ثَقُلَ، وَتَوَفَّرُوا عَلَى الْمُسْتَحِقِّ مِنْهُمْ بِالتَّخْصِيصِ وَالتَّقْدِيمِ وَالتَّفْضِيلِ مَا لَمْ يَنَلْهُ الْكَلُّ مِنْهُمْ

من كان يخص بالتحديث الشبان ويؤثرهم على المشايخ وذوي الأسنان

§مَنْ كَانَ يَخُصُّ بِالتَّحْدِيثِ الشُّبَّانَ وَيُؤْثِرُهُمْ عَلَى الْمَشَايِخِ وَذَوِي الْأَسْنَانِ

671 - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، يَعْنِي النَّصِيبِيَّ، نا أَبُو الطَّاهِرِ، نا الْوَلِيدُ هُوَ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ، نا الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنِي قَبِيصَةُ، قَالَ: قَالَ لَنَا زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ ثَابِتٍ، قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«اسْتَوْدِعُوا الْعِلْمَ الْأَحْدَاثَ إِذَا رَضِيتُمُوهُمْ»

672 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: " §كُنَّا جُلُوسًا مَعَ حُذَيْفَةَ قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةَ: " يَا فُلَانُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُجَالِسَنَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُنِي مِنْ ذَاكَ إِلَّا هَؤُلَاءِ الشَّبَابُ الَّذِينَ هُمْ حَوْلَكَ، قَالَ: فَغَضِبَ حُذَيْفَةُ وَقَالَ: " أَمَا سَمِعْتَ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 60] وَ {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ} [الكهف: 13] وَهَلِ الْخَيْرُ إِلَّا فِي الشَّبَابِ "

673 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الْحَذَّاءُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونِ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: §«إِنَّمَا الْخَيْرُ فِي الشَّبَابِ»

أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، أنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، قَالَ: §«كَانَ يَأْتِي الْكُتَّابُ فَيَجْمَعُ صِبْيَانَ الْكُتَّابِ فَيُحَدِّثُهُمْ لِكَيْ لَا يَنْسَى حَدِيثَهُ»

674 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُزَنِيُّ، بِوَاسِطَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، نا سَهْلُ بْنُ زَنْحَلَةَ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §«رَأَيْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَجَاءٍ يَأْتِي صِبْيَانَ الْكُتَّابِ فَيُحَدِّثُهُمْ لِكَيْ لَا يَنْسَى حَدِيثَهُ»

675 - أنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْغَزَّالُ، نا أَبِي، نا إِسْحَاقُ بْنُ وَزِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§حِفْظُ الْغُلَامِ الصَّغِيرِ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ، وَحِفْظُ الرَّجُلِ بَعْدَ مَا يَكْبُرُ كَالْكِتَابِ عَلَى الْمَاءِ»

676 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَمَاعَةَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: §«مَا حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ أَوْ وَرَقَةٍ»

677 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، نا هُشَيْمٌ، أنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ عُمَرُ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَأْذَنُ لِهَذَا الْفَتَى وَمِنْ أَبْنَائِنَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ؟ فَقَالَ: " إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ يَوْمًا وَأَذِنَ لِي مَعَهُمْ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّورَةِ: {§إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحِ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 2] ، فَقَالُوا: أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ إِذَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ وَأَنْ يَتُوبَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ: فَقُلْتُ: لَيْسَ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ أَخْبَرَ نَبِيَّهُ بِحُضُورِ أَجَلِهِ، فَقَالَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] فَتْحُ مَكَّةَ {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 2] أَيْ فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلَامَةٌ مَوْتِكَ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3] قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: «كَيْفَ تَلُومُونِي عَلَيْهِ بَعْدَمَا تَرَوْنَ»

678 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، نا جَدِّي، حَدَّثَنِي سُوَيْدٌ، نا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ الْحَسَنَ، قَالَ: «§قَدِّمُوا إِلَيْنَا أَحْدَاثَكُمْ، فَإِنَّهُمْ أَفْرَغُ قُلُوبًا، وَأَحْفَظُ لِمَا سَمِعُوا، فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُتِمَّهُ لَهُ أَتَمَّهُ»

679 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ، وَيُعْرَفُ بِالشَّعْرَانِيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، بِجَبَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: §" كَانَ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ يُدْنِينِي، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ: نَرَاكَ تُقَدِّمُ هَذَا الْغُلَامَ الشَّامِيَّ وَتُؤْثِرُهُ عَلَيْنَا، فَقَالَ: " إِنِّي أُؤَمِّلُهُ، فَسَأَلُوهُ يَوْمًا عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ عَنْ شَهْرٍ، إِذَا جَمَعَ الطَّعَامُ أَرْبَعًا فَقَدْ كَمُلَ، فَذَكَرَ ثَلَاثًا وَنَسِيَ الرَّابِعَةَ، فَسَأَلَنِي عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ حَدَّثْتُكُمْ؟ فَقُلْتُ: حَدَّثَتْنَا عَنْ شَهْرٍ أَنَّهُ إِذَا جَمَعَ الطَّعَامُ أَرْبَعًا فَقَدْ كَمُلَ: إِذَا كَانَ أَوَّلُهُ حَلَالًا، وَسُمِّيَ عَلَيْهِ اللَّهُ حِينَ يُوضَعُ، وَكَثُرَتْ عَلَيْهِ الْأَيْدِي، وَحُمِدَ اللَّهُ حِينَ يُرْفَعُ، فَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: «كَيْفَ تَرَوْنَ»

680 - وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، نا سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ الْأَصْبَحِيُّ، قَالَ: " كُنْتُ أَسْبِقُ إِلَى مَجْلِسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ بِلَيْلٍ مَعِي أَقْرَانِي، لَا يَسْبِقُنِي أَحَدٌ وَيَجِيءُ هُوَ مَعَ الْأَشْيَاخِ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ غَلَبَنَا عَلَيْكَ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانُ، فَقَالَ: " §هَؤُلَاءِ أَرْجَى عِنْدِي مِنْكُمْ؛ أَنْتُمْ كَمْ تَعِيشُونَ، وَهَؤُلَاءِ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ بِهِمْ، قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ غَيْرِي "

681 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ، أَوْ غَيْرُهُ قَالَ: أَتَيْنَا يَوْمًا حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ صِبْيَانٌ يُحَدِّثُهُمْ، فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ حَتَّى فَرَغَ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، نَحْنُ مَشَايِخُ أَهْلِكَ قَدْ جِئْنَاكَ، تَرَكْتَنَا وَأَقْبَلْتَ عَلَى هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانِ، قَالَ: §«رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي عَلَى شَطِّ نَهَرٍ وَمَعِي دُلَيَّةٌ أَسْقِي فَسِيلًا، فَتَأَوَّلْتُهُ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانَ»

682 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو رَبِيعَةَ، فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: " جِئْنَا إِلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فِي يَوْمٍ حَارٍّ شَدِيدِ الْحَرِّ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ الظُّهْرَ، وَكَانَ حَمَّادٌ صَاحِبَ لَيْلٍ، وَظَنَنَّا أَنَّهُ صَائِمٌ قَالَ: فَرَحِمْنَاهُ مِمَّا بِهِ مِنَ الْجَهْدِ، وَأَجْمَعْنَا عَلَى أَنْ نَنْصَرِفَ عَنْهُ لَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ، فَتَفَرَّقْنَا وَبَقِيَ مَنْ بَقِيَ، قَالَ: " فَرَكَعَ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ وَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَسَارَ فِي الطَّرِيقِ فِي الشَّمْسِ، فَانْبَرَى لَهُ غُلَامٌ حَدَثٌ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مَعَهُ فَوَقَفَ فِي الشَّمْسِ مَعَهُ يُسَائِلُهُ وَيُحَدِّثُهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَشْيَخَةِ الْمَسْجِدِ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، انْصَرَفَ أَصْحَابُنَا عَنْكَ لِمَا رَأَوْا بِكَ مِنَ الضَّعْفِ، وَوَقَفْتَ مَعَ هَذَا الْغُلَامِ فِي الشَّمْسِ تُحَدِّثُهُ، قَالَ: §«رَأَيْتُ فِيَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ كَأَنِّي أَسْقِي فَسِيلَةً أَصُبُّ الْمَاءَ فِي أَصْلِهَا، فَتَأَوَّلْتُ رُؤْيَايَ هَذَا الْغُلَامَ حِينَ سَأَلَنِي»

683 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ خَلَّادٍ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَصْحَابُنَا الْبَغْدَادِيُّونَ: « §إِنَّ الْحَدَاثَةَ لَا تُقَصِّرُ ... بِالْفَتَى الْمَرْزُوقِ ذِهْنَا لَكِنْ تُذَكِّي قَلْبَهُ ... فَيَفُوقُ أَكْبَرَ مِنْهُ سِنَّا»

684 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلَطِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الْبَنَّا، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: §«إِذَا كَتَبَ الرَّجُلُ الْحَدِيثَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً سُمِّيَ تير، وَإِذَا كَتَبَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً سُمِّيَ تيرماه» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: تير وَتيرماه بِالْفَارِسِيَّةِ مِنْ أَشَدِّ شُهُورِ الْقَيْظِ حَرًّا، وَأَثْقَلِهَا عَلَى الْقُلُوبِ كَرْبًا، وَأَرَادَ سُفْيَانُ بِذَلِكَ أَنَّ طَلَبَ الْحَدِيثِ فِي الْحَدَاثَةِ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَتْرُكَهُ الْإِنْسَانُ حَتَّى يَتَكَامَلَ شَبَابُهُ، وَيَدْخُلَ فِي الْكُهُولَةِ، ثُمَّ يَبْتَدِئُ بِطَلَبِهِ فِي تِلْكَ الْحَالِ، فَيَكُونُ بِمَثَابَةِ تيرماه فِي الثِّقَلِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

باب ذكر أخلاق الراوي وآدابه وما ينبغي له استعماله مع أتباعه وأصحابه ينبغي لمن عزم على التحديث أن يقدم له النية، ويبتغي فيه الحسبة

§بَابُ ذِكْرِ أَخْلَاقِ الرَّاوِي وَآدَابِهِ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ اسْتِعْمَالُهُ مَعَ أَتْبَاعِهِ وَأَصْحَابِهِ يَنْبَغِي لِمَنْ عَزَمَ عَلَى التَّحْدِيثِ أَنْ يُقَدِّمَ لَهُ النِّيَّةَ، وَيَبْتَغِيَ فِيهِ الْحِسْبَةَ

685 - لِمَا أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ، نا بَقِيَّةُ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَقْبَلُ اللَّهُ قَوْلًا إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا يَقْبَلُ قَوْلًا وَعَمَلًا إِلَّا بِنِيَّةٍ، وَلَا يَقْبَلُ قَوْلًا وَعَمَلًا بِنِيَّةٍ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ»

686 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ، أَهْلِ بَيْتِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا عَمَلَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ، وَلَا أَجْرَ لِمَنْ لَا حِسْبَةَ لَهُ»

687 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيَّ، يَقُولُ: " §قِيلَ لِأَبِي الْأَحْوَصِ سَلَّامِ بْنِ سُلَيْمٍ: حَدِّثْنَا، فَقَالَ: لَيْسَتْ لِي نِيَّةٌ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّكَ تُؤْجَرُ، فَقَالَ: [البحر الطويل] تُمَنُّونِي الْخَيْرَ الْكَثِيرَ وَلَيْتَنِي ... نَجَوْتُ كَفَافًا لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَا"

688 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ: §«لَا تَدْخُلْ فِي شَيْءٍ إِلَّا فِي شَيْءٍ لَكَ فِيهِ نِيَّةٌ»

689 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا ابْنُ عُثْمَانَ، يَعْنِي عَبْدَانَ الْمَرْوَزِيَّ نا عَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، نا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، قَالَ: §«يَسُرُّنِي أَنْ يَكُونَ لِي فِي كُلِّ شَيْءٍ نِيَّةٌ حَتَّى فِي الْأَكْلِ وَالنَّوْمِ»

690 - أنا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ زُبَيْدٌ: §«إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ لِي فِي كُلِّ شَيْءٍ نِيَّةٌ حَتَّى فِي النَّوْمِ وَالْأَكْلِ»

691 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، نا الْأَشَجُّ، يَعْنِي أَبَا سَعِيدٍ نا هُشَيْمُ بْنُ أَبِي سَاسَانَ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: §قُلْتُ لِحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ: حَدِّثْنَا، قَالَ: «حَتَّى تَجِيءَ النِّيَّةُ»

692 - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهِيتِيُّ التَّغْلِبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ حَاجِبٍ، نا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «§مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي، إِنَّهَا تَقَلَّبُ عَلَيَّ»

693 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السِّمْسَارُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، نا جَعْفَرُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، يَقُولُ: §«مَا عَزَّتِ النِّيَّةُ فِي الْحَدِيثِ إِلَّا لِشَرَفِهِ» وَإِنْ كَانَ فِي بَلَدِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ مَنْ هُوَ أَعْلَى إِسْنَادًا مِنْهُ، دَلَّ عَلَيْهِ، وَأَرْشَدَ الطَّلَبَةَ إِلَيْهِ

694 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الْأَصْمَعِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " جَلَسْتُ إِلَى ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ فَقَالَ لِي: «أَرَاكَ تُحِبُّ الْعِلْمَ» ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَعَلَيْكَ بِذَاكَ الشَّيْخِ - يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «§فَلَزِمْتُ سَعِيدًا سَبْعَ سِنِينَ، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ فَتَفَجَّرْتُ بِهِ بَحْرًا»

695 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ بِأَصْبَهَانَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا أَبُو طَلْحَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ التَّمَّارُ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ، نا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، قَالَ: ذَهَبْنَا إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُحَدِّثَنَا فَقَالَ: §«تَسْمَعُونَ مِنِّي وَمِثْلُ أَبِي عَاصِمٍ فِي الْحَيَاةِ؟ اخْرُجُوا إِلَيْهِ»

696 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ الْفَتْحُ بْنُ شُخْرُفٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ مُوسَى بْنَ حِزَامٍ التِّرْمِذِيَّ، بِتِرْمِذَ يَقُولُ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي سُلَيْمَانَ الْجُوزَجَانِيِّ فِي كُتُبِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، فَاسْتَقْبَلَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عِنْدَ الْجِسْرِ فَقَالَ لِي: إِلَى أَيْنَ؟ فَقُلْتُ: إِلَى أَبِي سُلَيْمَانَ، فَقَالَ: " §الْعَجَبُ مِنْكُمْ، تَرَكْتُمْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةً، وَأَقْبَلْتُمْ عَلَى ثَلَاثَةٍ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ فَقُلْتُ: كَيْفَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ بِوَاسِطَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ مُوسَى بْنُ حِزَامٍ: فَوَقَعَ قَوْلُهُ فِي قَلْبِي، فَاكْتَرَيْتُ زَوْرَقًا مِنْ سَاعَتِي، فَانْحَدَرْتُ إِلَى وَاسِطَ فَسَمِعْتُ مِنَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ "

من كره الرواية ببلد فيه من المحدثين من هو أسن منه

§مَنْ كَرِهَ الرِّوَايَةَ بِبَلَدٍ فِيهِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ

697 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ، يَقُولُ: §«لَقَدْ كُنْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا فَكُنْتُ أَحْفَظُ عَنْهُ، وَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا أَنَّ هَهُنَا رِجَالًا هُمْ أَسَنُّ مِنِّي»

698 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، نا أَبُو صَخْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْحَسَنِ السَّعْدِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ، نا أَبُو بُجَيْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْمُحَارِبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: " §مَا لَكَ لَا تُحَدِّثُ؟ فَقَالَ: أَمَا وَأَنْتَ حَيٌّ فَلَا "

699 - أنا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أَنِي ثِقَةٌ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، يَعْنِي الْعُمَرِيَّ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ فَقَالَ: «§أَمَا وَأَبُو عُثْمَانَ حَيٌّ فَلَا، يَعْنِي عُبَيْدَ اللَّهِ»

700 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ الصَّفَّارُ، نا أَبُو الْجَهْمِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقُرَشِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: «إِنَّ §الَّذِي يُحَدِّثُ بِالْبَلْدَةِ وَبِهَا مَنْ هُوَ أَوْلَى بِالتَّحْدِيثِ مِنْهُ أَحْمَقُ»

701 - أنا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §«إِذَا حَدَّثْتُ فِي بَلْدَةٍ فِيهَا مِثْلُ أَبِي مُسْهِرٍ فَيَجِبُ لِحْيَتِي أَنْ تُحْلَقَ» قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: «وَأَنَا إِذَا حَدَّثْتُ فِي بَلْدَةٍ فِيهَا مِثْلُ أَبِي الْوَلِيدِ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ فَيَجِبُ لِحْيَتِي أَنْ تُحْلَقَ»

من كره التحديث بحضرة من هو أسن أو أعلم منه

§مَنْ كَرِهَ التَّحْدِيثَ بِحَضْرَةِ مَنْ هُوَ أَسَنُّ أَوْ أَعْلَمُ مِنْهُ

702 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا جَامِعُ بْنُ صُبَيْحٍ الرَّمْلِيُّ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبِي، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَا: نا أَبُو بَكْرٍ، يَعْنِيَانِ ابْنَ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: «§كَانَ زِرٌّ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي وَائِلٍ، فَكَانَا إِذَا جَلَسَا جَمِيعًا لَمْ يُحَدِّثْ أَبُو وَائِلٍ مَعَ زِرٍّ»

703 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: §«كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَالشَّعْبِيُّ إِذَا اجْتَمَعَا لَمْ يَتَكَلَّمْ إِبْرَاهِيمُ بِشَيْءٍ لِسِنِّهِ»

704 - أنا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، نا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ يَعْقُوبُ: وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي بُكَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " §كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَيَسِحُّ عَلَيْنَا مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ، وَيُشِيرُ عُبَيْدُ اللَّهِ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ قَطَعَ يَحْيَى حَدِيثَهُ إِجْلَالًا لِرَبِيعَةَ وَإِعْظَامًا لَهُ "

705 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، نا جَدِّي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَيْطِيَّ، يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ بِمَكَّةَ فَأَتَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فَبَرَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَقُولُ لَهُ: يَا سُفْيَانُ كَيْفَ أَنْتَ؟ يَا سُفْيَانُ كَيْفَ عِيَالُ أَبِيكَ؟ قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ سُفْيَانَ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ سُفْيَانُ: §لَا تَسْأَلْنِي مَا دَامَ هَذَا الشَّيْخُ قَاعِدًا "

706 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ الْيَمَنِيُّ، بِمِصْرَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَهْلَوَيْهِ الدِّينَوَرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُنَا إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فَقَطَعَ مُعْتَمِرٌ حَدِيثَهُ، فَقِيلَ لَهُ: حَدِّثْنَا، فَقَالَ: §«إِنَّا لَا نَتَكَلَّمُ عِنْدَ كُبَرَائِنَا»

ما قيل في طلب الرئاسة قبل وقتها وذم المثابر عليها وهو غير مستحقها

§مَا قِيلَ فِي طَلَبِ الرِّئَاسَةِ قَبْلَ وَقْتِهَا وَذَمِّ الْمُثَابِرِ عَلَيْهَا وَهُوَ غَيْرُ مُسْتَحِقِّهَا

707 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمُعَدَّلُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الدِّينَوَرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، أَنَّهُ قَالَ لِوَرَّاقِهِ: §«وَيْحَكَ إِنَّ الرِّئَاسَةَ مَئُونَةٌ ثَقِيلَةٌ»

وَقَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ قَالَ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: " §تُحِبُّ الرِّئَاسَةَ؟ تَهَيَّأْ لِلْنِطَاحِ، كَانَ يُقَالُ: مَنْ طَلَبَ الرِّئَاسَةَ وَقَعَ فِي الدِّيَاسَةِ "

708 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيَّ، يَقُولُ: قَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ: «§مَنْ طَلَبَ الرِّئَاسَةَ نَاطَحَتْهُ الْكِبَاشُ، وَمَنْ رَضِيَ بِأَنْ يَكُونَ ذَنَبًا أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ رَأْسًا»

709 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: «يَا بَقِيَّةُ §كُنْ ذَنَبًا، وَلَا تَكُنْ رَأْسًا؛ فَإِنَّ الذَّنَبَ يَنْجُو وَالرَّأْسُ يَذْهَبُ»

710 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سِوَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: «إِنَّ §الرِّئَاسَةَ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَلَا تُصِيبُ إِلَّا رَأَسَ مَنْ لَا يُرِيدُهَا»

711 - نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ بِحُلْوَانَ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ، بِأَصْبَهَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرَفَةَ نِفْطَوَيْهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، يَقُولُ: §«مَنْ طَلَبَ الرِّئَاسَةَ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ حَرَمَهُ اللَّهُ فِي أَوَانِهِ»

712 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَيْطِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي مَنْصُورٌ الْفَقِيهُ لِنَفْسِهِ: « [البحر الكامل] §الْكَلْبُ أَهْوَنُ عِشْرَةً ... وَهُوَ النِّهَايَةُ فِي الْخَسَاسَةْ مِمَّنْ يُنَافِسُ فِي الرِّئَا ... سَةِ قَبْلَ أَوْقَاتِ الرِّئَاسَةْ»

713 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، أنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ رُمَيْحٍ، نا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَاتِمٍ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «§مَنْ حَدَّثَ قَبْلَ حِينِهِ، افْتَضَحَ فِي حِينِهِ»

مبلغ السن الذي يستحسن التحديث معه لا ينبغي أن يتصدى صاحب الحديث للرواية إلا بعد دخوله في السن، وأما في الحداثة فذلك غير مستحسن

§مَبْلَغُ السِّنِّ الَّذِي يُسْتَحْسَنُ التَّحْدِيثُ مَعَهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَصَدَّى صَاحِبُ الْحَدِيثِ لِلْرِوَايَةِ إِلَّا بَعْدَ دُخُولِهِ فِي السِّنِّ، وَأَمَّا فِي الْحَدَاثَةِ فَذَلِكَ غَيْرُ مُسْتَحْسَنٍ

714 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: «§جَهْلُ الشَّبَابِ مَعْذُورٌ، وَعِلْمُهُ مَحْقُورٌ»

715 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، - يَنْزِلُ فِي سَفْحِ الْجَبَلِ مِنْ رَامَهُرْمُزَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: " §قِيلَ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: إِنَّ خَالِدًا يُحَدِّثُ فَقَالَ: «عَجَّلَ خَالِدٌ» -[323]- 716 - قَالَ ابْنُ خَلَّادٍ: الَّذِي يَصِحُّ عِنْدِي مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ وَالنَّظَرِ فِي الْحَدِّ الَّذِي إِذَا بَلَغَهُ النَّاقِلُ حَسُنَ بِهِ أَنْ يُحَدِّثَ: هُوَ أَنْ يَسْتَوْفِيَ الْخَمْسِينَ؛ لِأَنَّهَا انْتِهَاءُ الْكُهُولَةِ وَفِيهَا مُجْتَمَعُ الْأَشَدِّ، وَلَيْسَ بِمُسْتَنْكَرٍ أَنْ يُحَدِّثَ عِنْدَ اسْتِيفَاءِ الْأَرْبَعِينَ؛ لِأَنَّهَا حَدُّ الِاسْتِوَاءِ، وَمُنْتَهَى الْكَمَالِ، نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، وَفِي الْأَرْبَعِينَ تَتَنَاهَى عَزِيمَةُ الْإِنْسَانِ وَقُوَّتُهُ، وَيَتَوَفَّرُ عَقْلُهُ، وَيَجُودُ رَأْيُهُ

717 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْعَنْبَسِ الْقَاضِي، نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " §قَرَأَ: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ} [الأحقاف: 15] قَالَ: ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ {وَاسْتَوَى} [القصص: 14] قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً " فَإِنِ احْتِيجَ إِلَيْهِ فِي رِوَايَةِ الْحَدِيثِ قَبْلَ أَنْ تَعْلُوَ سِنُّهُ، فَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُحَدِّثَ وَلَا يَمْتَنِعَ؛ لِأَنَّ نَشْرَ الْعِلْمِ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ لَازِمٌ، وَالْمُمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ عَاصٍ آثِمٌ

718 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْآذَانِ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ شَرِيكٍ، نا أَبُو النَّضْرِ الْأَكْفَانِيُّ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، يَعْنِي الْجُعْفِيَّ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ نَافِعٍ فَكَتَمَهُ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَجَّمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ»

719 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ النَّهْرَوَانِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ الْإِسْكَافِيُّ، نا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ، نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو السَّمْحِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ الْأَكْبَرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ عِلْمًا ثُمَّ لَا يُحَدِّثُ بِهِ، مَثَلُ رَجِلٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا فَكَنَزَهُ فَلَمْ يُنْفِقْ مِنْهُ»

720 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ الْمُقْرِئُ الدِّينَوَرِيُّ، نا أَبُو عَلِيِّ بْنُ حَبَشٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، نا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ: " {§الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} [النساء: 37] قَالَ: «هَذَا فِي الْعِلْمِ لَيْسَ لِلدُّنْيَا مِنْهُ شَيْءٌ»

721 - نا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: " §مَنْ بَخِلَ بِالْعِلْمِ ابْتُلِيَ بِثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَمُوتَ فَيَذْهَبَ عَلِمُهُ، أَوْ يَنْسَاهُ، أَوْ يَتْبَعَ سُلْطَانًا "

722 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: §" إِنَّمَا حَمَلَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَلَى الْحَدِيثِ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، وَفِيهَا كَرَاسِيُّ مَوْضُوعَةٌ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْهَا زَائِدَةُ، وَعَلَى الْآخَرِ الْفُضَيْلُ، وَذَكَرَ رِجَالًا، وَكُرْسِيُّ مِنْهَا لَيْسَ عَلَيْهِ أَحَدٌ، قَالَ: فَأَهْوَيْتُ نَحْوَهُ، فَقِيلَ: لَا تَجْلِسْ، فَقُلْتُ: هَؤُلَاءِ أَصْحَابِي أَجْلِسُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ بَذَلُوا مَا اسْتُودِعُوا وَإِنَّكَ مَنَعْتَهُ فَأَصْبَحَ يُحَدِّثُ»

723 - أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ يُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ، يَقُولُ: «§قَدْ كَتَبَ عَنِّي خَمْسَةُ قُرُونٍ، وَسَأَلُونِي الْحَدِيثَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أُحَدِّثَهُمْ فِي الْمَدِينَةِ، فَأَخْرَجْتُهُمْ إِلَى الْبُسْتَانِ فَأَطْعَمْتُهُمُ الرُّطَبَ وَحَدَّثْتُهُمْ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَقَدْ حَدَّثْتُ أَنَا وَلِي عِشْرُونَ سَنَةً، حِينَ قَدِمْتُ مِنَ الْبَصْرَةِ، كَتَبَ عَنِّي شَيْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ أَشْيَاءَ أَدْخَلَهَا فِي تَصَانِيفِهِ، وَسَأَلَنِي فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ

724 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ، بِبُخَارَى، أنا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْفَضْلَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ الْبَزَّازَ، يَقُولُ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْعَابِدُ، نا أَبُو بَكْرٍ الْأَعْيَنُ، قَالَ: " §كَتَبْنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، يَعْنِي الْبُخَارِيَّ، عَلَى بَابِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيِّ وَمَا فِي وَجْهِهِ شَعْرَةٌ، فَقُلْتُ: ابْنُ كَمْ كُنْتَ؟ قَالَ: ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً "

725 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: «§الْجَاهِلُ صَغِيرٌ وَإِنْ كَانَ شَيْخًا، وَالْعَالِمُ كَبِيرٌ وَإِنْ كَانَ حَدَثًا»

726 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ، نا مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: §«لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ يَعْلَمُ أَنَّ عِنْدَهُ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ يُضَيِّعُ نَفْسَهُ»

باب كراهة التحديث لمن لا يبتغيه وأن من ضياعه بذله لغير أهليه

§بَابُ كَرَاهَةِ التَّحْدِيثِ لِمَنْ لَا يَبْتَغِيهِ وَأَنَّ مِنْ ضَيَاعِهِ بَذْلُهُ لِغَيْرِ أَهْلِيهِ

727 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى - وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّحَى، يُحَدِّثُ - عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: " §لَا تَنْشُرْ بَزَّكَ إِلَّا عِنْدَ مَنْ يَبْغِيهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ أَبِي: يَعْنِي الْحَدِيثَ "

728 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ التِّكَكِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، نا شَبَابَةُ، نا قَيْسٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: «§نَكَدُ الْحَدِيثِ الْكَذِبُ، وَآفَتُهُ النِّسْيَانُ، وَإِضَاعَتُهُ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ»

729 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، نا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْجِعَابِيِّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُمَرِيُّ، نا مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ أَبِي أَرْطَاةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " §إِنَّ لِهَذَا الْحَدِيثِ ثَمَنًا، قَالُوا: وَمَا ثَمَنُهُ؟ قَالَ: أَنْ يُوضَعَ عِنْدَ مَنْ يُحْسِنُ حِفْظَهُ وَلَا يُضَيِّعُهُ "

730 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: «§لَا تُحَدِّثِ الْحَدِيثَ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ، فَإِنَّ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ يَضُرُّهُ وَلَا يَنْفَعُهُ»

731 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نا غَيْلَانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: " §لَا تُطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ لَا يَشْتَهِيهِ، أَيْ: لَا تُحَدِّثْ بِالْحَدِيثِ مَنْ لَا يُرِيدُهُ "

732 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَا: أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا - وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْفَضْلِ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: «إِنَّ §مِنَ إِضَاعَةِ الْعِلْمِ أَنْ يُحَدَّثَ بِهِ مَنْ لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ»

733 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ خَالَوَيْهِ الْمُقْرِئُ، بِوَاسِطَ ح وأنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَا: نا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، نا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، نا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: " §مِنْ إِضَاعَةِ الْعِلْمِ - وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: الْحَدِيثِ - أَنْ يُحَدَّثَ بِهِ غَيْرُ أَهْلِهِ "

734 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، نا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: " §قَدِمَ الْأَعْمَشُ السَّوَادَ فَسَأَلُوهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمْ فَأَبَى فَقِيلَ لَهُ: لَوْ حَدَّثْتَهُمْ، قَالَ: وَمَنْ يُعَلِّقُ الدُّرَّ عَلَى الْخَنَازِيرِ "

735 - أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: §«انْظُرُوا أَنْ لَا تَنْثُرُوا هَذِهِ الدَّنَانِيرَ عَلَى الْكَنَايسَ - يَعْنِي الْحَدِيثَ -»

قَالَ حُمَيْدٌ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: §«لَا تَنْثُرُوا اللُّؤْلُؤَ تَحْتَ أَظْلَافِ الْخَنَازِيرِ»

736 - وأنا حَمْزَةُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، نا جَرِيرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُغِيرَةَ، يَقُولُ: §«إِنِّي لَأَحْتَسِبُ فِي مَنْعِي الْحَدِيثَ كَمَا تَحْتَسِبُونَ فِي بَذْلِهِ»

737 - أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ غَالِبٍ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمَطْبُوعِ الْبَزَّازُ، نا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَطْرَابُلُسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: §«طَارِحُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَطَارِحِ الزِّبَرْجَدِ لِلْخَنَازِيرِ»

738 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ النَّيْسَابُورِيِّ، عَنْهُ قَالَ: أنا أَبُو الْمَيْمُونِ الْبَجَلِيُّ، أنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ فِي " §الَّذِينَ يَضَعُونَ الْأَحَادِيثَ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهَا: وَقَعَ الْعِلْمُ عِنْدَ الْحَمْقَى "

كراهة التحديث لمن عارضه الكسل والفتور حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها، ولا تعرض إلا على الراغب فيها، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت، فإن بعض الأدباء قال: نشاط القائل على قدر فهم المستمع

§كَرَاهَةُ التَّحْدِيثِ لِمَنْ عَارَضَهُ الْكَسَلُ وَالْفُتُورُ حَقُّ الْفَائِدَةِ أَنْ لَا تُسَاقَ إِلَّا إِلَى مُبْتَغِيهَا، وَلَا تُعْرَضُ إِلَّا عَلَى الرَّاغِبِ فِيهَا، فَإِذَا رَأَى الْمُحَدِّثُ بَعْضَ الْفُتُورِ مِنَ الْمُسْتَمِعِ فَلْيَسْكُتْ، فَإِنَّ بَعْضَ الْأُدَبَاءِ قَالَ: نَشَاطُ الْقَائِلِ عَلَى قَدْرِ فَهْمِ الْمُسْتَمِعِ

739 - أنا مَكِّيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْحَرِيرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، نا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§حَدِّثِ الْقَوْمَ مَا رَمَقُوكَ بِأَبْصَارِهِمْ، فَإِذَا رَأَيْتَ مِنْهُمْ فَتْرَةً فَانْزِعْ»

740 - نا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ السُّمَيْطِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§حَدِّثِ الْقَوْمَ مَا أَقْبَلَتْ عَلَيْكَ قُلُوبُهُمْ، فَإِذَا انْصَرَفَتْ قُلُوبُهُمْ فَلَا تُحَدِّثْهُمْ» ، قِيلَ لَهُ: مَا عَلَامَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِذَا حَدَّقُوكَ بِأَبْصَارِهِمْ فَإِذَا تَثَاءَبُوا، وَاتَّكَأَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَدِ انْصَرَفَتْ قُلُوبُهُمْ فَلَا تُحَدِّثْهُمْ "

741 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، نا مِسْعَرٌ، عَنْ مَعْنٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّ §لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالًا، وَإِنَّ لِلْقُلُوبِ فَتْرَةً وَإِدْبَارًا، فَاغْتَنِمُوهَا عِنْدَ شَهْوَتِهَا، وَدَعُوهَا عِنْدَ فَتْرَتِهَا وَإِدْبَارِهَا»

742 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادٍ، بِالْكُوفَةِ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ كُرْدُوسٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّ §لِلْقُلُوبِ نَشَاطًا وَإِقْبَالًا، وَإِنَّ لَهَا تَوْلِيَةً وَإِدْبَارًا، فَحَدِّثُوا النَّاسَ مَا أَقْبَلُوا عَلَيْكُمْ»

743 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا أَبُو خَلْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، يَقُولُ: «§حَدِّثِ الْقَوْمَ مَا حَمَلُوا» ، قَالَ، قُلْتُ: مَا مَا حَمَلُوا؟ قَالَ: مَا نَشَطُوا "

من كان لا يحدث أهل البدع

§مَنْ كَانَ لَا يُحَدِّثُ أَهْلَ الْبِدَعِ

744 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الصَّوَّافِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُقَاتِلٍ الْبَلْخَمِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ، يَقُولُ: §" كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ إِذَا جَاءَهُ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَأَنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ؟ فَإِنْ أَقَرَّ وَإِلَّا لَمْ يُحَدِّثْهُ "

وَقَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: «§كَانَ ابْنُ عَوْنٍ لَا يَقْبِضُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ لِأَحَدٍ، فَإِذَا جَاءَهُ الْقَدَرِيُّ أَوِ الْمُرْجِئُ صَرَفَ بِوَجْهِهِ عَنْهُ»

745 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ الْمُثَنَّى حَدَّثَهُمْ، نا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ أَتَانِي خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَالَ: قَدْ قَدِمَ هَذَا الرَّجُلُ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ، قَالَ: فَمَضَيْتُ مَعَهُ، فَكَانَ أَوَّلُ كَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْهُ وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عِنْدَهُ فِي مَسْجِدِ أَبِي رُومِيٍّ قَالَ: §«أُحَرِّجُ عَلَى رَجُلٍ كَانَ يَرَى الْقَدَرَ إِلَّا خَرَجَ عَنِّي»

746 - أنا الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ وَقَدْ تَشَفَّعَ لَنَا إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ سُنَّةٍ فَحَدِّثْهُمْ، فَلَمَّا جِئْنَا إِلَيْهِ، قَالَ لَنَا: أَنْتُمْ أَصْحَابُ سُنَّةٍ، ثُمَّ بَكَى مُعَاذٌ وَقَالَ: §«لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ سُنَّةٍ لَأَتَيْتُكُمْ فِي بِيُوتِكُمْ حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ»

747 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ، يَقُولُ: قَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: " كَانَ زَائِدَةُ لَا يُحَدِّثُ أَحَدًا حَتَّى يَمْتَحِنَهُ، فَكَلَّمْتُهُ فِي رَجُلٍ أَنْ يُحَدِّثَهُ فَقَالَ: " هُوَ صَاحِبُ سُنَّةٍ؟ قُلْتُ: إِيشْ صَاحِبُ سُنَّةٍ؟ هُوَ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: §«وَاللَّهِ مَا قَتَلَ عُثْمَانَ إِلَّا رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ»

748 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شِيطَا الْبَزَّازُ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَلَّى الشُّونِيزِيُّ، وأنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ، أنا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْبَزَّازُ الْأَحْوَلُ، قَالَا: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ جَاءَ إِلَى زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ فَكَلَّمَهُ فِي رَجُلٍ يُحَدِّثُهُ، فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ هُوَ؟ قَالَ: مَا أَعْرِفُهُ بِبِدْعَةٍ، قَالَ: هَيْهَاتَ، أَمِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ هُوَ؟ فَقَالَ: زُهَيْرٌ: مَتَى كَانَ النَّاسُ هَكَذَا؟ فَقَالَ زَائِدَةُ: §مَتَى كَانَ النَّاسُ يَشْتِمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ "

749 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ - وَذَكَرَ زَائِدَةَ، فَقَالَ: " §كَانَ لَا يُحَدِّثُ الرَّافِضَةَ، قَالَ: وَعُبَيْدُ اللَّهِ هَذَا الْأَعْوَرُ الْكِنْدِيُّ احْتَالَ وَجَاءَ وَذَهَبَ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ حَدِيثَيْنِ، وَلَقَدْ ذَهَبْتُ مَعَ الْمَشَايِخِ إِلَيْهِ - وَأَظُنُّ قَدْ ذَكَرَ أَبَا أُسَامَةَ وَغَيْرَهُ - قَالَ: " فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُمْتُ لِأَنْصَرِفَ فَأَخَذَ بِأَسْفَلِ قَمِيصِي فَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى تَسْمَعَ هَذَا الَّذِي أُرِيدُ أَنْ أَقْرَأَهُ عَلَيْهِمْ "

750 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «§وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ قَدَرِيًّا، وَلَا صَاحِبَ بِدْعَةٍ يَعْرِفُهُ»

751 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا جَعْفَرٌ، يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنَ شَاكِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَعْلَى، يَقُولُ: «§حَلَّفَنَا زَائِدَةُ، حَلَّفَ حُسَيْنًا الْجُعْفِيَّ، وَأَبَا أُسَامَةَ، وَعَلِيَّ بْنَ غُرَابٍ، وَمُعَاوِيَةَ بْنَ عُمَرَ وَكُلَّنَا أَنْ لَا نُحَدِّثَ الرَّافِضَةَ وَلَا نُحَدِّثَهُ إِلَّا أَهْلَهُ»

752 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ الْعَبْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي ابْنَ مُنِيبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، قَالَ: " §جَهِدَ وَكِيعٌ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ زَائِدَةَ حَدِيثًا وَاحِدًا، فَلَمْ يَسْمَعْ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي دَاوُدَ: وَكَيْفَ سَمِعْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: كَانَ يَسْتَشْهِدُ رَجُلَيْنِ عَدْلَيْنِ عَلَى أَنَّ هَذَا صَاحِبَ جَمَاعَةٍ وَلَيْسَ بِصَاحِبِ بِدْعَةٍ، فَإِذَا شَهِدَ عَدْلَانِ حَدَّثَهُ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَكُنْتُ بِمِنًى وَحَضَرَ سُفْيَانُ فَكَانَ يُكْرِمُنِي وَيَقُولُ: ذَاكِرْنِي بِحَدِيثِ أَبِي بِسْطَامٍ، فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: أُحِبُّ أَنْ تُكَلِّمَ زَائِدَةَ فِي أَمْرِي حَتَّى يُحَدِّثَنِي، فَجَاءَ إِلَى زَائِدَةَ فَقَالَ: " يَا أَبَا الصَّلْتِ حَدِّثْ صَاحِبِي هَذَا فَإِنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ، فَقَالَ: نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ "

753 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ: أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ عُبَيْدٍ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَوَعَدَهُ أَنْ يُحَدِّثَهُ، فَلَمَّا قَامَ قَالُوا لِيَعْلَى: إِنَّ هَذَا جَهْمِيُّ، قَالَ: «§جَهْمِيُّ يَجِيءُ إِلَيَّ وَإِلَى مَجْلِسِي، لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهُ إِلَّا هُوَ لَا حَدَّثْتُ هَذَا بِحَدِيثٍ أَبَدًا، وَلَا حَدَّثْتُ قَوْمًا هُوَ فِيهِمْ»

ترك التحديث لمن عارض الرواية بالتكذيب

§تَرْكُ التَّحْدِيثِ لِمَنْ عَارَضَ الرِّوَايَةَ بِالتَّكْذِيبِ

754 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الطَّرَّازِيُّ بِسَابُورَ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، نا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: «§لَا تُحَدِّثْ بِالْحَقِّ عِنْدَ السُّفَهَاءِ فَيُكَذِّبُوكَ، وَلَا تُحَدِّثْ بِالْبَاطِلِ عِنْدَ الْحُكَمَاءِ فَيَمْقُتُوكَ»

755 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ، أنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَزْيَدَ الْخُزَاعِيُّ، نا الزُّبَيْرُ هُوَ ابْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَضَرْتُ شَرِيكًا فِي مَجْلِسِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَعِنْدَهُ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالْجُرَيْرِيُّ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ جَرِيرٍ، وَكَانَ خَطِيبًا لِلسُّلْطَانِ، فَتَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ فِي النَّبِيذِ وَاخْتِلَافِهِمْ فِيهِ، فَقَالَ شَرِيكٌ: نا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: «§إِنَّا نَأْكُلُ مِنْ لُحُومِ هَذِهِ الْإِبِلِ، وَنَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنَ النَّبِيذِ لِيُقَطِّعَهَا فِي أَجْوَافِنَا وَبُطُونِنِا» ، فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 7] ، فَقَالَ شَرِيكٌ: أَجَلْ، وَاللَّهِ مَا سَمِعْتَهُ، شَغَلَكَ عَنْ ذَلِكَ الْجُلُوسِ عَلَى الطَّنَافِسِ فِي صُدُورِ الْمَجَالِسِ، ثُمَّ سَكَتَ، فَتَذَاكَرَ الْقَوْمُ الْحَدِيثَ فِي النَّبِيذِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، حَدِّثِ الْقَوْمَ بِمَا سَمِعْتَ فِي النَّبِيذِ، فَقَالَ: كَلَّا، الْحَدِيثُ أَعَزُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُعَرَّضَ لِلتَّكْذِيبِ عَلَى مَنْ يَرُدَّ؟ عَلَى -[335]- مَنْ يَرُدَّ؟ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيِّ أَمْلَى عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ "

756 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْغَزَّالُ، نا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، نا أَبُو أُسَامَةَ، نا مُجَالِدٌ، " §حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ، بِحَدِيثِ الْحِمَارِ الَّذِي عَاشَ بَعْدَ مَا مَاتَ، فَرَوَيْتُهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَسَأَلُوهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " مَا حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَطُّ، فَأَتَوْنِي، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَوَمَا حَدَّثْتَنِي؟ فَقَالَ: «أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثِ الْحُلَمَاءِ وَتُحَدِّثُ بِهِ السُّفَهَاءَ»

من كان لا يحدث أصحاب الرأي

§مَنْ كَانَ لَا يُحَدِّثُ أَصْحَابَ الرَّأْيِ

757 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الصَّوَّافِ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، نا رِيَاحُ بْنُ الْفَرَجِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: فَاجْتَمَعَ النَّاسُ يَسْتَمِعُونَ مِنْهُ قَالَ: فَقَالَ لِي: " اخْرُجْ إِلَى النَّاسِ فَقُلْ لَهُمْ: §مَنْ كَانَ يَرَى رَأْيَ الْقَدَرِ فَلَا يَحْضُرْ مَجْلِسَنَا، وَمَنْ كَانَ يَرَى رَأْيَ أَبِي حَنِيفَةَ فَلَا يَحْضُرْ مَجْلِسَنَا، وَمَنْ كَانَ يَأْتِي السُّلْطَانَ فَلَا يَحْضُرْ مَجْلِسَنَا "، قَالَ: «فَخَرَجْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّاسَ»

758 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، نا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: «§الْبَرَاءَةُ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ جَائِزٌ» ، قَالَ مَنْصُورٌ: جَاءَ أَبُو يُوسُفَ إِلَى شَرِيكٍ فَسَأَلَهُ أَنْ يُحَدِّثَهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَأَبَى شَرِيكٌ أَنْ يُحَدِّثَهُ "

759 - وَقَالَ الْأَبَّارُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ، يَقُولُ: " §كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ شَرِيكٍ فَقَالَ: «مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنْ أَصْحَابِ يَعْقُوبَ فَأَخْرِجُوهُ» ، قَالَ: «يَعْنِي أَبَا يُوسُفَ»

من كان لا يحدث السلاطين

§مَنْ كَانَ لَا يُحَدِّثُ السَّلَاطِينَ

760 - أنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْخُزَاعِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ حَمْزَةَ، قَالَ: " أَتَى ابْنَ الْمُبَارَكِ ابْنُ وَالِي خُرَاسَانَ فَسَأَلَهُ أَنْ يُحَدِّثَهُ، فَأَبَى عَلَيْهِ وَلَمْ يُحَدِّثْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ خَرَجَ مَعَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ إِلَى بَابِ الدَّارِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَأَلْتُكَ أَنْ تُحَدِّثَنِي فَلَمْ تُحَدِّثْنِي، وَخَرَجْتَ مَعِي إِلَى بَابِ الدَّارِ، فَقَالَ: «§أَمَّا نَفْسِي فَأَهَنْتُهَا لَكَ، وَأَمَّا حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي أُجِلُّهُ عَنْكَ»

761 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، نا أَبُو صَالِحٍ مَرْزُوقُ بْنُ أَحْمَدَ السَّقَطِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، قَالَ: " §قِيلَ لِفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ: لِمَ لَا تُحَدِّثُ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى؟ قَالَ: أَنَا أُجِلُّ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُحَدِّثَ بِهِ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى "

762 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ بِهَا، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، يَقُولُ: أنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ حَمْدَوَيْهِ، يَقُولُ: " كُنَّا بِالْكُوفَةِ عَلَى بَابِ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ، وَمَعَنَا دُلَفُ بْنُ أَبِي دُلَفَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَعَهُ الْخَدَمُ، فَأَبْطَأَ قَبِيصَةُ بِالْخُرُوجِ، فَدَنَا خَادِمٌ وَقَالَ: ابْنُ مَلِكِ الْجَبَلِ عَلَى الْبَابِ وَأَنْتَ تُبْطِئُ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَفِي طَرْفِهِ كِسَرٌ، فَقَالَ: §«مَنْ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِهَذَا إِيشْ يَعْمَلُ بِابْنِ مَلِكِ الْجَبَلِ، وَاللَّهِ لَا حَدَّثْتُهُ، وَدَخَلَ وَرَدَّ الْبَابَ»

763 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَامِلٍ، عَنْ مَالِكٍ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: " §لَمَّا دَخَلَ رَبِيعَةُ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ، قَالَ: يَا رَبِيعَةُ حَدِّثْنَا "، قَالَ: «مَا أُحَدِّثُ شَيْئًا» ، قَالَ: «فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ» قَالَ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الَّذِي يَقْتَرِحُ عَلَيَّ كَمَا يَقْتَرِحُ عَلَى الْمُغَنِّيَةِ: حَدِّثْنَا يَا رَبِيعَةُ "

764 - أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَقِيهُ بِقِرْمِيسِينَ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَائِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الضَّبِّيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، نا شَرِيكٌ، قَالَ: " §كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ قَدِ اسْتَخْفَى عِنْدَ رَجُلٍ فَأَكْرَمَهُ، فَلَمَّا أَفَضْتِ الْخِلَافَةُ إِلَيْهِ قَدِمَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ يُهَنِّئُهُ فَأَكْرَمَهُ أَبُو جَعْفَرٍ، وَقَالَ لَهُ: «سَلْ حَاجَتَكَ» ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي مِنَ اللَّهِ فِي نِعْمَةٍ، مَا لِي حَاجَةٌ إِلَّا أَنِّي أَشْتَهِي أَنْ يُحَدِّثَنِي الْأَعْمَشُ، فَاكْتُبْ إِلَيْهِ كِتَابًا لِيُحَدِّثَنِي "، فَكَتَبَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ كِتَابًا بِخَطِّهِ إِلَى الْأَعْمَشِ يُعَرِّفُهُ فِيهِ وُجُوبَ حَقِّهِ عَلَيْهِ، وَيَأْمُرُهُ بِأَنْ يُحَدِّثَهُ، فَلَمَّا مَضَى الرَّجُلُ بِالْكِتَابِ وَافَى بَابَ الْأَعْمَشِ فَدَقَّهُ، وَكَانَ الْأَعْمَشُ يَكْرَهُ أَنْ يُدَقَّ عَلَيْهِ بَابُهُ فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ ادْخُلْ "، فَدَخَلَ وَالْأَعْمَشُ، يَلْخَفُ كُسْبًا لِلشَّاةِ - فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: " هَذَا كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْكَ، فَقَالَ: هَاتِهِ فَأَخَذَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا بُسْرَةُ - يَعْنِي أَنَّ اسْمَ الشَّاةِ بُسْرَةُ - فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا، فَجَعَلَ يُضَفِّرُهَا الْكِتَابَ حَتَّى أَكَلَتْهُ، ثُمَّ قَالَ: إِيشْ فِيهِ؟ قَالَ: فِيهِ أَنْ تُحَدِّثَنِي "، فَقَالَ: مَا أُحَدِّثُكَ بِحَرْفٍ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَكْتُبُ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَيْءٍ فَلَا تَفْعَلْهُ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا أُحَدِّثُكَ وَلَا أُحَدِّثُ قَوْمًا أَنْتَ فِيهِمْ»

من كره التحديث على سبيل المباهاة

§مَنْ كَرِهَ التَّحْدِيثَ عَلَى سَبِيلِ الْمُبَاهَاةِ

765 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا ابْنُ شُبْرُمَةَ، قَالَ: " كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ وَتَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ سَاكِتٌ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: §«إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَنْتَ الْمُحَدَّثَ فَافْعَلْ»

766 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، نا أَيُّوبُ الْعَطَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثُمَّ قَالَ: «§أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، إِنَّ لِذِكْرِ الْإِسْنَادِ فِي الْقَلْبِ خُيَلَاءَ»

767 - وأنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَيْضًا، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَوْزِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا رُشْدُ بْنُ سَعْدٍ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ أَحَدُ الْحُكَمَاءِ يَقُولُ فِي بَعْضِ قَوْلِهِ: «§إِذَا كَانَ الْمَرْءُ يُحَدِّثُ فِي الْمَجْلِسِ فَأَعْجَبَهُ الْحَدِيثُ فَلْيَسْكُتْ، وَإِنْ كَانَ سَاكِتًا فَأَعْجَبَهُ السُّكُوتُ فَلْيُحَدِّثْ»

من كان يمتنع أن يحدث من لا نية صحيحة له في الحديث

§مَنْ كَانَ يَمْتَنِعُ أَنْ يُحَدِّثَ مَنْ لَا نِيَّةَ صَحِيحَةَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ

768 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلَيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ يَقُولُ: نا هَارُونُ بْنُ سَوَّارٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ وَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَحَدِّثُنَا تُؤْجَرُ قَالَ §«عَلَى أَيِّ شَيْءٍ أُؤْجَرُ؟ عَلَى شَيْءٍ تَتَفَكَّهُونَ بِهِ فِي الْمَجَالِسِ»

769 - أنا أَبُو الطَّاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا الصَّائِغَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ النَّخَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَرِيكًا، يَقُولُ: §«تَرَى أَصْحَابَ الْحَدِيثِ هَؤُلَاءِ لَيْسَ يَطْلُبُونَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّمَا يَتَطَرَّفُونَ بِهِ»

770 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَالِمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُخَرِّمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: §«لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا يَطْلُبُهُ بِنِيَّةٍ - يَعْنِي الْحَدِيثَ - لَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى أُحَدِّثَهُ فِي بَيْتِهِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالَّذِي نَسْتَحِبُّهُ أَنْ يَرْوِيَ الْمُحَدِّثُ لِكُلِّ أَحَدٍ سَأَلَهُ التَّحْدِيثَ وَلَا يَمْنَعَ أَحَدًا مِنَ الطَّلَبَةِ، فَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي خَبَرٍ آخَرَ: طَلَبُهُمُ الْحَدِيثَ نِيَّةٌ "، وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ: طَلَبْنَا الْحَدِيثَ وَمَا لَنَا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ النِّيَّةَ بَعْدُ

771 - أنا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْأَصْبَهَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «§مَا كَانَ فِي النَّاسِ أَفْضَلُ مِنْ طَلَبَةِ الْحَدِيثِ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: يَطْلُبُونَهُ بِغَيْرِ نِيَّةٍ، قَالَ: «طَلَبُهُمْ إِيَّاهُ نِيَّةٌ»

772 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، قَالَ: «§مَا سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَعِيبُ الْعِلْمَ قَطٌّ، وَلَا مَنْ يَطْلُبُهُ» ، قَالُوا: لَيْسَتْ لَهُمْ نِيَّةٌ، قَالَ: طَلَبُهُمُ الْعِلْمَ نِيَّةٌ "

773 - أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ بِالرِّيِّ، نا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْبَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ حَبِيبٌ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ: «§طَلَبْتُ الْحَدِيثَ وَمَا لِي فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ إِنَّ النِّيَّةَ جَاءَتْ مِنْ بَعْدُ»

774 - أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مَخْلَدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْجَوْزَاءِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: «§لَقَدْ طَلَبْنَا هَذَا الشَّأَنَ وَمَا لَنَا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَنَا اللَّهُ بَعْدُ»

775 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، وأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، أنا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، نا أَبُو لَبِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّامِيُّ، نا مَحْمُودٌ، يَعْنِي ابْنَ غَيْلَانَ، قَالَا: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، قَالَ: " §إِنَّ الرَّجُلَ - وَفِي حَدِيثِ الرَّمَادِيِّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ الرَّجُلَ - لَيَطْلُبُ الْعِلْمَ لِغَيْرِ اللَّهِ فَيَأْبَى عَلَيْهِ الْعِلْمُ حَتَّى يَكُونَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

776 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، نا حَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ إِلَى سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ جُلَسَاؤُهُ: " مَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُحَدِّثَ هَؤُلَاءِ، مَا لِهَؤُلَاءِ رَغْبَةٌ وَلَا نِيَّةٌ، فَقَالَ سِمَاكٌ: قُولُوا خَيْرًا، §قَدْ طَلَبْنَا هَذَا الْأَمْرَ وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ اللَّهَ بِهِ، فَلَمَّا بَلَغَتْ مِنْهُ حَاجَتِي دَلَّنِي عَلَى مَا يَنْفَعُنِي وَحَجَزَنِي عَمَّا يَضُرُّنِي "

777 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ بِهَا، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا سَلَامَةُ بْنُ مَحْمُودٍ الْقَيْسِيُّ، بِعَسْقَلَانَ، نا أَبُو تَوْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ سَالِمٍ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْجُعْفِيَّ، يَقُولُ: §" كُنْتُ قَدِ امْتَنَعْتُ أَنْ أُحَدِّثَ فَأَتَانِي آتٍ فِي النَّوْمِ فَقَالَ: مَا لَكَ لَا تُحَدِّثُ؟ قُلْتُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا يَطْلُبُونَ بِهِ اللَّهَ، فَقَالَ: حَدِّثْ، يَنْفَعُ مَنْ نَفَعَ، وَيَضُرُّ مَنْ ضَرَّ " وَكَانَ فِي السَّلَفِ مَنْ يَتَأَلَّفُ النَّاسَ عَلَى حَدِيثِهِ ابْتِغَاءَ الْمَثُوبَةِ فِي نَشْرِهِ، وَيَرَى أَنَّ ذَلِكَ مِنْ وَاجِبِ حَقِّهِ

778 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ح وأنا ابْنُ رِزْقٍ، أَيْضًا، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: §«كَانَ عُرْوَةُ يَتَأَلَّفُ النَّاسَ عَلَى حَدِيثِهِ»

779 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، نا قَبِيصَةُ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ سُفْيَانَ: «§تَعَلَّمُوا هَذَا الْعِلْمَ، فَإِذَا عَلِمْتُمُوهُ فَتَحَفَّظُوهُ، فَإِذَا حَفِظْتُمُوهُ فَاعْمَلُوا بِهِ، فَإِذَا عَمِلْتُمْ بِهِ فَانْشُرُوهُ»

كراهة الامتناع من بذل الحديث لأهله

§كَرَاهَةُ الِامْتِنَاعِ مِنْ بَذْلِ الْحَدِيثِ لِأَهْلِهِ

780 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَانِعُ الْحَدِيثِ أَهْلَهُ كَمُحَدِّثِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ» 781 - وأنا الْحَسَنُ، وَعُثْمَانُ، قَالَا: أنا الشَّافِعِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا قُتَيْبَةُ، نا جَرِيرٌ، قَالَ: وَنا إِسْمَاعِيلُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، جَمِيعًا، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ

782 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الطَّرَّازِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، نا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ شُمَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: «§لَا تَمْنَعِ الْعِلْمَ أَهْلَهُ فَتَأْثَمَ، وَلَا تُحَدِّثْ بِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ فَتَجْهَلَ، وَاعْلَمْ أَنَّ عَلَيْكَ فِي عِلْمِكَ حَقًّا كَمَا أَنَّ عَلَيْكَ فِي مَالِكَ حَقًّا»

783 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، قَالَ: " §قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنْ مَنَعْتَ الْحِكْمَةَ أَهْلَهَا جَهِلْتَ، وَإِنْ أَبَحْتَهَا غَيْرَ أَهْلِهَا جَهِلْتَ، كُنْ كَالطَّبِيبِ الْمُدَاوِي، إِنْ رَأَى مَوْضِعًا لِلدَّوَاءِ وَإِلَّا أَمْسَكَ "

باب توقير المحدث طلبة العلم وأخذه نفسه بحسن الاحتمال لهم والحلم

§بَابُ تَوْقِيرِ الْمُحَدِّثِ طَلَبَةَ الْعِلْمِ وَأَخْذِهِ نَفْسَهُ بِحُسْنِ الِاحْتِمَالِ لَهُمْ وَالْحِلْمِ

784 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الصَّيْرَفِيُّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَزَّازُ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَنْصَارِيُّ، نا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§وَقِّرُوا مَنْ تَعْلَمُونَ مِنْهُ الْعِلْمَ، وَوَقِّرُوا مَنْ تُعَلِّمُونَهُ الْعِلْمَ»

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَنْجِيٍّ الْكَاتِبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: " §إِذَا كَانَتْ فِي الْعَالِمِ خِصَالٌ أَرْبَعٌ، وَفِي الْمُتَعَلِّمِ خِصَالٌ أَرْبَعٌ اتَّفَقَ أَمْرُهُمَا وَتَمَّ، فَإِنْ نَقَصَتْ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَصْلَةٌ لَمْ يَتِمَّ أَمْرُهُمَا، أَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْعَالِمِ: فَالْعَقْلُ، وَالصَّبْرُ، وَالرِّفْقُ، وَالْبَذْلُ، وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْمُتَعَلِّمِ: فَالْحِرْصُ، وَالْفَرَاغُ، وَالْحِفْظُ، وَالْعَقْلُ؛ لِأَنَّ الْعَالِمَ إِنْ لَمْ يُحْسِنْ تَدْبِيرَ الْمُتَعَلِّمِ بِعَقْلِهِ خُلِطَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَبْرٌ عَلَيْهِ مَلَّهُ، وَإِنْ لَمْ يَرْفُقْ بِهِ بَغَّضَ إِلَيْهِ الْعِلْمَ، وَإِنْ لَمْ يَبْذُلْ لَهُ عِلْمَهُ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ، وَأَمَّا الْمُتَعَلِّمُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَقْلٌ لَمْ يَفْهَمْ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حِرْصٌ لَمْ يَتَعَلَّمْ، وَإِنْ لَمْ يُفَرِّغْ لِلْعِلْمِ قَلْبَهُ لَمْ يَعْقِلْ عَنْ مُعَلِّمِهِ، وَسَاءَ حِفْظُهُ، وَإِذَا

سَاءَ حِفْظُهُ كَانَ مَا يَكُونُ بَيْنَهُمَا مِثْلَ الْكِتَابِ عَلَى الْمَاءِ "

785 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ قَالَ لَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ مُجَاهِدِ بْنِ مُوسَى فَشَكَا إِلَيْهِ الْمُسْتَمْلِي مَا يَمُرُّ بِهِ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ مُجَاهِدٌ: [البحر الرجز] §شَكَا إِلَيَّ جَمَلِي طُولَ السُّرَى ... صَبْرًا جَمِيلًا فَكِلَانَا مُبْتَلَى"

786 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: سَمِعْتَ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: §«سِيَاسَةُ النَّاسِ أَشَدُّ مِنْ سِيَاسَةِ الدَّوَابِّ»

إكرامه المشايخ وأهل المعرفة

§إِكْرَامُهُ الْمَشَايِخَ وَأَهْلَ الْمَعْرِفَةِ

787 - أنا أَبُو الْحَسَنِ بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكَاتِبُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُفَيْرٍ، نا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ، نا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ»

788 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأُبُلِّيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، نا عَبَّادُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: " §تُوَسَّعُ الْمَجَالِسُ لِثَلَاثَةٍ: لِحَامِلِ الْقُرْآنِ، وَلِحَامِلِ الْحَدِيثِ، وَلِذِي الشَّيْبَةِ فِي الْإِسْلَامِ "

789 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا، يَقُولُ: §" كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى رَبِيعَةَ وَغَيْرِهِ فَإِذَا أَتَى ذُو السِّنِّ وَالْفَضْلِ قَالُوا لَهُ: هَهُنَا حَتَّى يَجْلِسَ قَرِيبًا مِنْهُمْ، قَالَ: وَكَانَ رَبِيعَةُ رُبَّمَا أَتَاهُ الرَّجُلُ لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ السِّنُّ فَيَقُولُ لَهُ: هَهُنَا فَلَا يَرْضَى رَبِيعَةُ حَتَّى يُجْلِسَهُ إِلَى جَانِبِهِ، كَأَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِفَضْلِهِ عِنْدَهُ "

790 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ النَّصْرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ - وَاللَّفْظُ لِأَحْمَدَ، - قَالَا: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، نا أَبُو يَعْلَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمِنْقَرِيُّ، نا الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: «§كَانَ الْأَحْنَفُ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ أَوْسَعَ لَهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَعَةٌ أَرَاهُ كَأَنَّهُ يُوَسِّعُ لَهُ»

تعظيم المحدث الأشراف ذوي الأنساب

§تَعْظِيمُ الْمُحَدِّثِ الْأَشْرَافَ ذَوِي الْأَنْسَابِ

791 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ الْأَزْرَقُ إِمْلَاءً، نا أَبُو حَاتِمٍ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْمُهَلَّبِ، نا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِلَابِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْهَيْثَمِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يُكْرِمُ بَنِي هَاشِمٍ»

792 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: §«رَأَيْتُ أَبِي إِذَا جَاءَهُ الشَّيْخُ وَالْحَدَثُ مِنْ قُرَيْشٍ أَوْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْأَشْرَافِ لَا يَخْرُجُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ، فَيَكُونُ هُمْ يَتَقَدَّمُونَهُ ثُمَّ يَخْرُجُ بَعْدَهُمْ»

793 - أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْجُشَمِيُّ الْمُقْرِئُ، نا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«يَقُومُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ إِلَّا بَنِي هَاشِمٍ فَإِنَّهُمْ لَا يَقُومُونَ لِأَحَدٍ»

794 - أنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، نا أَبُو يَزِيدَ أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَدَّلِ إِذْ دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيُّ، فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ الْمُعَدَّلِ فَقَالَ لَهُ الْهَاشِمِيُّ: عَلَى مَكَانَتِكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ، فَأَنْشَأَ ابْنُ الْمُعَدَّلِ يَقُولُ: [البحر الوافر] §أَقُومُ إِلَيْهِ إِذَا بَدَا لِي ... فَأُكْرِمُهُ وَأَمْنَحُهُ السَّلَامَا فَلَا تَعْجَبْ لِإِسْرَاعِي إِلَيْهِ ... فَإِنَّ لِمِثْلِهِ وَجَبَ الْقِيَامَا قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: " قَدْ تَصَفَّحْتُ الْبَيْتَيْنِ، وَابْنُ الْمُعَدَّلِ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ مِثْلُ هَذَا، وَلَوْ أَنْشَدَكَ مُنْشِدٌ: أَقُومُ إِلَيْهِ إِعْظَامًا وَشَوْقًا ... وَأُكْرِمُهُ وَأَمْنَحُهُ السَّلَامَا فَلَا تَعْجَبْ لِإِسْرَاعِي إِلَيْهِ ... فَإِنَّ لِمِثْلِهِ أَهْوَى الْقِيَامَا « لَاسْتَقَامَ الْوَزْنُ، لَا أَنَّا لَا نَدْرِي كَيْفَ أَنْشَدَ ابْنُ الْمُعَدَّلِ»

795 - وَقَدْ أَخْبَرَنَا عَلَى وَجْهٍ آخَرَ الشَّيْخُ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ النَّحْوِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ بِشْرَانَ بِوَاسِطَ قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجَلَّابِ النَّحْوِيُّ قَالَ: نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَخْفَشُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ إِذْ جَاءَ أَبُو عُبَادَةَ الْبَخْتَرِيُّ فَقَامَ أَبُو الْعَبَّاسِ إِلَيْهِ، فَتَفَاظَعَ ذَلِكَ مِنْهُ الْبَخْتَرِيُّ فَأَنْشَدَ أَبُو الْعَبَّاسِ: [البحر الوافر] §أَيُنْكِرُ أَنْ أَقُومَ إِلَيْهِ يَوْمًا ... لِأُكْرِمَهُ وَأُعْظِمَهُ هِشَامُ -[347]- فَلَا تَعْجَبْ لِإِسْرَاعِي إِلَيْهِ ... فَإِنَّ لِمِثْلِهِ خُلِقَ الْقِيَامُ"

796 - قَالَ: وَكُنَّا فِي مَجْلِسِهِ يَوْمًا إِذَا أَقْبَلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، فَقَامَ أَبُو الْعَبَّاسِ، فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ: لَا تَفْعَلْ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، بِحَقِّي عَلَيْكَ إِلَّا جَلَسْتَ فَأَنْشَدَ أَبُو الْعَبَّاسِ: [البحر المتقارب] §وَلَمَّا بَصُرْنَا بِهِ طَالِعًا ... حَلَلْنَا الْحُبَى وَابْتَدَرْنَا الْقِيَامَا فَلَا تُنْكِرَنَّ قِيَامِي لَهُ ... فَإِنَّ الْكَرِيمَ يُجِلُّ الْكِرَامَا"

تعظيمه من كان رأسا في طائفته وكبيرا عند أهل نحلته

§تَعْظِيمُهُ مَنْ كَانَ رَأْسًا فِي طَائِفَتِهِ وَكَبِيرًا عِنْدَ أَهْلِ نِحْلَتِهِ

797 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ، كُوفِيُّ قَرَابَةُ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ نا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §«أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنْزِلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ»

798 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ الْمُؤَدِّبُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ الْبَغْدَادِيُّ، نا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَيْتُهُ لِأُبَايِعَهُ فَبَسَطَ إِلَيَّ كِسَاءً لَهُ وَقَالَ: §«إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ»

799 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْعَسْقَلَانِيُّ، وَأَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، قَالَا: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عُتْبَةَ، شَيْخٍ مِنْ فَزَارَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى الْأَرْضِ، فَأَمَرَ لَهُ بِنُمْرُقَةٍ فَأَجْلَسَهُ عَلَيْهَا، وَقَالَ: §«إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ»

800 - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَبِيبٍ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: «§أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ لِلنَّاسِ وُجُوهٌ يَرْفَعُونَ حَوَائِجَ النَّاسِ، فَأَكْرِمْ وُجُوهَ النَّاسِ»

إكرامه الغرباء من الطلبة وتقريبهم

§إِكْرَامُهُ الْغُرَبَاءَ مِنَ الطَّلَبَةِ وَتَقْرِيبُهُمْ

801 - أنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُؤَدِّبُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، بِحَرَّانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُفَضَّلِ الْكُزْبُرَانِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانِ، نا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جِئْنَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَبْسُطُ لَنَا رِدَاءَهُ فَيَقُولُ: اجْلِسُوا عَلَى هَذَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ وَيَطْلُبُونَ حَدِيثِي، فَإِذَا جَاءُوكُمْ فَأَكْرِمُوهُمْ»

802 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ، نا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ، يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، يُقَرِّبُهُمْ إِذَا أَتَوْهُ وَيَقُولُ: §«أَنْتُمْ دَوَاءُ قَلْبِي»

803 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو يَعْقُوبَ الْبُوَيْطِيُّ: " §أَنْ أَصْبِرْ نَفْسَكَ لِلْغُرَبَاءِ، وَأَحْسِنْ خُلُقَكَ لِأَهْلِ حَلَقَتِكَ، فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ الشَّافِعِيَّ يُكْثِرُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ: [البحر الطويل] أُهِينُ لَهُمْ نَفْسِي لِكَيْ يُكْرِمُوهَا ... وَلَنْ تُكْرَمَ النَّفْسُ الَّتِي لَا تُهِينُهَا"

استقباله لهم بالترحيب

§اسْتِقْبَالُهُ لَهُمْ بِالتَّرْحِيبِ

804 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبِي وَعَمَّايَ جَعْفَرٌ وَمُحَمَّدٌ، قَالُوا: قُرِئَ عَلَى جَدِّنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَنَحْنُ حُضُورٌ نَسْمَعُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّةَ أَبِي أُمَّ الْحَسَنِ بِنْتَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ تَقُولُ: حَدَّثَنِي خَالِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبِيهِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لِلدَّاخِلِ دَهْشَةٌ فَتَلَقُّوهُ بِالْمَرْحَبَا»

805 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيُّ، نا أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، وَابْنُ وَكِيعٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، قَالُوا: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: §«مَرْحَبًا بِكُمَا أَنْتُمَا مِنِّي»

806 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، نا الْفَزَارِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " §أَتَيْنَاهُ حِينَ قَدِمَ الْكُوفَةَ فَقَالَ لَنَا: «مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا»

807 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا يَحْيَى بْنُ فُضَيْلٍ، نا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، قَالَ: " كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: §«مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

808 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، قَالَا: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا أَبُو يَعْلَى الْمِنْقَرِيُّ، نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: §«مَنْ لَانَتْ كَلِمَتُهُ وَجَبَتْ مَحَبَّتُهُ»

تواضعه لهم

§تَوَاضُعُهُ لَهُمْ

809 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمْلَاءً، نا عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْجُذَامِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، نا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَوَاضَعُوا لِمَنْ تَعَلَّمُونَ مِنْهُ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَ، وَلَا تَكُونُوا جَبَابِرَةَ الْعُلَمَاءِ»

810 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: §«يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

811 - أنا أَبُو الْفَضْلِ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ الْكَاتِبُ بِأَصْبَهَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ سَعِيدٍ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»

812 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيَّ، بِدِمَشْقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ بِشْرٍ الْعَكَرِيُّ، بِمِصْرَ يَقُولُ: " §حَضَرْتُ الْمُزَنِيَّ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، فَأَخَذَ الْمُزَنِيُّ يَدَ الرَّجُلِ فَقَبَّلَهَا، فَقَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: «هَذَا مِنَ التَّطْفِيفِ، إِيَّاكُمْ وَالتَّطْفِيفَ»

813 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«التَّوَاضُعُ سُلَّمُ الشَّرَفِ»

تحسين خلقه معهم

§تَحْسِينُ خُلُقِهِ مَعَهُمْ

814 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، وَالْمَسْعُودِيُّ، نا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: " §سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ النَّاسُ؟ قَالَ: خُلُقٌ حَسَنٌ "

815 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْكَاغِدِيُّ بِأَصْبَهَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ»

816 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ حُجَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«الْمُسْلِمُ الْمُسَدَّدُ يُدْرِكُ عِنْدَ اللَّهِ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ الْقَوَّامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحُسْنِ خُلُقِهِ وَكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ»

817 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ الصَّيْرَفِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ - بَصْرِيُّ ثِقَةٌ - نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبَّادِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ حُسْنُ الْخُلُقِ وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ»

818 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي النَّيْسَابُورِيُّ، نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، صَاحِبُ التَّارِيخِ - قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ، يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: §«لَوْ لَمْ تَجِيئُونَا لَجِئْنَاكُمْ»

الرفق بمن جفا طبعه منهم

§الرِّفْقُ بِمَنْ جَفَا طَبْعُهُ مِنْهُمْ

819 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفًّا قَطُّ، وَلَا قَالَ لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ أَلَا كُنْتَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا»

820 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو عُمَرَ النَّمَرِيُّ، نا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَاحِشٍ، وَلَا مُتَفَحِّشٍ، وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يُجْزِئُ بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ»

821 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ دَنُوقَا، نا أَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، نا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ»

822 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّرَسُوسِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ، نا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدَنِيُّ، نا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«وَجَبَتْ مَحَبَّةُ اللَّهِ عَلَى مَنْ أُغْضِبَ فَحَلِمَ»

823 - نا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْأَدِيبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: §«زَيْنُ هَذَا الْعِلْمَ حِلْمُ أَهْلِهِ»

824 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ الْكَاتِبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دُرَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: " §قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: مَنِ الْأَرِيبُ الْعَاقِلُ؟ قَالَ: «الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ»

825 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَهْوَازِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا سَعِيدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: " §اجْتَمَعَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ عِنْدَ وَكِيعٍ قَالَ: وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، فَانْقَلَبَتِ الْمَحْبَرَةُ عَلَى ثَوْبِهِ، فَسَكَتَ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ: «مَا أَحْسَنَ السَّوَادَ فِي الْبَيَاضِ»

826 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ شُجَاعٍ الصُّوفِيُّ، نا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ وَكِيعٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: «§مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَدِّثَ فَلْيَصْبِرَ، وَإِلَّا فَلْيَسْكُتْ»

827 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«مَنْ حَسُنَتْ مُدَارَتُهُ كَانَ فِي ذِمَّةِ الْحَمْدِ وَالسَّلَامَةِ»

باب ذكر ما ينبغي للمحدث أن يصون نفسه عنه من أخذ الأعواض على الحديث

§بَابُ ذِكْرِ مَا يَنْبَغِي لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يَصُونَ نَفْسَهُ عَنْهُ مِنْ أَخْذِ الْأَعْوَاضِ عَلَى الْحَدِيثِ

828 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ يَزِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ الْخَلَّالُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عِيسَى التَّرْقُفِيُّ، نا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، نا الْمُعَلَّى بْنُ هِلَالٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا أَهْلَ الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ، «§لَا تَأْخُذُوا لِلْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ ثَمَنًا، فَيَسْبِقَكُمُ الدُّنَاةُ إِلَى الْجَنَّةِ»

829 - أنا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّرَسُوسِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْكَرْجِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خِرَاشٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: §" بَعَثَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى أَمِيرُ الْكُوفَةِ إِلَى الْأَعْمَشِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَصَحِيفَةٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ لِي فِيهَا مِنْ حَدِيثِكِ، فَأَخَذَ الْأَلْفَ دِرْهَمٍ وَكَتَبَ لَهُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: أَبَلَغَكَ أَنَّا لَا نُحْسِنُ الْقُرْآنَ؟ فَبَعَثَ إِلَيْهِ: أَبَلَغَكَ أَنَّا نَبِيعُ الْعِلْمَ "

830 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: §«مَا رَأَيْتُ الْأَغْنِيَاءَ وَالسَّلَاطِينَ عِنْدَ أَحَدٍ أَحْقَرَ مِنْهُمْ عِنْدَ الْأَعْمَشِ مَعَ فَقْرِهِ وَحَاجَتِهِ»

831 - أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ بِالرِّيِّ، نا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْبَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَبُو غَسَّانَ، نا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو عُمَرَ الْأَزْرَقُ، - مِنْ أَهْلِ أَرْمِينِيَّةَ وَهُوَ عَالِمُهُمْ - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ لِجَرِيرٍ: " §مَا زِلْتُ أُحِبُّكَ مُنْذُ سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ لَكَ: قَدْ أَجْرَيْتُ عَلَيْكَ مِائَةٌ فِي كُلِّ شَهْرٍ، فَقُلْتَ: أَمِنْ مَالِكَ أَمْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ: مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَقُلْتَ: «لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا»

832 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا الْخَصِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، بِمِصْرَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الطَّرَسُوسِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ نُوحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، يَقُولُ: " §أَهْدَوْا لِلْأَوْزَاعِيِّ هَدِيَّةً أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ بِالْخِيَارِ إِنْ شِئْتُمْ قَبِلْتُ هَدِيَّتَكُمْ وَلَمْ أُحَدِّثُكُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ وَرَدَدْتُ هَدِيَّتَكُمْ»

833 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الْكَاتِبُ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ خَاقَانَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: " §وَجَّهَ بَعْضُ مَشَايِخِ مَرْوَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ بِشَيْءٍ مِنَ السَّكَرِ وَالْأَرُزِّ وَثَوْبٍ، فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ: [البحر الخفيف] جَاءَنِي عَنْكَ مُرْسَلٌ بِكَلَامٍ ... فِيهِ بَعْضُ الْإِيحَاشِ وَالْإِحْشَامِ فَتَعَجَّبْتُ ثُمَّ قُلْتُ تَعَالَى ... رَبَّنَا ذَا مِنَ الْأُمُورِ الْعِظَامِ خَابَ سَعْيِي لَئِنْ شَرِيتُ خَلَاقِي ... بَعْدَ تِسْعِينَ حَجَّةٍ بِحُطَامِ أَنَا بِالصَّبِرِ وَاحْتِمَالِي لِإِخْوَانِي ... أُرَجِّي حُلُولَ دَارِ السَّلَامِ وَالَّذِي سُمْتَنِيهِ يُزْرِي بِمِثْلِي ... عِنْدَ أَهْلِ الْعُقُولِ وَالْأَحْلَامِ

من نزه نفسه من المحدثين عن قبول أموال السلاطين

§مَنْ نَزَّهَ نَفْسَهَ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ عَنْ قَبُولِ أَمْوَالِ السَّلَاطِينِ

834 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا، يُحَدِّثُ §" أَنَّ عَامِلًا مِنَ الْعُمَّالِ بَعَثَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ: بُعِثَ بِهَذَا إِلَيْكَ - أَصْلَحَكَ اللَّهُ - لِتُنْفِقَهَا وَتَجْعَلَهَا فِي حَاجَتِكَ، قَالَ: وَسَعِيدٌ جَادٌّ مُجِدٌّ يُحَاسِبُ غُلَامَهُ فِي نِصْفِ دِرْهَمٍ يَدَّعِيهِ قِبَلَهُ، وَالْغُلَامُ يَقُولُ: لَيْسَ لَكَ عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَ سَعِيدٌ لِلرَّسُولِ: اذْهَبْ إِلَى عَمَلِكَ، ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَيْهِ الرَّسُولُ أَيْضًا، فَقَالَ: اغْرُبْ عَنِّي، وَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا مِنْهُ، وَكَلَّمَهُ إِنْسَانٌ فِي تَرْكِهِ أَنْ يَأْخُذَهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: هَذَا النِّصْفُ دِرْهَمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا "

835 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ " §أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ، وَأَيُّوبَ بْنَ يَحْيَى، بَعَثَا إِلَى طَاوُسٍ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ، وَقَالُوا لِلرَّسُولِ: إِنْ أَخَذَهَا مِنْكَ فَإِنَّ الْأَمِيرَ سَيَكْسُوكَ وَيُحْسِنُ إِلَيْكَ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى قَدِمَ عَلَى طَاوُسٍ الْجَنَدَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَفَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْكَ الْأَمِيرُ، فَقَالَ: مَالِي بِهَا حَاجَةٌ، قَالَ: فَأَرَادَهُ عَلَى قَبَضِهَا فَأَبَى، فَغَفَلَ طَاوُسٌ، فَرَمَى بِهَا فِي كَوَّةِ الْبَيْتِ ثُمَّ ذَهَبَ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ أَخَذَهَا، فَلَبِثُوا حِينًا ثُمَّ بَلَغَهُمْ عَنْ طَاوُسٍ -[362]- شَيْءٌ كَرِهُوهُ، قَالَ: " ابْعَثُوا إِلَيْهِ فَلْيَبْعَثْ إِلَيْنَا بِمَالِنَا، فَجَاءَهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي بَعَثَ بِهِ إِلَيْكَ الْأَمِيرُ، قَالَ: مَا قَبَضْتُ مِنْهُ شَيْئًا، فَرَجَعَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُمْ فَعَرَفُوا أَنَّهُ صَادِقٌ، قِيلَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَهَبَ بِهَا فَابْعَثُوهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي جِئْتُكَ بِهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: هَلْ قَبَضْتُ مِنْكَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فِي تِلْكَ الْكُوَّةِ، قَالَ: فَأَبْصِرْهُ حَيْثُ وَضَعْتَهُ، قَالَ: فَيَمُدُّ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ بِالصُّرَّةِ قَدْ بَنَتْ عَلَيْهَا الْعَنْكَبُوتُ، قَالَ: فَأَخَذَهَا، فَذَهَبَ بِهَا إِلَيْهِمْ "

836 - أنا أَبُو الْفَضْلِ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، نا أَبِي، نا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مَنْصُورٍ، يَقُولُ: " بَعَثَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ إِلَى سُفْيَانَ بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ، قَالَ: فَقَالَ لِلرَّسُولِ: " قُمْ إِلَى ذَلِكَ الطَّاقِ انْظُرْ مَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: فَوَجَدَ أَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ، قَالَ: §«هَذِهِ عِنْدِي مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ لَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِهِ فَمَا أَصْنَعُ بِدَنَانِيرِكَ»

837 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَبَابَةَ الدِّينَوَرِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّازِيُّ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، - نَزِيلُ قَزْوِينَ بِالرِّيِّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو الْمَرْوَزِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: نا مُقَاتِلُ بْنُ صَالِحٍ الْخُرَاسَانِيُّ - صَاحِبُ الْحُمَيْدِيِّ - بِمَكَّةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فَإِذَا لَيْسَ فِي الْبَيْتِ إِلَّا حَصِيرٌ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَيْهِ وَمُصْحَفٌ يَقْرَأُ فِيهِ وَجِرَابٌ فِيهِ عِلْمُهُ، وَمِطْهَرَةٌ يَتَوَضَّأُ فِيهَا، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ جَالِسٌ إِذْ دَقَّ عَلَيْهِ دَاقٌّ الْبَابَ، فَقَالَ: يَا صَبِيَّةُ اخْرُجِي فَانْظُرِي مَنْ هَذَا، قَالَتَ: هَذَا رَسُولُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قُولِي لَهُ يَدْخُلُ وَحْدَهُ، فَدَخَلَ، فَسَلَّمَ، وَنَاوَلَهُ كِتَابَهُ، فَقَالَ: اقْرَأْهُ، فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ إِلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، أَمَا بَعْدُ -[363]-: فَصَبَّحَكَ اللَّهُ بِمَا صَبَّحَ بِهِ أَوْلِيَاءَهُ وَأَهْلَ طَاعَتِهِ، وَقَعَتْ مَسْأَلَةٌ، فَأْتِنَا نَسْأَلُكَ عَنْهَا، قَالَ: يَا صَبِيَّةُ هَلُمِّي الدَّوَاةَ، ثُمَّ قَالَ لِي: اقْلِبِ الْكِتَابَ وَاكْتُبْ: أَمَا بَعْدُ: وَأَنْتَ فَصَبَّحَكَ اللَّهُ بِمَا صَبَّحَ بِهِ أَوْلِيَاءَهُ، وَأَهْلَ طَاعَتِهِ، إِنَّا أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ وَهُمْ لَا يَأْتُونَ أَحَدًا، فَإِنْ وَقَعَتْ مَسْأَلَةٌ فَأْتِنَا فَسَلْنَا عَمَّا بَدَا لَكَ، وَإِنْ أَتَيْتَنِي فَلَا تَأْتِنِي إِلَّا وَحْدَكَ، وَلَا تَأْتِنِي بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ، فَلَا أَنْصَحُكَ وَلَا أَنْصَحُ نَفْسِي وَالسَّلَامُ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ جَالِسٌ إِذْ دَقَّ دَاقٌّ الْبَابَ، فَقَالَ: يَا صَبِيَّةُ اخْرُجِي فَانْظُرِي مَنْ هَذَا، قَالَتَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قُولِي لَهُ يَدْخُلْ وَحْدَهُ، فَدَخَلَ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ: «مَا لِيَ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْكَ امْتَلَأَتُ رُعْبًا» ، فَقَالَ حَمَّادٌ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا أَرَادَ بِعِلْمِهِ وَجْهَ اللَّهِ هَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَكْنِزَ بِهِ الْكُنُوزَ هَابَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فِي رَجُلٍ لَهُ ابْنَانِ وَهُوَ عَنْ أَحَدِهِمَا أَرْضَى، فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ فِي حَيَاتِهِ ثُلُثَيْ مَالِهِ، قَالَ: لَا تَفْعَلْ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَذِّبَ عَبْدَهُ بِمَالِهِ وَفَّقَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ لَوَصِيَّةٍ جَائِرَةٍ» قَالَ: فَحَاجَةٌ إِلَيْكَ، قَالَ: هَاتِ، مَا لَمْ تَكُنْ رَزِيَّةٌ فِي دِينٍ، قَالَ: أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ تَأْخُذُهَا تَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: ارْدُدْهَا عَلَى مَنْ ظَلَمْتَهُ بِهَا، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أُعْطِيكَ إِلَّا مَا وَرِثْتُهُ، قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا، ازْوِهَا عَنِّي زَوَى اللَّهُ عَنْكَ أَوْزَارَكَ، قَالَ: فَغَيْرَ هَذَا، قَالَ: هَاتِ، مَا لَمْ يَكُنْ رَزِيَّةٌ فِي دِينٍ، قَالَ تَأْخُذُهَا فَتَقْسِمَهَا، قَالَ: فَلَعَلِّي إِنْ عَدَلْتُ فِي قَسْمِهَا أَنْ يَقُولَ بَعْضُ مَنْ لَمْ يُرْزَقْ مِنْهَا: إِنَّهُ لَمْ يَعْدِلْ فِي قَسْمِهَا فَيَأْثَمَ ازْوِهَا عَنِّي زَوَى اللَّهُ عَنْكَ أَوْزَارَكَ "

838 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ، أنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيُّ -[364]- الْكُوفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكِنْدِيُّ وَكَانَ جَارًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، قَالَ: " §حَجَّ الرَّشِيدُ وَمَعَهُ الْأَمِينُ وَالْمَأْمُونُ، فَدَخَلَ الْكُوفَةَ فَقَالَ لِأَبِي يُوسُفَ: قُلْ لِلْمُحَدِّثِينَ يَأْتُونَا يُحَدِّثُونَا، فَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِ الْكُوفَةِ إِلَّا اثْنَانِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ فَرَكِبَ الْأَمِينُ وَالْمَأْمُونُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ فَحَدَّثَهُمَا بِمِائَةِ حَدِيثٍ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ لِعَبْدِ اللَّهِ: يَا عَمِّ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعِيدَهَا عَلَيْكَ مِنْ حِفْظِي، قَالَ: افْعَلْ، فَأَعَادَهَا كَمَا سَمِعَهَا، وَكَانَ ابْنُ إِدْرِيسَ مِنْ أَهْلِ الْحِفْظِ يَقُولُ: لَوْلَا أَنِّي أَخْشَى أَنْ يَتَفَلَّتَ مِنِّي الْقُرْآنُ مَا دَوَّنْتُ الْعِلْمَ، فَعَجِبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ مِنْ حَفِظِ الْمَأْمُونِ وَقَالَ الْمَأْمُونُ: يَا عَمِّ، إِلَى جَانِبِ مَسْجِدِكَ دَارَانِ إِذَا أَذِنْتَ لَنَا اشْتَرَيْنَاهَا وَوَسَّعْنَا بِهَا الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: مَا بِي إِلَى هَذَا حَاجَةٌ، قَدْ أَجْزَأَ مَنْ كَانَ قَبْلِي، وَهُوَ يُجْزِئُنِي فَيَنْظُرُ إِلَى قَرْحٍ فِي ذِرَاعِ الشَّيْخِ فَقَالَ: إِنَّ مَعَنَا مُتَطَبِّبِينَ وَأَدْوِيَةً، أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ يَجِيئَكَ مَنْ يُعَالِجُكَ؟ قَالَ: لَا، قَدْ ظَهْرَ بِي مِثْلَ هَذَا وَبَرَأَ، فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ جَائِزَةً فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ، وَصَارَا إِلَى عِيسَى بْنِ يُونُسَ فَحَدَّثَهُمَا، فَأَمَرَ لَهُ الْمَأْمُونُ بِعَشَرَةِ آلَافٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَظَنَّ أَنَّهُ اسْتَقَلَّهَا فَأَمَرَ لَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا، فَقَالَ عِيسَى: لَا وَلَا إِهْلِيلِجَةَ وَلَا شَرْبَةَ مَاءٍ عَلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ مَلَأْتَ لِي هَذَا الْمَسْجِدِ ذَهَبًا إِلَى السَّقْفِ فَانْصَرَفَا مِنْ عِنْدِهِ "

839 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، نا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، إِمْلَاءً، مِنْ حِفْظِهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، نا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: §" كُنْتُ عِنْدَ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَكَ وَعِيَالَكَ قَدْ أَصْبَحُوا مَجْهُودِينَ مُحْتَاجِينَ إِلَى هَذَا الْمَالِ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَخُذْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ - يَعْنِي الْخُلَفَاءَ - فَزَجَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الرمل] خُذْ مِنَ الْجَاوَدْسِ وَالْأُرْزِ ... وَالْخُبْزِ الشَّعِيرِ وَاجْعَلَنْ ذَاكَ حَلَالًا ... تَنْجُ مِنْ حَرِّ السَّعِيرِ وَأَنَا مَا اسْتَطَعْتُ هَدَاكَ ... اللَّهُ عَنْ دَارِ الْأَمِيرِ لَا تَزُرْهَا وَاجْتَنِبْهَا ... إِنَّهَا شَرُّ مَزُورِ تُوهِنُ الدِّينَ وَتُدْنِيكَ ... مِنَ الْحُوبِ الْكَبِيرِ وَلِمَا تَتْرُكُ مِنْ دِينِكِ ... فِي تِلْكَ الْأُمُورِ -[365]- هُوَ أَجْزَأُ لَكَ مِنْ ... مَالٍ وَسَلْطَانٍ يَسِيرُ مِنْهُ بِالدُّونِ فَأَبْصِرْ ... وَاذْكُرْنَ يَوْمَ الْمَصِيرِ قَبْلَ أَنْ تَسْقُطَ يَا مَغْرُورُ ... فِي حُفْرَةِ بِيرٍ وَاطْلُبِ الرِّزْقَ إِلَى ذِي الْعَرْشِ ... وَالرَّبِّ الْغَفُورِ وَارْضَ يَا وَيْحَكَ مِنْ ... دُنْيَاكَ بِالْقُوتِ الْيَسِيرِ إِنَّهَا دَارُ بَلَاءٍ ... وَزَوَالٍ وَغُرُورِ كَمْ تَرَى قَدْ صَرَعَتْ ... قَبْلَكَ أَصْحَابَ الْقُصُورِ وَذَوِي الْهَيْئَةِ فِي الْمَجْلِسِ ... وَالْجَمْعِ الْكَثِيرِ أُخْرِجُوا كَرْهًا فَمَا ... كَانَ لَدَيْهِمْ مِنْ نَكِيرٍ كَمْ بِبَطْنِ الْأَرْضِ ثَاو ... مِنْ شَرِيفٍ وَوَزِيرِ وَصَغِيرِ الشَّأَنِ عَبْدٌ ... خَامِلُ الذِّكْرِ حَقِيرٌ لَوْ تَصَفَّحْتَ وَجُوهَ ... الْقَوْمِ فِي يَوْمٍ نَضِيرِ لَمْ تُمَيِّزُهُمْ وَلَمْ ... تَعْرِفْ غَنِيًّا مِنْ فَقِيرِ جَمِدُوا فَالْقَوْمُ صَرْعَى ... تَحْتَ أَسْقَافِ الصُّخُورِ فَاسْتَوُوا عِنْدَ مَلِيكٍ ... بِمَسَاوِيهِمْ خَبِيرٌ فَاحْذَرِ الصُّرْعَةَ يَا ... وَيْحَكَ مِنْ دَهْرٍ عَثُورِ أَيْنَ فِرْعَوْنُ وَهَامَانُ ... وَنَمْرُودُ النُّسُورُ أَوَ مَا تَخْشَاهُ أَنْ ... يَرْمِيَكَ بِالْمَوْتِ الْمُبِيرِ أَوَ مَا تَحْذَرُ مِنْ ... يَوْمٍ عَبُوسٍ قَمْطَرِيرٍ اقْمَطَرَّ الشَّرُّ فِيهِ ... بِالْعَذَابِ الزَّمْهَرِيرِ قَالَ: فَغُشِيَ عَلَى الْفُضَيْلِ فَرَدَّهُ وَلَمْ يَأْخُذْهُ" قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَكَذَا رَوَى لِي الرَّزَّازُ هَذَا الْخَبَرَ، وَالْمَعْرُوفُ أَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ كَانَ مِنْ ذَوِي الْأَحْوَالِ وَالتِّجَارَاتِ بِصُنُوفِ الْأَمْوَالِ، وَأَنَّ فُضَيْلًا كَانَ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَحِدِ الْمَعْدُودِينَ فِي الزُّهَّادِ وَالْأَوْلِيَاءِ، وَكَانَ مَعَ فَقْرِهِ وَحَاجَتِهِ يَتَوَرَّعُ عَنْ قَبُولِ مَالِ السُّلْطَانِ وَغَيْرِهِ، وَأَحْسَبُ الشَّافِعِيَّ لَمْ يَضْبِطِ الْحِكَايَةَ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ الْوَهْمُ حَتَّى رَوَاهَا مِنْ حِفْظِهِ. 840 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحِنَّائِيُّ، إِجَازَةً، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، إِمْلَاءً، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، إِنَّ عِيَالَكَ قَدْ أَصْبَحُوا مَجْهُودِينَ، وَذَكَرَ الْخَبَرَ بِطُولِهِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَغُشِيَ عَلَى الْفُضَيْلِ وَلَمْ يَذْكُرْ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا

841 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْمَرْوَرُوذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَسْكَرِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ الْوَاسِطِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ أَبُو عُمَرَ النَّحْوِيُّ، نا الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: " §حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ، فَبَيْنَا أَنَا لَيْلَةٌ نَائِمٌ بِمَكَّةَ إِذْ سَمِعْتُ قَرْعَ الْبَابِ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَخَرَجْتُ مُسْرِعًا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَرْسَلْتَ أَتَيْتُكَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّهُ قَدْ حَكَّ فِي نَفْسِي شَيْءٌ فَانْظُرْ لِي رَجُلًا أَسْأَلُهُ فَقُلْتُ: هَهُنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: امْضِ بِنَا إِلَيْهِ، فَأَتَيْنَاهُ فَقَرَعْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَخَرَجَ مُسْرِعًا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ أَتَيْتُكَ، فَقَالَ: خُذْ لِمَا جِئْنَا لَهُ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَحَادَثَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَعَلَيْكَ دَيْنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: يَا عَبَّاسِيُّ اقْضِ دَيْنَهُ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَقَالَ: مَا أَغْنَى عَنِّي صَاحِبُكَ شَيْئًا، فَانْظُرْ لِي رَجُلًا أَسْأَلُهُ، فَقُلْتُ: هَهُنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: امْضِ بِنَا إِلَيْهِ، فَأَتَيْنَاهُ فَقَرَعْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَخَرَجَ مُسْرِعًا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ أَتَيْتُكَ، فَقَالَ: خُذْ لِمَا جِئْنَا لَهُ رَحِمَكَ اللَّهُ فَحَادَثَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: أَعَلَيْكَ دَيْنٌ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يَا عَبَّاسِيُّ اقْضِ دَيْنَهُ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَقَالَ: مَا أَغْنَى عَنِّي صَاحِبُكَ شَيْئًا، انْظُرْ لِي رَجُلًا فَقُلْتُ: هَهُنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ فَقَالَ: امْضِ بِنَا إِلَيْهِ، فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَتْلُو آيَةً يُرَدِّدُهَا، فَقَالَ لِي: اقْرَعْ فَقَرَعْتُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: مَا لِي وَلِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوَ مَا عَلَيْكَ -[367]- طَاعَةٌ، أَوَ لَيْسَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ» ، قَالَ: فَنَزَلَ فَفَتَحَ الْبَابَ وَسَاقَ الْخَبَرَ بِطُولِهِ، وَمَوْعِظَةَ الْفُضَيْلِ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ إِلَى أَنْ قَالَ: فَبَكَى هَارُونُ بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: عَلَيْكَ دَيْنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، دَيْنٌ لِرَبِّي لَمْ يُحَاسِبْنِي عَلَيْهِ، فَالْوَيْلُ لِي إِنْ سَاءَلَنِي، وَالْوَيْلُ لِي إِنْ نَاقَشَنِي، وَالْوَيْلُ لِي إِنْ لَمْ أُلْهَمْ حُجَّتِي، فَقَالَ: إِنَّمَا أَعْنِي مِنْ دَيْنِ الْعِبَادِ، قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي لَمْ يَأْمُرْنِي بِهَذَا، أَمَرَنِي أَنْ أُصْدِقَ وَعْدَهُ، وَأَنْ أُطِيعَ أَمْرَهُ، فَقَالَ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} [الذاريات: 57] قَالَ: فَقَالَ لَهُ: هَذِهِ أَلْفُ دِينَارٍ خُذْهَا فَأَنْفِقْهَا عَلَى عِيَالِكَ وَتَقَوَّ بِهَا عَلَى عِبَادَةِ رَبِّكَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَنَا أَدُلُّكَ عَلَى النَّجَاةِ وَتُكَافِئُنِي بِمِثْلِ هَذَا سَلَّمَكَ اللَّهُ وَوَفَّقَكَ، ثُمَّ صَمْتَ فَلَمْ يُكَلِّمْنَا، فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا صِرْنَا عَلَى الْبَابِ قَالَ لِي هَارُونُ: يَا عَبَّاسِيُّ إِذَا دَلَلْتَنِي عَلَى رَجُلٍ فَدُلَّنِي عَلَى مِثْلِ هَذَا؛ هَذَا أَزْهَدُ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ، أَوْ كَلِمَةٍ نَحْوَهَا " 842 - وَقَالَ غَيْرُ أَبِي عُمَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ فَقَالَتْ: يَا هَذَا، تَرَى سُوءَ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ ضِيقِ الْحَالِ، فَلَوْ قَبِلْتَ هَذَا الْمَالَ تَفَرَّجْنَا بِهِ، فَقَالَ لَهَا: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانَ لَهُمْ بَعِيرٌ يَأْكُلُونَ مِنْ كَسْبِهِ، فَلَمَّا كَبِرَ نَحَرُوهُ فَأَكَلُوا لَحْمَهُ، فَلَمَّا سَمِعَ هَارُونُ الْكَلَامَ قَالَ: أَدْخُلُ فَعَسَى أَنْ يَقْبَلَ الْمَالَ، قَالَ: فَدَخَلْنَا فَلَمَّا عَلِمَ بِهِ الْفُضَيْلُ خَرَجَ فَجَلَسَ عَلَى تُرَابٍ فِي السَّطْحِ، وَجَاءَ هَارُونُ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَتْ: يَا هَذَا، قَدْ آذَيْتَ الشَّيْخَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ فَانْصَرِفْ رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ: فَانْصَرَفْنَا "

843 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ الْحَنْبَلِيُّ، نا عَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ مَطَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثَ: «§أَعَلِمْتُمْ أَنِّي كُنْتُ قَدْ أُتِيتُ فَهْمَ الْقُرْآنِ، فَلَمَّا قَبِلْتُ الصُّرَّةَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ سُلِبْتُهُ»

844 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ الْمُذَكِّرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ دَلُّوَيْهِ، يَقُولُ: §" بَعَثَ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ عَلَى يَدَيْ رَسُولٍ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ وَهُوَ يَأْكُلُ الْخُبْزَ مَعَ الْفِجْلِ، فَوَضَعَ الْكِيسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: بَعَثَ الْأَمِيرُ طَاهِرٌ هَذَا الْمَالَ إِلَيْكَ لِتُنْفِقَهُ عَلَى أَهْلِكَ، فَقَالَ: " خُذْ خُذْ لَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ، فَإِنَّ الشَّمْسَ قَدْ بَلَغَتْ رَأْسَ الْحِيطَانِ، إِنَّمَا تَغْرُبُ بَعْدَ سَاعَةٍ، فَقَدْ جَاوَزْتُ الثَّمَانِينَ إِلَى مَتَى أَعِيشُ؟ وَرَدَّ الْمَالَ وَلَمْ يَقْبَلْ، فَأَخَذَ الرَّسُولُ الْمَالَ وَذَهَبَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ، فَقَالَ: يَا أَبَهْ , لَيْسَ لَنَا اللَّيْلَةَ خُبْزٌ، قَالَ: فَذَهَبَ بِبَعْضِ أَصْحَابِهِ خَلْفَ الرَّسُولِ لِيَرُدَّ الْمَالَ إِلَى حَضْرَةِ صَاحِبِهِ فَرَعًا مِنْ أَنْ يَذْهَبَ ابْنُهُ خَلْفَ الرَّسُولِ فَيَأْخُذَ الْمَالَ، قَالَ زَكَرِيَّا: وَرُبَّمَا كَانَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ فِي الشِّتَاءِ الشَّاتِي وَقَدْ لَبِسَ لِحَافَهُ الَّذِي يَلْبَسْهُ بِاللَّيْلِ "

من تورع أن يستقضي سامع الحديث منه حاجة

§مَنْ تَوَرَّعَ أَنْ يَسْتَقْضِيَ سَامِعَ الْحَدِيثِ مِنْهُ حَاجَةً

845 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْمُعَافَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: " §كَانَ مَنْصُورٌ لَا يَسْتَعِينُ بِأَحَدٍ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ فِي حَاجَةٍ، وَلَا يَدَعُ أَحَدًا يَمْشِي مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، يَقُولُ: هُوَ ذَا أَجْلِسُ إِلَيْكُمْ "

846 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْآجُرِّيُّ بِمَكَّةَ، نا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْأَذَنِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبُورَايُّ، قَالَ: §" كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ لِي: سَلْ عَنْ سِعْرِ الْأُشْنَانِ، فَلَمَّا مَشَيْتُ رَدَّنِي، فَقَالَ لِي: «لَا تَسَلْ عَنْهُ، فَإِنَّكَ تَكْتُبُ مِنِّي الْحَدِيثَ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ مَنْ يَسْمَعُ مِنِّي الْحَدِيثَ حَاجَةً»

847 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: كَانَ هَهُنَا شَيْخٌ قَالَ: " §رَأَيْتُ عَلَى يَدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَرَبًا، فَجِئْتُ بِدَوَاءٍ فَقُلْتُ: " ضَعْ هَذَا عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ ثُمَّ رَدَّهُ، فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ رَدَدْتَهُ؟ فَقَالَ: «أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ - يَعْنِي مِنِّي -»

848 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصْبَهَانِيُّ بَزْرُوَيْهِ، نا عَلِيُّ بْنُ رُسْتُمَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ رُسْتَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ، يَقُولُ: " §مَرَّ بِنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ فَاسْتَسْقَى الْمَاءَ وَقَعَدَ، وَدَخَلْتُ الْبَيْتَ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُنَاوِلَهُ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: " أَنْتَ هُوَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَلَيْسَ تَحْضُرُنَا فِي الْقِرَاءَةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: رُدَّهُ، وَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ، وَقَامَ وَمَضَى "

إعزاز المحدث نفسه وترفعه عن مضيه إلى منزل من يريد السماع منه

§إِعْزَازُ الْمُحَدِّثِ نَفْسَهُ وَتَرَفُّعُهُ عَنْ مُضِيِّهِ إِلَى مَنْزِلِ مَنْ يُرِيدُ السَّمَاعَ مِنْهُ

حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْمِصْرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ كَامِلٍ الزَّيَّاتُ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: «§هَوَانٌ بِالْعِلْمِ، وَذِلَّةٌ أَنْ يَحْمِلَهُ الْعَالِمُ إِلَى بَيْتِ الْمُتَعَلِّمِ»

850 - أنا أَبُو نَصْرٍ مَنْصُورُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُفَسِّرُ إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدُونَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُسَدَّدًا، يَعْنِي ابْنَ قَطَنٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §" كُنْتُ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ إِذْ أَقْبَلَ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ وَالْمِطْرَقَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا جَلَسَ أَقْبَلَ عَلَيْهِ سُلَيْمَانُ فَقَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يُسْتَخَفُّ بِشَيْخٍ مِثْلِي قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا أَيُّوبَ؟ قَالَ: " بَعَثْتَ إِلَيَّ أَنْ تَعَالَ فَحَدِّثْنِي، الْعَالِمُ يَأْتِي أَوْ يُؤْتَى؟ قَالَ: " لَا أَعُودُ يَا أَبَا أَيُّوبَ، قَالَ: لَا تَعُودَنَّ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا، إِنْ أَرَدْتَ الْحَدِيثَ فَهَذَا مَجْلِسِي "

851 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَرْعَرَةَ، يَقُولُ: «§كَانَ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ، فَطَمِعَ فِي أَنْ يَسْمَعَ مِنْ أَبِي عُبَيْدٍ، وَطَمِعَ أَنْ يَأْتِيَهُ فِي مَنْزِلِهِ فَلَمْ يَفْعَلْ أَبُو عُبَيْدٍ حَتَّى كَانَ هَذَا يَأْتِيهِ، فَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَعَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ، فَأَرَادَا أَنْ يَسْمَعَا غَرِيبَ الْحَدِيثِ، فَكَانَ يَحْمِلُ كُلَّ يَوْمٍ كِتَابَهُ وَيَأْتِيَهُمَا فِي مَنْزِلِهِمَا فَيُحَدِّثُهُمَا فِيهِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا امْتَنَعَ أَبُو عُبَيْدٍ مِنَ الْمُضِيِّ إِلَى مَنْزِلِ طَاهِرٍ تَوْقِيرًا لِلْعِلْمِ، وَمَضَى إِلَى مَنْزِلِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ، وَعَبَّاسٍ تَوَاضُعًا وَتَدَيُّنًا، وَلَا وَكَفَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ، إِذْ كَانَا مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْمَنْزِلَةِ الْعَالِيَةِ فِي الْعِلْمِ، وَقَدْ فَعَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ مِثْلَ هَذَا

852 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهِيتِيُّ، نا رِضْوَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ غَزْوَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: قَالَ لِي لَيْثُ بْنُ يُونُسَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ، يَعْنِي ابْنَ مُوسَى الْمَرْوَرُوذِيَّ نا ابْنُ خُبَيْقٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " §بَعَثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى سُفْيَانَ يَجِيءُ يُحَدِّثُهُ، فَقِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ: " تَبْعَثُ إِلَيْهِ حَتَّى يُحَدِّثَكَ؟ قَالَ: " أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ تَوَاضُعَهُ، قَالَ: فَجَاءَ فَحَدَّثَهُ "

853 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، نا مَرْزُوقُ بْنُ أَحْمَدَ السَّقَطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَاغَنْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ، يَقُولُ: §" لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَجِيءَ الْمُحَدِّثُ يَدُقُّ أَبْوَابَ النَّاسِ يَقُولُ: " تُرِيدُونَ مُحَدِّثًا يُحَدِّثُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ لَهُ: لَا "

854 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمُّوَيْهِ الْهَمَذَانِيُّ، بِهَا، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجُرْجَانِيُّ لِنَفْسِهِ، ثُمَّ أَنْشِدْنِي أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجُرْجَانِيُّ لِنَفْسِهِ: [البحر الطويل] §يَقُولُونَ لِي فِيكَ انْقِبَاضٌ وَإِنَّما ... رَأَوْا رَجُلًا عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمِ هَانَ عِنْدَهُمْ ... وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ الْعِلْمَ إِنْ كَانَ كُلَّمَا ... بَدَا طَمِعَ صَيَّرْتُهُ لِي سُلَّمَا إِذَا قِيلَ هَذَا مَنْهَلٌ قُلْتُ قَدْ أَرَى ... وَلَكِنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا وَلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ مُهْجَتِي ... لِأَخْدُمَ مَنْ لَاقَيْتُ لَكِنْ لِأُخْدَمَا أَأَشْقَى بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً ... إِذَنْ فَاتِّبَاعُ الْجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ ... وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا وَلَكِنْ أَذَلُّوهُ فَهَانَ وَدَنَّسُوا ... مُحَيَّاهُ بِالْأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا"

باب إصلاح المحدث هيئته وأخذه لرواية الحديث زينته

§بَابُ إِصْلَاحِ الْمُحَدِّثِ هَيْئَتَهُ وَأَخْذِهِ لِرِوَايَةِ الْحَدِيثِ زَيِنَتَهُ

855 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ، عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ»

856 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلَانَ الْبَزَّازُ، نا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ يَعْنِي ابْنَ النُّعْمَانِ نا وَرْقَاءُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَأُحِبُّ الْجَمَالَ حَتَّى أَنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَكُونَ فِي عِلَاقَةِ سَوْطِي، قَالَ: §«إِنَّكَ مَا لَمْ تُسَفِّهِ الْحَقَّ وَتَغْمِصِ النَّاسَ فَإِنَّ الْجَمَالَ حَسَنٌ، إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ» يَنْبَغِي لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يَكُونَ فِي حَالِ رِوَايَتِهِ عَلَى أَكْمَلِ هَيْئَتِهِ، وَأَفْضَلِ زِينَتِهِ، وَيَتَعَاهَدَ نَفْسَهُ قَبْلَ ذَلِكَ بِإِصْلَاحِ أُمُورِهِ الَّتِي تُجَمِّلُهُ عِنْدَ الْحَاضِرِينَ مِنَ الْمُوَافِقِينَ وَالْمُخَالِفِينَ

وليبتدئ بالسواك

§وَلْيَبْتَدِئْ بِالسِّوَاكِ

857 - فَقَدْ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفِ الصَّيَّادُ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَوْ خَشِيتُ أَنَّهُ سَيَنْزِلُ عَلَيَّ فِيهِ قُرْآنٌ»

858 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، قَالَا: نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عِيسَى الزَّرَّادِ، عَنْ تَمَامِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اسْتَاكُوا، لَا تَأْتُونِي قُلْحًا، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»

859 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سِيَّمَا الْمُجَبِّرُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْغُدَّانِيُّ، نا مُعَلَّى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«السِّوَاكُ يَزِيدُ فِي الْفَصَاحَةِ»

وليقص أظافيره إذا طالت

§وَلْيَقُصَّ أَظَافِيرَهُ إِذَا طَالَتْ

860 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأُشْنَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§خَلِّلُوا لِحَاكُمْ، وَقُصُّوا أَظَافِيرَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مَا بَيْنَ اللَّحْمِ وَالظُّفْرِ»

861 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا يُوسُفُ الْقَاضِي، وَالْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ الْمُجَوِّزُ، قَالَا: نا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، نا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ فَقَالَ: «§تُسَائِلُنِي عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ وَتَدَعُ أَظْفَارَكَ كَأَظْفَارِ الطَّيْرِ، تَجْتَمِعُ فِيهَا الْجَنَابَةُ وَالتَّفَثُ» كَذَا قَالَ: عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، وَزَعَمَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَنَّ صَوَابَهُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَزْدِيِّ، وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ الْعَتَكِيُّ مِنَ التَّابِعِينَ

862 - أنا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْأَنْمَاطِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَتَنَوَّرُ فِي كُلِّ شَهْرٍ، وَيُقَلِّمُ أَظْفَارَهُ فِي كُلِّ خَمْسَ عَشْرَةَ»

ويأخذ من شاربه

§وَيَأْخُذُ مِنْ شَارِبِهِ

863 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، §«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِإِحْفَاءِ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءِ اللِّحْيَةِ»

864 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُحْتَسِبُ، بِهَمَذَانَ، نا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هَاشِمٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، نا عِصَامُ بْنُ يُوسُفَ، نا شُعْبَةُ، أنا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ لَمْ يَأْخُذْ شَارِبَهُ فَلَيْسَ مِنَّا» وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَتْرُكَ أَظْفَارَهُ وَشَارِبَهُ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا

865 - لِمَا أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا صَدَقَةُ الدَّقِيقِيُّ، أنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«وَقَّتَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَقَ الْعَانَةِ، وَتَقْلِيمَ الْأَظْفَارِ، وَقَصَّ الشَّارِبِ، وَنَتْفَ الْإِبِطِ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا مَرَّةً»

ويسكن شعث رأسه

§وَيُسَكِّنُ شَعَثَ رَأْسِهِ

866 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ، نا أَبُو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ مُجْفَلُ الشَّعْرِ فَقَالَ: «§مَا بَالُ أَحَدُكُمْ يُشَوِّهُ نَفْسَهُ» ، أَوْ قَالَ: «يُشَوِّهُ بِنَفْسِهِ»

867 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْهَيْثَمِ التَّمَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، نا وَكِيعٌ، نا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا شَعَثَ الرَّأْسِ، فَقَالَ: §«أَمَا وَجَدَ هَذَا شَيْئًا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ»

وإذا اتسخ ثوبه غسله

§وَإِذَا اتَّسَخَ ثَوْبُهُ غَسَلَهُ

868 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، بِمَكَّةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ التِّنِّيسِيُّ، نا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرًا فِي مَنْزِلِنَا، فَرَأَى رَجُلًا شَعِثًا فَقَالَ: «§مَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَا يَغْسِلُ ثَوْبَهُ، وَيَلُمُّ شَعَثَهُ»

وإذا أكل طعاما زهما أنقى يديه من غمره

§وَإِذَا أَكَلَ طَعَامًا زُهْمًا أَنْقَى يَدَيْهِ مِنْ غَمْرِهِ

869 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدُ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، ح وأنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ - وَاللَّفْظُ لَهُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبُو أَيُّوبَ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ مِنْ رَجُلٍ رِيحَ لَحْمٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: §«أَلَا غَسَلْتَ عَنْكَ رِيحَ اللَّحْمِ» وَيَجْتَنِبُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ مَا كُرِهَ رِيحُهُ

870 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ أنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ، فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ فَأَكَلْنَا مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأذَّى بِمَا يَتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْسُ»

تغيير شيبه بالخضاب مخالفة لطريقة أهل الكتاب

§تَغْيِيرُ شَيْبِهِ بِالْخِضَابِ مُخَالَفَةً لِطَرِيقَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ

871 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْفِيرْيَابِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ»

872 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ كَانَ شَدِيدَ بَيَاضِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَكَانَ لَا يَصْبُغُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ كَأَنَّ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ يَاقُوتَتَانِ حُمْرَةً، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي عَائِشَةَ أَرْسَلَتْ إِلَيَّ بِعَزِيمَةٍ أَنِ اصْبُغْ، وَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ §أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَصْبُغُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ يَزَلْ صَبْغُ اللِّحْيَةِ مِنْ زِيِّ الصَّالِحِينَ، وَزِينَةِ الْفُضَلَاءِ الْمُتَدَيِّنِينَ، وَالْمُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ

873 - لِمَا أنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الْإِمَامُ، بِأَصْبَهَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، نا قَبِيصَةُ، قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَفَّافُ، نا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ، نا مُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ، قَالَا: نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ»

874 - نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ، لَفْظًا، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ، قَالَ قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الصَّيْرَفِيُّ مِنْ كِتَابِهِ، وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الْبَسْطَامِيُّ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَقَالَ حُسَيْنٌ: نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: سَأَلْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ خِضَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§كَانَ شَيْبُهُ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَخْضِبُ رَأْسَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَكَانَ عُمَرُ يَخْضِبُ رَأْسَهُ بِالْحِنَّاءِ» وَإِنْ صُفِّرَ الشَّيْبُ بِالزَّعْفَرَانِ وَالْوَرْسِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنًا

875 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ قَدْ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ، فَقَالَ: «§مَا أَحْسَنَ هَذَا» ، قَالَ: فَمَرَّ آخَرُ قَدْ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ فَقَالَ: «هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا» ، قَالَ فَمَرَّ آخَرُ قَدْ خَضَبَ بِالصُّفْرَةِ فَقَالَ: «هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ»

876 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا ابْنُ نَصْرٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ، وَابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، «أَنَّهُمَا رَأَيَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ، وَأَبَا أُمَامَةَ وَغَيْرَهُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُصَفِّرُونَ لِحَاهُمْ»

قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ قَالَ: " §هَجَّرْتُ الرَّوَاحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، وَمُعَاوِيَةُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الشَّامِ فِي خِلَافَتِهِ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا بَيْنَ النَّاسِ يُحَدِّثُهُمْ، فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا شَيْخٌ مُصَفِّرٌ اللِّحْيَةَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةَ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

كراهة الخضاب بالسواد

§كَرَاهَةُ الْخِضَابِ بِالسَّوَادِ

877 - أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السَّوَّاقُ، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ، نا أَبُو عُمَرَ الْبَزَّارُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جِيءَ بَأَبِي قُحَافَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَأَنَّ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ ثَغَامَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§غَيِّرُوهُ، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ»

878 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيَّادُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٌ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، - مُؤَدِّبُ الْمَهْدِيِّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ غَيَّرَ الْبَيَاضَ بِسَوَادٍ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

879 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: نا مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ عُفَيْرِ بْنِ مَعْدَانَ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: «§الصُّفْرَةُ خِضَابُ الْإِيمَانِ، وَالْحُمْرَةُ صِبَاغُ الْإِسْلَامِ، وَالسَّوادُ صِبَاغُ آلِ فِرْعَوْنَ»

لباس المحدث المستحب له

§لِبَاسُ الْمُحَدِّثِ الْمُسْتَحَبُّ لَهُ

880 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُوذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّهِيدَ، يَقُولُ: «§مَا رَأَيْتُ مُحَدِّثًا أَوْرَعَ مِنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَلَا أَحْسَنَ لِبَاسًا مِنْهُ» يُسْتَحَبُّ لَهُ لِبَاسُ الثِّيَابِ الْبِيضِ

881 - لِمَا أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْبِسُوا هَذِهِ الثِّيَابَ الْبِيضَ؛ فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ، وَكَفِّنُوا بِهَا مَوْتَاكُمْ» وَيُكْرَهُ لَهُ أَنْ يَلْبَسَ الثَّوْبَ الْخَلِقَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْجَدِيدِ

882 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا النُّفَيْلِيُّ، نا زُهَيْرٌ، نا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبٍ دُونٍ، فَقَالَ: «أَلَكَ مَالٌ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟» ، قَالَ: قَدْ أَتَانِي اللَّهُ مِنَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَالْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، قَالَ: §«فَإِذَا أَتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ وَكَرَامَتُهُ»

883 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ حَمْدَانَ الْهَمَذَانِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ قَالَ: أَنْشَدَنِي عُمَرُ بْنُ جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَّاقُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: [البحر الكامل] §أَجِدِ الثِّيَابَ إِذَا اكْتَسَيْتَ فَإِنَّهَا ... زَيْنُ الرِّجَالِ بِهَا تُعَزُّ وَتُكْرَمُ وَدَعِ التَّوَاضُعَ فِي الثِّيَابِ تَحَوُّبًا ... فَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُجِنُّ وَتَكْتُمُ فَرَثَاثُ ثَوْبِكَ لَا يَزِيدُكَ زُلْفَةً ... عِنْدَ الْإِلَهِ وَأَنْتَ عَبْدٌ مُجْرِمُ وَبَهَاءُ ثَوْبِكَ لَا يَضُرُّكُ بَعْدَ أَنْ ... تَخْشَى الْإِلَهَ وَتَتَّقِي مَا يَحْرُمُ" وَكَمَا يُكْرَهُ لَهُ لُبْسُ أَدْوَنِ الثِّيَابِ، فَكَذَلِكَ لَكَ يُكْرَهُ لَهُ لُبْسُ أَرْفَعِهَا، خَوْفًا مِنَ الِاشْتَهَارِ بِهَا، وَأَنْ تَسْمُوَ إِلَيْهِ الْأَبْصَارُ فِيهَا

884 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ هَارُونَ عَنْ كِنَانَةَ، «§أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشُّهْرَتَيْنِ، أَنْ يَلْبَسَ الثِّيَابَ الْحَسَنَةَ الَّتِي يُنْظَرُ إِلَيْهِ فِيهَا، أَوِ الدَّنِيَّةَ أَوِ الرَّثَّةَ الَّتِي يُنْظَرُ إِلَيْهِ فِيهَا»

885 - قَالَ عُمَرُ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَمْرًا بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ، وَخَيْرُ الْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا»

886 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ، نا أَبُو غَسَّانَ، نا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «§الْبَسْ مِنَ الثِّيَابِ مَا لَا يَشْتَهِرُكَ الْفُقَهَاءُ، وَلَا يَزْدَرِيكَ السُّفَهَاءُ»

887 - أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ بِالرِّيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ الْمُقْرِئُ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: «§كَمَا تَكْرَهُ أَنْ يَرَاكَ الْأَغْنِيَاءُ فِي الثِّيَابِ الدُّونِ، فَكَذَلِكَ فَاكْرَهْ أَنْ يَرَاكَ الْفُقَرَاءُ فِي الثِّيَابِ الْمُرْتَفِعَةِ»

صفة قميصه يجب أن يكون قميصه مشمرا؛ فإنه أبقى للثوب، وأنفى للكبر

§صِفَةُ قَمِيصِهِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ قَمِيصُهُ مُشَمَّرًا؛ فَإِنَّهُ أَبْقَى لِلثَّوْبِ، وَأَنْفَى لِلْكِبْرِ

888 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأُشْنَانِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ قَمِيصًا فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ، مُسْتَوِي الْكُمَّيْنِ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ»

889 - أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، نا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قِرَاءَةً عَنْ جَابِرٍ، عَنْ شِبْلِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كُلُّ مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ وَالْقَمِيصِ فَفِي النَّارِ»

لبسه القلنسوة والعمامة يستحب له أن يلبس القلنسوة ويعتم من فوقها بالعمامة

§لُبْسُهُ الْقَلَنْسُوَةَ وَالْعِمَامَةَ يُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يَلْبَسَ الْقَلَنْسُوَةَ وَيَعْتَمَّ مِنْ فَوْقِهَا بِالْعِمَامَةِ

890 - فَقَدْ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ، إِمْلَاءً، نا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْطَاكِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ حِمْصَ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، نا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُ مِنَ الْقَلَانِسِ ذَاتَ الْآذَانِ»

891 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، نا أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْقَلَانِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رُكَانَةَ، صَارَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَرَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رُكَانَةُ: وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«فَرْقُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ الْعَمَائِمُ عَلَى الْقَلَانِسِ»

892 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، نا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا هُوَ التُّسْتَرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِصْرِيُّ، نا مُطَرِّفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: " §قُلْتُ لِأُمِّي: أَذْهَبُ فَأَكْتُبَ الْعِلْمَ؟ فَقَالَتْ لِي أُمِّي: تَعَالَ فَالْبِسْ ثِيَابَ الْعُلَمَاءِ، ثُمَّ اذْهَبْ فَاكْتُبْ، قَالَ: فَأَخَذَتْنِي فَأَلْبَسَتْنِي ثِيَابًا مُشَمَّرَةً، وَوضَعَتِ الطَّوِيلَةَ عَلَى رَأْسِي وَعَمَّمَتْنِي فَوْقَهَا، ثُمَّ قَالَتِ: اذْهَبِ الْآنَ فَاكْتُبْ "

893 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابٍ الطِّيبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيُّ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: «§لَا يَنْبَغِي أَنْ تُتْرَكَ الْعَمَائِمُ، وَلَقَدِ اعْتَمَمْتُ وَمَا فِي وَجْهِي شَعْرَةٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا مُعْتَمًّا»

قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ " §أَنَّهُ دَخَلَ هَذَا الْمَسْجِدَ ذَاتَ يَوْمٍ بِغَيْرِ عِمَامَةٍ، قَالَ: فَسَبَّنِي أَبِي سِبَابًا شَدِيدًا، قَالَ: فَقَالَ لِي: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَذْكُرَ سِبَابَهُ إِيَّايَ، وَقَالَ: أَتَدْخُلُ الْمَسْجِدَ مُنْحَسِرًا لَيْسَ عَلَيْكَ عِمَامَةٌ، قَالَ مَالِكٌ: وَالْعَمَائِمُ وَالِانْتِعَالُ مِنْ عَمَلِ الْعَرَبِ الْمَاضِينَ لَا تَكَادُ تَعْمَلَهُ الْأَعَاجِمُ "

ويستحب أن يكون أحد طرفي العمامة مسدولا

§وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ أَحَدُ طَرَفَيِ الْعِمَامَةِ مَسْدُولًا

894 - لِمَا أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ مِنًى، فَسَأَلَهُ عَنْ إِرْخَاءِ طَرْفِ الْعِمَامَةِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أُحَدِّثُكَ عَنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً وَأَمَّرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ عَلَيْهَا، وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً، فَقَالَ: «§خُذْهُ بِسْمِ اللَّهِ وَبَرَكَتِهِ» ، وَأَمَّرَ بِلَالًا فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ: «اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَجْبُنُوا، هَذِهِ سُنَّةُ اللَّهِ، وَسُنَّةُ رَسُولِهِ» ، وَعَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عِمَامَةٌ مِنْ كَرَابِيسَ مَصْبُوغَةٌ بِسَوَادٍ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَّ عِمَامَتَهُ، ثُمَّ عَمَّمَهُ بِيَدِهِ وَأَفْضَلَ عِمَامَتِهِ مَوْضِعَ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، فَقَالَ: «هَكَذَا فَاعْتَمَّ، فَإِنَّهُ أَحْسَنُ وَأَجْمَلُ»

لباسه الطيلسان

§لِبَاسُهُ الطَّيْلَسَانُ

895 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَ أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: §«كَانَ مَالِكٌ إِذَا عُرِضَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأُ تَهَيَّأَ وَلَبِسَ ثِيَابَهُ وَتَاجَهُ أَوْ سَاجَهُ وَعِمَامَتَهُ، ثُمَّ أَطْرَقَ فَلَا يَتَنَخَّمُ وَلَا يَبْزُقُ، وَلَا يَعْبَثُ بِشَيْءٍ مِنْ لِحْيَتِهِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ، إِعْظَامًا لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

896 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْأَنْبَارِيُّ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْمُنْكَدِرِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ وَهُوَ يَمْشِي وَعَلَيْهِ طَيْلَسَانٌ، فَسَقَطَ عَنْهُ طَيْلَسَانُهُ فَسَوَّيْتُهُ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» ، فَقُلْتُ: مَنْ ذَكَرَهُ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«كُلُّ مَعْرُوفٍ صَنَعْتَهُ إِلَى غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ فَهُوَ صَدَقَةٌ»

لباس المحدث الخاتم

§لِبَاسُ الْمُحَدِّثِ الْخَاتَمَ

897 - أنا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ: هَلِ اصْطَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أَخَّرَ ذَاتَ لَيْلَةٍ رَسُولُ اللَّهِ صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى، فَلَمَّا صَلَّى أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَيْنَا فَقَالَ: «§إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلُّوا وَنَامُوا، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ» ، قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ "

أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ شَرِيكٌ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ §«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ فِي يَمِينِهِ»

899 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، §«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ، وَكَانَ فَصُّهُ فِي بَاطِنِ كَفِّهِ» وَرُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ، وَعَنْ أَنَسٍ أَيْضًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَخَتَّمَ فِي يَمِينِهِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مُبَاحٌ فَأَيُّهُمَا فَعَلَ لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ

تسريحه لحيته

§900 - تَسْرِيحُهُ لِحْيَتَهُ

901 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْبَيْعُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ الْوَاسِطِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ هَرِمٍ السَّدُوسِيُّ، نا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §" خَمْسٌ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُهُنَّ فِي سَفَرٍ وَلَا حَضَرٍ: الْمِرْآةُ، وَالْمُكْحُلَةُ، وَالْمُشْطُ، وَالْمِدْرَى، وَالسِّوَاكُ "

902 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، أنا أَبُو ذَرٍّ الْحَدَّادُ الصَّقْرُ بْنُ حُسَيْنٍ، بَصْرِيٌّ نا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، §«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَرِّحُ لِحْيَتَهُ بِالْمُشْطِ»

903 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اللَّبَّانِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْأَعْيَنُ، نا أَبُو سَلَمَةَ يَعْنِي الْخُزَاعِيَّ، قَالَ: §" كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ يُحَدِّثُ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، وَلَبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ، وَلَبِسَ قَلَنْسُوَتَهُ وَمَشَّطَ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «أُوَقِّرُ بِهِ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

بخوره ومسه من الطيب

§بَخُورُهُ وَمَسُّهُ مِنَ الطِّيبِ

904 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرَوَيْهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو بِشْرٍ، صَاحِبُ الْبَصْرِيُّ وَكَانَ لَقَبُهُ الْمُزَلِّقُ، نا يَزِيدُ - وَقَالَ الْحَسَنُ: - عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«كُنَّا نَعْرِفُ خُرُوجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِيحِ الطِّيبِ»

905 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْغَضِيضِيُّ، نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا اسْتَجْمَرَ، اسْتَجْمَرَ بِالْأَلُوَّةِ غَيْرَ مُطَرَّاةٍ، وَكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مَعَ الْأَلُوَّةِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

906 - أنا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا بِحُلْوَانَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شَيْبَةَ دَاوُدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رُوزِبَةَ، يَقُولُ: §«كَانَ عُمَرُ بْنُ أَبَانَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا فَيَمُرُّ بِنَا وَهُوَ طَيِّبُ الرِّيحِ حَسَنُ الثِّيَابِ، فَسَمَّوْهُ أَهْلُ خُرَاسَانَ مُشْكَدَانَةَ لِطِيبِ رِيحِهِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مُشْكَدَانَةُ بَلُغَتِهِمْ وِعَاءُ الْمِسْكِ

نظره في المرآة

§نَظَرُهُ فِي الْمِرْآةِ

907 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّجَّادُ، إِمْلَاءً، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا هَارُونُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الشَّامِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَبْصَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْوَةً فِيهَا مَاءٌ فَاطَّلَعَ فِيهَا فَرَأَى رَأْسَهُ وَلُمَّتَهُ وَوَجْهَهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «§إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى إِخْوَانِهِ فَلْيُهَيِّئْ مِنْ نَفْسِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ»

908 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْمَاطِيُّ، قَالَا: نا سَالِمُ بْنُ قَادِمٍ، نا هَاشِمُ بْنُ عِيسَى الْيَزَنِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَظَرَ وَجْهَهُ فِي الْمِرْآةِ قَالَ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَوَّى خَلْقِي فَعَدَّلَهُ، وَكَرَّمَ صُورَةَ وَجْهِي فَحَسَّنَهَا، وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»

909 - أنا عَلِيٌّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّكَّرِيِّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنْدِيُّ بِمَكَّةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَرَائِطِيُّ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ §«يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَنْظُرَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى وَجْهِهِ فِي الْمِرْآةِ، فَإِنْ كَانَ حَسَنًا لَمْ يَشِنْهُ بِفَعْلٍ قَبِيحٍ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا لَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ قَبِيحَيْنِ»

لباسه النعلين

§لِبَاسُهُ النَّعْلَيْنِ

910 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، نا زَيْدُ بْنُ الْمُهْتَدِي، بِمَرْوَرُّوذَ، نا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا عَمْرُ بْنُ هَارُونَ، نا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أُمِرْتُ بِالْخَاتَمِ وَالنَّعْلَيْنِ»

911 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، إِمْلَاءً، نا أَبُو خَالِدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْحَضْرَمِيُّ، نا عَبَّادُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " {§خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31] قَالَ: «صَلُّوا فِي نِعَالِكُمْ» وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْ نَعْلَيْهِ قِبَالَانِ، فَإِنَّ نَعْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ كَذَلِكَ

912 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، نا عَفَّانُ، نا هَمَّامُ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: §«كَانَ لِنَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَالَانِ وَتَكُونُ جَيِّدَةُ الْحِذْوِ، صَفْرَاءُ اللَّوْنِ»

913 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ الْمُعَدَّلُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نا الْفَيْضُ بْنُ وَثيقٍ، نا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، نا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ جُدْعَانَ: «يَا عَمْرُو بْنَ جُدْعَانَ» §إِذَا اشْتَرَيْتَ نَعْلًا فَاسْتَجِدْهَا، وَإِذَا اشْتَرَيْتَ ثَوْبًا فَاسْتَجِدْهُ "

914 - نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَى بَعْضُ بَنِي جَعْفَرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بَأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْسَلْ مَعِي مَنْ يَشْتَرِي لِي نَعْلًا وَخَاتَمًا، فَدَعَا لَهُ بِلَالَ بْنَ رَبَاحٍ فَقَالَ: «§انْطَلِقْ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرِ لَهُ نَعْلًا وَاسْتَجِدْهَا، وَلَا تَكُنْ سَوْدَاءَ، وَاشْتَرِ لَهُ خَاتَمًا، وَلْيَكُنْ فَصُّهُ عَقِيقًا؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَخَتَّمَ بِالْعَقِيقِ لَمْ يُقْضَ لَهُ إِلَّا بِالَّذِي هُوَ أَسْعَدُ»

915 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ الْأَزْهَرِيُّ الْأَدِيبُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، نا أَبُو مَسْعُودٍ سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ الرَّازِيُّ، نا ابْنُ الْعَذْرَاءِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §" مَنْ لَبِسَ نَعْلًا صَفْرَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سُرُورٍ مَا دَامَ لَابِسُهَا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُّرُّ النَّاظِرِينَ " وَيَبْتَدِئُ فِي لُبْسِ نَعْلَيْهِ بِالْيُمْنَى مِنْهُمَا، فَإِنَّ السُّنَّةَ ذَلِكَ

916 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ الْمِصْرِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، نا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِذَا لَبِسْتُمْ وَإِذْا تَوَضَّأْتُمْ فَابْدَءُوا بِمَيَامِنِكُمْ»

917 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلَانَ الْبَزَّازُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أنا النَّضْرُ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي أَمْرِهِ أَوْ شَأْنِهِ، فِي تَنَعُّلِهِ وَفِي تَرَجُّلِهِ وَطَهُورِهِ» وَلَا يَلْبَسُ نَعْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ، فَإِنَّهُ مَنْهِيُّ عَنْ ذَلِكَ

918 - أنا غَيْلَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّمْسَارُ، أنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، نا عَنْبَسَةُ بْنُ سَالِمٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ»

919 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الْمُعَدَّلُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّقْرِ السُّكَّرِيُّ، نا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«انْتَعَلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ فَأَحْدَثَ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ وَهُوَ قَائِمٌ»

وإذا انقطعت إحدى نعليه وهو يمشي فينبغي أن يجلس حتى يصلحها، ولا يمشي في الأخرى على انفرادها

§وَإِذَا انْقَطَعَتْ إِحْدَى نَعْلَيْهِ وَهُوَ يَمْشِي فَيَنْبَغِي أَنْ يَجْلِسَ حَتَّى يُصْلِحَهَا، وَلَا يَمْشِي فِي الْأُخْرَى عَلَى انْفِرَادِهَا

920 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوسَتٍ الْبَزَّازُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا أَبُو الْيَمَانِ، نا شُعَيْبُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْرَجَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يَمْشِ أَحَدُكُمْ فِي النَّعْلِ الْوَاحِدَةِ، لِيَخْلَعْهُمَا جَمِيعًا أَوْ لِيَنْتَعِلْهُمَا جَمِيعًا»

اقتصاده في مشيه

§اقْتِصَادِهِ فِي مَشْيِهِ

921 - أنا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ السِّمْسَارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«التُّؤَدَةُ وَالِاقْتِصَادُ وَالسَّمْتُ الْحَسَنُ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ»

922 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا الْوَلِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صُهْبَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«سُرْعَةُ الْمَشْيِ تُذْهِبُ بَهَاءَ الْمُؤْمِنِ» وَيَنْبَغِي أَنْ يَمْنَعَ أَصْحَابَهُ مِنَ الْمَشْيِ وَرَاءَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِتْنَةً لِلْمَتْبُوعِ، وَذِلَّةً لِلْمُتَّبِعِ

923 - أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §«مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ أَكَلَ مُتَّكِئًا، وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلَانِ»

924 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرِقِ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّقَطِيُّ، نا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْأَوَّلِ، نا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ قَوْمًا يَتَّبِعُونَ أُبَيًّا قَالَ: فَرَفَعَ عَلَيْهِمُ الدِّرَّةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اتَّقِ اللَّهَ، فَقَالَ: «§أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا فِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوعِ، مَذَلَّةٌ لِلتَّابِعِ»

925 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، نا آدَمُ، نا شُعْبَةُ، نا الْهَيْثَمُ، قَالَ: رَأَى عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ نَاسًا يَتَّبِعُونَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ «إِنَّ §صَنِيعَكُمْ، أَوْ مَشْيَكُمْ هَذَا مَذَلَّةٌ لِلتَّابِعِ، وَفِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوعِ»

926 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا سُفْيَانُ، عَنْ بَعْضِ الْبَصْرِيِّينَ، عَنِ الْحَسَنِ، مَشَوْا خَلْفَهُ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «§رَحِمَكُمُ اللَّهُ، مَا يُبْقِي هَذَا مِنْ مُؤْمِنٍ ضَعِيفٍ»

927 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْآدَمِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: §«خَفْقُ النِّعَالِ خَلْفَ الرِّجَالِ قَلَّ مَا يَلْبَثُ الْحَمْقَى» وَيَأْمُرُ مَنْ صَحِبَهُ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى جَنْبِهِ

928 - لِمَا أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقِصْرِيُّ، نا عَمِّي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَزْدِيُّ الضَّرِيرُ الْمُقْرِئُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، يَعْنِي الدَّوْرَقِيَّ، نا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §" مَشَيْتُ وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْتَبِرُهُ فَأَنْظُرُ يَكْرَهُ أَنْ أَمْشِيَ وَرَاءَهُ أَوْ يُحِبَّ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَالْتَمَسْنِي بِيَدِهِ فَأَلْحَقَنِي بِهِ حَتَّى مَشَيْتُ بِجَنْبِهِ، ثُمَّ تَخَلَّفْتُ الثَّانِيَةَ أَمْشِي وَرَاءَهُ فَالْتَمَسْنِي بِيَدِهِ فَأَلْحَقَنِي بِهِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ ذَلِكَ "

929 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: §«كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ أَنْ تُوطَأَ عَقِبَيْهِ وَلَكِنْ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ»

ابتداؤه بالسلام لمن لقيه من المسلمين

§ابْتِدَاؤُهُ بِالسَّلَامِ لِمَنْ لَقِيَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

930 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، نا رُسْتَهُ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«الْبَادِئُ بِالسَّلَامِ بَرِيءٌ مِنَ الْكِبْرِ»

931 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ، نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ بَدَأَ بِالسَّلَامِ فَهُوَ أَوْلَى بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ» وَلَا يَجُوزُ لَهُ إِذَا لَقِيَهُ ذَمِّيُّ أَنْ يَبْدَأَهُ بِالسَّلَامِ

932 - لِمَا أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَبْتَدِئُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلَامِ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا» فَإِنْ سَلَّمَ الذِّمِّيُّ عَلَيْهِ لَزِمَهُ الرَّدُّ

933 - أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، نا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §" مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَارْدُدْ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ مَجُوسِيًّا؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةِ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] " فَإِذَا رَدَّ السَّلَامَ عَلَى الذِّمِّيِّ لَمْ يَزِدْ عَلَى أَنْ يَقُولَ: وَعَلَيْكُمْ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ السُّنَّةُ

934 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّبِيِّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْنَا فَكَيْفَ نَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: " §قُولُوا: عَلَيْكُمْ "

935 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زَاذَوَيْهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " §أُمِرْنَا أَنْ لَا نَزِيدَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى: وَعَلَيْكُمْ " وَيَعُمُّ بِالسَّلَامِ كَافَّةَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى الصِّبْيَانِ غَيْرِ الْبَالِغِينَ

936 - فَقَدْ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأُشْنَانِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الصَّغَانِيُّ، نا أَبُو النَّضْرِ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فَمَرَّ عَلَى الصِّبْيَانِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ §«أَنَّهُ مَرَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ»

دخوله على أهل مجلسه إذا دخل على أهل المجلس فلا يسلم عليهم حتى ينتهي إليهم

§دُخُولُهُ عَلَى أَهْلِ مَجْلِسِهِ إِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ فَلَا يُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَيْهِمْ

937 - لِمَا أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالُوا: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، قَالَ: " §أَتَيْتُ مَنْزِلَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: فَجَلَسْنَا فِي بَيْتٍ نَنْتَظِرُهُ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ لَمْ يُسَلِّمْ حَتَّى دَخَلَ فَقَامَ فِي مَوْضِعِ مَجْلِسِهِ، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَنَا فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ " وَيُمْنَعُ مَنْ كَانَ جَالِسًا مِنَ الْقِيَامِ لَهُ، فَإِنَّ السُّكُونَ إِلَى ذَلِكَ مِنَ آفَاتِ النَّفْسِ

938 - وَقَدْ أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ، عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصَاهُ فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ: §«لَا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الْأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا»

939 - نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلَانَ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَاسَرْجِسِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أنا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ - وَكَانَ ثِقَةً - نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، وَكَانُوا لَا يَقُومُونَ لَهُ، لِمَا يَعْرِفُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ»

940 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَدَمِيُّ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا سَعِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ الرَّازِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ، قَاضِي الْبَصْرَةِ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي شَيْخٍ الْهُنَائِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» وَيُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ جُلُوسِهِ

941 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ غَانِمِ بْنِ حَمُّوَيْهِ الْمُهَلَّبِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الْبُوشَنْجِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ، يَقُولُ: §«كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَجْلِسُ فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَبْنَاءُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَلَا يَجْتَرِئُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْ يَبْتَدِئَهُمَ بِحَدِيثٍ أَوْ يَجِيئَهُ سَائِلٌ فَيَسْأَلَ فَيَسْمَعُونَ»

استحباب جلوسه متربعا مع كونه متخشعا

§اسْتِحْبَابُ جُلُوسِهِ مُتَرَبِّعًا مَعَ كَوْنِهِ مُتَخَشِّعًا

942 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ تَرَبَّعَ فِي مَجْلِسِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسْنَاءَ»

943 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ النِّجَادِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْخَيْرِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، نا ذَيَّالُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي حَنْظَلَةُ بْنُ حِذْيَمٍ قَالَ: §«أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ جَالِسًا مُتَرَبِّعًا»

944 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو السَّوَّارِ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ اللَّاحِقِيُّ، - وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارٍ - قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ أَبُو الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتَايَ صَفِيَّةُ، وَدُحَيْبَةُ بِنْتَا عُلَيْبَةَ - وَكَانَتَا رَبِيبَتَيْ قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ - أَنَّ قَيْلَةَ، حَدَّثَتْهُمَا §«أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَاعِدٌ الْقُرْفُصَاءَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ الْمُتَخَشِّعَ فِي الْجِلْسَةِ أُرْعِدْتُ مِنَ الْفَرَقِ» وَيُكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ يَدَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ وَيَتَّكِئُ عَلَيْهَا

945 - لِمَا أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكَاتِبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الضُّبَعِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: " مَرَّ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَضَعْتُ يَدِي الْيُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا فَقَالَ لِي: §«أَتَقْعُدُ قَعْدَةَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنْزِعَ نَعْلَيْهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَرْوَحُ لِقَدِمَيْهِ

946 - وَقَدْ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، نا أَبُو يَزِيدَ خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ، نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،: §«مِنَ السُّنَّةَ إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْلَعَ نَعْلَيْهِ فَيَضَعَهُمَا إِلَى جَنْبِهِ»

947 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الضَّرَّابُ، نا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا هُشَيْمُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §«إِذَا نُزِعَتِ النَّعْلَانِ اسْتَرَاحَتِ الْقَدَمَانِ»

948 - أَخْبَرَنِي ابْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أنا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَالِمٍ، نا عُمَرُ السَّذَابِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: §«مَثَلُ النَّعْلَيْنِ فِي الرِّجْلَيْنِ وَأَنْتَ جَالِسٌ مَثَلُ الْإِكَافِ عَلَى ظَهْرِ الْحِمَارِ»

949 - أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَسَّانَ بْنِ جَبَلَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الزِّيَادِيُّ، قَالَ: أَتَيْنَا حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فِي الصَّيْفِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: «اخْلَعُوا نِعَالَكُمْ فَإِنَّ فِيهَا رَاحَةً» ، فَإِنَّ أَيُّوبَ كَانَ يَقُولُ: §«إِنَّ النَّعْلَ فِي رِجْلِ الرَّجُلِ بِمَنْزِلَةِ الْإِكَافِ عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ»

استعماله لطيف الخطاب وتحفظه في منطقه

§اسْتِعْمَالُهُ لَطِيفُ الْخِطَابِ وَتَحَفُّظُهُ فِي مَنْطِقِهِ

950 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أنا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْأَشْعَثُ الْكُوفِيُّ، بِمِصْرَ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، نا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِكَلِمَةٍ يُلَطِّفُهُ بِهَا، أَوْ مَجْلِسٍ يُكْرِمُهُ بِهِ، لَمْ يَزَلْ فِي ظِلِّ اللَّهِ مَمْدُودٌ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ»

951 - أنا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلَانَ الْبَزَّازُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، نا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §«اجْلِسْ يَا بُنَيَّ»

952 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى الْعُكْلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ: تَحْتَ إِبِطِكَ، فَقَالَ عُمَرُ: " §وَمَا عَلَى أَحَدِكُمْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِأَجَمْلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: لَوْ قَالَ: تَحْتَ يَدِكَ، كَانَ أَجْمَلَ "

تجنبه المزاح مع أهل المجلس يجب أن يتقي المزاح في مجلسه؛ فإنه يسقط الحشمة، ويقل الهيبة

§تَجَنُّبُهُ الْمِزَاحَ مَعَ أَهْلِ الْمَجْلِسِ يَجِبُ أَنْ يَتَّقِيَ الْمِزَاحَ فِي مَجْلِسِهِ؛ فَإِنَّهُ يُسْقِطُ الْحِشْمَةَ، وَيُقِلُّ الْهَيْبَةَ

953 - وَقَدْ أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْإِيَادِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي حَمْدُونُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَالِمٍ السِّمْسَارُ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ مُجَاشِعٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا أَحْنَفُ «§مَنْ كَثُرَ ضَحِكُهُ قَلَّتْ هَيْبَتُهُ، وَمَنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْءٍ عُرِفَ بِهِ، وَمَنْ مَزَحَ اسْتُخِفَّ بِهِ»

954 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْزِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رِزْمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ «§لَا تُمَازِحِ الشَّرِيفَ فَيَحْقِدَ عَلَيْكَ، وَلَا تُمَازِحِ الدَّنِيءَ فَيَجْتَرِئَ عَلَيْكَ»

955 - أَخْبَرَنِي مَكِّيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْجُرَيْرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ هَارُونَ الْمَرَاغِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَحْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يَقُولُ: " §قَالَتْ لِي أُمِّي: يَا بُنَيَّ لَا تُمَازِحِ الصِّبْيَانَ فَتَهُونُ عَلَيْهِمْ "

956 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: «§الْمِزَاحُ يَأْكُلُ الْهَيْبَةَ، كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ»

957 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْحِيرِيُّ، نا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُخَرِّمِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا، يَقُولُ لِابْنِهِ كِدَامٍ: [البحر الكامل] §إِنِّي مَنَحْتُكُ يَا كِدَامُ نَصِيحَتِي ... فَاسْمَعْ لِقَوْلِ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيقِ أَمَّا الْمِزَاحُ وَالْمِرَاءُ فَدَعْهُمَا ... خُلُقَانِ لَا أَرْضَاهُمَا لِصِدِّيقِ إِنِّي بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَجِدْهُمَا ... لِمُجَاوِرٍ جَارًا وَلَا لِرَفِيقِ وَالْخُرْقُ يُزْرِي بِالْفَتَى فِي قَوْمِهِ ... وَعُرُوقِهِ فِي النَّاسِ أَيَّ عُرُوقِ"

في أنه يجوز له الإنكار على من ترك بحضرته الوقار

§فِي أَنَّهُ يَجُوزُ لَهُ الْإِنْكَارُ عَلَى مَنْ تَرَكَ بِحَضْرَتِهِ الْوَقَارَ

958 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ نُوحٍ الْبَجَلِيُّ، نا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْكُوفَةَ، وَذَلِكَ مُنْذُ زَمَانٍ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَسُوءِ رَعَتِهِمْ، قَالَ: «§شِنْتُمُ الْعِلْمَ وَأَهْلِهِ، لَوْ أَدْرَكَنِي وَإِيَّاكُمْ عُمَرُ لَأَوْجَعَنَا ضَرْبًا»

959 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ - وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِهِ - قَالَا: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَجِئْنَاهُ نَطْلُبُ الْحَدِيثَ مِنْهُ - «§قَدْ شِنْتُمُ الْحَدِيثَ وَأَذْهَبْتُمْ نُورَهُ، لَوْ رَآنِي عُمَرُ وَإِيَّاكُمْ لَأَوْجَعَنَا بِالدِّرَّةِ»

960 - نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْفَارِسِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْأَبْهَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ حَمَّادِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ، يَقُولُ: - وَقَدْ أَشْرَفَ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ فَرَأَى مِنْهُمْ شَيْئًا - فَقَالَ: §«أَنْتُمْ إِلَى يَسِيرٍ مِنَ الْأَدَبِ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الْعِلْمِ»

961 - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارُ بِأَصْبَهَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، إِمْلَاءً، نا أَبُو سَعْدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْهَرَوِيُّ بِمَكَّةَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ، قَالَ: §" كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَجْلِسَ لِلْحَدِيثِ اغْتَسَلَ، وَتَبَخَّرَ، وَتُطَيَّبَ، فَإِنْ رَفَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ فِي مَجْلِسِهِ زَبَرَهُ، وَقَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينُ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] فَمَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ عِنْدَ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ فَكَأَنَّمَا رَفَعَ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

استحباب النكير بالرفق دون الإغلاظ والخرق

§اسْتِحْبَابُ النَّكِيرِ بِالرِّفْقِ دُونَ الْإِغْلَاظِ وَالْخَرْقِ

962 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، نا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، نا بَكْرُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكُوفِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْخُرْقِ»

963 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكِتَابِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نا كَثِيرُ بْنُ حَبِيبٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«عَلَيْكُمْ بِالرِّفْقِ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ»

964 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، بِالْبَصْرَةِ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ»

الأحوال التي يكره التحديث فيها

§الْأَحْوَالُ الَّتِي يُكْرَهُ التَّحْدِيثُ فِيهَا

965 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا شُعْبَةُ، نا قَتَادَةُ، قَالَ: " §سَأَلْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ " يُكْرَهُ التَّحْدِيثُ فِي حَالَتَيِ الْمَشْيِ وَالْقِيَامِ حَتَّى يَجْلِسَ الرَّاوِي وَالسَّامِعُ مَعًا، وَيَسْتَوْطِنَا فَيَكُونَ ذَلِكَ أَحْضَرَ لِلْقَلْبِ، وَأَجْمَعَ لِلْفَهْمِ

أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: «§أَتَيْنَا سَعِيدًا، يَعْنِي ابْنَ حَيَّانَ، نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ، فَوَافَقْنَاهُ قَائِمًا، أَوْ نَحْنُ قِيَامٌ»

967 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا أَيُّوبُ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ حَدِيثٍ، بَعْدَ مَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ: §«إِنَّهُ لَيْسَ كُلُّ حِينٍ أَحْلِبُ فَأَشْرَبُ»

968 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، نا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرَيْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَاضِي الْمَدِينَةِ قَالَ: §" مَرَّ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَلَى أَبِي حَازِمٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ فَجَازَهُ، فَقَالَ: «إِنِّي لَمْ أَجِدْ مَوْضِعًا أَجْلِسُ فِيهِ فَكَرِهْتُ أَنْ آخُذَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا قَائِمٌ»

969 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ بِالْبَصْرَةِ، نا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ الطَّيِّبِ الْبَلُّوطِيُّ بِالْأَهْوَازِ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمُ ابْنُ الْقَاسِمِ، أَوْ غَيْرُهُ، قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ: لِمَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؟ قَالَ: «§أَتَيْتُهُ وَالنَّاسُ يَكْتُبُونَ عَنْهُ قِيَامًا، فَأَجْلَلْتُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَكْتُبَهُ وَأَنَا قَائِمٌ»

970 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ بِهَمَذَانَ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ حَدِيثٍ وَأَنَا أَصْحَبُهُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ: " §هَذَا حَدِيثٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكْرَهُ أَنْ أُحَدِّثَكَ وَنَحْنُ نَسْتَطْرِقُ الطَّرِيقَ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَجْلِسَ وَأُحَدِّثَكَ بِهِ فَعَلْتُ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَصْحَبْنِي إِلَى مَنْزِلِي وَأُحَدِّثَكَ بِهِ فَعَلْتُ، قَالَ: فَصَحِبْتُهُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَجَلَسَ وَتُمَكَّنَ ثُمَّ حَدَّثَنِي بِهِ "

971 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: §«كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَكْرَهُ أَنْ يُسْأَلَ وَهُوَ يَمْشِي» وَهَكَذَا يُكْرَهُ لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يَرْوِيَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ

972 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ، يَعْنِي ابْنَ عِمْرَانَ، قَالَا: أنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ يَقُولُ: §«أَقْعِدُونِي فَإِنِّي أُعَظِّمُ أَنْ أُحَدِّثَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[409]- وَأَنَا مُضْطَجِعٌ»

973 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، " §أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، فَجَلَسَ فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: وَدِدْتُ أَنَّكَ لَمْ تَتَعَنَّ، فَقَالَ: «إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحَدِّثَكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ»

974 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُخَرِّمِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِيرْيَابِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: «كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ يَقُولُ» §أَقْعِدُونِي، فَإِنِّي أُعَظِّمُ أَنْ أُحَدِّثَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ "

من كره التحدث على غير طهارة

§مَنْ كَرِهَ التَّحَدُّثَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ

975 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعَانَ الرَّزَّازُ، نا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، قَالَ: §«كَانَ قَتَادَةُ يَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ»

976 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ اللَّبَّانِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، وأنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبُهْلُولِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: §«لَقَدْ كَانَ يُسْتَحَبُّ أَلَّا تُقْرَأَ الْأَحَادِيثُ الَّتِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَلَى وُضُوءٍ، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ»

977 - أنا أَبُو الْفَتْحِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الدَّلِيلِيُّ بِأَصْبَهَانَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا أَبُو سَعِيدٍ مُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ، يَقُولُ: §«كَانَ مَالِكٌ لَا يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا وَهُوَ عَلَى طَهَارَةٍ، إِجْلَالًا لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ»

من كان إذا أراد التحديث على غير طهارة تيمم

§مَنْ كَانَ إِذَا أَرَادَ التَّحْدِيثَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ تَيَمَّمَ

978 - أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْمَاطِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا الْأَحْمَسِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: «رَأَيْتُ الْأَعْمَشَ §إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحَدِّثَ عَلَى غَيْرِ طُهُورٍ تَيَمَّمَ»

979 - أنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ، نا الْقَافِلَائِيُّ، نا الْأَحْمَسِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعُصْفُرِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ الْأَعْمَشَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحَدِّثَ عَلَى غَيْرِ طُهُورٍ تَيَمَّمَ، وَقَالَ الْأَعْمَشُ: عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: §«كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُحَدِّثُوا عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَرَاهَةُ مَنْ كَرِهَ التَّحْدِيثَ فِي الْأَحْوَالِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مِنَ الْمَشْيِ، وَالْقِيَامِ، وَالِاضْطِجَاعِ، وَعَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، إِنَّمَا هِيَ عَلَى سَبِيلِ التَّوْقِيرِ لِلْحَدِيثِ وَالتَّعْظِيمِ وَالتَّنْزِيهِ لَهُ، وَلَوْ حَدَّثَ مُحَدِّثٌ فِي هَذِهِ الْأَحْوَالِ لَمْ يَكُنْ مَأْثُومًا، وَلَا فَعَلَ أَمْرًا مَحْظُورًا، وَأَجَلُّ الْكُتُبِ كِتَابُ اللَّهِ وَقِرَاءَتُهُ فِي هَذِهِ الْأَحْوَالِ جَائِزَةٌ، فَقِرَاءَةُ الْحَدِيثِ فِيهَا بِالْجَوَازِ أَوْلَى

تعديل المحدث مجلسه مع أصحابه وإقباله على جماعتهم بوجهه

§تَعْدِيلُ الْمُحَدِّثِ مَجْلِسَهُ مَعَ أَصْحَابِهِ وَإِقْبَالُهُ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ بِوَجْهِهِ

980 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، بِالْكُوفَةِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ نا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«مَا أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ قَطُّ»

981 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الضَّرَّابُ، نا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: «إِنَّ §مِنَ السُّنَّةِ إِذَا حَدَّثَ الْقَوْمَ أَنْ يُقْبِلَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا»

982 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّارِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْخَيْرِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: §«كَانُوا يُحِبُّونَ إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ أَنْ لَا يُقْبِلَ عَلَى الرَّجُلِ الْوَاحِدِ، وَلَكِنْ لِيَعُمَّهُمْ»

983 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهِ الْحَافِظُ، بِأَصْبَهَانَ، أنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ، نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَلْجٍ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ خَالُ عِيسَى بْنِ شَاذَانَ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ: §«أَنْتَ وَاقِفٌ فِي الظِّلِّ وَأَصْحَابُكُ فِي الشَّمْسِ»

984 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُؤَذِّنُ، جَارُنَا، قَالَ: سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالَ، يَقُولُ: " §جَاءَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِاللَّيْلِ فَدَقَّ عَلَيَّ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا أَحْمَدُ، فَبَادَرْتُ أَنْ خَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَمَسَّانِي وَمَسَّيْتُهُ، قُلْتُ: حَاجَةٌ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، شَغَلَتِ الْيَوْمَ قَلْبِي، قُلْتُ: بِمَاذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: جُزْتُ عَلَيْكَ الْيَوْمَ وَأَنْتَ قَاعِدٌ تُحَدِّثُ النَّاسَ فِي الْفَيْءِ، وَالنَّاسُ فِي الشَّمْسِ بِأَيْدِيهِمُ الْأَقْلَامُ وَالدَّفَاتِرُ، لَا تَفْعَلْ مَرَّةً أُخْرَى، إِذَا قَعَدْتَ فَاقْعُدْ مَعَ النَّاسِ "

خشوعه في حال الرواية

§خُشُوعُهُ فِي حَالِ الرِّوَايَةِ

985 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، قَالَ: «§كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَتَحَدَّثُ فَيَضْحَكُ، فَإِذَا جَاءَ الْحَدِيثُ خَشَعَ»

استحباب خفض صوته

§اسْتِحْبَابُ خَفْضِ صَوْتِهِ

986 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي الْحَضْرَمِيَّ نا جُبَارَةُ، نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الصَّوْتَ الْخَفِيضَ، وَيُبْغِضُ الصَّوْتَ الرَّفِيعَ» وَيَجِبُ أَنْ لَا يُجَاوِزَ صَوْتُ الْمُحَدِّثِ مَجْلِسَهُ، وَلَا يَقْصُرَ عَنِ الْحَاضِرِينَ

987 - أنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّلِيطِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا صَفْوَانُ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، نا ابْنُ عُثْمَانَ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §«يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ لَا يَعْدُوَ صَوْتُهُ مَجْلِسَهُ»

988 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهِيتِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الدَّقِمِ، بِالرَّقَّةِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ، نا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ شَرِيكٍ، قَالَ: §«كَانَ الْأَعْمَشُ لَا يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَدِيثِ إِلَّا قَدْرَ مَا يَجُوزُ جُلَسَاءَهُ إِعْظَامًا لِلْعِلْمِ»

989 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِخَطِّ يَدِهِ، نا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ، يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، نا عَاصِمٌ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ فَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ فَرَفَعَ صَوْتَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: §«مَهْ فَإِنَّمَا يَكْفِي الرَّجُلَ مِنَ الْكَلَامِ أَنْ يُسْمِعَ جَلِيسَهُ» فَإِنْ حَضَرَ الْمَجْلِسَ سَيِّئُ السَّمْعِ وَجَبَ عَلَى الْمُحَدِّثِ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ بِالْحَدِيثِ حَتَّى يَسْمَعَهُ

990 - أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ مَكِّيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْحَرِيرِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَفِيفٍ الدَّرَّاجُ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَبِيبٍ النَّهْرَوَانِيُّ، نا أَبُو أَيُّوبَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِسْمَاعُ الْأَصَمِّ صَدَقَةٌ»

991 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الْهَمَذَانِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: " §أَتَى رَجُلٌ الْأَعْمَشَ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: زِدْنِي فِي السَّمَاعِ فَإِنِّي أَصَمُّ، قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ لَكَ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَوَّلُ طَالِعٍ، فَطَلَعَ رَقَبَةُ بْنُ مَسْقَلَةَ فَأَخْبَرَاهُ الْقِصَّةَ، فَقَالَ لِلْأَعْمَشِ: عَلَيْكَ أَنْ تُزِيدَهُ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ تَقْدِرُ أَنْ تَزِيدَ فِي صَوْتِكَ، وَهُوَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ فِي سَمْعِهِ، فَقَالَ الْأَعْمَشُ: «صَدَقْتَ»

جلوسه على المنبر ونحوه إذا كثر عدد من يحضر للسماع، وكانوا بحيث لا يبلغهم صوت الراوي ولا يرونه، استحب له أن يجلس على منبر أو غيره حتى يبدو للجماعة وجهه ويبلغهم صوته

§جُلُوسُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَنَحْوِهِ إِذَا كَثُرَ عَدَدُ مَنْ يَحْضُرُ لِلْسَمَاعِ، وَكَانُوا بِحَيْثُ لَا يَبْلُغُهُمْ صَوْتُ الرَّاوِي وَلَا يَرَوْنَهُ، اسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى مِنْبَرٍ أَوْ غَيْرِهِ حَتَّى يَبْدُوَ لِلْجَمَاعَةِ وَجْهُهُ وَيَبْلُغَهُمْ صَوْتُهُ

992 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ الْقَيْسِيِّ، قَالَ: §«قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَإِذَا كَثَرُوا صَعِدَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِهِ فَحَدَّثَهُمْ مِنْهُ»

أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ الْمُؤَذِّنُ، - زَادَ حَنْبَلٌ قَالَ: وَكَانَ مِنَ أَعْبَدِ أَهْلِ الْيَمَنِ، ثُمَّ اتَّفَقَا عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: «§قَدِمَ عَلَيْنَا عِكْرِمَةُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ حَتَّى أُصْعِدَ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتٍ» وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَكْرَهُ السَّمَاعَ مِمَّنْ لَا يَرَى وَجْهَهُ

994 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا قُرَادُ أَبُو نُوحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: " §إِذَا حَدَّثَكَ الْمُحَدِّثُ وَلَمْ تَرَ وَجْهَهُ، فَلَا تَرْوِ عَنْهُ؛ لَعَلَّهُ شَيْطَانٌ قَدْ تَصَوَّرَ فِي صُورَتِهِ، يَقُولُ: نا، وَأنا "

كراهة سرد الحديث واستحباب التمهل فيه

§كَرَاهَةُ سَرْدِ الْحَدِيثِ وَاسْتِحْبَابُ التَّمَهُّلِ فِيهِ

995 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: §«أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ؟ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، يُسْمِعُنِي ذَلِكَ، وَكُنْتُ أُسَبِّحُ، فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي، وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ سَرْدَكُمْ»

996 - أنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْرُدُ الْكَلَامَ كَسَرْدِكُمْ، وَلَكِنْ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ فَصْلٍ يَحْفَظُهُ مَنْ سَمِعَهُ»

ما يقال في خلال المجلس من الذكر إذا أمسك عن الرواية في خلال المجلس للاستراحة، ذكر الله تعالى في تلك الحال، وقد كان جماعة من أكابر السلف يفعلون ذلك

§مَا يُقَالُ فِي خِلَالِ الْمَجْلِسِ مِنَ الذِّكْرِ إِذَا أَمْسَكَ عَنِ الرِّوَايَةِ فِي خِلَالِ الْمَجْلِسِ لِلِاسْتِرَاحَةِ، ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي تِلْكَ الْحَالِ، وَقَدْ كَانَ جَمَاعَةٌ مِنَ أَكَابِرِ السَّلَفِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ

997 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، نا سَهْلُ بْنُ مُوسَى، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، نا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: §" كَانَ الْحَسَنُ عِنْدَ السَّكْتَةِ - يَعْنِي إِذَا سَكَتَ عَنِ الْحَدِيثِ - يَكُونُ هِجِّيرَاهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَكَانَ هِجِّيرَا مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ إِذَا سَكَتَ عَنِ الْحَدِيثِ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ لَكَ الشُّكْرُ "

998 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا إِسْمَاعِيلُ، يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، قَالَ: قُلْتُ لِفَقِيهٍ بِمَكَّةَ: " §إِنَّ لَنَا فَقِيهًا - أَعْنِي الْحَسَنَ، إِذَا سَكَتَ فَإِنَّمَا هِجِّيرَاهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَفَقِيهٌ، مَا قَالَهَا عَبْدٌ سَبْعِ مَرَّاتٍ، إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ "

999 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَلَاءِ الْخَلَّالُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، صَاحِبُ أَبِي صَخْرَةَ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ قُرَّةَ، قَالَ: " §كَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ عِنْدَ سَكْتَةِ الْقَوْمِ: أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ "

وَقَالَ قُرَّةُ: " §كَانَ الضَّحَّاكُ يَقُولُ عِنْدَ سَكْتَةِ الْقَوْمِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "

1000 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا - وَقَالَ ابْنُ الْفَضْلِ: - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ، نا عَارِمٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: " §كَانَ يُونُسُ يُحَدِّثُ ثُمَّ يَقُولُ: «أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ»

1001 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي الْفُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: كَانَ أَبِي يُحَدِّثُ بِخَمْسَةِ أَحَادِيثَ ثُمَّ يَقُولُ: «§أَمْهِلُوا، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ وَعَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ وَزِنَةَ مَا خَلَقَ وَزِنَةَ مَا هُوَ خَالِقٌ وَمِلْءَ مَا خَلَقَ وَمِلْءَ مَا هُوَ خَالِقٌ وَمِلْءَ سَمَاوَاتِهِ وَمِلْءَ أَرْضِهِ وَمَثَلَ ذَلِكَ وَأَضْعَافَ ذَلِكَ وَعَدَدَ خَلْقِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمُنْتَهَى رَحْمَتِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ وَمَبْلَغَ رِضَاهُ وَحَتَّى يَرْضَى وَإِذَا رَضِيَ وَعَدَدَ مَا ذَكَرَهُ بِهِ خَلْقُهُ فِي جَمِيعِ مَا مَضَى وَعَدَدَ مَا هُمْ ذَاكِرُوهُ فِيمَا بَقِيَ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَشَهْرٍ وَجُمُعَةٍ وَيَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَسَاعَةٍ مِنَ السَّاعَاتِ وَشَمٍّ وَنَفَسٍ مِنْ أَبَدٍ إِلَى الْأَبَدِ أَبَدِ الدُّنْيَا وَأَبَدِ الْآخِرَةِ أَمْرٌ مِنْ ذَلِكَ لَا يَنْقَطِعُ أُولَاهُ وَلَا يَنْفَدُ أُخْرَاهُ»

1002 - وَأنا ابْنُ بِشْرَانَ، أنا الْبَرْذَعِيُّ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ، أَنَّ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، رَأَى رَجُلًا فِيمَا يَرَى النَائِمُ كَانَ قَدْ أُصِيبَ بِبِلَادِ الرُّومِ قَالَ: " §مَا أَفْضَلَ مَا رَأَيْتَ ثَمَّ مِنَ الْأَعْمَالِ قَالَ: رَأَيْتُ تَسْبِيحَاتِ أَبِي الْمُعْتَمِرِ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ "

كراهة تكرير الحديث وإعادته

§كَرَاهَةُ تَكْرِيرِ الْحَدِيثِ وَإِعَادَتِهِ

1003 - أنا الْقَاضِي أَبُو زُرْعَةَ رَوْحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ أنا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: §«تَكْرِيرُ الْحَدِيثِ يَذْهَبُ بِنُورِهِ»

1004 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبِي، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: «§إِذَا أَعَدْتَ الْحَدِيثَ فِي مَجْلِسٍ أَذْهَبْتَ نُورَهُ» قَالَ: «وَمَا أَعَدْتُ عَلَى أَحَدٍ» وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: أَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «مَا قُلْتُ لِرَجُلٍ قَطُّ أَعِدْ عَلَيَّ» قَالَ: وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: «إِذَا أُعِيدَ الْحَدِيثُ فِي مَجْلِسٍ ذَهَبَ نُورُهُ»

1005 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ النَّقَّاشُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبُزُورِيُّ، نا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، نا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: §«فِي الزَّبُورِ مَكْتُوبٌ لَا يُحَدَّثُ بِالْحَدِيثِ فِي الْيَوْمِ إِلَّا مَرَّةً»

1006 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْعَمَّانيَّ، يَقُولُ سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْفَضْلِ الْبَجَلِيَّ، يَقُولُ: §" كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ الْوَاعِظُ يَتَكَلَّمُ يَوْمًا وَجَارَةٌ لَهُ تَسْمَعُ كَلَامَهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَيْهَا قَالَ لَهَا: كَيْفَ سَمِعْتِ كَلَامِي قَالَتْ: مَا أَحْسَنَهُ إِلَّا أَنَّكَ تُكْثِرُ تَرْدَادِهِ قَالَ: أُرَدِّدُهُ حَتَّى يَفْهَمَهُ مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ قَالَتْ: إِلَى أَنْ يَفْهَمَهُ مَنْ لَمْ يَفْهَمْهُ قَدْ مَلَّهُ مَنْ فَهَمَهُ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِذَا كَانَ تَعْوِيلُ السَّامِعِ عَلَى النَّقْلِ مِنْ كِتَابِ الْمُحَدِّثِ مَا سَمِعَهُ فَلَا وَجْهَ لِإِعَادَتِهِ وَتَكْرِيرِهِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مُعَوَّلُهَ عَلَى حِفْظِهِ عَنِ الرَّاوِي فَالْأَوْلَى بِالْمُحَدِّثِ تَكْرِيرُ مَا يَرْوِيهِ حَتَّى يَتْقِنَ السَّامِعُ حِفْظَهُ وَيَقَعَ لَهُ مَعْرِفَتُهُ وَفَهْمُهُ وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ إِثْرَ بَابِ كَيْفِيَّةِ الْحِفْظِ عَنِ الْمُحَدِّثِ وَسُقْنَا فِيهِ مَا لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَى إِعَادَتِهِ

باب تحري المحدث الصدق في مقاله وإيثاره ذلك على اختلاف أموره وأحواله

§بَابُ تَحَرِّي الْمُحَدِّثِ الصِّدْقَ فِي مَقَالِهِ وَإِيثَارِهِ ذَلِكَ عَلَى اخْتِلَافِ أُمُورِهِ وَأَحْوَالِهِ

1007 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، إِمْلَاءً، أنا أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وأنا أَسْمَعُ، نا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، نا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §أَحَدَكُمْ لَيَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ صَدِيقًا، وَيَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا»

1008 - أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الْوَرَّاقُ أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ أنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، فِي كِتَابِهِ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُطَرِّفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: §«قَلَّ مَا كَانَ رَجُلٌ صَادِقًا لَيْسَ بِكَاذِبٍ إِلَّا مُتَّعَ بِعَقْلِهِ وَلَمْ يُصِبْهُ مَا يُصِيبُ غَيْرَهُ مِنَ الْهِرَمِ وَالْخَرَفِ»

1009 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرٍ الطَّرَسُوسِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: قَالَ وَكِيعٌ: §«هَذِهِ صَنَاعَةٌ لَا يَرْتَفِعُ فِيهَا إِلَّا صَادِقٌ»

1010 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الرَّاوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْمَرُّوذِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَسُئِلَ: «§بِمَ بَلَغَ الْقَوْمُ حَتَّى مُدِحُوا» ، قَالَ: «بِالصِّدْقِ»

1011 - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهِيتِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّحَّادُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاهِينَ، نا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ شُجَاعٍ، نا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: §«إِنِّي لَأَحْسَبُ رَجُلًا لَوْ حَدَّثَ نَفْسَهُ بِالْكَذِبِ فِي الْحَدِيثِ لَعُرِفَ بِهِ»

1012 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْإِمَامُ، نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: §«لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَمَّ أَنْ يَكْذِبَ فِي الْحَدِيثِ أَسْقَطَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»

حذره إذا روى الحديث وتوقيه خوفا من وقوع الزلل والوهم فيه

§حِذْرُهُ إِذَا رَوَى الْحَدِيثَ وَتَوَقِّيهِ خَوْفًا مِنْ وُقُوعِ الزَّلَلِ وَالْوَهْمِ فِيهِ

1013 - أنا أَبُو الصَّهْبَاءِ وَلَّادُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الْكُوفِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: §قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْعَدَ وَارْتَعَدَ ثُمَّ قَالَ: «نَحْوًا مِنْ ذَا أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَا أَوْ فَوْقَ ذَا أَوْ دُونَ ذَا»

1014 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرَانَ الصَّيْرَفِيُّ، أنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخُو زُهَيْرٍ الْحَافِظِ، نا ابْنُ أَبِي مَذْعُورٍ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَقُومُ كُلَّ خَمِيسٍ فَيَقُولُ: " إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ السُّنَنِ سُنَنُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَإِنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى وَإِنَّ أَحْمَقَ الْحُمْقِ -[9]- الْفُجُورُ قَالَ: وَكَانَ لَا تُخْطِئُنِي عَشِيَّةُ خَمِيسٍ إِلَّا أَتَيْتُهُ فِيهَا وَمَا سَمِعْتُهُ قَطُّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مَرَّةً، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ حَلَّ إِزَارَهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ أَوْ دُونَ ذَلِكَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ "

1015 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْخُتُلِّيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا الرَّبِيعُ الْأَشْنَانِيُّ، نا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: §«لَمْ أَرَ أَحَدًا أَصْدَقَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ كَانَ إِذَا حَدَّثَ بِالْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ»

1016 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، فِيمَا أَجَازَ لَنَا قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ نا حَفْصٌ نا عَاصِمٌ وَابْنُ عَوْنٍ §«أَنَّ الشَّعْبِيَّ كَانَ إِذَا حَدَّثَ النَّاسَ انْبَسَطَ فِي الْحَدِيثِ فَإِذَا جَاءَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ خَاصَّةً تَوَقَّى غَيْرَ الَّذِي كَانَ»

1017 - أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى النَّاقِدُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِيرْيَابِيُّ، حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: §«إِذَا حَدَّثْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَازْدَهِرْ»

1018 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي زُكَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، أَنَّ رَبِيعَةَ، قَالَ لِابْنِ شِهَابٍ وَكَلَّمَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ فَقَالَ: §«يَا ابْنَ شِهَابٍ إِنَّكَ تُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُخْبِرُهُمْ بِرَأْيِي , فَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوهُ وَإِنْ شَاءُوا تَرَكُوهُ فَانْظُرْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ»

1019 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: §" كَانَ الْحُنَيْنِيُّ لَا يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ حَتَّى يَسْتَخِيرَ اللَّهَ ثَلَاثَ مِرَارٍ قَالَ: فَكُنَّا عِنْدَهُ يَوْمًا فَسُئِلَ عَنْ حَدِيثٍ فَجَعَلَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ سَاعَةً يَسْتَخِيرُ اللَّهَ ثَلَاثًا ثُمَّ حَدَّثَ "

1020 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمْدَانِيُّ نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ، يَقُولُ: " أَتَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَنَحْنُ أَرْبَعَةُ أَنْفَسٍ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا فَقَالَ: §مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ إِلَّا أَنِّي أُحَدِّثُكُمْ مِنَ النَّهَارِ فَيَمْرُضُ قَلْبِي أَوْ قَالَ: يَدْمَى مِنَ اللَّيْلِ مَخَافَةَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ "

1021 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلَّالُ نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، إِمْلَاءً نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، نا الْغَلَابِيُّ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: §«إِنِّي لَأُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ فَأَسْهَرُ لَهُ مَخَافَةَ أَنْ أَكُونَ قَدْ أَخْطَأْتُ فِيهِ»

1022 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَيَّاشَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ سَالِمٍ، يَقُولُ: §«سَمَاعُ الْحَدِيثِ هَيِّنٌ وَالْخُرُوجُ مِنْهُ شَدِيدٌ»

اختيار الرواية من أصل الكتاب لأنه أبعد من الخطأ وأقرب للصواب. الاحتياط للمحدث والأولى به أن يروي من كتابه ليسلم من الوهم والغلط ويكون جديرا بالبعد من الزلل

§اخْتِيَارُ الرِّوَايَةِ مِنْ أَصْلِ الْكِتَابِ لِأَنَّهُ أَبْعَدُ مِنَ الْخَطَأِ وَأَقْرَبُ لِلصَّوَابِ. الِاحْتِيَاطُ لِلْمُحَدِّثِ وَالْأَوْلَى بِهِ أَنْ يَرْوِيَ مِنْ كِتَابِهِ لِيَسْلَمَ مِنَ الْوَهْمِ وَالْغَلَطِ وَيَكُونَ جَدِيرًا بِالْبُعْدِ مِنَ الزَّلَلِ

1023 - فَقَدْ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، فِي كِتَابِهِ أنا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَاشِدٍ الْبَجَلِيُّ، أنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ، وأنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْمَيْمُونِ الْبَجَلِيُّ، نا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، وَذُكِرَ، عِنْدَهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَأَنَّ حَمَّادًا حَفِظَ عَنْ أَيُّوبَ وَابْنَ عُلَيَّةَ كَتَبَ، فَقَالَ: §«ضَمِنْتُ لَكَ أَنَّ كُلَّ مَنْ لَا يَرْجِعُ إِلَى كِتَابٍ لَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِ الزَّلَلُ»

1024 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: §«مَا كَانَ أَحَدٌ أَقَلَّ سَقْطًا مِنَ الْمُبَارَكِ كَانَ رَجُلًا يُحَدِّثُ مِنْ كِتَابٍ وَمَنْ حَدَّثَ مِنْ كِتَابٍ لَا يَكَادُ يَكُونُ لَهُ سَقْطُ كَبِيرِ شَيْءٍ وَكَانَ وَكِيعٌ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ وَلَمْ يَكُنْ يَنْظُرُ فِي كِتَابٍ وَكَانَ يَكُونُ لَهُ سَقْطٌ كَمْ يَكُونُ حَفِظَ الرَّجُلُ»

1025 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: §«إِذَا اخْتَلَفَ وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَثْبَتُ لِأَنَّهُ أَقْرَبُ عَهْدًا بِالْكِتَابِ»

1026 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: قَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ الْفَرْهَيَانِيُّ: §«كُلُّ مَنْ يَقُولُ أَعْرِفُ حَدِيثِي كُلَّهُ فَأَنَا أَتَّهِمُهُ وَبَلَغَنِي أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ مِنْ أَحْفَظِ أَهْلِ الدُّنْيَا وُجِدَ لَهُ سَبْعُمِائَةِ حَدِيثٍ خَطَأٍ مِمَّا سَمِعَ النَّاسُ مِنْهُ مِنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ»

1027 - وأنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ، قَالَ عَفَّانُ: " نَا يَوْمًا، هَمَّامٌ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ نَا عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ ذَكَرَ خِلَافَ ذَلِكَ الْحَدِيثِ قَالَ: فَذَهَبَ فَنَظَرَ فِي الْكِتَابِ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا عَفَّانُ أَلَا تَرَانِي أُخْطِئُ وَأَنَا لَا أَعْلَمُ قَالَ عَفَّانُ: §فَكَانَ هَمَّامٌ إِذَا حَدَّثَنَا بِقُرْبِ عَهْدٍ بِالْكِتَابِ فَقَلَّمَا كَانَ يُخْطِئُ قَالَ: إِنِّي وَمَنْ سَمِعَ مِنْ هَمَّامٍ بِأَخَرَةٍ فَهُوَ أَجْوَدُ لِأَنَّ هَمَّامًا كَانَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ أَصَابَتْهُ زَمَانَةٌ فَكَانَ يَقْرُبُ عَهْدُهُ بِالْكِتَابِ فَقَلَّمَا كَانَ يُخْطِئُ "

1028 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ، نا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ نا أَبُو عَاصِمٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، §: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ قَالَ أَبُو حَفْصٍ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ قَالَ عَنْ عَائِشَةَ فَقُلْتُ لِأَبِي عَاصِمٍ: أَنْتَ أَمْلَلْتَهُ عَلَيْنَا مِنَ الدَّفْتَرِ وَلَيْسَ فِيهِ عَائِشَةُ فَقَالَ: دَعُوا عَائِشَةَ حَتَّى أَنْظُرَ فِيهِ "

1029 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " §اكْتُبْ عَنِّي وَلَوْ حَدِيثًا وَاحِدًا مِنْ غَيْرِ كِتَابٍ فَقُلْتُ: «لَا وَلَا حَرْفًا»

1030 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: §«لَيْسَ فِي أَصْحَابِنَا أَحْفَظُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَبَلَغَنِي أَنَّهُ لَا يُحَدِّثُ إِلَّا مِنْ كِتَابٍ وَلَنَا فِيهِ أُسْوَةٌ»

1031 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: §«عَهْدِي بِأَصْحَابِنَا وَأَحْفَظُهُمْ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَلَمَّا احْتَاجَ أَنْ يُحَدِّثَ، لَا يَكَادُ يُحَدِّثُ إِلَّا مِنْ كِتَابٍ»

1032 - أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، نا أَحْمَدُ بْنُ فَارِسٍ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى عَبْدَ الْمُؤْمِنِ بْنَ خَلَفٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ الْمُتَوَكِّلِ الْبُخَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: " §قَالَ لِي سَيِّدِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَا تُحَدِّثْنِي إِلَّا مِنْ كِتَابٍ "

1033 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، لَفْظًا بِأَصْبَهَانَ نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ رَوْحَانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَابِرٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: " §كُنَّا نُجَالِسُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: فَيَذْكُرُ الْحَدِيثَ وَنَحْفَظُهُ وَنُتْقِنُهُ فَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَكْتُبَهُ قَالَ: " الْكِتَابُ أَحْفَظُ قَالَ: فَنَكْتُبُ صَفْحَةً وَيَجِيءُ بِالْكِتَابِ "

1034 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيِّ بْنِ الصَّوَّافِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: «§مَا رَأَيْتُ أَبِي فِي حِفْظِهِ حَدَّثَ مِنْ، غَيْرِ كِتَابٍ إِلَّا بِأَقَلَّ مِنْ مِائَةِ حَدِيثٍ»

1035 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ، بِالْكُوفَةِ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مُرَتَّعٌ الْحَافِظُ قَالَ: " قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فَانْقَلَبَتْ بِهِ بَغْدَادُ وَنُصِبَ لَهُ الْمِنْبَرُ فِي مَسْجِدِ الرَّصَافَةِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَقَالَ مِنْ حِفْظِهِ نَا شَرِيكٌ ثُمَّ قَالَ: §«هِيَ بَغْدَادُ وَأَخَافُ أَنْ تَزَلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا يَا أَبَا شَيْبَةَ هَاتِ الْكِتَابُ»

1036 - كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ مِنَ الْكُوفَةِ، وَحَدَّثَنِيهِ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيُّ عَنْهُ قَالَ: أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، بِشِيرَازَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ دُرُسْتَوَيْهِ يَقُولُ: " §أُقْعِدَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بِسَامُرَّا عَلَى مِنْبَرٍ فَقَالَ: يَقْبُحُ بِمَنْ جَلَسَ هَذَا الْمَجْلِسَ أَنْ يُحَدِّثَ مِنْ كِتَابٍ فَأَوَّلُ حَدِيثٍ حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ غَلَطَ فِيهِ، ثُمَّ حَدَّثَ سَبْعَ سِنِينَ مِنْ حِفْظِهِ لَمْ يُخْطِئْ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ "

جواز رواية المحدث من حفظه، والقول في تأدية معنى الحديث دون لفظه الرواية عن الحفظ جائزة لمن كان متقنا لها متحفظا فيها

§جَوَازُ رِوَايَةِ الْمُحَدِّثِ مِنْ حِفْظِهِ، وَالْقَوْلُ فِي تَأْدِيَةِ مَعْنَى الْحَدِيثِ دُونَ لَفْظِهِ الرِّوَايَةُ عَنِ الْحِفْظِ جَائِزَةٌ لِمَنْ كَانَ مُتْقِنًا لَهَا مُتَحَفِّظًا فِيهَا

1037 - وَقَدْ أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ، نا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، نا فَضْلٌ يَعْنِي ابْنَ سَهْلٍ الْأَعْرَجَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: §«الْحِفْظُ الْإِتْقَانُ» وَيَنْبَغِي مَعَ هَذِهِ الْحَالِ أَنْ لَا يَغْفُلَ الرَّاوِي عَنْ مُطَالَعَةِ كُتُبِهِ وَتَعَاهُدِهَا وَالنَّظَرِ فِيهَا

1038 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحِنَّائِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصِّدِّيقِ الْمَرْوَزِيُّ، أنا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ السِّنْجِيُّ أنا رُقَادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ الصَّائِغِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، §«أَنَّهُ كَانَ لَا يَخْرُجُ كُلَّ غَدَاةٍ حَتَّى يَنْظُرَ فِي كُتُبِهِ»

1039 - وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخُو الْخَلَّالِ نا أَبُو صَادِقٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْقَزَّازُ بِإِسْتِرَابَاذَ أنا أَبُو نُعَيْمِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ شَفِيقٍ، أنا أَبُو حَمْزَةَ، أنا إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ، أنا نَافِعٌ، " §أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى السُّوقِ نَظَرَ فِي كُتُبِهِ قَالَ عَمَّارٌ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ فِي الْحَدِيثِ قَالَ: «نَعَمْ»

1040 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: «إِنَّ §لَنَا كُتُبًا نَتَعَاهَدُهَا» وَيَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ مِنْ كُتُبِهِ فِيمَا عَلِقَ بِحِفْظِهِ قُلْتُ وَيَتَعَاهَدُ الْمَحْفُوظَ أَوْلَى وَالْمُرَاعَاةُ لَهُ أَعَمُّ نَفْعًا

1041 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ وَكِيعٌ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنِي الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: §«تَعَهُّدُ مَا فِي صَدْرِكَ أَوْلَى بِكَ مِنْ تَحَفُّظِ مَا فِي كُتُبِكَ» وَيُحَدِّثُ بِمَا لَا يُدَاخِلُهُ فِيهِ الشَّكُّ وَمَا شَكَّ فِي حِفْظِهِ لَزِمَهُ أَنْ يُمْسِكَ عَنْهُ

1042 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، بِجُرْجَانَ -[15]- أنا الْحَضْرَمِيُّ يَعْنِي مُطَيَّنًا، نا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قَاصٌّ كَانَ لِأَهْلِ مِصْرَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«سَيَأْتِيكُمْ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِي يَسْأَلُونَكُمْ عَنْ حَدِيثِي فَلَا تُحَدِّثُوهُمْ إِلَّا بِمَا تَحْفَظُونَ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» اسْمُ أَبِي مُوسَى: مَالِكُ بْنُ عُبَادَةَ وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمِصْرِيَّانِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ فَقَالَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ وَدَاعَةَ الْحَمَدِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ إِلَّا أَنَّهُ وَهِمَ فِي نَسَبِ أَبِي مُوسَى

1043 - أَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْبَزَّارُ نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ نا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّ وَدَاعَةَ الْحَمَدِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ بِجَنْبِ مَالِكِ بْنِ عَتَاهِيَةَ الْغَافِقِيِّ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يَعْنِي يُحَدِّثُ فَقَالَ مَالِكٌ: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَافِلٌ أَوْ هَالِكٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ» فَقَالَ: §«عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّكُمْ سَتُؤَخَّرُونَ إِلَى قَوْمٍ يَشْتَهُونَ الْحَدِيثَ عَنِّي فَمَنْ عَقَلَ شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْ بِهِ وَمَنِ افْتَرَى عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ أَوْ بَيْتًا مِنْ جَهَنَّمَ لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ» مَالِكُ بْنُ عَتَاهِيَةَ تُجِيبِيٌّ وَلَيْسَ بِغَافِقِيٍّ وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْرُوفَةٌ وَأَمَّا هَذَا الْحَدِيثُ فَإِنَّ رَاوِيهُ مَالِكُ بْنُ عُبَادَةَ أَبُو مُوسَى الْغَافِقِيُّ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ فِيهِ. وَيَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ لَا يُكْرِهَ الْمُحَدِّثَ عَلَى الرِّوَايَةِ مِنْ حِفْظِهِ إِذَا لَمْ يَحْضُرْهُ النَّشَاطُ لِذَلِكَ

1044 - فَقَدْ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، نا ابْنُ الْغَلَابِيِّ، نا إِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ الْمُنْذِرِ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: §«لَا أُثْبِتُهُ لَقَدْ رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أُكْرِهَ عَلَى حَدِيثٍ فَجَاءَ بِهِ عَلَى غَيْرِ مَا يُرِيدُ»

1045 - أنا بَانُ الْفَضْلُ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ كُنْتُ أَسْأَلُ سُفْيَانَ فَيَقُولُ: §«أَخِّرْ هَذَا أَخِّرْ هَذَا لَمْ أُطَالِعْ كُتُبِي مُنْذُ أَرْبَعَ سِنِينَ»

1046 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابُورَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَعْنِي الْحَلَبِيَّ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: حَدِّثْنِي مِنْ، حِفْظِكَ فَقَالَ: " §إِذَا سَأَلْتَ الرَّجُلَ فَقُلْتَ لَهُ: حَدِّثْنَا مِنْ حِفْظِكَ طَارَ حِفْظُهُ " وَلَا أَحْسِبُ الْأَعْمَشَ عَنَى إِلَّا هَذَا بِقَوْلِهِ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: «مَا أَطَفْتُمْ بِأَحَدٍ إِلَّا حَمَلْتُمُوهُ عَلَى الْكَذِبِ»

1047 - أَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَيْحٍ النَّسَوِيِّ نا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، نا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، نا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: §«مَا أَطَفْتُمْ بِأَحَدٍ إِلَّا حَمَلْتُمُوهُ عَلَى الْكَذِبِ» وَالْحِفْظُ لِلْحَدِيثِ عَلَى ضِرْبَيْنِ: أَحَدُهُمَا حَفِظُ أَلْفَاظِهِ وَعَدَّ حُرُوفِهِ، وَالْآخَرُ حَفِظُ مَعَانِيهِ دُونَ اعْتِبَارِ لَفْظِهِ وَالْمُسْتَحَبُّ لِلرَّاوِي أَنْ يُورِدَ الْأَحَادِيثَ بِأَلْفَاظِهَا الَّتِي سَمِعَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ أَسْلَمُ لَهُ مَعَ الِاتِّفَاقِ عَلَى جَوَازِهِ وَصِحَّتِهِ

1048 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا مُبَارَكٌ هُوَ ابْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ، §«أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُحَدِّثَ الرَّجُلُ الْحَدِيثَ كَمَا سَمِعَ» وَكَانَ الْحَسَنُ مِمَّنْ يَذْهَبُ إِلَى جَوَازِ الرِّوَايَةِ عَلَى الْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ وَرَأْيُهُ مَعَ هَذَا اسْتِحْبَابُ الْأَدَاءِ كَمَا سَمِعَ فَأَمَّا مَنْ شَدَّدَ فِي الْحُرُوفِ وَرَأَى أَنَّ تَغْيِيرَ اللَّفْظِ غَيْرُ جَائِزٍ فَجَمَاعَةٌ مِنْ أَعْيَانِ السَّلَفِ وَكِبَارِ الْمُتَقَدِّمِينَ

1049 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ، يَقُولُ: §" أَدْرَكْتُ ثَلَاثَةً يُشَدِّدُونَ فِي الْحُرُوفِ وَثَلَاثَةً يُرَخِّصُونَ فِي الْمَعَانِي فَأَمَّا أَصْحَابُ الْمَعَانِي: فَالْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَالنَّخَعِيُّ، وَأَمَّا أَصْحَابُ الْحُرُوفِ: فَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ "

1050 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، نا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، بِطَرَسُوسَ قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: " §كَانَ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ يَجِيءُ بِالْحَدِيثِ كَمَا سَمِعَ وَيَقُولُ، نَحْوَ هَذَا أَوْ شِبْهَ هَذَا وَكَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يَجِيءُ بِالْحَدِيثِ كَمَا سَمِعَ وَكَانَ وَكِيعٌ يَجْهَدُ أَنْ يَجِيءَ بِالْحَدِيثِ كَمَا سَمِعَ فَكَانَ رُبَّمَا قَالَ: فِي الْحَرْفِ أَوِ الشَّيْءِ يَعْنِي كَذَا " وَيُرْوَى عَنْ بَعْضِ مَنْ كَانَ يَذْهَبُ إِلَى وُجُوبِ اتِّبَاعِ اللَّفْظِ أَنَّهُ كَانَ لَا يُحَدِّثُ إِلَّا لِمَنْ يَكْتُبُ عَنْهُ وَيَكْرَهُ أَنْ يَحْفَظَ عَنْهُ حَدِيثَهُ خَوْفًا مِنَ الْوَهْمِ عَلَيْهِ وَالْغَلَطِ حَالَ رِوَايَتِهِ

1051 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: §«لَا وَاللَّهِ لَا أُحَدِّثُكُمْ حَتَّى تَكْتُبُوهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكْذِبُوا عَلَيَّ وَفِي حَدِيثِ الْغَزَّاءِ أَخَافُ أَنْ تَغْلُطُوا عَلَيَّ» وَكَانَ غَيْرُهُ يَأْمُرُ بِالْكِتَابَةِ عَنْهُ فِي الصُّحُفِ دُونَ الْأَلْوَاحِ احْتِيَاطًا وَتَوَثُّقًا

1052 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا دَعْلَجٌ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: §" كَانَ أَبُو جَبَلَةَ إِذَا أَتَاهُ إِنْسَانٌ يَكْتُبُ فِي سَبُّورَجَةٍ قَالَ: " أَنَا لَا أُحَدِّثُكَ فِي سَبُّورَجَةٍ قَالَ: لِمَهْ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ إِذَا أَرَدْتَ مَحَوْتَهُ وَإِذَا كَانَ فِي صَحِيفَةٍ لَمْ تَمْحُهُ "

القول في رد الحديث إلى الصواب إذا كان راويه قد خالف موجب الإعراب بعض من أوجب رواية الحديث على لفظه كان يروي الحديث ملحونا إذا كان قد سمعه كذلك ولا يغيره ويحكى ذلك من التابعين عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة ونافع مولى ابن عمر ومحمد بن سيرين

§الْقَوْلُ فِي رَدِّ الْحَدِيثِ إِلَى الصَّوَابِ إِذَا كَانَ رَاوِيهِ قَدْ خَالَفَ مُوجِبَ الْإِعْرَابِ بَعْضُ مَنْ أَوْجَبَ رِوَايَةَ الْحَدِيثِ عَلَى لَفْظِهِ كَانَ يَرْوِي الْحَدِيثَ مَلْحُونًا إِذَا كَانَ قَدْ سَمِعَهُ كَذَلِكَ وَلَا يُغَيِّرُهُ وَيُحْكَى ذَلِكَ مِنَ التَّابِعِينَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَخْبَرَةَ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ

1053 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ يَعْنِي ابْنَ الْأَصْبَهَانِيِّ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، قَالَ: §«كَانَ أَبُو مَعْمَرٍ يَلْحَنُ فِي الْحَدِيثِ يَتَّبِعُ مَا سَمِعَ»

1054 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، نا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلَانَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلَفٍ الرَّمْلِيُّ، نا عَبْدُ الْجَبَّارِ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ: «§أَنَّ أَبَانَ أَبَا مَعْمَرٍ، كَانَ يَلْحَنُ فِي الْحَدِيثِ اقْتِدَاءً بِمَا سَمِعَ»

1055 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونَ النَّرْسِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْرَائِيلَ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: " §كُنَّا نَرُدُّ نَافِعًا عَنِ اللَّحْنِ، فَيَأْبَى يَقُولُ: إِلَّا الَّذِي سَمِعْتُهُ "

1056 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، نا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ نا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ «أَنَّهُ كَانَ §يَلْحَنُ فِي الْحَدِيثِ»

1057 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ نَامُوسُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ نا ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، نا الْمُفَضَّلُ، قَالَ: قَالَ: أَبُو مُسْهِرٍ: «§كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يَلْحَنُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يَسْبِقُهُ لِسَانُهُ إِلَى اللَّحْنِ لَا أَنَّهُ كَانَ يَرَاهُ مَذْهَبًا لِأَنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْهُ إِجَازَةُ إِصْلَاحِ اللَّحْنِ فِي الْحَدِيثِ وَسَنَذْكُرُ الرِّوَايَةَ عَنْهُ بِذَلِكَ بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " وَمِمَّنْ كَانَ يَلْحَنُ اتِّبَاعًا لِمَا سَمِعَ فِي الرِّوَايَةِ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ.

