الثبات عند الممات

ابن الجوزي

الْبَابِ الأَوَّلِ فِي بَيَانِ فَضِيلَةِ الْعَقْلِ وَالنَّقْلِ وَلُزُومِ الْقَبُولِ مِنْهُمَا قَدْ ثَبَتَ أَنَّ الْعَقْلَ هُوَ الآلَةُ الَّتِي عُرِفَ بِهَا الإِلَهُ وَحَصَلَ بِهِ تَصْدِيقُ الرُّسُلِ وَالْتِزَامُ الشَّرَائِعِ وَأَنَّهُ الْمُحَرِّضُ عَلَى طَلَبِ الْفَضَائِلِ وَالْمُخَوِّفُ مِنْ رُكُوبِ الرَّذَائِلِ وَالنَّاظِرُ فِي الْمَصَالِحِ وَالْعَوَاقِبِ فَهُوَ مُدَبِّرُ أَمْرَ الدَّارَيْنِ وَمَثَلُهُ كَالضَّوْءِ فِي الظُّلْمَةِ فَقَدْ يَقِلُّ عِنْدَ أَقْوَامٍ فَيَكُونُ كَعَيْنِ الأَعْشَى وَيَزِيدُ فَيَكُونُ كَنُورِ الْقَبَسِ وَيَكُونُ عِنْدَ قَوْمٍ كَضَوْءِ الشَّمْعَةِ وَعِنْدَ الْكَامِلِينَ كَطُلُوعِ الشَّمْسِ عَلَى عَيْنِ زَرْقَاءِ الْيَمَامَةِ وَلِهَذَا تَتَفَاوَتُ الْعُقَلاءُ فِي الْعُلُومِ وَالأَعْمَالِ فَيَنْبَغِي لِمَنْ رُزِقَ الْعَقْلَ

فصل

أَنْ لَا يُخَالِفَهُ وَلا يَخْلُدَ إِلَى ضِدِّهِ وَهُوَ الْهَوَى فَمَتَى مَالَ إِلَى الْهَوَى صُيِّرَ الإِمَامُ مَأْمُومًا وَذَلِكَ لَا يَحْسُنُ فَصْلُ فَأَمَّا النَّقْلُ فَإِنَّ الْعَقْلَ لَمَّا نَظَرَ فِي مُعْجِزَاتِ الرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ صَدَّقَهُمْ وَعَلِمَ أَنَّمَا أَتَوْا بِمَا أَتَوْا بِهِ عَنِ الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ فَقَوْلُهُمْ مَعْصُومٌ عَنِ خَطَأٍ مَحْفُوظٌ عَنْ غَلَطٍ وَإِذْ قَدْ بَانَ فَضْلُ الْعَقْلِ وَشَرَفُ النَّقْلِ لَزِمَ الْقَبُولُ مِنْهُمَا

الْبَابُ الثَّانِي فِيمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعَقْلُ وَالنَّقْلُ مِنْ أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ بَلاءٍ فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُنْكِرَ فِيهَا وُقُوعَ الْبَلاءِ مَنِ اسْتَخْبَرَ الْعَقْلَ وَالنَّقْلَ عَنْ وَضْعِ الدُّنْيَا أَخْبَرَاهُ أَنَّهَا مَارَسْتَانُ بَلاءٍ فَلا يُنْكِرُ وُقُوعَ الْبَلاءِ بِهَا وَلَيْسَ فِيهَا لَذَّةٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ إِنِّمَا لَذَّتُهَا رَاحَةٌ مِنْ مُؤْلِمٍ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ مِنَ الأَكْلِ إِقَامَةٌ خَلْفَ الْمُتَحَلَّلِ ثُمَّ كَمْ فِيهِ مِنْ مَحْذُورٍ فَإِنِّ الإِكْثَارَ يُوجِبُ التُّخَمَةَ وَمِنَ الْمَطَاعِمِ مُؤَدٍّ بِالإِسْهَالِ أَوْ بِالإِمْسَاكِ وَمِنْهَا مَا يُقَوِّي بَعْضَ الأَخْلاطِ وَإِنَّمَا جُعِلَتِ اللَّذَّةُ فِي التَّنَاوُل كالبرطيل وَكَذَلِكَ الوطأ فَإِنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ إِقَامَةُ الْخَلَفِ وَكَمْ فِي ضِمْنِهِ مِنْ أَذًى أَقَلُّهُ قِلَّةُ الْقُوَى وَتَعَبُ الْكَسْبِ ومقاسات أَخْلاقِ الْمُعَامَلَةِ وَمَتَى حَصَلَ مَحْبُوبٌ كَأَنَّ نَغَصَهُ تُرْبِي عَلَى لَذَّاتِهِ وَيَا سُرْعَانَ ذِهَابُهُ مَعَ قُبْحِ مَا يَجْنِي وَأَقَلُّ آفَاتِهِ الْفِرَاقُ الَّذِي يَنْكُبُ الْفُؤَادَ وَيُذِيبُ الأَجْسَادَ