1058 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّارُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، نا عَفَّانُ، قَالَ: «§كَانَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ إِذَا حَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ، لَمْ يَلْحَنْ وَإِذَا حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدٍ لَحَنَ»

1059 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ بُنْدَارًا، يَقُولُ: §«مَنْ أَعْرَبَ لَمْ يَنْبُلْ» وَالَّذِي نَذْهَبُ إِلَيْهِ رِوَايَةَ الْحَدِيثِ عَلَى الصَّوَابِ وَتَرْكَ اللَّحْنِ فِيهِ وَإِنْ كَانَ قَدْ سُمِعَ مَلْحُونًا لِأَنَّ مِنَ اللَّحْنِ مَا يُحِيلُ الْأَحْكَامَ وَيُصَيِّرُ الْحَرَامَ حَلَالًا وَالْحَلَالَ حَرَامًا فَلَا يَلْزَمُ اتِّبَاعَ السَّمَاعِ فِيمَا هَذِهِ سَبِيلُهُ وَالَّذِي ذَهَبْنَا إِلَيْهِ قَوْلَ الْمُحَصِّلِينَ وَالْعُلَمَاءِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ

1060 - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: §«لَا بَأْسَ بِإِصْلَاحِ الْخَطَأِ وَاللَّحْنِ وَالتَّصْحِيفِ فِي الْحَدِيثِ»

1061 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، نا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْحَكَمِ الْكَاغِدِيُّ نا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: §«يُصْلَحُ اللَّحْنُ وَالْخَطَأُ وَالتَّحْرِيفُ فِي الْحَدِيثِ»

1062 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، بِالْأَهْوَازِ أنا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْآجُرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنَ الْأَشْعَثِ يَقُولُ: §«كَانَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ يُقَوِّمُ كُلَّ لَحْنٍ فِي الْحَدِيثِ»

1063 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ قَالَ: " سَأَلْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ عَنِ الرَّجُلِ §يَسْمَعُ الْحَدِيثَ مَلْحُونًا أَيَعْرَبُهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

1064 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا الْمُؤَمَّلُ بْنُ غَدِيرٍ التَّنُوخِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكِنْدِيُّ، نا نَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الرَّحَبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ، أَصْحَابِنَا يَقُولُ: §«إِذَا كَتَبَ لَحَّانُ فَكَتَبَ عَنِ اللَّحَّانِ لَحَّانٌ آخَرُ فَكَتَبَ عَنِ اللَّحَّانِ لَحَّانُ آخَرُ صَارَ الْحَدِيثُ بِالْفَارِسِيَّةِ» فَيَنْبَغِي لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّحْنَ فِي رِوَايَتِهِ لِلْعِلَّةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا وَلَنْ يَقْدِرَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا بَعْدَ دَرْسِهِ النَّحْوَ وَمُطَالَعَتِهِ عِلْمَ الْعَرَبِيَّةِ

1065 - فَقَدْ أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَادَرَائِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §«لَيْسَ يَتَّقِي مَنْ لَا يَدْرِي مَا يَتَّقِي»

الترغيب في تعلم النحو والعربية لأداء الحديث بالعبارة السوية

§التَّرْغِيبُ فِي تَعَلُّمِ النَّحْوِ وَالْعَرَبِيَّةِ لِأَدَاءِ الْحَدِيثِ بِالْعِبَارَةِ السَّوِيَّةِ

1066 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ نا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، نا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى قَوْمٍ يَرْمُونَ رَشْقًا فَقَالَ: «بِئْسَ مَا رَمَيْتُمْ» فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا قَوْمٌ مُتَعَلِّمِينَ، فَقَالَ: " وَاللَّهِ لَذَنْبُكُمْ فِي لَحْنِكُمْ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ لَحْنِكُمْ فِي رَمْيِكُمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا أَصْلَحَ مِنْ لِسَانِهِ»

1067 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ الْكُوفِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ، مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: §«تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ»

1068 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِأَصْبَهَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، نا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، نا الْخَزْرَجُ بْنُ أَشْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §كَانُوا الْحُرُوفَ الثَّلَاثَةَ قَالَ: قُلْنَا وَمَا الْحُرُوفُ الثَّلَاثَةُ قَالَ: الْجَرُّ وَالرَّفْعُ وَالنُّصْبُ "

1069 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ أنا الْحَسَنُ بْنُ حَامِدٍ الْأَدِيبٌ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَوْصِلِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيلٍ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ مِنْ كِتَابِهِ سَمِعْتُهُ يُمْلِيهِ عَلَى ابْنِهِ أَبِي بَكْرٍ فَتَقَدَّمْتُ، قَالَ: يَا عَسْكَرِيُّ طَفَّلْتَ عَلَى ابْنِي اقْعُدِ اكْتُبْ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ نا أَبِي نا سَالِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ هُبَيْرَةَ الْأَكْبَرِ فَجَرَى الْحَدِيثُ حَتَّى جَرَى ذِكْرُ الْعَرَبِيَّةِ فَقَالَ: §وَاللَّهِ مَا اسْتَوَى رَجُلَانِ دِينُهُمَا وَاحِدٌ وَحَسْبُهُمَا وَاحِدٌ وَمُرُوءَتُهُمَا وَاحِدَةٌ أَحَدُهُمَا يَلْحَنُ وَالْآخَرُ لَا يَلْحَنُ إِنَّ أَفْضَلَهُمَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ الَّذِي لَا يَلْحَنُ قُلْتُ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ هَذَا أَفْضَلُ فِي الدُّنْيَا لِفَضْلِ فَصَاحَتِهِ وَعَرَبِيَّتِهِ أَرَأَيْتَ الْآخِرَةَ مَا بَالُهُ فُضِّلَ فِيهَا قَالَ: إِنَّهُ يَقْرَأُ كِتَابَ -[26]- اللَّهِ عَلَى مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَإِنَّ الَّذِي يَلْحَنُ يَحْمِلُهُ لَحْنُهُ عَلَى أَنْ يُدْخِلَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَيْسَ فِيهِ وَيُخْرِجَ مِنْهُ مَا هُوَ فِيهِ قَالَ: قُلْتُ صَدَقَ الْأَمِيرُ وَبَرَّ "

1070 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيُّ، نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §" جَاءَ الدَّرَاوَرْدِيُّ يَعْنِي عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ إِلَى أَبِي يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيَلْحَنُ لَحْنًا مُنْكَرًا فَقَالَ لَهُ أَبِي: وَيْحَكَ يَا دَرَاوَرْدِيُّ أَنْتَ كُنْتَ بِإِقَامَةِ لِسَانِكَ قَبْلَ هَذَا الشَّأْنِ أَحْرَى "

1071 - قَالَ أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمِ الْعَبْدَوِيُّ إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ نَصْرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ الْمَنْبِجِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَاجِبَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: §" أَتَيْتُ الْأَعْمَشَ أَسْمَعُ مِنْهُ الْحَدِيثَ وَكُنْتُ رُبَّمَا لَحَنْتُ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا سُفْيَانَ تَرَكْتَ مَا هُوَ أَوْلَى بِكَ مِنَ الْحَدِيثِ فَقُلْتُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَأَيُّ شَيْءٍ أَوْلَى مِنَ الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: النَّحْوُ فَأَمْلَى عَلَيَّ الْأَعْمَشُ النَّحْوَ ثُمَّ أَمْلَى عَلَيَّ الْحَدِيثَ "

1072 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ، أنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، نا الْمَازِنِيُّ، قَالَ: سَمِعَ أَبُو عَمْرٍو أَبَا حَنِيفَةَ يَتَكَلَّمُ فِي الْفِقْهِ وَيَلْحَنُ فَأَعْجَبَهُ كَلَامَهُ وَاسْتَقْبَحَ لَحْنَهُ فَقَالَ: " §إِنَّهُ لَخِطَابٌ لَوْ سَاعَدَهُ صَوَابٌ ثُمَّ قَالَ لِأَبِي حَنِيفَةَ: «إِنَّكَ لَأَحْوَجُ إِلَى إِصْلَاحِ لِسَانِكَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ»

1073 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا فَضْلٌ الْأَعْرَجُ، نا أَبُو نُوحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: §«مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ فَلَمْ يُبْصِرِ الْعَرَبِيَّةَ فَمَثَلُهُ مَثَلُ رَجُلٍ عَلَيْهِ بُرْنُسٌ وَلَيْسَ لَهُ رَأْسٌ»

1074 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَاتِبُ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَمٍ الْمُقْرِئُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ثَعْلَبٌ نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: §«مَثَلُ الَّذِي يَطْلُبُ الْحَدِيثَ وَلَا يَعْرِفُ النَّحْوَ مَثَلُ الْحِمَارِ عَلَيْهِ مِخْلَاةٌ لَا شَعِيرَ فِيهَا»

1075 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا الصُّولِيُّ، نا الْعَنَزِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: §" جَاءَ سِيبَوَيْهِ إِلَى الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ فَشَكَا إِلَيْهِ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ فِي رَجُلٍ رَعُفَ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ لِي: أَخْطَأْتَ إِنَّمَا هُوَ رَعَفَ فَقَالَ لَهُ الْخَلِيلُ: «صَدَقَ أَتَلْقَى بِهَذَا الْكَلَامِ أَبَا سَلَمَةَ»

1076 - أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَالِعُ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ الْهَمَدَانِيُّ، نا وَكِيعٌ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ نا أَبُو الْعَيْنَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ النَّحْوِيَّ، يَقُولُ: " كَانَ الَّذِي حَدَانِي عَلَى طَلَبِ الْأَدَبِ وَالنَّحْوِ أَنِّي دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: ادْنُهْ فَقُلْتُ: أَنَا دَنِيٌّ فَقَالَ: §«لَا تَقُلْ يَا بُنَيَّ أَنَا دَنِيٌّ وَلَكِنْ قُلْ أَنَا دَانٍ»

1077 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ لِلْخَلِيلِ: [البحر الخفيف] §لَا يَكُونُ السَّرِيُّ مِثْلَ الدَّنِيِّ ... لَا وَلَا ذُو الذَّكَاءِ مِثْلَ الْغَبِيِّ لَا يَكُونُ الْأَلَدُّ ذُو الْمَقُولِ الْمُرْهَفِ ... عِنْدَ الْحِجَاجِ مِثْلَ الْعَيِيِّ قِيمَةُ الْمَرْءِ كُلُّ مَا يُحْسِنُ الْمَرْءُ ... قَضَاءً مِنَ الْإِمَامِ عَلَيَّ أَيُّ شَيْءٍ مِنَ اللِّبَاسِ عَلَى ذِي السِّرِّ ... وَأَبْهَى مِنَ اللِّسَانِ الْبَهِيِّ -[28]- يَنْظُمُ الْحُجَّةَ الشَّتِيتَةَ فِي السِّلْكِ ... مِنَ الْقَوْلِ مِثْلَ عِقْدِ الْهَدِيِّ وَتَرَى اللَّحْنَ بِالْحَسِيبِ أَخِي الْهَيْئَةِ ... مِثْلَ الصَّدَى عَلَى الْمَشْرَفِيِّ فَاطْلُبِ النَّحْوَ لِلْحَدِيثِ وَلِلشِّعْرِ ... مُقِيمًا وَالْمُسْنَدِ الْمَرْوِيِّ وَارْفُضِ الْقَوْلَ عَنْ طَغَامٍ جَفَوْا ... عَنْهُ وَعَابُوهُ بُفْضَةً لِلنَّبِيِّ

1078 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: أَنْشَدَنِي السَّيَّارِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْمُبَرِّدُ: [البحر الكامل] §النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الْأَلْكَنِ ... وَالْمَرْءُ يُعَظِّمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ فَإِذَا أَرَدْتَ مِنَ الْعُلُومِ أَجَلَّهَا ... فَأَجَلُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الْأَلْسُنِ

1079 - وأنا ابْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، قَالَ: أَنْشَدَنِي الْهُدْهُدُ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْمُبَرِّدُ: [البحر الرجز] §النَّحْوُ زَيْنٌ وَجَمَالٌ يُلْتَمَسْ ... يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ الْعُلُومِ بِالنَّفَسْ صَاحِبُهُ مُكَرَّمٌ حَيْثُ جَلَسْ ... هَلْ يَسْتَوِي رَبُّ الْحِمَارِ وَالْفَرَسْ؟

من عاب اللحن وشدد فيه

§مَنْ عَابَ اللَّحْنَ وَشَدَّدَ فِيهِ

1080 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، قَالَا: نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَاقَانِيُّ، نا ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَهْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: " كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَقُولُ: §«اللَّحْنُ فِي الرَّجُلِ السَّرِيِّ كَالْجُدَرِيِّ فِي الْوَجْهِ»

وَقَالَ: الشَّعْبِيُّ §«النَّحْوُ فِي الْعِلْمِ كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ لَا يُسْتَغْنَى عَنْهُ»

1081 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَوْقٍ، أنا الْمُظَفَّرُ بْنُ يَحْيَى الشَّرَّابِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْثَدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الطَّلْحِيِّ: «§أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، كَانَ يَضْرِبُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عَلَى اللَّحْنِ»

1084 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ كَانَا §يَضْرِبَانِ أَوْلَادَهُمَا عَلَى اللَّحْنِ»

1085 - أنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْضَاوِيُّ أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الدَّقَّاقُ، نا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْكَاتِبُ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: §«أَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ وَلَدَهُ عَلَى اللَّحْنِ وَلَا يَضْرِبُهُمْ عَلَى الْخَطَأِ»

1086 - أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، نا مَسْعَدَةُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي أُسَامَهَ فَقَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " §أَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ بَنِيهِ عَلَى اللَّحْنِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا أُسَامَةَ إِنْ أَخَذْنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ لَمْ تُزَايِلْ الدُّرَّةُ إِسْتَكَ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ أَبُو أُسَامَةَ مَوْصُوفًا بِاللَّحْنِ وَكَذَلِكَ أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ

1087 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، نا أَبُو الْمُوَفَّقِ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ أَبِي شَيْبَةَ وَعِنْدَهُ رَقَبَةُ وَكَانَ يَلْحَنُ لَحْنًا شَدِيدًا فَقَالَ رَقَبَةُ: §«لَوْ كَانَ لَحْنُكَ مِنَ الذُّنُوبِ كَانَ مِنَ الْعَظَائِمِ»

حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، أَنَّ دُبَيْسًا الْمُقْرِئَ، حَدَّثَهُمْ نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيِّ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: " §كُنْتُ عِنْدَ أَبِي شَيْبَةَ الْقَاضِي فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ الْمُسْتَوْرِدَ أَخُو بَنِي فِهْرٍ فَقَالَ لَهُ رَقَبَةُ بْنُ مِصْقَلَةَ: «لَوْ كَانَ لَحْنُكَ مِنَ الذُّنُوبِ كَانَ مِنَ الْكَبَائِرِ»

أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدٌ النَّرْسِيُّ أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَغَوِيُّ، نا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْرَائِيلَ، نا عَفَّانُ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ لِإِنْسَانٍ: §«إِنْ لَحَنْتَ فِي حَدِيثِي فَقَدْ كَذَبْتَ عَلَيَّ فَإِنِّي لَا أَلْحَنُ» وَاللَّحْنُ فِي الْقُرْآنِ أَيْضًا غَيْرُ مَأْمُونٍ عَلَى مَنْ لَمْ يَكُنْ حَافِظًا لَهُ وَلَا عَالِمًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَقَدْ حُفِظَ ذَلِكَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الرُّوَاةِ

1088 - أنا الْقَاضِي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْأُسْتُوَائِيُّ أنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرَّزَّازُ، نا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْبَارِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيلٍ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: " §أَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي حَدِيثٍ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] بِكَسْرِ الْعَيْنِ فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ الْمُسْتَمْلِي: يَا أَبَا دَاوُدَ إِنَّمَا هُوَ يَرْفَعُهُ فَقَالَ: «هَكَذَا الْوَقْفُ عَلَيْهِ»

1089 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَهْوَازِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَمَّارٍ، نا ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: §سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقْرَأُ «وَاتَّبِعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ» فَقُلْتُ: وَاتَّبَعُوا فَقَالَ: «وَاتَّبَعُوا» ، «وَاتَّبِعُوا» وَاحِدٌ

1090 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرَّزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: §«كَانَ مُسْتَمْلِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَدْ عَوَّلَ عَلَى أَنَّهُ إِذَا أَمْلَى حَرْفًا مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ الصَّوَابُ فِي خِلَافِهِ فَأَمْلَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي حَدِيثٍ» سَنُرِيهِمْ آيَاتُنَا فِي الْآفَاقِ " قَالَهَا بِالرَّفْعِ فَضَحِكَ النَّاسُ وَضَجَّ الْمَجْلِسُ فَقَالَ الْمُسْتَمْلِي: اسْكُتُوا «سُنُرِيهِمْ آيَاتَنَا» قَالَهَا بِفَتْحِ التَّاءِ "

ذكر من كان يذهب إلى جواز رواية الحديث على المعنى وبعض المحفوظ عنه في ذلك

§ذِكْرُ مَنْ كَانَ يَذْهَبُ إِلَى جَوَازِ رِوَايَةِ الْحَدِيثِ عَلَى الْمَعْنَى وَبَعْضُ الْمَحْفُوظِ عَنْهُ فِي ذَلِكَ

أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو الْأَزْهَرِ، عَلَى وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا الْأَسْقَعِ حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِيهِ وَهْمٌ وَلَا تَزَيُّدٌ وَلَا نِسْيَانٌ قَالَ: " §هَلْ قَرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا؟ قَالَ: فَقُلْنَا: نَعَمْ وَمَا نَحْنُ لَهُ بِحَافِظِينَ جِدًّا إِنَّا لَنُزِيدُ الْوَاوَ وَالْأَلِفَ وَنُنْقِصُ قَالَ: فَهَذَا الْقُرْآنُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ لَا تَأْلُونُ حِفْظًا وَأَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ تُزِيدُونَ وَتُنْقِصُونَ فَكَيْفَ بِأَحَادِيثَ سَمِعْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنْ لَا يَكُونَ سَمِعْنَاهَا مِنْهُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً حَسْبُكُمْ إِذَا حَدَّثْنَاكُمُ الْحَدِيثَ عَلَى الْمَعْنَى "

1092 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وأنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ الْإِسْكَافِيُّ، نا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي نا مُسْلِمٌ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: " §سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، الْأَصْلُ وَاحِدٌ وَالْكَلَامُ مُخْتَلِفٌ، وَقَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ: أَصْلُهُ وَاحِدٌ وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ "

1093 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ، مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، نا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ، نا سُوَيْدٌ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: " §إِنَّا نَسْمَعُ الْحَدِيثَ، فَلَا نَجِيءُ بِهِ عَلَى مَا سَمِعْنَاهُ قَالَ: «لَوْ كُنَّا لَا نُحَدِّثُكُمْ إِلَّا كَمَا سَمِعْنَاهُ مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيثَيْنِ وَلَكِنْ إِذَا جَاءَ حَلَالُهُ وَحَرَامُهُ فَلَا بَأْسَ»

1094 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §«لَا بَأْسَ إِذَا أَصَبْتَ مَعْنَى الْحَدِيثِ»

1095 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَالرَّبِيعِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَا: §«إِذَا أَصَبْتَ مَعْنَى الْحَدِيثِ فَلَا بَأْسَ»

1096 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا مَعْنٌ، نا أَبُو أُوَيْسٍ ابْنُ عَمِّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: §«إِذَا أَصَبْتَ الْمَعْنَى فَلَا بَأْسَ»

1097 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفِرْيَابِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: §«لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نُحَدِّثَكُمْ بِالْحَدِيثِ كَمَا سَمِعْنَاهُ مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيثٍ وَاحِدٍ»

1098 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهِيتِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، نا أَحْمَدُ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: " سَأَلَ رَجُلٌ سُفْيَانَ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: §«إِذَا أَصَبْتَ الْإِسْنَادَ فَلَا تُبَالِ كَيْفَ حُدِّثْتَ بِهِ»

1099 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: " §وَلَوْ رَأَى إِنْسَانٌ سُفْيَانَ يُحَدِّثُ لَقَالَ: «لَيْسَ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُقَدِّمُ وَيُؤَخِّرُ وَيُثَبِّجُ وَلَكِنْ لَوْ جَهِدْتَ جُهْدَكَ أَنْ تُزِيلَهُ عَنِ الْمَعْنَى لَمْ يَفْعَلْ»

1100 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، أنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: " §كَانُوا يَقُولُونَ الْحُفَّاظُ أَرْبَعَةٌ: إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَوُهَيْبٌ، كَانُوا يُؤَدُّونَ اللَّفْظَ قَالَ أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ: «وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يُحَدِّثُ عَلَى الْمَعْنَى يُسْأَلُ عَنْ حَدِيثٍ فِي النَّهَارِ كَذَا وَكَذَا يُغَيِّرُ اللَّفْظَ»

1101 - أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الدَّرْبَنْدِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبُخَارِيُّ، بِهَا، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْمُطَّوِّعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْمُهْتَدِيَّ بْنِ يُونُسَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا طَاهِرٍ أَسْبَاطَ بْنَ الْيَسَعِ يَقُولُ: قَالَ لَنَا أَبُو حَفْصٍ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَفْصٍ: " كُنَّا عِنْدَ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ وَكَانَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا فَكَانَ الْأَلْفَاظُ تَخْتَلِفُ فَقَالَ لَنَا وَكِيعٌ: §" كَيْفَ فِي كِتَابِكُمْ حَتَّى أَقْرَأَ كَمَا فِي كِتَابِكُمْ؟ قَالَ: وَقَالَ وَكِيعٌ: لَا تُغَيِّرُوا الْأَلْفَاظَ إِذَا كَانَ الْمَعْنَى وَاحِدًا " وَرُوِيَ إِجَازَةً التَّحْدِيثُ عَلَى الْمَعْنَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ وَقَدْ ذَكَرْنَا الرِّوَايَاتِ عَنْ جَمِيعِهِمْ بِذَلِكَ فِي كِتَابِ الْكِفَايَةِ فَغَنَيْنَا عَنْ إِيرَادِهَا فِي هَذَا الْكِتَابِ وَأَمَّا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فَكَانَ يَرَى أَنَّ لَفْظَ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجُوزُ -[34]- تَغْيِيرُهُ وَيَجُوزُ تَغْيِيرُ غَيْرِهِ إِذَا أُصِيبَ الْمَعْنَى

1102 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّيَّاتُ، نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُفَيْرٍ، يَقُولُ: " سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ الرَّجُلِ §يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيَأْتِي بِهِ عَلَى مَعْنَاهُ فَقَالَ: «لَا بَأْسَ بِهِ إِلَّا حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى بِهِ عَلَى أَلْفَاظِهِ»

1103 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بِكْرَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: " سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ §الْحَدِيثِ يُحَدِّثُ بِهِ عَلَى الْمَعْنَى فَقَالَ: «إِذَا كَانَ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ فَحَدِّثْ بِهِ كَمَا سَمِعْتَهُ وَإِذَا كَانَ حَدِيثُ غَيْرِهِ وَأَصَبْتَ الْمَعْنَى فَلَا بَأْسَ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَرِوَايَةُ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدِيثُ غَيْرِهِ عَلَى الْمَعْنَى جَائِزَةٌ عِنْدَنَا إِذَا كَانَ الرَّاوِي عَالِمًا بِمَعْنَى الْكَلَامِ وَمَوْضُوعِهِ بَصِيرًا بِلُغَاتِ الْعَرَبِ وَوُجُوهِ خُطَّابِهَا عَارِفًا بِالْفِقْهِ وَاخْتِلَافِ الْأَحْكَامِ مُمَيِّزًا لِمَا يُحِيلُ الْمَعْنَى وَمَا لَا يُحِيلُهُ وَكَانَ الْمَعْنَى أَيْضًا ظَاهِرًا مَعْلُومًا وَأَمَّا إِذَا كَانَ غَامِضًا مُحْتَمِلًا فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ رِوَايَةُ الْحَدِيثِ عَلَى الْمَعْنَى وَيُلْزِمُ إِيرَادُ اللَّفْظِ بِعَيْنِهِ وَسِيَاقِهِ عَلَى وَجْهِهِ وَقَدْ كَانَ فِي الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ مَنْ يُتْبِعُ رِوَايَتَهُ الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يَقُولَ: أَوْ نَحْوِهِ أَوْ شَكْلِهِ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةُ، أَرْبَابُ اللِّسَانِ وَأَعْلَمُ الْخَلْقِ بِمَعَانِي الْكَلَامِ وَلَمْ يَكُونُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ إِلَّا تَخَوُّفًا مِنَ الزَّلَلِ لِمَعْرِفَتِهِمْ بِمَا فِي الرِّوَايَةِ عَلَى الْمَعْنَى مِنَ الْخَطَرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

ذكر تسمية الصحابة الذين روي عنهم ما ذكرناه آنفا

§ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ رُوِيَ عَنْهُمْ مَا ذَكَرْنَاهُ آنِفًا

1104 - أنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ، أنا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ عِيسَى بْنُ حَامِدِ بْنِ بِشْرٍ الْقُنَّبِيطِيُّ نا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا أَبُو كُرَيْبٍ، مِنْ كِتَابِهِ فِي حَدِيثِ ابْنِ فُضَيْلٍ قَالَ: نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: §" كَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَإِذَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: هَكَذَا أَوْ نَحْوًا مِنْ هَذَا أَوْ قَرِيبًا مِنْ هَذَا وَكَانَ يَرْتَعِدُ ".

1105 - أنا أَبُو الْفَرَحِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ، بِأَصْبَهَانَ أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا وَرْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ لَبِيدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، نا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: §" رَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ إِذَا فَرَعَ مِنَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَذَا أَوْ نَحْوِ هَذَا أَوْ شَكْلَهُ "

1106 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى النَّاقِدُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا مَعْنٌ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: §" كَانَ إِذَا حَدَّثَ بِالْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِلَّا هَكَذَا فَكَشِكْلِهِ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ مَعْنٍ "

1107 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْقُرَشِيُّ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْيَقْطِينِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، نا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: §" كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَلِيلَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَكَانَ مِمَّا إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ "

1108 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، نا أَبُو قَطَنٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: §" كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا حَدَّثَ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَغَ مِنْهُ قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

الكتابة عن المحدث في المذاكرة إذا أورد المحدث في المذاكرة شيئا أراد السامع له أن يدونه عنه فينبغي له إعلام المحدث ذلك ليتحرى في تأدية لفظه وحصر معناه

§الْكِتَابَةُ عَنِ الْمُحَدِّثِ فِي الْمُذَاكَرَةِ إِذَا أَوْرَدَ الْمُحَدِّثُ فِي الْمُذَاكَرَةِ شَيْئًا أَرَادَ السَّامِعُ لَهُ أَنْ يُدَوِّنَهُ عَنْهُ فَيَنْبَغِي لَهُ إِعْلَامُ الْمُحَدِّثِ ذَلِكَ لَيَتَحَرَّى فِي تَأْدِيَةِ لَفْظِهِ وَحَصْرِ مَعْنَاهُ

1109 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُسَدَّدٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا: نا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ وَقَالُوا: تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ وَرَسُولُ اللَّهِ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَوْمَأَ بِإِصْبَعِهِ إِلَى فِيهِ فَقَالَ: §«اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ»

1110 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ، نا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: §" سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ حَدِيثٍ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ فَسَاقَهُ فَذَهَبْتُ أَكْتُبُهُ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تَصْنَعُ؟ فَقُلْتُ: أَكْتُبُهُ. فَقَالَ: دَعْهُ فَإِنَّ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْئًا. فَقُلْتُ: قَدْ جِئْتَ بِهِ فَقَالَ: لَوْ كُنْتَ وَحْدَكَ لَحَدَّثْتُكَ بِهِ فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِهَؤُلَاءِ " -[37]- قَالَ: أَبُو بَكْرٍ: كَانَ أَبُو مُوسَى مِنَ الْمُلَازِمِينَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَوْلُهُ لَوْ كُنْتَ وَحْدَكَ لَحَدَّثْتُكَ بِهِ أَرَادَ أَنَّهُ مَتَى بَانَ لَهُ أَنَّ الْحَدِيثَ عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثَهُ بِهِ أَمْكَنَهُ اسْتِدْرَاكَهُ لِإِصْلَاحِ غَلَطَهُ وَلَا يُمْكِنُهُ ذَلِكَ مَعَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ حَضَرُوا عِنْدَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يُحَرِّجُ عَلَى أَصْحَابِهِ أَنْ يَكْتُبُوا عَنْهُ فِي الْمُذَاكَرَةِ شَيْئًا

1111 - أنا بِذَلِكَ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ نا شُعَيْبُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَاضِي، نا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ، نا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَلْخِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «§حَرَامٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا، عَنِّي فِي الْمُذَاكَرَةِ حَدِيثًا لِأَنِّي إِذَا ذَاكَرْتُ تَسَاهَلْتُ فِي الْحَدِيثِ»

1112 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ الْقَاضِي، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ الْمُطَهَّرِ، قَالَ: قَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: §«لَا تَحْمِلُوا عَنِّي فِي الْمُذَاكَرَةِ شَيْئًا» قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: " لَا تَحْمِلُوا عَنِّي فِي الْمُذَاكَرَةِ شَيْئًا قَالَ أَحْمَدُ: وَقَالَ لِي أَبُو زُرْعَةَ: لَا تَحْمِلُوا عَنِّي فِي الْمُذَاكَرَةِ شَيْئًا "

1113 - أَرِنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ سَيَامَرْدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، فِي مَنْزِلِ أَبِي حَاتِمٍ يَقُولُ: §«أُحَرِّجُ عَلَى مَنْ كَتَبَ عَلَيَّ فِي الْمُذَاكَرَةِ شَيْئًا» وَاسْتَحِبُّ لِمَنْ حَفِظَ عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ فِي الْمُذَاكَرَةِ شَيْئًا وَأَرَادَ رِوَايَتَهُ عَنْهُ أَنْ يَقُولَ حَدَّثَنَاهُ فِي الْمُذَاكَرَةِ فَقَدْ كَانَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ مُتَقَدِّمِي الْعُلَمَاءِ يَفْعَلُ ذَلِكَ

باب ذكر الحكم فيمن روى من حفظه حديثا فخولف فيه يلزم الراوي إذا خالفه فيما رواه راو غيره أن يرجع إلى أصل كتابه فيطالعه ويستثبت منه

§بَابُ ذِكْرِ الْحُكْمِ فِيمَنْ رَوَى مِنْ حِفْظِهِ حَدِيثًا فَخُولِفَ فِيهِ يَلْزَمُ الرَّاوِي إِذَا خَالَفَهُ فِيمَا رَوَاهُ رَاوٍ غَيْرُهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَصْلِ كِتَابِهِ فَيُطَالِعَهُ وَيَسْتَثْبِتَ مِنْهُ

1114 - فَقَدْ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ «أَنَّ §إِبْرَاهِيمَ ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَاتَ حُمِلَ إِلَى قَبْرِهِ عَلَى مِنْسَجِ الْفَرَسِ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ أَبِي: كَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْكَرَاهُ عَلَيْهِ فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا كِتَابَهُ الْأَصْلُ قِرْطَاسٌ فَقَالَ: «هَا أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ إِخْرَاجُ حَجَّاجٍ أَصْلَ كِتَابِهِ حُجَّةً لَهُ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ وَزَالَتِ الْعُهُودُ عَنْهُ فِيمَا أَنْكَرَاهُ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ يُلْزِمُ كُلَّ مَنْ رَوَى مِنْ حِفْظِهِ مَا خُولِفَ فِيهِ وَأُنْكِرَ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ إِذَا كَانَ قَادِرًا عَلَى الْأَصْلِ أَوْ يُمْسِكَ عَنِ الرِّوَايَةِ إِذَا تَعَذَّرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ

1115 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، نا الْحَسَنُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجِبْرِينِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: " §هُمَا ثَبَتُ حِفْظٍ وَثَبَتُ كِتَابٍ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا زَكَرِيَّا أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ثَبَتُ حِفْظٍ أَوْ ثَبَتُ كِتَابٍ قَالَ: ثَبَتُ كِتَابٍ "

1116 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ -[39]- الْأَبَّارُ نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: " §كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَوَانَةَ فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، فَقُلْتُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: لَا. قَالَ يَا سَلَّامَةُ هَاتِي الدَّرْجَ، فَأَخْرَجَتِ الدَّرْجَ فَنَظَرَ فِيهِ فَإِذَا لَيْسَ الْحَدِيثُ فِيهِ فَقَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ صَدَقْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ فَمِنْ أَيْنَ أُتِيتُ؟ قُلْتُ: ذُكِرْتَ بِهِ وَأَنْتَ شَابٌّ فَظَنَنْتَ أَنَّكَ سَمِعْتَهُ " وَهَكَذَا لَوْ لَمْ يُحَدِّثْ مِنْ حِفْظِهِ لَكِنَّهُ رَوَى مِنْ فَرْعٍ لَهُ شَيْئًا خُولِفَ فِيهِ فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ الرُّجُوعُ إِلَى الْأَصْلِ لِجَوَازِ دُخُولِ الْخَطَأِ عَلَى النَّاقِلِ فِي حَالِ النَّقْلِ

1117 - أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو يَعْلَى الطَّرَسُوسِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ: [البحر البسيط] §إِذَا تَشَاجَرَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي خَبَرٍ ... فَلْيَطْلُبِ الْبَعْضُ مِنْ بَعْضٍ أُصُولَهُمُ إِخْرَاجُكَ الْأَصْلَ فِعْلُ الصَّالِحِينَ فَإِنْ ... لَمْ تُخْرِجِ الْأَصْلَ لَمْ تَسْلَكْ سَبِيلَهُمُ فَاصْدَعْ بِحَقٍّ وَلَا تَأْبَى نَصِيحَتَهُمْ ... وَاخْرِجْ أُصُولَكَ إِنَّ الْفَرَعَ مُتَّهَمُ

1118 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: §" وَكَانَ رُبَّمَا غَلَّطَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ فَيُخْرِجُ أَبُو بَكْرٍ أَصْلَهُ فَيَطْرَحُهُ إِلَى الْحَاضِرِينَ وَيَقُولُ - وَالْأَبْيَاتُ لَهُ -: [البحر الوافر] عَلَى الْكَذَّابِ لَعْنَةُ مَنْ تَعَالَى ... وَخِزْيٌ دَائِمٌ أَبَدًا يَزِيدُ فَإِنْ قَالَ الْمُزَوِّرُ مَا كَذَبْنَا ... فَهَاتِ الْأَصْلَ رِمًّا لَا جَدِيدُ فَفِيهِ إِنْ أَتَيْتَ بِهِ بَيَانٌ ... وَإِلَّا أَنْتَ كَذَّابٌ عَمِيدٌ وَقُلْتُ لِصَاحِبِي اهْجُرْهُ مَلِيًّا ... فَعَنْ رَسْمِ ابْنِ حَنْبَلٍ لَا مَحِيدُ إِذَا مَا كَانَ سِلْكُكَ حَنْبَلِيًا فَبَورِكَ ... نَظْمُ سِلْكِكَ يَا سَعِيدُ

1119 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُّوذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ -[40]- عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نا أَزْهَرُ، نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي» قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ فَقَالَ: لَيْسَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ بَلَى فِيهِ قَالَ: " لَا قُلْتُ إِنَّ أَزْهَرَ حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَزْهَرَ جَاءَ بِكِتَابِهِ لَيْسَ فِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ فَاخْتَلَفْتُ إِلَى أَزْهَرَ قَرِيبًا مِنْ شَهْرٍ لَيَنْظُرَ فِيهِ فَنَظَرَ فِي كِتَابِهِ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لَمْ أَجِدْهُ إِلَّا عَنْ عُبَيْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَجِبُ عَلَى الْمُحَدِّثِ الرُّجُوعُ عَمَّا رَوَاهُ إِذَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ أَخْطَأَ فِيهِ فَإِذَا لَمْ يَفْعَلْ كَانَ آثِمًا وَعَلَى الطَّالِبِ الْإِمْسَاكُ عَنِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ

1120 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْحَافِظَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ " وَقِيلَ لَهُ: لِمَ رَوَيْتَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ وَتَرَكْتَ سُفْيَانَ بْنَ وَكِيعٍ؟ فَقَالَ: §«لِأَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَمَّا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ تِلْكَ الْأَحَادِيثَ رَجَعَ عَنْهَا عَنْ آخِرِهَا إِلَّا حَدِيثَ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ إِذَا احْضِرَ الْعِشَاءُ فَإِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَهُ فِي دَرْحٍ مِنْ كُتُبِ عَمِّهِ فِي قِرْطَاسٍ وَأَمَّا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ فَإِنَّ وَرَّاقَهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ أَحَادِيثَ فَرَوَاهَا وَكَلَّمْنَاهُ فِيهَا فَلَمْ يَرْجِعْ عَنْهَا فَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ وَتَرَكْتُ الرِّوَايَةَ عَنْهُ»

1121 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: §" صِرْتُ أَنَا وَرَجُلٌ خُرَاسَانِيٌّ وَآخَرُ بَصْرِيٌّ إِلَى وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثٍ وَهِمَ فِيهِ فَإِذَا أَنَا فِي الْمَنْزِلِ، إِذْ أَتَانِي فَقَالَ لِي وَأَصْلَحَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ: «اكْفِنِي الْخُرَاسَانِيَّ وَأَنَا أَكْفِيكَ الْبَصْرِيَّ»

1122 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّذَّاذُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْحَدَّادُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: §«لَا يَكُونُ الْعَالِمُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ حَتَّى يَعْرِفَ عَمَّنْ يُحَدِّثُ وَلَا يُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ وَلَا يُقِيمُ عَلَى الْغَلَطِ أَوْ نَحْوَ هَذَا»

1123 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَبُو الْحَسَنِ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ اللَّخْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُسَامَةَ الْكَلْبِيُّ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: §«كَانَ سُفْيَانُ يُخْطِئُ فَيَرْجِعُ مِنْ يَوْمِهِ وَكَانَ شُعْبَةُ يُخْطِئُ فَيَمْكُثُ الْأَيَّامَ حَتَّى يُقَالَ لَهُ فَيَرْجِعُ عَنْهُ»

1124 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ الْكَاتِبُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَيْشٍ نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: " §مَنْ قَالَ: إِنِّي لَا أُخْطِئُ فِي الْحَدِيثِ فَهُوَ كَذَّابٌ " وَيَنْبَغِي لِلطَّالِبِ إِذَا دَوَّنَ عَنِ الْمُحَدِّثِ مَا رَوَاهُ لَهُ مِنْ حِفْظِهِ أَنْ يُبَيِّنَ ذَلِكَ حَالَ تَأْدِيَتِهِ لِتَبْرَأَ عُهْدَتُهُ مِنْ وَهْمٍ إِنْ كَانَ حَصَلَ فِيهِ فَإِنَّ الْوَهْمَ يُسْرِعُ كَثِيرًا إِلَى الرِّوَايَةِ عَنِ الْحِفْظِ

1125 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا يَحْيَى بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْأُبُلِّيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ أَنَّهَا كَانَتْ تُسْتَحَاضُ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِذَا كَانَ الْحِضَةُ فَإِنَّهُ دَمٌ أَسْوَدُ يُعْرَفُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأَمْسِكِي عَنِ الصَّلَاةِ فَإِنْ كَانَ الْآخَرُ فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ» قَالَ أَبُو مُوسَى نَابِهُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ مِنْ كِتَابِهِ ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ حِفْظًا قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ كَانَتْ تُسْتَحَاضُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ دَمَ الْحَيْضَةِ أَسْوَدَ يُعْرَفُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأَمْسِكِي عَنِ الصَّلَاةِ وَإِذَا كَانَ الْآخَرُ فَتَوَضِّئي -[42]- وَصَلِّي»

من خالفه آخر أحفظ منه فرجع إلى قوله إذا روى المحدث من حفظه ما ليس له به كتاب فخالفه فيه من هو أثبت أو أحفظ منه لزمه الرجوع إلى قوله

§مَنْ خَالَفَهُ آخَرُ أَحْفَظُ مِنْهُ فَرَجَعَ إِلَى قَوْلِهِ إِذَا رَوَى الْمُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ كِتَابٌ فَخَالَفَهُ فِيهِ مَنْ هُوَ أَثْبَتُ أَوْ أَحْفَظُ مِنْهُ لَزِمَهُ الرُّجُوعُ إِلَى قَوْلِهِ

1126 - أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَرَمَوِيُّ بِنَيْسَابُورَ أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا الْجَوْزَقِيُّ أنا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، نا الْحُلْوَانِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: " §كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَسْأَلُنِي كَيْفَ قَالَ أَيُّوبُ كَذَا فَأَخْبِرُهُ، فَإِنْ كَانَ خَالَفَهُ تَرَكَ ابْنُ عَوْنٍ ذَلِكَ الْحَدِيثَ فَأَقُولُ لَهُ: لِمَ تَتْرُكُهُ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ أَيُّوبَ كَانَ أَعْلَمَنَا بِالْحَدِيثِ "

1127 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيِّ بِهَا حَدَّثَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى النَّهْرَتِيرِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ بِبَغْدَادَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: §«إِنَّ شُعْبَةَ إِذَا خَالَفَنِي تَرَكْتُ مَا فِي يَدِي لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَرْضَى أَنْ يَسْمَعَ الشَّيْءَ مَرَّةً حَتَّى يَعُودَ فِيهِ مَرَّتَيْنِ وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا حَفِظَ شَيْئًا لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى خِلَافِ مَنْ خَالَفَهُ فِيهِ ثِقَةٌ مِنْهُ بِنَفْسِهِ وَاعْتِمَادًا عَلَى إِتْقَانِهِ وَضَبْطِهِ»

1128 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّمِيمِيُّ بِدِمَشْقَ نا -[43]- الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانَجِيُّ نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، بِالرَّيِّ نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: " §لَمَّا حَدَّثَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ: إِذَا حَكَكْتَ جَسَدَكَ فَلَا تَمْسَحْهُ بِبُزَاقٍ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِطَهُورٍ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ خَالَفَكَ النَّاسُ فِي هَذَا قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيٍّ قَالَ: امْضِهِ قُلْتُ: نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيٍّ قَالَ: امْضِهِ قُلْتُ: نَا هِشَامٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيٍّ قَالَ هِشَامٌ فَتَوَقَّفَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: كَأَنِّي أَسْمَعُ حَمَّادًا يَقُولُ: نَا عَمْرُو بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَمَكَثْتُ زَمَانًا أَحْمِلُ الْخَطَأَ فِيهِ عَلَى سُفْيَانَ حَتَّى نَظَرْتُ فِي كِتَابِ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ فَإِذَا فِيهِ نَا شُعْبَةُ قَالَ: نَا حَمَّادٌ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ شُعْبَةُ: وَكَانَ حَمَّادٌ قَالَ مَرَّةً عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ فَعَلِمْتُ أَنَّ الثَّوْرِيَّ كَانَ إِذَا حَفِظَ الشَّيْءَ لَمْ يُبَالِ مَنْ خَالَفَهُ "

1129 - أنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الْخَلَّالُ، نا أَبُو سَعِيدٍ هَمَّامُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيُّ نا أَبُو عَمْرٍو الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: " §رَوَى شُعْبَةٌ حَدِيثًا فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُخَالَفُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: مَنْ يُخَالِفَنِي قَالُوا: سُفْيَانُ قَالَ: دَعُوهُ سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي "

1130 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ حَمْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ أنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §«إِذَا خَالَفَنِي سُفْيَانُ فِي حَدِيثٍ فَالْحَدِيثُ حَدِيثُهُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَسْتَحِبُّ لِلرَّاوِي أَنْ يَدَعَ الْمِرَاءَ فِيمَا خُولِفَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ -[44]- مُحِقًّا فَقَدْ كَانَ شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ يَرْوِي عَنْ شُعْبَةَ حَدِيثًا عُرِفَ بِهِ وَاشْتَهَرَ عِنْدَ النَّاسِ أَنَّهُ يَتَفَرَّدُ بِرِوَايَتِهِ فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ فَأَنْكَرَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتْرُكُوهُ وَتَحَمُّلُ أَبِي دَاوُدَ مِنَ الْعِلْمِ مَعْرُوفٌ فَهُوَ بِالْحِفْظِ وَالصِّدْقِ مَوْصُوفٌ إِلَّا أَنَّهُ رَأَى تَرْكَ ذَلِكَ الْحَدِيثِ أَبْعَدَ مِنَ الظِّنَّةِ وَأَنْفَى لِلتُّهْمَةِ فَتَرَكَهُ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ لِمَا لَا يَرِيبُكُ فَإِنَّكَ لَنْ تَجِدَ فَقْدَ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

1131 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ الْمَرْوَزِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: §«سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَ بِهَا إِلَّا أُنَاسٌ يُخَالِفُونِي فِيهَا»

1132 - أنا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا شَبَابَةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، §«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ» قَالَ: ثُمَّ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنَا بِهِ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي الْمَجْلِسِ فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ فِي الْمَجْلِسِ يَا أَبَا دَاوُدَ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ هَذَا حَدِيثُ شَبَابَةُ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ فَدَعُوهُ إِذَنْ فَدَعُوهُ. حَكَى أَحْمَدَ بْنَ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قِصَّةَ أَبِي دَاوُدَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى وَجْهٍ آخَرَ

1133 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، نا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الْجُرْجَانِيُّ نا أَبُو نُعَيْمٍ الْجُرْجَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: كَانَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: §«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ» قَالَ الرَّمَادِيُّ: فَشَهِدْتُ عَلَى الْمَدِينِيِّ يَقُولُ مَا رَوَى شُعْبَةُ قَطُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ وَأَحَادِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ مَعْدُودَةٌ قَالَ الرَّمَادِيُّ: وَشَهِدْتُ أَبَا دَاوُدَ وَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: اضْرِبُوا عَلَيْهِ نَا الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ فَوَجَدُوهُ عِنْدَ شَبَابَةَ فَكَتَبُوا بِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ

1134 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُسَامَةَ الْكَلْبِيُّ قَالَ: وَقَالَ لِي ابْنُ نُمَيْرٍ: §«كَانَ وَكِيعٌ إِذَا كَانَ فِي كِتَابِهِ حَدِيثٌ يُنْكِرُهُ أَمْسَكَ عَنْهُ لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ فَإِذَا جَاءَ إِلَيْهِ بَنُو أَبِي شَيْبَةَ وَالْحُفَّاظُ ذَاكَرَهُمْ بِشَيْءٍ مِنْهُ فَإِنْ ذَكَرُوهُ وَقَالُوا نَا بِهِ عَنْ فُلَانٍ، ذَكَرَهُ وَإِنْ شَكُّوا فِيهِ أَمْسَكَ عَنْهُ»

مراجعة المحدث وتوقيفه عندما يتخالج في النفس من روايته لا يجوز للطالب أن ينكر على المحدث شيئا رواه إذا لم يعرفه أو وقع في نفسه شيء من سماعه إياه لكن ينبغي له أن يوقفه عليه ويستثبته فيه فما أخبره به قبله منه لكونه أمينا في نفسه عدلا في حديثه

§مُرَاجَعَةُ الْمُحَدِّثِ وَتَوْقِيفُهُ عِنْدَمَا يَتَخَالَجُ فِي النَّفْسِ مِنْ رِوَايَتِهِ لَا يَجُوزُ لِلطَّالِبِ أَنْ يُنْكِرَ عَلَى الْمُحَدِّثِ شَيْئًا رَوَاهُ إِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ أَوْ وَقَعَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنْ سَمَاعِهِ إِيَّاهُ لَكِنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُوقِفَهُ عَلَيْهِ وَيَسْتَثْبِتَهُ فِيهِ فَمَا أَخْبَرَهُ بِهِ قَبْلَهُ مِنْهُ لِكَوْنِهِ أَمِينًا فِي نَفْسِهِ عَدْلًا فِي حَدِيثِهِ

1135 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا بُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَعَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: §" أَنَّهُ سَافَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ فِي وَادٍ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَسِيتَ لَمْ تَخْلَعْ قَالَ: «كَلَّا بَلْ أَنْتَ نَسِيتَ بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ»

1136 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا عَفَّانُ، نا شُعْبَةُ، قَالَ سُلَيْمَانُ وَمَنْصُورٌ وَزُبَيْدٌ: حَدَّثُونِي عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» قَالَ زُبَيْدٌ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ مَرَّتَيْنِ أَنْتَ سَمِعْتَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

1137 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي جَعْدَةُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ ابْنُ أُمِّ هَانِئٍ وَكَانَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ يُحَدِّثُهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي ابْنَا أُمِّ هَانِئٍ، قَالَ شُعْبَةُ: فَلَقِيتُ أَنَا أَفْضَلَهُمَا جَعْدَةَ فَحَدَّثَنِي عَنْ أُمِّ هَانِئٍ: §" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَنَاوَلَتْهُ شَرَابًا فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا فَشَرِبَتْ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ صَائِمَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّائِمُ الْمُتَطَوِّعُ أَمِيرُ نَفْسِهِ إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ» . قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِجَعْدَةَ: أَسَمِعْتَهُ أَنْتَ مِنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَهْلُنَا وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ

1138 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: §" جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى حُمَيْدٍ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ فَحَدَّثَهُ بِهِ قَالَ: أَسَمِعْتَهُ قَالَ: أَحْسِبُ قَالَ: فَقَالَ شُعْبَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا أَيْ لَا أُرِيدُهُ قَالَ: فَلَمَّا قَامَ فَذَهَبَ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ وَلَكِنَّهُ شَدَّدَ عَلَيَّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَدِّدَ عَلَيْهِ "

1139 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَوِيُّ، نا جَدِّي، نا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أنا ابْنُ وَهْبٍ، نا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ يُحَدِّثُنَا بِالْحَدِيثِ فَيَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَقُولُ لَهُ أَسَمِعْتَهُ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ فَيَقُولُ: §«خَرَجَ بِهِ إِلَيْنَا أَصْحَابُنَا مِنْ عِنْدِهِ»

1140 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرَ، نا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«خَيْرُ الْكَسْبِ كَسْبُ يَدِ الْعَامِلِ إِذَا نَصَحَ» . قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ: أَفَادَنِي هَذَا الْحَدِيثَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَحَدَّثَنِي بِهِ فَلَمَّا فَرَغَ قُلْتُ لَهُ: حَدَّثَكَ سَعِيدٌ قَالَ: «تُوشِكُونَ أَنْ تُحَلِّفُونَا بِالطَّلَاقِ»

1141 - نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا بِحُلْوَانَ أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئُ، بِأَصْبَهَانَ نا حَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ دُحَيْمٍ الدِّمَشْقِيُّ، بِمِصْرَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: §" قَدِمَ عَلَيْنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ الْبَصْرَةَ فَكَتَبَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَذْكُرَ لَكَ شَيْئًا وَلَا تَغْضَبْ قَالَ: هَاتِ قَالَ: حَدِيثُ هَمَّامٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْغَارِ لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ وَإِنَّمَا رَوَاهُ بَهْزٌ وَحِبَّانُ وَعَفَّانُ وَلَمْ أَجِدْهُ فِي صَدْرِ كِتَابِكَ إِنَّمَا وَجَدْتُهُ عَلَى ظَهْرِهِ قَالَ: فَنَقُولُ مَاذَا؟ قَالَ: تَحْلِفُ لِي أَنَّكَ سَمِعْتَهُ مِنْ هَمَّامٍ قَالَ: ذَكَرْتُ أَنَّكَ كَتَبْتَ عِشْرِينَ أَلْفًا فَإِنْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِيهَا صَادِقًا فَمَا يَنْبَغِي أَنْ تُكَذِّبَنِي فِي حَدِيثٍ وَإِنْ كُنْتُ عِنْدَكَ كَاذِبًا فِي حَدِيثٍ فَمَا يَنْبَغِي أَنْ تُصَدِّقَنِي فِيهَا وَلَا تَكْتُبْ مِنْهَا شَيْئًا وَتَرْمِي بِهَا بَرَّةُ بِنْتُ أَبِي عَاصِمٍ طَالِقٌ -[48]- ثَلَاثًا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ هَمَّامٍ وَاللَّهِ لَا كَلَّمْتُكَ أَبَدًا "

استحباب التحديث والتكفير لمن حلف أن لا يحدث

§اسْتِحْبَابُ التَّحْدِيثِ وَالتَّكْفِيرِ لِمَنْ حَلَفَ أَنْ لَا يُحَدِّثَ

1142 - أنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الطَّحَّانُ، أنا أَبُو عَلِيِّ بْنِ الصَّوَّافِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْبَلٍ، فِيمَا أَجَازَهُ لَنَا قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: " كَانَ عِكْرِمَةُ يَحْلِفُ أَنْ لَا يُحَدِّثَنَا ثُمَّ يُحَدِّثُنَا فَنَقُولُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ: §«هَذَا كَفَّارَةٌ هَذَا»

وَأنا عَبْدُ الْبَاقِي أنا ابْنُ الصَّوَّافِ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ مِنْ حِفْظِهِ نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أنا شُعْبَةُ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَزْدِ قَالَ: §«كَانَ عِكْرِمَةُ يَحْلِفُ أَنْ لَا يُحَدِّثَنَا ثُمَّ يُحَدِّثُنَا فَيَقُولُ هَذَا كَفَّارَتُهُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِذَا حَلَفَ بِاللَّهِ تَعَالَى أَنْ لَا يُحَدِّثَ ثُمَّ حَدَّثَ فَقَدْ حَنِثَ وَيَلْزَمُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ عِكْرِمَةُ مِنْ أَنَّ التَّحْدِيثَ يُجْزِيهِ فِي التَّكْفِيرِ خَطَأٌ، وَالْفُقَهَاءُ مُجَمِّعُونَ عَلَى خِلَافِهِ

1143 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُورِيُّ بِالرَّيِّ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ الصَّفَّارُ الْقَزْوِينِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، نا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ نا أَبِي الْأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: §" كُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَى حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ فَكَانَ إِذَا حَلَفَ أَنْ لَا، يُحَدِّثَنَا حَدَّثَنَا وَإِذَا قَالَ: لَا أُحَدِّثُكُمْ لَمْ يُحَدِّثْنَا "

1144 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ مَنْصُورٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ، يَقُولُ: كَانَ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ إِذَا حَلَفَ أَلَّا يُحَدِّثَ كَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ وَحَدَّثَ وَإِذَا قَالَ: لَا أُحَدِّثُ كَانَ لَا يُحَدِّثُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ»

1145 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا الْقَاضِي أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ، نا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ بِجُرْجَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مَطَرٍ، يَقُولُ: أَتَيْنَا ابْنَ عُيَيْنَةَ لِيُحَدِّثَنَا فَأَبَى وَامْتَنَعَ فَهَجَمْنَا دَارَهُ فَلَمَّا وَقَعَ بَصَرُهُ عَلَيْنَا قَالَ: وَيْحَكُمْ دَخَلْتُمْ دَارِي بِغَيْرِ إِذْنِي وَقَدْ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: §«مَنِ اطَّلَعَ فِي دَارِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَفَقَئُوا عَيْنَهُ فَلَا قِصَاصَ وَلَا دِيَةَ» فَقُلْنَا نَدَمْنَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَالَ: لَقَدْ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§النَّدَمُ تَوْبَةٌ» فَقُلْنَا: قَدْ حَلَفْتَ أَنْ لَا تُحَدِّثَنَا وَقَدْ حَدَّثَتْنَا قَالَ: فَحَدَّثَ بِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَلَفْتُمْ عَلَى يَمِينٍ " الْحَدِيثَ. . . . قَالَ: «فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَمَعَنَا ثَلَاثَةُ أَحَادِيثَ رَأْسُ مَالٍ»

قول المحدث حدثنا وأخبرنا

§قَوْلُ الْمُحَدِّثِ حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا

1146 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أَبُو عَاصِمٍ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ طَاوُسًا حَدَّثَهُ أَنَّ حُجْرَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ أَوْ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«الْعُمْرَى مِيرَاثٌ»

1147 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: " §إِذَا قَرَأَ عَلَيْكَ الْمُحَدِّثُ فَقُلْ: حَدِّثْنَا وَإِذَا قَرَأْتَ عَلَيْهِ فَقُلْ أَخْبَرَنَا " وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الشَّافِعِيُّ مَذْهَبُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَرُوِيَ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ الْمَكِّيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ وَأَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ يَقُولُونَ فِي غَالِبِ حَدِيثِهِمُ الَّذِي يَرْوونَهُ: أَخْبَرَنَا وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ حَدَّثَنَا وَكَانَ غَيْرُهُمْ يَقُولُ: يَنْبَغِي أَنْ يُبَيِّنَ السَّمَاعَ كَيْفَ كَانَ، فَمَا سُمِعَ مِنَ لَفْظِ الْمُحَدِّثِ قِيلَ فِيهِ حَدَّثَنَا وَمَا قُرِئَ عَلَيْهِ قَالَ الرَّاوِي فِيهِ: قَرَأَتُ إِنْ كَانَ سَمِعَهُ بِقِرَاءَتِهِ وَيَقُولُ فِيمَا سَمِعَهُ بِقِرَاءَةِ غَيْرِهِ قُرِئَ وَأَنَا أَسْمَعُ وَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِذَا كَانَ الْحَدِيثُ فِي الْأَصْلِ مَسْمُوعًا فَلِرَاوِيهِ أَنْ يَقُولَ مَا شَاءَ مِنْ حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا وَلَمْ يَرَوْا فِي ذَلِكَ فَرْقًا

1148 - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّرْخَابَاذِيُّ بِالرَّيِّ أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ نا سَلَامَةُ بْنُ مَحْمُودٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: §«إِذَا قَرَأْتَ عَلَى الْعَالِمِ فَلَا بَأْسَ أَنْ تَقُولَ نَا»

1149 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ مُجَاهِدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " §كَانَ الرَّجُلُ يَقْرَأُ عَلَى مَالِكٍ فَيَقُولُ: أَقُولُ نَا مَالِكٌ؟ فَيَقُولُ: «نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»

1150 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ، أنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ حَيَّانَ الْحُلْوَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُونُسَ السَّرَّاجُ، إِمْلَاءً قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ يَقُولُ: §" لَمَّا فَرَغْنَا مِنْ قِرَاءَةِ الْمُوَطَّأِ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ جَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَا قُرِئَ عَلَيْكَ مِنْ هَذَا الْمُوَطَّأِ أَقُولُ نَا مَالِكٌ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ أَوَلَيْسَ هُوَ حَدِيثِي أَوَلَيْسَ قَدْ أَنْصِتُ لَهُ فَقَوَّمْتُ خَطَأَهُ وَرَدَدْتُ زَلَلَهُ؟ فَقُلْ: نَا مَالِكٌ إِنَّهُ حَدِيثِي "

1160 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامٍ الصَّرْصَرِيُّ حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْعَتَكِيُّ نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ الْمَهْرِيُّ بِمِصْرَ حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: " سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ وَمِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ §قِرَاءَةِ الْحَدِيثِ عَلَى الْعَالِمِ فَقَالُوا: هُوَ بِمَنْزِلَةِ الْحَدِيثِ مِنْهُ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: إِذَا قَرَأْتَ عَلَيَّ أَحَادِيثَ ثُمَّ أَرَدْتَ أَنْ تُحَدِّثَ بِهَا فَقُلْ: حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ قَالَ ابْنُ رِشْدِينَ: قَالَ لَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ لَمَّا قَرَأَنَا الْمُوَطَّأَ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قُلْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: قَدْ عَرَضْنَا الْمُوَطَّأَ عَلَيْكَ فَكَيْفَ نَقُولُ فِيهِ؟ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ أَنْصَتُّ لَكُمْ حَتَّى فَرَغْتُمْ قُولُوا: نَا مَالِكٌ وَكَانَ ابْنُ بُكَيْرٍ يَقُولُ لَنَا فِي الْمُوَطَّأِ كُلِّهِ: نَا مَالِكٌ قَالَ مَالِكٌ وَكُنَّا أَرْبَعَةً رُفَقَاءَ أَنَا وَابْنُ وَهْبٍ وَابْنُ الْقَاسِمِ يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي -[52]- مَرْيَمَ وَعَرَضْنَا الْمُوَطَّأَ عَلَى مَالِكٍ عَرْضَةً ثَانِيَةً فِي بَيْتِ ابْنِ يَعْقُوبَ وَذَكَرَ مِنْ قَدْرِهِ عِنْدَ مَالِكٍ وَفَضْلِهِ " وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْبَابَ فِي كِتَابِ الْكِفَايَةِ عَلَى الِاسْتِقْصَاءِ وَأَوْرَدْنَا هُنَاكَ مَا فِيهِ غُنْيَةٌ لِمَنْ وَقَفَ عَلَيْهِ

باب إملاء الحديث وعقد المجلس له يستحب عقد المجالس لإملاء الحديث لأن ذلك أعلى مراتب الراوين ومن أحسن مذاهب المحدثين مع ما فيه من جمال الدين والاقتداء بسنن السلف الصالحين

§بَابُ إِمْلَاءِ الْحَدِيثِ وَعَقْدِ الْمَجْلِسِ لَهُ يُسْتَحَبُّ عَقْدُ الْمَجَالِسِ لِإِمْلَاءِ الْحَدِيثِ لِأَنَّ ذَلِكَ أَعْلَى مَرَاتِبِ الرَّاوِينَ وَمِنْ أَحْسَنِ مَذَاهِبِ الْمُحَدِّثِينَ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ جَمَالِ الدِّينِ وَالِاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ

وَقَدْ قَالَ الْخَلِيفَةُ الْمَأْمُونُ -[55]- فِيمَا أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَنْصُورٍ زَاجٌ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: §«مَا أَشْتَهِي مِنْ لَذَّاتِ الدُّنْيَا إِلَّا أَنْ يَجْتَمِعَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ عِنْدِي وَيَجِيءُ الْمُسْتَمْلِي فَيَقُولُ مَنْ ذَكَرْتَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ»

أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نا مَعْرُوفٌ الْخَيَّاطُ، قَالَ: §«رَأَيْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يُمْلِي عَلَى النَّاسِ الْأَحَادِيثَ فَهُمْ يَكْتُبُونَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ»

وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا دَعْلَجٌ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ هُوَ الْحُلْوَانِيُّ أنا عَفَّانُ قَالَ: §«أَخْرَجَ إِلَيْنَا هَمَّامٌ كَرَّاسَتَيْنِ فَأَمْلَى عَلَيْنَا مِنْهَا سَبْعَةَ أَحَادِيثَ» وَفِي الْمُتَقَدِّمِينَ جَمَاعَةٌ كَانُوا يَعْقِدُونَ الْمَجَالِسَ لِلْإِمْلَاءِ مِنْهُمْ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَأَكْرِمْ بِهِ -[56]-. وَمِنَ الطَّبَقَةِ الَّتِي تَلِيهِ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ التَّمِيمِيُّ وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَاهِلِيُّ وَمِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِيرْيَابِيُّ

أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ الرُّويَانِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُكْرَمٍ الشَّاهِدُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْطَاكِيُّ، نا يُوسُفُ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: §«جَلَسَ شُعْبَةُ بِبَغْدَادَ وَلَيْسَ فِي مَجْلِسِهِ أَحَدٌ يَكْتُبُ إِلَّا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ فَهُوَ يَسْتَمْلِي وَيَكْتُبُ وَهُوَ قَائِمٌ»

أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَرَشِيُّ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ «§سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ، فِي الْمَجْلِسِ بِبَغْدَادَ وَكَانَ يُقَالُ إِنَّ فِي الْمَجْلِسِ سَبْعِينَ أَلْفًا»

أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، الْقُرَشِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ: §«أَبُو الْحُسَيْنِ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَ فِي مَسْجِدِ الرَّصَافَةِ وَكَانَ مَجْلِسُهُ يُحْزَرُ بِأَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ إِنْسَانٍ كَانَ يَسْتَمْلِي عَلَيْهِ هَارُونُ الدِّيكُ وَهَارُونُ مُكْحُلَةٌ»

أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيِّ، قَالَ: " قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: احْمَدِ اللَّهَ، قَدْ أَصْبَحْتَ سَيِّدَ النَّاسِ، فَقَالَ لِيَ: §اسْكُتْ، أَصْبَحَ سَيِّدَ النَّاسِ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، فِي مَجْلِسِهِ ثَلَاثُونَ أَلْفَ رَجُلٍ "

أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُخَارِيُّ نا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: §«كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَجْلِسُ بِبَغْدَادَ وَكُنْتُ اسْتَمْلِي لَهُ وَيَجْتَمِعُ فِي مَجْلِسِهِ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا»

نا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ وَكَانَ شَيْخًا صَدُوقًا صَالِحًا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ يَقُولُ: §" لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ أَمْلَى الْحَدِيثَ فِي رَحْبَةِ غَسَّانَ وَكَانَ فِي مَجْلِسِهِ سَبْعَةٌ مُسْتَمْلِينَ يُبَلِّغُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ الَّذِي يَلِيهِ وَكَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ قِيَامًا بِأَيْدِيهِمُ الْمَحَابِرُ ثُمَّ مُسِحَتِ الرَّحْبَةُ وَحُسِبَ مَنْ حَضَرَ بِمَحْبَرَةٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ نِيفًا وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ مَحْبَرَةٍ سِوَى النَّظَّارَةِ قَالَ ابْنُ سَلْمٍ: وَبَلَغَنِي أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ كَانَ نَذَرَ أَنْ يَتَصَدَّقَ إِذَا حَدَّثَ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ "

أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، نا ابْنُ عَدِيٍّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ، يَقُولُ: §" لَمْ يَكُنْ بِالْبَصْرَةِ مَجْلِسٌ أَكْبَرُ مِنْ مَجْلِسِ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ كَانَ فِيهِ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ، قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَقَدْ كُنَّا نَشْهَدُ مَجْلِسَ الْفِرْيَابِيِّ وَفِيهِ عَشَرَةُ آلَافٍ أَوْ أَكْثَرَ "

أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: §«حَضَرْتُ مَجْلِسَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيِّ وَفِيهِ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ»

1168 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: §" كُنَّا نَحْضُرُ مَجْلِسَ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ الْهُجَيْمِيِّ لِلْحَدِيثِ وَكَانَ يَجْلِسُ عَلَى سَطْحٍ لَهُ وَيَمْتَلِئُ شَارِعُ الْهُجَيْمِ بِالنَّاسِ الَّذِينَ يَحْضُرُونَ لِلسَّمَاعِ وَيُبَلِّغُ الْمُسْتَمْلُونَ عَنِ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ: وَكُنْتُ أَقُومُ فِي السَّحَرِ فَأَجِدُ النَّاسَ قَدْ سَبَقُونِي وَأَخَذُوا مَوَاضِعَهُمْ وَحُسِبَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَجْلِسُ النَّاسُ فِيهِ وَكُسِّرَ فَوُجِدَ مَقْعَدُ ثَلَاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ " وَكَانَ كَافَّةُ مَنْ أَدْرَكْنَاهُ مِنَ الشُّيُوخِ نَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْحَدِيثَ قِرَاءَةً وَبَعْضُهُمْ كَانَ يَجْعَلُ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ يَوْمًا لِلْإِمْلَاءِ خَاصَّةً وَبَقِيَّةُ الْأَيَّامِ لِلْقِرَاءَةِ فَمِنْ شُيُوخِنَا الَّذِينَ أَدْرَكْنَاهُمْ وَحَضَرْنَا مَجَالِسَهُمْ لِلْأَمَالِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَزْقَوَيْهِ وَأَبُو الْحُسَيْنِ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَلِيٌّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ وَأَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ وَكَانُوا يُمْلِونَ فِي أَيَّامِ الْجُمُعَاتِ وَكَذَلِكَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ حَضَرْتُ أَمَالِيَهُمْ بِنَيْسَابُورَ أَيَّامَ الْجُمُعَاتِ وَكَذَلِكَ حَضَرْتُ إِمْلَاءَ عِيسَى بْنِ غَسَّانَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَبِيبٍ الْمَتُّوثِيِّ جَمِيعًا بِالْبَصْرَةِ وَإِمْلَاءَ أَبِي طَاهِرٍ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ وَأَبِي مَنْصُورٍ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازِ كِلَاهُمَا بِهَمَذَانَ

من كان يعقد المجلس في يوم الخميس

§1169 - مَنْ كَانَ يَعْقِدُ الْمَجْلِسَ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ

أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: §«كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُنَا كُلَّ يَوْمِ خَمِيسٍ»

أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: §«أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ كُلَّ خَمِيسٍ فَيُحَدِّثُهُمْ» وَكَانَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ يَعْقِدُ مَجْلِسَ الْإِمْلَاءِ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ كَذَلِكَ حَضَرَتْهُ مُدَّةَ مَقَامِي بِأَصْبَهَانَ وَذَكَرَ لَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ أَنَّ الْقَاضِيَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ كَانَ يُمْلِي عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ مَجْلِسَيْنِ أَحَدُهُمَا يَوْمَ الْخَمِيسِ وَالْآخَرُ يَوْمَ الْأَحَدِ وَأَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمِصْرِيَّ الْجَوْهَرِيَّ كَانَ يُمْلِي عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ أَرْبِعَاءَوَذَكَرَ لَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْوَاعِظُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ الْأَزْرَقَ وَأَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَافِظَ وَأَبَاعُمَرَ حَمْزَةَ بْنَ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيَّ كَانُوا يُمْلُونَ أَيَّامَ الْجُمُعَاتِ وَأَنَّهُ حَضَرَ مَجَالِسَهُمْ فِي جَامِعِ الرَّصَافَةِ وَمِمَّنْ كَانَ يُمْلِي فِي الْجُمُعَاتِ أَيْضًا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ذَكَرَ ذَلِكَ لَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ عَنْهُ وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رَزْقَوَيْهِ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْهُمَا جَمِيعًا قَالَ: وَكَتَبْتُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ إِمْلَاءً فِي يَوْمِ أَرْبِعَاءَ. وَذَكَرَ لَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْمُنْذِرِ أَنَّ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ الطِّسْتِيَّ أَمْلَى عَلَيْهِمْ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ

1170 - ونا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ: §أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ، كَانَ يُمْلِي عَلَيْهِمْ فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَفِي مَسْجِدِهِ بِدَرْبِ الْقَصَّارِينَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَأَنَّ أَبَا سَهْلِ بْنَ زِيَادٍ الْقَطَّانَ أَمْلَى عَلَيْهِمْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي دَارِ الْقُطْنِ "

1171 - وَذَكَرَ لنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بُرْهَانٌ الْغَزَّالُ: §«أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ سَلْمَانَ النَّجَّادَ كَانَ يُمْلِي عَلَيْهِمْ فِي يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ» ، وَقَالَ لِي ابْنُ بُرْهَانٍ أَيْضًا وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرِ السَّتُورِيُّ نَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّمَّاكِ إِمْلَاءً فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ "

من لم يتفرغ للحديث نهارا فحدث ليلا

§مَنْ لَمْ يَتَفَرَّغْ لِلْحَدِيثِ نَهَارًا فَحَدَّثَ لَيْلًا

1172 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: §«تَوَاعَدَ النَّاسُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي قُبَّةً مِنْ قِبَابِ مُعَاوِيَةَ وَاجْتَمَعُوا فِيهَا فَقَامَ فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَصْبَحُوا»

1173 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا حَمَّادٌ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، قَالَ: §«رَأَيْتُ أَبَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ عِنْدَ أَنَسٍ يَكْتُبُ بِاللَّيْلِ فِي سَبُّورَجَةٍ»

1174 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَرَّاءُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: قَالَ هُشَيْمٌ: §" لَوْ قِيلَ لِمَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ عَلَى الْبَابِ مَا كَانَ عِنْدَهُ زِيَادَةٌ فِي الْعَمَلِ قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهُ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ يَجْلِسُ فَيَسَبِّحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ يُصَلِّي إِلَى الزَّوَالِ ثُمَّ يُصَلِّي الظُّهْرَ ثُمَّ يُصَلِّي إِلَى الْعَصْرِ ثُمَّ يَجْلِسُ فَيُسَبَّحُ إِلَى الْمَغْرِبِ ثُمَّ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ ثُمَّ يُصَلِّي إِلَى الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى بَيْتِهِ فَيُكْتَبُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ "

1175 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ، أنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ النَّسَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: §«وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَرَأَ عَلَيْنَا بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِلَى الصُّبْحِ»

تعيين المحدث للطلبة يوم المجلس ينبغي للمحدث أن يعين لأصحابه يوم المجلس لئلا ينقطعوا عن أشغالهم وليستعدوا لإتيانه ويعد بعضهم بعضا به والأصل في ذلك

§تَعْيِينُ الْمُحَدِّثِ لِلطَّلَبَةِ يَوْمَ الْمَجْلِسِ يَنْبَغِي لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يُعَيِّنَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ الْمَجْلِسِ لِئَلَّا يَنْقَطِعُوا عَنْ أَشْغَالِهِمْ وَلِيَسْتَعِدُّوا لِإِتْيَانِهِ وَيَعِدَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِهِ وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ

1176 - مَا أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابٍ الطِّيبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الضِّرِيسِ، أنا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ -[59]- بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" يَعْنِي احْشُدُوا زَادَ غَيْرِهِ غَدًا فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَالَ: فَحُشِدَ مَنْ حُشِدَ ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ فَقَرَأَ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ إِنِّي أَرَى هَذَا خَبَرًا جَاءَ مِنَ السَّمَاءِ فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ فَقَالَ إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ أَلَا وَإِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" وَإِذَا عَيَّنَ لَهُمُ الْيَوْمَ وَوَعَدَهُمْ بِالْإِمْلَاءِ فِيهِ فَلَا يَنْبَغِي لَهُ إِخْلَافَ مَوْعِدَهُ إِلَّا أَنْ يَقْتَطِعَهُ عَنْ ذَلِكَ أَمْرٌ يَقُومُ عَذْرُهُ بِهِ

1177 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو بِشْرٍ عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الصَّيْدَلَانِيُّ نا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، نا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، نا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا تَعِدْ أَخَاكَ مَوْعِدًا فَتُخْلِفَهُ»

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ نا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ نا هُشَيْمٌ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبِ، عَنْ لَهَبِ بْنِ الْخَنْدَقِ قَالَ: قَالَ عَوْفُ بْنُ النُّعْمَانِ: §«لَأَنْ أَمُوتَ عَطْشَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ مِخْلَافًا لِمَوْعِدٍ»

1178 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: §«كَانَ رَقَبَةُ يَعِدُنَا فِي الْحَدِيثِ ثُمَّ يَقُولُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مَوْعِدٌ نَأْثَمُ مِنْ تَرْكِهِ فَيَسْبِقُنَا إِلَيْهِ»

1179 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ التِّكَكِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، نا مُعَافًى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فُلَانٍ، أَوْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ فُلَانٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَيْسَ الْخُلْفُ أَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يَفِيَ لَهُ وَلَكِنَّ الْخُلْفَ أَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ لَا يَفِيَ لَهُ»

عقد المجالس في المساجد يستحب للمحدث أن يجعل تحديثه في المسجد وأن لا يخلي يوم الجمعة من الإملاء في مسجد الجامع

§عَقْدُ الْمَجَالِسِ فِي الْمَسَاجِدِ يُسْتَحَبُّ لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يَجْعَلَ تَحْدِيثَهُ فِي الْمَسْجِدِ وَأَنْ لَا يُخَلِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنَ الْإِمْلَاءِ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ

1180 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ، كَتَبْنَا عَنْهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ كَعْبٍ: «أَنَّ §اللَّهَ اخْتَارَ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَجَعَلَ مِنْهُنَّ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةَ وَاخْتَارَ الْأَيَّامَ فَجَعَلَ مِنْهُنَّ الْجُمُعَةَ وَاخْتَارَ الشُّهُورَ فَجَعَلَ مِنْهُنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ وَاخْتَارَ اللَّيَالِي فَجَعَلَ مِنْهُنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَاخْتَارَ الْبِقَاعَ فَجَعَلَ مِنْهُنَّ الْمَسَاجِدَ»

1181 - نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، لَفْظًا بِأَصْبَهَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْبُخَارِيُّ، نا أَبُو هِنْدَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُجْرٍ مِنْ وَلَدِ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ نا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صُبَيْحٍ الْبَصْرِيُّ، نا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: §«الْمَسَاجِدُ مَجَالِسُ الْأَنْبِيَاءِ وَحِرْزٌ مِنَ الشَّيْطَانِ»

1182 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا أَبُو صَالِحٍ سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّرَسُوسِيُّ نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، نا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ: §«الْمَسَاجِدُ مَجَالِسُ الْكِرَامِ»

1183 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا ابْنُ الْبُرِّيِّ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، نا النَّضْرُ، نا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: " §سَمِعْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ فَأْمُرْ أَهْلَ الْعِلْمِ أَنْ يَنْشُرُوا الْعِلْمَ فِي مَسَاجِدِهِمْ فَإِنَّ السُّنَّةَ كَانَتْ قَدْ أُمِيتَتْ "

1184 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أنا شُعْبَةُ، قَالَ: " §قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: كَيْفَ كَانَ أَبُو الْأَحْوَصِ يُحَدِّثُ؟ قَالَ: «كَانَ يَسْكُبُهَا عَلَيْنَا فِي الْمَسْجِدِ» يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ "

جلوس المحدث تجاه القبلة

§جُلُوسُ الْمُحَدِّثِ تُجَاهَ الْقِبْلَةِ

أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمِصْرِيُّ الْجَوْهَرِيُّ إِمْلَاءً نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْحَكَمِ نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْبَصْرِيُّ عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ»

1185 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، قَالَا: أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَرَقِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ، نا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ لِكُلِّ مَجْلِسٍ شَرَفًا وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ»

1186 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَبَّانٍ الْكِنْدِيُّ، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نا صَدَقَةُ، نا ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: " أَقْبَلَ مُغِيثُ بْنُ سُمَّيٍّ إِلَى مَكْحُولٍ فَأَوْسَعَ لَهُ إِلَى جَنْبِهِ فَأَتَى وَجَلَسَ مُقَابِلَ الْقِبْلَةِ وَقَالَ: §«هَذَا أَشْرَفُ الْمَجَالِسِ»

التحليق قبل صلاة الجمعة

§التَّحْلِيقُ قَبْلَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ

1187 - أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ شِهَابِ بْنِ الْحَسَنِ الْعُكْبَرِيُّ، بِهَا أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ الْعَطَّارُ، نا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ، نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §«نَهَى عَنِ الْبَيْعِ وَالِاشْتِرَاءِ فِي الْمَسْجِدِ وَعَنْ مُنَاشَدَةِ الْأَشْعَارِ فِيهِ وَيُحَلَّقُ الْمَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ»

1188 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَصْرِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمِشْفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ الْقَاضِي نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«نَهَى أَنْ يُبَاعَ فِي الْمَسْجِدِ أَوْ يَبْتَاعَ فِيهِ أَوْ تُعْرَفَ فِيهِ الضَّالَّةُ أَوْ تُنْشَدَ فِيهِ الْأَشْعَارُ أَوْ تُحَلَّقَ الْحُلُقُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ»

1189 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَرَاطِيسِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ بْنِ كَثِيرٍ أَبُو حَفْصٍ، نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«نَهَى عَنِ التَّحَلُّقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ» قَالَ أَبُو حَفْصٍ: وَرَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ جَاءَ إِلَى حَلْقَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَمُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ فَقَعَدَ خَارِجًا مِنَ الْحَلْقَةِ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: ادْخُلْ فِي الْحَلْقَةِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَنْتَ حَدَّثَتْنِي عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّحَلُّقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ» ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: فَأَنَا رَأَيْتُ حَبِيبَ بْنَ حَسَّانَ كَذَا قَالَ: وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ أَنَا رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ وَحَبِيبَ بْنَ الشَّهِيدِ وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ يَتَحَلَّقُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَهَؤُلَاءِ بَلَغَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ فَفَعَلُوهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَذَا الْحَدِيثُ يَتَفَرَّدُ بِرِوَايَتِهِ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ وَلَمْ يُتَابِعْهُ أَحْمَدُ عَلَيْهِ وَفِي الِاحْتِجَاجِ بِهِ مَقَالٌ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَمَنْ وَافَقَهُ تَرَكُوا الْعَمَلَ بِهِ لِذَلِكَ أَوْ يَكُونَ النَّهْيُ مَصْرُوفًا إِلَى مَنْ قَارَبَ مِنَ الْإِمَامِ خَوْفًا أَنْ يُشْغَلَ عَنْ سَمَاعِ الْخُطْبَةِ فَأَمَّا مَنْ بَعُدَ مِنْهُ بِحَيْثُ لَا يَبْلُغُهُ صَوْتُهُ فَتَجُوزُ لَهُ الْمُذَاكَرَةُ بِالْعِلْمِ فِي وَقْتِ الْخُطْبَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

1190 - أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُخَرِّمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي قَالَ: أَبُو زَكَرِيَّا يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: §" رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ وَمُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ وَحَمَّادَ بْنَ مَسْعَدَةَ يَتَحَلَّقُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَمَعَهُمْ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ رَجُلًا يَتَحَدَّثُونَ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ وَمُعَاذٌ يُحَدِّثُ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْحَدِيثِ قَالَ لِيَحْيَى: أَلَيْسَ هَكَذَا يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ فَيَقُولُ لَهُ: نَعَمْ وَمَا يُصَلُّونَ الْبَتَّةَ حَتَّى تُقَامَ الصَّلَاةُ، قَالَ أَبُو -[64]- زَكَرِيَّا: وَكَانَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَصْحَابُهُ يَتَحَلَّقُونَ أَيْضًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: " زَعَمُوا مَا فَعَلَتْ حَلْقَتُكُمْ يَا أَبَا عُمَرَ قَالَ: «هِيَ عَلَى حَالَتِهَا»

سعة الحلقة

§سَعَةُ الْحَلْقَةِ

1191 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُصْعَبٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيَّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، وَهُوَ جَدُّ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا»

أنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُقْرِئُ بِالدِّينَوَرِ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السِّنِّيُّ أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُكْرَمٍ نا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا»

1192 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وأنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، نا جَدِّي، نا حَرْمَلَةُ، نا ابْنُ وَهْبٍ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: §«إِذَا عَظُمَتِ الْحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هُوَ نِدَاءٌ أَوْ نِجَاءٌ»

باب اتخاذ المستملي ينبغي للمحدث أن يتخذ من يبلغ عنه الإملاء إلى من بعد في الحلقة

§بَابُ اتِّخَاذِ الْمُسْتَمْلِي يَنْبَغِي لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يَتَّخِذَ مَنْ يُبَلِّغُ عَنْهُ الْإِمْلَاءَ إِلَى مَنْ بَعُدَ فِي الْحَلْقَةِ

1193 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، نا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا سَعِيدُ بْنُ بَحْرٍ الْوَاسِطِيُّ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا هِلَالُ بْنُ عَامِرٍ الْمُزَنِيُّ الْكَوْنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: §«رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى يَخْطُبُ النَّاسَ حِينَ ارْتَفَعَ الضُّحَى عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ وَعَلِيٌّ يُعَبِّرُ عَنْهُ»

1194 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَرَّاطُ، قَالَا: نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ، نا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي أُسَامَةَ فَقَالَ: §«ايتُونِي بِمُسْتَمْلٍ خَفِيفٍ عَلَى الْفُؤَادِ خَفِيفٍ عَلَى اللِّسَانِ وَإِيَّايَ وَالثُّقَلَاءَ وَإِيَّايَ وَالثُّقَلَاءَ»

1195 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ §عَبْدَ الْوَهَّابِ وَهُوَ ابْنُ عَطَاءٍ كَانَ مُسْتَمْلِي سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ "

1196 - أنا أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: §«كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ يَسْتَمْلِي لَنَا عِنْدَ وَكِيعٍ»

1197 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَطِيَّةَ، نَزَلَ رَامَهُرْمُزَ نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: §«كَانَ يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ يَسْتَمْلِي لِأَبِي عَاصِمٍ»

1198 - أنا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ بِهَا نا أَبُو بَكْرٍ السِّنِّيُّ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيَّ، يَقُولُ: «§كُلُّ مُحَدِّثٍ حَدَّثَ بِمِصْرَ، بَعْدَ ابْنِ وَهْبٍ كُنْتُ مُسْتَمْلِيهِ»

1199 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: " §كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُلَيَّةَ فَقَالَ الْمُسْتَمْلِي: يَا أَبَا بِشْرٍ: الزِّحَامُ كَثِيرٌ فَارْفَعْ صَوْتَكَ حَتَّى يَسْمَعُوا قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الْمُسْتَمْلِي قَالَ: الرِّئَاسَةُ لَهَا مَؤُونَةٌ أَنَا الْمُحَدِّثُ وَأَنْتَ الْمُسْتَمْلِي "

إشراف المستملي على الناس يستحب للمستملي أن يستملي وهو جالس على موضع مرتفع أو على كرسي فإن لم يجد استملى قائما

§إِشْرَافُ الْمُسْتَمْلِي عَلَى النَّاسِ يُسْتَحَبُّ لِلْمُسْتَمْلِي أَنْ يَسْتَمْلِيَ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ أَوْ عَلَى كُرْسِيٍّ فَإِنْ لَمْ يَجِدِ اسْتَمْلَى قَائِمًا

1200 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §«كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ نَكْتُبُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ قَائِمٌ عَلَى رِجْلَيْهِ يَسْتَمْلِي» وَقَدْ ذَكَرْنَا نَحْوَ ذَلِكَ عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ فِي اسْتِمْلَائِهِ عَلَى شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَمْلِي مُتَيَقِّظًا مُحَصِّلًا وَلَا يَكُونُ بَلِيدًا مُغَفَّلًا كَمَا حُكِيَ عَنْ مُسْتَمْلِي يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ

1201 - فِيمَا أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَهْوَازِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا ابْنُ الْمُغَلِّسِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: §" كُنَّا عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَكَانَ لَهُ مُسْتَمْلٍ يُقَالُ لَهُ بَرْبَخُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ حَدِيثٍ فَقَالَ يَزِيدُ: نَابَهُ عِدَّةٌ قَالَ: فَصَاحَ بِهِ الْمُسْتَمْلِي يَا أَبَا خَالِدٍ: عِدَّةُ بْنُ مَنْ؟ قَالَ: عِدَّةُ ابْنُ فَقِدَتِكَ "

1202 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: §" اسْتَمْلَى الْجَمَّازُ لِخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ وَكَانَ يُمْلِي عَلَيْنَا كِتَابَ حُمَيْدٍ فَقَالَ: نَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ كَذَا وَقِيلَ وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ الْجُمَّازُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ حَدَّثَكُمْ حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُولٌ وَشَكَّ أَبُو عُثْمَانَ فِي اللَّهِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ مَا شَكَكْتُ فِي اللَّهِ قَطُّ "

اتباع المستملي لفظ المحدث يستحب له أن لا يخالف لفظ الراوي في التبليغ عنه بل يلزمه ذلك وخاصة إذا كان الراوي من أهل الدراية والمعرفة بأحكام الرواية

§اتِّبَاعُ الْمُسْتَمْلِي لَفْظَ الْمُحَدِّثِ يُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ لَا يُخَالِفَ لَفْظَ الرَّاوِي فِي التَّبْلِيغِ عَنْهُ بَلْ يُلْزِمُهُ ذَلِكَ وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ الرَّاوِي مِنْ أَهْلِ الدِّرَايَةِ وَالْمَعْرِفَةِ بِأَحْكَامِ الرِّوَايَةِ

أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْكَاتِبُ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَخْفَشُ: نا الْمُبَرِّدُ: " أَنَّ سِيبَوَيْهِ، كَانَ يَسْتَمْلِي عَلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهُ حَمَّادٌ يَوْمًا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي إِلَّا وَقَدْ أَخَذْتُ عَلَيْهِ لَيْسَ أَبَا الدَّرْدَاءِ» فَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ حَمَّادٌ: لَحَنْتَ يَا سِيبَوَيْهِ فَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا جَرَمَ لَأَطْلُبَنَّ عِلْمًا لَا تَلْحَنُنِي فِيهِ فَطَلَبَ النَّحْوَ وَلَزِمَ الْخَلِيلَ "

1203 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْمَدِينِيِّ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: §" كَانَ عِنْدَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ عَلَى الْحُكْمِ فَحَدَّثَ يَوْمًا وَهُوَ يُمْلِي عَلَى النَّاسِ أَنَّ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ جُدِعَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ فَقَالَ الْمُسْتَمْلِي يَوْمَ الْكُلَابِ فَقَامَ رَجُلٌ إِلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا يَوْمُ الْكُلَابِ بِصِيَاحٍ وَانْتِهَارٍ وَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى يَرُدَّ الْقَاضِي عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِهِ إِلَى -[68]- الْحَبْسِ فَصَاحَ الرَّجُلُ وَاغْوَثَاهُ بِاللَّهِ يَذْهَبُ أَنْفُ عَرْفَجَةَ يَوْمَ الْكُلَابِ وَأُحْبَسُ أَنَا الْيَوْمُ فَأَمَرَ بِرَدِّهِ " وَقَدْ كَانَ شُعْبَةُ غَاضِبًا يَوْمًا عَلَى مُسْتَمْلِيهِ فِي خِلَافِهِ لَهُ فَقَالَ لَهُ

1204 - مَا أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظْهِرِ الْحَافِظُ، قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْبَاهِلِيُّ، نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: §«لَا يَسْتَمْلِي إِلَّا نَذْلٌ»

1205 - حَكَى لَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنَّ " بَعْضَ الْمُحَدِّثِينَ كَانَ لَهُ مُسْتَمْلٍ مُغَفَّلٌ جِدًّا فَقَالَ الْمُحَدِّثُ: «إِنَّ §هَذَا الْمُسْتَمْلِي يَسْمَعُ غَيْرَ مَا أَقُولُ وَيَكْتُبُ غَيْرَ مَا يَسْمَعُ وَيُبَلِّغُ غَيْرَ مَا يَكْتُبُ»

1206 - حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ هَمَّامٍ الْقَاضِيَ، بِالْأُبُلَّةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ رَطَانَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ، شُيُوخِنَا يَقُولُ: §" كَانَ هَارُونُ الدِّيكُ الْبَصْرِيُّ يَسْتَمْلِي عَلَى دَاوُدَ بْنِ رَشِيدٍ فَإِذَا قَالَ: نَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ وَيَسْتَمْلِي لِلنَّاسِ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ وَيَجِيءُ إِلَى بَيْتِهِ يَقْرَأُ مَا كَتَبَ لَا يُحْسِنُ يَقْرَأْهُ يَقُومُ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ تَسْتَغِيثُ إِلَى دَاوُدَ بْنِ رَشِيدٍ "