وَكُلُّ مَا يُظَنُّ مِنَ الدُّنْيَا سَرَابٌ وَعِمَارَتُهَا وَإِنْ حَسُنَتْ صُورَتُهَا خَرَابٌ وَمَجِيئُهَا إِلَى مَجِيبِهَا ذِهَابٌ وَمَنْ خَاضَ الْمَاءَ الْغَمْرَ لَمْ يِجْزَعْ مِنْ بَلَلٍ كَمَا أَنَّ مَنْ دَخَلَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ لَمْ يَخْلُ مِنْ وَجَلٍ وَالْعَجَبُ لِمَنْ يَدُهُ فِي سَلَّةِ الأَفَاعِي كَيْفَ يُنْكِرُ اللَّسْعَ وَأَعْجَبُ مِنْهُ مَنْ يَطْلُبُ مِنَ الْمَطْبُوعِ عَلَى الضُّرِّ التَّمَنُّعَ وَمَا أَحْسَنُ قَوْلَ الشَّاعِرِ ... طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا ... صفوا من الأقذار وَالأَكْدَارِ ... وَمُكَلِّفُ الأَيَّامَ ضِدَّ طِبَاعِهَا ... مُتَطَلِّبٌ فِي الْمَاءِ جَذْوَةَ نَارِ ... وَإِذَا رَجَوْتَ الْمُسْتَحِيلَ فَإِنَّمَا ... تَبْنِي الرَّجَاءَ عَلَى شَفِيرٍ هَارِ ... وَلَوْلا أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ ابْتِلاءٍ لَمْ تعتور الْأَمْرَاض والأكدار وَلم يضيق الْعَيْشُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَالأَخْيَارِ وَلَقَدْ لُزِقَ بِهِمُ الْبَلاءُ وَعُدِمُوا الرَّاحَةَ فَآدَمُ يُعَانِي الْمِحَنَ إِلَى أَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَنُوحٌ يَبْكِي ثُلْثَمِائَةِ عَامٍ وَإِبْرَاهِيمُ يُكَابِدُ النَّارَ وَذَبْحَ الْوَلَدِ وَيَعْقُوبُ يَبْكِي حَتَّى ذَهَبَ الْبَصَرُ وَمُوسَى يُقَاسِي فِرْعَوْنَ وَيَلْقَى مِنْ قَوْمِهِ الْمِحَنَ وَعِيسَى لَا مَأْوَى لَهُ إِلا الْبِرُّ فِي الْعَيْشِ الضَّنْكِ وَمُحِمِّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَابِرُ الْفَقْرَ وَقَذْفَ الزَّوْجَةِ وَقَتْلَ مَنْ يُحِبُّهُ وَلَوْ خُلِقَتِ الدُّنْيَا لِلَّذَّةِ لَمْ يُبْخَسْ حَظُّ الْمُؤْمِنِ مِنْهَا فَإِنَّ الْجَمَلَ

يَأْكُلُ أَكْثَرَ مِنْهُ وَالْعُصْفُورُ يُسَافِدُ أَكْثَرَ مِنْهُ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وجنة الْكَافِر وَإِذ بَانَ أَنَّهَا دَارُ ابْتِلاءٍ وَسَجْنٍ وَمِحَنٍ فَلا يَنْبَغِي أَنْ يَقَعَ جَزَعٌ مِنَ الْبَلْوَى

الْبَابُ الثَّالِثُ فِي ذِكْرِ الْمُصَابِ بِالْمَحْبُوبِ مِنَ الأَهْلِ ... الْمَرْءُ يُصَابُ مَصَائِبُ لَا تَنْقَضِي ... حَتَّى يُوَارَى جِسْمه فِي رمسه فمؤجل يَلْقَى الرَّدَى فِي غَيْرِهِ ... وَمُعَجَّلٌ يَلْقَى الرَّدَى فِي نَفْسِهِ ... وَعِلاجُ فَقْدِ الْمَحْبُوبِ بِثَمَانِيَةِ أَشْيَاءٍ أَحَدِهَا أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ الْقَدَرَ قَدْ سَبَقَ بِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {مَا أَصَابَ مِنْ مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ {لكَي لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} وَالْمَعْنَى أَنَّ الْمَصَائِبَ مُقَدَّرَةٌ لَا أَنَّهَا وَقَعَتْ عَلَى وَجْهِ الاتِّفَاقِ كَمَا يَقُول الطباعيون وَلا أَنَّهَا عَبَثٌ بَلْ هِيَ صَادِرَةٌ عَمَّنْ صَدَرَتْ عَنْهُ مُحْكَمَاتُ الأُمُورِ وَمُتْقَنَاتُ الأَعْمَالِ وَإِذَا كَانَتْ صَادِرَةٌ عَنْ تَدْبِيرِ حَكِيمٍ لَا يَعْبَثُ إِمَّا لِزَجْرٍ عَنْ فَسَادٍ أَوْ لِتَحْصِيلِ أَجْرٍ أَوْ لِعُقُوبَةٍ عَلَى ذَنْبٍ وَقَعَ التَّسَلِّي بِذَلِكَ الثَّانِي الْعِلْمُ بِأَنَّ الدُّنْيَا دَارُ الابْتِلاءِ وَالْكَرْبِ لَا يُرْجَى مِنْهَا رَاحَةٌ

.. وَمَا اسْتَغْرَبَتْ عَيْنِي فِرَاقًا رَأَيْتُهُ ... وَلا أَعْلَمَتْنِي غَيْرَ مَا الْقَلْبُ عَالِمُهُ ... وَالثَّالِثِ الْعِلْمُ بِأَنَّ الْجَزَعَ مُصِيبَةٌ ثَانِيَةٌ وَالَّرابِعِ أَنْ يُقَدِّرَ وُجُودَ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ تِلْكَ الْمُصِيبَةِ كَمَنْ لَهُ وَلَدَانِ ذَهَبَ أَحَدُهُمَا وَالْخَامِسِ النَّظَرُ فِي حَالِ مَنِ ابْتُلِيَ بِمِثْلِ هَذَا الْبَلاءِ فَإِنَّ التَّأَسِّيَ رَاحَةٌ عَظِيمَةٌ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ ... وَلَوْلا كَثْرَةُ الْبَاكِينَ حَوْلِي ... عَلَى إِخْوَانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي وَمَا يَبْكُونَ مِثْلُ أَخِي وَلَكِنْ ... أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْهُ بِالتَّأَسِّي ... وَهَذَا الْمَعْنَى قَدْ حَرَمَهَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَهْلَ النَّارِ فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُخَلَّدِينَ فِيهَا مَحْبُوسٌ وَحْدَهُ يَظُنُّ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِي النَّارِ سِوَاهُ وَالسَّادِسِ النَّظَرُ فِي حَالِ مَنِ ابْتُلِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا الْبَلاءِ فَيَهُونَ هَذَا وَالسَّابِعِ رَجَاءُ الْخَلَفِ إِنْ كَانَ مِنْ مَعْنًى يَصْلُحُ عَنْهُ الْخَلَفُ كَالْوَلَدِ وَالزَّوْجَةِ قِيلَ لِلُقْمَانَ مَاتَتْ زَوْجَتُكَ فَقَالَ تَجَدَّدَ فِرَاشِي وَأَنْشَدُوا ... هَلْ وَصْلُ غرَّة إِلا وَصْلُ غَانِيَةٍ ... فِي وَصْلِ غَانِيَةٍ مِنْ وَصْلِهَا خُلْفُ ... وَالثَّامِنِ طَلَبُ الأَجْرِ بِحِمْلِ أَعْبَاءِ الصَّبْرِ فَلْيَنْظُرْ فِي فَضَائِلِ الصَّبْرِ وَثَوَابِ الصَّابِرِينَ وَسِيرَتِهِمْ فِي صَبْرِهِمْ وَإِنْ تَرَقَّى إِلَى مَقَامِ الرِّضَى فَهُوَ الْغَايَةُ