ما يبتدئ به المستملي من القول ينبغي أن يقرأ في المجلس سورة من القرآن قبل الأخذ في الإملاء

§مَا يَبْتَدِئُ بِهِ الْمُسْتَمْلِي مِنَ الْقَوْلِ يَنْبَغِي أَنْ يَقْرَأَ فِي الْمَجْلِسِ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ قَبْلَ الْأَخْذِ فِي الْإِمْلَاءِ

1207 - لِمَا أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ السَّوَّاقُ، نا عَفَّانُ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: §«كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اجْتَمَعُوا تَذَاكَرُوا الْعِلْمَ وَقَرَءُوا سُورَةً» ثُمَّ يَسْتَنْصِتُ الْمُسْتَمْلِي النَّاسَ إِنْ سَمِعَ مِنْهُمْ لَغَطًا

1208 - فَقَدْ أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جَرِيرُ اسْتَنْصِتِ النَّاسَ» . يَعْنِي فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَ: §«لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» فَإِذَا أَنْصَتَ النَّاسُ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَإِنَّمَا اسْتَحْبَبْتُ لَهُ ذَلِكَ. 1209 - لِمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَمْ يُبْدَأْ فِيهِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَقْطَعُ» . وَرُوِيَ «لَمْ يَبْدَأْ فِيهِ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ أَقْطَعُ» فَإِذَا جَمَعَ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ اسْتَعْمَلَ الْخَبَرَيْنِ وَحَازَ الْفَضِيلَتَيْنِ

1210 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَصْرِيُّ، بِهَا، نا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْطَاكِيُّ، نا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ -[70]- أَقْطَعُ»

أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ إِمْلَاءً نا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ السَّوَّاقُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ بِهَا، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَا: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ قُرَّةَ زَادَ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ " ثُمَّ اتَّفَقَا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كُلُّ أَمْرٍ لَا يُبْدَأُ» . وَقَالَ يَعْقُوبُ: «لَمْ يُبْدَأْ فِيهِ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ أَقْطَعُ» ثُمَّ يَذْكُرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُصَلِّي عَلَيْهِ فَإِنَّ إِتْبَاعَ ذِكْرَ اللَّهِ بِذِكْرِهِ وَاجِبٌ وَالصَّلَاةَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْحَالِ أَمْرٌ لَازِمٌ

1211 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ النَّهْرَوَانِيُّ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ الْإِسْكَافِيُّ نا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ الْبَزَّازُ، نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا رِشْدِينُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ يَقُولُ: " §تَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي "

1212 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4] : «§لَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ»

1213 - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْهُمَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا يَجْلِسُ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَا يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِمَا يَرَوْنَ مِنَ الثَّوَابِ»

قوله للمحدث من ذكرت إذا صلى المستملي على النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على المحدث فقال له من حدثك؟ أو من ذكرت رحمك الله؟

§قَوْلُهُ لِلْمُحَدِّثِ مَنْ ذَكَرْتَ إِذَا صَلَّى الْمُسْتَمْلِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى الْمُحَدِّثِ فَقَالَ لَهُ مَنْ حَدَّثَكَ؟ أَوْ مَنْ ذَكَرْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟

1214 - فَقَدْ أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُرْمَوِيُّ بِنَيْسَابُورَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْزَقِيُّ، أنا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، نا الْحُلْوَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، نا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ: " §قِيلَ لِمُحَمَّدٍ: مَنْ ذَكَرْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الثِّقَةُ الصَّدُوقُ الْمَأْمُونُ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ أَخُو إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ "

1215 - وأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ، يَقُولُ: حُدِّثْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ أَنَّهُ قَالَ: §" نِلْتُ الْقَضَاءَ وَقَضَاءَ الْقُضَاةِ وَالْوَزَارَةِ وَكَذَا وَكَذَا مَا سُرِرْتُ بِشَيْءٍ مِثْلَ قَوْلِ الْمُسْتَمْلِي: «مَنْ ذَكَرْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ»

جواب المحدث لمستمليه وتلفظه بما يرويه إذا فعل المستملي ما ذكرته قال الراوي: نا فلان ثم نسب شيخه الذي سماه حتى يبلغ بنسبه منتهاه

§جَوَابُ الْمُحَدِّثِ لِمُسْتَمْلِيهِ وَتَلَفُّظُهُ بِمَا يَرْوِيهِ إِذَا فَعَلَ الْمُسْتَمْلِي مَا ذَكَرْتُهُ قَالَ الرَّاوِي: نَا فُلَانٌ ثُمَّ نَسَبَ شَيْخَهُ الَّذِي سَمَّاهُ حَتَّى يَبْلُغَ بِنَسَبِهِ مُنْتَهَاهُ

1216 - كَمَا أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ نا شَاذَانُ: «§نَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، ثَوْرِ بَنِي تَمِيمٍ، وَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو بِسْطَامٍ، مَوْلَى الْأَزْدِ، وَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكِ بْنِ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ، وَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْخُرَاسَانِيُّ، وَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ الْهَمْدَانِيُّ ثُمَّ الثَّوْرِيُّ، ثَوْرَ هَمْدَانَ» وَالْجَمْعُ بَيْنَ اسْمِ الشَّيْخِ وَكُنْيَتِهِ أَبْلَغُ فِي إِعْظَامِهِ وَأَحْسَنُ فِي تَكْرِمَتِهِ

1217 - حُدِّثْتُ عَنْ دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَامِلَ بْنَ طَلْحَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَعْمَرٍ الْخَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: " §تَجِبُ لِلْعَالِمِ ثَلَاثَ خِصَالٍ: تَخُصُّهُ بِالتَّحِيَّةِ وَتَعُمُّهُ بِالسَّلَامِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَلَا تَقُلْ نَا فُلَانٌ تَقُولُ نَا أَبُو فُلَانٍ، وَإِذَا قَرَأَ فَمَلَّ لَا تُضْجِرْهُ "

1218 - أنا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ الدُّورِيَّ، يَقُولُ: §" رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي مَجْلِسِ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَتَيْنِ يَسْأَلُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ أَشْيَاءَ يَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا كَيْفَ حَدَّثْتَ كَذَا، وَكَيْفَ، حَدَّثْتَ كَذَا، يُرِيدُ أَحْمَدُ أَنْ يَسْتَثْبِتَهُ فِي أَحَادِيثَ قَدْ سَمَعُوهَا فَلَمَّا قَالَ يَحْيَى كَتَبَهُ أَحْمَدُ. وَقَلَّ مَا سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُسَمِّي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ بِاسْمِهِ إِنَّمَا كَانَ يَقُولُ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا "

الاقتصار على الاسم أو النسب والاكتفاء بذكر الكنية أو اللقب جماعة من المحدثين تقتصر في الرواية عنهم على ذكر أسمائهم دون أنسابهم إذ كان أمرهم لا يشكل ومنزلتهم من العلم لا تجهل فمنهم أيوب بن أبي تميمة السخيتاني ويونس بن عبيد وسعيد بن أبي عروبة وهشام بن أبي

§الِاقْتِصَارُ عَلَى الِاسْمِ أَوِ النَّسَبِ وَالِاكْتِفَاءُ بِذِكْرِ الْكُنْيَةِ أَوِ اللَّقَبِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ تَقْتَصِرُ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ عَلَى ذِكْرِ أَسْمَائِهِمْ دُونَ أَنْسَابِهِمْ إِذْ كَانَ أَمْرُهُمْ لَا يُشْكَلُ وَمَنْزِلَتُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ لَا تُجْهَلُ فَمِنْهُمْ أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ السِّخْيَتَانِيُّ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَهِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَلَيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَنَحْوُهُمْ مِنْ أَهْلِ طَبَقَتِهِمْ وَأَمَّا مِمَّنْ كَانَ بَعْدَهُمْ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ يَرْوِي عَنْهُ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ فَيُسَمُّونَهُ وَلَا يُنْسِبُونَهُ

1219 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الْكَارِزِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدِ بْنِ بُوَيْهٍ الْعَطَّارَ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى الْخَفَّافَ الشَّيْخَ الصَّالِحَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: " §أَنَا عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ابْنَ مَنْ؟ فَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَمَا تَرْضَوْنَ فِي كُلِّ حَدِيثٍ حَتَّى أَقُولَ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنْظَلِيُّ الَّذِي مَنْزِلُهُ فِي سِكَّةِ صُغْدَ ثُمَّ قَالَ سَلَمَةُ: إِذَا قِيلَ بِمَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ فَهُوَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَإِذَا قِيلَ بِالْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ فَهُوَ ابْنُ عُمَرَ وَإِذَا قِيلَ بِالْكُوفَةِ عَبْدُ اللَّهِ فَهُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَإِذَا قِيلَ بِالْبَصْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ فَهُوَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَإِذَا قِيلَ بِخُرَاسَانَ عَبْدُ اللَّهِ فَهُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ " وَرُبَّمَا لَمْ يُنْسَبِ الْمُحَدِّثُ إِذَا كَانَ اسْمُهُ مُفْرَدًا عَنْ أَهْلِ طَبَقَتِهِ لِحُصُولِ الْأَمَانِ مِنْ دُخُولِ الْوَهْمِ فِي تَسْمِيَتِهِ وَذَلِكَ مِثْلُ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ السَّدُوسِيِّ وَمِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ الْهِلَالِيِّ وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ وَوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ وَهُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ وَعَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ وَمُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ وَعَارِمِ بْنِ الْفَضْلِ وَقُتَيْبَةِ بْنِ سَعِيدٍ وَغَيْرِهِمْ وَهَكَذَا مَنْ كَانَ مَشْهُورًا بِنِسْبَتِهِ إِلَى أَبِيهِ أَوْ قَبِيلَتِهِ فَقَدِ اكْتُفِيَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ بِذِكْرِ مَا اشْتُهِرَ بِهِ وَإِنْ لَمْ يُسَمَّ هُوَ فِيهِ وَذَلِكَ نَحْوُ الرِّوَايَةِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَابْنِ لَهِيعَةَ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَابْنِ إِدْرِيسَ وَابْنِ وَهْبٍ وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَكَنَحْوِ الرِّوَايَةِ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَالنَّخَعِيِّ وَالزُّهْرِيِّ وَالتَّيْمِيِّ وَالثَّوْرِيِّ وَالْأَوْزَاعِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَالْقَعْنَبِيِّ وَالْحُمَيْدِيِّ وَالْحِمَّانِيِّ وَالزِّنْجِيِّ وَهُوَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الْمَكِّيُّ وَكَانَ الزَّنْجِيُّ لَقَبًا لُقِّبَ بِهِ

1220 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ الْفَقِيهُ، نا الْفَضْلُ بْنُ الْفَضْلِ الْكِنْدِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: §" مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ إِمَامٌ فِي الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ وَكَانَ أَبْيَضُ مُشَرَّبًا حُمْرَةً وَإِنَّمَا لُقِّبَ بِالزِّنْجِيِّ لِمَحَبَّتِهِ التَّمْرَ قَالَتْ جَارِيَتُهُ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ: «مَا أَنْتَ إِلَّا زِنْجِيٌّ لِأَكْلِ التَّمْرِ فَبَقِيَ عَلَيْهِ هَذَا اللَّقَبُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَصَفَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ مُسْلِمَ بْنَ خَالِدٍ بِخِلَافِ هَذِهِ الصُّفَّةِ

1221 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ: " قُلْتُ لِسُوَيْدٍ: §وَلِمَ سُمِّيَ الزَّنْجِيُّ قَالَ: «كَانَ شَدِيدُ السَّوَادِ»

1222 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْعَتِيقِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: أنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلَّابُ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ، يَقُولُ: §«كَانَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ فَقِيهُ مَكَّةَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الزَّنْجِيُّ لِأَنَّهُ كَانَ أَشْقَرَ مِثْلَ الْبَصَلَةِ»

1223 - وأنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الدَّقَّاقُ، نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَوْهَرِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يُسْأَلُ عَنِ الرَّجُلِ، يُعْرَفُ بِلَقَبِهِ فَقَالَ: «§إِذَا لَمْ يُعْرَفْ إِلَّا بِهِ» ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: الْأَعْمَشُ إِنَّمَا يَعْرِفُهُ النَّاسُ هَكَذَا فَسَهُلَ فِي مِثْلِ هَذَا إِذَا شُهِرَ بِهِ "

أصحاب الألقاب قد غلبت ألقاب جماعة من أهل العلم على أسمائهم فاقتصر الناس على ذكر ألقابهم في الرواية عنهم فمنهم غندر واسمه محمد بن جعفر

§أَصْحَابُ الْأَلْقَابِ قَدْ غَلَبَتْ أَلْقَابُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَسْمَائِهِمْ فَاقْتَصَرَ النَّاسُ عَلَى ذِكْرِ أَلْقَابِهِمْ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ فَمِنْهُمْ غُنْدَرٌ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ

1224 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، نا أَبُو قِلَابَةَ هُوَ الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عَائِشَةَ الْقُرَشِيُّ، نا بَكْرُ بْنُ كُلْثُومٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: وَهُوَ جَدِّي أَبُو أُمِّي قَالَ: " §قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ جُرَيْجٍ الْبَصْرَةَ قَالَ: فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ قَالَ: فَحَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ بِحَدِيثٍ فَأَنْكَرَهُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا تُنْكِرُونَ عَلَيَّ فِيهِ لَزِمْتُ عَطَاءً عِشْرِينَ سَنَةً رُبَّمَا حَدَّثَنِي عَنْهُ الرَّجُلُ بِالشَّيْءِ الَّذِي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ إِنَّمَا سَمَّى -[75]- غُنْدَرًا ابْنُ جُرَيْجٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ كَانَ يُكْثِرُ الشَّغَبَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْكُتْ يَا غُنْدَرُ وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الْمُشَغِّبَ غُنْدَرًا» وَمِنْهُمْ لُوَيْنٌ وَهُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمِصِّيصِيُّ

أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ فِي كِتَابِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُذَكِّرُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْبَلَاذُرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَرِيرٍ، يَقُولُ: §«إِنَّمَا لُقِّبَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ بِلُوَيْنٍ لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيعُ الدَّوَابَّ بِبَغْدَادَ فَيَقُولُ هَذَا الْفَرَسُ لَهُ لُوَيْنٌ هَذَا الْفَرَسُ لَهُ قُدَيْدٌ فَلُقِّبَ بِلُوَيْنٌ» وَمِنْهُمْ مُشْكَدَانَهْ وَهُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ الْكُوفِيُّ

1225 - قَرَأْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ كَامِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَهْمٍ، يَقُولُ: §" قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِيِّ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَنْ سَمَّاكَ مُشْكَدَانَهْ؟ قَالَ: ذَاكَ الْمُخَنَّثُ قُلْتُ مَنْ هُوَ؟ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَاللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا زَامِلَةَ الْمُخَنَّثِينَ قُلْتُ: لِمَ سَمَّاكَ؟ قَالَ: «رَآنِي وَثِيَابِي نَظِيفَةٌ وَرَائِحَتِي طَيِّبَةٌ» فَقَالَ: «مَا أَنْتَ إِلَّا مُشْكَدَانَهْ فَبَقِيَتْ عَلَيَّ» وَمِنْهُمْ عَارِمٌ وَهُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّدُوسِيُّ وَقِيلَ إِنَّ عَارِمًا اسْمُهُ وَلَيْسَ بِلَقَبٍ لَهُ

أنا أَبُو نُعَيْمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْقَيْسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هَمَّامٍ الْبَاهِلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَارِمَ بْنَ الْفَضْلِ يَقُولُ: «§سَمَّانِي أَبِي عَارِمًا وَسَمَّيْتَ نَفْسِي مُحَمَّدًا، وَكَانَ اسْمُ أَخِي شَغَبًا» وَالْمَشْهُورُ أَنَّ اسْمَ أَخِي عَارِمٍ بِسْطَامٌ وَلَعَلَّ أَبَاهُ أَيْضًا سَمَّاهُ شَغَبًا وَتَسَمَّى هُوَ بِسْطَامًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَمِنْهُمْ سَعْدَوَيْهِ وَهُوَ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ

1227 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ -[76]- بْنِ السَّمَّاكِ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمَهْدِيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ سِنَانٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: §" قَدِمْتُ الْعِرَاقَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَصِرْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ ثُمَّ صِرْتُ إِلَى بَغْدَادَ ثُمَّ صِرْتُ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ إِلَى الْكُوفَةِ قَالَ: فَقَالَ لِي أَبُو نُعَيْمٍ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الرِّقَّةِ قَالَ: فَقَالَ لِي: وَفِيمَا قَدِمْتَ؟ قَالَ: قَدِمْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: وَإِلَى أَيْنَ صِرْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِلَى الْبَصْرَةِ قَالَ: فَمَنْ مُحَدِّثُ الْبَصْرَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدِ بْنِ مُسَرْبِلِ بْنِ أَرْبَدَ الْأَسَدِيُّ قَالَ: فَقَالَ لِي: «لَوْ كَانَ فِي هَذِهِ النِّسْبَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كَانَتْ رُقْيَةُ الْعَقْرَبِ» قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: وَإِلَى أَيْنَ صِرْتَ؟ قَالَ: إِلَى بَغْدَادَ قَالَ: فَمَنْ مُحَدِّثُ بَغْدَادَ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: سَعْدَوَيْهِ قَالَ: فَمَنْ قَاضِيهِمْ؟ قُلْتُ: شَعْبَوَيْهِ قَالَ: فَمَنْ قَاصُّهُمْ؟ قُلْتُ: سِيفَوَيْهِ قَالَ: وَيْحَكَ وَيُمْطَرُونَ " وَمِنْهُمْ صَاعِقَةُ وَهُوَ: أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَغْدَادِيُّ

1228 - أنا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّرَسُوسِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى الْكُرْجِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خِرَاشٍ، نا أَبُو يَحْيَى صَاعِقَةُ قَالَ الْكُرْجِيُّ: §«سُمِّيَ صَاعِقَةَ لِأَنَّهُ كَانَ جَيِّدُ الْحِفْظِ وَكَانَ أُسْتَاذُ ابْنِ خِرَاشٍ» وَمِنْهُمْ مُطَيَّنٌ وَهُوَ: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ

1229 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ بَلَغَنِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: §" كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فِي الطِّينِ وَقَدْ تَطَيَّنْتُ وَأَنَا صَبِيٌّ لَمْ أَسْمَعِ الْحَدِيثَ إِذْ مَرَّ بِنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي مَوَدَّةٌ فَنَظَرُ إِلَيَّ فَقَالَ: «يَا مُطَيَّنُ قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَحْضُرَ الْمَجْلِسَ لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ ثُمَّ حُمِلْتُ إِلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ» وَمِنْهُمْ نَفْطَوَيْهِ وَهُوَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ النَّحْوِيُّ

1230 - أَنْشِدْنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ تَوْبَةَ الْأَدِيبُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ يَهْجُوهُ: [البحر السريع] §مَنْ كَانَ يَرْجُو أَنْ يَرِيمَ كَافِرًا ... فَلْيَتَمَنَّى أَنْ يَرَى نفْطَوَيْهِ أَحْرَقَهُ اللَّهُ بِنِصْفِ اسْمِهِ ... وَصَيَّرَ الْبَاقِي صُرَاخًا عَلَيْهِ -[77]- وَمِنْهُمْ أَبُو الْعَيْنَاءِ وَهُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ خَلَّادٍ الْبَصْرِيُّ

1231 - أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَخُو الْخَلَّالِ نا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ الصَّاحِبُ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا بَكْرِ بْنِ كَامِلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَيْنَاءِ يَقُولُ: " §أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا سَأَلْتُ أَبَا زَيْدٍ وَأَنَا صَغِيرٌ: مَا تَصْغِيرُ عَيْنَاءَ؟ فَقَالَ: عُيَيْنَاءُ يَا أَبَا الْعَيْنَاءِ فَلَجَّتْ بِي فِي الْمَسْجِدِ "

أصحاب الكنى وفي المحدثين جماعة اكتفى الرواة عنهم بذكر كناهم دون أسمائهم وأنسابهم لغلبتها عليهم واشتهارهم بها والأمن من دخول اللبس فيها فمنهم أبو الزناد وهو: عبد الله بن ذكوان وقيل إن كنيته أبو عبد الرحمن وكان يلقب أبا الزناد فغلب عليه، وأبو بشر وهو:

§أَصْحَابُ الْكُنَى وَفِي الْمُحَدِّثِينَ جَمَاعَةٌ اكْتَفَى الرُّوَاةُ عَنْهُمْ بِذِكْرِ كُنَاهُمْ دُونَ أَسْمَائِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ لِغَلَبَتْهَا عَلَيْهِمْ وَاشْتِهَارِهِمْ بِهَا وَالْأَمْنِ مِنْ دُخُولِ اللَّبْسِ فِيهَا فَمِنْهُمْ أَبُو الزِّنَادِ وَهُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ وَقِيلَ إِنَّ كُنْيَتَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ يُلَقَّبُ أَبَا الزِّنَادِ فَغُلِبَ عَلَيْهِ، وَأَبُو بِشْرٍ وَهُوَ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَهُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ وَهُوَ: عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ وَهُوَ: الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، وَأَبُو النَّضْرِ وَهُوَ: هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ وَهُوَ: هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَهُوَ: زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ: وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ وَهُوَ: الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَقَدْ كَانَ بِالْكُوفَةِ فِي طَبَقَةِ أَبِي نُعَيْمٍ مُحَدِّثٌ آخَرُ يُكْنَى أَبَا نُعَيْمٍ أَيْضًا وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ النَّخَعِيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَلَّ مَا تَجِيءُ الرِّوَايَةُ عَنْهُ إِلَّا وَهُوَ مُسَمًّى فِيهَا أَوْ مَنْسُوبٌ وَأَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ تَجِيءُ مَقْصُورَةٌ عَلَى كُنْيَتِهِ دُونَ اسْمِهِ وَنِسْبَتِهِ

1232 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ بِالرَّيِّ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، بِبَلْخَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبِيكَنْدِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْبَاغَنْدِيُّ، قَالَ: " §سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ، وَقَالَ، لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْوَاسِطِيِّينَ يَا أَبَا نُعَيْمٍ: مَا الِاسْمُ؟ قَالَ إِذَا أَتَيْتَ أُمَّكَ فَأَقْرِئْهَا مِنِّي السَّلَامَ كَثِيرًا وَأَنَا وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ بْنِ شَرِيكِ بْنِ نَمِرٍ كَأَنَّكَ تُصَوِّتُ فِي جَبَّانَةِ كِنْدَةَ سَمَكًا طَرِيًّا " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ كَثِيرَ الْمِزَاحِ وَهَذَا مِمَّا مَزَحَ بِهِ مَعَ السَّائِلِ

1233 - حُدِّثْتُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاقِ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الضَّبِّيُّ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ أَشْتَهِي أَنْ أَكْتُبَ اسْمَكَ مِنْ فِيكَ قَالَ: §اكْتُبْ: وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ: فَحَدَّثَنِي أَنَا شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ: " رَأَيْتُ شَيْخًا خُرَاسَانِيًّا بِمَكَّةَ يُحَدِّثُ يَقُولُ: نَا وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ عَنْ سُفْيَانَ فَقُلْتُ: هَذَا مِمَّنْ جَازَ عَلَيْهِ عَبَثُ أَبِي نُعَيْمٍ "

التلطف لسؤال المحدث عن اسمه ونسبه

§التَّلَطُّفُ لِسُؤَالِ الْمُحَدِّثِ عَنِ اسْمِهِ وَنَسَبِهِ

1234 - أنا الْقَاسِمُ طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ قَالَ: نا ثَوَابَةُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ الطَّالِبِيِّينَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيِّ، قَالَ: " جَلَسَ إِلَيَّ مَدَنِيٌّ مَرَّةً فَحَدَّثْتُهُ فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ قَالَ لِي: " §أُحِبُّ الْمَعْرِفَةَ وَأُجِلُّكَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ فَقُلْتُ: أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ "

1235 - أنا أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيلُ نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْكَاتِبُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: نا أَبُو الْعَيْنَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: " أَتَيْتُ أَبَا الْهُذَيْلِ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ لَقِيتُهُ فَتَكَلَّمْتُ فَقَالَ: " أَبُو مَنْ لَا عُدِمْتُ كَانَيًا فَخَبَّرْتُهُ فَقَالَ لِي: §فِي الْمَسْأَلَةِ عَنِ الِاسْمِ بَشَاعَةٌ وَبِهِ تَقَعُ الْمَعْرِفَةُ "

نسبة المحدث إلى أمه إذا كان الراوي معروفا باسم أمه وهو الغالب عليه جاز نسبته إليه وذلك مثل ابن بحينة وهو: عبد الله بن مالك بن القشب الأسري وأمه بحينة بنت الحارث بن المطلب بن عبد مناف، وعبد الله ابن أم مكتوم الأعمى وهو: عبد الله بن عمرو بن شريح بن قيس

§نِسْبَةُ الْمُحَدِّثِ إِلَى أُمِّهِ إِذَا كَانَ الرَّاوِي مَعْرُوفًا بِاسْمِ أُمِّهِ وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَيْهِ جَازَ نِسْبَتُهُ إِلَيْهِ وَذَلِكَ مِثْلُ ابْنِ بُحَيْنَةَ وَهُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْقِشْبِ الْأُسَرِيُّ وَأُمُّهُ بُحَيْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى وَهُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ شُرَيْحِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ الْعَامِرِيُّ، وَيَعْلَى ابْنِ مُنْيَةَ وَهُوَ: يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ التَّمِيمِيُّ وَمُنْيَةُ جَدَّتُهُ أُمِّ أَبِيهِ وَهِيَ مُنْيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ جَابِرٍ وَالْحَارِثِ ابْنِ الْبَرْصَاءِ وَهُوَ: الْحَارِثُ بْنُ مَالِكٍ وَالْبَرْصَاءُ أُمُّهُ، وَمُعَاذِ ابْنِ عَفْرَاءَ وَهُوَ: مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ وَأُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَبَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَّةِ وَهُوَ: بَشِيرُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ضَبَارِي السَّدُوسِيُّ وَالْخَصَاصِيَّةُ هِيَ أُمُّ ضَبَارِيٍّ الَّذِي سُقْنَا نَسَبَهُ

إِلَيْهِ، وَشُرَحْبِيلُ ابْنِ حَسَنَةَ وَهُوَ: شُرَحْبِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَاعِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنْدِيُّ وَحَسَنَةُ مَوْلَاةُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حُذَافَةَ الْجُمَحِيِّ وَقِيلَ إِنَّ حَسَنَةَ لَمْ تَلِدْهُ وَإِنَّمَا أَعْتَقَتْهُ وَتَبَنَّتْهُ فَنُسِبَ إِلَيْهَا. وَهَؤُلَاءِ الْمَذْكُرُونَ كُلُّهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ فَأَمَّا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ فَمَنْصُورُ ابْنُ صَفِيَّةَ وَهُوَ: مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيِّ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ وَهُوَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو بِشْرٍ الْأَسَدِيُّ

1236 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِيسَى الدَّعَّاءُ قَالَ: أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ، يَقُولُ: §«إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعُلَيَّةُ أُمُّ أُمِّهِ»

1237 - أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، بِمَكَّةَ نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِيَ يَقُولُ، لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: " §يَا أَبَا زَكَرِيَّا بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: نَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، فَقَالَ يَحْيَى: نَعَمْ أَقُولُ هَكَذَا قَالَ أَحْمَدُ فَلَا تَقُلْهُ قُلْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُنْسَبَ إِلَى أُمِّهِ قَالَ يَحْيَى لِأَبِي: قَدْ قَبَلْنَا مِنْكَ يَا مُعَلِّمَ الْخَيْرِ " وَأَمَّا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ وَهُوَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ فَقَدِ اخْتُلِفَ فِي بَهْدَلَةَ فَقِيلَ هُوَ اسْمُ أَبِيهِ وَقِيلَ بَلْ هُوَ اسْمُ أُمِّهِ وَمَنْ قَالَ هُوَ اسْمُ أَبِيهِ أَكْثَرُ وَقَوْلُهُ أَصَحُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

تعريف المحدث بالنقص كالعمى والعور ونحوهما من الآفات لم يختلف العلماء أنه يجوز ذكر الشيخ وتعريفه بصفته التي ليست نقصا في خلقته كالطول والزرقة والشقرة والحمرة والصفرة وقد جاءت الرواية عن حميد الطويل وإسحاق بن يوسف الأزرق وحسين بن الحسن الأشقر وجعفر بن زياد

§تَعْرِيفُ الْمُحَدِّثِ بِالنَّقْصِ كَالْعَمَى وَالْعَوَرِ وَنَحْوِهِمَا مِنَ الْآفَاتِ لَمْ يَخْتَلِفِ الْعُلَمَاءُ أَنَّهُ يَجُوزُ ذِكْرُ الشَّيْخِ وَتَعْرِيفِهِ بِصِفَتِهِ الَّتِي لَيْسَتْ نَقْصًا فِي خِلَقْتِهِ كَالطُّولِ وَالزُّرْقَةِ وَالشُّقْرَةِ وَالْحُمْرَةِ وَالصُّفْرَةِ وَقَدْ جَاءَتِ -[80]- الرِّوَايَةُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ وَإِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْرَقِ وَحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَشْقَرِ وَجَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ الْأَحْمَرِ وَمَرْوَانَ الْأَصْفَرِ وَكَذَلِكَ يَجُوزُ وَصْفُهُ بِالْعَرْجِ وَالْقِصَرِ وَالْعَمَى وَالْعَوَرِ وَالْعَمَشِ وَالْحَوَلِ وَالْإِقْعَادِ وَالشَّلَلِ فَمِمَّنْ ذُكِرَ بِذَلِكَ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ عِمْرَانُ الْقَصِيرُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى الْأَعْوَرُ وَسُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ وَعَاصِمٌ الْأَحْوَلُ وَأَبُو مَعْمَرٍ الْمُقْعَدُ وَمَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشَلُّ وَجَمَاعَةٌ يَطُولُ ذِكْرُهُمْ فَاكْتَفَيْنَا بِذِكْرِ هَؤُلَاءِ مِنْهُمْ

1238 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاسُ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانُ، أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أنا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: §«أَنَا أَعْمَشُ وَإِبْرَاهِيمُ أَعْوَرُ وَعَلْقَمَةُ أَعْرَجُ وَالْمُغِيرَةُ أَعْمَى وَمَسْرُوقٌ مَفْلُوجٌ وَالْقَاضِي شُرَيْحٌ سَنُوطٌ»

1239 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، نا أَحْمَدُ الْمُغَلِّسِ، نا مِنْجَابٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: §«كَانَ فِي أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ شُرَيْحٌ كَوْسَجٌ وَعَلْقَمَةُ أَعْرَجُ وَمَسْرُوقٌ أَحْدَبُ وَعُبَيْدَةُ أَعْوَرُ وَإِبْرَاهِيمُ أَعْوَرُ وَمُغِيرَةُ أَعْمَى وَأَنَا أُحِبُّهُمْ وَأَنَا أَعْمَشُ»

1240 - أنا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ النَّصِيبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ التِّرْمِذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نا إِسْرَائِيلُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: §" كَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ إِذَا لَقِيَنِي وَمَعِيَ أَلْوَاحٌ يَقُولُ: مَا تُرِيدُ؟ قُلْتُ: أَكْتُبُ الْحَدِيثَ قَالَ: اكْتُبْ نَا الْأَعْرَجُ عَنِ الْأَعْمَى عَنِ الْأَعْرَجِ عَنِ الْأَعْمَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ الْأَعْرَجُ، وَقَتَادَةُ الْأَعْمَى، وَأَبُو حَسَّانَ الْأَعْرَجُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْأَعْمَى "

1241 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ الْعَبْدِيُّ أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ اللَّيْفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ: " §إِذَا حُدِّثْتَ عَنِّي فَقُلْ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْأَعْرَجُ، عَنْ قَتَادَةَ الْأَعْمَى، عَنْ حَسَنٍ الْأَحْدَبِ "

1242 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا عَبَّاسُ بْنُ مَاسَوَيْهِ الْأَنْطَاكِيُّ وَهُوَ الْأَحْدَبُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَصْرٍ وَهُوَ الْأَصَمُّ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الضَّرِيرُ عَنْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ الْأَعْوَرُ عَنِ الْحَكَمِ وَهُوَ الْأَعْرَجُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ الْأَعْمَى: «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا»

1243 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَثْرَمُ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا عَارِمٌ، يَوْمًا فَقَالَ: «§نَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ الْأَحْوَلُ، نَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، ثُمَّ تَبَسَّمَ وَضَحِكَ يَعْنِي عَارِمًا وَقَالَ أَنَا أَحْوَلُ وَثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَحْوَلُ وَعَاصِمٌ أَحْوَلُ فَاجْتَمَعْنَا ثَلَاثَتُنَا حَوْلًا»

1244 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، أنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، نا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، وَسُئِلَ عَنْ: فُلَانٍ الْقَصِيرِ، وَفُلَانٍ الْأَعْرَجِ، وَفُلَانٍ الْأَصْفَرِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: §«إِذَا أَرَادَ صِفَتَهُ وَلَمْ يُرِدْ عَيْبَهُ فَلَا بَأْسَ» وَإِذَا كَانَ الشَّيْخُ مَعْرُوفًا بِالْعِلْمِ وَالْفَضْلِ مَوْصُوفًا بِالْجَلَالَةِ وَالنُّبْلِ حَسُنَ ذِكْرُ ذَلِكَ فِي حَالِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَشْهُورًا زَكَّاهُ الرَّاوِي إِنْ كَانَ عَدْلًا عِنْدَهُ فَيَقُولُ نَا فُلَانٌ وَكَانَ ثِقَةً

من روى عن شيخ فأثنى عليه ومدحه وعظمه

§مَنْ رَوَى عَنْ شَيْخٍ فَأَثْنَى عَلَيْهِ وَمَدَحَهُ وَعَظَّمَهُ

1245 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، نا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، §" أَنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْبَحْرُ "

1246 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، نا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، نا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، وأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِيسَى الْبَلَدِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ، بِالْمَوْصِلِ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى، قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدٌ عَمْرٌو الرَّزَّازُ إِمْلَاءً نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: §«حَدَّثَتْنِي الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللَّهِ الْمُبَرَّأَةُ» لَمْ يَذْكُرْ الْبَلَدِيُّ فِي الْإِسْنَادِ مُسْلِمَ بْنَ صُبَيْحٍ "

1247 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا عَمْرٌو وَهُوَ ابْنُ دِينَارٍ، §أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْدَقِ مَوَالِي ابْنِ عَبَّاسٍ"

أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: §نا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ، «وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ» قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: «وَكَانَ الشَّعْبِيُّ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ» قَالَ سُفْيَانُ: «وَكَانَ مِسْعَرٌ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ» قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: «وَكَانَ سُفْيَانُ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ»

1248 - أنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ، نا أَبُو بَرْزَةَ الْحَاسِبُ، نا أَبُو الْإِصْبَعِ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ سَمَاعَةَ الرَّمْلِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: §«نَا أَوْثَقُ النَّاسِ أَيُّوبُ»

عَنْ مُحَمَّدٍ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، نا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §«حَدَّثَنِي سَيِّدُ الْفُقَهَاءِ أَيُّوبُ»

1249 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، نا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: §«حَدَّثَنِي أَصْدَقُ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنَ الْبَشَرِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ»

1250 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهِيتِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَحْمَدَ، بِطَرَسُوسَ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، نا وَكِيعٌ: §«نَا سُفْيَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ»

1251 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَنْبَارِيُّ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ نا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ: «§نَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، شَيْخُنَا وَسَيِّدُنَا»

1252 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ، بِنَيْسَابُورَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ: §«نَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاهِنْشَاهْ»

1253 - أنا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ: §«نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الْحُمَيْدِيُّ أَبُو بَكْرٍ، وَمَا لَقِيتُ أَنْصَحَ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْهُ»

1254 - نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: " §عَوْدًا وَبَدْءًا إِذَا حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: نَا مَنْ لَمْ تَرَ عَيْنَايَ مِثْلَهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الطُّوسِيُّ، وَكَانَ زَنْجُوَيْهِ بْنِ مُحَمَّدِ إِذَا حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الزَّاهِدُ الرَّبَّانِيُّ "

1255 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الصَّفَّارُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ بِمِصْرَ نا أَبُو زَكَرِيَّا الْأَعْرَجُ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: " §كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ إِذَا حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: نَا أَبُو عَامِرٍ الثِّقَةُ الْأَمِينُ "

1256 - نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ أنا أَبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ: §«نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ الشَّيْخُ الصَّالِحُ الْحَافِظُ تَاجُ الْمُحَدِّثِينَ»

1257 - سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ رَزْقَوَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: " §نَا الْبَازُ الْأَبْيَضُ أَبُو عَمْرِو بْنِ السَّمَّاكِ، وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ: نَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي وَلَمْ تَرَ عَيْنَايَ مِثْلَهُ "

استحباب الرواية عن جماعة وألا يقتصر على شيخ واحد يستحب للراوي أن لا يقتصر في إملائه على الرواية عن شيخ واحد من شيوخه بل يروي عن جماعتهم ويقدم من علا إسناده منهم

§اسْتِحْبَابُ الرِّوَايَةِ عَنْ جَمَاعَةٍ وَأَلَّا يُقْتَصَرَ عَلَى شَيْخٍ وَاحِدٍ يُسْتَحَبُّ لِلرَّاوِي أَنْ لَا يَقْتَصِرَ فِي إِمْلَائِهِ عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْ شَيْخٍ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوخِهِ بَلْ يَرْوِي عَنْ جَمَاعَتِهِمْ وَيُقَدِّمُ مَنْ عَلَا إِسْنَادُهُ مِنْهُمْ

1258 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ وَاقِعٍ، نا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ، قَالَ: §«الْعِلْمُ أَكْثَرُ مِنْ مَطَرِ السَّمَاءِ وَمَثَلُ الرَّجُلِ الَّذِي يَرْوِي عَنْ عَالِمٍ وَاحِدٍ كَرَجُلٍ لَهُ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا حَاضَتْ هِيَ. . . . . . .» وَيَكُونُ إِمْلَاؤُهُ عَنْ كُلِّ شَيْخٍ حَدِيثًا وَاحِدًا فَإِنَّهُ أَعَمُّ لِلْفَائِدَةِ وَأَكْثَرُ لِلْمَنْفَعَةِ وَيَتَعَمَّدُ مَا عَلَا سَنَدُهُ وَقَصُرَ مَتْنُهُ

1259 - فَقَدْ أنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ الطَّبَرِيُّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ النَّهْرَوَانِيُّ قَالَا: أنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ، وَذَكَرَ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الْقِصَارَ فَقَالَ: §«هَذِهِ اللُّؤْلُؤُ» وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الرَّاوِي مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ وَعِلَلِهِ وَاخْتِلَافِ وُجُوهِهِ وَطُرُقِهِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ عُلُومِهِ فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَسْتَعِينَ بِبَعْضِ حُفَّاظِ وَقْتِهِ فِي تَخْرِيجِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يُرِيدُ إِمْلَاءَهَا قَبْلَ يَوْمِ مَجْلِسِهِ فَقَدْ كَانَ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِنَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فَمِنْهُمْ: أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ يُخَرِّجُ لَهُ الْإِمْلَاءَ، وَالْقَاضِي أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ الْبَصْرِيُّ كَانَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ غَسَّانَ يُخَرِّجُ لَهُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ النَّيْسَابُورِيُّ كَانَ أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ يُخَرِّجُ لَهُ، وَصَاعِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْتِوَائِيُّ فَقِيهُ أَصْحَابِ الرَّأْيِ بِنَيْسَابُورَ كَانَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ يُخَرِّجُ لَهُ وَكَانَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَزْقَوَيْهِ يُخَرِّجُ الْإِمْلَاءَ لِنَفْسِهِ إِلَى أَنْ كُفَّ بَصَرُهُ ثُمَّ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ يُخَرِّجُ لَهُ أَحْيَانًا وَأَحْيَانًا كُنْتُ أَنَا أُخَرِّجُ لَهُ فَإِنْ أَحَبَّ الرَّاوِي خَرَّجَ أَحَادِيثَ الْمَجْلِسِ لِنَفْسِهِ وَنَقَلَهَا مِنْ أُصُولِهِ إِلَى فَرْعِهِ بِخَطِّهِ ثُمَّ عَرْضَهَا عَلَى مَنْ يَثِقُ بِمَعْرِفَتِهِ وَفَهْمِهِ لِيُصْلِحَ خَلَلًا إِنْ وَجَدَهُ فِيهَا وَيَتَلَافَى مِنَ الْأَخْطِيَةِ مَا أَمْكَنَ تَلَافِيَهَا

1260 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا -[89]- أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْخَلِيلِ الْجَلَّابُ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: §" كَانَ أَبُو عَاصِمٍ إِذَا حَدَّثَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ جَاءَ مُسْتَوِيًا وَإِذَا حَدَّثَ عَنْ سُفْيَانَ أَخْطَأَ لِأَنَّهُ لَمْ يَضْبِطْ عَنْهُ فَكَانَ إِذَا أَخْرَجَ الْمَجْلِسَ وَجَّهَ بِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ لَيَنْظُرَ فِيهِ وَيُصْلِحَ خَطَأَهُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ قَالَ لَهُ: إِيشْ تُوَجِّهُ بِكِتَابِكَ إِلَى هَذَا؟ حَدِّثْ كَمَا سَمِعْتَ قَالَ: «فَفَعَلَ وَكَانَ يُخْطِئُ كُلَّ مَجْلِسٍ فِي اثْنَيْنِ ثَلَاثَةٍ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ» وَيَنْبَغِي لِلرَّاوِي أَنْ يَعْتَمِدَ فِي إِمْلَائِهِ الرِّوَايَةَ عَنْ ثِقَاتِ شُيُوخِهِ وَلَا يَرْوِي عَنْ كَذَّابٍ وَلَا مُتَظَاهِرٍ بِبِدْعَةٍ وَلَا مَعْرُوفٍ بِالْفِسْقِ بَلْ تَكُونُ رِوَايَتُهُ عَمَّنْ حَسُنَتْ طَرِيقَتُهُ وَظَهَرَتْ عَدَالَتُهُ

تجنب الرواية عن الضعفاء والمخالفين من أهل البدع والأهواء

§تَجَنُّبُ الرِّوَايَةِ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْمُخَالِفِينَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ

1261 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §هَلَاكُ أُمَّتِي فِي ثَلَاثٍ: فِي الْقَدَرِيَّةِ وَفِي الْعَصَبِيَّةِ وَفِي الرِّوَايَةِ عَنْ غَيْرِ ثَبْتٍ "

أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ نا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ نا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنٌ لِابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنِّي لَأُعْظِمُ أَنْ يَكُونَ مِثْلُكَ ابْنَ إِمَامِ هُدًى يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ فِيهِ عِلْمٌ، قَالَ: §«أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَاللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ مَنْ عَقِلَ عَنِ اللَّهِ أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ أُحَدِّثَ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ»

1262 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَزْوِينِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: §«لَا يَكُونُ إِمَامًا مَنْ يُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ»

1263 - أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنُ الدِّينَوَرِيُّ بِهَا أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السِّنِّيُّ الْحَافِظُ أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: §«لَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا رَجُلٌ يُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا رَجُلٌ لَا يُعْرَفُ مَخَارِجَ الْحَدِيثِ»

1264 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ، نا أَبُو حَاتِمٍ، نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ فَقِيلَ لِشُعْبَةَ: أَلَا تُحَدِّثُ عَنْ فُلَانٍ فَقَالَ: §«لَأَنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ فُلَانٍ» ، قَالَ شُعْبَةُ: مَنْ حَدَّثَ عَنْ رَجُلٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ يَكْذِبُ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا مَنْ ثَبُتَ فِسْقُهُ وَظَهَرَ كَذِبُهُ فَلَا تَصِحُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مَعْرُوفًا بِالصِّدْقِ فِي حَدِيثِهِ وَالْأَمَانَةِ فِي نَفْسِهِ وَلَهُ رَأْيٌ يَذْهَبُ إِلَيْهِ فَالرِّوَايَةُ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَذَاهِبِ الْقَوِيمَةِ وَالِاعْتِقَادَاتِ السَّلِيمَةِ أَوْلَى وَإِنْ رَوَى عَنْهُ جَازَ ذَلِكَ، وَحُكْمُ مَنْ صَحَّ اعْتِقَادُهُ وَثَبُتَ صِدْقُهُ إِلَّا أَنَّهُ يَهِمُ فِي حَدِيثِهِ هَذَا الْحُكْمُ أَيْضًا

1265 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا -[91]- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ، نا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ: إِنَّكَ تُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ هُمْ يَقُولُونَ إِنَّكَ تُحَدِّثُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ قَالَ: عَمَّنْ أُحَدِّثُ؟ قَالَ: فَذَكَرْتُ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيَّ فَقَالَ لِي: احْفَظْ عَنِّي: " §النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ حَافِظٌ مُتْقِنٌ فَهَذَا لَا يُخْتَلَفُ فِيهِ، وَآخَرُ يَهِمُ وَالْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الصِّحَّةُ فَهَذَا لَا يُتْرَكُ حَدِيثُهُ لَوْ تُرِكَ حَدِيثُ مِثْلِ هَذَا لَذَهَبَ حَدِيثُ النَّاسِ، وَآخَرُ يَهِمُ وَالْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الْوَهْمُ فَهَذَا يُتْرَكُ حَدِيثُهُ " وَيَنْبَغِي لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يَتَشَدَّدَ فِي أَحَادِيثِ الْأَحْكَامِ الَّتِي يَفْصِلُ بِهَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَلَا يَرْوِيهَا إِلَّا عَنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْحِفْظِ، وَذَوِي الْإِتْقَانِ وَالضَّبْطِ، وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِفَضَائِلِ الْأَعْمَالِ وَمَا فِي مَعْنَاهَا فَيُحْتَمَلُ رِوَايَتُهَا عَنْ عَامَّةِ الشُّيُوخِ

1266 - أنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُؤَدِّبُ أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْغَزِّيُّ، نا رَوَّادٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: §«خُذُوا هَذِهِ الرَّغَائِبَ وَهَذِهِ الْفَضَائِلَ مِنَ الْمَشْيَخَةِ فَأَمَّا الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ فَلَا تَأْخُذُوهُ إِلَّا عَمَّنْ يَعْرِفَ الزِّيَادَةَ فِيهِ مِنَ النَّقْصِ»

1267 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيَّ، يَقُولُ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَحْكِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§إِذَا رَوِينَا فِي الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَفَضَائِلِ الْأَعْمَالِ، تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ وَالرِّجَالِ، وَإِذَا رَوِينَا فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْأَحْكَامِ تَشَدَّدْنَا فِي الرِّجَالِ»

1268 - نا أَبُو خَازِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَرَّاءُ بِلَفْظِهِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الدَّقَّاقُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: " أَتَيْتُ يَحْيَى مَرَّةً فَقَالَ لِي: أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلْتُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ دَاوُدَ فَقَالَ: إِنِّي لَأُشْفِقُ عَلَى يَحْيَى مِنْ تَرْكِ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ الَّذِينَ تَرَكَهُمْ فَبَكَى يَحْيَى وَقَالَ: §لَأَنْ يَكُونَ خَصْمِي رَجُلٌ مِنْ عُرْضِ النَّاسِ شَكَكْتُ فِيهِ فَتَرَكْتُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ خَصْمِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ: بَلَغَكَ عَنِّي حَدِيثَ سَبَقَ إِلَى قَلْبِكَ أَنَّهُ وَهْمٌ فَلِمَ حَدَّثْتَ بِهِ؟ "

الاقتداء بذوي السنن المستقيم في ذكر تاريخ السماع القديم للسماع المتقدم مزية على ما تأخر عنه لأن المتأخر يكون بعرض الخطر وعدم أمان الغرر لكبر سن الراوي وتغير أحواله وتناقص آلاته واختلال حفظه وبعد ذكره ولو سلم الراوي عند كبر السن وتناهي العمر من دخول الوهم

§الِاقْتِدَاءُ بِذَوِي السَنَنِ الْمُسْتَقِيمِ فِي ذِكْرِ تَارِيخِ السَّمَاعِ الْقَدِيمِ لِلسَّمَاعِ الْمُتَقَدِّمِ مَزِيَّةٌ عَلَى مَا تَأَخَّرَ عَنْهُ لِأَنَّ الْمُتَأَخِّرَ يَكُونُ بِعَرْضِ الْخَطَرِ وَعَدَمِ أَمَانِ الْغَرَرِ لِكِبَرِ سِنِّ الرَّاوِي وَتَغَيُّرِ أَحْوَالِهِ وَتَنَاقُصِ آلَاتِهِ وَاخْتِلَالِ حِفْظِهِ وَبُعْدِ ذِكْرِهِ وَلَوْ سَلِمَ الرَّاوِي عِنْدَ كِبَرِ السِّنِّ وَتَنَاهِي الْعُمُرِ مِنْ دُخُولِ الْوَهْمِ عَلَيْهِ فِي رِوَايَتِهِ لَكَانَ لِمَنْ تَقَدَّمَ سَمَاعُهُ مِنْهُ الْفَضِيلَةُ عَلَى مَنْ سَمِعَ مِنْهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ أَلَا تَرَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ذَكَرَ تَقَدُّمَ حِفْظِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ عَلَى حِفْظِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مُفْتَخِرًا بِذَلِكَ وَمُتَبَجِّحًا بِهِ

1269 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، أنا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: §«تُرِيدُونِي عَلَى قِرَاءَةِ زَيْدٍ؟ قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً وَإِنَّ زَيْدًا لَيَخْتَلِفُ إِلَى الْكُتَّابِ»

1270 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَمْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §«لَقَدْ قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤْابَتَانِ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ»

1271 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ نا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، نا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُلَيْلَةُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«الْمَوْلُودُ إِذَا اسْتَهَلَّ وُرِّثَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَوْنٍ نَاهُ عُلَيْلَةُ قَالَ: «بَيْنَ سَمَاعِي وَسَمَاعِكَ مِنْهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً»

1272 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ خُمَيْرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، أنا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي خَيْرَةَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ، مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ خَمْسِينَ سَنَةً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْكُلُونَ الرِّبَا، فَمَنْ لَمْ يَأْكُلْهُ مِنْهُمْ نَالَهُ مِنْ غُبَارِهِ» فَإِذَا لَمْ يُشَارِكِ الرَّاوِي غَيْرَهُ فِي التَّحْدِيثِ عَنْ شَيْخِهِ لِتَفَرُّدِهِ بِهِ كَانَ ذِكْرُهُ تَارِيخَ سَمَاعِهِ أَحْسَنَ وَلِإِظْهَارِ مَا خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ مِنْ تِلْكِ الْفَضِيلَةِ أَبْيَنَ

1273 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وأنا ابْنُ رِزْقٍ، أَيْضًا أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا سُفْيَانُ، قَالَ: " §سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ يَعْنِي أَبَا إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صِلَةُ، مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي هُوَ هَذَا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً "

1274 - أنا ابْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ، نا سُفْيَانُ، سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ نا أَبُو إِسْحَاقَ، مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ: نا صِلَةُ بْنُ زُفَرٍ، مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ: §«كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ»

من روى حديثا ذكر أنه سمعه أولا نازلا وآخرا عاليا

§مَنْ رَوَى حَدِيثًا ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهُ أَوَّلًا نَازِلًا وَآخِرًا عَالِيًا

1275 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْقِلٍ الْمَيْدَانِيُّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى هُوَ الذُّهْلِيُّ نا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ نا شُعْبَةُ عَنْ وَرْقَاءَ فَلَقِيتُ وَرْقَاءَ فَحَدَّثَنِي عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَمَنْ صَامَ السَّنَةَ»

1276 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَوَّلًا قَبْلَ أَنْ يَلْقَى الزُّهْرِيَّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: أَقْبَلْتُ بِمِائَةِ دِينَارٍ أَبْغِي بِهَا صَرْفًا وَسَاقَ الْحَدِيثَ قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا جَاءَ الزُّهْرِيُّ لَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْكَلَامَ وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ» . قَالَ سُفْيَانُ: «وَهَذَا أَصَحُّ حَدِيثٍ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا يَعْنِي الصَّرْفَ»

1277 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ الْحَافِظُ نا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، نا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدٍ، ثُمَّ لَقِيتُ دَاوُدَ فَحَدَّثَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: §«الْحَرَامُ يَمِينٌ»

1278 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَطَّارِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ خَلَّادٍ، نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِذَا نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلَاتِكُمْ فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ وَلْتُصَفِّقِ النِّسَاءُ» قَالَ حَمَّادٌ لَقِيتُ أَبَا حَازِمٍ فَحَدَّثَنِي بِهِ فَلَمْ أُنْكِرْ شَيْئًا

1279 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، بِالْأَهْوَازِ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، نا ابْنُ إِدْرِيسَ، أنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82] إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: " §أَلَا تَرَوْنَ إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ {إِنَّ الشِّرْكَ} [لقمان: 13] لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: حَدَّثَنِيهِ أَوْلًا أَبِي عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ عَنِ الْأَعْمَشِ ثُمَّ سَمِعْتُهُ

1280 - أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْبَادَا أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ الْعَطَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، نا سَلْمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ: وَنَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ بَعْدَمَا نَاهُ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ بِخَمْسِ سِنِينَ قَالَ: نا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ» قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] فَقَالَ: «اسْكُتْ لَا أُمَّ لَكَ إِنَّمَا ذَلِكَ إِذَا تَجَلَّى بِنُورِهِ فَلَمْ يَقُمْ لِنُورِهِ شَيْءٌ»

من روى حديثا ذكر أنه سأل شيخه عنه حتى حدثه به

§مَنْ رَوَى حَدِيثًا ذَكَرَ أَنَّهُ سَأَلَ شَيْخَهُ عَنْهُ حَتَّى حَدَّثَهُ بِهِ

1281 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ طَلْحَةَ بْنَ مُصَرِّفٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً وَلَوْ كَانَ غَيْرِي قَالَ ثَلَاثِينَ مَرَّةً قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْسَجَةَ يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَّاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةَ وَرِقٍ أَوْ قَالَ وَرِقًا أَوْ هَدَى زُقَاقًا أَوْ سَقَى لَبَنًا كَانَ لَهُ كَعَدْلِ نَسَمَةٍ أَوْ رَقَبَةٍ وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَانَ لَهُ عَدْلَ نَسَمَةٍ أَوْ رَقَبَةٍ "

1282 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا أَبُو بَكْرٍ الْكُلَيْبِيُّ، قَالَ: أَنَا وَاللَّهِ، سَأَلْتُ شُعْبَةَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«أَمَّنِي جِبْرِيلُ. . . حَدِيثَ الْمَوَاقِيتِ»

1283 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ قَالَ حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ، وَأَنَا سَأَلْتُهُ، نا فِطْرٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ»

من روى حديثا يتفرد بروايته فذكر أنه لا يوجد إلا عنده

§مَنْ رَوَى حَدِيثًا يَتَفَرَّدُ بِرِوَايَتِهِ فَذَكَرَ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ إِلَّا عِنْدَهُ

1284 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَيَّاحِ بْنِ أَحْمَدَ السُّكَّرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ أَبُو يَعْلَى، نا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، نا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَا يُحَدِّثُكُمُوهُ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ بَعْدِي: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ فِي الْخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ»

من روى حديثا اشترط في روايته البراءة من عهدته

§مَنْ رَوَى حَدِيثًا اشْتَرَطَ فِي رِوَايَتِهِ الْبَرَاءَةَ مِنْ عُهْدَتِهِ

1285 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلَانَ الْبَزَّارُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أنا ابْنُ خُزَيْمَةَ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ نا بَزِيعٌ أَبُو الْخَلِيلِ، مَعَ بَرَاءَتِي مِنْ عُهْدَتِهِ نا الْأَعْمَشُ، عَنْ ابْنِ سَلَمَةَ يَعْنِي شَقِيقًا، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقْعُدُونَ فِي الْمَسَاجِدِ حِلَقًا حِلَقًا مُنَاهُمُ الدُّنْيَا لَا تُجَالِسْهُمْ لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ»

1286 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوئِيُّ، أَقْرَأَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي حَدَّثَنَا ابْنُ جَهْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، نا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، مَعَ بَرَاءَتِي مِنْ عُهْدَتِهِ عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: §«صَلَاةُ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَانِ وَصَلَاةُ الْعِيدِ رَكْعَتَانِ وَصَلَاةُ الْمُسَافِرِ رَكْعَتَانِ فَرِيضَةً عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

تحريم رواية الأخبار الكاذبة ووجوب إسقاط الأحاديث الباطلة يجب على المحدث أن لا يروي شيئا من الأخبار المصنوعة والأحاديث الباطلة الموضوعة فمن فعل ذلك باء بالإثم المبين ودخل في جملة الكذابين كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم

§تَحْرِيمُ رِوَايَةِ الْأَخْبَارِ الْكَاذِبَةِ وَوُجُوبُ إِسْقَاطِ الْأَحَادِيثِ الْبَاطِلَةِ يَجِبُ عَلَى الْمُحَدِّثِ أَنْ لَا يَرْوِيَ شَيْئًا مِنَ الْأَخْبَارِ الْمَصْنُوعَةِ وَالْأَحَادِيثِ الْبَاطِلَةِ الْمَوْضُوعَةِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بَاءَ بِالْإِثْمِ الْمُبِينِ وَدَخَلَ فِي جُمْلَةِ الْكَذَّابَيْنِ كَمَا أَخْبَرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1287 - فِيمَا أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثًا يَرَى أَنَّهُ كَذَبَ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ»

1288 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التِّكَكِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّصْرِيِّ، عَنْ وَائِلَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُتَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ»

1289 - أنا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ، بِأَصْبَهَانَ أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، نا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ سُلَيْمَانُ: ونا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، قَالَا: نا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ فِي الْمَنَامِ مَا لَمْ تَرَ أَوْ يَقُولُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ»

1290 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: قَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: «§مَنْ رَوَى الْكَذِبَ، فَهُوَ الْكَذَّابُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَنْ رَوَى حَدِيثًا مَوْضُوعًا عَلَى سَبِيلِ الْبَيَانِ لِحَالِ وَاضِعِهِ وَالِاسْتِشْهَادِ عَلَى عَظِيمِ مَا جَاءَ بِهِ وَالتَّعَجِيبِ مِنْهُ وَالتَّنْفِيرِ عَنْهُ سَاغَ لَهُ ذَلِكَ وَكَانَ بِمَثَابَةِ إِظْهَارِ جُرْحِ الشَّاهِدِ فِي الْحَاجَةِ إِلَى كَشْفِهِ وَالْإِبَانَةِ عَنْهُ

استحباب رواية المشاهير والصدوف عن الغرائب والمناكير

§اسْتِحْبَابُ رِوَايَةِ الْمَشَاهِيرِ وَالصُّدُوفِ عَنِ الْغَرَائِبِ وَالْمَنَاكِيرِ

1291 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيْدَلَانِيُّ، بِمَكَّةَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، نا أَبِي قَالَ،: سَمِعْتُ زُهَيْرًا، يَقُولُ لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ: §«يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَدَعَ رِوَايَةَ غَرِيبِ الْحَدِيثِ فَإِنِّي أَعْرِفُ رَجُلًا كَانَ يُصَلِّي فِي يَوْمِهِ مِائَةَ رَكْعَةٍ مَا أَفْسَدَهُ عِنْدَ النَّاسِ إِلَّا رِوَايَةُ غَرِيبِ الْحَدِيثِ. فَظَنَنَّاهُ يَعْنِي مُعَلَّى بْنَ هِلَالٍ»

1292 - أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَلْخِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ، بِبُخَارَى قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ الْمُتَوَكِّلِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ التَّيْمِيَّ، يَسْكُنُ الْبَصْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: §«شَرُّ الْعِلْمِ الْغَرِيبُ وَخَيْرُ الْعِلْمِ الظَّاهِرُ الَّذِي قَدْ رَوَاهُ النَّاسُ»

1293 - قَرَأَنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَزْرَقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ، نا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: §«أَفْضَلُ الْعِلْمِ الْمَشْهُورُ»

1294 - أنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخَيَّامَ، بِبُخَارَى يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي اللَّيْثِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: §«كُنَّا نَرَى أَنَّ غَرِيبَ الْحَدِيثِ خَيْرٌ فَإِذَا هُوَ شَرٌّ»

1295 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا عَبْدُ الْمَلِكُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الرَّقِّيُّ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَرْطِبَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §«كَانُوا يَكْرَهُونَ إِذَا اجْتَمَعُوا أَنْ يُخْرِجَ الرَّجُلُ أَحْسَنَ حَدِيثِهِ أَوْ أَحْسَنَ مَا عِنْدَهُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَنَى إِبْرَاهِيمُ بِالْأَحْسَنِ الْغَرِيبِ لِأَنَّ الْغَرِيبَ غَيْرَ الْمَأْلُوفِ يُسْتَحْسَنُ أَكْثَرَ مِنَ الْمَشْهُورِ الْمَعْرُوفِ وَأَصْحَابِ الْحَدِيثِ يُعَبِّرُونَ عَنِ الْمَنَاكِيرِ بِهَذِهِ الْعِبَارَةِ وَلِهَذَا قَالَ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ

1296 - فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرَانَ الصَّيْرَفِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، نا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: قِيلَ لِشُعْبَةَ: §" مَا لَكَ لَا تَرْوِي عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: مِنْ حُسْنِهَا فَرَرْتُ "

اختبار جياد الأحاديث وعيونها التي لا يدخل عليها التعليل في أسانيدها ولا متونها

§اخْتِبَارُ جِيَادِ الْأَحَادِيثِ وَعُيُونِهَا الَّتِي لَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا التَّعْلِيلُ فِي أَسَانِيدِهَا وَلَا مُتُونِهَا

1297 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيَاهٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمُقْرِئُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ بَشِيرٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: §«لَيْسَ جَوْدَةُ الْحَدِيثِ فِي قُرْبِ الْإِسْنَادِ وَلَكِنَّ جَوْدَةَ الْحَدِيثِ صِحَّةُ الرِّجَالِ»

1298 - أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نا شَبَابَةُ، نا شُعْبَةُ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ أَوْسُ بْنُ ضَمْعَجٍ فَقَالَ: §«وَاللَّهِ مَا أُرَاهُ كَانَ إِلَّا شَيْطَانًا يَعْنِي لِجَوْدَةِ حَدِيثِهِ»

1299 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ التُّسْتَرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: " §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ إِذَا حَدَّثَنَا بِحَدِيثٍ، جَيِّدٍ قَالَ: «هَذَا الْحَدِيثُ كَالْجَوْهَرِ هَذَا لَمْ يَتَغَيَّرْ»

1300 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: §«كَانَ الْأَعْمَشُ إِذَا جَاءَ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَإِذَا جَاءَ بِذَاكَ الْآخَرِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ»

1301 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: §«لَا تَنْظُرُوا إِلَى الْحَدِيثِ وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى الْإِسْنَادِ فَإِنْ صَحَّ الْإِسْنَادُ وَإِلَّا فَلَا تَغْتَرَّ بِالْحَدِيثِ إِذَا لَمْ يَصِحَّ الْإِسْنَادُ» وَيُسْتَحَبُّ لِلرَّاوِي إِنْ رَوَى حَدِيثًا مَعْلُولًا أَنْ يُبَيِّنَ عِلَّتَهُ فَقَدْ

1302 - أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّمَّانُ لَفْظًا بِالرَّيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْزِيِّ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ وأنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ أنا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِالرَّيِّ نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ الْحَكَمِ بْنَ بَشِيرٍ نا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: §«يَنْبَغِي لِصَاحِبِ الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ مِثْلُ الَّذِي يَنْتَقِدُ الدَّرَاهِمِ فَإِنَّ الدَّرَاهِمَ فِيهَا الزَّيْفُ وَالْبَهْرَجُ وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ» وَإِذَا كَانَ فِي الْإِسْنَادِ اسْمٌ يُشَاكِلُ غَيْرَهُ فِي الصُّورَةِ كَحِبَّانَ الْمُشَابِهِ لِحْيَانَ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا يُخْشَى الْتِبَاسُهُ اسْتَحْبَبْتُ لِلرَّاوِي أَنْ يَذْكُرَ صُورَةَ اعْجَامِهِ وَإِعْرَابِهِ لِيُقَيَّدَ عَنْهُ

1303 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، أنا ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ حَبَّانَ بْنِ أَزْبَدَ الْجَعْفَرِيُّ، قَالَ: §رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا اسْتَلَمَ الْحَجَرَ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ وَوَضَعَ سُفْيَانُ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ "، وَقَالَ: «حَبَّانُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْبَاءِ»

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر والترحم على الصحابة رضي الله عنهم إذا انتهى المستملي في الإسناد إلى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم استحب له الصلاة عليه رافعا صوته بذلك وهكذا يفعل في كل حديث عاد فيه ذكره صلى الله عليه وسلم

§الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا ذُكِرَ وَالتَّرَحُّمُ عَلَى الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ إِذَا انْتَهَى الْمُسْتَمْلِي فِي الْإِسْنَادِ إِلَى ذِكْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتُحِبَّ لَهُ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ رَافِعًا صَوْتَهُ بِذَلِكَ وَهَكَذَا يَفْعَلُ فِي كُلِّ حَدِيثٍ عَادَ فِيهِ ذِكْرُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1304 - أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ نا أَبُو عُمَرَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ إِمْلَاءً نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، نا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، نا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً»

1305 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلَانَ، أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمَذَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْهَمَذَانِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ أَبُو نُعَيْمٍ النَّخَعِيُّ، نا أَبُو مَالِكٍ يَعْنِي النَّخَعِيَّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ فَلْيُكْثِرْ عَبْدٌ أَوْ لِيَقُلْ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

1306 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخَرْجَانِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى، قَالَ لِرَجُلٍ: «§مَا كُنْيَتُكَ؟» قَالَ: أَبُو مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «وَيْحَكَ، وَضَعْتَ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ فِي غَيْرِ مَوضِعْهَا» وَإِذَا انْتَهَى إِلَى ذِكْرِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ قَالَ: رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ

1307 - مَا أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، نا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ أَبُو عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْخُتُلِّيُّ، نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ الْكِلَابِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: §«يَا أَبَا بَكْرٍ أَعْطَاكَ اللَّهُ الرِّضْوَانَ الْأَكْبَرَ»

1308 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى يَعْنِي الْحُلْوَانِيَّ، نا أَبُو عَمْرٍو فَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَدْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَامَ غُلَامٌ فَأَخَذَ نَعْلَهُ فَنَاوَلَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَرَدْتَ رِضَا رَبِّكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ» . قَالَ: فَاسْتُشْهِدَ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَا تَنْبَغِي الصَّلَاةُ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1309 - أنا بِذَلِكَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الْإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«لَا تَنْبَغِي الصَّلَاةُ مِنْ أَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

1310 - وأنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْمُعَدَّلُ بِالنَّهْرَوَانِ نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: §«أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَرِهَ أَنْ يُصَلِّيَ أَحَدٌ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» 1311 - وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» ، وَقَالَتِ امْرَأَةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لِرَسُولِ اللَّهِ: " صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي

1312 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، سَمِعَ ابْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ بَيْتٍ بِصَدَقَةٍ صَلَّى عَلَيْهِمْ فَتَصَدَّقَ أَبِي بِصَدَقَةٍ فَقَالَ: §«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى»

أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ -[106]- الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى زَوْجِكِ»

1314 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ مُسَجًّى: " §صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَدَعَا لَهُ، وَقَالَ: مَا أَجِدُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا «، قَالَ سُفْيَانُ قِيلَ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ» أَلَيْسَ قِيلَ لَا يُصَلَّى عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: «هَكَذَا سَمِعْتُ»

1315 - أنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْبَةَ الْبَزَّازُ نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، نا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: §«صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَلَا صَلَّى عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمَا» وَالصَّلَاةُ وَالرِّضْوَانُ وَالرَّحْمَةُ مِنَ اللَّهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِلَّا أَنَّهَا وَإِنْ كَانَتْ كَذَلِكَ فَإِنَّا نَسْتَحِبُّ أَنْ يُقَالَ لِلصَّحَابِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْرِيفًا لَهُ وَتَعْظِيمًا

1316 - حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَخْشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُمَرَ التُّجِيبِيَّ، بِمِصْرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ رَهَبِ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيَّادَ، وَيَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ حَدَّثَكُمُ الشَّافِعِيُّ، فَغَلَطَ الْقَارِئُ فَلَمْ يَقُلْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ الرَّبِيعُ: §«وَلَا حَرْفٌ حَتَّى يُقَالُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» قَالَ أَبُو الْفَضْلِ: " فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَمُرَّ حَدِيثٌ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قِيلَ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يُذْكَرَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَّا قِيلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

ذكر ما يستحب في الإملاء روايته لكافة الناس وما يكره من ذلك خوف دخول الشبهة فيه والإلباس ينبغي أن يملى من الأحاديث ما تعلق بأصول المعارف والديانات وتضمن الدلائل على صحة المذاهب والاعتقادات إذ كان ذلك أس الشرع ودعامته وأصل كل نوع من التكليف وقاعدته

§ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ فِي الْإِمْلَاءِ رِوَايَتَهُ لِكَافَّةِ النَّاسِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ خَوْفَ دُخُولِ الشُّبْهَةُ فِيهِ وَالْإِلْبَاسُ يَنْبَغِي أَنْ يُمَلَّى مِنَ الْأَحَادِيثِ مَا تَعَلَّقَ بِأُصُولِ الْمَعَارِفِ وَالدِّيَانَاتِ وَتَضَمَّنَ الدَّلَائِلَ عَلَى صِحَّةِ الْمَذَاهِبِ وَالِاعْتِقَادَاتِ إِذْ كَانَ ذَلِكَ أُسَّ الشَّرْعِ وَدُعَامَتَهُ وَأَصْلَ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ التَّكْلِيفِ وَقَاعِدَتِهِ

1317 - وَقَدْ أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَرَمَوِيُّ بِنَيْسَابُورَ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ بِنَسَا إِمْلَاءً نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: §«إِنَّكَ تَقْدُمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلُ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةَ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ» وَيَتَجَنَّبُ الْمُحَدِّثُ فِي أَمَالِيهِ رِوَايَةِ مَا لَا تَحْتَمِلُهُ عُقُولُ الْعَوَامِّ لِمَا لَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِمْ فِيهِ مِنْ دُخُولِ الْخَطَأِ وَالْأَوْهَامِ وَأَنْ يُشَبِّهُوا اللَّهَ تَعَالَى بِخَلْقِهِ وَيُلْحِقُوا بِهِ مَا يَسْتَحِيلُ فِي وَصْفِهِ وَذَلِكَ نَحْوُ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ الَّتِي ظَاهِرُهَا يَقْتَضِي التَّشْبِيهَ وَالتَّجْسِيمَ وَإِثْبَاتَ الْجَوَارحِ وَالْأَعْضَاءِ لِلْأَزَلِيِّ الْقَدِيمِ وَإِنْ -[108]- كَانَتِ الْأَحَادِيثُ صِحَاحًا وَلَهَا فِي التَّأْوِيلِ طُرُقٌ وَوُجُوهٌ إِلَّا أَنَّ مِنَ حَقِّهَا أَنْ لَا تُرْوَى إِلَّا لِأَهْلِهَا خَوْفًا مِنْ أَنْ يُضَلَّ بِهَا مَنْ جَهِلَ مَعَانِيَهَا فَيَحْمِلُهَا عَلَى ظَاهِرِهَا أَوْ يَسْتَنْكِرُهَا فَيَرُدَّهَا وَيُكَذِّبُ رِوَاتِهَا وَنَقَلَتَهَا

1318 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: §«أَيُّهَا النَّاسُ تُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ وَدَعُوا مَا يُنْكِرُونَ»

1319 - أنا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ الْإِسْتِرَبَاذِيُّ، نا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ، بِهَا نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ، نا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»

1320 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التِّكَكِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا عَلِيٌّ، وأنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §«كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»

1321 - أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: §«إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ فَيَسْمَعُهُ مَنْ لَا يَبْلُغُ عَقْلَهُ فَهْمُ ذَلِكَ الْحَدِيثِ فَيَكُونُ عَلَيْهِ فِتْنَةً»

1322 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وأنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: §«لَا تُحْدِثُوا النَّاسَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ فَتَضُرُّوهُمْ»

1323 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْدَعِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا أَبِي، نا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْخَلَّالُ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: قِيلَ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: إِنَّ عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَشْيَاءَ لَيْسَتْ عِنْدَكَ فَقَالَ مَالِكٌ: §«وَأَنَا كُلُّ مَا سَمِعْتُهُ مِنَ الْحَدِيثِ أُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ؟ أَنَا إِذًا أُرِيدُ أَنْ أُضِلَّهُمْ»

1324 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا الْمَيْمُونِ الْبَجَلِيَّ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: نا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، نا ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: " §ذُكِرَ عِنْدَ مَكْحُولٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَقَالَ: إِنَّهُ لَرَجُلٌ مَنْ رَجُلٌ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ؟ "

1325 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، إِمْلَاءً نا فَضْلٌ يَعْنِي ابْنَ سَهْلٍ الْأَعْرَجَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: §«وَلَا يَكُونُ إِمَامًا مَنْ حَدَّثَ عَنْ كُلٍّ مَنْ رَأَى وَلَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»

1326 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يُوسُفَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدِيُّ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: §«يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الطَّبَّاخِ الْحَاذِقِ يَعْمَلُ لِكُلِّ قَوْمٍ مَا يَشْتَهُونَ مِنَ الطَّعَامِ وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يُحَدِّثَ كُلَّ قَوْمٍ بِمَا تَحْتَمِلُهُ قُلُوبُهُمْ وَعُقُولُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ» وَمِمَّا رَأَى الْعُلَمَاءُ أَنَّ الصُّدُوفَ عَنْ رِوَايَتِهِ لِلْعَوَامِّ أَوْلَى أَحَادِيثِ الرُّخَصِ وَإِنْ تَعَلَّقَتْ بِالْفُرُوعِ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا دُونَ الْأُصُولِ

1327 - كَمَا أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: §«شَهِدْتُ مَجْلِسًا فِيهِ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهَؤُلَاءِ أَفَاضِلُ مَنْ بَقِيَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَشْرِقِ فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى كِتْمَانِ الْحَدِيثِ فِي الرُّخْصَةِ فِي النَّبِيذِ وَإِظْهَارِ الْحَدِيثَ فِي التَّشْدِيدِ فِيهِ وَالْكَرَاهِيَةِ» وَمِنْ أَنْفَعِ مَا تُمْلَى: الْأَحَادِيثُ الْفِقْهِيَّةُ الَّتِي تُفِيدُ مَعْرِفَةَ الْأَحْكَامِ السَّمْعِيَّةِ كَسُنَنِ الطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ وَأَحَادِيثِ الصِّيَامِ وَالزَّكَاةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْعِبَادَاتِ وَمَا تَعَلَّقَ بِحُقُوقِ الْمُعَامَلَاتِ

1328 - فَقَدْ أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَزَّازُ، نا هَانِئُ بْنُ يَحْيَى، نا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، نا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي الدِّينِ» وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «لَأَنْ أَفْقَهُ سَاعَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَةً أُصَلِّيهَا حَتَّى أُصْبِحَ وَالْفَقِيهُ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ وَلِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ وَدِعَامَةُ الدِّينِ الْفِقْهُ» وَيُسْتَحَبُّ أَيْضًا إِمْلَاءُ أَحَادِيثِ التَّرْغِيبِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ وَمَا يَحُثُّ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْأَذْكَارِ

1329 - أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ بَكْرٍ الْأَنْدَلُسِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الْهَاشِمِيُّ، بِأَطْرَابُلُسَ الْمَغْرِبِ نا أَبُو مُسْلِمٍ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ: §" وَجَدْنَا أَنْفَعَ الْحَدِيثِ لَنَا مَا نَفَعَنَا فِي أَمْرِ آخِرَتِنَا مَنْ قَالَ: كَذَا فَلَهُ كَذَا " وَإِذَا رَوَى الْمُحَدِّثُ حَدِيثًا فِيهِ كَلَامٌ غَرِيبٌ فَسَّرَهُ أَوْ مَعْنًى غَامِضٌ بَيَّنَهُ وَأَظْهَرَهُ

1330 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، بِأَصْبَهَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّرَسُوسِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: §«لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَكَتَبْتُ بِجَنْبِ كُلِّ حَدِيثٍ تَفْسِيرَهُ»

1331 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: §«تَفْسِيرُ الْحَدِيثِ خَيْرٌ مِنْ سَمَاعِهِ»

1332 - أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبُو بَكْرٍ السَّدُوسِيُّ، نا عَاصِمٌ، نا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: كُنَّا إِذَا سَمِعْنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، شَيْئًا نَكْرَهُهُ سَكَتْنَا حَتَّى يُفَسِّرَهُ لَنَا فَقَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ: §" إِنَّ السُّقْمَ لَا يُكْتَبُ لِصَاحِبِهِ أَجْرٌ فَسَاءَنَا ذَلِكَ وَكَبُرَ عَلَيْنَا قَالَ: وَلَكِنْ يُكَفَّرُ بِهِ الْخَطَايَا " وَلَا يَجُوزُ لِلرَّاوِي أَنْ يُفَسِّرَ إِلَّا مَا عَرَفَ مَعْنَاهُ وَأَمَّا مَا لَمْ يَعْرِفْ مَعْنَاهُ فَيَلْزَمُهُ السُّكُوتُ عَنْهُ

1333 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ رِزْقٌ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ لِلزُّهْرِيِّ: يَا أَبَا بَكْرٍ: قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» . مَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: §مِنَ اللَّهِ الْعِلْمُ، وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلَاغُ، وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ "

1334 - وأنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ " وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ حَدِيثٍ فَحَدَّثَهُ فَسَأَلَهُ عَنْ تَفْسِيرِهِ، فَقَالَ: " §لَا أَدْرِي إِنَّمَا أَنَا زَامِلَةٌ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ زَامِلَةٍ خَيْرًا فَإِنَّ عَلَيْكَ مِنْ كُلِّ حُلْوٍ وَحَامِضٍ

1335 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعَانَ الرَّزَّازُ، نا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نا مُؤَمَّلٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سُئِلَ أَيُّوبُ عَنْ تَفْسِيرِ حَدِيثٍ فَقَالَ: §«لَيْتَنَا نَقْدِرُ أَنْ نُحَدِّثَ كَمَا سَمِعْنَا فَكَيْفَ نُفَسِّرُ»

1336 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِنْجِيٍّ الْكَاتِبُ، أنا الْقَاضِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي ابْنَ الْهَلُولِ حَدَّثَنِي أَبِي، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: §«مَاتَتْ نَاقَةٌ بِالْحَرَّةَ وَإِلَى جَنْبِهَا أَهْلُ بَيْتٍ مَحْوُجُونَ فَرَخَّصَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَكْلِهَا فَأَكَلُوهَا شَتْوَتُهُمْ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْقَاضِي قَالَ أَبِي: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَبِي شَيْءٌ عِنْدَكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَ: الْحَدِيثُ صَحِيحٌ وَلَا أَعْرِفُ مَعْنَاهُ

1337 - أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْعُكْبَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْمُعَافَى، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: قِيلَ لِأَحْمَدَ: §فِي الْحَدِيثِ مَا لَا نَدْرِي أَيْشِ مَعْنَاهُ قَالَ: «نَعَمْ كَثِيرٌ وَمَنْ يُتَعَاطَى مَعْنَى ذَلِكَ يُخْطِئُ كَثِيرًا إِلَّا بِأَثَرٍ»

كراهة رواية أحاديث بني إسرائيل المأثورة عن أهل الكتاب

§كَرَاهَةُ رِوَايَةِ أَحَادِيثِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمَأْثُورَةِ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ

1338 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، نا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنْظَلِيُّ نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتٍ، خَادِمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جَاءَ عُمَرُ بِصَحِيفَةٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الصَّحِيفَةِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فِيهَا جَوَامِعُ مِنَ التَّوْرَاةِ أَقْرَأُهَا عَلَيْكَ فَجَعَلَ عُمَرُ يَقْرَأُ وَجَعَلَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ يَتَغَيَّرُ فَرَمَى عُمَرُ بِالصَّحِيفَةِ بِشِمَالِهِ وَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رِبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى أَسْفَرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَوْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ فِيكُمْ مُوسَى ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ، أَنْتُمْ حَظِّي مِنَ الْأُمَمِ وَأَنَا حَظُّكُمْ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ»

1339 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابٍ الطِّيبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ بِالرَّيِّ نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: جَاءُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ جَوَامِعُ مِنَ التَّوْرَاةِ فَقَالَ مَرَرْتُ عَلَى أَخٍ لِي مِنْ قُرَيْظَةَ فَكَتَبَ لِي جَوَامِعَ مِنَ التَّوْرَاةِ أَفَلَا أَعْرِضُهَا عَلَيْكَ قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَمَا تَرَى مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رِبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَوْ أَنَّ مُوسَى أَصْبَحَ فِيكُمْ ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ، أَنْتُمْ حَظِّي مِنَ الْأُمَمِ وَأَنَا حَظُّكُمْ مِنَ النَّبِيِّينَ»

1340 - أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ الْعُكْبَرِيُّ، بِهَا، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ: " دَفَعْتُ إِلَى ابْنِ بَكَّارٍ رُقْعَةً فِيهَا: عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قِصَّةٌ لِمُوسَى فَقَالَ لِي: «§نَحْتَاجُ السَّاعَةَ إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، مُوسَى قَدْ ذَهَبَ، هَاتِ مَا نَحْنُ فِيهِ السَّاعَةَ مِمَّا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

1341 - وأنا الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ، مِنْ أَمْرِ نُوحٍ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: §«لَيْتَ أَنَّا نَجْدُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا يَصِحُّ فَكَيْفَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ نُوحٍ» وَإِنَّمَا كَرِهَ الْعُلَمَاءُ رِوَايَةَ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَقَاصِيصَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمَأْخُوذَةِ عَنِ الصُّحُفِ مِثْلَ مَا رَوَاهُ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّهُ وَجَدَهُ فِي كُتُبَ الْمُتَقَدِّمِينَ وَتِلْكَ الصُّحُفُ لَا يُوثَقُ بِهَا وَلَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا

1342 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، صَاحِبُ الْعَبَّاسِيِّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، نا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، نا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: §«كَانَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ يُرْسِلُ أَخَاهُ إِلَى الشَّامِ يَشْتَرِي لَهُ الْكُتُبَ وَيَجِيءُ بِهَا إِلَيْهِ فَيُفَسَّرُهَا بِالْعَرَبِيَّةِ» وَكَذَلِكَ مَا نُقِلَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنْفُسِهِمْ دُونَ أَخْذِهِ مِنْ صُحُفِهِمْ فَإِنَّ اطِّرَاحَهُ وَاجِبٌ وَالصُّدُوفُ عَنْهُ لَازِمٌ، وَقَدْ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ صَاحِبُ السِّيرَةِ ضَمَّنَ كُتُبَهُ مِنْ ذَلِكَ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً

1343 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ، نا الصَّائِغُ، عَنِ الْحِزَامِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: «§رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَكْتُبُ عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ»

1344 - وأنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ السَّوَّاقُ نا عِيسَى بْنُ حَامِدٍ الرُّخَّجِيُّ، نا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ: " §أَمْلَى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدِيثًا فَأَعْجَبَنِي قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: مَهْ ثِقَةٌ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْيَهُودِيُّ "

1345 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ الْمُزَنِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ، نا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: §«يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ كِتَابِكُمُ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ بِاللَّهِ تَعْرِفُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ، وَقَدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ بَدَّلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ وَغَيَّرُوا وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمُ الْكُتُبَ وَقَالُوا هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنَا قَلِيلًا أَفَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا رَجُلًا مِنْهُمْ قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ»

1346 - أنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، بِهَا، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَزْيَدٍ الْخَشَّابُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ أَبُو جَعْفَرٍ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، نا جَدِّي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي نَخْلَةَ الْأَنْصَارِي: إِنَّ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ الْيَهُودِيُّ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَكَلَّمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تَكْذِبُوا وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوا بِهِ» وَأَمَّا مَا حُفِظَ مِنْ أَخْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ عَنْ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَعَنْ صَحَابَتِهِ الْأَخْيَارِ الْمُنْتَخَبِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَعَنِ الْعُلَمَاءِ مِنْ سَلَفِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ رِوَايَتَهُ تَجُوزُ وَنَقْلَهُ غَيْرُ مَحْظُورٍ

1347 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا بَهْزٌ، نا أَبُو هِلَالٍ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا عَامَّةَ لَيْلِهِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَقُومُ إِلَّا إِلَى عُظْمِ صَلَاةٍ» رَوَاهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ قَتَادَةَ فَجَعَلَ مَكَانَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

1348 - أَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيُّ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: §«كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يُصْبِحَ مَا يَقُومُ إِلَّا إِلَى عُظْمِ صَلَاةٍ» وَهَذَا فِيمَا قِيلَ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هِلَالٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

1349 - أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، نا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَعْدٍ الْجُعْفِيِّ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمُ الْأَعَاجِيبُ وَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ: خَرَجَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أَتَوْا مَقْبَرَةً مِنْ مَقَابِرِهِمْ فَقَالُوا: لَوْ صَلَّيْنَا وَدَعَوْنَا اللَّهَ تَعَالَى يُخْرِجُ لَنَا رَجُلًا مِمَّنْ مَاتَ نُسَائِلُهُ عَنِ الْمَوْتِ، فَفَعَلُوا، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا اطَّلَعَ رَأْسُهُ مِنْ قَبْرٍ مِنْ تِلْكِ الْمَقَابِرِ خِلَاسِيٌّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ فَقَالَ: يَا هَؤُلَاءِ مَا أَرَدْتُمْ؟ إِنِّي قَدِ مُتُّ مُنْذُ مِائَةَ عَامٍ وَمَا سَكَنَتْ عَنِّي حَرَارَةُ الْمَوْتِ إِلَى الْآنَ فَادْعُوا اللَّهَ أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ "

1350 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، نا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»

1351 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: " §مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ» : أَيْ لَا بَأْسَ أَنْ تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ مِمَّا سَمِعْتُمْ وَإِنِ اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلَ مَا رُوِيَ أَنَّ ثِيَابَهُمْ تَطُولُ وَالنَّارُ الَّتِي تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُ الْقُرْبَانَ لَيْسَ أَنْ يُحَدِّثَ عَنْهُمْ بِالْكَذِبِ "

إملاء فضائل الصحابة ومناقبهم والنشر لمحاسن أعمالهم وسوابقهم. إن الله تعالى اختار لنبيه أعوانا جعلهم أفضل الخلق وأقواهم إيمانا وشد بهم أزر الدين وأظهر بهم كلمة المؤمنين وأوجب لهم الثواب الجزيل وألزم أهل الملة ذكرهم بالجميل. فخالفت الرافضة أمر الله فيهم

§إِمْلَاءُ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَمَنَاقِبِهِمْ وَالنَّشْرُ لِمَحَاسِنِ أَعْمَالِهِمْ وَسَوَابِقِهِمْ. إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَارَ لِنَبِيِّهِ أَعْوَانًا جَعَلَهُمْ أَفْضَلَ الْخَلْقِ وَأَقْوَاهُمْ إِيمانًا وَشَدَّ بِهِمْ أَزْرَ الدِّينِ وَأَظْهَرَ بِهِمْ كَلِمَةَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْجَبَ لَهُمُ الثَّوَابَ الْجَزِيلَ وَأَلْزَمَ أَهْلَ الْمِلَّةِ ذِكْرَهُمْ بِالْجَمِيلِ. فَخَالَفَتِ الرَّافِضَةُ أَمْرَ اللَّهِ فِيهِمْ وَعَمَدَتْ لِمَحْوِ مَآثِرِهِمْ وَمَسَاعِيهِمْ وَأَظْهَرَتِ الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ وَتَدَيَّنَتْ بِالسَّبِّ لَهُمْ {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} كَمَا رَامَ ذَلِكَ الْمُتَقَدِّمُونَ مِنْ أَشْبَاهِهِمْ {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8] {وَسَيَعْلَمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] فَلَزِمَ النَاقِلِينَ لِلْأَخْبَارِ وَالْمُشَخْصَصِينَ بِحَمْلِ الْآثَارِ نَشْرَ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ وَإِظْهَارِ مَنْزِلَتِهِمْ وَمَحَلِّهِمْ مِنَ الْإِسْلَامِ عِنْدَ ظُهُورِ هَذَا الْأَمْرِ الْعَظِيمِ وَالْخَطْبِ الْجَسِيمِ وَاسْتِعْلَاءِ الْحَائِدِينَ عَنْ سُلُوكِ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 42]

1352 - أنا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْبَزَّازُ، نا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، إِمْلَاءً نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §اللَّهَ اخْتَارَنِي وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا فَجَعَلَ لِي مِنْهُمْ وُزَرَاءَ وَأَنْصَارًا وَأَصْهَارًا فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا»

1353 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، نا بِشْرُ بْنُ آدَمَ الْبَلْخِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ أَبِي رَائِطَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ بِشْرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §اللَّهَ اخْتَارَنِي وَاخْتَارَ أَصْحَابِي وَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَنْتَقِصُونَهُمْ وَيُعِيبُونَهُمْ وَيَسُبُّونَهُمْ فَلَا تُجَالِسُوهُمْ وَلَا تُؤَاكِلُوهُمْ وَلَا تُشَارِبُوهُمْ وَلَا تُصَلُّوا مَعَهُمْ وَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ»

1354 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ خَاقَانَ النَّاقِدُ مِنْ لَفْظِهِ وَمَنْ حِفْظِهِ نا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْمُسَاوِرِ الْجَوْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْمَفْلُوجُ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا ظَهَرَتِ الْفِتَنُ أَوْ قَالَ: الْبِدَعُ وَسُبَّ أَصْحَابِي فَلْيُظْهِرِ الْعَالِمُ عَلِمَهُ فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا "

1355 - وأنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرِ الْخَلَدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، نا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «§إِذَا كُنْتَ فِي الشَّامِ فَحَدِّثْ بِفَضَائِلِ، عَلِيٍّ وَإِذَا كُنْتَ بِالْكُوفَةِ فَحَدِّثْ بِفَضَائِلِ، عُثْمَانَ» وَإِذَا كَانَ كُلُّ حَدِيثٍ يَتَضَمَّنُ فَضِيلَةَ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ بِانْفِرَادِهِ فَأَسْتَحِبُّ أَنْ يُقَدِّمَ إِمْلَاءَ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ كَذَلِكَ يُرَتِّبُ الْأَحَادِيثَ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِ أَصْحَابِهَا وَمَا يَقْتَضِيهِ الْعِلْمُ مِنْ مُوجِبِ دَرَجَاتِهِمْ وَاسْتِحْقَاقِهَا

1356 - أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ الْكُوفِيَّ، نا أَبِي، نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَنْقَبَةِ عَلِيٍّ فَقَالَ: §«إِنِّي لَأَجِدُ ضَعَةً أَنْ أَبْدَأَ بِمَنْقَبَتِهِ قَبْلُ مَنْقَبَةِ عُمَرُ» وَلْيَجْتَنِبِ الْمُحَدِّثُ رِوَايَةَ مَا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَيُمْسِكُ عَنْ ذِكْرِ الْحَوَادِثِ الَّتِي كَانَتْ مِنْهُمْ وَيُعِمُّ جَمِيعَهُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ وَالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ

1357 - أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، قَالُوا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: " أَدْرَكْنَا أَرْبَعِينَ شَيْخًا مِنَ التَّابِعِينَ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُونَا عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: §«مَنْ أَحَبَّ جَمِيعَ أَصْحَابِي وَتَوَلَّاهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ جَعَلَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُمْ فِي الْجَنَّةِ»

1358 - أنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الْإِمَامُ، وَأَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبُزَانِيُّ، جَمِيعًا بِأَصْفَهَانَ قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ الْمَدِينِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: §«أَمَرَهُمْ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سَيُحْدِثُونَ مَا أَحْدَثُوا»

1359 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: §«أَدْرَكْتُ مِنْ خِيَارِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ اذْكُرُوا مَحَاسِنَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتَأْتَلِفَ عَلَيْهِ الْقُلُوبُ»

1360 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ: §" إِذَا كَانَ حَدِيثٌ لِأَهْلِ الْبِدَعِ فِيهِ قَدْحٌ فَلَا يَسَّرَ اللَّهُ لِمَنْ يُحَدِّثُ وَلَا أَجَرَ أَرَاهُ قَالَ: «مَنْ سَمِعَ»

كلام المحدث على الحديث ووصفه إياه بالصحة والثبوت وغير ذلك من الصفات والنعوت يستحب للراوي أن ينبه على فضل ما يرويه ويبين المعاني التي لا يعرفها إلا الحفاظ من أمثاله وذويه فإن كان الحديث عاليا علوا متفاوتا وصفه بذلك

§كَلَامُ الْمُحَدِّثِ عَلَى الْحَدِيثِ وَوَصْفُهُ إِيَّاهُ بِالصِّحَّةِ وَالثُّبُوتِ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الصِّفَاتِ وَالنُّعُوتِ يُسْتَحَبُّ لِلرَّاوِي أَنْ يُنَبِّهَ عَلَى فَضْلِ مَا يَرْوِيهِ وَيُبَيِّنَ الْمَعَانِي الَّتِي لَا يَعْرِفُهَا إِلَّا الْحُفَّاظُ مِنْ أَمْثَالِهِ وَذَوِيهِ فَإِنْ كَانَ الْحَدِيثُ عَالِيًا عُلُوًّا مُتَفَاوِتًا وَصَفَهُ بِذَلِكَ

1361 - كَمَا أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيُّ، بِحَلَبَ قَالَ: قَالَ أَبِي: وَفَدَ الْمُنْذِرُ بْنُ سَاوَى مِنَ الْبَحْرَيْنِ حَتَّى أَتَى مَدِينَةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ الْمُنْذِرِ أُنَاسٌ وَأَنَا غُلَيِّمٌ لَا أَعْقِلُ أَمْسِكُ جِمَالَهُمْ، قَالَ: فَذَهَبُوا مَعَ سِلَاحِهِمْ فَسَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَضَعَ الْمُنْذِرُ سِلَاحَهُ وَلَبِسَ ثِيَابًا كَانَ مَعَهُ وَمَسَحَ لِحْيَتَهُ بِدُهْنٍ فَأَتَى نَبِيَّ اللَّهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَنَا مَعَ الْجِمَالِ أَنْظُرُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ فَقَالَ الْمُنْذِرُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§رَأَيْتُ مِنْكَ مَا لَمْ أَرَ مِنْ أَصْحَابِكَ» . قُلْتُ: وَمَا رَأَيْتَ مِنِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَضَعْتَ سِلَاحَكَ، وَلَبِسْتَ ثِيَابَكَ، وَتَدَهَّنْتَ» قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَشَيْءٌ جُبِلْتُ عَلَيْهِ أَمْ شَيْءٌ أَحْدَثْتُهُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ شَيْءٌ جُبِلْتَ عَلَيْهِ» قَالَ: فَسَلَّمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ: «أَسْلَمَتْ عَبْدُ الْقَيْسِ طَوْعًا وَأَسْلَمَ النَّاسُ كُرْهًا، فَبَارَكَ اللَّهُ فِي عَبْدِ الْقَيْسِ وَمَوَالِي الْقَيْسِ» أَوْ قَالَ: مَوَالِي عَبْدِ الْقَيْسِ أَنَا أَشُكُّ فَقَالَ لِي: إِنِّي -[121]- نَظَرْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَلَكِنِّي لَمْ أَعْقِلْ، قَالَ: وَمَاتَ أَبِي وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ سَنَةٍ " قَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: لَيْسَ عِنْدَ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ حَدِيثٌ أَرْفَعُ مِنْ هَذَا. وَهَذَا الْقَوْلُ صَحِيحٌ لِأَنَّ إِسْحَاقَ لَمْ يَلْقَ مَنْ حَدَّثَهُ عَمَّنْ شَاهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ هَذَا الرَّجُلِ فَقَدْ دَخَلَ بِهِ إِسْحَاقُ فِي جُمْلَةِ الْقَرْنِ الثَّالِثِ وَحَصَلَ لَهُ فَضِيلَةٌ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»