فصل في فضائل الصبر

فَصْلٌ فِي فَضَائِلِ الصَّبْرِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطاء قطّ خيرا وَلَا قَالَ الترمذى حَدِيث حسن صَحِيح أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا

الْقَطِيعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْرُ وَمن جزع فَلهُ الْجزع رُوَاته ثِقَات وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الصَّبْرُ فِي أَوَّلِ صَدْمَةٍ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى وَيَنْبَغِي أَنْ يَحْتَسِبَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَا أُخِذَ مِنْهُ وَيُوقِنَ بِحُسْنِ الْجَزَاءِ وَذَلِكَ يُهَوِّنُ الصَّبْرَ وَمِنْ عَلامَةِ الصَّبْرِ الْكَفُّ عَنْ تَمْزِيقِ ثَوْبٍ أَوْ لَطْمِ خَدٍّ وَحَبْسُ اللِّسَانِ عَنِ اعْتِرَاضٍ وَتَسَخُّطٍ وَالامْتِنَاعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُوجِبُ إِظْهَارَهُ تَأَثُّرَ الْمُبْتَلِي وَلْيَعْلَمِ الْعَاقِلُ أَنَّ الْبَلايَا ضُيُوفٌ فَلْيُعِدَّ لَهَا قِرَى الصَّبْرِ

فصل وأما ثواب الصابر على فقد الأولاد

قَالَ الْحُكَمَاءُ الْعَاقِلُ يَفْعَلُ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْمُصِيبَةِ مَا يَفْعَلُهُ الْجَاهِلُ بَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ وَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ لِلأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ إِنَّكَ إِنْ صَبَرْتَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَإِلا سَلَوْتَ كَمَا تَسْلُو الْبَهَائِمُ فَصْلٌ وَأَمَّا ثَوَابُ الصَّابِرِ عَلَى فَقْدِ الأَوْلادِ فَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا شُعْبَة عَن عبد الرحمن بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ يَمُوتُ لَهَا ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ إِلا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاثْنَيْنِ فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاثْنَيْنِ

قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا الزَّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ فَتَمَسَّهُ النَّارُ إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي السَّلِيلِ عَنْ أَبِي حَسَّانَ قَالَ تُوُفِّيَ ابْنَانَ لِي فَقُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا تَحَدَّثَنَاهُ تَطِيبُ أَنْفُسُنَا عَنْ مَوْتَانَا قَالَ نَعَمْ صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ يَلْقَى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ فَيَأْخُذَ بِنَاصِيَةِ ثَوْبِهِ أَوْ بِيَدِهِ كَمَا آخُذُ بِصِنْفَةِ ثَوْبِكَ وَلا يُفَارِقُهُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ مُسْلِمٌ وَاتُّفِقَ عَلَى الَّذِي قَبْلَهُ