1362 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو حَاتِمٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ مِنَ الرَّيِّ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنَ يَزِيدَ الْقَزْوِينِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ آدَمَ، يَقُولُ: " §دَخَلْتُ أَنَا وَرَجُلٌ، قَدْ سَمَّاهُ أَبُو حَاتِمٍ إِلَى الْبَحْرَيْنِ فَرَأَيْنَا شَيْخًا يَهُودِيًّا فَعَرَضْنَا عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَأَبَى وَقَالَ: «يَا صِبْيَانُ عَرَضَ عَلَيَّ نَبِيُّكُمُ الْإِسْلَامَ فَلَمْ أُسْلِمْ أَبِقَوْلِكُمْ أُسْلِمُ؟» قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: قُلْتُ لِآدَامَ: «لَوْ أَسْلَمَ ذَاكَ الرَّجُلُ لَكُنْتَ مِنَ التَّابِعِينَ» وَإِنْ كَانَ الْحَدِيثُ مِنْ عُيُونِ السُّنَنِ وَأُصُولِ الْأَحْكَامِ ذَكَرَ ذَلِكَ

1363 - كَمَا أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَشُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحْجُبُهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ جُنُبًا» قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: «لَيْسَ أُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ أَجْوَدَ مِنْ هَذَا»

1364 - أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ، نا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ شُعْبَةَ بِحَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ: «§يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَأُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ» قَالَ شُعْبَةُ: هَذَا -[122]- ثُلُثُ رَأْسِ مَالِي وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ: «نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ» . قَالَ شُعْبَةُ: هَذَا ثُلُثُ رَأْسِ مَالِي، وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيٍّ: «لَا يَحْجُبُهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ إِلَّا الْجَنَابَةُ» . قَالَ شُعْبَةُ: «وَهَذَا ثُلُثُ رَأْسِ مَالِي» وَإِنْ كَانَ عَلَى الْوَصْفِ الَّذِي ذَكَرْنَا آنِفًا وَانْضَافَ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ رُوَاتُهُ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْفُتْيَا فَنَاهِيكَ بِهِ وَمِثْلِهِ كَمَا قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِيمَا

1365 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ: حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: حَدَّثَ سُفْيَانُ يَوْمًا بِحَدِيثٍ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: فَقَالَ §«هَذَا الشَّرَفُ عَلَى الْكُرْسِيِّ»

1366 - أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، نا الْوَلِيدُ بْنُ بَكْرٍ الْأَنْدَلُسِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو مُسْلِمٍ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: «§أَحْسَنُ إِسْنَادِ الْكُوفَةِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ» وَهَكَذَا إِذَا كَانَ رُوَاتُهُ غَايَةً فِي الثِّقَةِ وَالْعَدَالَةِ مَشْهُورِينَ عِنْدَ الْكَافَّةِ بِضَبْطِ الرِّوَايَةِ نَحْوُ رِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، وَرِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَيْضًا وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ جَمِيعًا عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ

1367 - فَقَدْ أنا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنِ الْقَاسِمِ مُشَبَّكٌ بِذَهَبٍ فَقُلْتُ لَهُ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوِ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ فَقَالَ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ "

1368 - نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، نا أَبُو مُسْلِمِ بْنُ شَهْدِلٍ، نا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: فِي أَحَادِيثِ مُسَدَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ " §كَأَنَّهَا الدَّنَانِيرُ، ثُمَّ قَالَ: كَأَنَّكَ تَسْمَعُهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

1369 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَاصِمٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ رِجَالٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ، يَقُولُ لِأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ: «§يَا أَبَا زُرْعَةَ لَيْسَ ذَا زَعْزَعَةٍ عَنْ زَوْبَعَةٍ، إِنَّمَا تَرْفَعُ السِّتْرَ تَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ» نَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ "

1370 - نا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الْعِجْلِيُّ، بِحُلْوَانَ أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي الْبُخَارِيَّ عَنْ §أَصَحِّ الْإِسْنَادِ، فَقَالَ: " مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ

1371 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُعَدَّلُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ: §" أَحْسَنُ أَسَانِيدَ تُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ مِنْهَا: الزُّهْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْصُورٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ " وَمَنْ كَتَبَ عَنْهُ بَعْضُ الْحُفَّاظِ الْمُبَرِّزِينَ وَأَحَدُ الشُّيُوخِ الْمُتَقَدِّمِينَ حَدِيثًا كَانَ اسْتَحْسَنَهُ أَحْبَبْتُ لَهُ ذِكْرَ ذَلِكَ إِذَا أَوْرَدَهُ

1372 - كَمَا نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ أنا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ الْقَطَّانُ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ بْنِ حَمْزَةَ الْبَلْخِيُّ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَمِيلِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ نا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ -[124]- أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فِي مَرَضِهِ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَمَا اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ حُبِّ يَهُودَ» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبَيٍّ: فَقَدْ أَبْغَضَهُمْ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ فَمَاتَ , فَمَهْ " قَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: هَذَا الْحَدِيثُ كَتَبَهُ عَنِّي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمْ وَقَالُوا: هُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ

1373 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ الثَّقَفِيُّ نا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي عَزَّةَ الدِّبَاغُ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِصَامٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: §" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَرِبَ تَنَفَّسَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَقَالَ: هُوَ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ وَأَبْرَأُ " قَالَ الْمُزَكِّي: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ السَّرَّاجَ يَقُولُ: كَتَبَ عَنِّي هَذَا الْحَدِيثَ " مُحَمَّدِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ

1374 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، وَدَفَعَ، إِلَيَّ كِتَابًا فِيهِ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الدَّارِمِيَّ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، قَالَ: §" لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ بَعَثَ إِلَيَّ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: " احْمِلِ الصَّحِيفَةَ وَالدَّوَاةَ وَتَعَالَ فَحَمَلْتُ الصَّحِيفَةَ وَالدَّوَاةَ فَأَتَيْنَاهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، بَعَثَ إِلَيَّ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ احْمِلِ الصَّحِيفَةَ وَالدَّوَاةَ وَتَعَالَ، فَحَمَلْتُ الصَّحِيفَةَ وَالدَّوَاةَ فَأَتَيْنَاهُ، فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا كِتَابَ أَبِي سَلَّامٍ فَقُلْتُ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ: لَا، قُلْنَا: فَمِنْ رَجُلٍ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي سَلَّامٍ؟ قَالَ: لَا، قُلْنَا لَهُ: تُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ مِثْلِ هَذِهِ لَمْ تَسْمَعْهَا مِنَ الرَّجُلِ وَلَا مِنْ رَجُلٍ سَمِعَهَا مِنْهُ فَقَالَ: أَتَرَى رَجُلًا جَاءَ بِصَحِيفَةٍ وَدَوَاةٍ كَتَبَ أَحَادِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ هَذِهِ كَذِبًا " هَذَا مَعْنَى الْحِكَايَةِ قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: كَتَبَ عَنِّي مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ هَذَا الْحَدِيثَ وَرُبَّمَا كَانَ مَا يُسْتَحْسَنُ مِنَ الْحَدِيثِ رَاجِعًا إِلَى مَتْنِهِ مَعَ سَلَامَةِ إِسْنَادِهِ مِثَالُ ذَلِكَ:

1375 - مَا أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ، نا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ رَجُلُ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ فَقِيلَ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ: وَسَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ يَقُولُ: «هَذَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَإِسْنَادُهُ كَأَنَّكَ تَنْظُرُ إِلَيْهِ»

1376 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا ابْنُ بَهَانٍ، نا عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: " §كُنَّا فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أَحْسَنَهُ فَقَالَ سُفْيَانُ: " أَتَقُولُ لِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا -[126]- أَحْسَنَهُ؟ أَلَا قُلْتَ: هُوَ أَحْسَنُ مِنَ الْجَوْهَرِ أَحْسَنُ مِنَ الدُّرِّ أَحْسَنُ مِنَ الْيَاقُوتِ أَحْسَنُ مِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا " وَقَدْ يُعَبَّرُ عَنْ مِثْلِ مَا ذَكَرْنَاهُ آنِفًا بِأَنَّهُ غَرِيبٌ وَأَكْثَرُ مَا يُوصَفُ بِذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي يَنْفَرِدُ بِهِ بَعْضُ الرُّوَاةِ بِمَعْنًى فِيهِ لَا يَذْكُرُهُ غَيْرُهُ إِمَّا فِي إِسْنَادِهِ أَوْ فِي مَتْنِهِ فَأَمَّا الْعِبَارَةُ عَنِ الْحَدِيثِ الْمُسْتَحْسَنِ بِأَنَّهُ غَرِيبٌ فَأَوَّلُ مَنْ حَفِظْتُ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فِي حَدِيثٍ:

1377 - أَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ الْمَدَائِنِيُّ قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الرَّحَبِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" مَنْ قَبَضَ يَتِيمًا مِنْ بَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُغْنِيَهُ اللَّهُ عَنْهُ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ أَلْبَتَّةَ إِلَّا أَنْ يَعْمَلَ عَمَلًا لَا يُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَذْهَبَ اللَّهُ كَرِيمَتَيْهِ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ الْبَتَّةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا كَرِيمَتَيْهِ؟ قَالَ: عُيَيْنَهِ وَمَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ فَرَحَمَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ حَتَّى يَسْتَغْنِينَ عَنْهُ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ الْبَتَّةَ إِلَّا أَنْ يَعْمَلَ عَمَلًا لَا يُغْفَرُ لَهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوِ اثْنَتَيْنِ قَالَ: أَوِ اثْنَتَيْنِ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا وَاللَّهِ مِنْ غَرَائِبِ الْحَدِيثِ وَغُرَرِهِ

1378 - أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابٍ الطِّيبِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَاكِنٍ نا ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ، وَفِي الْكِتَابِ ابْنُ أَبِي طَيْبَةَ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: §«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنْ مَجُوسِ الْبَحْرَيْنِ وَأَخَذَ عُمَرُ مِنْ فَارِسَ وَأَخَذَ عُثْمَانُ مِنْ بَرْبَرٍ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَاكِنٍ كَانَ الشَّيْخُ -[127]- سَمَّى هَذَا الْحَدِيثَ حَدِيثَ السَّنَةِ لِأَنَّهُ قَالَ: «هُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ بِهِ فِي السَّنَةِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً» قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: وَهَكَذَا كَانَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ يَرْوِي أَحَادِيثَ مَخْصُوصَةً مِنْ حَدِيثِهِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وَاحِدَةً وَيُسَمِّيهَا: أَحَادِيثُ السَّنَةِ وَالْمُسْتَغْرَبِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ اتَّصَالَ إِسْنَادِهِ فَإِنَّهُ لَمْ يَرْوِهِ مُتَّصِلًا إِلَّا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ الْبَصْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكٍ وَرَوَاهُ النَّاسُ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا لَيْسَ فِيهِ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

كراهة إملال السامع وإضجاره بطول إملاء المحدث وإكثاره ينبغي للمحدث أن لا يطيل المجلس الذي يرويه بل يجعله متوسطا ويقتصد فيه حذرا من سآمة السامع وملله وأن يؤدي ذلك إلى فتوره عن الطلب وكسله فقد قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد فيما بلغني عنه: من أطال

§كَرَاهَةُ إِمْلَالِ السَّامِعِ وَإِضْجَارِهِ بِطُولِ إِمْلَاءِ الْمُحَدِّثِ وَإِكْثَارِهِ يَنْبَغِي لِلْمُحَدِّثِ أَنْ لَا يُطِيلَ الْمَجْلِسَ الَّذِي يَرْوِيهِ بَلْ يَجْعَلُهُ مُتَوَسِّطًا وَيَقْتَصِدُ فِيهِ حَذَرًا مِنْ سَآمَةِ السَّامِعِ وَمَلَلِهِ وَأَنْ يُؤَدِّيَ ذَلِكَ إِلَى فُتُورِهِ عَنِ الطَّلَبِ وَكَسَلِهِ 1379 - فَقَدْ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ فِيمَا بَلَغَنِي عَنْهُ: مَنْ أَطَالَ الْحَدِيثَ وَأَكْثَرَ الْقَوْلَ فَقَدْ عَرَّضَ أَصْحَابَهُ لِلْمُلَالِ وَسُوءِ الِاسْتِمَاعِ وَلَأَنْ يَدَعَ مِنْ حَدِيثِهِ فَضْلَةً يُعَادُ إِلَيْهَا أَصْلَحُ مِنْ أَنْ يَفْضُلَ عَنْهُ مَا يُلْزِمُ الطَّالِبَ اسْتِمَاعَهُ مِنْ غَيْرِ رَغْبَةٍ فِيهِ وَلَا نَشَاطٍ لَهُ

1380 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَاضِرٌ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: «أَمَا أَنِّي أُخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ فَأَتْرُكُكُمْ كَرَاهِيَةَ أَنْ أُمِلَّكُمْ» إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ بَيْنَ الْأَيَّامِ مَخَافَةَ السَّأَمِ عَلَيْنَا أَوْ قَالَ: السَّآمَةِ عَلَيْنَا "

1381 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ فَقَالَتْ: أَعُمَيْرُ بْنُ قَتَادَةَ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَتْ: " §أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَجْلِسُ وَيُجْلَسُ إِلَيْكَ قَالَ: بَلَى قَالَتْ: فَإِيَّاكَ وَإِمْلَالَ النَّاسِ وَتَقْنِيطَهُمْ "

1382 - أنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُعَدَّلُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَدَقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْجَاحِظَ يَقُولُ: §«قَلِيلُ الْمَوْعِظَةِ مَعَ نَشَاطِ الْمَوْعُوظِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ وَافَقَ مِنَ الْأَسْمَاعِ نَبْوَةً وَمِنَ الْقُلُوبِ مَلَالَةً»

1383 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ: §«لَا تُمِلُّوا النَّاسَ»

1384 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ الْبَيْرُوتِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §«الْمُسْتَمِعُ أَسْرَعُ مَلَالًا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ»

1385 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السِّمْسَارُ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَبْهَرِيُّ نا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: §«إِذَا طَالَ الْمَجْلِسُ كَانَ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيبٌ»

1386 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْهَرِ، نا ابْنُ الْغَلَابِيِّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: §«مَا طَالَ مَجْلِسٌ قَطُّ إِلَّا كَانَ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيبٌ»

1387 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَاثِقِ بِاللَّهِ حَدَّثَنِي جَدِّي، نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ وَحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، إِمْلَاءً نا ابْنُ مَنِيعٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: أَتَيْنَا بِشْرَ بْنَ مَنْصُورٍ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ أَحَادِيثَ، فَقَالَ لَنَا: §«حَسْبُكُمْ فَمَا طَالَ مَجْلِسٌ إِلَّا كَانَ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيبٌ»

1388 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«مِنَ الْمُحَدِّثِينَ مَنْ يُحْسِنُ أَنْ يَسْمَعَ وَيَسْتَمِعَ وَيَتَّقِيَ الْإِمْلَالَ بِبَعْضِ الْإِقْلَالِ وَيَزِيدَ إِذَا اسْتَمْلَى مِنَ الْعُيُونِ الِاسْتِزَادَةَ وَيَدْرِيَ كَيْفَ يَفْصِلُ وَيَصِلُ وَيَحْكِي وَيُشِيرُ فَذَاكَ يُزَيِّنُ الْأَدَبَ كَمَا يَتَزَيَّنُ بِالْأَدَبِ»

ختم المجلس بالحكايات ومستحسن النوادر والإنشادات

§خَتْمُ الْمَجْلِسِ بِالْحِكَايَاتِ وَمُسْتَحْسِنِ النَّوَادِرِ وَالْإِنْشَادَاتِ

1389 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ بِنَيْسَابُورَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ ونا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ بِحُلْوَانَ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: أنا وَقَالَ الْآخَرُ نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ قَالَ: حَدَّثَنِي وَفِي حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زَاطَيَّا، نا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، عَنِ النَّجِيبِ بْنِ السَّرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: §«رَوِّحُوا الْقُلُوبَ وَابْتَغُوا لَهَا طُرَفَ الْحِكْمَةِ فَإِنَّهَا تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ»

1390 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ نا أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ السَّدُوسِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ وَيُعْرَفُ بِعَبَوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ: §«رَوِّحُوا الْقُلُوبَ تَعِ الذِّكْرَ»

1391 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو ظُفَرَ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُجَالِسُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُذَاكِرُهُمْ فَإِذَا كَثُرَ وَثَقُلَ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ قَالَ: «إِنَّ §الْأُذُنَ مَجَّاجَةٌ وَإِنَّ لِلْقَلْبِ حَمْضَةً أَلَا فَهَاتُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ وَأَحَادِيثِكُمْ»

1392 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: §«هَاتُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ هَاتُوا مِنْ حَدِيثِكُمْ فَإِنَّ الْأُذُنَ مَجَّةٌ وَالْقَلْبَ حَمِضٌ»

1393 - نا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ نا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الرَّقِّيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §" قُرِئَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْآنٌ وَأُنْشِدَ شِعْرٌ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقُرْآنٌ وَشِعْرٌ فِي مَجْلِسِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

1394 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا الْعُتْبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ نا أَبِي، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ يُنْشِدُهُ الشِّعْرَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْقُرْآنُ أَمِ الشِّعْرُ؟ فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرَةَ §» هَذَا مَرَّةً وَهَذَا مَرَّةً "

1395 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثٍ أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةٌ»

1396 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو بِشْرٍ وَهُوَ: ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، قَالَ: §«آخِرُ مَجْلِسٍ جَالَسْنَا فِيهِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَنَاشَدْنَا فِيهِ الشِّعْرَ»

1397 - أنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُلُودِيُّ أنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، نا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: §«الْحِكَايَاتُ تُحُفُّ الْجَنَّةَ»

1398 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَالِكِيُّ الْقَاضِي، بِمِصْرَ نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ يُحَدِّثُنَا بِأَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ ثُمَّ قَالَ لَنَا: §«خُذُوا فِي أَبْرَازِ الْجَنَّةِ فَحَدَّثَنَا بِالْحِكَايَاتِ»

ما سن في المجلس عند انقضائه من الاستغفار والحمد لله على آلائه

§مَا سُنَّ فِي الْمَجْلِسِ عِنْدَ انْقِضَائِهِ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ وَالْحَمْدِ لِلَّهِ عَلَى آلَائِهِ

1399 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأَنَا عَلَى عُمَرَ بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبِنْدَارُ، نا أَبُو غَسَّانَ يَعْنِي مَالِكَ بْنَ سَعْدٍ الْقَيْسِيَّ، نا رَوْحٌ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ " §فِي قَوْلِهِ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور: 48] قَالَ: مِنْ كُلِّ مَجْلِسٍ "

1400 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: بَلَغَنِي عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: §«الْأَوَّابُ الْحَفِيظُ الَّذِي لَا يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ إِلَّا اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ»

1401 - أنا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكَتَّانِيُّ، نا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §" مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ وَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ: «سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ ثُمَّ أَتُوبُ إِلَيْكَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ»

1402 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ شُجَاعٍ الصُّوفِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ، نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ فَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَالَ: §«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ» قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّكَ تَقُولُ كَلَامًا مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا خَلَا قَالَ: «هَذَا كَفَّارَةُ مَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ»

1403 - أنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ، نا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، نا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ أَلَّا تَبْرَحَ حَتَّى تَقُولَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تُبْ عَلَيَّ وَاغْفِرْ لِي يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنْ كَانَ مَجْلِسُ لَغْطٍ كَانَتْ كَفَّارَتُهُ وَإِنْ كَانَ مَجْلِسُ ذِكْرٍ كَانَتْ طَابَعًا عَلَيْهِ "

1404 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَمٍ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُمَرَ الْحِمْصِيُّ نا أَبِي، نا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ أَبُو حَفْصٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ فَأَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ: §«اللَّهُمَّ أَحْيِنَا صَادِقِينَ وَأَمِتْنَا صَادِقِينَ وَابْعَثْنَا صَادِقِينَ وَاجْزِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ كَمَا تَجْزِي عِبَادَكَ الصَّادِقِينَ»

1405 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّدِيمُ، نا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا إِلَى يُونُسَ مَضَتْ فِي مَجْلِسِهِ مَدَائِحُ وَمَثَالِبُ وَمَرَاثِي وَغَزَلٌ وَكَانَ إِذَا فَرَغَ يَقُولُ: " §وَاللَّهِ لَأُلْقِيَنَّ عَلَى مَا مَضَى الدَّامِغَاتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ "

المعارضة بالمجلس المكتوب وإتقانه وإصلاح ما أفسد منه زيغ القلم وطغيانه

§الْمُعَارَضَةُ بِالْمَجْلِسِ الْمَكْتُوبِ وَإِتْقَانُهُ وَإِصْلَاحُ مَا أَفْسَدَ مِنْهُ زَيْغُ الْقَلَمِ وَطُغْيَانُهُ

1406 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ نا دُحَيْمٌ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ، هَذَا مِصْرِيٌّ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ جَدِّهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: §" كُنْتُ أَكْتُبُ الْوَحْيَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَشْتَدُّ نَفَسُهُ وَيَعْرَقُ عَرَقًا مِثْلَ الْجُمَانِ ثُمَّ يُسَرَّى عَنْهُ فَأَكْتُبُ وَهُوَ يُمْلِي عَلَيَّ فَمَا أَفْرُغُ حَتَّى يَثْقُلَ وَإِذَا فَرَغْتُ قَالَ: «اقْرَأْهُ» فَإِنْ كَانَ فِيهِ سَقْطٌ أَقَامَهُ ثُمَّ يَخْرُجُ بِهِ "

1407 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى، هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مِجْلَزٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ بِكِتَابِي الَّذِي كَتَبْتُهُ عَنْهُ فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: " §هَذَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ "

1408 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا ابْنُ خَمْرَوَيْهِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، §أَتَاهُ بِكُتُبِهِ الَّتِي كَتَبَهَا عَنْهُ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: " هَذِهِ سَمِعْتُهَا مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ "

1409 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ، وَاللَّفْظُ، لِأَحْمَدَ قَالَا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، نا أَبُو يَعْلَى الْمِنْقَرِيُّ، نا الْأَصْمَعِيُّ، نا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ: " §أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: قَدْ كَتَبُوا عِلْمَكَ فَقَالَ: " كَتَبُوا؟ فَقِيلَ لَهُ: نَعَمْ فَقَالَ نَافِعٌ: فَلْيَأْتُوا بِهِ حَتَّى أُقَوِّمَهُ "

1410 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ النَّجَّارُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعَانَ الرَّزَّازُ، نا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نا وَكِيعٌ، قَالَ: §«رَأَيْتُ زَائِدَةَ يَعْرِضُ كُتُبَهُ عَلَى سُفْيَانَ»

1411 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الْحُمَيْدِيَّ: §«كَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُنَا بِحَدِيثِ الْخِضْرِ فَنَكْتُبُ بَعْضَهُ وَيَذْهَبُ عَلَيْنَا بَعْضُهُ ثُمَّ يُحَدِّثُنَا بِهِ فَنَكْتُبُ مَا سَقَطَ عَلَيْنَا فَلَمَّا تَمَّ كَلَّمْنَاهُ فِيهِ فَحَدَّثَنَا بِهِ وَنَحْنُ نَنْظُرُ فِي الْكِتَابِ»

ما قيل في فوات المجلس والإعادة والاعتياض من تعذر استدراكه بالإجازة قد جرت العادة في الحديث بكراهة تكرير ماضيه واستثقال الإعادة لفائته ومنقضيه حتى قال بعض الشعراء يخاطب أحد الثقلاء

§مَا قِيلَ فِي فَوَاتِ الْمَجْلِسِ وَالْإِعَادَةِ وَالِاعْتِيَاضِ مَنْ تَعَذَّرَ اسْتِدْرَاكُهُ بِالْإِجَازَةِ قَدْ جَرَتِ الْعَادَةُ فِي الْحَدِيثِ بِكَرَاهَةِ تَكْرِيرِ مَاضِيهِ وَاسْتِثْقَالِ الْإِعَادَةِ لِفَائِتِهِ وَمُنْقَضِيهِ حَتَّى قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ يُخَاطِبَ أَحَدَ الثُّقَلَاءِ

1412 - فِيمَا أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَنْشَدَنَا نَفْطَوَيْهِ مِنْ أَبْيَاتٍ: [البحر الخفيف] §خَلِّ عَنَّا فَإِنَّمَا أَنْتَ فِينَا ... وَاوُ عَمْرٍو أَوْ كَالْحَدِيثِ الْمُعَادِ -[135]- وَالْمَحْفُوظُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ:

1413 - مَا أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَلَدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، نا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ قَالَ الزُّهْرِيُّ: §«نَقْلُ الصَّخْرِ أَهْوَنُ مِنْ إِعَادَةِ الْحَدِيثِ»

1415 - وأنا ابْنُ رِزْقٍ، أَيْضًا أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «§إِعَادَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ نَقْلِ الصَّخْرِ» قَالَ: وَقَالَ قَتَادَةُ: «إِذَا أَعَدْتَ الْحَدِيثَ ذَهَبَ نُورُهُ وَمَا قُلْتَ لِأَحَدٍ أَعِدْ عَلَيَّ» فَيَنْبَغِي لِمَنْ أَرَادَ سَمَاعَ الْإِمْلَاءِ الْبُكُورَ خَوْفًا مِنْ فَوَاتِ الْمَجْلِسِ بِتَأْخِيرِ الْحُضُورِ وَأَنْ يَتَعَذَّرَ عَلَيْهِ مَعَ ذَلِكَ إِعَادَتُهُ مِنْ قِبَلِ شَيْخٍ لَعَلَّ التَّمَنُّعَ عَادَتُهُ مُسْتَعْمِلًا فِي فِعْلِهِ مَا يَأْثِرُهُ الرَّاوُونَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَجَمَاعَةٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلِهِمَا رَحْمَةٌ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَعَلَيْهِمَا

1416 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ الْعَدْلُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْمُنْكَدِرِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكٍ الْقَزْوِينِيُّ، نا حَسَّانُ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §«تَمَنَّعْ فَإِنَّهُ أَنْفَقُ لَكَ»

1417 - وأنا الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، يَوْمًا حَدِيثًا فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَاسْتَعَدْتُهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ: §«مَا كُلُّ سَاعَةٍ أَحْلِبُ فَأَشْرَبُ»

1418 - أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بُكَيْرٍ أنا الْقَاضِي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، نا جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْعَبْدِيُّ نا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: §" أَتَى رَقَبَةُ بْنُ مَسْقَلَةَ الْأَعْمَشُ وَهُوَ مُعَلِّقٌ نَعْلَهُ فِي إِصْبَعِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كُنْتُ السَّاعَةَ فِي دَارِ الْعَطَّارِ فَأَطْرَفَنِي رَجُلٌ عَنْكَ حَدِيثًا فَاسْتَخْفَنِي ذَاكَ حَتَّى أَتَيْتُكَ حَافِيًا مُعَلِّقًا نَعْلِي فِي إِصْبَعِي فَقَالَ: لَا تَشَمَّهُ بِأَنْفِكَ الْيَوْمَ فَارْجِعْ مِنْ حَيْثُ جِئْتَ فَضَحِكَ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ تَغَافَلْ لَنَا هَذِهِ الْمَرَّةَ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِي الْغَفْلَةَ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ أَجْرًا قَالَ: مَا كُلُّ الْأَجْرِ أُطِيقُ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ لَشَرِسُ الْخَلِيقَةِ دَائِمُ الْقُطُوبِ مُكْفَهِرُّ الْوَجْهِ مُسْتَخِفٌ بِحَقِّ الزُّورِ كَأَنَّمَا تَسْعِطُ الْخَرْدَلَ إِذَا سُئِلْتَ الْحِكْمَةَ قَالَ: «لَسْنَا مِنَ السَّجَّاعِينَ فِي شَيْءٍ فَالْحَقْ بِأَهْلِكِ»

1419 - أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ، أَنَّ عِيسَى بْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنِ ابْنِ الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: " §جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْأَعْمَشِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اكْتَرَيْتُ حِمَارًا بِنِصْفِ دِرْهَمٍ وَأَتَيْتُكَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: «اكْتَرْ بِالنِّصْفِ الْآخَرِ وَارْجِعْ»

1420 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْآبَنْدُونِيَّ، يَقُولُ: قُرِئَ عَلَى حَاجِبِ بْنِ أَرْكِينَ سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ سَيَّارٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ، يَقُولُ: " سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: " §أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا قَالَ: فَأَمَّا مَالِكٌ فَكَانَ لَأَنْ يُقْلَعَ ضِرْسُهُ أَوْ كَمَا قَالَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ عِنْدَهُ عَشَرَةً قَطُّ كَانُوا يَكُونُونَ سِتَّةً سَبْعَةً "

1421 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَهْوَازِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِدْرِيسَ الْحُوَيْزِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، وَقَالَ، لَهُ رَجُلٌ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ، قَالَ: «§تَلْتَمِسُ السَّمَاءَ قَبْلَ ذَلِكَ» قَالَ: إِنَّمَا هُوَ حَدِيثٌ فَقَالَ: هُوَ الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ فِي جَوَالِيقَ سُودٍ "

1422 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْمِصْرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ أَبُو سَعِيدٍ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَيَّاطُ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَجَاءَ رَجُلٌ وَقَدْ فَاتَهُ إِسْنَادُ حَدِيثٍ فَقَالَ: إِسْنَادُهُ فَقَالَ: §«قَدْ بَلَغَتْكَ حِكْمَتُهُ وَلَزِمَتْكَ حُجَّتُهُ وَلَمْ يُحَدِّثْهُ»

1423 - أنا أَبُو مُسْلِمٍ جَعْفَرُ بْنُ بَابِي الْجِيلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُقْرِئِ، بِأَصْبَهَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَمْرِو بْنَ جَابِرٍ الرَّمْلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ يَقُولُ: " كَانَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ إِذَا جَاءَهُ مَنْ فَاتَهُ الْمَجْلِسُ قَالَ: §يَا غُلَامُ نَاوِلْهُ الْمِنْدِيلَ "

1424 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْبَصْرِيُّ، بِهَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَّادٍ الْأَهْوَازِيُّ، بِهَا، نا أَحْمَدُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هَارُونَ الْحَمَّالِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ، يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَفَاتَهُ الْمَجْلِسُ فَسَأَلَهُ أَنْ يُحَدِّثَ، بِهِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا فُلَانٍ: §«أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مَنْ غَابَ خَابَ وَأَكَلَ نَصِيبَهُ الْأَصْحَابُ»

1425 - أَخْبَرَنِي هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَرُّوذِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وُهَيْبٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْخَنَاجرِ، وَقِيلَ لَهُ: أَعِدْ عَلَيْنَا مِنْ أَوَّلِ الْمَجْلِسِ أَحَادِيثَ فَقَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: §«مَنْ غَابَ خَابَ وَأَكَلَ نَصِيبَهُ الْأَصْحَابُ» وَقَدْ كَانَ خَلْقٌ مِنْ طَلِبَةِ الْعِلْمِ بِالْبَصْرَةِ فِي زَمَنِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ يَأْخُذُونَ مَوَاضِعَهُمْ فِي مَجْلِسِهِ فِي لَيْلَةِ الْإِمْلَاءِ وَيَبِيتُونَ هُنَاكَ حِرْصًا عَلَى السَّمَاعِ وَتَخَوُّفَا مِنَ الْفَوَاتِ

1426 - أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ دُرُسْتَوَيْهِ، يَقُولُ: §" مَا رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَرْوِي مِنْ كِتَابٍ قَطُّ إِلَّا أَنْ يُسْأَلَ أَنْ يَرْوِيَ أَلْفَاظَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَلَى وَجْهِهِ كَمَا سَمِعَ قَالَ: وَكُنَّا نَأْخُذُ الْمَجْلِسَ فِي مَجْلِسِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَقْتَ الْعَصْرِ الْيَوْمَ لِمَجْلِسِ غَدٍ فَنَقْعُدُ طُولَ اللَّيْلِ مَخَافَةَ أَنْ لَا يَلْحَقَ مِنَ الْغَدِ مَوْضِعًا يَسْمَعُ فِيهِ وَرَأَيْتُ شَيْخًا فِي الْمَجْلِسِ يَبُولُ فِي طَيْلَسَانِهِ وَيُدْرِجُ الطَّيْلَسَانَ حَتَّى فَرَغَ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْخَذَ مَكَانَهُ إِنْ قَامَ لِلْبَوْلِ " فَمَنْ فَاتَهُ شَيْءٌ كَانَ يُؤْثِرُ سَمَاعَهُ وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِعَادَتِهِ تَعَسُّرُ رَاوِيهِ وَامْتِنَاعُهُ فَلْيَتَوَصَّلْ إِلَى اسْتِجَازَتِهِ وَإِذْنِ الرَّاوِي لَهُ فِي رِوَايَتِهِ فَإِنَّ الْإِجَازَةَ مَنْزِلَةٌ لِلسَّمَاعِ تَالِيَةٌ يُعَدُّ هُوَ الْأُولَى وَهِيَ الثَّانِيَةُ وَقَدْ أَوْرَدْنَا فِي كِتَابِ الْكِفَايَةِ ذِكْرَ ضُرُوبِهَا وَأَنْوَاعِهَا وَاخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ فِي أَحْكَامِهَا وَدَلَّلْنَا عَلَى ثُبُوتِهَا وَصِحَّةِ الْعَمَلِ بِهَا بِمَا فِيهِ غُنْيَةٌ لِمَنْ وَقَفَ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

صورة الإجازة عرضت على أبي الحسن بن رزقويه في ورقة أسماء جماعة سألوه الإجازة وذلك لأنه كف بصره فأمرني أن أكتب تحت أسمائهم وأملى علي: قد أجزت لكل شخص ممن ذكر في هذه الورقة أن يروي عن كتابي إليه جميع ما أحب روايته مما حمل عني من سائر العلوم وصح عنده وزال

§صُورَةُ الْإِجَازَةِ عَرَضْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ رَزْقَوَيْهِ فِي وَرَقَةٍ أَسْمَاءَ جَمَاعَةٍ سَأَلُوهُ الْإِجَازَةَ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كُفَّ بَصَرُهُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَكْتُبَ تَحْتَ أَسْمَائِهِمْ وَأَمْلَى عَلَيَّ: قَدْ أَجَزْتُ لِكُلِّ شَخْصٍ مِمَّنْ ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْوَرَقَةِ أَنْ يَرْوِيَ عَنْ كِتَابِي إِلَيْهِ جَمِيعَ مَا أَحَبَّ رِوَايَتَهُ مِمَّا حُمِلَ عَنِّي مِنْ سَائِرِ الْعُلُومِ وَصَحَّ عِنْدَهُ وَزَالَ عَنْهُ التَّصْحِيفُ وَالْإِشْكَالُ نَفَعَنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُمْ بِالْعِلْمِ. وَكَتَبَ

باب المنافسة في الحديث بين طلبته وكتمان بعضهم بعضا للضن بإفادته

§بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي الْحَدِيثِ بَيْنَ طَلَبَتِهِ وَكِتْمَانِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا لِلضَّنِّ بِإِفَادَتِهِ

1427 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §«أَشْتَهِي أَنْ أَقَعَ عَلَى شَيْخٍ ثِقَةٍ عِنْدَهُ بَيْتٌ مَلْآنُ كُتُبًا أَكْتُبُ عَنْهُ وَحْدِي»

1428 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، وَحَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ شُعْبَةُ: §«وَأَيُّ شَيْءٍ أَلَذُّ مِنْ أَنْ تَلْقَى شَيْخًا فِي فَيْءٍ قَدْ لَقِيَ النَّاسَ وَأَنْتَ تَسْتَثِيرُهُ وَتُخْرِجُ مِنْهُ الْعِلْمَ قَدْ خَلَوْتَ بِهِ»

1429 - أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُخَرِّمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: سَمِعْتُ حَجَّاجًا، يَقُولُ: §«مَا طَابَتْ نَفْسِي أَنْ أُفِيدَ إِنْسَانًا حَدِيثًا قَطُّ وَلَا سَمِعَ مَعِي أَحَدٌ قَطُّ فَأَعْطَيْتُهُ»

1430 - قَرَأْتُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَخِي الْخَلَّالِ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْإِدْرِيسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْبُخَارِيُّ، بِهَا، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْبُخَارِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّرَسُوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْيَمَانِ، يَقُولُ: " §جَاءَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ بِأَحَادِيثَ وَمَعَهُ ابْنُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا الْيَمَانِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قُلْتُ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: «لَا تُسْمِعِ ابْنِي هَذِهِ الْأَحَادِيثَ» قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: «يَا -[140]- عَجَبِي هَلْ رَأَيْتَ أَبًا يُحْسِدُ ابْنَهُ؟» وَأَذْكَرَتْنِي هَذِهِ الْحِكَايَةُ خَبَرًا فِي الْحَسَدِ طَرِيفًا

1431 - أَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ بِالْبَصْرَةِ أنا أَبُو الْحُسَيْنِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكَّامٍ نا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: " §بَلَغَنِي أَنَّ ثَلَاثَةً، اجْتَمَعُوا فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِصَاحِبِهِ: مَا بَلَغَ مِنْ حَسَدِكَ قَالَ: مَا اشْتَهَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِأَحَدٍ خَيْرًا قَطُّ قَالَ الثَّانِي: أَنْتَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَلَكِنِّي مَا اشْتَهَيْتُ أَنْ يَفْعَلَ أَحَدٌ بِأَحَدٍ خَيْرًا قَطُّ قَالَ الثَّالِثُ: مَا فِي الْأَرْضِ خَيْرٌ مِنْكُمَا مَا اشْتَهَيْتُ أَنْ يَفْعَلَ بِي أَحَدٌ خَيْرًا قَطُّ "

1432 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ الْقَاضِي الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَهُمْ بِبَلْخَ، أنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ تَوْبَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا وَهْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: " §اسْتُقْضِيَ عَلَى مَرْوٍ قَاضٍ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَدِ النَّاسِ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ رَأَيْتُهُ وَاقِفًا عَلَى دَابَّتِهِ يَنْظُرُ إِلَى مَصْلُوبٍ، فَلَمَّا خَلَوْتُ بِهِ قُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الْقَاضِي رَأَيْتُكَ تَنْظُرُ إِلَى ذَلِكَ الْمَصْلُوبِ أَفَحَسَدْتَهُ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ حَسَدْتُهُ عَلَى كَثْرَةِ اجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَيْهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «وَكُنْتُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ حَدَثًا»

1433 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبُرْقَانِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى بْنِ ضُرَيْسٍ، أنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، نا ابْنُ عُلَاثَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا حَسَدَ وَلَا مَلَقَ إِلَّا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ»

1434 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: §«دَخَلْتُ مَعَ أَخِي مَجْلِسَ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ فَبَعَثَنِي أَخِي فِي حَاجَةٍ إِلَى قُطْرُبُّلٍ حَسَدًا أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى فَاتَنِي وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا»

1435 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الضَّرَّابُ، نا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا هُشَيْمٌ، قَالَ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: أَفِدْنِي عَنْ سَيَّارٍ، حَدِيثًا فَأَفَادَنِي، سَيَّارٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " §حَجَّ حُذَيْفَةُ فَحَلَقَ رَأْسَهُ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: يَا أَهْلَ الْمَدَائِنِ أَدُّوا الْجِزْيَةَ فَمَنْ لَمْ يُؤَدِّ حَلَقْنَا رَأْسَهُ " قَالَ هُشَيْمٌ: «لَوْ أَصَابَ شَرًّا مِنْ ذَا كَانَ يُفِيدُنِي»

1436 - أنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَمُرَةَ الْبَغَوِيُّ، نا نَهْشَلُ بْنُ دَارِمٍ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ نا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: نا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُسْمِعْ سُفْيَانَ مِنْهُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§السَّائِبَةُ يَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ سَمِعَ سُفْيَانُ مِنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَأَسْنَدَ عَنْهُ وَإِنَّمَا حَمِدَ اللَّهَ شُعْبَةُ عَلَى أَنْ لَمْ يُسْمِعْ سُفْيَانَ مِنْهُ حَدِيثَ السَّائِبَةِ خَاصَّةً

1437 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا الْحُصَيْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الطَّرَسُوسِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ نُوحٍ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ: §" مَرَّ أَبُو عَوَانَةَ بِشُعْبَةَ وَهُوَ مَعَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ يَسْأَلُهُ فَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا شَاعِرٌ قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَ شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَوَانَةَ: مَتَى رَوَيْتَ عَنْهُ؟ قَالَ: يَوْمَ مَرَرْتَ بِي وَمَعِي صَاحِبُ الضَّفْرَتَيْنِ ذَاكَ عَمْرٌو "

1438 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّوَّاقُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُكْرَمٍ الدَّقَّاقُ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، قَالَ: " §خَرَجْتُ أَنَا وَهُشَيْمٌ، إِلَى مَكَّةَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْكُوفَةَ رَآنِي وَأَنَا قَاعِدٌ مَعَ أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَ لِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: قُلْتُ: شَاعِرُ السَّبِيعِ فَلَمَّا خَرَجْنَا جَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ نَا أَبُو إِسْحَاقَ فَقَالَ لِي: وَأَيْنَ رَأَيْتَهُ؟ فَقُلْتُ: الَّذِي قُلْتُ لَكَ: شَاعِرُ السَّبِيعِ هُوَ أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ مَرَرْتُ بِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ مَعَ الزُّهْرِيِّ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ: فَقَالَ شُرَطِيٌّ لِبَنِي أُمَيَّةَ فَلَمَّا قَفَلْنَا جَعَلَ يَقُولُ نَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: قُلْتُ أَيُّ مَكَانٍ رَأَيْتَ الزُّهْرِيَّ قَالَ: الَّذِي رَأَيْتَهُ مَعِي قُلْتُ لَكَ: شُرَطِيٌّ لِبَنِي أُمَيَّةَ قُلْتُ: «أَرِنِي الْكِتَابَ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ فَحَرَقْتُهُ»

1439 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ السَّهْمِيَّ، بِجُرْجَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدَانَ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيَّ، يَقُولُ: §" كُنْتُ يَوْمًا ضَيِّقُ الصَّدْرِ فَخَرَجْتُ إِلَى الشَّطِّ وَقَعَدْتُ وَفِي يَدِي جُزْءٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنْظُرُ فِيهِ فَإِذَا بِمُوسَى بْنِ هَارُونَ الْحَمَّالِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِيشْ مَعَكَ؟ قُلْتُ: جُزْءٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: فَأَخَذَهُ مِنْ يَدِي وَطَرَحَهُ فِي دِجْلَةَ وَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «فَمَا عَلِقَ فِي قَلْبِي مِنْهُ شَيْءٌ وَلَا أَذَكَرُ عَنْهُ شَيْئًا»

1440 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ، نا الْخَضِرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَكْفَانِيُّ، عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ نا اللَّيْثُ، قَالَ: §" حَجَجْتُ أَنَا وَابْنُ لَهِيعَةَ -[143]- فَلَمَّا صِرْتُ بِمَكَّةَ رَأَيْتُ نَافِعًا فَأَقْعَدَتْهُ فِي دُكَّانِ عَلَّافٍ فَحَدَّثَنِي فَمَرَّ بِي ابْنُ لَهِيعَةَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي رَأَيْتُهُ مَعَكَ؟ فَقُلْتُ: مَوْلًى لَنَا فَلَمَّا قَدِمْنَا مِصْرَ قُلْتُ حَدَّثَنِي نَافِعٌ فَوَثَبَ إِلَيَّ ابْنُ لَهِيعَةَ فَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ فَقُلْتُ أَلَمْ تَرَ الْأَسْوَدَ مَعِي فِي دُكَّانِ الْعَلَّافِ بِمَكَّةَ؟ فَقَالَ لِي: نَعَمْ فَقُلْتُ: ذَاكَ نَافِعٌ فَحَجَّ قَابِلَ فَوَجَدَهُ قَدْ تُوُفِّيَ، وَقَدِمَ الْأَعْرَجُ يُرِيدُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَرَآهُ ابْنُ لَهِيعَةَ فَأَخْذَخَ فَمَا زَالَ عِنْدَهُ يُحَدِّثُهُ حَتَّى اكْتَرَى لَهُ سَفِينَةً وَأَحْدَرَهُ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَخَرَجَ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَقَعَدَ يُحَدِّثُ فَقَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ: الْأَعْرَجُ مَتَى رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: إِنْ أَرَدْتَهُ فَهُوَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَخَرَجَ اللَّيْثُ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ فَذَكَرَ أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ "

1441 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا ابْنُ خُمَيْرَوَيْهِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ: " كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ الْمُعَافَى قَالَ: فَافْتَقَدَتْهُ فَلَمَّا جَاءَ قُلْتُ: أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا مَسْعُودٍ؟ قَالَ: ذَهَبْتُ فَسَمِعْتُ قَالَ: فَقُلْتُ: ذَهَبْتَ دُونَ أَصْحَابِكَ أَوْ نَحْوَهُ؟ فَقَالَ: §لَيْسَ فِي الْعِلْمِ أَوْ فِي الْحَدِيثِ انْتِظَارٌ قَالَ: فَسَكَتَ فَذَهَبْتُ يَوْمًا إِلَى أَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٌ فَسَمِعْتُ مِنْهُ فَقَالَ لِي الْمُعَافَى: يَا أَبَا حَفْصٍ أَيْنَ كُنْتَ؟ قُلْتُ: ذَهَبْتُ فَسَمِعْتُ قَالَ: ذَهَبْتَ دُونَنَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَيْسَ فِي الْعِلْمِ انْتِظَارٌ قَالَ: فَضَحِكَ الْمُعَافَى وَقَالَ: «قَضَيْتَنِي أَوْ كَافَيْتَنِي أَوْ نَحْوَهُ»

1442 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الْحُمَيْدِيَّ فِي حَدِيثِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ وَالتَّلْبِيَةِ» قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: §" كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ كَتَمَنِي حَدِيثًا فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ لَمْ أُخْبِرْهُ فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَدَّثْتُهُ فَقَالَ: يَا عَوْدُ تُخْبِئُ عَنَّا الْأَحَادِيثَ فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُهَا أَخْبَرْتَنَا بِهَا؟ لَا أَرْوِيهِ عَنْكَ أَوْ تُرِيدُ أَنْ أَرْوِيَهُ عَنْكَ فَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فِيهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[144]- أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يُحَدِّثُ بِهِ مِنْ كِتَابِهِ كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ "

1443 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنِ الصَّوَّافِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا سُفْيَانُ، قَالَ: " كُنْتُ آتِي ابْنَ جُرَيْجٍ فَأَقُولُ: تَحْفَظُ كَذَا فَرُبَّمَا قَالَ لِي: أَمَا أَنْتَ مُسْلِمٌ فَيَقُولُ §تُخْبِئُ عَنِّي الْأَحَادِيثَ حَتَّى يَذْهَبُوا "

1444 - أنا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا ابْنُ عُيَيْنَةَ: " §قَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: دُلَّنِي وَأَدُلُّكَ عَلَى الْمَشَايِخِ إِذَا قَدِمُوا الْمَوْسِمَ فَقَدِمَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ فَسَمِعْتُ مِنْهُ وَلَمْ أُعْلِمْهُ فَلَمَّا انْقَضَى الْمَوْسِمُ اجْتَمَعْنَا نَتَذَاكَرُ فَذَكَرْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى الْغَسَّانِيَّ فَقَالَ: مَتَى سَمِعْتَ مِنْهُ؟ قُلْتُ: كَانَ حَضَرَ الْمَوْسِمَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَحَدَّثَنِي فُلَانٌ وَقَالَ: مَنْ خَنَسَ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى خُنِسَ مِنْهُ مِثْلَ هَؤُلَاءِ "

1445 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَصْبَهَانِيُّ وَيُعْرَفُ بِالْفَيْجِ سَمِعْتُ مِنْهُ، بِهَمَذَانَ أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيُّ الْحَافِظُ، بِالْأَهْوَازِ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: " §كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنَ الْعَالِمِ فَأَكْتُمُهُ حَتَّى يَمُوتَ الْعَالِمُ، وَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيِّ حَيْثُ وَدَّعَهُ: إِذَا وَرَدَ حَدِيثٌ عَنِّي لَا تَعْرِفُهُ فَلَا تُنْكِرْهُ فَإِنَّهُ رُبَّمَا لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهِ "

1446 - أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَّامَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ، يَقُولُ: §«كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا الْمَشَايِخَ قَدَّمْنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَكَتَبَ لَنَا فَكَانَ أَخَفَّنَا كِتَابَةً فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِحَدِيثٍ صَغِيرٍ حَسَنٍ حَفَظَهُ فَلَمْ يَكْتُبْهُ فَفَطِنَّا لَهُ فَعَزَلْنَاهُ»

1447 - أنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَيْحٍ النَّسَوِيُّ نا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، بِبَلَدِ نا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: §" أَخَذَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِيَدِ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ بِمَكَّةَ فَأَدْخَلَهُ حَانُوتًا وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ وَجَعَلَ يَكْتُبُ عَنْهُ ثُمَّ خَرَجَا فَأَبْصَرَ الثَّوْرِيُّ رَجُلًا صُوفِيًا فَقَالَ لَهُ الثَّوْرِيُّ: «لِبَاسُكَ هَذَا بِدْعَةٌ» فَقَالَ الصُّوفِيُّ: «وَإِدْخَالُكَ ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ الْحَانُوتَ وَإِغْلَاقُكَ عَلَيْهِ بِدْعَةٌ»

1448 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا الْخَطِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الطَّرَسُوسِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ عِيسَى بْنِ نُوحٍ، يَقُولُ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُذُنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: §" قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ خَرَجْتُ فِي وَقْتٍ حَارٍّ فَإِذَا أَنَا بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ مُقَنِّعُ رَأْسَهُ قَدْ دَخَلَ دَرْبًا فَتَبِعْتُهُ فَلَمَّا أَنْ أَمْعَنَ فِي الدَّرْبِ الْتَفَتَ قَالَ: وَتَنَحَّيْتُ فَلَمْ يَرَنِي قَالَ: فَأَتَى بَابًا فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ قَدْ وَقَعَ عَلَى شَيْخٍ قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَكَتَبَ عَنْهُ وَكَتَبْتُ مَعَهُ فَلَمَّا قُمْنَا قَالَ لِي: يَا إِسْمَاعِيلُ اذْهَبِ الْآنَ فَلَا تَدَعْ حَائِكًا فِي الْكُوفَةِ إِلَّا أَفَدْتَهُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ وَاللَّفْظُ لِابْنِ خَلَّادٍ وَهُوَ أَتَمُّ وَفِي حَدِيثِ الطَّرَسُوسِيُّ قَالَ: «فَذَهَبْتُ فَمَا لَقِيتُ أَحَدًا إِلَّا أَفَدْتُهُ» وَالَّذِي نَسْتَحِبُّهُ إِفَادَةَ الْحَدِيثِ لِمَنْ لَمْ يَسْمَعْهُ وَالدَّلَالَةَ عَلَى الشُّيُوخِ وَالتَّنْبِيهَ عَلَى رِوَايَاتِهِمْ فَإِنَّ أَقَلَّ مَا فِي ذَلِكَ النُّصْحُ لِلطَّالِبِ وَالْحِفْظُ لِلْمَطْلُوبِ مَعَ مَا يُكْتَسَبُ بِهِ مِنْ جَزِيلِ الْأَجْرِ وَجَمِيلِ الذِّكْرِ وَنَحْنُ نَذْكُرُ مَا وَرَدَ عَنِ السَّلَفِ فِي ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

باب وجوب المناصحة فيما يروى وذكر إفادة الطلبة بعضهم بعضا

§بَابُ وُجُوبِ الْمُنَاصَحَةِ فِيمَا يُرْوَى وَذِكْرِ إِفَادَةِ الطَّلَبَةِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا

1449 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ الْأَبَّارُ، نا عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ الْحَلَبِيُّ، نا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ التُّوزِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ التُّوزِيُّ، بِسُرَّ مَنْ رَأَى نا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، نا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ الْكَلَاعِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا إِخْوَانِي» وَفِي حَدِيثِ الْأَبَّارِ: §«يَا مَعْشَرَ إِخْوَانِي تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ وَلَا يَكْتُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَإِنَّ خِيَانَةَ الرَّجُلِ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِهِ» . زَادَ إِسْحَاقُ «وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُكُمْ عَنْهُ»

1450 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، قَالَا: أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَرَقِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نا إِبْرَاهِيمُ ابْنُ هِرَاسَةَ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ قَالَ: §«إِخْوَانِي تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ فَإِنَّ خِيَانَةَ الرَّجُلِ فِي الْعِلْمِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي الْمَالِ»

1451 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُحْتَسِبُ، نا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقَاضِي نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَنَحْنُ شَبَابٌ عَلَى بَابِهِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ §تَعَجَّلُوا بَرَكَةَ هَذَا الْعِلْمِ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ لَا تَبْلُغُونُ مَا تُؤَمَّلُونَ مِنْهُ لِيُفِدْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا "

1452 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، أنا أَبُو شَاكِرٍ عُثْمَانُ بْنُ حَمَدِ بْنِ الْحَجَّاجِ النَّيْسَابُورِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الرَّازِيُّ، نا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا مُعَاذُ بْنُ خَالِدِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «إِنَّ §أَوَّلَ مَنْفَعَةِ الْحَدِيثِ أَنْ يُفِيدَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا»

1453 - نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ السَّكَنِ، فِي مَجْلِسِ حَامِدِ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا الطَّيَالِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §«أَوَّلُ بَرَكَةِ الْحَدِيثِ إِفَادَتُهُ»

1454 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَفَّانُ، نا شُعْبَةُ: " وَنَا بِحَدِيثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، فَقَالَ: ابْنُ أُخْتِ حُمَيْدٍ §جُزِيَ خَيْرًا كَانَ يُفِيدُنِي عَنْهُ يَعْنِي حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ "

1455 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ شُعْبَةُ: §" كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يُفِيدُنِي عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، فَقُلْتُ لِيَحْيَى كَانَ يُفِيدُهُ؟ قَالَ: فِيمَا أَعْلَمُ "

1456 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا عِيسَى بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ قَالَ شُعْبَةُ: " §إِنَّمَا قُلْتُ لَكُمْ: إِنَّ سُفْيَانَ كَانَ حَافِظًا لَمْ يُفِدْنِي حَدِيثًا قَطُّ إِلَّا حَدَّثُونِيهِ كَمَا أَفَادَنِي "

وَ 1457 - قَرَأَتُ عَلَى ابْنِ الْفَضْلِ عَنْ دَعْلَجٍ، قَالَ: أنا الْأَبَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوَّامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ، يَقُولُ: قَالَ لِي خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: §«لَا تُفِدْ شُعْبَةَ هَذَا الْمَجْنُونَ فَإِنَّهُ يَجِيئُنِي عِنْدَ الْمَغْرِبِ وَبَعْدُ فَيَدُقُّ الْبَابَ فَلَا يَبْرَحُ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْهِ»

1458 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبِي، نا سُفْيَانُ، قَالَ: " §كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ: أَيُّ شَيْءٍ يُحَدِّثُ عَمْرٌو عَنْ فُلَانٍ فَأُخْبِرُهُ فَأَقُولُ تُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَهُ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ "

1459 - أنا أَبُو بَكْرً الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: §«دَلَّنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ فِي سَمَاعِ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَدَلَّنِي عَلَى مُهَنَأٍ أَبِي شِبْلٍ فِي حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ»

1460 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ الرَّزَّازُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ السَّرَّاجَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: «§كُنْتُ أَمْشِي مَعَ ابْنِ الْمُبَارَكِ أُفِيدُهُ عَنِ الشُّيُوخِ، فَأَذْكُرُ الْحَدِيثَ فِي الطَّرِيقِ فَيَقُولُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَكْتُبَهُ عَنْكَ»

1461 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي زَيْدٍ الْفَقِيهِ الْمَرُّوذِيِّ: حَدَّثَكُمْ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ رِذَامٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى الطَّرَسُوسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَارِمًا، يَقُولُ: " §قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: مَا لَكَ لَا تُفِيدُنِي عَنِ الشُّيُوخِ، كَمَا يُفِيدُنِي يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ؟ قُلْتُ: شَغَلَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فَأَخَذَ بِيَدِي وَقَالَ: [البحر الرمل] أَيُّهَا الطَّالِبُ عِلْمًا ... إِيتِ حَمَّادَ بْنَ زَيْدِ تَقْتَبِسْ عِلْمًا وَحُكْمًا ... ثُمَّ قَيِّدْهُ بِقَيْدِ

1462 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ النِّعَالِيُّ نا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ يَقُولُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: " §أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: الْكُوفَةَ قَالَ: عَلَيْكَ بِجَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ "

1463 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّرِيكِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْأَوَّلِ، يَقُولُ: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ آدَمَ: " تَحْفَظُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: §«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصُّبْرَةِ مِنَ الطَّعَامِ بِالصُّبْرَةِ لَا يُدْرَى مَا كَيْلُهَا» ؟ قُلْتُ: لَا فَقَالَ: الْحَقْ وَيْحَكَ قَبِيصَةَ قَالَ: فَذَهَبْتُ فَسَمِعْتُهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ: وَحَدَّثَنَاهُ قَبِيصَةُ "

1464 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَلِيٍّ الْهُجَيْمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ الزِّيَادِيَّ، يَقُولُ: §" رَأَيْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ يُفِيدُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ عَنْ أَبِيهِ، قُلْتُ: لِمَ تَفْعَلُ هَذَا؟ قَالَ: يَكُونُ الْحَدِيثُ عِنْدَ جَمَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ وَاحِدٍ " وَيَنْبَغِي لِمَنْ أُفِيدَ حَدِيثًا عَنْ شَيْخٍ أَنْ يَذْكُرَ فِي حَالِ رِوَايَتِهِ ذَلِكَ الْحَدِيثَ أَنَّ فُلَانًا أَفَادَهُ إِيَّاهُ

1465 - كَمَا أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الْمُعَلَّى بْنُ الْفَضْلِ، نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بنُ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيُّ، وَأَفَادَنِيهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: §«كَانَ يُنْبَذُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِقَاءٍ فَيَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَهُ وَالثَّانِي فَإِذَا كَانَ الثَّالِثُ عَرَضَهُ عَلَى الْخَدَمِ، فَإِنْ شَرِبُوا وَإِلَّا أَمَرَ بِهِ فَصُبَّ» قَالَ شُعْبَةُ: فَلَقِيتُ الْأَعْمَشَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ زَبِيبًا "

1466 - نا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، إِمْلَاءً نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، نا أَبُو مَعْمَرٍ، وَأَفَادَنِيهِ، أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ وَقَالَ لِي: سَلْ أَبَا مَعْمَرٍ عَنْهُ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: أَمْلَاهُ عَلَيَّ ابْنُ وَهْبٍ مِنْ حِفْظِهِ عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَيْسَ عَلَى مُنْتَهِبٍ وَلَا مُخْتَلِسٍ وَلَا خَائِنٍ قَطْعٌ»

1467 - حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنْبَلِيِّ، نا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ، أنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، يَقُولُ: " إِنَّ §مِنْ شُكْرِ الْعِلْمِ أَنْ تَجْلِسَ مَعَ الرَّجُلِ فَتُذَاكِرُهُ بِشَيْءٍ لَا تَعْرِفُهُ فَيَذْكُرُ لَكَ الْحَرْفَ عِنْدَ ذَلِكَ فَتَذْكُرُ ذَلِكَ الْحَرْفَ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ فَتَقُولُ: مَا كَانَ عِنْدِي فِي هَذَا شَيْءٌ حَتَّى سَمِعْتُ فُلَانًا يَقُولُ فِيهِ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ شَكَرْتَ الْعِلْمَ وَلَا تُوهِمْهُمْ أَنَّكَ قُلْتَ هَذَا مِنْ نَفْسِكِ " وَمَنْ أَدَّاهُ لِجَهْلِهِ فَرَطُ التِّيهِ وَالْإِعْجَابِ إِلَى الْمُحَامَاةِ عَنِ الْخَطَأِ وَالْمُمَارَاةِ فِي الصَّوَابِ فَهُوَ بِذَلِكَ الْوَصْفِ مَذْمُومٌ مَأْثُومٌ وَمُحْتَجِزُ الْفَائِدَةِ عَنْهُ غَيْرُ مُؤَنَّبٍ وَلَا مَلُومٍ

1468 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَمَّامٍ الْكُوفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْيَزْدِيُّ النَّحْوِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ مَعْمَرَ بْنَ الْمُثَنَّى يَقُولُ: قَالَ لِي الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: §«لَا تَرُدَّنَ عَلَى مُعْجَبٍ خَطَأً فَيَسْتَفِيدَ مِنْكَ عِلْمًا وَيَتَّخِذَكَ بِهِ عَدُوًّا» قَالَ الرِّيَاشِيُّ فَذَكَرْتُهُ لِلْجَاحِظِ فَقَالَ لِي: «سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا وَاحِدٌ فَرْدٌ وَيَتِيمٌ فَذٌّ»

باب القول في انتقاء الحديث وانتخابه لمن عجز عن كتبه على الوجه واستيعابه

§بَابُ الْقَوْلِ فِي انْتِقَاءِ الْحَدِيثِ وَانْتِخَابِهِ لِمَنْ عَجَزَ عَنْ كَتْبِهِ عَلَى الْوَجْهِ وَاسْتِيعَابِهِ

1469 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا الْمَيْمُونِ الْبَجَلِيَّ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: نا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو النَّصْرِيُّ، نا أَبُو مُسْهِرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: " §يَجْلِسُ إِلَى الْعَالِمِ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ يَكْتُبُ كُلَّ مَا يَسْمَعُ، وَرَجُلٌ لَا يَكْتُبُ وَيَسْمَعُ فَذَلِكَ يُقَالُ لَهُ: جَلِيسُ الْعَالِمِ، وَرَجُلٌ يَنْتَقِي وَهُوَ خَيْرُهُمْ "

1470 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، بِالرَّيِّ أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدِيُّ أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: " §يُجَالِسُ الْعُلَمَاءَ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ يَسْمَعُ وَلَا يَكْتُبُ وَلَا يَحْفَظُ فَذَاكَ لَا شَيْءَ، وَرَجُلٌ يَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ سَمِعَهُ فَذَلِكَ الْحَاطِبُ، وَرَجُلٌ يَسْمَعُ الْعِلْمَ فَيَتَخَيَّرُهُ وَيَكْتُبُ فَذَاكَ الْعَالِمُ " إِذَا كَانَ الْمُحَدِّثُ مُكْثِرًا وَفِي الرِّوَايَةِ مُتَعَسِّرًا فَيَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ يَنْتَقِيَ حَدِيثَهُ وَيَنْتَخِبَهُ فَيَكْتُبُ عَنْهُ مَا لَا يَجِدُهُ عِنْدَ غَيْرِهِ وَيَتَجَنَّبُ الْمُعَادَ مِنْ رِوَايَاتِهِ وَهَذَا حُكْمُ الْوَارِدِينَ مِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ لَا يُمْكِنُهُمْ طُولَ الْإِقَامَةِ وَالثَّوَاءِ -[156]-. وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَتَمَيَّزْ لِلطَّالِبِ مُعَادٌ حَدِيثِهِ مِنْ غَيْرِهِ وَمَا يُشَارِكُ فِي رِوَايَتِهِ مِمَّا يَتَفَرَّدُ بِهِ فَالْأَوْلَى أَنْ يَكْتُبَ حَدِيثَهُ عَلَى الِاسْتِيعَابِ دُونَ الِانْتِقَاءِ وَالِانْتِخَابِ

1471 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حُبَيْشٌ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: §«مَا انْتَخَبْتُ عَلَى عَالِمٍ قَطُّ إِلَّا نَدِمْتُ»

أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُخَرِّمِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: §" دَفَعَ إِلَيَّ ابْنُ وَهْبٍ كِتَابَيْنِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ خَمْسَمِائَةِ أَوْ سِتَّمِائَةِ حَدِيثٍ فَانْتَقَيْتُ مِنْهَا شِرَارَهَا وَرَدَدُّتُ عَلَيْهِ الْكِتَابَيْنِ، قُلْتُ لِأَبِي زَكَرِيَّا: لِمَ أَخَذْتَ شِرَارَهَا؟ قَدْ كُنْتَ سَمِعْتَهَا مِنْ إِنْسَانٍ قَبْلَهُ؟ قَالَ: «لَا وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ لِي بِهَا يَوْمَئِذٍ مَعْرِفَةٌ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ لَمْ تَعْلُ فِي الْمَعْرِفَةِ دَرَجَتُهُ وَلَا كَمُلَتْ لِانْتِخَابِ الْحَدِيثِ آلَتُهُ فَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعِينَ بِبَعْضِ حُفَّاظِ وَقْتِهِ عَلَى انْتِقَاءِ مَا لَهُ غَرَضٌ فِي سَمَاعِهِ وَكَتْبِهِ

1473 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُّوذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَأْمُونًا الْمِصْرِيَّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: §«خَرَجْنَا مَعَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ شُعَيْبٍ النَّسَوِيَّ إِلَى طَرَسُوسَ سَنَةً لِلْفِدَاءِ وَاجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنْ مَشَايِخِ الْإِسْلَامِ وَاجْتَمَعَ مِنَ الْحُفَّاظِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مُرَبَّعٌ وَأَبُو الْآذَانِ وَمَشْيَخَةٌ غَيْرُهُمْ فَتَشَاوَرُوا مَنْ يَنْتَقِي لَهُمْ عَلَى الشُّيُوخِ فَأَجْمَعُوا عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَوِيِّ وَكَتَبُوا كُلُّهُمْ بِانْتِخَابِهِ»

1474 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى الْمَوْصِلِيَّ، يَقُولُ: §«مَا سَمِعْنَا بِذِكْرِ أَحَدٍ فِي الْحِفْظِ إِلَّا كَانَ اسْمُهُ أَكْثَرَ مِنْ رُؤْيَتِهِ إِلَّا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ فَإِنَّ مُشَاهَدَتَهُ كَانَ أَعْظَمُ مِنَ اسْمِهِ وَكَانَ قَدْ جَمَعَ حَفِظَ الْأَبْوَابِ وَالشُّيُوخِ وَالتَّفْسِيرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَكَتَبْنَا بِانْتِخَابِهِ بِوَاسِطَ سِتَّةَ آلَافٍ»

1475 - وأنا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَدِيٍّ: §«أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أُرْمَةَ الْأَصْبَهَانِيُّ مِنْ حُفَّاظِ النَّاسِ وَمِنَ الْمُقَدَّمَيْنِ فِيهِ وَفِي الِانْتِخَابِ وَكَثْرَةِ مَا اسْتَفَادَ النَّاسُ مِنْ حَدِيثِهِ مَا يُفِيدُهُمْ عَنْ غَيْرِهِ»

1476 - وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ أَيْضًا: §«عُبَيْدٌ الْعِجْلُ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ كَانَ مَوْصُوفًا بِحُسْنِ الِانْتِخَابِ يَكْتُبُ الْحُفَّاظُ بِانْتِقَائِهِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ يَنْتَقِي عَلَى الشُّيُوخِ بِبَغْدَادَ، مِمَّنْ أَدْرَكْنَاهُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ وَأَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ، فَأَمَّا الْمُتَقَدِّمُونَ الَّذِينَ لَمْ نُدْرِكْهُمْ وَقَدْ لَقِينَا مَنْ حَدَّثَنَا عَنْهُمْ وَكَانَ فِيهِمْ جَمَاعَةٌ يَسْتَفِيدُ الطَّلَبَةُ بِانْتِقَائِهِمْ وَيُكْتَبُ النَّاسُ بِانْتِخَابِهِمْ كَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْجِعَابِيِّ وَعُمَرَ الْبَصْرِيِّ وَعُمَرَ بْنِ الْمُظَفَّرِ وَأَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ وَغَيْرِهِمْ

1477 - سَمِعْتُ 1131 غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوخِنَا يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «إِنَّ §انْتِقَاءَ عُمَرَ الْبَصْرِيِّ يَصْلُحُ لِيَهُودِيٍّ قَدْ أَسْلَمَ» وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ كَانَ مُعْظَمُ انْتِخَابِهِ الْأَحَادِيثَ الْمَشْهُورَةَ وَالرِّوَايَاتِ الْمَعْرُوفَةَ خِلَافُ مَا يَتَخَيَّرُهُ أَكْثَرُ النُّقَّادِ مِنْ كُتُبِ الْغَرَائِبِ وَالْأَفْرَادِ. وَأَمَّا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ فَكَانَ انْتِخَابُهُ يَشْتَمِلُ عَلَى النَّوْعَيْنِ مِنَ الصِّحَاحِ وَالْمَشَاهِيرِ وَالْغَرَائِبِ وَالْمَنَاكِيرِ وَيَرَى أَنَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ لِلْفَائِدَةِ وَأَكْثَرُ لِلْمَنْفَعَةِ وَسَنُبَيِّنُ وَجْهَ الْفَائِدَةِ فِيمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ عَلَى التَّفْصِيلِ بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

رسم الحافظ العلامة على ما ينتخبه

§رَسْمُ الْحَافِظِ الْعَلَامَةَ عَلَى مَا يَنْتَخِبُهُ

1478 - أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا ابْنُ حَبَّانَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: §«أَرَانِي حَجَّاجٌ كِتَابَهُ مُعَلَّمٌ وَقَالَ هَذِهِ عَلَامَاتُ أَبِي خَالِدٍ الْأَحْمَرِ كَتَبَهَا عَنِّي»

1479 - أنا أَبُو رُشَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَدَمِيُّ الزَّاهِدُ بِنَيْسَابُورَ نا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصُّعْلُوكِيُّ إِمْلَاءً نا أَبُو قُرَيْشٍ مُحَمَّدُ بْنُ جُمُعَةَ الْحَافِظُ نا النَّضْرُ بْنُ سَلَمَةَ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، نا قُرَّةُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ» 1480 - وأنا أَبُو رُشَيْدٍ، نا أَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوكِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نا قُتَيْبَةُ، نا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ: " رَأَيْتُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ قُتَيْبَةَ سِتَّ عَلَامَاتٍ مِنْهَا عَلَامَةُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِمْ كَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ النَّعِيمِيُّ يُعَلِّمُ عَلَى مَا يَنْتَخِبُهُ فِي أُصُولِ الشُّيُوخِ صَادًا مَمْدُودَةً وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ يُعَلِّمُ طَاءً مَمْدُودَةً أَيْضًا وَكَانَتْ -[159]- عَلَامَةُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيِّ حَاءَيْنِ إِحْدَاهُمَا إِلَى جُنْبِ الْأُخْرَى، وَكَانَتْ عَلَامَةُ أَبِي الْفَضْلِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَلَكِيِّ الْهَمَذَانِيِّ نَزِيلِ نَيْسَابُورَ صُورَةَ هَمْزَتَيْنِ وَكُلُّهُمْ كَانَ يُعَلِّمُ فِي الْحَاشِيَةِ الْيُمْنَى مِنَ الْوَرَقَةَ بِحِبْرٍ وَرَأَيْتُ عَلَامَةَ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ فِي أَصْلٍ لِبَعْضِ الشُّيُوخِ فِي الْحَاشِيَةِ الْيُسْرَى خَطًّا عَرِيضًا بِالْحُمْرَةِ وَكَذَلِكَ كَانَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ يُعَلِّمُ بِالْحُمْرَةِ إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ خَطًّا صَغِيرًا عَلَى أَوَّلِ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ

ما ينبغي أن يصدف عن الاشتغال به في الانتقاء ينبغي للمنتخب أن يقصد تخير الأسانيد العالية والطرق الواضحة والأحاديث الصحيحة والروايات المستقيمة ولا يذهب وقته في الترهات من تتبع الأباطيل والموضوعات وتطلب الغرائب والمنكرات

§مَا يَنْبَغِي أَنْ يُصْدَفَ عَنِ الِاشْتِغَالِ بِهِ فِي الِانْتِقَاءِ يَنْبَغِي لِلْمُنْتَخِبِ أَنْ يَقْصِدَ تَخَيُّرَ الْأَسَانِيدِ الْعَالِيَةِ وَالطُّرُقِ الْوَاضِحَةِ وَالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَالرِّوَايَاتِ الْمُسْتَقِيمَةِ وَلَا يُذْهِبُ وَقْتَهُ فِي التُّرَّهَاتِ مِنْ تَتَبُّعِ الْأَبَاطِيلِ وَالْمَوْضُوعَاتِ وَتَطَلُّبِ الْغَرَائِبِ وَالْمُنْكَرَاتِ

1481 - فَقَدْ أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَرَقِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْخُتُلِّيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا يُونُسُ بْنُ أَحْمَدَ، نا هِلَالٌ يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى، نا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: §«مَنْ طَلَبَ الْمَالَ بِالْكِيمْيَاءِ أَفْلَسَ وَمَنْ طَلَبَ الدِّينَ بِالْجِدَالِ تَزَنْدَقَ وَمَنْ طَلَبَ غَرِيبَ الْحَدِيثِ كَذَبَ»

1482 - ونا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَدْلَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْخَلِيلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَمِّيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: §«لَنَا فِي صَحِيحِ الْحَدِيثِ شُغُلٌ عَنْ سَقِيمِهِ»

1483 - أنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْخَرَقِيُّ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ §سَأَلْتُ أَبَا هَمَّامٍ عَنِ الْمَنَاكِيرِ فَقَالَ: «لَا تَكْتُبْهَا» ، وَسَأَلْتُ مُجَاهِدًا يَعْنِي ابْنَ مُوسَى فَقَالَ: إِيشْ تَكْتُبُهَا؟ قُلْتُ: أَعْرِفُهَا قَالَ: «تَعَرَّفِ السُّنَنَ»

1484 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، قَالَ: §«إِذَا حَمَلْتَ شَاذَّ الْعُلَمَاءِ حَمَلْتَ شَرًّا كَثِيرًا»

1485 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ الْقُمِّيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْكَاتِبُ، نا ابْنُ دُرَيْدٍ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْأُشْنَانْدَانِيُّ، عَنِ التُّوزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، يَقُولُ: §«مَنْ شَعَلَ نَفْسَهُ بِغَيْرِ الْمُهِمِّ أَضَرَّ بِالْمُهِمِّ» وَالْغَرَائِبُ الَّتِي كَرِهَ الْعُلَمَاءُ الِاشْتِغَالَ بِهَا وَقَطْعَ الْأَوْقَاتِ فِي طَلَبِهَا إِنَّمَا هِيَ مَا حَكَمَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِبُطُولِهِ لِكَوْنِ رِوَاتُهُ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ أَوْ يَدَّعِي السَّمَاعَ فَأَمَّا مَا اسْتُغْرِبَ لِتَفَرُّدِ رَاوِيهِ بِهِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ فَذَلِكَ يَلْزَمُ كَتْبُهُ وَيَجِبُ سَمَاعُهُ وَحَفِظُهُ

1486 - وَقَدْ أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«لَقِينَا مُعَاذًا فَقُلْنَا حَدِّثْنَا مِنْ غَرَائِبِ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَيَتْرُكُ الْمُنْتَخِبُ أَيْضًا الِاشْتِغَالَ بِأَخْبَارِ الْأَوَائِلِ مِثْلَ كِتَابِ الْمُبْتَدَأِ وَنَحْوِهِ فَإِنِ الشُّغُلَ بِذَلِكَ غَيْرُ نَافِعٍ وَهُوَ عَنِ التَّوَفُّرِ عَلَى مَا هُوَ أَوْلَى قَاطِعٌ

1487 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ الْعُكْبَرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى النَّاقِدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: §«الِاشْتِغَالُ بِهَذِهِ الْأَخْبَارِ الْقَدِيمَةِ يَقْطَعُ عَنِ الْعِلْمِ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْنَا طَلَبُهُ»

1488 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يُحَدِّثُونَا بِأَحَادِيثَ قَدْ أَخَذَتْ بِقُلُوبِنَا وَقَدْ هَمَمْنَا أَنْ نَكْتُبَهَا فَقَالَ: §«أَمُتَهَوِّكُونَ أَنْتُمْ كَمَا يَتَهَوَّكُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً وَلَكِنِّي أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَاخْتُصِرَ لِي الْحَدِيثُ اخْتِصَارًا»

1489 - أنا الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَزْدِيُّ، نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِي مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ زَبُورِ دَاوُدَ فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ: §«مَا أَجْهَلَكَ مَا أَفْرَغَكَ أَمَا لَنَا فِي نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ نَبِيِّنَا مَا شَغَلَنَا بِصَحِيحِهِ عَمَّا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟» وَنَظِيرُ مَا ذَكَرْنَاهُ آنِفًا أَحَادِيثُ الْمَلَاحِمِ وَمَا يَكُونُ مِنَ الْحَوَادِثِ فَإِنَّ أَكْثَرَهَا مَوْضُوعٌ وَجُلَّهَا مَصْنُوعٌ كَالْكِتَابِ الْمَنْسُوبِ إِلَى دَانْيَالَ وَالْخُطَبِ الْمَرْوِيَّةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

1490 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا عَبْدَ الْأَعْلَى بْنَ حَمَّادٍ، نا وُهَيْبٌ، أنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ عُمَرَ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا كَتَبَ كِتَابَ دَانْيَالَ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَرْتَفِعُ إِلَيْهِ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ جَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُ بَطْنَ كَفِّهِ بِيَدَيْهِ وَيَقُولُ {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 2] فَقَالَ عُمَرُ §اقْصُصْ أَحْسَنَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْفِنِي فَوَاللَّهِ لَأَمْحُوَنَّهُ "

1491 - أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى النَّاقِدُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ، نا قُتَيْبَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، يَقُولُ: §" كُنَّا جُلُوسًا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَذَاكَ أَوَّلُ مَا نُزِلَ فَأَقْبَلَ مِنْ نَحْوِ الْجِسْرِ رَجُلٌ مَعَهُ كِتَابٌ قُلْنَا: مَا هَذَا؟ قَالَ هَذَا كِتَابٌ. قُلْنَا: وَمَا كِتَابٌ؟ قَالَ: كِتَابُ دَانْيَالَ فَلَوْلَا أَنَّ الْقَوْمَ تَحَاجَزُوا لَقَتَلُوهُ وَقَالُوا: «كِتَابٌ سِوَى الْقُرْآنِ؟ أَكِتَابٌ سِوَى الْقُرْآنِ؟»

1492 - أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حِبَّانَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: كَانَ أَبُو الْيَمَانِ يَقُولُ لَنَا: §" الْحِقُوا أَلْوَاحًا فَإِنَّهُ يَجِيءُ هَهُنَا الْآنَ خَلِيفَةُ بِسَلَمْيَةَ فَيَتَزَوَّجُ ابْنَةَ هَذَا الْقُرَشِيِّ الَّذِي عِنْدَنَا وَيَفْتَحُ بَابًا هَهُنَا وَتَكُونُ فِتْنَةً عَظِيمَةً قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: فَمَا كَانَ مِنْ هَذَا شَيْءٍ وَكَانَ كُلُّهُ بَاطِلٌ، قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا الَّتِي يُحَدِّثُونَ بِهَا فِي الْفِتَنِ وَفِي الْخُلَفَاءِ تَكُونُ كُلُّهَا كَذِبٌ وَرِيحٌ لَا يَعْلَمُ هَذَا أَحَدٌ إِلَّا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ "

1493 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ الْحَرَّانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ الْمَيْمُونِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: " §ثَلَاثَةُ كُتُبٍ لَيْسَ لَهَا أُصُولٌ: الْمَغَازِي وَالْمَلَاحِمُ وَالتَّفْسِيرُ " وَهَذَا الْكَلَامُ مَحْمُولٌ عَلَى وَجْهٍ وَهُوَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ كُتُبٌ مَخْصُوصَةٌ فِي هَذِهِ الْمَعَانِي الثَّلَاثَةِ غَيْرُ مُعْتَمِدٍ عَلَيْهَا وَلَا مَوْثُوقٍ بِصِحَّتِهَا لِسُوءِ أَحْوَالِ مُصَنِّفِيهَا وَعَدَمِ عَدَالَةِ نَاقِلِيهَا وَزِيَادَاتِ الْقُصَّاصِ فِيهَا. فَأَمَّا كُتُبُ الْمَلَاحِمِ فَجَمِيعُهَا بِهَذِهِ الصِّفَّةِ وَلَيْسَ يَصِحُّ فِي ذِكْرِ الْمَلَاحِمِ الْمُرْتَقَبَةِ وَالْفِتَنِ الْمُنْتَظَرَةِ غَيْرُ أَحَادِيثَ يَسِيرَةٍ اتَّصَلَتْ أَسَانِيدُهَا إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[163]- مِنْ وُجُوهٍ مَرْضِيَّةٍ وَطُرُقٍ وَاضِحَةٍ جَلِيَّةٍ. وَأَمَّا الْكُتُبُ الُمَصَنَّفَةُ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ فَمِنْ أَشْهَرِهَا كِتَابَا الْكَلْبِيِّ وَمُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ

1494 - وَقَدْ أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَلْخِيُّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: §سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ تَفْسِيرِ الْكَلْبِيِّ، فَقَالَ أَحْمَدُ: " مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ كَذِبٌ فَقِيلَ لَهُ: فَيَحِلُّ النَّظَرُ فِيهِ؟ قَالَ: لَا "

1495 - ونا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا الْأُوَيْسِيُّ، عَنْ مَالِكٍ: أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ مُقَاتِلَ بْنَ سُلَيْمَانَ، جَاءَهُ إِنْسَانٌ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ إِنْسَانًا سَأَلَنِي مَا لَوْنُ كَلْبِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ لَهُ قَالَ: فَقَالَ لَهُ مُقَاتِلٌ: §أَلَا قُلْتَ هُوَ أَبْقَعُ فَلَوْ قُلْتَ لَمْ تَجِدْ أَحَدًا يَرُدُّ عَلَيْكَ "

1496 - قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ وَسَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ، يَقُولُ: «§أَوَّلُ مَا ظَهْرَ مِنْ مُقَاتِلٍ الْكَذِبُ هَذَا، قَالَ لِلرَّجُلِ أَمَا لَوْ قُلْتَ أَصْفَرُ أَوْ كَذَا أَوْ كَذَا مَنْ كَانَ يَرُدُّ عَلَيْكَ» وَلَا أَعْلَمُ فِي التَّفْسِيرِ كِتَابًا مُصَنَّفًا سَلَمَ مِنْ عِلَّةٍ فِيهِ أَوْ عَرِيَ مِنْ مَطْعَنٍ عَلَيْهِ. وَأَمَّا الْمَغَازِي فَمِنَ الْمُشْتَهِرِينَ بِتَصْنِيفِهَا وَصَرْفِ الْعِنَايَةِ إِلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُطَّلِبِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ فَأَمَّا ابْنُ إِسْحَاقَ فَقَدْ تَقَدَّمَتْ مِنَّا الْحِكَايَةُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَخْبَارَهُمْ وَيُضَمُّنُهَا كَتَبَهُ وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ كَانَ يَدْفَعُ إِلَى شُعَرَاءِ وَقْتِهِ أَخْبَارَ الْمَغَازِي، وَيَسْأَلُهُمْ أَنْ يَقُولُوا فِيهَا الْأَشْعَارَ لِيُلْحِقَهَا بِهَا

1497 - أنا ذَلِكَ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ الْكَاتِبُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، نا ابْنُ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §«رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُعْطِي الشُّعَرَاءَ الْأَحَادِيثَ يَقُولُونَ عَلَيْهَا الشِّعْرَ» وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ فَسُوءُ ثَنَاءِ الْمُحَدِّثِينَ عَلَيْهِ مُسْتَفِيضٌ وَكَلَامُ أَئِمَّتِهِمْ فِيهِ طَوِيلٌ عَرِيضٌ

1498 - وَقَدْ أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: §«كُتُبُ الْوَاقِدِيِّ كَذِبٌ» وَلَيْسَ فِي الْمَغَازِي أَصَحُّ مِنْ كِتَابِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ مَعَ صِغَرِهِ وَخُلُوِّهِ مِنْ أَكْثَرِ مَا يُذْكَرُ فِي كُتُبِ غَيْرِهِ. فَمَا رُوِيَ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عَمَّنِ اشْتُهِرَ تَصْنِيفُهُ وَعُرِفَ بِجَمْعِهِ وَتَأْلِيفِهِ هَذَا حُكْمُهُ فَكَيْفَ بِمَا يُورِدُهُ الْقُصَّاصُ فِي مَجَالِسِهِمْ وَيَسْتَمِيلُونَ بِهِ قُلُوبَ الْعَوَامِّ مِنْ زَخَارِفِهِمْ؟ إِنَّ النَّقْلَ لِمِثْلِ تِلْكَ الْعَجَائِبِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ وَذَهَابِ الْوَقْتِ فِي الشُّغُلِ بِأَمْثَالِهَا مِنْ أَخْسَرِ التِّجَارَاتِ

1499 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا قَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْرُوفٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: §«مَا أَفْسَدَ عَلَى النَّاسِ حَدِيثَهُمْ إِلَّا الْقُصَّاصُ»

1500 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عُمَرَ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفُسْطَاطِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، نا عَفَّانُ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، يَقُولُ: «§مَا أَمَاتَ الْعِلْمُ إِلَّا الْقُصَّاصُ، إِنَّ الرَّجُلَ لِيَجْلِسُ إِلَى الْقَاصِّ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ فَلَا يَتَعَلَّقُ مِنْهُ بِشَيْءٍ وَإِنَّهُ لِيَجْلِسُ إِلَى الرَّجُلِ الْعَالِمِ السَّاعَةَ فَمَا يَقُومُ حَتَّى يُفِيدَ مِنْهُ شَيْئًا»

وَقَالَ النَّقَّاشُ حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ شُعْبَةَ فَدَنَا مِنْهُ شَابٌّ رَقَبَانِيٌّ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ شُعْبَةُ: أَقَاصٌّ أَنْتَ؟ قَالَ: وَكَانَ شُعْبَةُ سَيِّئَ الْفَرَاسَةِ فَلَا أَدْرِي كَيْفَ أَصَابَ يَوْمَئِذٍ قَالَ: فَقَالَ الشَّابُّ: نَعَمْ قَالَ: §اذْهَبْ فَإِنَّا لَا نُحَدِّثُ الْقُصَّاصَ -[165]- قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ يَا أَبَا بِسْطَامٍ؟ قَالَ: يَأْخُذُونَ الْحَدِيثَ مِنَّا شِبْرًا فَيَجْعَلُونَهُ ذِرَاعًا "

1501 - نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ السُّوذَرْجَانِيُّ، لَفْظًا بِأَصْبَهَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: " §أَكْذَبُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: الْقُصَّاصُ، وَالسُّؤَّالُ، وَالْوُجُوهُ، قُلْتُ: فَمَا بَالُ الْوُجُوهِ؟ قَالَ: يَكْذِبُونَ فِي مَجَالِسِهِمْ وَلَا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ "

1502 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، بِهَا، نا جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حِبَّانَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْحَمَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَمْرًا النَّاقِدَ، يَقُولُ: " §مَرَرْتُ بِقَاصٍّ يَقُصُّ وَهُوَ يَقُولُ: نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ بِحَدِيثٍ كَذَبَ فَنَهَيْتُهُ فَأَبَى عَلَيَّ فَاشْتَرَيْتُهُ مِنْهُ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، قَالَ عَمْرٌو: ثُمَّ لَقِيتُ ذَلِكَ الرَّجُلَ بِالشَّامِ وَهُوَ يَذْكُرُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ فَقُلْتُ: بِعْتَهُ مِنِّي بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ. فَقَالَ: إِنَّمَا بِعْتُكَ بِالْعِرَاقِ "

1503 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْإِمَامِ أنا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ: " كُنْتُ بِالْأَهْوَازِ فَسَمِعْتُ شَيْخًا يَقُصُّ فَقَالَ: §لَمَّا أَنْ زَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا أَمَرَ شَجَرَةَ طُوبَى أَنْ تَنْثُرَ اللُّؤْلُؤَ الرَّطْبَ فَيَتَهَادَاهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بَيْنَهُمْ فِي الْأَطْبَاقِ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ هَذَا كَذِبٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ اسْكُتْ حَدَّثَنِيهِ النَّاسُ قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي يَمَانٌ الْبَحْرِيُّ التُّسْتَرِي عَنْ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "

1504 - أنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمُّوَيَهِ بْنِ أَبْرَكَ الْهَمَذَانِيُّ، بِهَا، أنا أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيَّ، أنا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ نا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ النَّسَوِيُّ، فَتًى مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ: " §دَخَلْتُ مَدِينَةً بِالْجَزِيرَةِ يُقَالُ لَهَا: بِاجَرْوَانُ فَرَأَيْتُ فِيَ مَسْجِدِ الْجَامِعِ شَابًّا يَقُصُّ عَلَيْهِمْ فَتَسَمَّعْتُ عَلَيْهِ وَأَنَا فِي نَاحِيَةٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " نَا أَبُو خَلِيفَةَ نَا أَبُو الْوَلِيدِ نَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَضَى لِمُسْلِمٍ حَاجَةً كَانَ كَمَنْ خَدَمَ اللَّهَ عُمْرَهُ» . فَمَا فَرَغَ مِنْ قَصَصِهِ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ أَتَانِي وَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيَّ بَعْدَ أَنْ سَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: أَنَا مِنْ بَرْذَعَةَ قُلْتُ: مَتَى كَتَبْتَ عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ؟ قَالَ: مَا كَتَبْتُ عَنْهُ شَيْئًا قُلْتُ: فَرَأَيْتَهُ؟ قَالَ: لَا قُلْتُ: فَكَيْفَ تَقُولُ: نَا أَبُو خَلِيفَةَ وَلَمْ تَرَهُ؟ قَالَ: الْمُنَاقَشَةُ مَعَ أَمْثَالِنَا مِنْ قِلَّةِ الْمُرُوءَةِ إِنَّا قَوْمٌ جَعَلْنَا جَعَلْنَا الْإِسْنَادَ مَكْسَبَةً نَتَسَلَّقُ يَعْنِي بِهِ إِلَى أَخْذِ الْقِطَاعِ وَأَمَّا أَنَا فَحَفِظْتُ هَذَا الْإِسْنَادَ الْوَاحِدَ فَأَيُّ شَيْءٍ أَصَبْتُ أَضَفْتُ إِلَى هَذَا الْإِسْنَادِ سَوَاءً عَلَيَّ كَانَ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مِنْ كَلَامِ الْجَاحِظِ فَوَعَظْتُهُ جُهْدِي فَلَمْ يَتَّعِظْ فَأَخَذْتُ نَعْلِي وَقُمْتُ "

1505 - نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَطَّانُ النَّيْسَابُورِيُّ، بِلَفْظِهِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ الضَّبِّيُّ، أنا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَلَدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الطَّيَالِسِيَّ، يَقُولُ: §" صَلَّى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي مَسْجِدَ الرَّصَافَةِ فَقَامَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ قَاصٌّ فَقَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَا: نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يُخْلَقُ مِنْ كُلِّ كَلِمَةٍ مِنْهَا طَيْرٌ مِنْقَارُهُ مِنْ ذَهَبٍ وَرِيشُهُ مِنْ مَرْجَانٍ وَأَخَذَ فِي قِصَّةٍ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ وَرَقَةً وَجَعَلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَنْظُرُ إِلَى يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ -[167]- يَنْظُرُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ: أَنْتَ حَدَّثْتَهُ بِهَذَا؟ فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ بِهِ إِلَّا هَذِهِ السَّاعَةَ قَالَ: فَسَكَتَا جَمِيعًا حَتَّى فَرَغَ مِنْ قَصَصِهِ وَأَخَذَ قَطَاعَهُ، ثُمَّ قَعَدَ يَنْتَظِرُ بَقِيَّتَهُ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بِيَدِهِ تَعَالَ فَجَاءَ مُتَوَهِّمًا لِنَوَالٍ يُجِيزُهُ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فَقَالَ: أَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَهَذَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا قَطُّ فِي حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ وَالْكَذِبَ فَعَلَى غَيْرِنَا، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ أَحْمَقُ مَا عَلِمْتُهُ إِلَّا السَّاعَةَ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: وَكَيْفَ عَلِمْتَ أَنِّي أَحْمَقُ؟ قَالَ: كَأَنَّهُ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ غَيْرَكُمَا، كَتَبْتُ عَنْ سَبْعَةَ عَشَرَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ غَيْرَ هَذَا قَالَ: فَوَضَعَ أَحْمَدُ كُمَّهُ عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: دَعْهُ يَقُومُ فَقَامَ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِهِمَا "

1506 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، نا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسًا الدُّورِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: «إِنَّ §لِلنَّاسِ فِي أَرْبَاضِهِمْ وَعَلَى بَابِ دُورِهِمْ أَحَادِيثَ يَتَحَدَّثُونَ بِهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ نَسْمَعْ نَحْنُ مِنْهَا شَيْئًا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَتِلْكَ الْأَحَادِيثُ إِنَّمَا يَسْمَعُهَا الْعَوَامُّ مِنَ الْقُصَّاصِ يُطْرِفُونَهُمْ بِهَا وَيَتَوَصَّلُونَ إِلَى نَيْلِ مَا فِي أَيْدِيهِمْ بِرِوَايَتِهَا فَيَعْلَقُ بِقُلُوبِ الْعَوَامِّ حَفِظُهَا وَيُبْدِئُونَ وَيُعِيدُونَ فِيهَا اسْتِحْسَانًا مِنْهُمْ لَهَا وَبَاعِثُ الْقُصَّاصِ عَلَى ذَلِكَ مَعْرِفَتُهُمْ نَقَصَ الْعَوَامِّ وَجَهْلِهِمْ وَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ فِيمَا يُلْقُونَهُ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ

1507 - أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ، أنا أَبُو الْفَرَجِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَصْبَهَانِيُّ أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ نا ابْنُ مَهْرَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَلَّانُ الْوَرَّاقُ، قَالَ: §" رَأَيْتُ الْعَتَّابِيَّ يَأْكُلُ -[168]- خُبْزًا عَلَى الطَّرِيقِ بِبَابِ الشَّامِ فَقُلْتُ لَهُ: وَيْحَكَ أَمَا تَسْتَحِي؟ فَقَالَ لِي: أَرَأَيْتَ لَوْ كُنَّا فِي دَارٍ فِيهَا بَقَرٌ أَكُنْتَ تَحْتَشِمُ أَنْ تَأْكُلَ وَهِيَ تَرَاكَ؟ فَقُلْتُ: لَا قَالَ: فَاصْبِرْ حَتَّى أُعَلِّمَكَ أَنَّهُمْ بَقَرٌ ثُمَّ قَامَ فَوَعَظَ وَقَصَّ وَدَعَا حَتَّى كَثُرَ الزِّحَامُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: رُوِيَ لَنَا مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ مَنْ بَلَغَ لِسَانُهُ أَرْنَبَةَ أَنْفِهِ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ قَالَ: فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَخْرَجَ لِسَانَهُ يُومِيءُ بِهِ نَحْوَ أَرْنَبَتِهِ وَيُقَدِّرُهُ هَلْ يَبْلُغُهَا؟ فَلَمَّا تَفَرَّقُوا " قَالَ لِي الْعَتَّابِيُّ: «أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنَّهُمْ بَقَرٌ»

أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْدَعِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَمَّامٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ الْيَمَانِيُّ الْعَابِدُ، بِالدَّالِيَةِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا، بِسُرَّ مَنْ رَأَى يَقُولُ: §«الْغَوْغَاءُ قَتَلَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْعَامَّةُ اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَمَى مَا رَضِيَ اللَّهُ لَهُمْ أَنْ شَبَّهَهُمْ بِالْأَنْعَامِ حَتَّى قَالَ بَلْ هُمْ أَضَلُّ»

ذكر ما يجب على الحفاظ من بيان أحوال الكذابين والنكير عليهم وإنهاء أمرهم إلى السلاطين إذا سلك الراوي طريقا تلحق به الظنة وتلوح ممن سلكها للعلماء أمارات التهمة لزم أهل المعرفة بيان أمره وإظهار حاله وإشادة ذكره ليتوقف عن الاحتجاج به وإن كان غير مقطوع على

§ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْحُفَّاظِ مِنْ بَيَانِ أَحْوَالِ الْكَذَّابِينَ وَالنَّكِيرِ عَلَيْهِمْ وَإِنْهَاءِ أَمْرِهِمْ إِلَى السَّلَاطِينِ إِذَا سَلَكَ الرَّاوِي طَرِيقًا تَلْحَقُ بِهِ الظِّنَّةُ وَتَلُوحُ مِمَّنْ سَلَكَهَا لِلْعُلَمَاءِ أَمَارَاتُ التُّهْمَةِ لَزِمَ أَهْلَ الْمَعْرِفَةِ بَيَانُ أَمْرِهِ وَإِظْهَارُ حَالِهِ وَإِشَادَةُ ذِكْرِهِ لِيُتَوَقَّفَ عَنِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ وَإِنْ كَانَ غَيْرُ مَقْطُوعٍ عَلَى كَذِبِهِ

1509 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْوَاعِظُ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِزْبِيُّ قَالَ أَحْمَدُ: نا وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، وَفِي حَدِيثِ الْحِزْبِيِّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ نا عَفَّانُ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَاللَّفْظُ لَهُ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ حَنْبَلٍ، نا عَفَّانُ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: " سَأَلْتُ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ -[169]- وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ الرَّجُلِ، §لَا يَحْفَظُ أَوْ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ فَقَالُوا جَمِيعًا: «بَيِّنٌ أَمْرُهُ» وَأَمَّا إِذَا كَشَفَ الرَّاوِي قِنَاعَهُ وَأَسْقَطَ فِي تَخَرُّصِ الْكَذِبِ حَيَاءَهُ فَيَجِبُ إِنْهَاءُ أَمْرِهِ إِلَى السُّلْطَانِ وَالِاسْتِعَانَةُ فِي النَّكِيرِ عَلَيْهِ بِمَنْ وُجِدَ مِنَ الْأَعْوَانِ

1510 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ سَمِعْتُ عَمْرًا الْأَنْمَاطِيَّ، يَقُولُ: أَتَيْتُ حَمَّادًا الْمَالِكِيَّ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: نا الْحَسَنُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ " أُتِيَ بِسَارِقٍ فَقَطَعَ يَدَهُ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: الْقَدَرُ قَالَ: فَضَرَبَهُ أَرْبَعِينَ سَوْطًا ثُمَّ قَالَ: §«قَطَعَتْ يَدَكَ لِسَرِقَتِكَ وَضَرَبْتُكَ لِفَرْيَتِكَ عَلَى اللَّهِ» فَقُلْتُ لَهُ: لَوْ كَانَ افْتَرَى عَلَى عُمَرَ كَمْ كَانَ يَضْرِبُهُ؟ قَالَ: ثَمَانِينَ قُلْتُ: يَفْتَرِي عَلَى اللَّهِ يَضْرِبُهُ أَرْبَعِينَ وَيَفْتَرِي عَلَى عُمَرَ يَضْرِبُهُ ثَمَانِينَ لَا وَاللَّهِ لَا تُفَارِقُنِي حَتَّى أَسْتَعْدِيَ عَلَيْكَ فَأَقَرَّ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْحَسَنِ وَحَلَفَ أَنَّهُ لَا يُحَدِّثُ وَكَتَبْتُ عَلَيْهِ كِتَابًا وَأَشْهَدْتُ عَلَيْهِ شُهُودًا وَتَرَكْتُهُ "

1511 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرَّازُ بِهَمَذَانَ نا أَبُو الْفَضْلِ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْحَافِظُ نَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلَاءً قَالَ: " سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ عَنْ حَدِيثِ هُشَيْمٍ عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَمْطِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالُهُمْ شَفَاعَتِي: الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ ". وَعَنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ قِيرَاطٍ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ قَالَ: لَمْ يَقْرَأْ خَلْفَ الْإِمَامِ تِسْعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ -[170]- وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَجَابِرٌ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَحَادِيثُ مَوْضُوعَةٌ فَأَجَابَ أَبُو حَاتِمٍ بِخَطِّهِ §«مَا رَوَى هَذِهِ الْأَحَادِيثَ إِلَّا كَذَّابٌ» وَيُحْتَاجُ أَنْ يُبَيِّنَ ضَعْفَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ لِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي حَدَّثَ بِهَا أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ لَا أَصْلَ لَهَا فَإِنْ رَجَعَ عَنْهَا وَإِلَّا عَلَى السُّلْطَانِ أَنْ يَنْهَاهُ عَنْ رِوَايَتِهَا فَإِنِ انْتَهَى وَإِلَّا عَاقَبَهُ بِمَا يَرَاهُ

1512 - أنا أَبُو مُسْلِمٍ جَعْفَرُ بْنُ بَايَ الْفَقِيهُ الْجِيلِيُّ أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، بِأَصْبَهَانَ نا أَبُو بِشْرٍ الدُّولَابِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمَكِّيُّ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ، قَالَ: رَأَيْتُ شُعْبَةَ مُغْضَبًا مُبَادِرًا فَقُلْتُ: مَهْ يَا أَبَا بِسْطَامٍ فَأَرَانِي طِينَةً فِي يَدِهِ وَقَالَ: §«أَسْتَعْدِي عَلَى جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

1513 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: §«لَوْلَا شُعْبَةُ مَا عُرِفَ الْحَدِيثُ بِالْعِرَاقِ كَانَ يَجِيءُ إِلَى الرَّجُلِ فَيَقُولُ لَا تُحَدِّثْ وَإِلَّا اسْتَعْدَيْتُ عَلَيْكَ السُّلْطَانَ»

1514 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَزْوِينِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: §" اسْتَعْدَيْتُ عَلَى عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يُحَدِّثُهَا عَنِ الْقَاسِمِ، فَقَالَ: «لَا أَعُودُ»

1515 - أنا مُحَمَّدٌ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْقِسْطَانِيُّ، قَالَ -[171]-: نَا شَيْخٌ، قَبْلَ ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ، وَزَكَاةُ الدَّارِ بَيْتُ الضِّيَافَةِ» فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو حَفْصٍ الْقَاصُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ السِّنْدِيِّ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَعْرُوفٍ فَقَالَ: يَا شَيْخُ لَوْلَا أَنَّكَ حَاجٌّ لَأَطَلْتُ حَبْسَكَ، فَأَحْلَفَهُ أَلَّا يُحَدِّثُ حَاجًّا وَلَا قَافِلًا مِنْ حَجِّهِ. قَالَ: وَحَدَّثَ شَيْخٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «الْفُقَّاعُ حَرَامٌ» فَاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ إِلَى السَّرِيِّ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَقْرِرْهُ بِالْكَذِبِ، فَقَالَ: يَا شَيْخُ، سَمِعْتَ عَنْ مَالِكٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَكَتَبْتَ بِالشَّامِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَكَتَبْتَ بِمِصْرَ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَكَتَبْتَ بِحِمْصَ عَنْ قُرَّةَ بْنِ دُعْمُوصٍ؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ: «اعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ وَإِنَّمَا دَرَّجَهُ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ إِلَى قُرَّةَ بْنِ دُعْمُوصٍ»

1516 - وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَزُّونَ الطَّاهِرِيُّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ: " كَتَبَ أَبِي إِلَى الْحُمَيْدِيِّ أَنَّ رَجُلًا، قِبَلَنَا يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي عِلَاجٍ يَرْوِي عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَنَّ اللَّهَ لَا يَغْضَبُ فَإِذَا غَضِبَ تَسَلَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ فَإِذَا اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ سَمِعَ الْوِلْدَانَ يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ تَمَلَّأَ رَبُّنَا رِضْوَانًا» . أَفَعِنْدَكَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ عِلْمٌ فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يُسْتَتَابُ ابْنُ أَبِي عِلَاجٍ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا أَحْسِنْ أَدَبَهُ " قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَأَرَادَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ أَنْ يَقُولَ: " ضَرَبْتُ عُنُقَهُ فَرَدَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَسْنَوَيْهِ فَقَالَ: «أَحْسِنْ أَدَبَهُ»

1517 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدٌ نُعَيْمٌ الضَّبِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ بَالَوَيْهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَعْنِي ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُولُ: " §كُنْتُ عِنْدَ الْأَمِيرِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ فَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ، بِحَدِيثٍ وَهِمَ فِي إِسْنَادِهِ فَرَدَدْتُهُ عَلَيْهِ فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لِي أَبُو ذَرٍّ الْقَاضِي: قَدْ كُنَّا نَعْرِفُ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ خَطَأٌ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَمْ يَقْدِرْ وَاحِدٌ مِنَّا أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَا يَحِلُّ لِي أَنَّ أَسْمَعَ حَدِيثًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ خَطَأٌ وَتَحْرِيفٌ فَلَا أَرُدُّهُ "

من يجوز إطلاق اللفظ في وصفه وتسميته بالحفظ الوصف بالحفظ على الإطلاق ينصرف إلى أهل الحديث خاصة وهو سمة لهم لا يتعداهم ولا يوصف بها أحد سواهم لأن الراوي يقول نا فلان الحافظ فيحسن منه إطلاق ذلك إذ كان مستعملا عندهم يوصف به علماء أهل النقل ونقادهم. ولا يقول

§مَنْ يَجُوزُ إِطْلَاقُ اللَّفْظِ فِي وَصْفِهِ وَتَسْمِيَتُهُ بِالْحِفْظِ الْوَصْفُ بِالْحِفْظِ عَلَى الْإِطْلَاقِ يَنْصَرِفُ إِلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ خَاصَّةً وَهُوَ سِمَةٌ لَهُمْ لَا يَتَعَدَّاهُمْ وَلَا يُوصَفُ بِهَا أَحَدٌ سِوَاهُمْ لِأَنَّ الرَّاوِي يَقُولُ نَا فُلَانٌ الْحَافِظُ فَيُحْسَنُ مِنْهُ إِطْلَاقُ ذَلِكَ إِذْ كَانَ مُسْتَعْمَلًا عِنْدَهُمْ يُوصَفُ بِهِ عُلَمَاءُ أَهْلِ النَّقْلِ وَنُقَّادُهُمْ. وَلَا يَقُولُ الْقَارِئُ لَقَّنَنِي فُلَانٌ الْحَافِظُ وَلَا يَقُولُ الْفَقِيهُ دَرَّسَنِي فُلَانٌ الْحَافِظُ وَلَا يَقُولُ النَّحْوِيُّ عَلَّمَنِي. فُلَانٌ الْحَافِظُ فَهِيَ أَعْلَى صِفَاتِ الْمُحَدِّثِينَ وَأَسْمَى دَرَجَاتِ النَاقِلِينَ مَنْ وُجِدَتْ فِيهِ قُبِلَتْ أَقَاوِيلُهُ وَسُلِّمَ لَهُ تَصْحِيحُ الْحَدِيثِ وَتَعْلِيلُهُ غَيْرَ أَنَّ الْمُسْتَحِقِّينَ لَهَا يَقِلُّ مَعْدُودُهُمْ وَيَعِزُّ بَلْ يَتَعَذَّرُ وُجُودُهُمْ فَهُمْ فِي قِلَّتِهِمْ بَيْنَ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى مَقَالَتِهِمْ أَعَزُّ مِنْ مَذْهَبِ السُّنَّةِ بَيْنَ سَائِرِ الْآرَاءِ وَالنِّحَلِ وَأَقَلُّ مِنْ عَدَدِ الْمُسْلِمِينَ فِي مُقَابَلَةِ جَمِيعِ أَهْلِ الْمِلَلِ

1518 - أنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ، بِأَصْبَهَانَ نا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَعْبَدٍ السِّمْسَارُ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ السُّنِّيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الطَّبَّاعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: §«السُّنَّةُ فِي الْإِسْلَامِ كَالْإِسْلَامِ فِي الشِّرْكِ»

1519 - وأنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ نا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَوَانَةَ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَايِينِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيَّ، يَقُولُ: قَالَ لَنَا ابْنُ أَبِي بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُ أَبِيَ يَقُولُ: §«السُّنَّةُ فِي الْإِسْلَامِ أَعَزُّ مِنَ الْإِسْلَامِ فِي سَائِرِ الْأَدْيَانِ» وَلِقِلَّةِ مَنْ يُوجَدُ مِنْ أَهْلِ الْحِفْظِ وَالْإِتْقَانِ قِيلَ إِنَّ أَحَدَهُمْ يُولَدُ بَعْدَ بُرْهَةٍ مِنَ الزَّمَانِ

1520 - كَمَا أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، أنا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُعَيْدٍ، نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: §«الْحَافِظُ يُولَدُ فِي الزَّمَانِ»

1521 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا الْخَصِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، بِمِصْرَ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الطَّرَسُوسِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ نُوحٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ: سَمِعْتُ هُشَيْمًا، يَقُولُ: " §مَنْ يَحْفَظُ الْحَدِيثَ قَلِيلٌ ثُمَّ قَالَ: «هُمْ أَقَلُّ مِنْ ذَاكِ» فَمِنْ صِفَاتِ الْحَافِظِ الَّذِي يَجُوزُ إِطْلَاقُ هَذَا اللَّفْظِ فِي تَسْمِيَتِهِ: أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصِيرًا مُمَيِّزًا لِأَسَانِيدِهَا يَحْفَظُ مِنْهَا مَا أَجْمَعَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ عَلَى صِحَّتِهِ وَمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ لِلْاجْتِهَادِ فِي حَالِ نَقْلَتِهِ يَعْرِفُ فَرْقَ مَا بَيْنَ قَوْلِهُمْ: فُلَانٌ حُجَّةٌ وَفُلَانٌ ثِقَةٌ وَمَقْبُولٌ وَوَسَطٌ وَلَا بَأْسَ بِهِ وَصَدُوقٌ وَصَالِحٌ وَشَيْخٌ وَلَيِّنٌ وَضَعِيفٌ وَمَتْرُوكٌ وَذَاهِبُ الْحَدِيثِ، وَيُمَيِّزُ الرِّوَايَاتِ بِتَغَايِرِ الْعِبَارَاتِ نَحْوَ عَنْ فُلَانٍ وَأَنَّ فُلَانًا وَيَعْرِفُ اخْتِلَافَ الْحُكْمِ فِي ذَلِكَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْمُسَمَّى صَحَابِيًّا أَوْ تَابِعِيًا وَالْحُكْمَ فِي قَوْلِ الرَّاوِي قَالَ فُلَانٌ وَعَنْ فُلَانٍ وَأَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مَقْبُولٍ مِنَ الْمُدَلِّسِينَ دُونَ إِثْبَاتِ السَّمَاعِ عَلَى الْيَقِينِ. وَيَعْرِفُ اللَّفْظَةَ فِي الْحَدِيثِ تَكُونُ وَهْمًا وَمَا عَدَاهَا صَحِيحًا وَيُمَيِّزُ الْأَلْفَاظَ الَّتِي أُدْرِجَتْ فِي الْمُتُونِ فَصَارَتْ بَعْضَهَا لِاتِّصَالِهَا بِهَا وَيَكُونُ قَدْ أَنْعَمَ النَّظَرَ فِي حَالِ الرُّوَاةِ. بِمُعَاناةِ عِلْمِ الْحَدِيثِ دُونَ مَا سِوَاهُ لِأَنَّهُ عِلْمٌ لَا يَعْلُقُ إِلَّا بِمَنْ وَقَفَ نَفْسَهُ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُمَّ غَيْرَهُ مِنَ الْعُلُومِ إِلَيْهِ

1522 - كَمَا أنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: " مَرَّ الشَّافِعِيُّ بِيُوسُفَ بْنَ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ وَهُوَ يَذْكُرُ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ فَقَالَ: يَا يُوسُفُ §تُرِيدُ أَنْ تَحْفَظَ الْحَدِيثَ وَتَحْفَظَ الْفِقْهَ؟ هَيْهَاتَ "

1523 - وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيَّ، أَخْبَرَهُمْ بِهَرَاةَ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ الْجَهْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ قَاضِيَ الْقُضَاةِ يَعْنِي أَبَا يُوسُفَ، يَقُولُ: §«الْعِلْمُ شَيْءٌ لَا يُعْطِيكَ بَعْضَهُ حَتَّى تُعْطِيَهُ كُلَّكَ وَأَنْتَ إِذَا أَعْطَيْتَهُ كُلَّكَ مِنْ إِعْطَائِهِ الْبَعْضَ عَلَى غَرَرٍ»

1524 - سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيَّ، بِالرَّيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ عَزِيزَ بْنَ نَاصِحٍ الْفَقِيهَ بِأَيْلَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ نَصْرَ بْنَ أَحْمَدَ الْعِيَاضِيَّ الْفَقِيهَ السَّمَرْقَنْدِيَّ يَقُولُ: §«لَا يَنَالُ هَذَا الْعِلْمَ إِلَّا مَنْ عُطِّلَ دُكَّانُهُ وَخُرِّبَ بُسْتَانُهُ وَهَجَرَ إِخْوَانَهُ وَمَاتَ أَقْرَبُ أَهْلِهِ إِلَيْهِ فَلَمْ يَشْهَدْ جَنَازَتَهُ» فَإِنِ احْتِيجَ إِلَى أَقَاوِيلِهِ وَفَتَاوِيهِ فِي حَدِيثٍ وَقَعَ التَّنَازُعُ فِيهِ

1525 - فَقَدْ أَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَسُئِلَ: " §أَيُفْتِي الرَّجُلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ؟ قَالَ: لَا قُلْتُ وَمِنْ مِائَتَيْ أَلْفٍ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ ثَلَاثِمِائَةٍ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: خَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ؟ قَالَ: أَرْجُو " وَلَيْسَ يَكْفِيهِ إِذَا نَصَبَ نَفْسَهُ لِلْفُتْيَا أَنْ يَجْمَعَ فِي الْكُتُبِ مَا ذَكَرَهُ يَحْيَى دُونَ مَعْرِفَتِهِ بِهِ وَنَظَرِهِ فِيهِ وَإِتْقَانِهِ لَهُ، فَإِنَّ الْعِلْمَ هُوَ الْفَهْمُ وَالدِّرَايَةُ وَلَيْسَ بِالْإِكْثَارِ وَالتَّوَسُّعِ فِي الرِّوَايَةِ

1526 - نا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، إِمْلَاءً نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَبْهَرِيُّ نا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ الْقَاضِي بِأَنْطَاكِيَّةَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: «إِنَّ §الْعِلْمَ لَيْسَ بِكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ إِنَّمَا الْعِلْمُ نُورٌ يَجْعَلُهُ اللَّهُ فِي الْقَلْبِ»

1527 - وأنا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنُ الْقَاضِي، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكَاتِبُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُفَيْرٍ، نا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا " §سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءِ} [البقرة: 269] قَالَ: الْفَهْمَ " فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَكْثَرَ مِنَ الْحَدِيثِ كِتَابَةً وَسَمَاعًا وَيُلْزِمُ نَفْسَهُ نَظَرًا فِي عِلْمِهِ وَاطِّلَاعًا مُدِيمًا ذَلِكَ، مِنْ غَيْرِ تَقْصِيرٍ وَمُشَمِّرًا فِيهِ غَايَةَ التَّشْمِيرِ فَإِنَّ ذَاكَ سَبَبُ حِفْظِهِ وَمَعْرِفَتِهِ لِمَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ وَمَنَّ عَلَيْهِ بِمَوْهِبَتِهِ

ذكر بعض أخبار الموصوفين بالإكثار من كتب الحديث وسماعه

§ذِكْرُ بَعْضِ أَخْبَارِ الْمَوْصُوفِينَ بِالْإِكْثَارِ مِنْ كَتْبِ الْحَدِيثِ وَسَمَاعِهِ

1528 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: §«كَتَبْتُ بِيَدِي هَذِهِ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ»

1529 - وأنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ الْهَرَوِيِّ: أُخْبَرَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ، يَقُولُ: §«كَتَبْتُ بِإِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ وَأَشَارَ ابْنُ عَمَّارٍ بِإِصْبَعَيْهِ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ»

1530 - حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنْبَلِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ، يَقُولُ: §«يَكُونُ عِنْدَ أَحَدِهِمُ الْحَدِيثَ فَيُخْرِجُهُ بِالْمَقْرَعَةِ كَتَبْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَشَرَةِ آلَافِ حَدِيثٍ وَمَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفَيْ حَدِيثٍ وَكَتَبْتُ عَنْ وُهَيْبٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفِ حَدِيثٍ وَكَتَبْتُ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ سِتَّةَ آلَافٍ مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفٍ وَأَحَدُهُمْ يَكُونُ عِنْدَهُ الْحَدِيثُ يَسُوقُهُ بِالْمَقْرَعَةِ حَتَّى يُخْرِجَهُ»

1531 - وأنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: §«تَرَكْتُ مِنْ حَدِيثِي مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ فِيهَا ثَلَاثُونَ أَلْفًا لَعَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ»

1532 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، نا مُوسَى بْنُ حَمْدُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عُقْبَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ كَمْ كَتَبْتَ مِنَ الْحَدِيثِ يَا أَبَا زَكَرِيَّا؟ قَالَ: §كَتَبْتُ بِيَدِي هَذِهِ سِتَّمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ " قَالَ أَحْمَدُ: «وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ الْمُحَدِّثِينَ قَدْ كَتَبُوا لَهُ بِأَيْدِيهِمْ سِتَّمِائَةِ أَلْفٍ وَسِتَّمِائَةِ أَلْفٍ»

1533 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §«خَلَّفَ يَحْيَى مِنَ الْكُتُبِ مِائَةَ قِمَطْرٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ قِمَطْرًا وَأَرْبَعَةَ حُبَابٍ شَرَّابِيَّةٍ مَمْلُوءَةً كُتُبًا»

1534 - أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ، بِبُخَارَى أنا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: " §كَتَبْتُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الرَّازِيِّ، مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شِيَةَ، مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَحْفَظُ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ تَقْدِرُ أَنْ تُمِلَّ عَلَيَّ أَلْفَ حَدِيثٍ مِنْ حِفْظِكَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ إِذَا أُلْقِيَ عَلَيَّ عَرَفْتُ "

كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو حَاتِمٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ مِنَ الرَّيِّ بِخَطِّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارَ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ: نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ التُّسْتَرِيُّ قَالَ: §" سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ أَنَّ رَجُلًا حَلَفَ بِطَلَاقِ امْرَأَتِهِ أَنَّ أَبَا زُرْعَةَ يَحْفَظُ مِنْ ظَهْرِ

قَلْبِهِ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ فَلَمْ يُجِبْهُ عَنْ ذَلِكَ فَذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى أَبِي حَاتِمٍ فَسَأَلَهُ فَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا بَابُ الطَّلَاقِ ارْجِعْ إِلَى أَبِي زُرْعَةَ فَأَلِحَّ عَلَيْهِ فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ مَا عَدَدْتُهُ وَلَكِنْ مَا فِي بَيْتِي سَوَادٌ عَلَى بَيَاضٍ إِلَّا وَأَحْفَظُهُ فَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ لِلرَّجُلِ: فَفِي بَيْتِ أَبِي زُرْعَةَ أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ وَمِائَةِ أَلْفٍ وَمِائَةِ أَلْفٍ اذْهَبْ فَأَنْتَ بَارٌّ فِي يَمِينِكَ قَالَ: وَقِيلَ لِأَبِي زُرْعَةَ: مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الْمَشَايِخِ الْمُحَدِّثِينَ أَحْفَظُ فَقَالَ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حُزِرَ كُتُبُهُ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَبَلَغَ اثْنَيْ عَشَرَ حِمْلًا مَا عَلَى ظَهْرِ كِتَابٍ مِنْهَا حَدِيثُ فُلَانٍ وَلَا فِي بَطْنِهِ نَا فُلَانٌ وَكُلُّ ذَلِكَ كَانَ يَحْفَظُهُ مِنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ "

1535 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ، أَصْحَابِنَا يَحْكِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ الدِّينَوَرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: §" كُنَّا نُذَاكِرُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَعْنِي ابْنَ دِيزِيلَ بِالْحَدِيثِ فَيُذَاكِرُنَا بِالْقِمَطْرِ كَانَ يُذَاكَرُ بِالْحَدِيثِ الْوَاحِدِ فَيَقُولُ: «عِنْدِي مِنْهُ قِمَطْرٌ»

1536 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى، نا أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ، يَحْكِي عَنْ أَبِي حُذَافَةَ، قَالَ: §«كَانَ لِلْوَاقِدِيِّ سِتُّمِائَةِ قِمَطْرٍ كُتُبٍ»

1537 - نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَطَّانُ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: §«ظَهَرَ لِأَبِي كُرَيْبٍ بِالْكُوفَةِ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ»

1538 - قَرَأْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنِ أَحْمَدَ بْنِ كَامِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبِي: §«سَمِعْتُ مِنْ أَبِي كُرَيْبٍ ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ»

1539 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، نا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْمَأْمُونِ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: «§سَمِعْتُ مِنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ، مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ»

1540 - نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَطَّانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي دَارِمٍ، يَقُولُ: §«كَتَبْتُ بِأَصَابِعِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيِّ مُطَيَّنٍ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ»

1541 - نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، بِحَضْرَةِ أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ الْفَارِسِيَّ، وَعَرَفَهُ الْبَرْقَانِيُّ، يَقُولُ: " أَقَمْتُ مَعَ إِخْوَتِي بِالْكُوفَةِ عِدَّةَ سِنِينَ نَكْتُبُ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ فَلَمَّا أَرَدْنَا الِانْصِرَافَ وَدَّعْنَاهُ فَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: " قَدِ اكْتَفَيْتَمْ بِمَا سَمِعْتُمْ مِنِّي؟ §أَقَلُّ شَيْخٍ سَمِعْتُ مِنْهُ عِنْدِي عَنْهُ مِائَةُ أَلْفِ حَدِيثٍ قَالَ: فَقُلْتُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ نَحْنُ أُخْوَةٌ أَرْبَعَةٌ قَدْ كَتَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عَنْكَ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ "

1542 - نا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، إِمْلَاءً نا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَاصِحٍ، نا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ يَعِيشٍ، يَقُولُ: §«أَقَمْتُ ثَلَاثِينَ سَنَةً مَا أَكَلْتُ بِيَدِي يَعْنِي بِاللَّيْلِ كَانَتْ أُخْتِي تُلْقِمُنِي وَأَنَا أَكْتُبُ»

فصل قد ذكرنا أن الحفظ أرفع درجات الحديث وأعلاها وأشرف منازل الرواية وأسماها وأبنا عزة وجود المتحققين به وذلك غير مانع من ابتغائه وطلبه

§فَصْلٌ قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْحِفْظَ أَرْفَعُ دَرَجَاتِ الْحَدِيثِ وَأَعْلَاهَا وَأَشْرَفُ مَنَازِلِ الرِّوَايَةِ وَأَسْمَاهَا وَأَبَنَّا عِزَّةَ وُجُودِ الْمَتَحَقِّقِينَ بِهِ وَذَلِكَ غَيْرُ مَانِعٍ مِنِ ابْتِغَائِهِ وَطَلَبِهِ

1543 - فَقَدْ أَنْشَدَنِي أَبُو النَّجِيبِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَرَمَوِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو الْمُظَفَّرِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي اللَّيْثِ الْكَاتِبُ لِأَبِي الْفَرَجِ بْنِ هَنْدُوا: [البحر البسيط] §لَا يُؤْيِسَنَّكَ مِنْ مَجْدٍ تُبَاعُدُهُ ... فَإِنَّ لِلْمُجِدِ تَدْرِيجًا وَتَرْتِيبَا إِنَّ الْقنَاةَ الَّتِي شَاهَدْتَ رَفْعَتَهَا ... تَسْمُو فَتُنْبِتُ أُنْبُوبًا فَأُنْبُوبَا

1544 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا الْخَلَدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ، يَقُولُ: §«مَا طَلَبَ أَحَدٌ شَيْئًا بِجِدٍّ وَصِدْقٍ إِلَّا نَالَهُ فَإِنْ لَمْ يَنَلْهُ كُلَّهُ نَالَ بَعْضَهُ» فَيَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ يَخْلُصَ فِي الطَّلَبِ نِيَّتَهُ وَيُجَدِّدُ لِلصَّبْرِ عَلَيْهِ عَزِيمَتَهُ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ جَدِيرًا أَنْ يَنَالَ مِنْهُ بُغْيَتَهُ

1545 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ خَازِنُ دَارِ الْعِلْمِ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَمٍ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: §" كَانَ رَجُلٌ يَطْلُبُ الْعِلْمَ فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ فَعَزَمَ عَلَى تَرْكِهِ فَمَرَّ بِمَاءٍ يَنْحَدِرُ مِنْ رَأْسِ جَبَلٍ عَلَى صَخْرَةٍ قَدْ أَثَّرَ الْمَاءُ فِيهَا فَقَالَ: الْمَاءُ عَلَى لَطَافَتِهِ قَدْ أَثَّرَ فِي صَخْرَةٍ عَلَى كَثَافَتِهَا وَاللَّهِ لَأَطْلُبَنَّ الْعِلْمَ فَطَلَبَ فَأَدْرَكَ "

1546 - أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«إِنْ لَمْ تُدْرِكِ الْحَاجَةَ بِالرِّفْقِ وَالدَّوَامِ فَبِأَيِّ شَيْءٍ تُدْرِكُ»

1547 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا الْخَلَدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: §«بَابُ كُلِّ عِلْمٍ نَفِيسٌ جَلِيلُ مُفْتَاحِهِ بَذْلُ الْمَجْهُودِ»

1548 - أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ، بِأَصْبَهَانَ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِئِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: [البحر البسيط] §اصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الْإِدْلَاجِ بِالسَّحَرِ ... وَبِالرَّوَاحِ عَلَى الْحَاجَاتِ وَالْبُكُرِ لَا تَعْجِزَنَّ وَلَا يُضْجِرْكَ مَطْلَبُهَا ... فَالنُّجْحَ يَتْلُفَ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالضَّجَرِ إِنِّي رَأَيْتُ وَفِي الْأَيَّامِ تَجْرُبَةٌ ... لِلصَّبْرِ عَاقِبَةً مَحْمُودَةَ الْأَثَرِ وَقَلَّ مَنْ جَدَّ فِي أَمْرٍ يُطَالِبُهُ ... وَاسْتَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلَّا فَازَ بِالظُّفُرِ" وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الِاقْتِصَارَ عَلَى سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَتَخْلِيدِهِ الصُّحُفَ دُونَ التَّمَيُّزِ بِمَعْرِفَةِ صَحِيحِهِ مِنْ فَاسِدِهِ وَالْوُقُوفِ عَلَى اخْتِلَافِ وُجُوهِهِ وَالتَّصَرُّفِ فِي أَنْوَاعِ عُلُومِهِ إِلَّا تَلْقِيبُ الْمُعْتَزَلَةِ لِلْقَدَرِيَّةِ مَنْ سَلَكَ تِلْكَ الطَّرِيقَةَ بِالْحَشْوِيَّةِ لَوَجَبَ عَلَى الطَّالِبِ الْأَنَفَةُ لِنَفْسِهِ وَدَفْعُ ذَلِكَ عَنْهُ وَعَنْ أَبْنَاءِ جِنْسِهِ

1549 - فَكَيْفَ وَقَدْ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا -[181]- الْعَبَّاسِ الْحَرَّانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ، يَقُولُ: §«الرِّئَاسَةُ فِي الْحَدِيثِ بِلَا دِرَايَةٍ رِئَاسَةٌ نَذِلَةٌ» وَالرِّئَاسَةُ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا أَبُو عَاصِمٍ إِنَّمَا هِيَ اجْتِمَاعُ الطَّلَبَةِ عَلَى الرَّاوِي لِلسَّمَاعِ مِنْهُ عِنْدَ عُلُوِّ سِنِّهِ وَانْصِرَامِ عُمْرُهُ وَرُبَّمَا عَاجَلَتْهُ الْمَنِيَّةُ قَبْلَ بُلُوغِ تِلْكَ الْأُمْنِيَةِ فَتَكُونُ أَعْظَمُ لِحَسْرَتِهِ وَأَشَدُّ لِمُصِيبَتِهِ

1550 - أنا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى السَّمَّاكَ بِالرَّيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَوَيْهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّاجِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ شَبِيبٍ، يَقُولُ: §" أَقَمْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِصَنْعَاءَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَلَمَّا أَرَدْتُ الرُّجُوعَ إِلَى نَيْسَابُورَ دَنَوْتُ مِنْهُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ مَنْزِلِهِ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْبَحَ الشَّيْخُ؟ فَقَالَ: بِخَيْرٍ مُنْذُ لَمْ أَرَ وَجْهَكَ ثُمَّ قَالَ: لَعَنِ اللَّهُ صَنْعَةً لَا تُرَوَّجُ إِلَّا بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً " وَإِذَا تَمَيَّزَ الطَّالِبُ بِفَهْمِ الْحَدِيثِ وَمَعْرِفَتِهِ تَعَجَّلَ بَرَكَةَ ذَلِكَ فِي شَبِيبَتِهِ وَالطَّرِيقُ إِلَيْهِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ دَاوَمِ السَّمَاعِ وَالْإِكْثَارِ مِنْهُ وَالْمُطَالَبَةِ لَهُ وَالنَّظَرِ فِيهِ وَالْمُذَاكَرَةِ بِهِ وَصَرْفِ الْعِنَايَةِ إِلَيْهِ وَسَنُرَتِّبُ ذَلِكَ تَرْتَيبًا يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ وَقَفَ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

باب القول في كتب الحديث على وجهه وعمومه وذكر الحاجة إلى ذلك في الجمع لأصناف علومه من أول ما ينبغي أن يستعمله الطالب شدة الحرص على السماع والمسارعة إليه والملازمة للشيوخ

§بَابُ الْقَوْلِ فِي كَتْبِ الْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ وَعُمُومِهِ وَذِكْرِ الْحَاجَةِ إِلَى ذَلِكَ فِي الْجَمْعِ لِأَصْنَافِ عُلُومِهِ مِنْ أَوَّلِ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعْمِلَهُ الطَّالِبُ شِدَّةُ الْحِرْصِ عَلَى السَّمَاعِ وَالْمُسَارَعَةِ إِلَيْهِ وَالْمُلَازَمَةِ لِلشُّيُوخِ

1551 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ إِدْرِيسَ نا شُعَيْبُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ الْعَبْدِيَّ، يَقُولُ: " قَدِمَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ الْبَصْرَةَ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ لَهُ: حَدِّثْنِي حَدِيثَ أَبِي الْعُشَرَاءِ عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ حَمَّادٌ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعُشَرَاءِ عَنْ أَبِيهِ الْحَدِيثَ قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْحَدِيثِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ سُفْيَانُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا سُفْيَانُ. قَالَ ابْنُ سَعِيدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: الثَّوْرِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: §فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَيَّ ثُمَّ تَسْأَلُ عَنِ الْحَدِيثِ؟ قَالَ: خَشِيتُ أَنْ تَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَ الْحَدِيثَ مِنْكَ "

1552 - وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي التَّنُوخِيُّ، بِدِمَشْقَ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ التَّمِيمِيُّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَذْرَعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرِ بْنَ نُفَيْلٍ، يَقُولُ: " قَدِمَ عَلَيْنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فَسَأَلَنِي يَحْيَى وَهُوَ يُعَانِقُنِي قَالَ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ قَرَأْتَ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَطَاءٍ: §أَدْنَى وَقْتِ الْحَائِضِ يَوْمٌ فَقَالَ لَهُ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ: لَوْ جَلَسْتَ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ تَمُوتَ أَوْ تُفَارِقَ الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ "

1553 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا الْحَاكِمُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْعَبْدِيُّ نا جَدِّي، نا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، نا حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ، قَالَ: " كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: §تَعَجَّبْنَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ: مِنَ الْغُرَابِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ فَأَمَّا الْغُرَابُ فَسُرْعَةُ بُكُورِهِ وَسُرْعَةُ إِيَابِهِ قَبْلَ اللَّيْلِ، وَأَمَّا الْكَلْبُ فَالْمَعْرِفَةُ تَنْفَعُ عِنْدَهُ، وَأَمَّا الْخِنْزِيرُ فَإِنَّهُ إِذَا احْتَقَرَ شَيْئًا لَمْ يَدَعْهُ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى أَصْلِهِ، وَأَمَّا السِّنَّوْرُ فَإِنَّهُ يُوَاظِبُ عَلَى الشَّيْءِ فَلَا يَبْرَحُ حَتَّى يَأْخُذَهُ، فَمَنْ طَلَبَ حَاجَةً فَلْيَطْلُبْهَا طَلَبَ الْهِرِّ " وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ لَا تُفَارِقَهُ مَحْبَرَتُهُ وَصُحُفُهُ لِئَلَّا يَعْرِضَ لَهُ مَنْ يُحَدِّثُهُ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَى كَتْبِهِ

1554 - أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ الْوَاشِحِيُّ، نا سَلَمَةُ بْنُ عَبَايَةَ، نا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: §«الْجَائِي إِلَى الْعَالِمِ بِلَا أَلْوَاحٍ كَالْجَائِي إِلَى الْحَرْبِ بِلَا سِلَاحٍ»

1555 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَخِي، قَالَ: §" كُنْتُ أَطُوفُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ وَمَعَ ابْنِ شِهَابٍ الْأَلْوَاحَ وَالصُّحُفَ قَالَ: «فَكُنَّا نَضْحَكُ بِهِ»

1556 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي حَامِدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ الْجُرْجَانِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خِرَاشٍ، يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: §«حُكْمُ مَنْ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ أَنْ لَا يُفَارِقَ مَحْبَرَتَهُ وَمَقْلَمَتَهُ وَأَنْ لَا يُحَقِّرَ شَيْئًا يَسْمَعُهُ فَيَكْتُبُهُ»

1557 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْعَابِدُ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: §«مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَجْلِسِ مُحَدِّثٍ بِلَا مَحْبَرَةٍ فَقَدْ تَوِيَ الْمَسْأَلَةَ»

1558 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو الْخَلَّالِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ أَبُو الطَّيِّبِ الْمُقْرِئُ الْبَغْدَادِيُّ بِجُرْجَانَ نا ابْنُ شَنَبُوذَ، نا ابْنُ مَسْرُوقٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: §«إِذَا رَأَيْتَ صَاحِبَ حَدِيثٍ بِلَا مَحْبَرَةٍ فَهُوَ مِثْلُ النَّجَّارِ بِلَا فَأْسٍ»

1559 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْمِلِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَوْفٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَيْوَةَ، يَقُولُ: قَالَ بَقِيَّةُ: §«رُبَّمَا سَمِعَ مِنِّي ابْنُ ثَوْبَانَ الْحَدِيثَ وَنَحْنُ فِي قَرْيَةٍ فَلَا يَجِدُ شَيْئًا يَكْتُبُهُ فَيَكْتُبُهُ فِي وَرَقِ اللَّوْزِ أَوْ فِي خَزَفَةٍ»

1560 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى الرَّازِيُّ، نا أَبُو عَامِرٍ عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ الطَّبَرِيُّ نا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: " §وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ حَدِيثَ سُفْيَانَ فَقَالَ أَحَدُهُمْ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ قَدْ فَنِيَ الْبَيَاضُ فَتَغَافَلَ فَكَرَّرَ عَلَيْهِ ثَانِيًا، قَالَ: «اذْهَبْ فَاكْتُبْ فِي أُذُنِ بَطَّةٍ يَا صَيَّادَ الْبَرَاغِيثِ» وَيَبْتَدِئُ بِسَمَاعِ الْأُمَّهَاتِ مِنْ كُتُبِ أَهْلِ الْأَثَرِ وَالْأُصُولِ الْجَامِعَةِ لِلسُّنَنِ

1561 - فَقَدْ أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الْإِمَامُ بِأَصْبَهَانَ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقَصَّارُ نا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: §«عَجِبْتُ لِمَنْ تَرَكَ الْأُصُولَ وَطَلَبَ الْفُصُولَ» وَأَحَقُّهَا بِالتَّقْدِيمِ كِتَابُ الْجَامِعِ وَالْمُسْنَدِ الصَّحِيحَانِ لِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ النَّيْسَابُورِيِّ

1562 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ الْمُفَسِّرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الرَّيْحَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ رَسَايَنَ الْبُخَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ، يَقُولُ: §«صَنَّفْتُ كِتَابِي» الصِّحَاحُ «بِسِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً خَرَّجْتُهُ مِنْ سِتِّمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ وَجَعَلْتُهُ حُجَّةً فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

1563 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَةْ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيَّ، يَقُولُ: §«مَا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ أَصَحُّ مِنْ كِتَابِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ» وَمِمَّا يَتْلُو الصَّحِيحَيْنِ سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَوِيِّ وَأَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ وَكِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ النَّيْسَابُورِيِّ الَّذِي شَرَطَ فِيهِ عَلَى نَفْسِهِ إِخْرَاجَ مَا اتَّصَلَ سَنَدُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ عَنِ الْعَدْلِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ كُتُبُ الْمَسَانِيدِ الْكِبَارِ مِثْلُ مُسْنَدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ وَأَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ رَاهَوَيْهِ وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي الْحَسَنِ عُثْمَانَ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيِّ وَأَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ النَّسَائِيِّ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْكَشِّيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْوَاسِطِيِّ -[186]-. وَمِنَ الطَّبَقَةِ الَّتِي بَعْدَ هَؤُلَاءِ مَا يُوجَدُ مِنْ مُسْنَدِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ السَّدُوسِيِّ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي وَمُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الرَّازِيِّ وَمُسْنَدِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَوِيِّ وَأَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيِّ ثُمَّ الْكُتُبُ الْمُصَنَّفَةُ فِي الْأَحْكَامِ الْجَامِعَةِ لِلْمَسَانِيدِ وَغَيْرِ الْمَسَانِيدِ مِثْلُ كُتُبِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَهُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ وَسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِمْ. وَأَمَّا مُوَطَّأُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَهُوَ الْمُقَدَّمُ فِي هَذَا النَّوْعِ وَيَجِبُ أَنْ يُبْتَدَأَ بِذِكْرِهِ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ لِغَيْرِهِ

1564 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ السَّهْمِيِّ بِخَطِّهِ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ: §«مَا كِتَابٌ بَعْدَ كِتَابِ اللَّهِ أَنْفَعُ مِنْ مُوَطَّأِ مَالِكٍ» ثُمَّ الْكُتُبُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِعِلَلِ الْحَدِيثِ فَمِنْهَا كِتَابُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَافِظِ النَّيْسَابُورِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَكِتَابِ التَّمْيِيزِ لِمُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيِّ ثُمَّ تَوَارِيخُ الْمُحَدِّثِينَ وَكَلَامُهُمْ فِي أَحْوَالِ الرُّوَاةِ مِثْلُ كِتَابِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ الَّذِي يَرْوِيهِ عَنْهُ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ وَكِتَابِهِ الَّذِي يَرْوِيهِ عَنْهُ الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ وَكِتَابِهِ الَّذِي يَرْوِيهِ عَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ حِبَّانَ الْبَغْدَادِيُّ وَتَارِيخُ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ الْعُصْفُرِيِّ وَأَبِي حَسَّانَ الزِّيَادِيِّ وَيَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ الْفَسَوِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ النَّسَائِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيِّ وَحَنْبَلِ بْنِ -[187]- إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّرَّاجِ النَّيْسَابُورِيِّ. وَكِتَابُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ وَيُرْبِي عَلَى هَذِهِ الْكُتُبِ كُلِّهَا تَارِيخُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ

1565 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ اللَّخْمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحٍ الْهَاشِمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: §«لَوْ أَنَّ رَجُلًا كَتَبَ ثَلَاثِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ لَمَا اسْتَغْنَى عَنْ كِتَابِ تَارِيخِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ» فَإِذَا أَحْرَزَ صَدْرًا مِمَّا ذَكَرْنَاهُ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِالسَّمَاعِ وَالْكَتْبِ لِلْفَوَائِدِ الْمَنْثُورَةِ غَيْرُ الْمُدَوَّنَةِ الْمَجْمُوعَةِ وَيَعْمَدُ لِاسْتِيعَابِهَا دُونَ انْتِخَابِهَا

1566 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا وَحَدَّثَنِيهِ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيُّ، عَنْهُ أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: §«مَا جَاءَ مِنْ مُنْتَقِي يَعْنِي مُنْتَقِي الْحَدِيثِ خَيْرٌ قَطُّ»

1567 - وأنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَوْثَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §«صَاحِبُ الِانْتِخَابِ يَنْدَمُ وَصَاحِبُ الْمَشْجِ لَا يَنْدَمُ»

1568 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُجَهِّزُ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، بِهَا، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيِّ بْنُ حَبِيبٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ جَرِيرٍ الصُّورِيُّ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: §«الَّذِي يَنْتَخِبُ الْحَدِيثَ إِنَّمَا يَأْخُذُ النُّخَالَةَ وَيَدَعُ الدَّقِيقَ»

1569 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَتَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: «§سَمِعْنَا مُصَنَّفَاتِ وَكِيعٍ، وَأَخْرَجَ الزِّيَادَاتِ، بَعْدُ فَخَرَجْنَا إِلَى الْكُوفَةِ فَجَعَلْنَا نَتَتَبَّعُ تِلْكَ الزِّيَادَاتِ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَكْتُبُ عَلَى الْوَجْهِ لِئَلَّا يَسْقُطَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ»

1570 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ، نا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، قَالَ يُوسُفُ: نا وَقَالَ الصَّفَّارُ،: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْبَزَّازُ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَا: نا جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ، قَالَ: " حَضَرْتُ أَبَا عَوَانَةَ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ يَسْأَلُونَهُ يَنْتَخِبُونَ فَقَالَ: مَا تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: نَنْتَخِبُ. قَالَ: §لَا تَتْرُكُوا شَيْئًا فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا أُرِيدَ بِهِ شَيْءٌ "

1571 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، قَالَا: نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيُّ، نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو غَزِيَّةَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §«كُنَّا نَكْتُبُ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ فَلَمَّا احْتِيجَ إِلَيْهِ عَلِمْتُ أَنَّهُ أَعْلَمُ النَّاسِ» وَالْحَدِيثُ يَشْتَمِلُ عَلَى الْمُسْنَدِ وَالْمَوْقُوفِ وَالْمُرْسَلِ وَالْمَقْطُوعِ وَالْقَوِيِّ -[189]- وَالضَّعِيفِ وَالصَّحِيحِ وَالسَّقِيمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَوْصَافِ الْمُخْتَلِفَةِ وَالنُّعُوتِ الْمُتَغَايِرَةِ وَفِي كُتُبِ الْكَلِّ فَائِدَةٌ نَحْنُ نُشِيرُ إِلَيْهَا وَنَذْكُرُهَا عَلَى التَّفْصِيلِ لِلْأَنْوَاعِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا وَغَيْرِهَا مِمَّا لَمْ نَصِفْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

فأما الأحاديث المسندات إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهي أصل الشريعة ومنها تستفاد الأحكام وما اتصل منها سنده وثبتت عدالة رجاله فلا خلاف بين العلماء أن قبوله واجب والعمل به لازم والراد له آثم

§فَأَمَّا الْأَحَادِيثُ الْمُسْنَدَاتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِيَ أَصْلُ الشَّرِيعَةِ وَمِنْهَا تُسْتَفَادُ الْأَحْكَامُ وَمَا اتَّصَلَ مِنْهَا سَنَدُهُ وَثَبَتَتْ عَدَالَةُ رِجَالِهِ فَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّ قَبُولَهُ وَاجِبٌ وَالْعَمَلَ بِهِ لَازِمٌ وَالرَّادَّ لَهُ آثَمٌ

1572 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ بِالْبَصْرَةِ نا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرَّاسِبِيُّ، نا جَارِيَةُ بْنُ هَرِمٍ أَبُو شَيْخٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا أَوْ رَدَّ شَيْئًا قُلْتُهُ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»

1573 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، نا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ الثُّمَالِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §هَذَا الْقُرْآنَ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لِمَنْ كَرِهَهُ مُيَسَّرٌ لِمَنْ تَبِعَهُ وَإِنَّ حَدِيثِي صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لِمَنْ كَرِهَهُ مُيَسَّرٌ لِمَنْ تَبِعَهُ مَنْ سَمِعَ حَدِيثِي فَحَفِظَهُ وَعَمِلَ بِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْقُرْآنِ وَمَنْ تَهَاوَنَ بِحَدِيثِي فَقَدْ تَهَاوَنَ بِالْقُرْآنِ وَمَنْ تَهَاوَنُ بِالْقُرْآنِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ»

وأما الأحاديث الموقوفات على الصحابة فقد جعلها كثير من الفقهاء بمنزلة المرفوعات إلى النبي صلى الله عليه وسلم في لزوم العمل بها وتقديمها على القياس وإلحاقها بالسنن

§وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ الْمَوْقُوفَاتُ عَلَى الصَّحَابَةِ فَقَدْ جَعَلَهَا كَثِيرٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ بِمَنْزِلَةِ الْمَرْفُوعَاتِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لُزُومِ الْعَمَلِ بِهَا وَتَقْدِيمِهَا عَلَى الْقِيَاسِ وَإِلْحَاقِهَا بِالسُّنَنِ

1574 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: " اجْتَمَعْتُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ فَاجْتَمَعْنَا عَلَى أَنْ نَكْتُبَ السُّنَنَ فَكَتَبْنَا كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «§نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ» فَقُلْتُ: لَا لَيْسَ بِسُنَّةٍ فَقَالَ: " بَلَى هُوَ سُنَّةٌ قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَلْحَجَ وَضَيَّعْتُ "

1575 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: §«مَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحْفَظْهُ وَمَا حَدَّثُوكَ عَنْ رَأْيهِمْ فَارْمِ بِهِ فِي الْحُشِّ»

وأما الأحاديث المرسلات عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي أيضا عند خلق من العلماء بمنزلة المسندات المتصلة في تقبلها والعمل بمتضمنها ومن لم يرها كذلك من نقاد الآثار وحفاظ الأخبار فإنه يكتبها للاعتبار بها ولن يجعلها علة لغيرها

§وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ الْمُرْسَلَاتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِيَ أَيْضًا عِنْدَ خَلْقٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِمَنْزِلَةِ الْمُسْنَدَاتِ الْمُتَّصِلَةِ فِي تَقَبُّلِهَا وَالْعَمَلِ بِمُتَضَمَّنِهَا وَمَنْ لَمْ يَرَهَا كَذَلِكَ مِنْ نُقَّادِ الْآثَارِ وَحُفَّاظِ الْأَخْبَارِ فَإِنَّهُ يَكْتُبُهَا لِلْاعْتِبَارِ بِهَا وَلَنْ يَجْعَلَهَا عِلَّةً لِغَيْرِهَا

1576 - قَرَأْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْبَرْمَكِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنْبَلِيِّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: " تَعَجَّبَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْإِسْنَادَ وَيَدَعُ الْمُنْقَطِعَ ثُمَّ قَالَ: §وَرُبَّمَا كَانَ الْمُنْقَطِعُ أَقْوَى إِسْنَادًا وَأَكْبَرُ، قُلْتُ: بَيِّنْهُ لِي كَيْفَ؟ قَالَ: تَكْتُبُ الْإِسْنَادَ مُتَّصِلًا وَهُوَ ضَعِيفٌ وَيَكُونُ الْمُنْقَطِعُ أَقْوَى إِسْنَادًا مِنْهُ وَهُوَ يَرْفَعُهُ ثُمَّ يُسْنِدُهُ وَقَدْ كَتَبَهُ هُوَ عَلَى أَنَّهُ مُتَّصِلٌ وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يَكْتُبُ إِلَّا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مَعْنَاهُ لَوْ كَتَبَ الْإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا عَرَفَ الْمُتَّصِلَ مِنَ الْمُنْقَطِعِ يَعْنِي ضَعْفَ ذَا وَقُوَّةً ذَا "

1577 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَنَّانَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ السَّرَخْسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: §«لَأَنْ أَعْرِفَ عِلَّةَ حَدِيثٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْتَفِيدَ عَشَرَةَ أَحَادِيثَ» وَحُكْمُ الْمُعْضَلِ مِثْلُ حُكْمِ الْمُرْسَلِ فِي الِاعْتِبَارِ بِهِ فَقَطْ

وأما المقاطيع فهي الموقوفات على التابعين فيلزم كتبها والنظر فيها لتتخير من أقوالهم ولا تشذ عن مذاهبهم

§وَأَمَّا الْمَقَاطِيعُ فَهِيَ الْمَوْقُوفَاتُ عَلَى التَّابِعِينَ فَيَلْزَمُ كَتْبُهَا وَالنَّظَرُ فِيهَا لِتُتَخَيَّرَ مِنْ أَقْوَالِهِمْ وَلَا تَشُذُّ عَنْ مَذَاهِبِهِمْ

1578 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ الْبُخَارِيُّ نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُمِّيُّ، نا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ حَبِيبٍ، نا صَالِحُ بْنُ بَيَانٍ، عَنْ أَسَدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§» مَا جَاءَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فَهُوَ فَرِيضَةٌ وَمَا جَاءَ عَنِّي فَهُوَ حَتْمٌ كَالْفَرِيضَةِ وَمَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ فَهُوَ سُنَّةٌ وَمَا جَاءَ عَنِ التَّابِعِينَ فَهُوَ أَثَرٌ وَمَا جَاءَ عَمَّنْ دُونَهُمْ فَهُوَ بِدْعَةٌ "

وأما أحاديث الضعاف ومن لا يعتمد على روايته فتكتب للمعرفة وأن لا تقلب إلى أحاديث الثقات ويعتبر بها أيضا غيرها من الروايات

§وَأَمَّا أَحَادِيثُ الضِّعَافِ وَمَنْ لَا يُعْتَمَدُ عَلَى رِوَايَتِهِ فَتُكْتَبُ لِلْمَعْرِفَةِ وَأَنْ لَا تُقْلَبَ إِلَى أَحَادِيثِ الثِّقَاتِ وَيُعْتَبَرُ بِهَا أَيْضًا غَيْرُهَا مِنَ الرِّوَايَاتِ

1579 - أنا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ الْخُتُلِّيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا غَسَّانَ الْكُوفِيَّ، يَقُولُ: جَاءَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَكَتَبَ عَنِّي أَحَادِيثَ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ فَقُلْتُ: «مَا تَصْنَعُ بِكِتَابِ هَذِهِ؟» قَالَ: §«نَعْرِفُهَا لَا تُقْلَبُ عَلَيْنَا»

1580 - نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَطَّانُ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الْحَنْظَلِيُّ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي بِالدِّينَوَرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْأَثْرَمَ، يَقُولُ: رَأَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ بِصَنْعَاءَ فِي زَاوِيَةٍ وَهُوَ يَكْتُبُ صَحِيفَةَ مَعْمَرٍ عَنْ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ فَإِذَا طَلَعَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ كَتَمَهُ فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تُكْتُبُ صَحِيفَةَ مَعْمَرٍ عَنْ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ وَتَعْلَمُ أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ؟ فَلَوْ قَالَ لَكَ قَائِلٌ: إِنَّكَ تَتَكَلَّمُ فِي أَبَانَ ثُمَّ تَكْتُبُ حَدِيثَهُ عَلَى الْوَجْهِ؟ فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ §أَكْتُبُ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَلَى الْوَجْهِ فَأَحْفَظُهَا كُلَّهَا وَأَعْلَمُ أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ حَتَّى لَا يَجِيءَ بَعْدَهُ إِنْسَانٌ فَيُجْعَلُ بَدَلَ أَبَانَ ثَابِتًا وَيَرْويِهَا عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَأَقُولُ: «لَهُ كَذَبْتَ إِنَّمَا هِيَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَبَانَ لَا عَنْ ثَابِتٍ»

1581 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: §" رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَمَعَهُ كِتَابُ زُهَيْرٍ عَنْ جَابِرٍ، وَهُوَ يَكْتُبُهُ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْتَ تَنْهانَا عَنْ جَابِرٍ وَتَكْتُبُهُ، قَالَ: نَعْرِفُهُ "

1582 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَافِقِيُّ، بِمِصْرَ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: " §إِنِّي لَأَكْتُبُ الْحَدِيثَ عَلَى ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ: فَمِنْهُ مَا أَتَدَيَّنُ بِهِ، وَمِنْهُ مَا أَعْتَبِرُ بِهِ وَمِنْهُ مَا أَكْتُبُهُ لَأَعْرِفَهُ "

1583 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: §«مَا حَدِيثُ ابْنِ لَهِيعَةَ بِحُجَّةٍ وَإِنِّي لَأَكْتُبُ كَثِيرًا مِمَّا أَكْتُبُ أَعْتَبِرُ بِهِ وَيُقَوِّي بَعْضُهُ بَعْضًا»

كتب أحاديث التفسير

§كَتْبُ أَحَادِيثِ التَّفْسِيرِ

1584 - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ نا أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ الْأَنْطَاكِيُّ نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»

1585 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: §«أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ»

1586 - وَقَالَ يَحْيَى: نا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنِ ابْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §«الْقُرْآنُ لَا أُفَسِّرُهُ فَإِنَّ الْكَاذِبَ فِيهِ لَا يَنْتَهِي كَذِبُهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى»

1587 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، أنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا هُشَيْمٌ، أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، نا إِبْرَاهِيمُ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: §" خَلَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَاتَ يَوْمٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَيْفَ تَخْتَلِفُ هَذِهِ الْأُمَّةُ وِكِتَابُهَا وَاحِدٌ وَنَبِيُّهَا وَاحِدٌ وَقِبْلَتُهَا وَاحِدَةٌ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْقُرْآنُ فَقَرَأَنَاهُ وَعَلَمْنَا فِيمَ نَزَلَ وَإِنَّهُ يَكُونُ بَعْدَنَا أَقْوَامٌ يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ وَلَا يَعْرِفُونَ فِيمَ نَزَلَ فَيَكُونُ لِكُلِّ قَوْمٍ فِيهِ رَأْيٌ فَإِذَا كَانَ لِكُلِّ قَوْمٍ فِيهِ رَأْيٌ اخْتَلَفُوا فَإِذَا اخْتَلَفُوا اقْتَتَلُوا فَزَبَرَهُ عُمَرُ وَانْتَهَرَهُ فَانْصَرَفَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ دَعَاهُ بَعْدُ فَعَرَفَ الَّذِي قَالَ ثُمَّ قَالَ، إِيهِ أَعِدْ عَلَيَّ " وَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ أَنَّ التَّفْسِيرَ يَتَضَمَّنُ أَحْكَامًا طَرِيقُهَا النَّقْلُ فَيَلْزَمُ كَتْبُهُ وَيَجِبُ حِفْظُهُ 0 إِلَّا أَنَّ الْعُلَمَاءَ قَدِ احْتَجُّوا فِي التَّفْسِيرِ بِقَوْمٍ لَمْ يَحْتَجُّوا بِهِمْ فِي مُسْنَدِ الْأَحَادِيثِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْأَحْكَامِ وَذَلِكَ لِسُوءِ حِفْظِهِمُ الْحَدِيثَ وَشُغُلِهِمْ بِالتَّفْسِيرِ فَهُمْ بِمَثَابَةِ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ حَيْثُ احْتُجَّ بِهِ فِي الْقِرَاءَاتِ دُونَ الْأَحَادِيثِ الْمُسْنَدَاتِ لِغَلَبَةِ عِلْمُ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ فَصَرَفَ عِنَايَتَهُ إِلَيْهِ

1588 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ نا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ، يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: §" تَسَاهَلُوا فِي أَخْذِ التَّفْسِيرِ عَنْ قَوْمٍ لَا يُوَثِّقُونَهُمْ فِي الْحَدِيثِ ثُمَّ ذَكَرَ لَيْثَ بْنَ أَبِي سَلْمٍ وَجُوَيْبِرَ بْنَ سَعِيدٍ وَالضَّحَّاكَ وَمُحَمَّدَ بْنَ السَّائِبِ وَقَالَ: «هَؤُلَاءِ لَا يُحْمَدُ أَمْرُهُمْ وَيُكْتَبُ التَّفْسِيرُ عَنْهُمْ»

كتب أحاديث المغازي تتعلق بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحكام كثيرة فيجب كتبها والحفظ لها

§كَتْبُ أَحَادِيثِ الْمَغَازِي تَتَعَلَّقُ بِمَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْكَامٌ كَثِيرَةٌ فَيَجِبُ كَتْبُهَا وَالْحِفْظُ لَهَا

1589 - وَقَدْ أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ بِطَالَقَانَ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ عَبَّادٍ، حَدَّثَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: §«فِي عِلْمِ الْمَغَازِي عِلْمُ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا»

1590 - أنا الْحَسَنُ، أنا النَّقَّاشُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ عَبَّادٍ، حَدَّثَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " كَانَ أَبِي يُعَلِّمُنَا مَغَازِيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَعُدُّهَا عَلَيْنَا، وَسَرَايَاهُ وَيَقُولُ: يَا بَنِيَّ §هَذِهِ مَآثِرُ آبَائِكُمْ فَلَا تُضَيِّعُوا ذِكْرَهَا "

1591 - وَقَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ غَالِبٍ أَنَّ الْقَاسِمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: §«كُنَّا نُعَلَّمُ مَغَازِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَرَايَاهُ كَمَا نُعَلَّمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ»

1592 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، أَنَّ ابْنَ خُزَيْمَةَ، أَخْبَرَهُمْ بِنَيْسَابُورَ، عَنِ الْمُزَنِيِّ، عَنِ الشَّافِعِيِّ، قَالَ: مَضَى أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي لَيَسْمَعَ الْمَغَازِيَ مِنَ ابْنِ إِسْحَاقَ أَوْ مِنْ غَيْرِهِ فَأَخَلَّ بِمَجْلِسِ أَبِي حَنِيفَةَ أَيَّامًا فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: يَا أَبَا يُوسُفَ مَنْ كَانَ صَاحِبُ رَايَةِ جَالُوتَ؟ قَالَ لَهُ أَبُو يُوسُفَ: §«إِنَّكَ إِمَامٌ وَإِنْ لَمْ تُمْسِكْ عَنْ هَذَا سَأَلْتُكَ وَاللَّهِ عَلَى رَءُوسِ الْمَلَأِ أَيُّمَا كَانَتْ أَوَّلًا بَدْرٌ أَمْ أُحُدٌ؟ فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّهُمَا كَانَ قَبْلُ فَأَمْسَكَ عَنْهُ»

1593 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ، وَمَعْنٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، قَالُوا: " §كَانَ مَالِكٌ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَغَازِي، قَالَ: عَلَيْكَ بِمَغَازِي الرَّجُلِ الصَّالِحِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ فَإِنَّهُ أَصَحُّ الْمَغَازِي "

كتب حروف القراءات

§كَتْبُ حُرُوفِ الْقِرَاءَاتِ

1594 - أنا أَبُو الصَّهْبَاءِ وَلَّادُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الْكُوفِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيَّ، نا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَمَنْ قَرَأَهُ عَلَى حَرْفٍ مِنْهَا فَلَا يَتَحَوَّلْ عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ رَغْبَةً عَنْهُ»

1595 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجٌ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ، حَدَّثَهُمْ نا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَبِأَيِّ حَرْفٍ قَرَأْتَ أَصَبْتَ»

1596 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ الدَّيْرُعَاقُولِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: §«الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ»

1597 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْحَدَّادُ، نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يَقُولُ: §«قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ سُنَّةٌ يَأْخُذُهَا الْآخَرُ عَنِ الْأَوَّلِ»

1598 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ قُطْرُبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: §«الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ لَا تُقْرَأُ إِلَّا بِمَا أُثِرَ عَنِ الْعُلَمَاءِ وَلَا تُقْرَأُ بِمَا يَجُوزُ فِي الْعَرَبِيَّةِ دُونَ الْأَثَرِ»

1599 - وأنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، نا أَبُو عَلِيٍّ الشَّقِيقِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: " إِنَّ الْكِسَائِيَّ قَدْ وَضَعَ كِتَابًا فِي إِعْرَابِ الْقُرْآنِ مِثْلَ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: 2] ، وَالْحَمْدَ لِلَّهِ، وَ (الْحَمْدِ لِلَّهِ) فَمَنْ رَفَعَ حُجَّتُهُ كَذَا وَمَنْ نَصَبَ حُجَّتُهُ كَذَا وَمَنْ خَفَضَ حُجَّتُهُ كَذَا فَكَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: §إِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ قَرَأَ بِهَا قَوْمٌ مِنَ السَّلَفِ مِنَ الْقُرَّاءِ فَالْتَمَسَ الْكِسَائِيُّ الْمَخْرَجَ لِقِرَاءَتِهِمْ فَلَا بَأْسَ بِهِ، وَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَةً لَمْ يَقْرَأْ بِهَا أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ مِنَ الْقُرَّاءِ فَاحْتَمَلَهَا عَلَى الْخُرُوجِ عَلَى النَّحْوِ فَأَكْرَهُهُ، قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: ثُمَّ قَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بَغْدَادَ وَالْكِسَائِيُّ حَيٌّ فَلَقِيتُ بِهَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ يُقَالُ لَهُ: مَتٌّ أَخُو حَفْصِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالنَّحْوِ وَالْعَرَبِيَّةِ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فَقَالَ: أَحْسَنَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَعْجَبَهُ قَوْلُهُ وَلَكِنْ أُخْبِرُكَ أَنَّ الْكِسَائِيَّ يَقُولُ: «إِنَّ هَذِهِ الْوُجُوهَ كُلَّهَا قِرَاءَةُ الْقُرَّاءِ مِنَ السَّلَفِ»

1600 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ يَاسِينَ، نا أَبُو حَاتِمٍ، نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ لِعَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيِّ: «§خُذْ قِرَاءَةَ أَبِي عَمْرٍو فَإِنَّهَا تُوشِكُ أَنْ يَكُونَ، لَهَا إِسْنَادٌ»

كتب أشعار المتقدمين في الشعر الحكم النادرة والأمثال السائرة وشواهد التفسير ودلائل التأويل فهو ديوان العرب والمقيد للغاتها ووجوه خطابها فلزم كتبه للحاجة إلى ذلك

§كَتْبُ أَشْعَارِ الْمُتَقَدِّمِينَ فِي الشِّعْرِ الْحِكَمُ النَّادِرَةُ وَالْأَمْثَالُ السَّائِرَةُ وَشَوَاهِدُ التَّفْسِيرِ وَدَلَائِلُ التَّأْوِيلِ فَهُوَ دِيوَانُ الْعَرَبِ وَالْمُقَيِّدُ لِلُغَاتِهَا وَوُجُوهِ خُطَّابِهَا فَلَزِمَ كَتْبُهُ لِلْحَاجَةِ إِلَى ذَلِكَ

1601 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ حَاضِرٍ أَوْ أَبَا حَاضِرٍ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ -[198]- ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «§إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ إِذْ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ» وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنِ حَامِيَةٍ" فَقُلْتُ مَا تُقْرَأُ إِلَّا {حَمِئَةٍ} [الكهف: 86] فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: كَيْفَ تَقْرَأُهَا؟ قَالَ: كَمَا قَرَأْتَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُلْتُ: فِي بَيْتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ. فَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى كَعْبٍ فَجَاءَهُ فَقَالَ: أَيْنَ تَجِدُ الشَّمْسَ تَغْرُبُ فِي التَّوْرَاةِ يَا كَعْبُ؟ قَالَ: أَمَّا الْعَرَبِيَّةُ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهَا وَأَمَّا الشَّمْسُ فَإِنِّي أَجِدُهَا فِي التَّوْرَاةِ تَغْرُبُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، وَأَشَارَ كَعْبٌ بِيَدِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَمَا إِنِّي لَوْ كُنْتُ عِنْدَكُمَا لَرَفَدْتُكَ كَيْمَا تَزْدَادَ بِهِ بَصَرًا فِي قَوْلِهِ {حَمِئَةٍ} [الكهف: 86] فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَا هُوَ؟ فَقُلْتُ: فِيمَا نَأْثُرُ مِنْ قَوْلِ تُبَّعٍ فِيمَا ذَكَرَ بِهِ ذَا الْقَرْنَيْنِ فِي تَعَلُّقِهِ بِالْعِلْمِ وَاتِّبَاعِهِ إِيَّاهُ: قَوْلُهُ [البحر الكامل] بَلَغَ الْمَشَارِقَ وَالْمَغَارِبَ يَبْتَغِي ... أَسْبَابَ أَمْرٍ مِنْ حَكِيمٍ مُرْشِدِ فَرَأَى مَعَادَ الشَّمْسِ عِنْدَ غُرُوبِهَا ... فِي عَيْنٍ ذِي خَلَبٍ وَثَأْطٍ حَرْمَدِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَا الْخَلَبُ؟ قُلْتُ: الطِّينُ بِكَلَامِهِمْ قَالَ: فَمَا الثَّأْطُ؟ قُلْتُ: الْحَمَأَةُ قَالَ: وَمَا الْحَرْمَدُ؟ قُلْتُ: الْأَسْوَدُ، قَالَ: فَدَعَا رَجُلًا أَوْ غُلَامًا فَقَالَ: اكْتُبْ مَا يَقُولُ هَذَا"

1602 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُمَا قَالَا: كُنَّا نَسْمَعُ ابْنَ عَبَّاسٍ كَثِيرًا يُسْأَلُ عَنِ الْقُرْآنِ، فَيَقُولُ: " §هُوَ كَذَا وَكَذَا أَمَا سَمِعْتُمُ الشَّاعِرَ، يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا "

1603 - أنا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أنا ابْنُ فَرُّوخَ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§إِذَا سَأَلْتُمُونِي عَنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ، فَالْتَمِسُوهُ بِالشِّعْرِ فَإِنَّ الشِّعْرَ دِيوَانُ الْعَرَبِ»

كتب التواريخ

§كَتْبُ التَّوَارِيخِ

1604 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ يَعْنِي ابْنَ عَدِيٍّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التُّجِيبِيُّ، بِجُرْجَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ، يَقُولُ: " قَدِمْتُ بَغْدَادَ فَلَمَّا خَرَجْتُ شَيَّعَنِي أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَلَمَّا بَرَزْتُ إِلَى خَارِجٍ قَالَ لِي أَصْحَابُ الْحَدِيثِ: تَوَقَّفْ فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَجِيءُ فَتَوَقَّفْتُ فَجَاءَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَعَدَ فَأَخْرَجَ أَلْوَاحَهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَلِيٍّ: §أَمِلَّ عَلَيَّ وَفَاةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فِي أَيِّ سَنَةٍ مَاتَ؟ فَقُلْتُ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ فَقِيلَ لَهُ: مَا تُرِيدُ بِهَذَا؟ فَقَالَ: «أُرِيدُ الْكَذَّابِينَ»

1605 - أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْيَنْدِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبُخَارِيُّ، نا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْمُنْكَدِرِيُّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَدِمَ أَبُو حُذَيْفَةَ الْبُخَارِيُّ مَكَّةَ وَجَعَلَ يَرْوِي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَابْنِ طَاوُسٍ فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ قَدِمَ يَرْوِي عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ فَقَالَ: " §سَلُوهُ فِي أَيِّ سَنَةٍ سَمِعَ؟ قَالَ: فَسَأَلُوهُ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَمِعَ فِيَ سَنَةِ كَذَا. فَقَالَ سُفْيَانُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ قَبْلَ مَوْلِدِهِ بِسَنَتَيْنِ "

1606 - أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا ابْنُ حَبَّانَ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: §" كَانَ عِنْدَنَا شَيْخٌ بِالْكَرْخِ فِي خَانِ أَصْحَابِ الْخَلِيجِ شَيْخٌ بِهِ مِنَ السَّمْتِ وَالْهُدُوءِ وَالسُّكُونِ وَالْعُسْرِ شَيْءٌ اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ كُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَيْهِ فَيَأْبَى أَنْ يُحَدِّثَنَا فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: رَحِمَكَ اللَّهُ وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تُحَدِّثَ تُؤْجَرُ وَلَا يَنْقُصُكَ شَيْءٌ فَنَظَرْنَا بَعْدُ فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُ عَنْ شُيُوخٍ شَامِيِّينَ قَدْ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يُولَدَ فَتَرَكْنَا حَدِيثَهُ "

1607 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ، نا عَفَّانُ، نا ابْنُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: قَالَ أَبِي: §«مَا رَأَيْتُ الصَّالِحِينَ فِي شَيْءٍ أَكْذَبُ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ»

كتب كلام الحفاظ في الجرح والتعديل لما كان أكثر الأحكام لا سبيل إلى معرفته إلا من جهة النقل لزم النظر في حال الناقلين والبحث عن عدالة الراوين فمن ثبتت عدالته جازت روايته وإلا عدل عنه والتمس معرفة الحكم من جهة غيره لأن الأخبار حكمها حكم الشهادات في أنها لا

§كَتْبُ كَلَامِ الْحُفَّاظِ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ لَمَّا كَانَ أَكْثَرُ الْأَحْكَامِ لَا سَبِيلَ إِلَى مَعْرِفَتِهِ إِلَّا مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ لَزِمَ النَّظَرُ فِي حَالِ النَاقِلِينَ وَالْبَحْثُ عَنْ عَدَالَةِ الرَّاوِينَ فَمَنْ ثَبَتَتْ عَدَالَتُهُ جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَإِلَّا عُدِلَ عَنْهُ وَالْتُمِسَ مَعْرِفَةُ الْحُكْمِ مِنْ جِهَةِ غَيْرِهِ لِأَنَّ الْأَخْبَارَ حُكْمُهَا حُكْمُ الشَّهَادَاتِ فِي أَنَّهَا لَا تُقْبَلُ إِلَّا عَنِ الثِّقَاتِ

1608 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الْحُمَيْدِيَّ، نا سُفْيَانُ، نا مِسْعَرٌ، قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: §«لَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الثِّقَاتُ»

1609 - أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ الطُّوسِيَّ، نا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ نُعَيْمِ بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ: سِمِعْتُ بَشَرًا يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: §«الْإِسْنَادُ فِي الْحَدِيثِ بِمَنْزِلَةِ الشَّهَادَةِ»

1610 - نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الْكُوفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ الْحَافِظَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ، يَقُولُ: §«إِنَّمَا هِيَ شَهَادَاتٌ وَهَذَا الَّذِي نَحْنُ فِيهِ يَعْنِي الْحَدِيثَ مِنْ أَعْظَمِ الشَّهَادَاتِ»

1611 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْحَافِظَ الْجُرْجَانِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عِصْمَةَ نُوحَ بْنَ هِشَامٍ الْجُوزَجَانِيَّ يَقُولُ: §" كُنْتُ عِنْدَ الْمُسَيَّبِ بْنِ وَاضِحٍ وَكَانَ مُرَابِطًا بِمَدِينَةٍ مِنْ مُدُنِ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ يُقَالُ لَهَا: بَانَيَاسُ فَبَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ لِلْمُنَاظَرَةِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يُحْكَى عِنْدَنَا بِخُرَاسَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ: الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَحَدَّثَ مَنْ شَاءَ مِنَ النَّاسِ بِمَا شَاءَ، هَلْ سَمِعْتَهَا مِنْهُ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنِ اكْتُبْ حَتَّى أُمْلِيَ عَلَيْكَ حِكَايَةً فِي هَذَا الْبَابِ لَا تَكْتُبُهَا الْيَوْمَ عَنْ أَحَدٍ غَيْرِي قُلْتُ: هَاتِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ هَلْ لَهُ أَنْ يُشَدِّدَ فِي الْإِسْنَادِ؟ قَالَ: نَعَمْ مَنْ كَانَ طَلَبُهُ لِلَّهِ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ فِي -[201]- الْإِسْنَادِ أَشَدُّ وَأَشَدُّ لِأَنَّكَ تَجِدُ ثِقَةً يَرْوِي عَنْ ثِقَةٍ وَتَجِدُ ثِقَةً يَرْوِي عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ " وَيُقَالُ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي أَحْوَالِ الرُّوَاةِ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ

1612 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ، أنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ النَّسَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: §«أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الرِّجَالِ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثُمَّ تَبِعَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ثُمَّ بَعْدَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَهَؤُلَاءِ»

1613 - أنا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِيعِ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مَهْرَوَيْهِ بْنِ سِنَانٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §" إِنَّا لَنَطْعُنُ عَلَى أَقْوَامٍ لَعَلَّهُمْ قَدْ حَطُّوا رِحَالَهُمْ فِي الْجَنَّةِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْ سَنَةٍ قَالَ ابْنُ مَهْرَوَيْهِ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَى النَّاسِ كِتَابَ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ فَحَدَّثْتُهُ بِهَذِهِ الْحِكَايَةِ فَبَكَى وَارْتَعَدَتْ يَدَاهُ حَتَّى سَقَطَ الْكِتَابُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَ يَبْكِي وَيَسْتَعِيدُنِي الْحِكَايَةَ وَلَمْ يَقْرَأْ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ شَيْئًا أَوْ كَمَا قَالَ " وَكَلَامُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ هَذَا فِيهِ بَيَانُ أَنَّ مَنْ عَلِمَ مِنْ حَالِ الرُّوَاةِ أَمْرًا لَا يَجُوزُ مَعَهُ قَبُولِ رِوَايَتِهِمْ وَجَبَ عَلَيْهِ إِظْهَارُهُ لِأَنَّ الْحَدِيثَ لَا يُكْتَفَى فِي قَبُولِهِ لِمُجَرَّدِ الصَّلَاحِ وَالْعِبَادَةِ كَمَا لَا يُكْتَفَى بِذَلِكِ فِي قَبُولِ الشَّهَادَةِ

1614 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ بِجُرْجَانَ نا السَّاجِيُّ يَعْنِي زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى، إِمْلَاءً نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا الْأَصْمَعِيُّ، نا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، يَقُولُ: §«رُبَّ أَخٍ مِنْ إِخْوَانِي أَرْجُو دُعَاءَهُ وَلَا أَقْبَلُ شَهَادَتَهُ»

1615 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §«تَأَتَمِنُهُ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ وَلَا تَأْمَنُهُ عَلَى حَدِيثٍ» يَعْنِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ

1617 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيِّ: حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ، يَقُولُ: §" الْأَمَانَةُ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ أَيْسَرُ مِنَ الْأَمَانَةِ فِي الْحَدِيثِ إِنَّمَا هِيَ تَأْدِيَةٌ إِنَّمَا هِيَ أَمَانَةٌ

أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ بِشْرَانَ السَّبَّاكَ الْجُرْجَانِيَّ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُ لَيَشْتَدُّ عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ: فُلَانٌ كَذَّابٌ وَفُلَانٌ ضَعِيفٌ فَقَالَ لِي: §«إِذَا سَكَتَّ أَنْتَ وَسَكَتُّ أَنَا فَمَتَى يَعْرِفُ الْجَاهِلُ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ؟» وَإِذَا اجْتَمَعَ فِي أَخْبَارِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مُعَانٍ مُخْتَلِفَةٌ مِنَ الْمَحَاسِنِ وَالْمَنَاقِبِ وَالْمَطَاعِنِ وَالْمَثَالِبِ وَجَبَ كَتْبُ الْجَمِيعِ وَنَقْلُهُ وَذِكْرُ الْكَلِّ وَنَشْرُهُ

1618 - لِمَا أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ الْعَطَّارُ، نا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §«ظَلَمْتَ أَخَاكَ إِذَا ذَكَرْتَ مَسَاوِئَهُ وَلَمْ تَذْكُرْ مَحَاسِنَهُ»

1619 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا الْحَاكِمُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَبْدِيُّ، نا جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ نا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، أنا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " §كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: «إِذَا كَانَتْ مَحَاسِنُ الرَّجُلِ تَغْلِبُ مَسَاوِئَهُ فَذَاكُمُ الرَّجُلُ الْكَامِلُ وَإِذَا كَانَا مُتَقَارِبَيْنِ فَذَاكُمُ الْمُتَمَاسِكُ وَإِذَا كَانَتِ الْمَسَاوِئُ أَكْثَرُ مِنَ الْمَحَاسِنِ فَذَالِكُمُ الْمُتَهَتِّكُ»

من حديث يعقوب بن سفيان الفسوي

§مِنْ حَدِيثِ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ الْفَسَوِيِّ

1620 - حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْبَغْدَادِيُّ لَفْظًا قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِ مِائَةٍ قَالَ: نا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: نا أَبِي وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا: نا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ جَمِيعًا عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ وَفِي حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ عَنْ صِفَةِ عَيْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §" كَانَ ضَلِيعَ الْفَمِ أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ مَنْهُوسَ الْعَقِبِ. وَفِي حَدِيثِ غُنْدَرٍ قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الْفَمِ قُلْتُ: وَمَا أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ؟ قَالَ طَوِيلُ شِقِّ الْعَيْنِ. قَالَ: قُلْتُ: مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَالَ قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ "

1621 - وَبِهِ نا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُسَمَّى بِشْرُ بْنُ عُرْفُطَةَ بْنِ الْخَشْخَاشِ فِي شِعْرٍ لَهُ: [البحر الطويل] §وَنَحْنُ غَدَاةُ الْفَتْحِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ ... طَلَعْنَا أَمَامَ النَّاسِ أَلْفًا مُقَدَّمَا وَزِدْنَا فُضُولًا مِنْ رِجَالٍ وَلَمْ نَجِدْ ... مِنَ النَّاسِ أَلْفًا قَبْلَنَا كَانَ أَسْلَمَا بِنِعْمَةِ ذِي الْعَرْشِ الْمَدِيدِ وَرَبُّنَا ... هَدَانَا لِتَقْوَاهُ وَمَنَّ فَأَنْعَمَا نُضَارِبُ بِالْبَطْحَاءِ دُونَ مُحَمَّدٍ ... كَتَائِبَ هُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا إِذَا مَا سَلَلْنَاهُنَّ يَوْمًا لِوَقْعَةٍ ... فَلَسْنَ بِمَغَمْودَاتٍ أَوْ تُرْعَفُ الدَّمَا"

1622 - نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَصْغَرُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكْثَرُهُمْ مِنْهُ سَمَاعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا يَبْقَى لِلْوَلَدِ مِنْ بِرِّ الْوَالِدِ إِلَّا أَرْبَعٌ: الصَّلَاةُ عَلَيْهِ، وَالدُّعَاءُ لَهُ، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَصِلَةُ رَحْمِهِ، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِ "

1623 - نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: نا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: §" جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا أَرْضًا سَبِخَةً لَيْسَ فِيهَا كَلَأٌ وَلَا مَنْفَعَةٌ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقْطِعَنَاهَا لَعَلَّنَا نَحْرُثُهَا وَنَزْرَعُهَا فَلَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُ بِهَا بَعْدَ الْيَوْمِ قَالَ: فَأَقْطَعَهُمَا إِيَّاهَا وَكَتَبَ لَهُمَا كِتَابًا وَأَشْهَدَ وَعُمَرُ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ فَانْطَلَقَا إِلَى عُمَرَ لِيُشْهِدَاهُ فَوَجَدَاهُ قَائِمًا يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَا: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ أَشْهَدَكَ عَلَى مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ أَفَنَقْرَأُ عَلَيْكَ أَوْ تَقْرَأُ؟ قَالَ أَنَا عَلَى الْحَالِ الَّتِي تَرِيَانِي فَإِنْ شِئْتُمَا فَاقْرَآ وَإِنْ شِئْتُمَا فَانْتَظِرَا حَتَّى أَفْرُغَ فَأَقْرَأَ قَالَا: بَلْ نَقْرَأُهُ فَقَرَآ فَلَمَّا سَمِعَ مَا فِي الْكِتَابِ تَنَاوَلَهُ مِنْ أَيْدِيهِمَا ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ فَمَحَاهُ فَتَذَمَّرَا وَقَالَا مَقَالَةً سَيِّئَةً فَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَأَلَّفُكُمَا وَالْإِسْلَامُ يَوْمَئِذٍ ذَلِيلٌ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعَزَّ الْإِسْلَامَ فَاذْهَبَا فَاجْهَدَا عَهْدَكُمَا لَا أَرْعَى اللَّهُ عَلَيْكُمَا إِنْ رَعَيْتُمَا» قَالَ: فَأَقْبَلَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُمَا مُتَذَمِّرَانِ فَقَالَا: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي أَنْتَ الْخَلِيفَةُ أَمْ عُمَرُ فَقَالَ: بَلْ هُوَ لَوْ كَانَ شَاءَ، فَجَاءَ عُمَرُ مُغْضَبًا حَتَّى وَقَفَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذِهِ الْأَرْضِ الَّتِي أَفَأَقْطَعْتَهَا هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ أَرْضٌ لَكَ خَاصَّةً أَمْ هِيَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ -[205]- قَالَ: بَلْ هِيَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَخُصَّ هَذَيْنِ بِهَا دُونَ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: اسْتَشْرَتُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَوْلِي فَأَشَارُوا عَلَيَّ بِذَلِكَ، قَالَ: آسْتَشَرْتَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَوْلَكَ؟ أَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ أَوْسَعْتَ مَشُورَةً وَرَضًى؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ كُنْتُ قُلْتُ لَكَ: إِنَّكَ أَقْوَى عَلَى هَذَا الْأَمْرِ مِنِّي، وَلَكِنَّكَ غَلَبْتَنِي "

1624 - نا يَعْقُوبُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ: §" أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْطَعَ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسً وَالزَّبْرَقَانَ قَطِيعَةً وَكَتَبَ لَهُمَا كِتَابًا فَقَالَ لَهُمَا عُثْمَانُ أَشْهِدَا عُمَرَ فَهُوَ أَحْوَزُ لِأَمْرِكُمَا وَهُوَ الْخَلِيفَةُ بَعْدَهُ قَالَ فَأَتَيَا عُمَرَ فَقَالَ لَهُمَا: مَنْ كَتَبَ لَكُمَا هَذَا الْكِتَابَ؟ قَالَا: أَبُو بَكْرٍ قَالَ: " لَا وَاللَّهِ وَلَا كَرَامَةَ وَاللَّهِ لَتُقْلِقُنَّ وُجُوهَ الْمُسْلِمِينَ بِالسُّيُوفِ وَالْحِجَارَةِ ثُمَّ يَكُونُ لَكُمَا هَذَا قَالَ: فَتَفَلَ فِيهِ فَمَحَاهُ فَأَتَيَا أَبَا بَكْرٍ فَقَالَا: مَا نَدْرِي أَنْتَ الْخَلِيفَةُ أَمْ عُمَرُ قَالَ ثُمَّ أَخْبَرَاهُ فَقَالَ: «فَإِنَّا لَا نُجِيزُ إِلَّا مَا أَجَازَهُ عُمَرُ»

1625 - نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبَيْحٍ، نا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: §«مَاتَ عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِذِي خُشُبٍ وَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَدُفِنَ بِهَا»

1626 - نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا ابْنُ بُكَيْرٍ، وَأَخْبَرَنِي حَلْبَسُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " §جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا كُتُبًا فَقُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ قَالَ: وَمَنْ غَيْرُهُ قُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ قَالَ يَعْقُوبُ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ يَعْنِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ أَوْ سَنَةَ خَمْسٍ حَدَّثَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ بِمَكَّةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الْبَهِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَاتَ لَمْ يُدْفَنْ حَتَّى رِبَا بَطْنُهُ وَانْثَنَى خِنْصَرُهُ وَذَكَرَ غَيْرَ هَذَا، فَوَقَعَ إِلَى الْعُثْمَانِيِّ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَحَبَسَهُ وَعَزَمَ عَلَى قَتْلِهِ وَصَلْبِهِ وَأَمَرَ بِخَشَبَةٍ أَنْ تُنْصَبَ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ فَبَلَغَ وَكِيعًا وَهُوَ فِي الْحَبْسِ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ صِدِّيقٍ: فَدَخَلْتُ عَلَى وَكِيعٍ لَمَّا بَلَغَنِي وَقَدْ سَبَقَ إِلَيْهِ الْخَبَرُ قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سُفْيَانَ يَوْمَئِذٍ مُتَبَاعَدٌ فَقَالَ: " مَا أَرَانَا إِلَّا قَدِ اضْطُرِرْنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ وَاحْتَجْنَا إِلَيْهِ يَعْنِي سُفْيَانَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سُفْيَانَ دَعْ هَذَا عَنْكَ فَإِنَّهُ -[206]- إِنْ لَمْ يُدْرِكْكَ فَقَدْ قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ وَفَزِعَ إِلَيْهِ فَدَخَلَ سُفْيَانُ عَلَى الْعُثْمَانِيِّ فَكَلَّمَهُ فِيهِ وَالْعُثْمَانِيُّ يَأْبَى عَلَيْهِ فَقَالَ سُفْيَانُ: " إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ إِنَّ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَهُ عَشِيرَةٌ فَإِنْ أَنْتَ أَقْدَمْتَ عَلَيْهِ أَقَلُّ مَا يَكُونُ أَنْ تَقُومَ عَلَيْكَ عَشِيرَتُهُ وَوَلَدُهُ بِبَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتَشْخَصَ لِمُنَاظَرَتِهِمْ قَالَ فَعَمِلَ فِيهِ كَلَامُ سُفْيَانَ وَأَمَرَ بِاطْلَاقِهِ مِنَ الْحَبْسِ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ صِدِّيقٍ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ ثُمَّ جَاءَ الْأَعْوَانُ فَأَخْرَجُوهُ مِنَ السِّجْنِ وَرَكِبَ حِمَارًا وَحَمَلْنَا مَتَاعَهُ وَخَرَجَ قَالَ الْحَارِثُ: فَدَخَلْتُ عَلَى الْعُثْمَانَيِّ مِنَ الْغَدِ فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ تُبْتَلَ بِهَذَا الرَّجُلِ وَسَلَّمَكَ اللَّهُ فَقَالَ: يَا حَارِثُ مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ مَا نَدِمْتُ عَلَى الْكَذَا خَطَرَ بِبَالِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: حَوَّلَتُ أَبِي وَالشُّهَدَاءَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَوَجَدْنَاهُمْ رُطَابًا يَنْثَنُونَ لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُمْ شَيْءٌ فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فَكَتَبَ أَهْلُ مَكَّةَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِالَّذِي كَانَ مِنْ وَكِيعٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَالْعُثْمَانِيِّ وَقَالُوا: إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَلَا تَتَّكِلُوا عَلَى الْوَالِي وَارْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَقْتُلُوهُ فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ وَبَلَغَنَا الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ فَبَعَثْا بَرِيدًا إِلَى وَكِيعٍ أَنْ لَا تَأْتِيَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَتَمْضِيَ مِنْ طَرِيقِ الرَّبَذَةِ وَقَدْ كَانَ جَاوَزَ مَفْرِقَ الطَّرِيقَيْنِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمَّا أَتَاهُ الْبَرِيدُ رَجَعَ رَاجِعًا إِلَى الرَّبَذَةِ وَمَضَى إِلَى الْكُوفَةِ "

1627 - وَبِهِ إِلَى يَعْقُوبَ قَالَ: §" سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِيهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ قَالَ أَبُو يُوسُفَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: صَلَّى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَبُو مُسْهِرٍ بِبَابِ الْجَانِبِيَّةِ فَلَمَّا فَرَغَ أَثْنَى عَلَيْهِ، قَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «وَوُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ»

1628 - نا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ مَرْوَانَ، قَالَ: §«لَيْسَ فِينَا مِثْلُهُ»

1629 - نا يَعْقُوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ ذَكْوَانَ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: §" قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ شَيْخُ الْبَلَدِ بَعْدَ أَبِي مُسْهِرٍ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: ذَكْوَانُ وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ حَتَّى مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ قَالَ: وَكَانَ مَرْوَانُ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ كَذَّابٌ "

1630 - نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: نا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ، قَالَ: §«رَأَيْتُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَمْشِي فِي جَنَازَةِ الْأَحْنَفِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ وَكَانَ سَيِّدَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ يَعْنِي الْأَحْنَفَ»

1631 - نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا الْحَجَّاجُ، قَالَ: نا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ الْأَحْنَفَ، قَالَ: بَيْنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ زَمَنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِذْ أَخَذَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِيَدِي، فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: هَلْ تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، فَقُلْتَ أَنْتَ: إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ مَرَّتَيْنِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ» . وَكَانَ الْأَحْنَفُ يَقُولُ: «مَا لِي عَمَلٌ أَرْجَى لِي مِنْهُ»

1632 - نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أنا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَةَ فَقَالَ لَهُ: شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ، وَصُمْتُ الشَّهْرَ، وَقُمْتُ رَمَضَانَ، وَآتَيْتُ الزَّكَاةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ» وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَصَلَاتُهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَامُهُ

كتب الأحاديث المعادة

§كَتْبُ الْأَحَادِيثِ الْمُعَادَةِ

1633 - قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّرَاقُطْنِيِّ، قَالَ: نا ابْنُ مَخْلَدٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْأُبُلِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَحْيَى الرَّائِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ، يَقُولُ: §«لَأَنْ أَرَى فِي كِتَابِي حَدِيثًا مَرَّتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دِينَارَيْنِ»

1634 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا ابْنُ خَلَّادٍ، نا زَنْجُوَيْهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، بِمَكَّةَ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: §«التَّفَقُّهُ فِي مُعَادِ الْحَدِيثِ نِصْفُ الْعِلْمِ وَمَعْرِفَةُ الرِّجَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ»

1635 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَمٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ الْفَضْلِ الْقَطَّانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفَلَّاسَ يَعْنِي أَبَا حَفْصٍ عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَذَا الْحَدِيثَ مُعَادٌ فَقَالَ: §" وَاللَّهِ لَا حَدَّثْتُكُمْ كَذَا وَكَذَا أَتَقُولُ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ مُعَادٌ؟

1636 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَحْمُودٍ أَخْبَرَهُمْ أنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: §" حَضَرْنَا مَجْلِسَ حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ فَجَعَلَ يُمِلُّ عَلَيْنَا فَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ: هَذَا الْحَدِيثُ مُعَادٌ فَقَالَ حُسَيْنٌ: «أَخْرِجُوهُ فَإِنَّهُ بَغِيضٌ فَأَخْرَجُوهُ»

1637 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَدَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ مَنِيعٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: مُعَادٌ فَقَالَ حُسَيْنٌ: §«مَا أَسْوَأَ أَدَبِكَ اتْرُكْ حَتَّى يَسْمَعَهُ غَيْرُكَ»

1638 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانٍ الْغَزَّالُ، نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §«اكْتُبِ الْحَدِيثَ خَمْسِينَ مَرَّةً فَإِنَّ لَهُ آفَاتٍ كَثِيرَةً»

كتب الطرق المختلفة

§كَتْبُ الطُّرُقِ الْمُخْتَلِفَةِ

1639 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ النَّيْسَابُورِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: §«لَوْ لَمْ نَكْتُبِ الْحَدِيثَ مِنْ ثَلَاثِينَ وَجْهًا مَا عَقَلْنَاهُ»

1640 - أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْبَرْمَكِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْعُكْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْمُعَافَى، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: §«الْحَدِيثُ إِذَا لَمْ تَجْمَعْ طُرُقَهُ لَمْ تَفْهَمْهُ وَالْحَدِيثُ يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا»

1641 - قَالَ إِبْرَاهِيمُ وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: §«الْبَابُ إِذَا لَمْ تَجْمَعْ طُرُقَهُ لَمْ يَتَبَيَّنْ خَطَؤُهُ»

1642 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَرْدَوَيْهِ الْفَسَوِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ الْعَلَّامَةُ لِنَفْسِهِ: [البحر البسيط] §قَدْ قُلْتَ فَالْقَوْلُ مَعْرُوفٌ بِقَائِلِهِ ... وَلَيْسَ عَالِمُ أَمْرٍ مِثْلَ جَاهِلِهِ إِذَا أَتَى خَبَرُ تُفْرَى الشُّكُوكُ بِهِ ... وَلَمْ يَبِنْ لَكَ فَانْظُرْ طُرْقَ نَاقِلِهِ لَا تَنْظُرِ السَّيْفَ وَانْظُرْ أَثَرَ مَضْرِبِهِ ... مَا جَوْهَرُ السَّيْفِ إِلَّا كَفُّ حَامِلِهِ"

ما لا يفتقر كتبه إلى الإسناد كل ما تقدم ذكره يفتقر كتبه إلى الإسناد فلو أسقطت أسانيده واقتصر على ألفاظه فسد أمره ولم يثبت حكمه لأن الأسانيد المتصلة شرط في صحته ولزوم العمل به

§مَا لَا يَفْتَقِرُ كَتْبُهُ إِلَى الْإِسْنَادِ كُلُّ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ يَفْتَقِرُ كَتْبُهُ إِلَى الْإِسْنَادِ فَلَوْ أُسْقِطَتْ أَسَانِيدُهُ وَاقْتُصِرَ عَلَى أَلْفَاظِهِ فَسَدَ أَمْرُهُ وَلَمْ يُثْبَتْ حُكْمُهُ لِأَنَّ الْأَسَانِيدَ الْمُتَّصِلَةَ شَرْطٌ فِي صِحَّتِهِ وَلُزُومِ الْعَمَلِ بِهِ

1643 - كَمَا أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَرَقِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخُتُلِّيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: §" الْإِسْنَادُ عِنْدِي مِنَ الدِّينِ لَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ بَقِيَ "

1644 - وَأَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ، نا أَبُو الْقَاسِمِ الْكِنْدِيُّ، نا قَاسِمٌ الْأَنْبَارِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: سَمِعَ أَعْرَابِيٌّ، رَجُلًا يُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ غَيْرِ مُسْنَدَةٍ فَقَالَ: §«لِمَ تُرْسِلُهَا بِلَا أَزِمَّةٍ وَلَا خُطُمٍ؟»

1645 - أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّجَّارُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ النَّقَّارُ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْعُصْفُرِيُّ: [البحر الوافر] §مُنَازَعَةُ الرِّجَالِ الْعِلْمَ نُبْلٌ ... وَتَلْقِيحٌ لِأَلْبَابِ الرِّجَالِ وَإِسْنَادُ الْحَدِيثِ إِلَى ذَوِيهِ ... أَحَقُّ بِهِ وَأَقْرَبُ لِلْمَعَالِي لِأَنَّكَ إِنْ سَلَّمْتَ بِهِ شَرِيكٌ ... لِمَنْ حَدَّثْتَ عَدْلٌ فِي الْجَمَالِ وَإِنْ يُطْعَنْ عَلَيْكَ رَدَدْتَ فِيهِ ... إِلَى الْبَادِي بِهِ سُوءَ الْفِعَالِ وَأَمَّا أَخْبَارُ الصَّالِحِينَ وَحِكَايَاتُ الزُّهَّادِ وَالْمُتَعَبْدِينَ وَمَوَاعِظُ الْبُلَغَاءِ وَحِكَمُ الْأُدَبَاءِ فَالْأَسَانِيدُ زِينَةٌ لَهَا وَلَيْسَتْ شَرْطًا فِي تَأْدِيَتِهَا

1646 - وَقَدْ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْجَلَّابَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحَسَنِ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: §«إِسْنَادُ الْحِكْمَةِ وُجُودُهَا»

1647 - أنا أَبُو مَنْصُورٌ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الدِّينَوَرِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ نا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ: " وَسَأَلْنَاهُ قُلْنَا: نَجِدُ الْمَوَاعِظَ فِي الْكُتُبِ فَنَنْظُرُ فِيهَا؟ قَالَ: لَا بَأْسَ §وَإِنْ وَجَدْتَ عَلَى الْحَائِطِ مَوْعِظَةً فَانْظُرْ فِيهَا تَتَّعِظْ قِيلَ لَهُ: فَالْفِقْهُ؟ قَالَ: لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا بِالسَّمَاعِ "

1648 - نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَانَ الْمَعْرُوفُ بِرُزْقَانَ الْوَاسِطِيِّ نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ: §" كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَخُرَاسَانِيٌّ يَكْتُبُ الْكَلَامَ وَلَا يَكْتُبُ الْإِسْنَادَ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ أَوْ قِيلَ لَهُ: مَالَكَ لَا تُكْتَبُ الْإِسْنَادَ؟ فَقَالَ: «أَنَا خَانَهْ خَوَاهُمْ نَبَازَارَ» ، قَالَ أَبُو طَالِبٍ تَفْسِيرَهُ قَالَ: أَنَا لِبَيْتٍ أُرِيدُهُ لَا لِلسُّوقِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنْ كَانَ الَّذِي كَتَبَهُ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ أَخْبَارِ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ وَحِكَايَاتِ التَّرْغِيبِ وَالْمَوَاعِظِ فَلَا بَأْسَ بِمَا فَعَلَ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَحْكَامِ وَلَهُ تَعَلُّقٌ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَقَدْ أَخْطَأَ فِي إِسْقَاطِ أَسَانِيدِهِ لِأَنَّهَا هِيَ الطَّرِيقُ إِلَى تَبَيُّنِهِ فَكَانَ يَلْزَمُهُ السُّؤَالُ عَنْ أَمْرِهِ وَالْبَحْثُ عَنْ صِحَّتِهِ

1649 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §«كَانَ إِبْرَاهِيمُ صَيْرَفِيًّا فِي الْحَدِيثِ فَكُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ الْحَدِيثَ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا أَتَيْتُهُ فَعَرَضْتُهُ عَلَيْهِ» وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَإِنَّ كَتْبَ الْإِسْنَادِ أَوْلَى سَوَاءٌ كَانَ الْحَدِيثُ مُتَعَلِّقًا بِالْأَحْكَامِ أَوْ بِغَيْرِهَا

1650 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ، نا أَبُو عَلِيٍّ النَّقَّارُ، نا أَبُو حَامِدٍ الْمُسْتَمْلِي، نا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ سَعْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ زَبَّارٍ، قَالَ: قَالَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ: §«الْإِسْنَادُ فِي الْحَدِيثِ كَالْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ»

سماع الحديث الواحد من الجماعة من أصحاب الحديث من إذا سمع حديثا من بعض الشيوخ اكتفى به ولم يعد سماعه من غيره ورأى أن استفادة ما لم يسمعه أولى، ويحكى هذا من المتقدمين عن إسماعيل ابن علية

§سَمَاعُ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ مِنَ الْجَمَاعَةِ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مَنْ إِذَا سَمِعَ حَدِيثًا مِنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ اكْتَفَى بِهِ وَلَمْ يُعِدْ سَمَاعَهُ مِنْ غَيْرِهِ وَرَأَى أَنَّ اسْتِفَادَةَ مَا لَمْ يَسْمَعْهُ أَوْلَى، وَيُحْكَى هَذَا مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ

1651 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: «§وَكَانَ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ ابْنَ عُلَيَّةَ إِذَا سَمِعَ مِنْ، أَيُّوبَ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عَوْنٍ وَإِذَا سَمِعَ مِنَ ابْنِ عَوْنٍ، لَمْ يَسْمَعْ مِنْ يُونُسَ وَإِذَا سَمِعَ مِنْ، يُونُسَ لَمْ يُعِدْهُ عَلَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ كَانَ يَسْمَعُ لِلَّهِ وَيَجْتَزِئُ» وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَسْمَعَ الشَّيْءَ الْوَاحِدَ مِنَ الشَّيْخَيْنِ وَالْأَكْثَرِ وَيَرَى أَنَّ ذَلِكَ الْفِعْلَ أَصَوْبُ وَإِلَى ثُبُوتِ الْمَرْوِيِّ وَصِحَّتِهِ أَقْرَبُ

1652 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، عَنْ أَبِي مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَحْوَصِ الْقَاضِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ، يَقُولُ: «§أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ الْحَدِيثَ، مِنَ الشَّيْخَيْنِ فَيَكُونَا كَالشَّاهِدَيْنِ»

1653 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ اللَّيْثِ الْوَرَّاقَ، بِبَلْخَ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: §كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ أَنَّهُ بَالَ وَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى النَّعْلَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ فَقَالَ: نا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ فَقَالَ: نا قَابُوسُ بْنُ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ فَقَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ فَقَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ عَنِ أُكَيْلٍ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ فَقَالَ: نا وِقَاءُ بْنُ إِيَاسَ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ «أَنَّ عَلِيًّا بَالَ وَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ» قَالَ ابْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: «لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا حَدَّثَنِي بِهَذَا عَنْ سُفْيَانَ لَمْ أُصَدِّقْ»

الكتابة عن الأقران

§الْكِتَابَةُ عَنِ الْأَقْرَانِ

1654 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ، بِنَيْسَابُورَ نا أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ خَشْنَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: §«لَا يَكُونُ الرَّجُلُ عَالِمًا حَتَّى يَسْمَعَ مِمَّنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ وَمِمَّنْ هُوَ دُونَهُ وَمِمَّنْ هُوَ مِثْلُهُ»

1655 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّينَوَرِيُّ، بِمَكَّةَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُقَيْرَةَ، نا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: §«لَا يَكُونُ الرَّجُلُ عَالِمًا حَتَّى يَكْتُبَ عَمَّنْ هُوَ فَوْقَهُ وَعَمَّنْ هُوَ دُونَهُ وَعَمَّنْ هُوَ مِثْلُهُ»

1656 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْأُبُلِّيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، قَالَ: §«دَخَلْتُ أَنَا وَابْنُ جُرَيْجٍ مَسْجِدًا وَمَعِيَ أَلْوَاحٌ وَمَعَهُ أَلْوَاحٌ فَجَعَلَ يَكْتُبُ عَنِّي وَأَكْتُبُ عَنْهُ»

1657 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ بِأَصْبَهَانَ أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا سَلَامَةُ بْنُ مَحْمُودٍ الْقَيْسِيُّ، بِعَسْقَلَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، قَالَ: §«كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَأْخُذُ بِيَدِي فَيَذْهَبُ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَكْتُبُ عَنِّي وَأَكْتُبُ عَنْهُ»

1658 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَلَفٍ الرَّزَّازُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، نا ابْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: §«أَدْخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ فِي تَصْنِيفِهِ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَلْفَيْ حَدِيثٍ»

1659 - حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنْبَلِيِّ، نا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ وَذَاكَرُوهُ النُّزُولَ فِي الْأَخْذِ فَقَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: وَقِيلَ لَهُ: " §مَالِكٌ عَلَى قَدْرِهِ يَسْمَعُ مِنْ نُظَرَائِهِ قَالَ: «وَمَا عَلَيْهِ يَزْدَادُ بِهِ عِلْمًا وَلَمْ يَضُرَّهُ»

1660 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْيَزْدِيُّ بِأَصْبَهَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّحَّافِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَيْثَمِ الذِّيمِيرْتِيَّ يَقُولُ: §" لَقِيتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ عُقْدَةَ بِالْكُوفَةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُعِيدَ مَا فَاتَنِي مِنَ الْمَجْلِسِ فَامْتَنَعَ فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مِنْ أَيِّ بَلَدٍ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَصْبَهَانَ فَقَالَ: نَاصِبَةٌ يَنْصِبُونَ الْعَدَاوَةَ لِأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: لَا تَقُلْ هَذَا يَا شَيْخُ لِأَنَّ أَهْلَ أَصْبَهَانَ فِيهِمْ مُتَّقُونَ فَاضِلُونَ وَمُتَشَيِّعَةٌ فَقَالَ: شِيعَةُ مُعَاوِيَةَ. قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ إِلَّا شِيعَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمَا فِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا وَعَلِيٌّ أَعَزُّ عَلَيْهِ مِنْ عَيْنِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ فَأَعَادَ عَلَيَّ مَا فَاتَنِي ثُمَّ قَالَ لِي: سَمِعْتَ مِنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ اللَّخْمِيِّ؟ فَقُلْتُ: لَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَبُو الْقَاسِمِ بِبَلَدِكُمْ وَأَنْتَ لَا تَسْمَعُ مِنْهُ وَتُؤْذِينِي هَذَا الْأَذَى بِالْكُوفَةِ مَا أَعْرِفُ لِأَبِي الْقَاسِمِ نَظِيرًا سَمِعْتُ مِنْهُ وَسَمِعَ مِنِّيَ وَسَمِعَ مِنْ مَشَايِخِنَا ثُمَّ قَالَ لِي: سَمِعْتَ مُسْنَدَ أَبِي دَاوُدَ؟ فَقُلْتُ: لَا فَقَالُ لِي: ضَيَّعْتَ -[218]- الْحَزْمَ لِأَنَّ مُسْنَدَ أَبِي دَاوُدَ مَنْبَعُهُ مِنْ أَصْبَهَانَ وَقَالَ لِي: تَعْرِفُ مُحَمَّدَ بْنَ حَمْزَةَ بْنِ عُمَارَةَ؟ فَقُلْتُ: شَدِيدًا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ قَالَ: فَتَعْرِفُ ابْنَهُ إِبْرَاهِيمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ كَانَ عِنْدَنَا وَرَأَيْتُهُ حَافِظًا لِلْحَدِيثِ وَقَلَّ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ فِي الْحِفْظِ "

كتابة الأكابر عن الأصاغر

§كِتَابَةُ الْأَكَابِرِ عَنِ الْأَصَاغِرِ

1661 - وأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذِي الْهَمَذَانِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا قَالَ: نا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، بِهَمَذَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئَ، بِمَكَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: §«لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ حَتَّى يَأْخُذَ عَمَّنْ فَوْقَهُ وَعَمَّنْ هُوَ دُونَهُ وَعَمَّنْ هُوَ مِثْلُهُ»

1662 - أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: " §رُبَّمَا قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَنِي "

1663 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهِيتِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: §«سَمِعَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مِنِّي حَدِيثًا فَكَتَبَهُ»

1664 - حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، نا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «إِذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ حُلِّتِ الْعُقَدِ» قَالَ يَحْيَى فَحَدَّثْتُ بِهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ فَقَالَ: §«مَا سَمِعْتُ بِهَذَا قَطُّ اقْعُدْ حَتَّى أُدَشِّنَكَ فَكَتَبَهُ عَنِّي»

1665 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ الرَّزَّازُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيُّ نا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ الرَّمَّاحِ، قَالَ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ: §دَخَلْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَا وَخَلَفُ بْنُ مُوسَى وَذَكَرَ ثَالِثًا لَا أَحْفَظُهُ فَقُلْنَا: نا ابْنُ الرَّمَّاحِ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ مَيْمُونِ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمِنًى ثَلَاثًا يُقْصِرُ الصَّلَاةَ فَمَنْ زَادَ عَلَى مَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ فَلْيُتِمَّ وَرُبَّمَا قَالَ: فَالتَّمَامُ " قَالَ: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: يَا جَارِيَةُ هَلُمِّي الْقِرْطَاسَ وَالدَّوَاةَ قَالَ: فَجَاءَتْهُ بِالْقِرْطَاسِ وَالدَّوَاةِ قَالَ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ: فَدَفَعَهُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَدْ سَمَّاهُ وَقَدْ أُنْسِيتُهُ فَكَتَبَهُ لَهُ ثُمَّ أَخَذَ الْقِرْطَاسَ أَوْ دَفَعَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ: كَيْفَ حَدَّثَكَ ابْنُ الرَّمَّاحِ؟ فَحَدَّثَهُ ثُمَّ قَالَ لِلثَّانِي: كَيْفَ حَدَّثَكَ ابْنُ الرَّمَّاحِ؟ فَحَدَّثَهُ ثُمَّ قَالَ لِلثَّالِثِ: فَحَدَّثَهُ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الرَّمَّاحِ: وَقَدْ فَسَّرَ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ بِمَنْ بَدَأَ وَثَنَّى وَثَلَّثَ قَالَ: وَمَالِكٌ يَنْظُرُ فِي الرُّقْعَةِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنْ كَانَ سَمَاعُكَ مِثْلُ هَذَا فَقَدْ أَجَدْتَ السَّمَاعَ أَوْ مَا هَذَا مَعْنَاهُ قَالَ: وَالثَّالِثُ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْهُ هُوَ ابْنُ مُطِيعٍ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ "

1666 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ جِبْرِيلَ بْنَ مَجَاعَةَ السَّمَرْقَنْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: §«كَتَبْتُ الْحَدِيثَ مَعَ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَكَتَبْتُ عَنْهُ وَكَتَبَ عَنِّي»

1667 - أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ أنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ، نا أَبِي، نا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: §" كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ يَكْتُبُ عَمَّنْ دُونَهُ مِثْلِ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ وَغَيْرِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَمْ تَكْتُبُ؟ قَالَ: فَقَالَ: لَعَلَّ الْكَلِمَةَ الَّتِي فِيهَا نَجَاتِي لَمْ تَقَعْ إِلَيَّ "

1668 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي أَحْمَدَ بْنِ سَيَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ يَقُولُ: " قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: §إِلَى مَتَى تَطْلُبُ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: «إِلَى أَنْ أَمُوتَ»

من قال: يكتب عن كل أحد

§مَنْ قَالَ: يُكْتَبُ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ

1669 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، أنا ابْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: نا الْحَضْرَمِيُّ يَعْنِي مُطَيَّنًا، نا الْوَلِيدُ بْنُ أَبَانَ الْكَرَابِيسِيُّ، قَالَ: " قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: يَا أَبَا خَالِدٍ هَذِهِ الْمَشْيَخَةُ الضُّعَفَاءُ الَّذِينَ تُحَدِّثُ عَنْهُمْ؟ قَالَ: §«أَدْرَكْتُ النَّاسَ يَكْتُبُونَ عَنْ كُلٍّ فَإِذَا وَقَعَتِ الْمُنَاظَرَةُ خَصَّلُوا»

1670 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، نا أَبُو سَعْدٍ الْإِدْرِيسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ الْبَلْخِيَّ، بِسَمْرَقَنْدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَزِيدَ، بِقِزْوِينَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: §«إِذَا كَتَبْتَ فَقَمِّشْ وَإِذَا حَدَّثْتَ فَفَتِّشْ»

1671 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا الْمُظَفَّرُ بْنُ يَحْيَى الشَّرَابِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْشَدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الطَّلْحِيِّ، قَالَ: ذَكَرَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: " §كُنْتُ أَنَا وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ نَتَمَاشَى بَيْنَ الْحِيرَةِ وَالْكُوفَةِ فَرَأَيْنَا شَيْخًا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ حَسَنُ السَّمْتِ فَظَنَنَا أَنَّ عِنْدَهُ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ وَأَنَّهُ قَدْ أَدْرَكَ النَّاسَ وَكَانَ سُفْيَانُ أَطْلَبَنَا لِلْحَدِيثِ وَأَشَدَّ بَحْثًا عَنْهُ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا هَذَا عِنْدَكَ شَيْءٌ مِنَ الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: أَمَّا حَدِيثٌ فَلَا وَلَكِنْ عِنْدِي عَتِيقُ سِنِينَ فَنَظَرْنَا فَإِذَا هُوَ خِمَارٌ "

الإكثار من الشيوخ

§الْإِكْثَارُ مِنَ الشُّيُوخِ

1672 - أنا أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ جَدِّي أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاهِينَ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رِشْدِينَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: §«أَدْرَكَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مِائَةً وَشَبِيهًا بِثَلَاثِينَ مِنَ التَّابِعِينَ وَأَحْصَيْنَا لَهُ شَبِيهًا بِسِتِّمِائَةِ شَيْخٍ، وَرَوَى عَنِ الثَّوْرِيِّ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا»

1673 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدٌ جَعْفَرُ بْنُ يُوسُفَ نا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، قَالَ: §«أَدْرَكْتُ أَلْفَ شَيْخٍ كَتَبْتُ عَنْهُمْ»

1674 - نا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: " §لَمَّا قَدِمْتُ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ: سَأَلْتَ عَنْ أَسْمَاءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ بِهَا لِأَسْمَعَ مِنْهُمْ؟ فَكَتَبَ لِي أَسْمَاءَ أَرْبَعِمِائَةِ شَيْخٍ "

1675 - وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: هَذَا كِتَابُ جَدِّي أَبِي الْفَضْلِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ: فَقَرَأْتُ فِيهِ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ النَّيْسَابُورِيُّ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الْمَنْبِجِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ دِهْقَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبَ، يَقُولُ: «§كَتَبْتُ عَنْ أَلْفِ، شَيْخٍ وَشَيْخٍ وَسِتِّينَ امْرَأَةً»

1676 - أنا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُخَارِيُّ نا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّاهِدُ الْبُخَارِيُّ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَنْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْكُدَيْمِيَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ وَهُوَ يَقُولُ: §«كَتَبْتُ بِالْبَصْرَةِ عَنْ أَلْفٍ وَمِائَةٍ وَسِتَّةِ وَثَمَانِينَ رَجُلًا»

1677 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مَنْدَهٍ، يَقُولُ: §«كَتَبْتُ عَنْ أَلْفِ شَيْخٍ لَمْ أَرَ فِيهِمْ أَيْقَنَ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ الْعَسَّالِ وَلَا أَحْفَظَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ»

1678 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ النَّقَّاشُ نا الْقَاسِمُ بْنُ دَاوُدَ الْبَغْدَادِيُّ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «كَتَبْتُ عَنْ سِتَّةِ آلَافِ شَيْخٍ» قَالَ: نا حَمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّكَّرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ، نا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، " §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ {فَرُوحٌ وَرَيْحَانٌ} [الواقعة: 89] "

باب الرحلة في الحديث إلى البلاد النائية للقاء الحفاظ بها وتحصيل الأسانيد العالية المقصود في الرحلة في الحديث أمران: أحدهما تحصيل علو الإسناد وقدم السماع، والثاني لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة عنهم. فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب

§بَابُ الرِّحْلَةِ فِي الْحَدِيثِ إِلَى الْبِلَادِ النَّائِيَةِ لِلِقَاءِ الْحُفَّاظِ بِهَا وَتَحْصِيلِ الْأَسَانِيدِ الْعَالِيَةِ الْمَقْصُودُ فِي الرِّحْلَةِ فِي الْحَدِيثِ أَمْرَانِ: أَحَدُهُمَا تَحْصِيلُ عُلُوِّ الْإِسْنَادِ وَقِدَمِ السَّمَاعِ، وَالثَّانِي لِقَاءُ الْحُفَّاظِ وَالْمُذَاكَرَةُ لَهُمْ وَالِاسْتِفَادَةُ عَنْهُمْ. فَإِذَا كَانَ الْأَمْرَانِ مَوْجُودَيْنِ فِي بَلَدِ الطَّالِبِ وَمَعْدُومَيْنِ فِي غَيْرِهِ فَلَا فَائِدَةَ فِي الرِّحْلَةِ، وَالِاقْتِصَارُ عَلَى مَا فِي الْبَلَدِ أَوْلَى

1679 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ لِابْنِ وَهْبٍ: §«يَا ابْنَ وَهْبٍ اتَّقِ اللَّهَ وَاقْتَصِرْ عَلَى عِلْمِكَ فَإِنَّهُ لَمْ يَقْتَصِرْ أَحَدٌ عَلَى عِلْمِهِ إِلَّا تَقَعَ وَانْتَفَعَ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِمَا طَلَبْتَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَقَدْ أَصَبْتَ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ وَيَنْفَعُ اللَّهُ بِهِ أُمَمًا وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ بِمَا تَعَلَّمْتَ طَلَبَ الدُّنْيَا فَلَيْسَ فِي يَدَيْكَ شَيْءٌ»

1680 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، نا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: §«يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى عِلْمِ بَلَدِهِ وَعِلْمِ عَالِمِهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْتَصِرُ عَلَى عِلْمِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَمَا أَفْتَقِرُ مَعَهُ إِلَى أَحَدٍ» وَأَمَّا إِذَا كَانَ الْأَمْرَانِ اللَّذَانِ ذَكَرْنَاهُمَا مَوْجُودَيْنِ فِي بَلَدِ الطَّالِبِ وَفِي غَيْرِهِ إِلَّا أَنَّ مَا فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْبَلَدَيْنِ يَخْتَصُّ بِهِ مِثْلُ أَنْ يَكُونَ الطَّالِبُ عِرَاقِيًّا وَفِي بَلَدِهِ عَالِي أَسَانِيدِ الْعِرَاقِيِّينَ وَحُفَّاظُ رُوَايَاتِهَا، وَالْعُلَمَاءُ بِاخْتِلَافِهَا وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ وَبِالشَّامِ مِنْ عُلُوِّ أَسَانِيدِ الشَّامِيِّينَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِأَحَادِيثِهِمْ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهِمْ فَالْمُسْتَحَبُّ لِلطَّالِبِ الرِّحْلَةُ لِجَمْعِ -[224]- الْفَائِدَتَيْنِ مِنْ عُلُوِّ الْإِسْنَادَيْنِ وَعِلْمِ الطَّائِفَتَيْنِ لَكِنْ بَعْدَ تَحْصِيلِهِ حَدِيثَ بَلَدِهِ وَتَمَهُّرِهِ فِي الْمَعْرِفَةِ بِهِ

أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الْفَضْلِ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْحَافِظُ: §«وَيَنْبَغِي لِطَالِبِ الْحَدِيثِ وَمَنْ عُنِيَ بِهِ أَنْ يَبْدَأَ بِكَتْبِ حَدِيثِ بَلَدِهِ وَمَعْرِفَةِ أَهْلِهِ مِنْهُمْ وَتَفَهُّمِهِ وَضَبْطِهِ حَتَّى يَعْلَمَ صَحِيحَهَا وَسَقِيمَهَا وَيَعْرِفَ أَهْلَ التَّحْدِيثِ بِهَا وَأَحْوَالِهِمْ مَعْرِفَةً تَامَّةً إِذَا كَانَ فِي بَلَدِهِ عِلْمٌ وَعُلَمَاءُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا ثُمَّ يَشْتَغِلُ بَعْدُ بِحَدِيثِ الْبُلْدَانِ، وَالرِّحْلَةِ فِيهِ» وَإِذَا عَزَمَ الطَّالِبُ عَلَى الرِّحْلَةِ فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ لَا يَتْرُكَ فِي بَلَدِهِ مِنَ الرُّوَاةِ أَحَدًا إِلَّا وَيُكْتَبُ عَنْهُ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْأَحَادِيثِ وَإِنْ قَلَّتْ

1681 - فَإِنِّي سَمِعْتُ بَعْضَ، أَصْحَابِنَا يَقُولُ: §«ضَيِّعْ وَرَقَةً وَلَا تُضَيِّعَنَّ شَيْخًا»

1682 - ونا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُعَيْمٍ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ، نا أَبُو سَهْلٍ هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْحَنِيفِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْبَرْذَعِيُّ، نا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْمِصْرِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «§إِذَا سَمِعْتَ مِنَ الشَّيْخِ، سَبْعَةَ أَحَادِيثَ فَلَا تُبَالِ مَتَى مَاتَ؟»

1683 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: §" سَأَلْتُ أَبِي عَمَّنْ طَلَبَ الْعِلْمَ تَرَى لَهُ أَنْ يَلْزَمَ رَجُلًا عِنْدَهُ عِلْمٌ فَيَكْتُبَ عَنْهُ أَوْ تَرَى لَهُ أَنْ يَرْحَلَ إِلَى الْمَوَاضِعِ الَّتِي فِيهَا الْعِلْمُ فَيَسْمَعُ مِنْهُمْ؟ قَالَ: يُرَجِّلُ يَكْتُبُ عَنِ الْكُوفِيِّينَ وَالْبَصْرِيِّينَ، وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ بِشَامِ النَّاسِ يَسْمَعُ مِنْهُمْ "

1684 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو قَطَنٍ، نا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: §«كُنَّا نَسْمَعُ الرِّوَايَةَ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَصْرَةِ فَلَمْ نَرْضَ حَتَّى رَكِبْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَمِعْنَاهَا مِنْ أَفْوَاهِهِمْ»

1685 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُّوذِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، بِنَيْسَابُورَ حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، نا أَبِي، نا جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: " §أَرْبَعَةٌ لَا يُؤْنَسُ مِنْهُمْ رُشْدًا: حَارِسُ الدَّرْبِ وَمُنَادِي الْقَاضِي، وَابْنُ الْمُحَدِّثِ، وَرَجُلٌ يَكْتُبُ فِي بَلَدِهِ وَلَا يَرْحَلُ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ "

من رحل في حديث واحد

§مَنْ رَحَلَ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ

1686 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ نا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَكِّيِّ وَهُوَ الْقَاسِمُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَسْمَعْهُ فَابْتَعْتُ بَعِيرًا فَشَدَدْتُ رَحْلِي وَسِرْتُ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ فَقُلْتُ لِلْبَوَّابِ: قُلْ لَهُ: جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ فَأَتَاهُ فَقَالَ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَأَتَانِي فَقَالَ لِي: فَقُلْتُ: نَعَمْ فَرَجَعَ فَأَخْبَرَهُ فَقَامَ يَطَأُ ثَوْبَهُ حَتَّى لَقِيَنِي فَاعْتَنَقَنِي وَاعْتَنَقْتُهُ فَقُلْتُ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِصَاصِ لَمْ أَسْمَعْهُ فَحَسِبْتُ أَنْ تَمُوتَ أَوْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §" يَحْشُرُ اللَّهُ تَعَالَى الْعِبَادَ أَوْ قَالَ النَّاسَ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا قَالَ: قُلْنَا: مَا بُهْمًا؟ قَالَ: لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ رَبُّهُمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ -[226]- الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلَا لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةَ قُلْنَا: كَيْفَ؟ وَإِنَّمَا نأَتِي اللَّهَ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا قَالَ: بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ "

1687 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا هُشَيْمٌ، نا سَيَّارٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَيَّانَ: " §أَنَّ رَجُلًا، رَحَلَ إِلَى مِصْرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَمْ يَحُلَّ رَحْلَهُ حَتَّى رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ: مَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ "

1688 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ رِزْقٌ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا، قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: §«إِنْ كُنْتُ لَأَغِيبُ الْأَيَّامَ وَاللَّيَالِي فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ»

1689 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نا خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: §«إِنْ كُنْتَ لَأَرْحَلُ الْأَيَّامَ وَاللَّيَالِي فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ»

1690 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وأنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْوَاسِطِيُّ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْبَزَّازُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: §«لَقَدْ أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا مَالِي حَاجَةً إِلَّا رَجُلٌ عِنْدَهُ حَدِيثٌ يَقْدَمُ فَأَسْمَعُهُ مِنْهُ»

1691 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ جَدِّي عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِلْقِ فِيهِ إِلَى أُذُنِي هَذِهِ وَرَآنِي أَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ §أَتَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ؟ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ خَيْرَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ " قَالَ: فَحَدَّثْتُ الْحُمَيْدِيَّ بِهِ فَقَالَ لِي الْحُمَيْدِيُّ: اذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ حَتَّى أَسْمَعَهُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ: مَنْزِلُهُ بِالثَّقَبَةِ، وَالثَّقَبَةُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ فَلَمَّا كَانَ ذَاتُ يَوْمٍ دَفَنَا رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ بَاكِرًا ثُمَّ قَالَ لِي الْحُمَيْدِيُّ: هَلْ لَكَ بِنَا فِي الرَّجُلِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ فَخَرَجْنَا نُرِيدُهُ فَلَمَّا كَانَ بِقَصْرِ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى لَقِيَنَا ابنُ عَمٍّ لَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَرَدْنَا أَبَا الْعَبَّاسِ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا الْعَبَّاسِ مَاتَ أَمْسِ فَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: هَذِهِ حَسْرَةٌ ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَسْمَعُهُ مِنْكَ فَدَخَلْنَا عَلَى سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ فَلَمَّا افْتَرَقَ النَّاسُ دَنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لِي: حَدِّثْ أَبَا عُثْمَانَ حَدِيثَ الْجُرَيْجِيِّ فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ سَعِيدٌ: قَطَعَ هَذَا كُلَّ عِلَّةٍ فَقُلْتُ لِلْحُمَيْدِيِّ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا قَطَعَ كُلَّ عِلَّةٍ؟ فَقَالَ: " إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلِمْنَا أَنَّهُ لَيْسَ بِنَبِيٍّ وَلَا مُرْسَلٍ» فَقَطَعَ كُلَّ عِلَّةٍ وَقَدْ رَحَلَ فِي الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ ذَكَرْنَا أَسْمَاءَهُمْ وَأَوْرَدْنَا أَخْبَارَهُمْ فِي كِتَابِ الرِّحْلَةِ فِي الْحَدِيثِ، فَغَنَيْنَا عَنْ إِعَادَتِهَا فِي هَذَا الْكِتَابِ

استئذان الأبوين في الرحلة

§اسْتِئْذَانُ الْأَبَوَيْنِ فِي الرِّحْلَةِ

1692 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْيَزْدِيُّ بِأَصْبَهَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِمْرَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَوْذَبٍ الْمُقْرِئَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْخَبَّازُ، نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: §«لَيْسَ لِأَبَوَيِ الرَّجُلِ الَّذِي يَرْحَلُ فِي الْحَدِيثِ طَاعَةٌ» قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: " لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [التوبة: 122] فَطَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ الرِّحْلَةَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالطَّلَبُ الْمَفْرُوضُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّمَا هُوَ طَلَبُ الْعِلْمِ الَّذِي لَا يَسَعُ جَهْلُهُ فَتَجُوزُ الرِّحْلَةُ بِغَيْرِ إِذْنِ الْأَبَوَيْنِ إِذَا لَمْ يَكُنْ بِبَلَدِ الطَّالِبِ مَنْ يُعَرِّفُهُ وَاجِبَاتِ الْأَحْكَامِ وَشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ فَأَمَّا إِذَا كَانَ قَدْ عَرَفَ عِلْمَ الْمُفْتَرَضِ عَلَيْهِ فَتُكْرَهُ لَهُ الرِّحْلَةُ إِلَّا بِإِذْنِ أَبَوَيْهِ

1693 - أنا أَحْمَدُ بْنُ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقِ: حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُزَنِيُّ قَالَ: " سَمِعْتُهُ يَسْأَلُهُ رَجُلٌ يَعْنِي لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ: طَلَبُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ أَرْجِعُ إِلَى أُمِّي وَكَانَ السَّائِلُ غَرِيبًا عَنْ بَلَدِهِ فَقَالَ: §إِذَا كَانَ الْعِلْمُ فِيمَا لَا بُدَّ مِنْهُ أَنْ تَطْلُبَهَ فَلَا بَأْسَ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَإِذَا مَنَعَ الطَّالِبَ أَبَوَاهُ عَنْ تَعَلُّمِ الْعِلْمِ الْمُفْتَرَضِ فَيَجِبُ عَلَيْهِ مُدَارَاتُهُمَا وَالرِّفْقُ بِهِمَا حَتَّى تَطِيبَ لَهُ أَنْفُسُهُمَا وَيَسْهُلَ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشُقُّ عَلَيْهِمَا

1694 - حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَزَّازُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ " إِنِّي أَطْلُبُ الْحَدِيثَ وَإِنَّ أُمِّي تَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ تُرِيدُ مِنِّي أَنْ أَشْتَغِلَ فِي التِّجَارَةِ فَقَالَ لِي: §دَارِهَا وَأَرْضِهَا وَلَا تَدَعِ الطَّلَبَ "

1695 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، بِالْبَصْرَةِ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: " §ذَاكَرَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ فَقَالَ: قَدْ أَقَمْتَ بِمِصْرَ أَفَحَيٌّ أَبَوَاكَ؟ فَقُلْتُ: أَمَّا الْأُمُّ فَنَعَمْ وَقَدْ عَزَمْتُ أَنْ أَحُجَّ الْعَامَ وَأَخْرُجَ إِلَيْهَا فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَتُقِيمُ إِلَى إِبَّانِ الْحَجِّ ثُمَّ تَحُجُّ وَتَخْرُجُ إِلَيْهَا وَمَا يُؤْمِنُكَ أَنْ تَمُوتَ فَتَبْقَى غُصَّةً فِي نَفْسِكَ؟ ثُمَّ قَالَ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّكَ تَرْضَى لِنَفْسِكَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ تَغِيبُ عَنْ أُمُّكِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَقُلْتُ: إِنَّهَا رَاضِيَةٌ بِغَيْبَتِي عَنْهَا فَقَالَ: لَا تَقُلْ ذَلِكَ فَإِنَّ أَصْحَابَنَا كَانُوا إِذَا طَعَنُوا فِي السِّنِّ لَحِقُوا بِالرِّبَاطِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَرَفَضُوا الْفُسْطَاطَ قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ يَحْيَى الْخَوْلَانِيُّ وَكُنَّا نَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ الْأَبْدَالِ بَلْ كَانَ كَذَلِكَ قَالَ: لَمَّا طَعَنَ أَبِي فِي السِّنِّ لَحِقَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِلرِّبَاطِ فَأَقَامَ بِهَا وَرَفَضَ الْفُسْطَاطَ قَالَ: وَكَانَتْ أُمِّي حَيَّةً فَإِذَا كَانَ أَيَّامُ الرِّبَاطِ اسْتَأْذَنْتُهَا فَتَأْذَنُ لِي فَأَخْرَجَ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَأُرَابِطُ بِهَا الشَّهْرَ أَوِ الْأَكْثَرَ ثُمَّ أَقْدُمُ عَلَيْهَا فَمَاتَ أَبِي فَلَمَّا كَانَ أَيَّامُ الرِّبَاطِ اسْتَأْذَنْتُهَا فِي الرِّبَاطِ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ أُخْبِرُكَ بِحَالِي وَأَنْتَ أَمِيرُ نَفْسِكَ وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ مَا خَرَجْتُ قَطُّ إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ إِلَّا وَقَلْبِي مُعَلَّقٌ بِيَدِي حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ فَقُلْتُ: يَا أُمِّهْ فَمَا لَكِ لَمْ تُخْبِرِينِي بِهَذَا؟ حَتَّى كُنْتُ لَا أَخْرُجُ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ كَانَ أَبُوكَ حَيًّا وَكُنْتُ أَرَى أَنَّ لَهُ عَلَيْكَ حَقًّا وَبِرًّا فَكُنْتُ أَرَى وَأُوجِبُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَصْبِرَ لِمَا يَجِبُ لِأَبِيكَ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ وَالْبِرِّ فَلَمَّا أَنْ مَاتَ أَبُوكَ فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الرِّبَاطِ عَلَى مَا أَعْلَمْتُكَ فَاخْرُجْ قَالَ: فَقُلْتُ: «مُعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَخْرُجَ عَلَى مَا تَصِفِينَ وَلَوْ عَلِمْتُ مِنْ قَبْلُ الْحَالَ مَا كُنْتُ لِأَخْرُجَ فَتَرَكْتُ الرِّبَاطَ حَتَّى مَاتَتْ أُمِّي»

ذكر شيء من وجوب طاعة الأبوين وبرهما وترك الرحلة مع كراهتهما ذلك وسخطهما

§ذِكْرُ شَيْءٍ مِنْ وُجُوبِ طَاعَةِ الْأَبَوَيْنِ وَبِرِّهُمَا وَتَرْكِ الرِّحْلَةَ مَعَ كَرَاهِتْهِمَا ذَلِكَ وَسُخْطِهِمَا

1696 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، بِمِصْرَ نا أَبُو دَاوُدَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ: «§أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟» . قَالَ: نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ»

1697 - أنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلَانِيُّ بِأَصْبَهَانَ أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنِّي جِئْتُ لِأُبَايِعَكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكَتْ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ قَالَ: §«فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا»

1698 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الضَّرَّابُ، نا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: §«رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ»

1699 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أنا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ الْكُوفِيُّ، بِمِصْرَ نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، نا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْهِ فَقَدْ عَقَّهُمَا»

1700 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبَعْضِ أَهْلِهِ: §«أَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَافْعَلْ»

1701 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، نا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ جَاهِمَةَ السُّلَمِيَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ قَالَ: «§أَلَكَ وَالِدَةٌ؟» . قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «فَالْزَمْهَا فَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهَا الْجَنَّةَ وَفِي مَقَاعِدَ شَتَّى»

1702 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، نا مَنْصُورُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْبُزُورِيُّ، نا أَبُو النَّضْرِ الْأَبَّارُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الْأُمَّهَاتِ»

1703 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَقِيُّ الْمَكِّيُّ، نا الْحُبَابُ بْنُ فَضَالَةَ الْيَمَامِيُّ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: " أَتَيْتَ الْبَصْرَةَ فَلَقِيتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَرَدْتُ سَفَرًا فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَأْمِرَكَ قَالَ: وَأَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: الْهِنْدَ قَالَ: §فَحَيٌّ وَالِدَاكَ أَوْ أَحَدُهُمَا؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ هُمَا حَيَّانِ قَالَ: فَرَاضِيَانِ هُمَا بِمَخْرَجِكَ أَمْ سَاخِطَانِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ سَاخِطَانِ اسْتَعْدَى عَلَيَّ أَبِي وَحَبَسَنِي السُّلْطَانُ قَالَ: فَالدُّنْيَا تُرِيدُ أَوِ الْآخِرَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: كِلْتَاهُمَا قَالَ: «مَا أَرَاكَ إِلَّا سَتُخْطِئُهُمَا كِلْتَيْهِمَا فَارْجِعْ إِلَى أَبَوَيْكَ فَبِرَّهُمَا وَأَصْحَبْهُمَا فَإِنَّكَ لَنْ تُصِيبَ كَسْبًا خَيْرًا مِنْهُ»

1704 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ، بِالْبَصْرَةِ نا أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ، نا أَبُو عُمَرَ بْنُ خَلَّادٍ، نا قُرَّةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: " قُلْتُ لِلْحَسَنِ: إِنِّي أَتَعْلَمُ الْقُرْآنَ وَإِنَّ أُمِّي تَنْتَظِرُنِي بِالْعَشَاءِ قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: §«تَعَشَّ الْعَشَاءَ مَعَ أُمُّكِ تَقَرَّ بِهِ عَيْنُهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجَّةٍ تَحُجُّهَا تَطَوُّعًا»

من منعه عن الرحلة القيام بحقوق الزوجة

§مَنْ مَنَعَهُ عَنِ الرِّحْلَةِ الْقِيَامُ بِحُقُوقِ الزَّوْجَةِ

1705 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي حُمَيْدَ بْنَ الْأَسْوَدِ قَالَ: " قَالَ لِي سُفْيَانُ: §تَجِيءُ حَتَّى نَخْرُجَ إِلَى يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ قَالَ: قُلْتُ أَنْتَ فَارِغٌ وَأَنَا عَلَيَّ عِيَالٌ "

من منعه عن الرحلة تعذر النفقة

§مَنْ مَنَعَهُ عَنِ الرِّحْلَةِ تَعَذُّرُ النَّفَقَةِ

1706 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: §لَوْ كَانَتْ عِنْدِي خَمْسُونَ دِرْهَمًا كُنْتُ قَدْ خَرَجْتُ إِلَى الرَّيِّ إِلَى جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ فَخَرَجَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَلَمْ يُمْكِنِّي الْخُرُوجُ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي شَيْءٌ "

1707 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ الْمِهْرَجَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ خشنَامَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَكَانَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى إِمَامًا؟ قَالَ: §كَانَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى عِنْدِي إِمَامًا وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي نَفَقَةٌ لَرَحَلْتُ إِلَى يَحْيَى بْنِ يَحْيَى "

التماس الرفيق قبل الرحلة

§الْتِمَاسُ الرَّفِيقِ قَبْلَ الرِّحْلَةِ

1708 - أنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ، بِأَصْبَهَانَ نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَعْبَدٍ السِّمْسَارُ نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ أَبُو بَكْرٍ، نا الْحَوْطِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَاسِبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ الْمُحَبَّرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«الْتَمِسُوا الرَّفِيقَ قَبْلَ الطَّرِيقِ»

1709 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، نا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ السَّرِيِّ الْحُضَيْنِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْبَاهِلِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: §«الْجَارُ قَبْلَ الدَّارِ وَالرَّفِيقُ قَبْلَ الطَّرِيقِ وَالزَّادُ قَبْلَ الرَّحِيلِ»

1710 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ -[235]- بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ نا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ الرَّبَعِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ بْنِ خَالِدٍ اللَّيْثِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى مَنْ تَأْمُرُنِي أَنْ أَنْزِلَ أَعْلَى قُرَيْشٍ أَمْ عَلَى الْأَنْصَارِ أَمْ أَسْلَمَ أَمْ غِفَارَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا خُفَافُ §ابْتَغِ الرَّفِيقَ قَبْلَ الطَّرِيقِ فَإِنْ عَرَضَ لَكَ أَمْرٌ نَصَرَكَ وَإِنِ احْتَجْتَ إِلَيْهِ رَفَدَكَ» وَيَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ يَتَخَيَّرَ لِمُرَافَقَتِهِ مَنْ يُشَاكِلُهُ فِي مُذْهَبِهِ وَيُوَافِقُهُ عَلَى غَرَضِهِ وَمَطْلَبِهِ

1711 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَهْوَازِيُّ، نا وَلِيدُ بْنُ مَعْنٍ الْمُؤَدِّبُ، نا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْخَلٍ الْوَاسِطِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: §«الرَّفِيقُ بِمَنْزِلَةِ الرُّقْعَةِ فِي الثَّوْبِ إِذَا لَمْ تَكُنْ مِثْلَهُ شَانَتْهُ»

1712 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَالِكِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ الشَّيْبَانِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ السَّامِيُّ، بِنَصِيبِينَ نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: §«الصَّاحِبُ وَالرَّفِيقُ رُقْعَةٌ فِي قَمِيصِ الرَّجُلِ فَلْيَنْظُرْ بِمَنْ يَرْقُعُهُ»

1713 - أنا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، نا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: " §أَرَدْتُ سَفَرًا فَقَالَ لِي الْأَعْمَشُ: سَلْ رَبَّكَ أَنْ يَرْزُقَكَ صَحَابَةً صَالِحَيْنِ فَإِنَّ مُجَاهِدًا حَدَّثَنِي قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطَ فَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يَرْزُقَنِي صَحَابَةً وَلَمِ اشْتَرَطْ فِي دُعَائِي فَاسْتَوَيْتُ أَنَا وَهُمْ فِي السَّفِينَةِ فَإِذَا هُمْ أَصْحَابُ طَنَابِيرَ "

الاستخارة في السفر

§الِاسْتِخَارَةُ فِي السَّفَرِ

1714 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ، نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ -[236]-، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، نا رَوْحٌ، وأنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الْأَصْفَهَانِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، زَادَ هَارُونُ: ابْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ثُمَّ اتَّفَقَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُ وَقَالَ هَارُونُ: تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1715 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهِيتِيُّ لَفْظًا قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمَانَ النَّجَّادِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيُّ قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَكِيعٌ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْمَوَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأَمْرِ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ: §" إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ أَوْ أَرَادَ الْأَمْرَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ وَيُسَمِّيهِ خَيْرًا لِي فِي دُنْيَايَ وَمَعَادِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي وَعَاجِلَتِي وَآجِلَتِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِلَّا فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ "

1716 - أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الْعُكْبَرِيُّ أنا جَدِّي، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرُ بْنُ أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ §«وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَدَعَ الِاسْتِخَارَةَ وَلْيَسْتَعْمِلْهَا كَمَا أُمِرَ فَإِنَّ فِيهَا اتِّبَاعَ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّبَرُّكَ بِذَلِكَ مَعَ مَا فِيهَا مِنَ الدُّعَاءِ وَالرَّدِّ إِلَى الرَّبِّ تَعَالَى»

اليوم الذي يختار فيه الخروج

§الْيَوْمُ الَّذِي يَخْتَارُ فِيهِ الْخُرُوجَ

1717 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِذَا آنَ لَهُ سَفَرٌ إِلَّا يَوْمَ الْخَمِيسِ "

1718 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْكَاتِبُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحُبَابِ، نا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ أَوْ هَارُونَ بْنِ الْحَسَنِ يَبْلُغُ بِهِ رُقَيْبَةَ بْنَ عُقَيْبَةَ أَوْ عُقَيْبَةَ بْنَ رُقَيْبَةَ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ يُوَدِّعُهُ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ سَفَرًا قَالَ: §" أَتُرِيدُ أَنْ يُمْحَقَ رِبْحُكَ وَتَخْسَرَ صَفْقَتَكَ وَتَذْهَبَ بَرَكَتُكَ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ أُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَقِمْ حَتَّى يَهِلَّ الْهِلَالُ وَتَخْرُجُ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ أَوِ الْخَمِيسِ وَتصْحَبُ وَعَلَيْكَ بِالدُّلْجَاتِ فَإِنَّ فِيهَا مَلَائِكَةً مُوَكَّلِينَ بِالسَّيَّارَةِ فِي اللَّيْلِ» وَيُسْتَحَبُّ الْبُكُورُ فِي يَوْمِ الْمَسِيرِ

1719 - لَمَّا أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، بِالْبَصْرَةِ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ التَّمَّارُ، نا شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرِو ابْنِ أَخِي رِيَاحٍ الْقَيْسِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ آبَائِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ»

توديع الإخوان والمعارف ينبغي للطالب أن لا يخرج إلا بعد توديعه إخوانه ووصاته إياهم بالدعاء له

§تَوْدِيعُ الْإِخْوَانِ وَالْمَعَارِفِ يَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ لَا يَخْرُجَ إِلَّا بَعْدَ تَوْدِيعِهِ إِخْوَانَهُ وَوُصَاتَهُ إِيَّاهُمْ بِالدُّعَاءِ لَهُ

1720 - فَقَدْ أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا أَبُو مُحَمَّدٍ بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ الْقُرَشِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، نا مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ، عَنْ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ فِي سَفَرٍ فَلْيُوَدِّعْ إِخْوَانَهُ فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ لَهُ فِي دُعَائِهِمْ بَرَكَةً»

1721 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَهْوَازِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ خَرَّزَاذَ الْقَاضِي بِالْأَهْوَازِ نا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، نا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نا الْمُعَلَّى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §«مِنَ السُّنَّةِ إِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ السَّفَرَ أَنْ يَأْتِيَ إِخْوَانَهُ فَيُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ وَإِذَا جَاءَ مِنْ سَفَرٍ يَأْتِيهِ إِخْوَانُهُ فَيُسْلِمُونَ عَلَيْهِ»

1722 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا حَمْدُونُ بْنُ أَحْمَدَ السِّمْسَارُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §«مِنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى مَكَانٍ فَجَاءَنَا فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَإِذَا قَدِمَ وَجَبَ عَلَيْنَا أَنْ نَذْهَبَ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَإِلَّا فَالطُّرُقَاتُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ»

ما يقال عند التوديع

§مَا يُقَالُ عِنْدَ التَّوْدِيعِ

1723 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ، نا أَبُو عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَأَرَادُوا الِانْصِرَافَ فَقَالَ: " مَكَانَكَ حَتَّى أُوَدِّعَكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَصَافَحَنِي ثُمَّ قَالَ: §أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ "

1724 - أنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ إِمْلَاءً نا أَبُو الْفَضْلِ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا مُوسَى بْنُ الْعَبَّاسِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، نا أَبُو النُّعْمَانِ، نا حَمَّادٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، يُوَدِّعُ أَيُّوبَ فَقَالَ: §«لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْكَ» فَإِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ وَانْبَعَثَ فِي مَسِيرَةِ قَالَ

1725 - مَا حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْهِيتِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ وَهُوَ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: §" كُنْتُ رِدْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَلَمَّا رَكِبَ كَبَّرَ ثَلَاثًا وَحَمِدَ ثَلَاثًا وَقَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ثُمَّ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلْتُ "

1726 - أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْأَثْرَمُ نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ يَزِيدُ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ بِالْكُوفَةِ ثُمَّ قَدِمْتَ وَاسِطًا وَفِيهَا شُعْبَةُ فَسَمِعْتُهُ يَذْكُرُهُ عَنْ عَاصِمٍ فَعَرَفْتُ الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ قَالَ: §" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ الرَّمَادِيُّ أَحْسِبُ يَزِيدَ قَالَ -: «مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي النَّفْسِ وَالْأَهْلِ وَالْوَلَدِ»

ما يجب استعماله في المرافقة من حسن المعاشرة وجميل الموافقة

§مَا يَجِبُ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْمُرَافَقَةِ مِنْ حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ وَجَمِيلِ الْمُوَافَقَةِ

1727 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ، حَدَّثَهُمْ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ»

1728 - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، نا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: «§صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْدِمَهُ، فَكَانَ هُوَ الَّذِي يَخْدُمُنِي»

1729 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الْوَرَّاقُ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو فِرَاسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: §«لِلسَّفَرِ مُرُوءَةٌ وَلِلْحَضَرِ مُرُوءَةٌ فَأَمَّا مُرُوءَةُ السَّفَرِ فُبُذْلُ الزَّادِ وَقِلَّةُ الْخِلَافِ عَلَى أَصْحَابِكَ وَكَثْرَةُ الْمُزَاحِ فِي غَيْرِ سَخَطِ اللَّهِ، وَأَمَّا مُرُوءَةُ الْحَضَرِ فَإِدْمَانُ الِاخْتِلَافِ إِلَى الْمَسْجِدِ وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ وَكَثْرَةُ الْأَصْدِقَاءِ وَالْإِخْوَانِ»

1730 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ، صَدَقَةَ قَالَ: يُقَالُ: «إِنَّ §السَّفَرَ مِيزَانُ الْقَوْمِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ سَفَرًا لِأَنَّهُ يُسْفِرُ عَنْ أَخْلَاقِ الرِّجَالِ»

1731 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: §«إِذَا اصْطَحَبَ الرَّجُلَانِ فَتَقَدَّمَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَقَدْ أَسَاءَ الصُّحْبَةَ»

1732 - وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: نا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، نا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: §«إِذَا كُنْتَ مَعَ صَاحِبٍ لَكَ تَمْشِي فَيُخَلَّفُ يَبُولُ فَلَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَقْضِيَ بَوْلَهُ فَلَسْتَ لَهُ بِصَاحِبٍ وَإِذَا مَا انْقَطَعَ شِسْعُهُ فَقَامَ يُصْلِحُهُ فَلَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ فَلَسْتَ لَهُ بِصَاحِبٍ»

1733 - أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، صَاحِبُ الْعَبَّاسِيِّ أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ أَبُو عَلِيٍّ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَنَاذِرٍ: §" كُنْتُ أَمْشِي مَعَ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ فَانْقَطَعَ شَسْعِي فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أُوَاسِيكَ فِي الْحَفَاءِ "

1734 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، بِنَيْسَابُورَ قَالَ أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ السَّرَّاجُ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُوعَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَطَاءٍ الرُّوذْبَارِيُّ: [البحر الطويل] §إِذَا أَنْتَ صَاحَبْتَ الرِّجَالَ فَكُنَّ فَتًى ... كَأَنَّكَ مَمْلُوكٌ لِكُلِّ رَفِيقِ وَكُنْ مِثْلَ طَعْمِ الْمَاءِ عَذْبٌ وَبَارِدٌ ... عَلَى الْكَبِدِ الْحَرَّى لِكُلِّ صِدِّيقِ" -[243]- 1735 - أنا أَبُو عُمَرَ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ، قَالَ: أُنْشِدْنَا لِعَلِيِّ بْنِ الْمِصْرِيِّ وَذَكَرَ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ مِثْلَ مَا تَقَدَّمَ سَوَاءٌ

1736 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، بِالرَّيِّ أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدَانَ الْحَافِظُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ، نا أَبُو الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، قَالَ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: " صَحِبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي سَفَرٍ فِي مَوْضِعٍ مُخِيفٍ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا مَوْضِعٌ مُخِيفٌ فَنَهَضَ سُفْيَانُ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرمل] §وَإِذَا صَاحَبْتَ فَاصْحَبْ صَاحِبًا ... ذَا عَفَافٍ وَوَفَاءٍ وَكَرَمْ قَوْلُهُ: لِلشَّيْءِ لَا إِنْ قُلْتَ: لَا ... وَإِذَا قُلْتَ: نَعَمْ قَالَ: نَعَمْ"

القول عند الورود إلى البلد المقصود

§الْقَوْلُ عِنْدَ الْوُرُودِ إِلَى الْبَلَدِ الْمَقْصُودِ

1737 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الضَّرَّابُ، نا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ إِذَا أَتَى بَلَدًا مِنَ الْبُلْدَانِ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ قَالَ: §اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مَوَدَّةَ خِيَارِهِمْ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شِرَارِهِمْ فَكَانَ اللَّهُ يُعْطِيهِ ذَلِكَ " يَنْبَغِي لِلطَّالِبِ إِذَا نَزَلَ بِالْبَلَدِ الَّذِي إِلَيْهِ رَحَلَ أَنْ يُقَدِّمَ لِقَاءَ مَنْ بِهِ مِنَ الْمَشَايِخِ وَيَتَعَجَّلَ السَّمَاعَ مِنْهُمْ خَوْفَ اعْتِرَاضِ الْحَوَادِثِ

1738 - فَقَدْ أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«الْفُرْصَةُ سَرِيعَةُ الْفَوْتِ بَطِيئَةُ الْعَوْدَةِ»

1739 - وأنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ، بِالْكُوفَةِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ، يَقُولُ -[244]-: " §خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطٍ إِلَى الْكُوفَةِ أَنَا وَهُشَيْمٌ لِنَلْقَى مَنْصُورًا، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ وَاسِطٍ سِرْتُ فَرَاسِخَ لَقِيَنِي إِمَّا أَبُو مُعَاوِيَةَ أَوْ غَيْرُهُ فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ: أَسْعَى فِي دَيْنٍ عَلَيَّ قَالَ: فَقُلْتُ: ارْجِعْ مَعِي فَإِنَّ عِنْدِي أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أُعْطِيكَ مِنْهَا أَلْفَيْنِ فَرَجَعْتُ فَأَعْطَيْتُهُ أَلْفَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَدَخَلَ هُشَيْمٌ الْكُوفَةَ بِالْغَدَاةَ وَدَخَلْتُهَا بِالْعَشِيِّ فَذَهَبَ هُشَيْمٌ فَسَمِعَ مِنْ مَنْصُورٍ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا وَدَخَلْتُ أَنَا الْحَمَّامَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ مَضَيْتُ فَأَتَيْتُ بَابَ مَنْصُورٍ فَإِذْ جَنَازَةٌ فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالُوا: جَنَازَةُ مَنْصُورٍ فَقَعَدْتُ أَبْكِي فَقَالَ لِي شَيْخٌ هُنَاكَ: يَا فَتًى مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدِمْتُ عَلَى أَنْ أَسْمَعَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ وَقَدْ مَاتَ قَالَ: فَأَدُلُّكَ عَلَى مَنْ شَهِدَ عُرْسَ أُمِّ ذَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: اكْتُبْ حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَكْتُبُ عَنْهُ شَهْرًا قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنْتَ تَكْتُبُ عَنِّي مُنْذُ شَهْرٍ لَمْ تَعْرِفْنِي أَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَلْقَى ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَّا أَنْ يَكُونَ عِنْدِي سَبْعَةُ دَرَاهِمَ أَوْ تِسْعَةُ دَرَاهِمَ وَكَانَ عِكْرِمَةُ يَسْمَعُ مِنْهُ ثُمَّ يَجِيءُ فَيُحَدِّثُنِي " وَلْيَسْمَعْ مِنْ كُلِّ شَيْخٍ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهِ وَمَا اشْتَرَكَ الْمَشَايِخُ فِيهِ فَلْيَقْتَصِرْ عَلَى سَمَاعِهِ مِنْ أَحَدِهِمْ

1740 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، نا مَذْكُورُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ، يَقُولُ: وَسَمِعَ قَوْمًا، يَقُولُونَ: نَسَخْنَا كُتُبَ فُلَانٍ وَنَسَخْنَا كُتُبَ فُلَانٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§تَرَى هَذَا الضَّرْبَ مِنَ النَّاسِ لَا يُفْلِحُونَ، كُنَّا نَأْتِي هَذَا فَنَسْمَعُ مِنْهُ مَا لَيْسَ عِنْدَ هَذَا وَنَسْمَعُ مِنْ هَذَا مَا لَيْسَ عِنْدَ هَذَا، فَقَدِمْنَا الْكُوفَةَ فَأَقَمْنَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَلَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَكْتُبَ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ لَكَتَبْنَا بِهَا فَمَا كَتَبْنَا إِلَّا قَدْرَ خَمْسَةِ آلَافِ حَدِيثٍ وَمَا رَضِينَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِالْإِمْلَاءِ إِلَّا شَرِيكٌ فَإِنَّهُ أَبَى عَلَيْنَا» -[245]- وَلِيَعْلَمِ الطَّالِبُ أَنَّ شَهْوَةَ السَّمَاعِ لَا تَنْتَهِي وَالنَّهْمَةَ مِنَ الطَّلَبِ لَا تَنْقَضِي وَالْعِلْمُ كَالْبِحَارِ الْمُتَعَذِّرِ كَيْلُهَا وَالْمَعَادِنِ الَّتِي لَا يَنْقَطِعُ نَيْلُهَا فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتَغِلَ فِي الْغُرْبَةِ إِلَّا بِمَا يَسْتَحِقُّ لِأَجْلِهِ الرِّحْلَةَ

1741 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ الرَّازِيُّ، نا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقَانِعِيُّ نا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْهُومَانِ لَا تَنْقَضِي وَاحِدٌ مِنْهُمَا نَهْمَتَهُ مَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَمَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا»

1742 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَلَدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: " إِنَّمَا §الْحَدِيثُ مِثْلُ مَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ يَقُولُ: لَيْسَ يَنْفَدُ "

1743 - نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، لَفْظًا نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغَلِّسِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: §«فِتْنَةُ هَذَا الْحَدِيثِ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ لَيْسَ يُدْرَكُ»

1744 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «إِنَّ §لِلْعِلْمِ طُغْيَانًا كَطُغْيَانِ الْمَالِ»

عود الطالب إلى وطنه واختيار إقامته على ظعنه إذا بلغ الطالب غرضه وحاز في الرحلة ما قصد له من سماع علو الأسانيد وتحصيل فوائد الشيوخ فينبغي له الرجوع إلى وطنه والاشتغال بالنظر فيما جمعه

§عَوْدُ الطَّالِبِ إِلَى وَطَنِهِ وَاخْتِيَارُ إِقَامَتِهِ عَلَى ظَعْنِهِ إِذَا بَلَغَ الطَّالِبُ غَرَضَهُ وَحَازَ فِي الرِّحْلَةِ مَا قَصَدَ لَهُ مِنْ سَمَاعِ عُلُوِّ الْأَسَانِيدِ وَتَحْصِيلِ فَوَائِدِ الشُّيُوخِ فَيَنْبَغِي لَهُ الرُّجُوعُ إِلَى وَطَنِهِ وَالِاشْتِغَالُ بِالنَّظَرِ فِيمَا جَمَعَهُ

1745 - لِمَا نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ إِمْلَاءً مِنْ حِفْظِهِ نا أَبُو رَوْقٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْهِزَّانِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ شِبْلٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَمَنَامَهُ فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ» -[247]- قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَصَفِهِ السَّفَرَ وَمَا زَالَ صَادِقًا مَصْدُوقًا فَإِنَّ الْمُسَافِرَ يُقَاسِي مِنَ الْأَهْوَالِ وَمَشَقَّةِ الْحِلِّ وَالتِّرْحَالِ وَمُعَانَاةِ النَّصَبِ وَشِدَّةِ التَّعَبِ وَالسِّيَرِ مَعَ الْخَوْفِ فِي اللَّيْلِ الْبَهِيمِ مَا يَسْتَحِقُّ وَصْفَهُ بِأَنَّهُ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ. وَوُجُودُ ذَلِكَ فِي حَقِّ صَاحِبِ الْحَدِيثِ أَكْثَرُ وَحَظُّهُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ أَجْزَلُ مِنْ حَظِّ غَيْرِهِ وَأَوْفَرُ وَلِهَذَا حُكِيَ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ

1746 - مَا أَخْبَرَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، نا أَبُو عَامِرٍ عَمْرُو بْنُ تَمِيمِ بْنِ سَيَّارٍ الطَّبَرِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ، يَقُولُ: قَالَ لِي أَبِي: §«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ شَقِيًّا فَاكْتُبِ الْحَدِيثَ» فَعَوْدُ الطَّالِبِ إِلَى مُسْتَقَرِّهِ أَحْمَدُ وَاشْتِغَالُهُ بِالنَّظَرِ فِيمَا حَصَّلَهُ أَجْدَى لِلنَّفْعِ عَلَيْهِ وَأَعْوَدُ

1747 - وَقَدْ أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرْبَنْدِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبُخَارِيُّ، نا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ رَفِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عِمْرَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ النُّورِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ مُنْصَرَفِي مِنْ مَرْوَ فَقَالَ لِي: §احْفَظْ مَا سَمِعْتَ وَعِ مَا عِنْدَكَ ثُمَّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو مُعَاوِيَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَقْ بِأَهْلِكِ فَلَوْ أَقَمْتَ عِشْرِينَ سَنَةً لَجَاءَكَ شَيْءٌ لَمْ تَسْمَعْ بِهِ "

1748 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رِزْقَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: " مَشَيْتُ خَلْفَ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ وَهُوَ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ الْجَامِعَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَحَادِيثَ، فَقَالَ لِي: §هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنَّ كَلَامَ النَّاسِ مُنْذُ مِائَتَيْ سَنَةٍ لَا يُلْحَقُ كُلُّهُ "

1749 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يَذْكُرُ أَنَّ خَيْثَمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْأَطْرَابُلُسِيَّ أَخْبَرَهُمْ نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَوْمًا يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: §«تَدْرُونَ مَا مَثَلُكُمْ مَثَلُ قَوْمٍ أُتُوا بِالطَّعَامِ فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ الثَّرِيدَ لُقَمًا وَيُرْمَوْنَ بِهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَيَقُولُونَ زِيدُونَا طَعَامًا فَمَتَى يَشْبَعُ هَؤُلَاءِ؟»

1750 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيِّ بْنُ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُجَاهِدٍ بِالشَّاشِ نا حَمْدَانُ بْنُ جَابِرٍ الشَّاشِيُّ، نا عُجَيْفُ بْنُ آدَمَ الطَّوَاوِيسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْبِيكَنْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: قَالَ لَنَا الْأَعْمَشُ: §" احْفَظُوا مَا جَمَعْتُمْ فَإِنَّ الَّذِي يَجْمَعُ وَلَا يَحْفَظُ كَالرَّجُلِ كَانَ جَالِسًا عَلَى خِوَانٍ يَأْخُذُ لُقْمَةً لُقْمَةً فَيُنْبِذُهَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ فَمَتَى تَرَاهُ يَشْبَعُ؟

باب حفظ الحديث ونفاذ البصيرة فيه وإنعام النظر في أصنافه وضروب فيه إذا استقرت بالطالب داره وانقضت من السفر والاغتراب أوطاره فليأخذ نفسه بالنظر فيما كتب والتدبر لعلم ما طلب

§بَابُ حِفْظِ الْحَدِيثِ وَنَفَاذِ الْبَصِيرَةِ فِيهِ وَإِنْعَامِ النَّظَرِ فِي أَصْنَافِهِ وَضُرُوبٍ فِيهِ إِذَا اسْتَقَرَّتْ بِالطَّالِبِ دَارُهُ وَانْقَضَتْ مِنَ السَّفَرِ وَالِاغْتِرَابِ أَوْطَارُهُ فَلْيَأْخُذْ نَفْسَهُ بِالنَّظَرِ فِيمَا كَتَبَ وَالتَّدَبُّرِ لَعِلْمِ مَا طَلَبَ

1751 - فَقَدْ حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظِ النَّيْسَابُورِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّيْلَمِيُّ بِأَنْطَاكِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ الْأَعْرَجَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «§مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَفِيدَ، فَلْيَنْظُرْ فِي كُتُبِهِ»

1752 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، بِالْكُوفَةِ نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، وَقَدْ قِيلَ لَهُ: §" يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُكْثِرُ الْقُعُودَ فِي الْبَيْتِ وَحْدَكَ؟ قَالَ: لَيْسَ أَنَا وَحْدِي أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ بَيْنَهُمْ يَعْنِي النَّظَرَ فِي الْكُتُبِ "

1753 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ، أَنَّ أَبَا مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ فَرَجٍ الْغَسَّانَيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ، يَقُولُ: §«قَدْ فَرَغَ النَّاسُ مِنَ الْكُتُبِ وَإِنَّمَا بَقِيَ النَّظَرُ فِيهَا»

1754 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ: أَنْشَدَنِي الْقَاضِي الْكَلَابِزِيُّ بِمَكَّةَ: [البحر الكامل] §وَأَلَذُّ مَا طَلَبَ الْفَتَى بَعْدَ التُّقَى ... عِلْمٌ هُنَاكَ يُزِينُهُ طَلَبُهْ وَلَعَلَّ طَالِبَ لَذَّةٍ مُتَنَزِّهٌ ... وَأَلَذُّ نُزْهَةِ عَالِمٍ كُتُبُهْ"

الحث على حفظ الحديث

§الْحَثُّ عَلَى حِفْظِ الْحَدِيثِ

1755 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، نا عَفَّانُ، قَالَ: §" سَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ أَنْ يُخْرِجَ إِلَيَّ كِتَابَ الْجُرَيْرِيِّ فَأَبَى وَقَالَ: ائْتِ هِلَالَ بْنَ حَقٍّ فَإِنَّهُ عِنْدَهُ قَالَ: وَجَدْتُ أَحْضَرَ الْعِلْمَ مَنْفَعَةً مَا وَعَيْتُهُ بِقَلْبِي وَلُكْتُهُ بِلِسَانِي "

1756 - أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْأَبْهَرِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ نا مُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، بِمَكَّةَ نا أَبُو حُمَةَ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: §«كُلُّ عِلْمٍ لَا يَدْخُلُ مَعَ صَاحِبِهِ الْحَمَّامَ فَلَا تَعُدَّهُ عِلْمًا»

1757 - أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْمِصِّيصِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ الْحَافِظُ، نا عُمَرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ، يَقُولُ: §«كُلُّ عِلْمٍ لَا يَدْخُلُ مَعِي الْحَمَّامَ فَلَيْسَ بِعِلْمٍ»

1758 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أنا أَبُو سَعْدٍ الْإِدْرِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَمْزَةَ السَّرَخْسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ يَعْنِي السَّرَخْسِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ، يَقُولُ: §«كُلُّ عِلْمٍ لَا يَدْخُلُ مَعَ صَاحِبِهِ الْحَمَّامَ فَهُوَ زُورٌ»

1759 - أَنْشَدَنِي الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّحَبِيُّ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَتْحِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَغْدَادِيُّ لِبَشَّارٍ: [البحر البسيط] §عِلْمِي مَعِي أَيْنَمَا يَمَّمْتُ يَتْبَعُنِي ... بَطْنِي وِعَاءٌ لَهُ لَا بَطْنُ صُنْدِوقِ إِنْ كُنْتُ فِي الْبَيْتِ كَانَ الْعِلْمُ فِيهِ مَعِي ... أَوْ كُنْتُ فِي السُّوقِ كَانَ الْعِلْمُ فِي السُّوقِ"

1760 - أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْخَيَّاطُ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْقُرَشِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَمُوتَ بْنَ الْمُزَرِّعِ الْعَبْدِيَّ، يَقُولُ: §«لَيْسَ الْعِلْمُ مَا حَوَاهُ الْقِمَطْرُ إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا حَوَاهُ الصَّدْرُ» أَنْشَدَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ: [البحر الرجز] لَيْسَ بِعِلْمٍ مَا حَوَى الْقِمَطْرُ ... مَا الْعِلْمُ إِلَّا مَا حَوَاهُ الصَّدْرُ فَذَاكَ فِيهِ شَرَفٌ وَفَخْرُ ... وَزِينَةٌ جَلِيلَةٌ وَقَدْرُ"

1761 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ النَّجَّارِ الْكُوفِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ: §رُبَّ إِنْسَانٍ مَلَأَ أَسْفَاطَهُ كُتُبَ الْـ ... ـعِلْمِ وَهُوَ بَعْدُ يَخُطُ فَإِذَا فَتَّشْتَهُ عَنْ عِلْمِهِ قَالَ ... عِلْمِي يَا خَلِيلِي فِي السَّفَطِ بِكَرَارِيسَ جِيَادٍ أُحْرِزَتْ ... وَبِخَطٍ أَيِّ خَطٍّ أَيٌّ خَطٍّ فَإِذَا قُلْتَ لَهُ هَاتِ أَرِنَا ... حَكَّ لَحْيَيَنِهِ جَمِيعًا وَامْتَخَطَ"

1762 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ قَالَا: نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، أنا ابْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ يَسِيرٍ الْأَزْدِيُّ: [البحر المتقارب] §أَأَشْهَدُ بِالْجَهْلِ فِي مَجْلِسٍ ... وَعِلْمِي فِي الْبَيْتِ مُسْتَوْدَعُ إِذَا لَمْ تَكُنْ حَافِظًا وَاعِيًا ... فَجَمْعُكَ لِلْكُتُبِ لَا يَنْفَعُ"

1763 - وَقَدْ أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنُ الْقَاضِي قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّصِيبِيُّ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ لِمُحَمَّدِ بْنِ يَسِيرٍ فِي جُمْلَةِ أَبْيَاتٍ وَأَوَّلُهَا: [البحر المتقارب] §أَمَا لَوْ أَعِي كُلَّ مَا أَسْمَعُ ... وَأَحْفَظُ مِنْ ذَاكَ مَا أَجْمَعُ وَلَمْ أَسْتَفِدْ غَيْرَ مَا قَدْ جَمَعْتُ ... لَقِيلَ هُوَ الْعَالِمُ الْمُقَنَّعُ وَلَكِنَّ نَفْسِي إِلَى كُلِّ شَيْءٍ ... مِنَ الْعِلْمِ تَسْمَعُهُ تَنْزِعُ فَلَا أَنَا أَحْفَظُ مَا قَدْ جَمَعْتُ ... وَلَا أَنَا مِنْ جَمْعِهِ أَشْبَعُ إِذَا لَمْ تَكُنْ وَاعِيًا حَافِظًا ... فَجَمْعُكَ لِلْكُتُبِ لَا يَنْفَعُ أَشَاهِدٌ بِالْعِيِّ فِي مَجْلِسٍ ... وَعِلْمِي فِي الْبَيْتِ مُسْتَوْدَعُ وَمَنْ يَكُ فِي عِلْمِهِ هَكَذَا ... يَكُنْ دَهْرُهُ الْقَهْقَرَى يَرْجِعُ" -[252]- 1764 - وَبَلَغَنِي أَنَّ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِمَحْمُودِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفِ بِكُشَاجِمٍ الْكَاتِبِ: [البحر الكامل] يَا مَنْ تُكَاثِرُ بِالدَّفَاتِرِ ... حَشْوُهَا حَشْوَ الْمُسَاوِرِ لَوْ كُنْتَ أَجْمَعَ غَيْرَ مَا ... تَخْتَارُ مِنْ غَرَرِ النَّوَادِرِ عَيْنٌ مِنَ الْأَخْبَارِ أَوْ ... عِلْمٌ مِنَ الْأَمْثَالِ سَائِرِ لَجَمَعْتَ مَا لَا يَسْتَقِـ ... ـلُ بِحَمْلِهِ كَوْمُ الْأَبَاعِرِ فَافْخَرْ وَكَاثِرْ بِالْقَرِ ... يحَةِ إِنَّهَا فَخْرُ الْمَفَاخِرِ وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْعِلْمَ مَا ... أَوْعَيْتَ فِي صُحُفِ الضَّمَائِرِ

1765 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْمِصْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِيسَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: قَالَ لِي أَبِي وَهُوَ يَحُضُّنِي عَلَى النَّظَرِ فِي عِلْمِي: " §اسْتَبَّ رَجُلَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: يَا رَفَفِيُّ فَانْخَذَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ وَظَنَّ أَنَّهُ قَدْ قَابَلَهُ بِشَيْءٍ عَظِيمٍ ثُمَّ عَمِلَ فِي صَلَاحِ مَا بَيْنَهُمَا فَاصْطَلَحَا فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ تَمَازَحَا فَقَالَ لَهُ: كُنَّا اسْتَبَبْنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا فَقُلْتَ لِي فِيمَا قُلْتَ لِي: يَا رَفَفِيُّ مَا الرَّفَفِيُّ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ تَكْتُبُ الْعِلْمَ وَتَضَعُهُ عَلَى الرَّفِ "

من وصف نفسه بالحفظ

§مَنْ وَصَفَ نَفْسَهُ بِالْحِفْظِ

1766 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا شَيْبَانُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، نا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: " كَانَ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ يَرَى نَاسًا يَتَخَطُّونَهُ إِلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَإِلَى غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَخَطُّونِي إِلَى مَنْ لَمْ يَكُنْ أَحْضَرَ لِرَسُولِ اللَّهِ وَلَا أَوْعَى لِحَدِيثِهِ مِنِّي لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ»

1767 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، نا عَفَّانُ، نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «§مَا اسْتَعَدْتُ حَدِيثًا قَطُّ، وَلَا شَكَكْتُ فِي حَدِيثٍ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، فَسَأَلْتُ صَاحِبِي فَإِذَا هُوَ كَمَا حَفِظْتُ»

1768 - وأنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ وأنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ الْمُؤَدِّبُ، وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْبَزَّازُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: §«مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ قَطُّ وَمَا سَمِعْتُ مِنَ رَجُلٍ حَدِيثًا قَطُّ فَأَرَدْتُ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيَّ»

1769 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لِإِسْحَاقَ: نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: §" مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ إِلَّا أَنَا أَحْفَظُهُ وَلَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيَّ قَالَ: فَقَالَ لِي إِسْحَاقُ: أَتَعْجَبُ مِنْ هَذَا يَا أَبَا حَسَنٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا عَنْ نَفْسِي كُنْتُ لَا أَكْتُبُ شَيْئًا إِلَّا حَفِظْتُهُ وَإِنِّي الْآنَ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفِ حَدِيثٍ فِي كِتَابِي "

1770 - نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَعْرَجُ النَّيْسَابُورِيُّ، لَفْظًا أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: §«كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ يُمْلِي سَبْعِينَ أَلْفِ حَدِيثٍ حِفْظًا»

1771 - أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَسْنَوَيْهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَبْيُورْدِيُّ أنا الْحَاكِمُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَدَّادِيُّ الْمَرْوَزِيُّ بِهَا، قَالَ: قَالَ أَبُو يَزِيدَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيَّ، يَقُولُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ: §" أَعْرِفُ مَكَانَ مِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا وَأَحْفَظُ مِنْهَا سَبْعِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ مِنْ ظَهْرِ قَلْبِي صَحِيحَةً وَأَحْفَظُ أَرْبَعَةَ آلَافِ حَدِيثٍ مُزَوَّرَةً فَقِيلَ: مَا مَعْنَى حِفْظُ الْمُزَوَّرَةِ؟ قَالَ: إِذَا مَرَّ بِي مِنْهَا حَدِيثٌ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ فَلَيْتُهُ مِنْهَا فَلْيًا "

في أن المعرفة بالحديث ليست تلقينا وإنما هو علم يحدثه الله في القلب أشبه الأشياء بعلم الحديث معرفة الصرف ونقد الدنانير والدراهم فإنه لا يعرف جودة الدينار والدراهم بلون ولا مس ولا طراوة ولا دنس ولا نقش ولا صفة تعود إلى صغر أو كبر ولا إلى ضيق أو سعة وإنما

§فِي أَنَّ الْمَعْرِفَةَ بِالْحَدِيثِ لَيْسَتْ تَلْقِينًا وَإِنَّمَا هُوَ عِلْمٌ يُحْدِثُهُ اللَّهُ فِي الْقَلْبِ أَشْبَهُ الْأَشْيَاءِ بِعِلْمِ الْحَدِيثِ مَعْرِفَةُ الصَّرْفِ وَنَقْدُ الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ فَإِنَّهُ لَا يَعْرِفُ جَوْدَةَ الدِّينَارِ وَالدَّرَاهِمِ بِلَوْنٍ وَلَا مَسٍّ وَلَا طَرَاوَةٍ وَلَا دَنَسٍ وَلَا نَقْشٍ وَلَا صِفَةٍ تَعُودُ إِلَى صِغَرٍ أَوْ كِبَرٍ وَلَا إِلَى ضِيقٍ أَوْ سَعَةٍ وَإِنَّمَا يَعْرِفُهُ النَّاقِدُ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ فَيَعْرِفُ الْبَهْرَجَ وَالزَّائِفَ وَالْخَالِصَ وَالْمَغْشُوشَ وَكَذَلِكَ تَمْيِيزُ الْحَدِيثِ فَإِنَّهُ عِلْمٌ يَخْلُقُهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُلُوبِ بَعْدَ طُولِ الْمُمَارَسَةِ لَهُ وَالِاعْتِنَاءِ بِهِ

1772 - وَقَدْ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: " §كَيْفَ تَعْرِفُ صَحِيحَ الْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِهِ؟ قَالَ: كَمَا يَعْرِفُ الطَّبِيبُ الْمَجْنُونَ "

1773 - قَرَأْتُ فِي كِتَابِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الطَّبَرِيِّ بِخَطِّهِ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِيَ يَقُولُ: §«مَعْرِفَةُ الْحَدِيثِ كَمَثَلِ فَصٍّ ثَمَنُهُ مِائَةُ دِينَارٍ وَآخَرُ مِثْلُهُ عَلَى لَوْنِهِ ثَمَنُهُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ»

1774 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: «§مَعْرِفَةُ الْحَدِيثِ إِلْهَامٌ» ، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " صَدَقَ لَوْ قُلْتَ: مِنْ أَيْنَ لَمْ يَكُنْ لَهُ جَوَّابٌ "

1775 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زرقٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وَهْبٍ الْبِنْدَارُ أنا أَبُو غَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: أَخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ لَا أُسَمِّيهِ حَدِيثًا قَالَ: فَغَضِبَ لَهُ جَمَاعَةٌ قَالَ: فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: يَا أَبَا سَعِيدٍ مِنْ أَيْنَ قُلْتَ هَذَا فِي صَاحِبِنَا؟ قَالَ: فَغَضِبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَقَالَ: §أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَتَى بِدِينَارٍ إِلَى صَيْرَفِيٍّ فَقَالَ: انْتَقِدْ لِي هَذَا فَقَالَ هُوَ بَهْرَجٌ يَقُولُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ قُلْتَ لِي إِنَّهُ بَهْرَجٌ؟ الْزَمْ عَمَلِي هَذَا عِشْرِينَ سَنَةً حَتَّى تَعْلَمَ مِنْهُ مَا أَعْلَمُ "

1776 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَهْرَيَارَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنْظَلِيُّ، بِالرَّيِّ حَدَّثَنِي أَبِي، نا مَحْمُودُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُمَيْعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ، يَقُولُ: " §مَعْرِفَةُ الْحَدِيثِ بِمَنْزِلَةِ مَعْرِفَةِ الذَّهَبِ وَأَحْسِبُهُ قَالَ: الْجَوْهَرُ إِنَّمَا يَبْصُرُهُ أَهْلُهُ وَلَيْسَ لِلْبَصِيرِ فِيهِ حُجَّةٌ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ قُلْتَ؟ إِنَّ هَذَا بَائِنٌ يَعْنِي جَيِّدًا أَوْ رَدِيئًا "

1777 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْكِيلِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا الْحُجَّةُ فِي تَعْلِيلِكُمُ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: §" الْحُجَّةُ أَنْ تَسْأَلَنِي عَنْ حَدِيثٍ لَهُ عِلَّةٌ فَأَذْكُرُ عِلَّتَهُ ثُمَّ تَقْصِدُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ فَتَسْأَلُهُ عَنْهُ وَلَا تُخْبِرُهُ بِأَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَنِي عَنْهُ فَيَذْكُرُ عِلَّتَهُ ثُمَّ تَقْصِدُ أَبَا حَاتِمٍ فَيُعَلِّلُهُ ثُمَّ تُمَيِّزُ كَلَامَنَا عَلَى ذَلِكَ فَإِنْ وَجَدْتَ بَيْنَنَا خِلَافًا فِي عِلَّتِهِ فَاعْلَمْ أَنَّ كَلًّا مِنَّا تَكَلَّمَ عَلَى مُرَادِهِ وَإِنْ وَجَدْتَ الْكَلِمَةَ مُتَّفِقَةً فَاعْلَمْ حَقِيقَةَ هَذَا الْعِلْمِ قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَاتَّفَقَتْ كَلِمَتُهُمْ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ إِلْهَامٌ " -[257]- فَمِنَ الْأَحَادِيثِ مَا تَخْفَى عِلَّتُهُ فَلَا يُوقَفُ عَلَيْهَا إِلَّا بَعْدَ النَّظَرِ الشَّدِيدِ وَمُضِيِّ الزَّمَنِ الْبَعِيدِ

1778 - كَمَا أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ أنا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ، أنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ النَّسَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: §«رُبَّمَا أَدْرَكْتُ عِلَّةَ حَدِيثٍ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» وَمِنْهَا مَا قَدْ كَفَى رَاوِيهِ مَؤُونَتَهُ وَأَبَانَ فِي أَوَّلِ حَالِهِ عِلَّتَهُ

1779 - كَمَا حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا مُسَبِّحُ بْنُ حَاتِمٍ الْعُكْلِيُّ، نا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، شَيْخٌ لَهُ قَدِيمٌ كَانَ يُكْثِرُ رِوَايَةَ الْحِكَايَاتِ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ لِشُعْبَةَ: " مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ أَنَّ الشَّيْخَ يَكْذِبُ؟ قَالَ: §إِذَا رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَأْكُلُوا الْقَرْعَةَ حَتَّى تَذْبَحُوهَا عَلِمْتُ أَنَّهُ يَكْذِبُ "

ذكر الأسباب التي يستعان بها على حفظ الحديث ينبغي أن يكون قصد الطالب بالحفظ ابتغاء وجه الله تعالى والنصيحة للمسلمين في الإيضاح والتبيين

§ذِكْرَ الْأَسْبَابِ الَّتِي يُسْتَعَانُ بِهَا عَلَى حِفْظِ الْحَدِيثِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ قَصْدُ الطَّالِبِ بِالْحِفْظِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى وَالنَّصِيحَةَ لِلْمُسْلِمِينَ فِي الْإِيَضَاحِ وَالتَّبْيِينِ

1780 - فَقَدْ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِنَّمَا §يَحْفَظُ الرَّجُلُ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ»

1781 - وأنا ابْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: " لَمَّا وَدَّعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: §أَمَا إِنَّكَ سَتُبْتَلَى بِهَذَا الْأَمْرِ وَإِنَّ النَّاسَ سَيَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلْتُحْسِنْ نِيَّتَكَ فِيهِ "

1782 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّجَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَرْبَهَارِيُّ، نا أَبُو الْفَضْلِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَاهِلِيُّ نا أَخِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ فِي مَنَامِي بَعْدَ مَوْتِهِ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ حَدِيثِي فِيكُمْ؟ قُلْتُ: إِذَا قُلْنَا أَبُو عَاصِمٍ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَرُدُّ عَلَيْنَا قَالَ: فَسَكَتَ عَنِّي ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: إِنَّمَا يُعْطَى النَّاسُ عَلَى قَدْرِ نِيَّاتِهِمْ " وَلْيَجْتَنِبِ ارْتِكَابِ الْمُحَرَّمَاتِ وَمُوَاقَعَةِ الْأُمُورِ الْمَحْظُورَاتِ

1783 - فَقَدْ نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَبْرَكٍ الْيَزْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ النَّضْرِ، وأنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَبْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ، نا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَبْرَكٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: " سَأَلَ رَجُلٌ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَلْ يَصْلُحُ لِهَذَا الْحِفْظِ شَيْءٌ؟ قَالَ: §إِنْ كَانَ يَصْلُحُ لَهُ شَيْءٌ فَتَرْكُ الْمَعَاصِي "

1784 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، نا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْفَتْحِ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: «§إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُلَقَّنَ، الْعِلْمَ فَلَا تَعْصِ»

1785 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: سَأَلْتُ وَكِيعًا قُلْتُ: يَا أَبَا سُفْيَانَ تَعْلَمُ شَيْئًا لِلْحِفْظِ؟ قَالَ: أَرَاكَ وَافِدًا ثُمَّ قَالَ: §تَرْكُ الْمَعَاصِي عَوْنٌ عَلَى الْحِفْظِ "

1786 - أَنْشَدَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ لِبَعْضِهِمْ: [البحر الوافر] §شَكَوْتُ إِلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ... فَأَوْمَأَ لِي إِلَى تَرْكِ الْمَعَاصِي وَقَالَ بِأَنَّ حَفِظَ الشَّيْءِ فَضْلٌ ... وَفَضْلُ اللَّهِ لَا يُدْرِكُهُ عَاصِي"

1787 - أنا مُحَمَّدٌ عَلِيٌّ الْحَرْبِيُّ أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §«إِنِّي لَأَحْسَبُ الرَّجُلَ يَنْسَى الْعِلْمَ بِالْخَطِيئَةِ يَعْمَلُهَا» وَيَأْخُذُ نَفْسَهُ بِاتِّبَاعِ أُوَامِرِ الْحَدِيثِ وَالْعَمَلِ بِهِ

1788 - فَقَدْ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعَانَ الرَّزَّازُ، نا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، نا وَكِيعٌ، قَالَ: كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ يَقُولُ: §«كُنَّا نَسْتَعِينُ عَلَى حِفْظِ الْحَدِيثِ بِالْعَمَلِ بِهِ» وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ: «كُنَّا نَسْتَعِينُ عَلَى طَلَبِهِ بِالصَّوْمِ» كَذَا كَانَ فِي أَصْلِ شَيْخِنَا ابْنِ بُكَيْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَالصَّوَابُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ

1789 - أَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، نا وَكِيعٌ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، قَالَ: §«كُنَّا نَسْتَعِينُ بِالْحَدِيثِ عَلَى حِفْظِهِ بِالْعَمَلِ» وَيُطَيِّبُ كَسْبَهُ وَيُصْلِحُ غِذَاءَهُ وَيُقِلُّ طَعَامَهُ

1790 - فَقَدْ أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدْلُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، نا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، نا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيَّ، يَقُولُ: " إِذَا كَانَ الْعَبْدُ وَرِعًا تَرَكَ مَا يُرِيبُهُ إِلَى مَا لَا يُرِيبُهُ، وَقَالَ رَجُلٌ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ: يَا رَوْحَ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ: §«انْظُرْ خُبْزَكَ مِنْ أَيْنَ هُوَ»

1791 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْبِنْدَارُ قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا ابْنُ يُونُسَ، نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: " §وَعَظَ أَعْرَابِيٌّ أَخَا لَهُ فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا يَكْفِيكَ وَدَعْ مِنْهَا مَا يُطْغِيكَ وَإِيَّاكَ وَالْبَطْنَةَ فَإِنَّهَا تُعْمِي عَنِ الْفِطْنَةِ "

دعاء لحفظ القرآن والحديث وأصناف العلوم

§دُعَاءٌ لِحِفْظِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَأصنَافِ الْعُلُومِ

1792 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ بِنَيْسَابُورَ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو أَيُّوبَ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ -[260]- رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَلَّتَ هَذَا الْقُرْآنُ مِنْ صَدْرِي فَمَا أَجِدُنِي أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبَا الْحَسَنِ §أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ وَيُنْفَعُ بِهِنَّ مَنْ عَلَّمْتَهُ وَيَثْبُتُ مَا تَعَلَّمْتَ فِي صَدْرِكَ؟ فَقَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلِّمْنِي قَالَ: إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُومَ مِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُودَةٌ وَالدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ وَهُوَ قَوْلُ أَخِي يَعْقُوبَ لِبَنِيهِ سَوْفَ اسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي يَقُولُ حَتَّى تَأْتِيَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ فِي وَسَطِهَا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ فِي أَوَّلِهَا فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةِ يس وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَحم الدُّخَانُ وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَالم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَفِي الرَّكْعَةِ الرَّابِعَةِ تَبَارَكَ الْمُفَصَّلُ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَأَحْسِنِ الثَّنَاءَ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلِإِخْوَانِكَ الَّذِينَ سَبَقُوكَ بِالْإِيمَانِ وَقُلِ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَا لَا يَعْنِينِي وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَالْقُوَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ وَيَا رَحْمَنُ بِجَلَالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِكِتَابِكَ بَصَرِي وَأَنْ تُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي وَأَنْ تُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي، وَأَنْ تَشْرَحَ بِهِ صَدْرِي وَأَنْ تُشْغِلَ بِهِ بَدَنِي فَإِنَّهُ لَا يُعِينُنِي عَلَى الْحَقِّ غَيْرُكَ وَلَا يُؤْتِينِيهِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ أَبَا الْحَسَنِ تَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا تُجَابُ بِإِذْنِ اللَّهِ ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَمَا لَبِثَ عَلِيٌّ إِلَّا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا حَتَّى جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ فِيمَا خَلَا لَأَتَعَلَّمَ أَرْبَعَ آيَاتٍ أَوْ نَحْوَهُنَّ فَإِذَا قَرَأْتُهُنَّ فِي نَفْسِي يَتَفَلَّتْنَ وَأَنَا الْيَوْمَ أَتَعَلَّمُ الْأَرْبَعِينَ آيَةً وَنَحْوِهَا فَإِذَا قَرَأْتُهَا عَلَى نَفْسِي فَلَكَأَنَّمَا كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ عَيْنِي وَلَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَإِذَا أَرَدْتُهُ تَفَلَّتَ مِنِّي وَأَنَا الْيَوْمَ أَسْمَعُ الْأَحَادِيثَ فَإِذَا تَحَدَّثْتُ بِهَا لَمْ أُخْرِمْ مِنْهَا حَرْفًا قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَلِكَ مُؤْمِنٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَبُو الْحَسَنِ»

1793 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ الْمَتُّوثِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، نا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، نا وَكِيعٌ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ أَرَادَ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ حِفْظَ الْقُرْآنِ وَحِفْظَ الْعِلْمِ، فَلْيَكْتُبْ هَذَا الدُّعَاءَ فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ بِعَسَلٍ ثُمَّ يَغْسِلُهُ بِمَاءِ مَطَرٍ يَأْخُذُهُ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ يَشْرَبُهُ عَلَى الرِّيقِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنَّهُ يَحْفَظُ بِإِذْنِ اللَّهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَسْئُولٌ لَمْ يُسْأَلْ مِثْلُكَ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ، وَمُوسَى كَلِيمِكَ وَنَجِيِّكَ، وَعِيسَى كَلِمَتِكَ وَرُوحِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ، وَتَوْرَاةِ مُوسَى، وُزَبُورِ دَاوُدَ، وَإِنْجِيلِ عِيسَى، وَقُرْآنِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ وَحْيٍ أَوْحَيْتَهُ، وَبِكُلِّ حَقٍّ قَضَيْتَهُ، وَبِكُلِّ سَائِلٍ أَعْطَيْتَهُ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ أَنْبِيَاؤُكَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُمْ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي ثَبَتَ بِهِ أَرْزَاقُ الْعِبَادِ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اسْتَقَلَّ بِهِ عَرْشُكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الْأَرَضِينَ فَاسْتَقَرَّتْ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَمْتَ بِهِ السَّمَاوَاتِ فَاسْتَقَلَّتْ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى النَّهَارِ فَاسْتَنَارَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الْجِبَالِ فَرَسَتْ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الْوِتْرِ الْفَرْدِ الطَّاهِرِ الظَّاهِرِ الطُّهْرِ الْمُبَارَكِ الْمُقَدَّسِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ نُورِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ أَنْ تَرْزُقَنِي حِفْظَ كِتَابِكَ الْقُرْآنِ وَحِفْظَ أَصْنَافِ الْعِلْمِ، وَتُثْبِتْهُمَا فِي قَلْبِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَتُخْلِطْهُمَا بِلَحْمِي وَدَمِي وَمُخِّي وَتَشْغَلَ بِهِمَا جَسَدِي فِي لَيْلِي وَنَهَارِي، فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ لِي وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "

المآكل المستحب تناولها والمأمور باجتنابها للحفظ

§الْمَآكِلُ الْمُسْتَحَبُّ تَنَاوُلُهَا وَالْمَأْمُورُ بِاجْتِنَابِهَا لِلْحِفْظِ

1794 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، أنا أَبُو مُعَاذٍ التِّرْمِذِيُّ الْجَارُودُ بْنُ مُعَاذٍ، نا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: §«عَلَيْكَ بِالْعَسَلِ فَإِنَّهُ جَيِّدٌ لِلْحِفْظِ»

1795 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، نا أَبُو ثَابِتٍ الْحَطَّابُ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ تَمَّامٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وأنا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْخَطِيبُ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ نا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الدَّبَّاغُ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ تَمَّامٍ السُّلَمِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَلَكِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: " §مَنْ سَرَّهُ وَقَالَ الْهَاشِمِيُّ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْفَظَ الْحَدِيثَ فَلْيَأْكُلِ الزَّبِيبَ "

1796 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا سُهَيْلُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَثُ، بِمِصْرَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، نا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ: §«عَلَيْكُمْ بِالرُّمَّانِ الْحُلْوِ فَإِنَّهُ نَصُوحُ الْمَعِدَةِ»

1797 - أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ بِهَا أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ الْحَافِظُ نا أَبُو يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَشَكَا إِلَيْهِ النِّسْيَانَ فَقَالَ: §«عَلَيْكَ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ فَإِنَّهُ يُشَجِّعُ الْقَلْبَ وَيَذْهَبُ بِالنِّسْيَانِ»

1798 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى يَعْنِي النَّصِيبِيَّ، نا أَبُو الطَّاهِرِ هُوَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُّ نا أَبُو الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«حَلْقُ الْقَفَا يَزِيدُ فِي الْحِفْظِ»

1799 - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَرْهَانٍ الْغَزَّالُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَبُو عَوَانَةَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ نا أَبُو حَفْصِ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ، عَنْ خُصَيْفِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«مِثْقَالٌ مِنْ سُكَّرٍ وَمِثْقَالٌ مِنْ كَنْدَرٍ يَسْتَفُّهُ الرَّجُلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ عَلَى الرِّيقِ جَيِّدٌ لِلْبَوْلِ وَالنِّسْيَانِ»

1800 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ، أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ شَاكِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا: §«أَنَّهُ شَكَا إِلَيْهِ النِّسْيَانَ فَقَالَ عَلَيْكَ بِالْكُنْدُرِ انْقَعْهُ مِنَ اللَّيْلِ فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَخُذْ مِنْهُ شَرْبَةً عَلَى الرِّيقِ فَإِنَّهُ جَيِّدٌ مِنَ النِّسْيَانِ»

1801 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا أَبُو الطَّاهِرِ، نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: §«التُّفَّاحُ يُورِثُ النِّسْيَانَ»

1802 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، نا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، قَالَ: " §خَمْسٌ تُورِثُنِي النِّسْيَانَ: أَكْلُ التُّفَّاحِ وَشُرْبُ سُؤْرِ الْفَأْرَةِ وَالْحِجَامَةُ فِي النُّقْرَةِ وَإِلْقَاءُ الْقَمْلَةِ وَالْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، وَعَلَيْكُمْ بِاللُّبَّانِ فَإِنَّهُ يُشَجِّعُ الْقَلْبَ وَيَذْهَبُ بِالنِّسْيَانِ "

1803 - نا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، نا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " §مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي قَطُّ شَيْئًا فَنَسِيتُهُ قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ أَكْلَ التُّفَّاحِ وَسُؤْرَ الْفَأْرِ وَيَقُولُ: إِنَّهُ يُنْسِي قَالَ: وَكَانَ يَشْرَبُ الْعَسَلَ وَيَقُولُ: إِنَّهُ يُذَكِّرُ "

1804 - وأنا ابْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، نا يَعْقُوبُ، وَأَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ أنا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَا: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يَقُولُ: §«مَا أَكَلْتُ تُفَّاحًا وَلَا أَكَلْتُ خَلًّا مُنْذُ عَالَجْتُ الْحِفْظَ»

1805 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلَّابُ قَالَ: قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ صَاحِبَ السَّوْدَاءِ يَحْفَظُ. قَالَ: «لَا §هِيَ أُخْتُ الْبَلْغَمِ صَاحِبُهَا لَا يَحْفَظُ شَيْئًا إِنَّمَا يَحْفَظُ صَاحِبُ الصَّفْرَاءِ»

ما ينبغي للطالب أن يوظفه على نفسه من مطالعة الحديث في الليل وإدامة درسه

§مَا يَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ يُوَظِّفَهُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ مُطَالَعَةِ الْحَدِيثِ فِي اللَّيْلِ وَإِدَامَةِ دَرْسِهِ

1806 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «§جَزَّأْتُ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، ثُلُثًا أُصَلِّي وَثُلُثًا أَنَامُ وَثُلُثًا أَذَكَرُ فِيهِ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: §«كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يُجَزِّئُ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ ثُلُثَا يَنَامُ وَثُلُثًا يُصَلِّي وَثُلُثًا يَذْكُرُ فِيهِ الْحَدِيثَ»

1807 - أنا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ بِبُخَارَى أنا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ شَادَوَيْهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الصَّمْغِ الْكَشِّيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عِنْدَنَا لَيْلَةً قَالَ: وَسَمِعْتُ قَرَأَ الْقُرْآنَ مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ نَائِمٌ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَقَضَى جُزْأَهُ مِنَ الصَّلَاةِ ثُمَّ قَعَدَ فَجَعَلَ يَقُولُ: الْأَعْمَشُ وَالْأَعْمَشُ وَالْأَعْمَشُ وَمَنْصُورٌ وَمَنْصُورٌ وَمَنْصُورٌ وَمُغِيرَةُ وَمُغِيرَةُ وَمُغِيرَةُ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا هَذَا؟ قَالَ: §هَذَا جُزْئِي مِنَ الصَّلَاةِ وَهَذَا جُزْئِي مِنَ الْحَدِيثِ "

1808 - أنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُعَدَّلُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، نا أَبُو عِكْرِمَةَ، أنا الْعُتْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ الْمُنْذِرُ لِلنُّعْمَانِ ابْنِهِ: §«يَا بُنَيَّ أُحِبُّ لَكَ النَّظَرَ فِي الْأَدَبِ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ الْقَلْبَ بِالنَّهَارِ طَائِرٌ وَبِاللَّيْلِ سَاكِنٌ فَكُلَّمَا أَوْعَيْتَ فِيهِ شَيْئًا عَلِقَهُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا اخْتَارُوا الْمُطَالَعَةَ بِاللَّيْلِ لِخُلُوِّ الْقَلْبِ فَإِنَّ خُلُوَّهُ يُسْرِعُ إِلَيْهِ الْحِفْظَ وَلِهَذَا قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ:

1809 - فِيمَا أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " قِيلَ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: §مَا أَعْوَنُ الْأَشْيَاءِ عَلَى الْحِفْظِ؟ قَالَ: قِلَّةُ الْغَمِّ " وَلَيْسَ يَكُونُ قِلَّةُ الْغَمِّ إِلَّا مَعَ خُلُوِّ السِّرِّ وَفَرَاغِ الْقَلْبِ. وَاللَّيْلُ أَقْرَبُ الْأَوْقَاتِ مِنْ ذَلِكَ

1810 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَحْمَدَ الصَّيْدَنَانِيَّ، بِمَكَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ وَاضِحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ أَحْمَدَ بْنَ الْفُرَاتِ يَقُولُ: §" لَمْ نَزَلْ نَسْمَعُ شُيُوخَنَا يَذْكُرُونَ أَشْيَاءَ فِي الْحِفْظِ فَأَجْمِعُوا أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَبْلَغَ فِيهِ إِلَّا كَثْرَةُ النَّظَرِ، وَحِفْظُ اللَّيْلِ غَالِبٌ عَلَى حِفْظِ النَّهَارِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي أُوَيْسٍ يَقُولُ: إِذَا هَمَمْتَ أَنْ تَحْفَظَ شَيْئًا فَنَمْ وَقُمْ عِنْدَ السَّحَرِ فَأَسْرِجْ وَانْظُرْ فِيهِ فَإِنَّكَ لَا تَنْسَاهُ بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " وَيَنْبَغِي لِمَنْ طَالِعَ فِي كِتَابِهِ أَنْ يَجْهَرَ بِقِرَاءَتِهِ قَدْرَ مَا يُسْمِعُهُ

1811 - فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطَّاهِرِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْجَوْهَرِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: §" دَخَلَ عَلَيَّ أَبِي وَأَنَا أُرَوِّي فِي دَفْتَرٍ وَلَا أُجَهِّرُ أَرْوِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي فَقَالَ لِي: إِنَّمَا لَكَ مِنْ رِوَايَتِكَ هَذِهِ مَا أَدَّى بَصَرُكَ إِلَى قَلْبِكَ فَإِذَا أَرَدْتَ الرِّوَايَةَ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَاجْهُرْ بِهَا فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ مَا أَدَّى بَصَرُكَ إِلَى قَلْبِكَ وَمَا أَدَّى سَمْعُكَ إِلَى قَلْبِكَ "

تكرير المحفوظ على القلب

§تَكْرِيرُ الْمَحْفُوظِ عَلَى الْقَلْبِ

1812 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: §«أَطِيلُوا كرَّ الْحَدِيثِ لَا يَدْرُسُ»

1813 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نا ابْنُ عَسْكَرٍ، نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: §«وُضِعَ طَسْتٌ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ شِهَابٍ فَتَذَكَّرَ حَدِيثًا فَلَمْ تَزَلْ يَدُهُ فِي الطَّسْتِ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ حَتَّى صَحَّحَهُ»

1814 - نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: §«اجْعَلُوا الْحَدِيثَ حَدِيثَ أَنْفُسِكُمْ وَفِكْرَ قُلُوبِكُمْ تَحْفَظُوهُ»

1815 - وأنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمَكِّيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ: " §قِيلَ: الِاحْتِفَاظُ بِمَا فِي صَدْرِ الرَّجُلِ أَوْلَى مِنْ دَرْسِ دَفْتَرِهِ، وَحَرْفٌ تَحْفَظُهُ بِقَلْبِكَ أَنْفَعُ لَكَ مِنْ أَلْفِ حَدِيثٍ فِي دَفَاتِرِكَ "

1816 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَمٍ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: " §قِيلَ لِلْأَصْمَعِيِّ: " كَيْفَ حَفِظْتَ وَنَسِيَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: دُرُسْتُ وَتَرَكُوا "

1817 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا الْمَرَاغِيَّ، يَقُولُ: " §دَخَلْتُ مَقْبَرَةً بِتُسْتَرَ فَسَمِعْتُ صَائِحًا يَصِيحُ: وَالْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سَاعَةً طَوِيلَةً فَكُنْتُ أَطْلُبُ الصَّوْتَ إِلَى أَنْ رَأَيْتُ ابْنَ زُهَيْرٍ وَهُوَ يَدْرُسُ مَعَ نَفْسِهِ مِنْ حِفْظِهِ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ "

مذاكرة الحديث مع عامة الناس

§مُذَاكَرَةُ الْحَدِيثِ مَعَ عَامَّةِ النَّاسِ

1818 - أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْوَاعِظُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ: سَأَلْتُ وَكِيعًا عَنِ الرَّجُلِ يَطْلُبُ الْعِلْمَ وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يُذَاكِرَ بِهِ وَيُحَدِّثَ بِهِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ أَتُرَاهُ يَأْثَمُ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا يَا ابْنَ أَخِي، نا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: §«طَلَبْنَا هَذَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ نِيَّةٌ ثُمَّ جَاءَتِ النِّيَّةُ وَالْعَمَلُ بَعْدُ»

1819 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: §«تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُهَيِّجُ الْحَدِيثَ»

1820 - أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، أنا أَبُو النَّضْرِ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: §«تَذَاكَرُوا فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُذَكِّرُ الْحَدِيثَ»

1821 - أنا ابْنُ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: §«تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ فَإِنَّ حَيَاتَهُ ذِكْرُهُ»

وَقَالَ: نا قَبِيصَةُ نا فِطْرٌ عَنْ شَيْخٍ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: §«تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ فَإِنَّ حَيَاتَهُ ذِكْرُهُ»

1822 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ الْمَتُّوثِيُّ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلَانِيُّ نا أَبُو النَّضْرِ، نا عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: §«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْفَظَ الْحَدِيثَ فَلْيُحَدِّثْ بِهِ وَلَوْ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ مَنْ لَا يَشْتَهِيهِ، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ كَالْكِتَابِ فِي صَدْرِهِ»

1823 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §«اذْكُرِ الْحَدِيثَ عِنْدَ مَنْ يَشْتَهِيهِ وَعِنْدَ مَنْ لَا يَشْتَهِيهِ حَتَّى تَدْرُسَهُ ثُمَّ تَحْفَظَهُ كَأَنَّهُ إِمَامٌ»

1824 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: §" أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ الْعِلْمَ مِنْ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِ فَيَأْتِي إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ وَهِيَ نَائِمَةٌ فَيُوقِظُهَا فَيَقُولُ: اسْمَعِي حَدَّثَنِي فُلَانٌ كَذَا وَفُلَانٌ كَذَا فَتَقُولُ: مَالِي وَمَا لِهَذَا الْحَدِيثِ؟ فَيَقُولُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ لَا تَنْتَفِعِينَ بِهِ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ الْآنَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَذْكِرَهُ "

1825 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، إِمْلَاءً قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا زِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، قَالَ: " §ذَهَبْنَا مَعَ الزُّهْرِيِّ إِلَى أَرْضِهِ بِالشَّغَبِ قَالَ: فَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَجْمَعُ الْأَعَارِيبَ فَيُحَدِّثُهُمْ يُرِيدُ الْحِفْظَ "

المذاكرة مع الأتباع والأصحاب

§الْمُذَاكَرَةُ مَعَ الْأَتْبَاعِ وَالْأَصْحَابِ

1826 - أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ بِهَمَذَانَ نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ، فِي قَدِيمِ دَهْرِهِ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ، نا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " قَالَ كَانَ يَقُولُ: يَا سَعِيدُ اخْرُجْ بِنَا إِلَى النَّخْلِ وَيَقُولُ: يَا سَعِيدُ حَدِّثْ قُلْتُ: أُحَدِّثُ وَأَنْتَ شَاهِدٌ؟ قَالَ: §إِنْ أَخْطَأْتَ فَتَحْتُ عَلَيْكَ "

1827 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: §«إِنَّهُ لَيَطُولُ عَلَيَّ اللَّيْلُ حَتَّى أَلْقَى أَصْحَابِي فَأُذَاكِرُهُمْ»

1828 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَّاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: §«أَنَّ فَاطِمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا أَنْ تَحِلَّ فَحَلَّتْ وَنَضَحَتِ الْبَيْتَ بِنَضُوحٍ» قَالَ جَعْفَرٌ: وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ لِي: إِيشْ عِنْدَ صَاحِبِكَ عَنْ حَجَّاجٍ فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ حَجَّاجٍ بِأَرْبَعِ مِائَةِ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِهِ "

1829 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، فِي كِتَابِهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَقِيهَ أَبَا بَكْرٍ الْأَبْهَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي دَاوُدَ، يَقُولُ: لِأَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ الْحَافِظِ: " §يَا أَبَا عَلِيٍّ: إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ الْبَجَلِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ فَقَالَ: أَحْسَنْتَ يَا أَبَا عَلِيٍّ هَكَذَا قَالَ "

1830 - وَقَدْ أَخْبَرَنِي بِالْحَدِيثِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الْإِمَامُ -[270]- بِأَصْبَهَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَفْصٍ الْمَغَازِلِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، نا يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ، نا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، وَالْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَا: " رَجَعْنَا مِنْ مَكَّةَ فَمَرَرْنَا بِأَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمَا؟ قُلْنَا: مِنَ الْحَجِّ قَالَ: §لَعَلَّكُمَا تَمَتْعَتْمَا قُلْنَا: لَا: قَالَ فَلَا تَفْعَلَا فَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ غَيْرِنَا " قَالَ أَبُو بَكْرُ: إِبْرَاهِيمُ الْأَوَّلُ ابْنُ طَهْمَانَ وَالثَّانِي ابْنُ مُهَاجِرٍ وَالثَّالِثُ التَّيْمِيُّ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَذَا الْقَوْلُ أَصَحُّ مِنَ الْأَوَّلِ

المذاكرة مع الأقران والأتراب

§الْمُذَاكَرَةُ مَعَ الْأَقْرَانِ وَالْأَتْرَابِ

1831 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الْحُمَيْدِيَّ، نا سُفْيَانُ، نا عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، قَالَ: §«رَأَيْتُ أَبَا يَحْيَى الْأَعْرَجَ وَكَانَ عَالِمًا بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ اجْتَمَعَ هُوَ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَتَذَاكَرَا حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ»

1832 - وأنا مُحَمَّدٌ، نا عَبْدُ اللَّهِ، نا يَعْقُوبُ، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ، يَقُولُ: " الْتَقَى ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ فَتَذَاكَرَا الْحَدِيثَ فَسَمِعْتُ أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِلْآخَرِ: §يَرْحَمُكُ اللَّهُ فَرُبَّ حَدِيثٍ أَحْيَيْتَهُ فِي صَدْرِي كَانَ قَدْ مَاتَ "

1833 - أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ أنا أَبُو الْمَيْمُونِ الْبَجَلِيُّ، أنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يُعَاتِبُ أَصْحَابَ الْأَوْزَاعِيِّ فَقَالَ: §«مَالَكُمْ لَا تَجْتَمِعُونَ مَالَكُمْ لَا تَتَذَاكَرُونَ؟»

1834 - أنا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيُّ، نا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّاهِدُ بِالرَّيِّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ ثَعْلَبًا قَالَ: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: §«ذَاكِرْ بِعِلْمِكَ تَذْكُرُ مَا عِنْدَكَ وَتَسْتَفِدْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ»

1835 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ، نا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِي قَالَ: قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكَرَابِيسِ قَالَ: §«كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَجِيءُ وَنَحْنُ عِنْدَ أَيُّوبَ فِي السُّوقِ مُتَقَنِّعًا فَإِذَا تَرَاءَى لَهُ مِنْ بَعِيدٍ مِمَّا يَلِي الْحَذَّائِينَ أَخَذَ نَعْلَيْهِ فَانْتَعَلَ وَقَامَ إِلَيْهِ وَيَذْهَبَانِ فَيُصَلِّيَانِ فِي بَعْضِ مَسَاجِدِ الْقَبَائِلِ، ثُمَّ يَجْلِسَانِ فَيَتَذَاكَرَانِ الْحَدِيثَ»

1836 - أنا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ أَحْمَدَ الزُّهْرِيُّ الْخَطِيبُ بِالدِّينَوَرِ أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْجَارُودِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: " §سِتَّةٌ كَادَتْ تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ عِنْدَ الْمُذَاكَرَةِ: يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَوَكِيعٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو دَاوُدَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ عَلِيٌّ: مِنْ شِدَّةِ شَهْوَتِهِمْ لَهُ "

1837 - قَالَ عَلِيٌّ: §«تَذَاكَرَ وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لَيْلَةً فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ فَلَمْ يَزَالَا حَتَّى أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ أَذَانَ الصُّبْحِ»

1838 - حَدَّثَنِي أَبُو النَّجِيبِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأُرْمَوِيُّ، مُذَاكَرَةً قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ فَارِسٍ اللُّغَوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ ابْنَ الْعَمِيدِ يَقُولُ: §" مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ فِيَ الدُّنْيَا حَلَاوَةً أَلَذَّ مِنَ الرِّئَاسَةِ وَالْوَزَارَةِ الَّتِي أَنَا فِيهَا حَتَّى شَاهَدْتُ مُذَاكَرَةَ -[275]- سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيِّ وَأَبِي بَكْرٍ الْجِعَابِيِّ بِحَضْرَتِي فَكَانَ الطَّبَرَانِيُّ يَغْلِبُ الْجِعَابِيَّ بِكَثْرَةِ حِفْظِهِ وَكَانَ الْجِعَابِيُّ يَغْلِبُ الطَّبَرَانِيَّ بِفِطْنَتِهِ وَذَكَاءِ أَهْلِ بَغْدَادَ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهَا وَلَا يَكَادُ أَحَدُهُمَا يَغْلِبُ صَاحِبَهُ فَقَالَ الْجِعَابِيُّ: عِنْدِي حَدِيثٌ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا عِنْدِي فَقَالَ: هَاتِهِ فَقَالَ: نَا أَبُو خَلِيفَةَ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ وَحَدَّثَ بِالْحَدِيثِ فَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ وَمِنِّي سَمِعَ أَبُو خَلِيفَةَ فَاسْمَعْ مِنِّي حَتَّى يَعْلُوَ إِسْنَادُكَ فَإِنَّكَ تَرْوِي عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ عَنِّي فَخَجَلَ الْجِعَابِيُّ وَغَلَبَهُ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ ابْنُ الْعَمِيدِ: فَوَدِدْتُ فِي مَكَانِي أَنَّ الْوَزَارَةَ وَالرِّئَاسَةَ لَيْتَهَا لَمْ تَكُنْ لِي وَكُنْتُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفَرَحْتُ مِثْلَ الْفَرَحِ الَّذِي فَرِحَ بِهِ الطَّبَرَانِيُّ لِأَجَلِ الْحَدِيثِ أَوْ كَمَا قَالَ "

1839 - وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِالْحَدِيثِ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُلْحَمِيُّ إِمْلَاءً، نا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا تُوفِّيَ أَبُو طَالِبٍ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاشِيًا عَلَى قَدَمَيْهِ إِلَى الطَّائِفِ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ فَلَمْ يُجِيبُوهُ فَأَتَى ظِلَّ شَجَرَةٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: §«اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَنْتَ أَرْحَمُ بِي مِنْ أَنْ تَكِلَنِي إِلَى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي أَوْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي إِنْ لَمْ تَكُنْ عَلَيَّ غَضْبَانًا فَلَا أُبَالِي غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكِ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ أَوْ تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ» 1840 - ذَكَرَ لِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْهَمَذَانِيُّ أَنَّ شَيْخَنَا أَبَا نُعَيْمٍ حَدَّثَهُمْ بِهِ، عَنِ الْمُلْحَمِيِّ، هَكَذَا ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: وَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ الطَّبَرَانِيُّ

المذاكرة مع الشيوخ وذوي الأسنان

§الْمُذَاكَرَةُ مَعَ الشُّيُوخِ وَذَوِي الْأَسْنَانِ

1841 - أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«مَنْ أَكْثَرَ مُذَاكَرَةَ الْعُلَمَاءِ لَمْ يَنْسَ مَا عَلِمَ وَاسْتَفَادَ مَا لَمْ يَعْلَمْ»

1842 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابٍ الطِّيبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: §كَانَ النَّاسُ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ الْأَوَّلِ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ قَالَ: الْيَوْمُ يَوْمُ غَنَمِي فَيَتَعَلَّمُ مِنْهُ وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ قَالَ: الْيَوْمُ يَوْمُ مُذَاكَرَتِي فَيُذَاكِرُهُ وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ دُونَهُ عَلَّمَهُ وَلَمْ يَزْهُ عَلَيْهِ، قَالَ: حَتَّى صَارَ هَذَا الزَّمَانُ فَصَارَ الرَّجُلُ يَعِيبُ مَنْ فَوْقَهُ ابْتِغَاءَ أَنْ يَنْقَطِعَ مِنْهُ حَتَّى لَا يَرَى النَّاسُ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ لَمْ يُذَاكِرْهُ فَهَلَكَ النَّاسُ عِنْدَ ذَلِكَ "

1843 - أنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهَ الضَّرِيرَ، بِالرَّيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى الْخُوَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، يَقُولُ: §«كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فِي الْمَسْجِدِ فِي لَيْلَةٍ شِتْوِيَّةٍ بَارِدَةٍ فَقُمْنَا لِنَخْرُجَ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ ذَاكَرَنِي بِحَدِيثٍ أَوْ ذَاكَرْتُهُ بِحَدِيثٍ، فَمَا زَالَ يُذَاكِرُنِي وَأُذَاكِرُهُ حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ فَأَذَّنَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ»

1844 - أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، أنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى يَعْنِي السَّاجِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا ابْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيٌّ فَأَقْبَلَ ابْنُ الشَّاذَكُونِيِّ فَسَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ لِيَحْيَى الْقَطَّانِ: طَارِقٌ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ؟ فَقَالَ يَحْيَى: يَجْرِيَانِ مَجْرًى وَاحِدًا فَقَالَ الشَّاذَكُونِيُّ: §يَسْأَلُكَ عَمَّا لَا تَدْرِي وَتَكَلَّفُ لَنَا مَا لَا تُحْسِنُ إِنَّمَا تُكْتَبُ عَلَيْكَ ذُنُوبُكَ. حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ -[277]- مُهَاجِرٍ خَمْسُمِائَةٍ وَحَدِيثُ طَارِقٍ مِائَتَانِ، عِنْدَكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِائَةٌ وَعَنْ طَارِقٍ عَشَرَةٌ، فَأَقْبَلَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَقُلْنَا: هَذَا ذُلٌّ فَقَالَ يَحْيَى: «دَعُوهُ فَإِنْ كَلَّمْتُمُوهُ لَمْ آمَنْ أَنْ يَقْذِفَنَا بِأَعْظَمَ مِنْ هَذَا»

1845 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيَّ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: " قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَعُنِيتُ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ فَجَمَعْتُهَا فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ لَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: هَاتِ يَا عَلِيُّ مَا عِنْدَكَ فَقُلْتُ: مَا أَحَدٌ يُفِيدُنِي عَنِ الْأَعْمَشِ شَيْئًا قَالَ: فَغَضِبَ فَقَالَ: §هَذَا كَلَامُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَمَنْ يَضْبُطُ الْعِلْمَ وَمَنْ يُحِيطُ بِهِ مِثْلُكَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا أَمَعَكَ شَيْءٌ تَكْتُبُ فِيهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: اكْتُبْ قُلْتُ ذَاكِرْنِي فَلَعَلَّهُ عِنْدِي قَالَ: اكْتُبْ لَسْتُ أُمْلِي عَلَيْكَ إِلَّا مَا لَيْسَ عِنْدَكَ قَالَ: فَأَمْلَى عَلَيَّ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا حَدِيثًا ثُمَّ قَالَ: لَا تَعُدْ قُلْتُ: لَا أَعُودُ قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ سَنَةٍ جَاءَ سُلَيْمَانُ إِلَى الْبَابِ فَقَالَ: أَمْضِ بِنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى أَفْضَحَهُ الْيَوْمَ فِي الْمَنَاسِكِ قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ سُلَيْمَانُ مِنْ أَعْلَمِ أَصْحَابِنَا بِالْحَجِّ قَالَ: فَذَهَبْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: هَاتَا مَا عِنْدَكُمَا وَأَظُنُّكَ يَا سُلَيْمَانُ صَاحِبَ الْخُطْبَةِ قَالَ: نَعَمْ مَا أَحَدٌ يُفِيدُنَا فِي الْحَجِّ شَيْئًا فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا سُلَيْمَانُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَضَى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ فَوَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ؟ فَانْدَفَعَ سُلَيْمَانُ فَرَوَى: يَتَفَرَّقَانِ حَيْثُ اجْتَمَعَا وَيَجْتَمِعَانِ حَيْثُ تَفَرَّقَا قَالَ: ارْوِ وَمَتَى يَجْتَمِعَانِ؟ وَمَتَى يَفْتَرِقَانِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ سُلَيْمَانُ فَقَالَ: اكْتُبْ وَأَقْبَلَ يُلْقِي عَلَيْهِ الْمَسَائِلَ وَيُمْلِي عَلَيْهِ حَتَّى كَتَبْنَا ثَلَاثِينَ مَسْأَلَةً فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ يَرْوِي الْحَدِيثَ وَالْحَدِيثَيْنِ وَيَقُولُ: سَأَلْتُ مَالِكًا وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ قَالَ: فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ: لَا تَعُدْ ثَانِيًا يَقُولُ مِثْلَ مَا قُلْتُ فَقُمْنَا وَخَرَجْنَا قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سُلَيْمَانُ فَقَالَ: إِيشْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ صُلْبِ مَهْدِيٍّ هَذَا كَأَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَهُمْ سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ "

1846 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا ابْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: أَنْشَدَنَا عَزِيزُ بْنُ سِمَاكٍ الْكَرْمَانِيُّ، وَكَانَ مِنْ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ: [البحر الكامل] §مَا لَذَّتِي إِلَّا رِوَايَةُ مُسْنَدٍ ... قَدْ قُيِّدَتْ بِفَصَاحَةِ الْأَلْفَاظِ وَمَجَالِسٌ فِيهَا تَحِلُّ سَكِينَةٌ ... وَمُذَاكَرَاتُ مَعَاشِرَ الْحُفَّاظِ نَالُوا الْفَضِيلَةَ وَالْكَرَامَةَ وَالنُّهَى ... مِنْ رَبِّهِمْ بِرِعَايَةٍ وَحِفَاظٍ لَاظُو بِرَبِّ الْعَرْشِ لَمَّا أَيْقَنُوا ... أَنَّ الْجِنَانَ لِعُصْبَةِ لُوَّاظِ"

دوام المراعاة للحديث والمذاكرة به واتقاء الفتور عنه

§دَوَامُ الْمُرَاعَاةِ لِلْحَدِيثِ وَالْمُذَاكَرَةِ بِهِ وَاتِّقَاءِ الْفُتُورِ عَنْهُ

1847 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الْوَرَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّامِتُ، نا ابْنُ أَبِي الثَّلْجِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: «§الْقُلُوبُ تُرْبٌ، وَالْعِلْمُ غَرْسُهَا، وَالْمُذَاكَرَةُ مَاؤُهَا، فَإِذَا انْقَطَعَ عَنِ التُّرْبِ مَاؤُهَا جَفَّ غَرْسُهَا»

1848 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ سُفْيَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْبُرُلُّسِيُّ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: «إِنَّمَا §مَثَلُ صَاحِبِ الْحَدِيثِ بِمَنْزِلَةِ السِّمْسَارِ إِذَا غَابَ عَنِ السُّوقِ خَمْسَةَ أَيَّامٍ تَغَيَّرَ بَصَرُهُ»

1849 - أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَوَّادَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ: قَدِمَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَسْقَلَانَ فَمَكَثَ ثَلَاثًا لَا يَسْأَلُهُ إِنْسَانٌ عَنْ شَيْءِ فَقَالَ: §«اكْتَرِ لِي أَخْرُجْ مِنْ هَذَا الْبَلَدِ هَذَا بَلَدٌ يَمُوتُ فِيهِ الْعِلْمُ»

1850 - أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَالِبِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ عَنْ عِلَاجِ الْحِفْظِ،؟ فَقَالَ: §لَا شَيْءَ إِلَّا الطَّبْعُ وَالْحِرْصُ وَمُدَاوَمَةُ النَّظَرِ وَكَثْرَةُ الدَّرْسِ وَمَرْجِعُ هَذَا كُلِّهِ إِلَى الطَّبْعِ قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ سَرِيعَ الْحِفْظِ سَرِيعَ النِّسْيَانِ وَذَلِكَ مِنَ الصَّفْرَاءِ وَقَدْ يَكُونُ بَطِيءَ الْحِفْظِ بَطِيءَ النِّسْيَانِ وَذَلِكَ مِنَ السَّوْدَاءِ وَإِنَّ مِنَ الْأَطْعِمَةِ مَا إِذَا أَكَلْتَ زَادَتْ فِي الْبَلْغَمِ وَالْبَلْغَمُ يُورَثُ النِّسْيَانَ وَمِنْهَا مَا يَقْطَعُ الْبَلْغَمَ وَيُصَفِّي الذِّهْنَ مِنْ ذَلِكَ الْخَرْدَلِ فَهُوَ جَيِّدٌ لِلْبَلْغَمِ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: وَلَوْ كَانَ الْحِفْظُ بِالْعِلَاجِ وَالْأَدْوِيَةِ لَغَلَبَنَا عَلَيْهِ الْمُلُوكُ وَلَكِنَّهُ خِلْقَةٌ وَطَبْعٌ فَأَمَّا مَنْ طُبِعَ عَلَى الْحِفْظِ فَلَا يَضُرُّ حِفْظَهُ مَا أَكَلَ وَمَنْ طُبِعَ عَلَى غَيْرِهِ فَلَا تَنْفَعُهُ الْمُعَالَجَةُ وَلَا الدَّوَاءُ وَقَدْ يَأْكُلُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الْبُلَاذُرَ لِلْحِفْظِ وَهُوَ لَا شَيْءَ عِنْدِي وَمُخَاطَرَةٌ لِأَنَّهُ يُخَافُ عَلَيْهِ مِنَ الْقَتْلِ. هُوَ سُمٌّ "

1851 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ سَعِيدٍ الْأَزْدِيَّ، بِمِصْرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ بَسَّامٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا الْفَقِيهَ، يَقُولُ: §«الْبُلَاذُرُ الْأَكْبَرُ الْأَنَفَةُ مِنَ الْجَهْلِ»

باب البيان والتعريف لفضل الجمع والتصنيف

§بَابُ الْبَيَانِ وَالتَّعْرِيفِ لِفَضْلِ الْجَمْعِ وَالتَّصْنِيفِ

1852 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ التَّمَّارُ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو نَصْرٍ الْمَالِكِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَنْصُورٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْخَلَّالَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «§صَنَّفْتُ مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ جُزْءًا» وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «مَنْ نَظَرَ فِي الدَّفَاتِرِ فَلَمْ يُفْلِحْ فَلَا أَفْلَحَ هُوَ أَبَدًا» قَلَّ مَا يَتَمَهَّرُ فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ وَيَقِفُ عَلَى غَوَامِضِهِ وَيَسْتَثِيرُ الْخَفِيَّ مِنْ فَوَائِدِهِ إِلَّا مَنْ جَمَعَ مُتَفَرِّقَهُ وَأَلَّفَ مُتَشَتِّتَهُ وَضَمَّ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ وَاشْتَغَلَ بِتَصْنِيفِ أَبْوَابِهِ وَتَرْتِيبِ أَصْنَافِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ الْفِعْلَ مِمَّا يُقَوِّي النَّفْسَ وَيُثَبِّتُ الْحِفْظَ وَيُذَكِّي الْقَلْبَ وَيَشْحَذُ الطَّبْعَ وَيَبْسُطُ اللِّسَانَ وَيُجِيدُ الْبَيَانَ وَيَكْشِفُ الْمُشْتَبِهَ وَيُوَضِّحُ الْمُلْتَبِسَ وَيُكْسَبُ أَيْضًا جَمِيلَ الذِّكْرِ وَتَخْلِيدَهُ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: يَمُوتُ قَوْمٌ فَيُحْيِي الْعِلْمُ ذِكْرَهُمُ وَالْجَهْلُ يُلْحِقُ أَمْوَاتًا بِأَمْوَاتِ

1854 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«عِلْمُ الْإِنْسَانِ وَلَدُهُ الْمُخَلَّدُ»

1855 - أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأُرْمَوِيُّ لِأَبِي الْفَتْحِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُسْتِيِّ: [البحر الطويل] §يَقُولُونَ: ذِكْرُ الْمَرْءِ يَبْقَى بِنَسْلِهِ ... وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ نَسْلُ فَقُلْتُ لَهُمْ: نَسْلِي بَدَائِعُ حِكْمَتِي ... فَمَنْ سَرَّهُ نَسْلٌ فَإِنَّا بِذَا نَسْلُو" -[281]- وَلَمْ يَكُنِ الْعِلْمُ مُدَوَّنًا أَصْنَافًا وَلَا مُؤَلَّفًا كُتُبًا وَأَبْوَابًا فِي زَمَنِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ مَنْ بَعْدَهُمْ ثُمَّ حَذَا الْمُتَأَخِّرُونَ فِيهِ حَذْوَهُمْ وَاخْتُلِفَ فِي الْمُبْتَدِئِ بِتَصَانِيفِ الْكُتُبِ وَالسَّابِقِ إِلَى ذَلِكَ فَقِيلَ: هُوَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَقِيلَ: هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ

1856 - أنا عَلِيُّ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّرَسُوسِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْكَرْجِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خِرَاشٍ، قَالَ: «§سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ هُوَ ابْنُ مِهْرَانَ كَانَ حَافِظًا، اخْتُلِطَ، كَانَ يَرَى الْقَدْرَ، يُكْنَى أَبَا النَّضْرِ، يُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الْكُتُبَ»

1857 - أنا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ بِأَصْبَهَانَ أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا سَلَامَةُ بْنُ مَحْمُودٍ الْقَيْسِيُّ، بِعَسْقَلَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: §«أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الْكُتُبَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَصَنَّفَ الْأَوْزَاعِيُّ حِينَ قَدِمَ عَلَى يَحْيَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ كُتُبَهُ»

1858 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، نا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ، يَقُولُ: «§مَا دَوَّنَ الْعِلْمَ تَدْوِينِي أَحَدٌ» قَالَ يَعْقُوبُ: وَسَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَوْ غَيْرَهُ مِنَ الْمَكِّيِّينَ قَالَ: خَرَجَ إِلَى بَادِيَتِهِمْ طَرَفِ مَكَّةَ فَصَنَّفَ كُتُبَهُ عَلَى وَرَقِ الْعُشْرِ ثُمَّ حَوَّلَهَا فِي الْبَيَاضِ فَكَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ مُحَدِّثٌ حَمَلَ إِلَيْهِ كِتَابَهُ فَيَقُولُ: أَفِدْنِي مَا كَانَ فِي هَذِهِ الْأَبْوَابِ " -[282]- وَكَانَ مِمَّنْ سَلَكَ طَرِيقَ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي التَّصْنِيفِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ فِي التَّأْلِيفِ مِنْ أَهْلِ عَصْرِهِ وَالْمُدْرِكِينَ لِوَقْتِهِ سِوَى الْأَوْزَاعِيِّ وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ بِالْبَصْرَةِ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِهَا أَيْضًا جَمِيعًا وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ بِالْيَمَنِ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِالْكُوفَةِ وَصَنَّفَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ مُوَطَّأَهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِالْمَدِينَةِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِمَكَّةَ وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ بِوَاسِطَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بِالرَّيِّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بِخُرَاسَانَ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ جَمِيعًا بِالْكُوفَةِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ بِمِصْرَ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ بِدِمَشْقَ ثُمَّ مِنْ بَعْدَهُمْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ وَأَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ جَمِيعًا بِالْيَمَنِ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ بِالْبَصْرَةِ ثُمَّ اتَّسَعَتِ التَّصَانِيفُ وَكَثُرَ أَصْحَابُهَا فِي سَائِرِ الْأَمْصَارِ عَلَى تَتَابُعِ الدُّهُورِ وَكَرِّ الْأَعْصَارِ

1859 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: §«أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَصَنَّفَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَكَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ صَنَّفَ مُوَطَّأً فَلَمْ يَخْرُجْ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَلَمْ يَرْوِ عَنْ جَمِيعِهِمْ إِلَّا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ»

1860 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ الدَّارِمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو عُمَارَةَ يَعْنِي رَوْحَ بْنَ عُبَادَةَ: §«مَنَعَنِي التَّصْنِيفُ عِشْرِينَ سَنَةً مِنْ كِتَابَةِ الْحَدِيثِ» قَالَ الْخَطِيبُ: يَنْبَغِي أَنْ يُفَرِّغَ الْمُصَنَّفُ لِلتَّصْنِيفِ قَلْبَهُ وَيَجْمَعَ لَهُ هَمَّهُ وَيَصْرِفَ إِلَيْهِ شُغُلَهُ وَيَقْطَعَ بِهِ وَقْتَهُ وَكَانَ بَعْضُ شُيُوخِنَا يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ الْفَائِدَةَ فَلْيَكْسَرْ قَلَمَ النَّسْخِ وَلْيَأْخُذْ قَلَمَ التَّخْرِيجِ

1861 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّرِّيُّ، قَالَ: §" رَأَيْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ سَعِيدٍ الْحَافِظَ فِي الْمَنَامِ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ خَرِّجْ وَصَنِّفْ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ هَذَا أَنَا تَرَانِي قَدْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَلِكَ ثُمَّ انْتَبَهْتُ " وَلَا يَضَعُ مِنْ يَدِهِ شَيْئًا مِنْ تَصَانِيفِهِ إِلَّا بَعْدَ تَهْذِيبِهِ وَتَحْرِيرِهِ وَإِعَادَةِ تَدَبُّرِهِ وَتَكْرِيرِهِ

1862 - فَقَدْ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«لَحْظَةُ الْقَلْبِ أَسْرَعُ خَطْرَةً مِنْ لَحْظَةِ الْعَيْنِ وَأَبْعَدُ غَايَةً وَأَوْسَعُ مَجَالًا فَهِيَ الْغَائِصَةُ فِي أَعْمَاقِ أَوْدِيَةِ الْفِكْرِ وَالْمُتَأَمِّلَةُ لِوُجُوهِ الْعَوَاقِبِ وَالْجَامِعَةُ بَيْنَ مَا غَابَ وَحَضَرَ وَالْمِيزَانُ الشَّاهِدُ عَلَى مَا نَفَعَ وَضَرَّ، وَالْقَلْبُ كَالْمُمِلِّ لِلْكَلَامِ عَلَى اللِّسَانِ إِذَا نَطَقَ وَالْيَدُ إِذَا كَتَبَتْ فَالْعَاقِلُ يَكْسُو الْمَعَانِيَ وَشْيَ الْكَلَامِ فِي قَلْبِهِ ثُمَّ يُبْدِيهَا فَأَلْفَاظُهُ كَوَاسٍ فِي أَحْسَنِ زِينَةٍ، وَالْجَاهِلُ يَسْتَعْجِلُ بِإِظْهَارِ الْمَعَانِي قَبْلَ الْعِنَايَةِ بِتَزْيِينِ مَعَارِضِهَا وَاسْتِكْمَالِ مَحَاسِنِهَا»

1863 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ، نا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ الْعَلَاءِ، يَقُولُ: §«يُسْتَدَلُّ عَلَى عَقْلِ الرَّجُلِ بَعْدَ مَوْتِهِ بِكُتُبٍ صَنَّفَهَا وَشِعْرٍ قَالَهُ وَكِتَابٍ أَنْشَأَهُ»

1864 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ الْقَاضِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ، يَقُولُ: §«الْإِنْسَانُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ عَقْلِهِ وَفِي سَلَامَةٍ مِنْ أَفْوَاهِ النَّاسِ مَا لَمْ يَضَعْ كِتَابًا أَوْ يَقُلْ شِعْرًا» قَالَ الْعَسْكَرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ الْعَتَّابِيُّ: «مَنْ صَنَعَ كِتَابًا فَقَدِ اسْتَشْرَفَ لِلْمَدْحِ وَالذَّمِّ، فَإِنْ أَحْسَنَ فَقَدِ اسْتُهْدِفَ لِلْحَسَدِ وَالْغِيبَةِ، وَإِنْ أَسَاءَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلشَّتْمِ وَاسْتُقْذِفَ بِكُلِّ لِسَانٍ»

وصف الطريقتين اللتين عليهما يصنف الحديث من العلماء من يختار تصنيف السنن وتخريجها على الأحكام وطريقة الفقه، ومنهم من يختار تخريجها على المسند وضم أحاديث كل واحد من الصحابة بعضها إلى بعض. فينبغي لمن اختار الطريقة الأولى أن يجمع أحاديث كل نوع من السنن على

§وَصْفُ الطَّرِيقَتَيْنِ اللَّتَيْنِ عَلَيْهِمَا يُصَنَّفُ الْحَدِيثُ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَخْتَارُ تَصْنِيفَ السُّنَنِ وَتَخْرِيجَهَا عَلَى الْأَحْكَامِ وَطَرِيقَةِ الْفِقْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْتَارُ تَخْرِيجَهَا عَلَى الْمُسْنَدِ وَضَمِّ أَحَادِيثَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ. فَيَنْبَغِي لِمَنِ اخْتَارَ الطَّرِيقَةَ الْأُولَى أَنْ يَجْمَعَ أَحَادِيثَ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ السُّنَنِ عَلَى انْفِرَادِهِ فَيُمَيِّزُ مَا يَدْخُلُ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ عَمَّا يَتَعَلَّقُ بِالصِّيَامِ وَكَذَلِكَ الْحُكْمُ فِي الْحَجِّ وَالصَّلَاةِ وَالطَّهَارَةِ وَالزَّكَاةِ وَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ وَأَحْكَامِ الْمُعَامَلَاتِ وَيُفْرِدُ لِكُلِّ نَوْعٍ كِتَابًا وَيُبَوِّبُ فِي تَضَاعِيفِهِ أَبْوَابًا يُقَدِّمُ فِيهَا الْأَحَادِيثَ الْمُسْنَدَاتِ ثُمَّ يُتْبِعُهَا بِالْمَرَاسِيلِ وَالْمَوْقُوفَاتِ وَمَذَاهِبِ الْقُدَمَاءِ مِنْ مَشْهُورِي الْفُقَهَاءِ وَلَا يُورِدُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا مَا ثَبَتَتْ عَدَالَةُ رِجَالِهِ وَاسْتَقَامَتْ أَحْوَالُ رُوَاتِهِ فَإِنْ لَمْ يَصِحَّ فِي الْبَابِ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ اقْتَصَرَ عَلَى إِيرَادِ الْمَوْقُوفِ وَالْمُرْسَلِ وَهَذَانِ النَّوْعَانِ أَكْثَرُ مَا فِي كُتُبِ الْمُتَقَدِّمِينَ إِذْ كَانُوا لَكَثِيرٍ مِنَ الْمُسْنَدَاتِ مُسْتَنْكِرِينَ

1865 - نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، نا أَبُو عَرُوبَةَ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: «§سَلْنِي وَلَا تَسَلْنِي عَنِ الطَّوِيلِ وَلَا الْمُسْنَدِ، أَمَّا الطَّوِيلُ فَكُنَّا لَا نَحْفَظُهُ، وَأَمَّا الْمُسْنَدُ فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا وَالَى بَيْنَ حَدِيثَيْنِ مُسْنَدَيْنِ، رَفَعْنَا إِلَيْهِ رُءُوسَنَا اسْتِنْكَارًا لِمَا جَاءَ بِهِ»

1866 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّارُ، أنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلَّابُ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ، يَقُولُ: " §الْأَبْوَابُ تُبْنَى عَلَى أَرْبَعِ طَبَقَاتٍ فَطَبَقَةُ الْمُسْنَدِ، وَطَبَقَةُ الصَّحَابَةِ، وَطَبَقَةُ التَّابِعِينَ، وَيَقَّدَّمُ قَوْمٌ مِنَ التَّابِعِينَ كِبَارُهُمْ مِثْلَ: شُرَيْحٍ وَعَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ وَالشَّعْبِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ وَمَكْحُولٍ وَالْحَسَنِ، وَبَعْدُهُمْ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُمْ وَبَعْدُ هَؤُلَاءِ تَابِعُو التَّابِعِينَ مِثْلُ سُفْيَانَ وَمَالِكٍ وَرَبِيعَةَ وَابْنِ هُرْمُزَ وَالْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى وَابْنِ شُبْرُمَةَ وَالْأَوْزَاعِيِّ "

الأثر في ثبوت الأبواب

§الْأَثَرُ فِي ثُبُوتِ الْأَبْوَابِ

1867 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: قِيلَ لِوَكِيعٍ: أَنْتَ تَطْلُبُ الْآخِرَةَ تُصَنِّفُ الْأَبْوَابَ فَتَقُولُ: بَابُ كَذَا وَبَابُ كَذَا فَقَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: §بَابٌ مِنَ الطَّلَاقِ جَسِيمٌ إِذَا اعْتَدَّتِ الْمَرْأَةُ وَرِثَتْ "

1868 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا هُشَيْمٌ، أنا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §«بَابٌ مِنَ الطَّلَاقِ جَسِيمٌ إِذَا وَرِثَتِ الْمَرْأَةُ اعْتَدَّتْ»

1869 - وأنا مُحَمَّدٌ، أنا دَعْلَجٌ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، نا خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: أَعْطِنِي كِتَابَكَ قَالَ: §مَا كَتَبْتُ إِلَّا بَابَ الصَّلَاةِ وَبَابَ الطَّلَاقِ "

1870 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " §سَأَلْتُ عُبَيْدَةَ عَنْ مِائَةِ بَابٍ قُلْتُ: حَدِّثْنَا مِنْهَا، قَالَ: لَا يَحْضُرُنِي "

1871 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّوَّافِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: «§كَانَ شُعْبَةُ أَعْلَمَ بِالرِّجَالِ، فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ سُفْيَانُ صَاحِبَ أَبْوَابٍ»

1872 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، نا مَعْرُوفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ مَعْرُوفٍ الْكَرْجِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: كُنَّا عَلَى شَفِيرِ قَبْرِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَمَعَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَتَرَحَّمَ عَلَى ابْنِ جُرَيْجٍ وَقَالَ: §«كَمْ مِنْ أَحَادِيثَ طَنَّانَاتٍ لَا يُؤْبَهُ لَهَا قَدْ أَخْرَجْنَا عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ فِي أَبْوَابٍ»

1873 - أنا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَعْنِي ابْنَ الْمَدِينِيِّ §" وَقَوْمٌ يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ فِي أَبْوَابٍ قَدْ كَانَ صَنَّفَ فَرَأَيْتُهُ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ حِفْظًا أَبْوَابَ السَّجْدَةِ فَكَانَ يَذْكُرُ طُرُقَ حَدِيثٍ فَيَمُرُّ عَلَى الصَّفْحِ وَالْوَرَقَةِ فَإِذَا تَعَايَا فِي شَيْءٍ لَقَّنُوهُ الْحَرْفَ وَالشَّيْءَ مِنْهُ، ثُمَّ يَمُرُّ عَلَى الْوَرَقَةِ وَالصَّفْحِ فَإِذَا تَعَايَا احْتَاجَ أَنْ يُلَقَّنَ الْحَرْفَ وَالشَّيْءَ يَقُولُ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ هَذِهِ الْأَبْوَابُ كُنَّا أَيَّامَ نَطْلُبُ يَتَلَاقَى بِهَا الْمَشَايِخُ وَنُذَاكِرُهُمْ بِهَا وَنَسْتَفِيدُ مَا يَذْهَبُ عَلَيْنَا مِنْهُ وَكُنَّا نَحْفَظُهَا، وَقَدِ احْتَجْنَا الْيَوْمَ إِلَى أَنْ نُلَقَّنَ فِي بَعْضِهَا "

مخارج السنن أصح طرق السنن ما يرويه أهل الحرمين مكة والمدينة فإن التدليس فيهم قليل والاشتهار بالكذب ووضع الحديث عندهم عزيز

§مَخَارِجُ السُّنَنِ أَصَحُّ طُرُقِ السُّنَنِ مَا يَرْوِيهِ أَهْلُ الْحَرَمَيْنِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَإِنَّ التَّدْلِيسَ فِيهِمْ قَلِيلٌ وَالِاشْتِهَارَ بِالْكَذِبِ وَوَضْعِ الْحَدِيثِ عِنْدَهُمْ عَزِيزٌ

1874 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَرَقِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ الْخُتُلِّيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: §«إِذَا جَاوَزَ الْحَدِيثُ الْحَرَمَيْنِ ضَعُفَ سَمَاعُهُ»

1875 - أنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: §«إِذَا جَاوَزَ الْحَدِيثُ الْحَرَمَيْنِ فَقَدْ ضَعُفَ نُخَاعُهُ» وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ رِوَايَاتٌ جَيِّدَةٌ وَطُرُقٌ صَحِيحَةٌ وَمَرْجِعُهَا إِلَى الْحِجَازِ أَيْضًا إِلَّا أَنَّهَا قَلِيلَةٌ وَأَمَّا أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَلَهُمْ مِنَ السُّنَنِ الثَّابِتَةِ بِالْأَسَانِيدِ الْوَاضِحَةِ مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِمْ مَعَ إِكْثَارِهِمْ وَانْتِشَارِ رِوَايَاتِهِمْ

1876 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: §«مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَصَحَّ فِي حَدِيثِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَلَا أَهْلِ الْكُوفَةِ»

1877 - أنا أَبُو طَالِبٍ الدَّسْكَرِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَيْدَرَةَ، إِمَامُ جَامِعِ الْبَصْرَةِ نا حَسَّانُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ، يَقُولُ: §«كَأَنَّ هَذَا الشَّأْنَ لَمْ يَعْنِ بِهِ إِلَّا أَهْلُ الْبَصْرَةِ فِي الْحَدِيثِ» وَالْكُوفِيُّونَ كَالْبَصْرِيِّينَ فِي الْكَثْرَةِ غَيْرَ أَنَّ رِوَايَاتِهِمْ كَثِيرَةُ الدَّغَلِ قَلِيلَةُ السَّلَامَةِ مِنَ الْعِلَلِ

1878 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: " §سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا،؟ قَالَ: أَنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: أَفْسَدْتَهُ إِنَّ فِي حَدِيثِ أَهْلِ الْكُوفَةِ دَغَلًا كَثِيرًا "

1879 - أنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، أنا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُثَنَّى، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: §«حَدِيثُ أَهْلِ الْكُوفَةِ مَدْخُولٌ»

1880 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، بِالْبَصْرَةِ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «§مَا دَخَلْتُ الشَّامَ إِلَّا لِأَسْتَغْنِيَ عَنْ حَدِيثِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَحَدِيثُ الشَّامِيِّينَ أَكْثَرُهُ مَرَاسِيلُ وَمَقَاطِيعُ وَمَا اتَّصَلَ مِنْهُ مِمَّا أَسْنَدَهُ الثِّقَاتُ فَإِنَّهُ صَالِحٌ وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْمَوَاعِظِ وَأَحَادِيثِ الرَّغَائِبِ»

1881 - نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوتِيُّ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: §«وَحَدِيثُ الشَّامِيِّينَ كُلُّهُ ضَعِيفٌ إِلَّا نَفَرًا مِنْهُمُ الْأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ»

1882 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ، أنا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ نا أَبُو سَعِيدٍ الْعَدَوِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغُدَانِيُّ، قَالَ: " §قِيلَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: أَيُّ الْحَدِيثِ أَصَحُّ؟ قَالَ: حَدِيثُ أَهْلِ الْحِجَازِ قِيلَ لَهُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: حَدِيثُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: قِيلَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: حَدِيثُ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالُوا: فَالشَّامُ؟ قَالَ: فَنَفَضَ يَدَهُ وَلِلْمَصْرِيِّينَ رِوَايَاتٌ مُسْتَقِيمَةٌ إِلَّا أَنَّهَا لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ

معرفة الشيوخ الذين تروى عليهم الأحاديث الحكمية والمسائل الفقهية

§مَعْرِفَةُ الشُّيُوخِ الَّذِينَ تُرْوَى عَلَيْهِمُ الْأَحَادِيثُ الْحُكْمِيَّةُ وَالْمَسَائِلُ الْفِقْهِيَّةُ

1883 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْرَقُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ الْمَرْوَزِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أنا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: §«كَانَ الْعُلَمَاءُ بَعْدُ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ نَفَرٍ الَّذِينَ يُفْتُونَ فَيُؤْخَذُ بِفَتْوَاهُمْ وَيَفْرِضُونَ فَيُؤْخَذُ بِفَرَائِضِهِمْ وَيُسِنُّونَ فَيُؤْخَذُ بِسُنَّتِهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَانْفَرَدَ عُمَرُ وَانْفَرَدَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا قَضَى بِرَأْيهِ قَضَاءً وَقَضَيَا بِرَأْيِهِمَا قَضَاءً تَرَكَا رَأْيَهُمَا لِرَأْيِهِ تَبَعًا وَانْفَرَدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَانْفَرَدَ مَعَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَكَانَ إِذَا قَضَى بِرَأْيهِ قَضَاءً وَقَضَيَا بِرَأْيِهِمَا قَضَاءً تَرَكَا رَأْيَهُمَا لِرَأْيِهِ تَبَعًا فَكَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ بِالْكُوفَةِ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثَةٌ فِي سَائِرِ الْأَرْضِ»

1884 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَّاءِ وأنا حَاضِرٌ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ: §" لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ لَهُ أَصْحَابٌ يَقُومُونَ بِقَوْلِهِ فِي الْفِقْهِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَصْحَابٌ يَقُومُونَ بِقَوْلِهِ وَيَفْتُونَ النَّاسَ "

1885 - أنا مَنْصُورُ بْنُ رَبِيعَةَ الزُّهْرِيُّ، خَطِيبُ الدِّينَوَرِ بِهَا، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْجَارُودِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، يَقُولُ: §" انْتَهَى عِلْمُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْأَحْكَامِ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِمَّنْ أُخِذَ عَنْهُمْ وَرُوِيَ عَنْهُمُ الْعِلْمُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَخَذَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ سِتَّةٌ: عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ وَالْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ وَمَسْرُوقٌ وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ قَالَ عَلِيٌّ: وَانْتَهَى عِلْمُ هَؤُلَاءِ إِلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَانْتَهَى عِلْمُ هَؤُلَاءِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشِ ثُمَّ انْتَهَى عِلْمُ هَؤُلَاءِ إِلَى سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَمِيلُ إِلَى هَذَا الْإِسْنَادِ وَيُعْجِبُهُ قَالَ عَلِيٌّ: وَأَخَذَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُ رَأْيَهُ وَيَقْتَدِي بِهِ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ عَلِيٌّ: ثُمَّ صَارَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ وَبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ وَأَبِي الزِّنَادِ ثُمَّ صَارَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يَمِيلُ إِلَى هَذَا الْإِسْنَادِ وَيُعْجِبُهُ فَأَمَّا ابْنُ عَبَّاسٍ فَصَارَ عِلْمُهُ إِلَى سِتَّةٍ نَفَرٍ إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَطَاوُسٍ وَصَارَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ إِلَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ عَلِيٌّ وَكَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يُعْجِبُهُ هَذَا الْإِسْنَادُ وَيَمِيلُ إِلَيْهِ "

الأحاديث التي تدور أبواب الفقه عليها

§الْأَحَادِيثُ الَّتِي تَدُورُ أَبْوَابُ الْفِقْهِ عَلَيْهَا

1886 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَتْحِ الْحَنْبَلِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «§الْفِقْهُ يَدُورُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ» الْحَلَالُ بَيِّنٌ «،» وَالْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ «،» وَمَا نَهَيْتُكُمْ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَاتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ «،» وَلَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ "

1887 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، لَفْظًا نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنَ الْأَشْعَثِ، يَقُولُ: " §الْفِقْهُ يَدُورُ عَلَى خَمْسَةِ أَحَادِيثَ: «الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ» ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى» وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ» وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»

1888 - حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ السِّجْزِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ بُشْرَى السِّجِسْتَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأُبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ، أَخْبَرَنِي مِنَ الثِّقَاتِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ الدِّلْهَاثِ الْحَافِظَ الْجَزَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: " §يَدْخُلُ هَذَا الْحَدِيثُ يَعْنِي حَدِيثَ عُمَرَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» فِي سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْفِقْهِ "

تخريج السنن على المسند قد ذكرنا طريقة التخريج على الأحكام وأما الطريقة الأخرى فهي التخريج على المسند وأول من سلكها على ما يقال نعيم بن حماد

§تَخْرِيجُ السُّنَنِ عَلَى الْمُسْنَدِ قَدْ ذَكَرْنَا طَرِيقَةَ التَّخْرِيجِ عَلَى الْأَحْكَامِ وَأَمَّا الطَّرِيقَةُ الْأُخْرَى فَهِيَ التَّخْرِيجُ عَلَى الْمُسْنَدِ وَأَوَّلُ مَنْ سَلَكَهَا عَلَى مَا يُقَالُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادِ

1889 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: §«وَأَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ مُسْنِدًا وَتَتَبَّعَهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَقَدْ صَنَّفَ أَسَدُ بْنُ مُوسَى الْمِصْرِيُّ مُسْنِدًا وَكَانَ أَسَدٌ أَكْبَرُ مِنْ نُعَيْمٍ سِنًّا وَأَقْدَمُ سَمَاعًا فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ نُعَيْمٌ سَبَقَهُ إِلَى تَخْرِيجِ الْمُسْنَدِ وَتَتَبُّعِ ذَلِكَ فِي حَدَاثَتِهِ وَخَرَّجَ أَسَدٌ بَعْدَهُ عَلَى كِبَرِ سِنِّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. فَيَنْبَغِي لِمَنْ أَرَادَ تَخْرِيجَ مَسَانِيدِ الصَّحَابَةِ أَنْ يُعْرَفَ الْمُتُونَ الْمَرْفُوعَةَ مِنَ الْمَوْقُوفَةِ فَإِنَّ فِيهَا مَا يُشْكَلُ عَلَى مَنْ لَمْ يَكُنْ عَارِفًا بِصَنَاعَةِ الْحَدِيثِ

1890 - وَمِثَالُ ذَلِكَ مَا أَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، نا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«كَانَ بَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتُفْتِحَ قُرِعَ بِالْأَصَابِعِ» فَهَذَا يَتَوَهَّمُهُ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الصَّنَاعَةِ مُسْنِدًا لِذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ وَلَيْسَ بِمُسْنَدٍ وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ عَلَى صَحَابِيٍّ حَكَى فِيهِ عَنْ غَيْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِعْلًا وَمِمَّا يُشْكَلُ أَيْضًا الْحَدِيثُ الَّذِي

أَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَتِ الْيَهُودُ: إِنَّمَا يَكُونُ الْوَلَدُ أَحْوَلَ إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مِنْ خَلْفِهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {§نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] قَالَ: مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا وَمِنْ خَلْفِهَا وَلَا يَأْتِهَا إِلَّا فِي الْمَأْتَى فَهَذَا يُتَوَهَّمُ مَوْقُوفًا لِأَنَّهُ -[292]- لَا ذِكْرَ فِيهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ بِمَوْقُوفٍ وَإِنَّمَا هُوَ مُسْنَدٌ، لِأَنَّ الصَّحَابِيَّ الَّذِي شَاهِدَ الْوَحْيَ إِذَا أَخْبَرَ عَنْ آيَةٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا كَانَ ذَلِكَ مُسْنَدًا "

ترتيب مسانيد الصحابة الاختيار في تخريج المسند إلى المصنف فإن شاء رتب أسماء الصحابة على حروف المعجم من أوائل الأسماء فيبدأ بأبي بن كعب وأسامة بن زيد ومن يليهما وإن شاء رتبها على القبائل فيبدأ ببني هاشم ثم الأقرب فالأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في

§تَرْتِيبُ مَسَانِيدِ الصَّحَابَةِ الِاخْتِيَارُ فِي تَخْرِيجِ الْمُسْنَدِ إِلَى الْمُصَنَّفِ فَإِنْ شَاءَ رَتَّبَ أَسْمَاءَ الصَّحَابَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ مِنْ أَوَائِلِ الْأَسْمَاءِ فَيَبْدَأُ بِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَمَنْ يَلِيهِمَا وَإِنْ شَاءَ رَتَّبَهَا عَلَى الْقَبَائِلِ فَيَبْدَأُ بِبَنِي هَاشِمٍ ثُمَّ الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّسَبِ وَإِنْ شَاءَ رَتَّبَهَا عَلَى قَدْرِ سَوَابِقِ الصَّحَابَةِ فِي الْإِسْلَامِ وَمَحَلِّهِمْ مِنَ الدِّينِ وَهَذِهِ الطَّرِيقَةُ أَحَبُّ إِلَيْنَا فِي تَخْرِيجِ الْمُسْنَدِ فَيَبْدَأُ بِالْعَشَرَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يُتْبِعُهُمْ بِالْمُقَدَّمِينَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ

1891 - أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ السَّوَّاقُ، نا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: " §أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلُ أَوْ قَالَ: مَلَكٌ فَقَالَ: كَيْفَ أَهْلُ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: هُمْ عِنْدَنَا أَفْضَلُ النَّاسِ قَالَ: كَذَلِكَ شُهَدَاءُ بَدْرٍ عِنْدَنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ " وَيَتْلُوهُمْ أَهْلُ الْحُدَيْبِيَةِ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18]

1892 - أنا أَبُو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْعُكْبَرِيُّ أنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا قُتَيْبَةُ، نا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» ثُمَّ مَنْ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالْفَتْحِ كَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ ثُمَّ مَنْ أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ ثُمَّ الْأَصَاغِرُ الْأَسْنَانُ الَّذِينَ رَأَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ أَطْفَالٌ كَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَأَبِي شَيْبَةَ السُّوَائِيِّ وَنَحْوِهِمْ

1893 - أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمَذَانِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ §" وَسُئِلَ عَنْ عِدَّةِ مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: وَمَنْ يَضْبُطُ هَذَا؟ شَهِدَ مَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ أَرْبَعُونَ أَلْفًا وَشَهِدَ مَعَهُ تَبُوكَ سَبْعُونَ أَلْفًا "

1894 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْعُكْبَرِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَامِعٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا زُرْعَةَ أَلَيْسَ يُقَالُ: حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةُ آلَافِ حَدِيثٍ؟ قَالَ: " وَمَنْ قَالَ ذَا؟ قَلْقَلَ اللَّهُ أَنْيَابَهُ هَذَا قَوْلُ الزَّنَادِقَةِ، وَمَنْ يُحْصِي حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ؟ §قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مِائَةِ أَلْفِ وَأَرْبَعَةَ عَشْرَ أَلْفًا مِنَ الصَّحَابَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ وَسَمِعَ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا أَبَا زُرْعَةَ هَؤُلَاءِ أَيْنَ كَانُوا وَسَمَعُوا مِنْهُ؟ قَالَ: أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَأَهْلُ مَكَّةَ وَمَنْ بَيْنَهُمَا وَالْأَعْرَابُ وَمَنْ شَهِدَ مَعَهُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ كُلٌّ رَآهُ وَسَمِعَ مِنْهُ يَعْرِفُهُ "

معرفة الشيوخ الذين تدور الأسانيد عليهم

§مَعْرِفَةُ الشُّيُوخِ الَّذِينَ تَدُورُ الْأَسَانِيدُ عَلَيْهِمْ

1895 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ وَقَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّائِغِ: أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، يَقُولُ: " §وَجَدْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ وَالْأَعْمَشِ وَأَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وَكَانَ قَتَادَةُ أَعْلَمَهُمْ بِالِاخْتِلَافِ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ أَعْلَمَهُمْ بِالْإِسْنَادِ وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ أَعْلَمَهُمْ بِحَدِيثِ عَلِيًّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ عِنْدَ الْأَعْمَشِ مِنْ كُلِّ هَذَا وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ إِلَّا أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ "

1896 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيَّ، يَقُولُ: §" نَظَرْتُ فِي الْأُصُولِ مِنَ الْحَدِيثِ فَإِذَا هِيَ عِنْدَ سِتَّةٍ مِمَّنْ مَضَى: مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الزُّهْرِيُّ وَمَنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَتَادَةُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَبُو إِسْحَاقَ وَسُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا عِلْمٌ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ يَصِيرُ إِلَى أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا مِمَّنْ جَمَعَ الْحَدِيثَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَهُشَيْمٌ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَالْأَوْزَاعِيُّ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِذْ كَانَ حَنْبَلٌ قَدْ ضَبَطَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَوْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي الْمَوْضِعِ الثَّانِي فَإِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ وَحَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ وَشُعْبَةَ وَأَبَا عَوَانَةَ لِأَنَّ الْبَاقِينَ لَيْسُوا بَصْرِيِّينَ سِوَى مَعْمَرٍ فَالثَّوْرِيُّ كُوفِيٌّ وَابْنُ جُرَيْجٍ مَكِّيٌّ وَمَالِكٌ مَدَنِيٌّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ كُوفِيٌّ فِي الْأَصْلِ سَكَنَ مَكَّةَ وَهُشَيْمٌ وَاسِطِيٌّ وَمَعْمَرٌ بَصْرِيٌّ انْتَقَلَ إِلَى الْيَمَنِ وَحَدِيثُهُ أَكْثَرُهُ عِنْدَهُمْ وَالْأَوْزَاعِيُّ شَامِيٌّ

بيان علل المسند يستحب أن يصنف المسند معللا فإن معرفة العلل أجل أنواع علم الحديث

§بَيَانُ عِلَلِ الْمُسْنَدِ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُصَنَّفَ الْمُسْنَدُ مُعَلَّلًا فَإِنَّ مَعْرِفَةَ الْعِلَلِ أَجَلُّ أَنْوَاعِ عِلْمِ الْحَدِيثِ

1897 - وَقَدْ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرً مُحَمَّدَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِيَ يَقُولُ: §«مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ بَعْدَ سَمَاعِهِ وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَ صَحِيحِهِ وَسَقِيمِهِ فَلَيْسَ بِعَالِمٍ»

1898 - أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ، نا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا قُرَادٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §«لَوْ أَتَيْتُ مُحَدِّثًا عِنْدَهُ خَمْسَةُ أَحَادِيثَ لَأَصَبْتُ فِيهَا ثَلَاثَةً لَمْ يَسْمَعْهَا»

1899 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ، نا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَلَّبِ الْمُهَلَّبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: §«مَا أَعْلَمُ أَحَدًا فَتَّشَ الْحَدِيثَ كَتَفْتِيشِي وَقَفْتُ عَلَى أَنَّ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِهِ كَذِبٌ» قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: فَحَدَّثْتُ بِهِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِسْحَاقَ الْقَاضِي فَقَالَ: لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَقُلْتُ: أَجَلْ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] "

1900 - أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُّوذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ السَّرَخْسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: §«لَأَنْ أَعْرِفَ عِلَّةَ حَدِيثٍ هُوَ عِنْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْتُبَ عِشْرِينَ حَدِيثًا لَيْسَ عِنْدِي»

1901 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: " §رَأَيْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ كِتَابًا عَلَى ظَهْرِهِ مَكْتُوبٌ: الْمِائَةُ وَالنَّيِّفُ وَالسِّتِّينَ مِنْ عِلَلِ الْحَدِيثِ " وَالسَّبِيلُ إِلَى مَعْرِفَةِ عِلَّةِ الْحَدِيثِ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ طُرُقِهِ وَيَنْظُرَ فِي اخْتِلَافِ رُوَاتِهِ وَيُعْتَبَرَ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الْحِفْظِ وَمَنْزِلَتِهِمْ فِي الْإِتْقَانِ وَالضَّبْطِ

1902 - كَمَا أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَشْنَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: §«إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَصِحَّ لَكَ الْحَدِيثُ فَاضْرِبْ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ»

1903 - أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْكَاتِبُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَضْرَمِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: نا أَبُو دَاوُدَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ §الْمَرْأَةَ لَا تَدَعُ يَدَ لَامِسٍ قَالَ: «طَلِّقْهَا» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا حَسْنَاءُ وَأَنَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي قَالَ: «فَأَمْسِكْهَا» فَأَنْكَرَهُ يَحْيَى وَقَالَ: حَدَّثَنِي. . . . . . ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَحْيَى: وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ مُرْسَلٌ فَقَالَ لَهُ عَفَّانُ: هُوَ مِنْ مَوَالِي شَيْبَةَ نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: نَا هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: أَحَدُهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ قَالَ يَحْيَى: أَبُو دَاوُدَ لَا يُفَضِّلُ بَيْنَ هَذَيْنِ "

1904 - نا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ هَارُونَ بْنِ رَوْحٍ الْبَرْدِيجِيَّ، يَقُولُ: §«إِذَا وَرَدَ عَلَيْكَ حَدِيثٌ لِسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ -[297]- عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا وَخَالَفَهُ هِشَامٌ وَشُعْبَةُ حُكِمَ لِشُعْبَةَ وَهِشَامٍ عَلَى سَعِيدٍ وَإِذَا رَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهَمَّامٌ وَأَبَانُ وَنَحْوُهُمْ مِنَ الشُّيُوخِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا وَخَالَفَ سَعِيدٌ أَوْ هِشَامٌ أَوْ شُعْبَةُ كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَ هِشَامٍ وَسَعِيدٍ وَشُعْبَةَ عَلَى الِانْفِرَادِ فَإِذَا اتَّفَقُوا هَؤُلَاءِ الْأَوَّلُونَ وَهُمْ هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَأَبَانُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَلَى حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ وَخَالَفَهُمْ شُعْبَةُ وَهِشَامٌ وَسَعِيدٌ أَوْ شُعْبَةُ وَحْدَهُ أَوْ هِشَامٌ وَحْدَهُ أَوْ سَعِيدٌ وَحْدَهُ تُوُقِّفَ عَنِ الْحَدِيثِ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ شُعْبَةَ وَسَعِيدًا وَهِشَامًا أَثْبَتُ مِنْ هَمَّامٍ وَأَبَانَ وَحَمَّادٍ»

1905 - أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: " §قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: إِذَا اخْتَلَفَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ؟ قَالَ: فَالْقَوْلُ قَوْلُ يَحْيَى " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِذَا اخْتَلَفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى؟ قَالَ: يُحْتَاجُ مَنْ يُفَضِّلُ بَيْنَهُمَا قُلْتُ: أَبُو نُعَيْمٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: يُحْتَاجُ مَنْ يُفَضِّلُ بَيْنَهُمَا قُلْتُ: الْأَشْجَعِيُّ؟ قَالَ: مَاتَ الْأَشْجَعِيُّ وَمَاتَ حَدِيثُهُ مَعَهُ قُلْتُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ؟ قَالَ: ذَاكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ

ذكر الرجال الذين يعتنى بجمع حديثهم

§ذِكْرُ الرِّجَالِ الَّذِينَ يُعْتَنَى بِجَمْعِ حَدِيثِهِمْ

1906 - أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ الصَّابُونِيُّ، نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ: §«مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَزَائِدَةُ وَزُهَيْرٌ وَالثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةٌ»

1907 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، لَفْظًا بِأَصْبَهَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَةَ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ، يَقُولُ: " §يُقَالُ: مَنْ لَمْ يَجْمَعْ حَدِيثِ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةِ فَهُوَ مُفْلِسٌ فِي الْحَدِيثِ: سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَهُمْ أُصُولُ الدِّينِ " -[298]- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَجْمَعُونَ حَدِيثَ خَلْقٍ كَثِيرٍ غَيْرَ هَؤُلَاءِ وَأَنَا أَذْكُرُ مَا حَضَرَنِي مِنْ أَسْمَائِهِمْ فَمِنْهُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الْبَجَلِيُّ وَأَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ السِّخْتِيَانِيُّ وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ الْأَحْمَسِيُّ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ الْبَصْرِيُّ وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ الْكُوفِيُّ وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ الْخُرَاسَانِيُّ وَسُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ الْكَاهِلِيُّ وَسُلَيْمَانُ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزَّهْرِيَانُ وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ الْهِلَالِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْبَصْرِيُّ وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ الْكُوفِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ الْأَوْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ الْعَبْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ الْأَزْدِيُّ وَمَطَرُ بْنُ طَهْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ الْبَصْرِيُّ

1908 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ، يَقُولُ: §" جَمَعْتُ مَا يَجْمَعُهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ إِلَّا شَيْئَيْنِ فَإِنِّي لَمْ أَجْمَعْهُمَا حَدِيثَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَحَدِيثَ أَبِي حُصَيْنٍ فَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي الْمُوَطَّأُ بِعُلُوٍّ عَنْ أَحَدٍ وَأَمَّا أَبُو حُصَيْنٍ فَإِنَّ عَامَّةَ حَدِيثِهِ عِنْدَ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي مِنْهَا كَبِيرُ عُلُوٍّ أَوْ كَمَا قَالَ فَتَرَكْتُهُ قَالَ: وَسَمِعْتُ حَمْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ يَقُولُ: جَمَعْتُ لِبِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ سِتَّمِائَةِ حَدِيثٍ مَنْ شَاءَ يَزِيدُ عَلَيَّ قَالَ حَمْزَةُ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ عَبْدَانَ لِبِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ مَالِكٍ شَيْءٌ وَقَالَ حَمْزَةُ: جَمَعَ عَبْدَانُ الشُّيُوخَ حَتَّى بَلَغَ إِلَى هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ فَجَمَعَهُ "

جمع التراجم ويجمعون أيضا تراجم تلحق بدواوين الشيوخ الذين تقدمت أسماؤهم وذلك مثل ترجمة مالك عن نافع عن ابن عمر وعبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة وسهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة وأيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة ومعمر عن همام بن منبه عن أبي

§جَمْعُ التَّرَاجُمِ وَيَجْمَعُونَ أَيْضًا تَرَاجُمَ تُلْحَقُ بِدَوَاوِينِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ تَقَدَّمَتْ أَسْمَاؤُهُمْ وَذَلِكَ مِثْلُ تَرْجَمَةِ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ وَأَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَائِشَةَ

1909 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدَ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْغَوْزَمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَحْمُودَ بْنَ غَيْلَانَ، يَقُولُ: قِيلَ لِوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَسُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَيُّهُمْ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: §لَا نَعْدِلُ بِأَهْلِ بَلَدِنَا أَحَدًا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ: وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ هَكَذَا رَأَيْتُ أَصْحَابَنَا يُقَدِّمُونَ "

جمع الأبواب ويجمعون أبوابا يفردونها عن الكتب الطوال المصنفة في الأحكام وعن مسانيد الصحابة أيضا فمنها: باب رؤية الله عز وجل في الآخرة، وباب الشفاعة، وباب المسح على الخفين، وباب النية في العبادات، وباب رفع اليدين في الصلاة، وباب القراءة وراء الإمام،

§جَمْعُ الْأَبْوَابِ وَيَجْمَعُونَ أَبْوَابًا يُفْرِدُونَهَا عَنِ الْكُتُبِ الطِّوَالِ الْمُصَنَّفَةِ فِي الْأَحْكَامِ وَعَنْ مَسَانِيدِ الصَّحَابَةِ أَيْضًا فَمِنْهَا: بَابُ رُؤْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْآخِرَةِ، وَبَابُ الشَّفَاعَةِ، وَبَابُ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَبَابُ النِّيَّةِ فِي الْعِبَادَاتِ، وَبَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ، وَبَابُ الْقِرَاءَةِ وَرَاءَ الْإِمَامِ، وَبَابُ إِفْرَادِ الْإِقَامَةِ، وَبَابُ الْجَهْرِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْمُخَافَتَةِ بِهَا فِي الصَّلَاةِ، وَبَابُ الْقُنُوتِ فِي الْفَجْرِ، وَبَابُ الْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ، وَبَابُ إِفْرَادِ الْحَجِّ، وَبَابُ الْوضُوءِ مِنْ مَسِّ الذِّكْرِ، وَبَابُ الْقَضَاءِ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ، وَبَابُ إِبْطَالِ النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ، وَطُرُقُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ» ، «وَإِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا» ، «وَأَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ» ، «وَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ» ، «وَنَضَّرَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ» ، «وَإِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ» ، «وَطَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ» ، «وَمَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ» ، وَالْأَحَادِيثُ الْمُسَلْسَلَاتُ وَيَجِبُ أَنْ يُقَدِّمَ مِنْ هَذِهِ الْجُمُوعِ كُلِّهَا النِّيَّةَ وَيُبْدَأُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»

1910 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي الْبُخَارِيَّ، يَقُولُ: §«مَنْ أَرَادَ أَنْ يُصَنِّفَ كِتَابًا فَلْيَبْدَأْ بِحَدِيثِ» الْأَعْمَالِ بِالنِّيَّاتِ "

1911 - حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ بُشْرَى السِّجِسْتَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ الْأَيَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ، أَصْحَابِنَا بِالْعِرَاقِ يَحْكِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: §«مَا يَنْبَغِي لِمُصَنِّفٍ أَنْ يُصَنِّفَ شَيْئًا مِنْ أَبْوَابِ الْعِلْمِ إِلَّا وَيَبْتَدِئُ بِهَذَا الْحَدِيثِ»

1912 - أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْيَمَنِيُّ، بِمِصْرَ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، نا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: §" إِذَا رَأَيْتَ الْحَدَثَ أَوَّلَ مَا يَكْتُبُ الْحَدِيثِ يَجْمَعُ حَدِيثَ الْغُسْلِ وَحَدِيثَ مَنْ كَذَبَ فَاكْتُبْ عَلَى قَفَاهُ: لَا يُفْلِحُ "

1913 - أنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيِّ التَّمِيمِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: §" كُنْتُ مُقِيمًا عَلَى عَبْدَانَ بِالْأَهْوَازِ أَكْتُبُ عَنْهُ فَرَأَيْتُ لَيْلَةً النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لِي: أَنْتَ مُقِيمٌ عَلَى عَبْدَانَ تَكْتُبُ عَنْهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ: إِيشْ جَمَعَ؟ فَذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ: أَمَا جَمَعَ «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا» ؟ فَقُلْتُ: لَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَخْبَرْتُ عَبْدَانَ فَجَمَعَ الْبَابَ " وَيَجْمَعُونَ أَيْضًا مَا رُوِيَ عَنْ سَلَفِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَخْبَارِ الْأُمَمِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَأَقَاصِيصِ الْأَنْبِيَاءِ وَسِيَرِ الْأَوْلِيَاءِ وَالَّذِي نَسْتَحِبُّهُ أَنْ لَا يَتَعَرَّضَ لِجَمْعِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1914 - وَقَدْ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ الْعُكْبَرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَزَّازُ، نا أَبُو يَحْيَى النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَيَّاشٌ الْقَطَّانُ، قَالَ: " قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ: أَشْتَهِي أَنْ أَجْمَعَ، حَدِيثَ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: §«حَتَّى تَفْرُغَ مِنْ حَدِيثِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

وهذه تسمية كتب سبق المتقدمون إليها ويستحب لصاحب الحديث أن يخرج عليها

§وَهَذِهِ تَسْمِيَةُ كُتُبٍ سَبَقَ الْمُتَقَدِّمُونَ إِلَيْهَا وَيُسْتَحَبُّ لِصَاحِبِ الْحَدِيثِ أَنْ يُخَرِّجَ عَلَيْهَا

1915 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُّوذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، بِنَيْسَابُورَ قَالَ: سَمِعْتُ قَاضِي الْقَضَاءِ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحٍ الْهَاشِمِيَّ، يَقُولُ: " §هَذِهِ أَسَامِي مُصَنَّفَاتِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ: كِتَابُ الْأَسَامِي وَالْكُنَى ثَمَانِيَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ الضُّعَفَاءِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ الْمُدَلِّسِينَ خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ أَوَّلِ مَنْ نَظَرَ فِي الرِّجَالِ وَفَحَّصَ عَنْهُمْ جُزْءٌ -[302]-، كِتَابُ الطَّبَقَاتِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَنْ رَوَى عَنْ رَجُلٍ لَمْ يَرَهُ جُزْءٌ، عِلَلُ الْمُسْنَدِ ثَلَاثُونَ جُزْءًا، كِتَابُ الْعِلَلِ لِإِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُزْءًا، عِلَلُ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ، كِتَابُ مَنْ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ وَلَا يَسْقُطُ جُزْآنِ، كِتَابُ مَنْ نَزَلَ مِنَ الصَّحَابَةِ سَائِرَ الْبُلْدَانِ خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ التَّارِيخِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ الْعَرْضِ عَلَى الْمُحَدِّثِ جُزْآنِ، كِتَابُ مَنْ حَدَّثَ ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ جُزْآنِ، كِتَابُ يَحْيَى وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الرِّجَالِ خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ، سُؤَالَاتُهُ يَحْيَى جُزْآنِ، كِتَابُ الثِّقَاتِ وَالْمُتَثَبِّتِينَ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ اخْتِلَافِ الْحَدِيثِ خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ الْأَسَامِي الشَّاذَّةِ ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ الْأَشْرِبَةِ ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ تَفْسِيرِ غَرِيبِ الْحَدِيثِ خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ الْإِخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَنْ يُعْرَفُ بِاسْمٍ دُونَ اسْمِ أَبِيهِ جُزْآنِ، كِتَابُ مَنْ يُعْرَفُ بِاللَّقَبِ وَالْعِلَلِ الْمُتَفَرِّقَةِ ثَلَاثُونَ جُزْءًا، وَكِتَابُ مَذَاهِبِ الْمُحَدِّثِينَ جُزْآنِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَجَمِيعُ هَذِهِ الْكُتُبِ قَدِ انْقَرَضَتْ وَلَمْ نَقِفْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا إِلَّا عَلَى أَرْبَعَةٍ أَوْ خَمْسَةٍ حَسَبُ، وَلَعَمْرِي إِنَّ فِي انْقِرَاضِهَا ذَهَابُ عُلُومٍ جَمَّةٍ وَانْقِطَاعُ فَوَائِدَ ضَخْمَةٍ وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فَيْلَسُوفُ هَذِهِ الصَّنْعَةِ وَطَبِيبُهَا وَلِسَانُ طَائِفَةِ الْحَدِيثِ وَخَطِيبُهَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ لَدَيْهِ وَمِنَ الْكُتُبِ الَّتِي تَكْثُرُ مَنَافِعُهَا إِنْ كَانَتْ عَلَى قَدْرِ مَا تَرْجَمَهَا بِهِ وَاضِعُهَا مُصَنَّفَاتُ أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ الْبُسْتِيِّ الَّتِي ذَكَرَهَا لِي مَسْعُودُ بْنُ نَاصِرٍ السِّجْزِيُّ وَأَوْقَفَنِي عَلَى تَذْكَرَةٍ بِأَسَامِيهَا وَلَمْ يُقَدَّرْ لِي الْوُصُولُ إِلَى النَّظَرِ فِيهَا لِأَنَّهَا غَيْرُ مَوْجُودَةٍ بَيْنَنَا وَلَا مَعْرُوفَةٍ عِنْدَنَا وَأَنَا أَذْكُرُ مِنْهَا مَا أَسْتَحْسِنُهُ سِوَى مَا عَدَلْتُ عَنْهُ وَاطَّرَحْتُهُ فَمِنْ ذَلِكَ: كِتَابُ الصَّحَابَةِ خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابَ التَّابِعِينَ اثْنَا عَشَرَ جُزْءًا، كِتَابُ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ خَمْسَةَ عَشَرَ جُزْءًا، كِتَابُ تَبَعِ الْأَتْبَاعِ سَبْعَةَ عَشَرَ جُزْءًا، كِتَابُ تُبَّاعِ التَّبَعِ عِشْرُونَ جُزْءًا، كِتَابُ الْفَصْلِ بَيْنَ النَّقَلَةِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ عِلَلِ أَوْهَامِ أَصْحَابِ التَّوَارِيخِ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ عِلَلِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عِشْرُونَ جُزْءًا، كِتَابُ -[303]- عِلَلِ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ كِتَابُ عِلَلِ مَنَاقِبِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَثَالِبِهِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ عِلَلِ مَا أَسْنَدَ أَبُو حَنِيفَةَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَا خَالَفَ الثَّوْرِيُّ شُعْبَةَ ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَا خَالَفَ شُعْبَةُ الثَّوْرِيَّ جُزْآنِ، كِتَابُ مَا انْفَرَدَ بِهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنَ السُّنَنِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَا انْفَرَدَ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ مِنَ السُّنَنِ خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَا انْفَرَدَ بِهِ أَهْلُ خُرَاسَانَ خَمْسَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَا انْفَرَدَ بِهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ مِنَ السُّنَنِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَا عِنْدَ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ وَلَيْسَ عِنْدَ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ جُزْآنِ، كِتَابُ مَا عِنْدَ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ وَلَيْسَ عِنْدَ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ جُزْآنِ، كِتَابُ غَرَائِبِ الْأَخْبَارِ عِشْرُونَ جُزْءًا، كِتَابُ مَا أَغْرَبَ الْكُوفِيُّونَ عَلَى الْبَصْرِيِّينَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَا أَغْرَبَ الْبَصْرِيُّونَ عَلَى الْكُوفِيِّينَ ثَمَانِيَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَنْ يُعْرَفُ بِالْأَسَامِي ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ أَسَامِي مَنْ يُعْرَفُ بِالْكُنَى ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ الْفَصْلِ وَالْوَصْلِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ التَّمْيِيزِ بَيْنَ حَدِيثِ النَّضْرِ الْحُدَّانِيِّ وَالنَّضْرِ الْخَزَّازِ جُزْآنِ، كِتَابُ الْفَصْلِ بَيْنَ حَدِيثِ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ وَمَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ الْفَصْلِ بَيْنَ حَدِيثِ مَكْحُولٍ الشَّامِيِّ وَمَكْحُولٍ الْأَزْدِيِّ جُزْءٌ، كِتَابُ مَوْقُوفِ مَا رُفِعَ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ كِتَابُ آدَابِ الرَّحَّالَةِ جُزْآنِ، كِتَابُ مَا أَسْنَدَ جُنَادَةُ عَنْ عُبَادَةَ جُزْءٌ، كِتَابُ الْفَصْلِ بَيْنَ حَدِيثِ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ وَثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ جُزْءٌ، كِتَابُ مَا جُعِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ جُزْآنِ، كِتَابُ مَا جُعِلَ شَيْبَانُ سُفْيَانَ أَوْ سُفْيَانُ شَيْبَانَ ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ مَنَاقِبِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ جُزْآنِ، كِتَابُ مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ جُزْآنِ كِتَابُ: الْمُعْجَمِ عَلَى الْمُدُنِ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ الْمُقِلِّينَ مِنَ الشَّامِيِّينَ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، كِتَابُ الْمُقِلِّينَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عِشْرُونَ جُزْءًا، كِتَابُ الْأَبْوَابِ الْمُتَفَرِّقَةِ ثَلَاثُونَ جُزْءًا، كِتَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الْأَخْبَارِ الْمُتَضَادَةِ جُزْآنِ، كِتَابُ وَصْفِ الْمُعَدَّلِ وَالْمُعَدَّلِ جُزْآنِ، كِتَابُ الْفَصْلِ بَيْنَ أَخْبَرَنَا وَحَدَّثَنَا جُزْءٌ، كِتَابُ أَنْوَاعِ الْعُلُومِ وَأَوْصَافِهَا ثَلَاثُونَ جُزْءًا. وَمِنْ آخِرِ مَا صَنَّفَ كِتَابُ الْهِدَايَةِ إِلَى عِلْمِ السُّنَنِ قَصَدَ فِيهِ إِظْهَارَ الصَّنَاعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ هُمَا صَنَاعَةُ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ يَذْكُرُ حَدِيثًا وَيُتَرْجِمُ لَهُ ثُمَّ يَذْكُرُ مَنْ يَتَفَرَّدُ بِذَلِكَ الْحَدِيثِ وَمِنْ مَفَارِيدِ أَيِّ بَلَدٍ هُوَ ثُمَّ يَذْكُرُ تَارِيخَ كُلِّ -[304]- اسْمٍ فِي إِسْنَادِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ إِلَى شَيْخِهِ بِمَا يُعْرَفُ مِنْ نِسْبَتِهِ وَمَوْلِدِهِ وَمَوْتِهِ وَكُنْيَتِهِ وَقَبِيلَتِهِ وَفَضْلِهِ وَتَيَقُّظِهِ ثُمَّ يَذْكُرُ مَا فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ مِنَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ وَإِنْ عَارَضَهُ خَبَرٌ آخَرُ ذَكَرَهُ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا وَإِنْ تَضَادَّ لَفْظُهُ فِي خَبَرٍ آخَرَ تَلَطَّفَ لِلْجَمْعِ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَعْلَمَ مَا فِي كُلِّ خَبَرٍ مِنْ صَنَاعَةِ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ مَعًا وَهَذَا مِنْ أَنْبَلِ كُتُبِهِ وَأَعَزِّهَا 1916 - سَأَلْتُ مَسْعُودَ بْنَ نَاصِرٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَكُلُ هَذِهِ الْكُتُبِ مَوْجُودَةٌ عِنْدَكُمْ وَمَقْدُورٌ عَلَيْهَا بِبِلَادِكُمْ؟ فَقَالَ: لَا إِنَّمَا يُوجَدُ مِنْهَا الشَّيْءُ الْيَسِيرُ وَالنَّزْرُ الْحَقِيرُ قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ سَبَّلَ كُتُبَهُ وَوَقَفَهَا وَجَمَعَهَا فِي دَارٍ رَسَمَهَا بِهَا فَكَانَ السَّبَبُ فِي ذَهَابِهَا مَعَ تَطَاوَلِ الزَّمَانِ ضَعُفَ أَمْرُ السُّلْطَانِ وَاسْتِيلَاءِ ذَوِي الْعَبَثِ وَالْفَسَادِ عَلَى أَهْلِ تِلْكَ الْبِلَادِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مِثْلُ هَذِهِ الْكُتُبِ الْجَلِيلَةِ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَكْثُرَ بِهَا النَّسْخُ وَيَتَنَافَسَ فِيهَا أَهْلُ الْعِلْمِ وَيَكْتُبُوهَا لِأَنْفُسِهِمْ وَيُخَلِّدُوهَا أَحْرَارُهُمْ وَلَا أَحْسِبُ الْمَانِعَ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا قِلَّةَ مَعْرِفَةِ أَهْلِ تِلْكَ الْبِلَادِ لِمَحَلِّ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ وَزُهْدَهُمْ فِيهِ وَرَغْبَتَهُمْ عَنْهُ وَعَدَمَ بَصِيرَتِهِمْ بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

1917 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: §«إِنَّمَا يَتَّفِقُ الْعَالِمُ بِالْعَارِفِ وَإِلَّا فَالْعِلْمُ حَسْرَةٌ وَالْفَضْلُ نَقْصٌ فِي الْمَسَرَّةِ»

1918 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُرْدِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §«أَزْهَدُ النَّاسِ فِي عَالِمٍ أَهْلُهُ»

باب قطع التحديث عند كبر السن مخافة اختلال الحفظ ونقصان الذهن

§بَابُ قَطْعِ التَّحْدِيثِ عِنْدَ كِبَرِ السِّنِّ مَخَافَةَ اخْتِلَالِ الْحِفْظِ وَنُقْصَانِ الذِّهْنِ

1919 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعَ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: " كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَنَقُولُ: حَدِّثْنَا. فَيَقُولُ: §«إِنَّا قَدْ كَبُرْنَا وَنَسِينَا. وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ شَدِيدٌ»

1920 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: §«كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ قَدْ كَبُرَ وَكَانَ يُحَدِّثُنَا فَنَعْرِفُ وَنُنْكِرُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِذَا بَلَغَ الرَّاوِي حَدَّ الْهَرَمِ وَالْحَالَةَ الَّتِي فِي مِثْلَهَا يَحْدُثُ الْخَرَفُ فَيُسْتَحَبُّ لَهُ تَرْكُ الْحَدِيثِ وَالِاشْتِغَالُ بِالْقِرَاءَةِ وَالتَّسْبِيحِ وَهَكَذَا إِذَا عُمِيَ بَصَرُهُ وَخَشِيَ أَنْ يُدْخَلَ فِي حَدِيثِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ حَالَ الْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ فَالْأَوْلَى أَنْ يَقْطَعَ الرِّوَايَةَ وَيَشْتَغِلَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالْقِرَاءَةِ

1921 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَا: أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْفَضْلِ قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، نا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِصْرِيُّ، نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: §«كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ عُمِيَ وَقَطَعَ الْحَدِيثَ»

1922 - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، نا بُهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ الْأَنْبَارِيُّ التَّنُوخِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: §«مَا مَاتَ أَبِي حَتَّى تَرَكَ الْحَدِيثَ»

1923 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ: §«فَإِذَا تَنَاهَى الْعُمُرُ بِالْمُحَدِّثِ فَأَعْجَبُ إِلَيَّ أَنْ يُمْسِكَ فِي الثَّمَانِينَ فَإِنَّهَا حَدُّ الْهَرَمِ» وَالتَّسْبِيحُ وَالِاسْتِغْفَارُ وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ أَوْلَى بِأَبْنَاءِ الثَّمَانِينَ فَإِنْ كَانَ عَقْلُهُ ثَابِتًا وَرَأْيُهُ مُجْتَمِعًا يَعْرِفُ حَدِيثَهُ وَيَقُومُ بِهِ وَيَجْرِي أَنْ يُحَدِّثَ احْتِسَابًا رَجَوْتُ لَهُ خَيْرًا

1924 - نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، إِمْلَاءً وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَا: نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " §فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: 6] قَالَ: {رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين: 5] إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين: 6] قَالَ: رَجُلٌ كَانَ يَعْمَلُ فِي شَبِيبَتِهِ خَيْرًا فَكَبِرَ وَعَجَلَ عَنْ ذَلِكَ فَهُوَ يُجْرَى عَلَيْهِ مِنَ الْأَجْرِ مَا كَانَ يُجْرَى عَلَيْهِ فِي شَبِيبَتِهِ وَصِحَّتِهِ لَا يُمَنُّ عَلَيْهِ بِذَلِكَ " وَالسَّلَامُ.

§1/1