فصل فأما الرضاء بالقضاء فهو الغاية

وَالدُّعْمُوصُ دُوَيِّبَةٌ تَسْبَحُ فِي الْمَاءِ قَالَ الشَّاعِرُ ... إِذَا الْتَقَى الْبَحْرَانِ عَمَّ الدُّعْمُوصُ ... فَبَقِيَ أَنْ يَسْبَحَ أَوْ يَغُوصَ ... فَصْلٌ وَكُلَّمَا قَرُبَ الْمَحْبُوبُ الْمُسْتَلَبُ مِنَ الْقَلْبِ كَانَ الأَجْرُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ فَيَنْبَغِي لِلصَّابِرِ أَنْ يَتَسَلَّى بِالْجِنْسِ فَصْلٌ فَأَمَّا الرِّضَاءُ بِالْقَضَاءِ فَهُوَ الْغَايَةُ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا قَضَى قَضَاءً أَحَبَّ أَنْ يُرْضَى بِهِ وَقَالَ أَبُو عبد الله البراثي من وهب لَهُ الرضى فَقَدْ بَلَغَ أَقْصَى الدَّرَجَاتِ وَقَالَتْ رَابِعَةُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا قَضَى لأَوْلِيَائِهِ قَضَاءً لَمْ يَتَسَخَّطُوهُ

فصل في ذكر أخبار جماعة من الصابرين والراضين

وَقُتِلَ لِبَعْضِ الصَّالِحِينَ وَلَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَبَكَى فَقِيلَ لَهُ أَتَبْكِي وَقَدِ اسْتُشْهِدَ فَقَالَ إِنَّمَا أَبْكِي كَيْفَ كَانَ رِضَاهُ عَنِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ أَخَذَتْهُ السُّيُوفُ فَإِنْ قِيلَ قَدْ يُتَصَوَّرُ الصَّبْرُ فَأَمَّا الرِّضَا بِالْمَكْرُوهِ فَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ فَالْجَوَابُ أَنَّ نُفُورَ الطَّبْعِ مِنَ الْمُنَافِي لَا يُضَادِّ رِضَى الْقَلْبِ بِالْقَدَرِ فَإِنَّمَا نَرْضَى بِالْقَضَاءِ وَإِنْ كَرِهْنَا الْمُقْضَى فَصْلٌ فِي ذِكْرِ أَخْبَارِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّابِرِينَ وَالرَّاضِينَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا بَهْزٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ مَاتَ وَلَدٌ لأَبِي طَلْحَةَ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ لأَهْلِهَا لَا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ قَالَ فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً فَأَكَلَ وَشَرِبَ ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصْنَعُ قَبْلَ ذَلِكَ فَوَقَعَ بِهَا فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا قَالَتْ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْت لَو أَن قوما أعاروا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ وَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ قَالَ لَا فَقَالَتْ فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ مَالِكٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا هَاشِمٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الأَحْوَصِ الْجُشَمِيُّ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَعِنْدَهُ بَنُونٌ لَهُ ثَلاثَةُ غِلْمَانٍ كَأَنَّهُمُ الدَّنَانِيرُ فَجَعَلْنَا نَتَعَجَّبُ مِنْ حُسْنِهِمْ فَقَالَ كَأَنَّكُمْ تَغْبِطُونِي بِهِمْ قَلْنَا إِي وَاللَّهِ بِمِثْلِ هَؤُلاءِ يُغْبَطُ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ بَيْتٍ لَهُ صَغِيرٍ قَدْ عَشْعَشَ فِيهِ الْخُطَّافُ وَبَاضَ فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَنْ أَكُونَ قَدْ نَفَضْتُ يَدِي عَنْ تُرَابِ قُبُورِهِمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْقُطَ عُشِّ هَذَا الْخُطَّافِ وَيَنْكَسِرَ بَيْضُهُ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ مَا أَصْبَحْتُ عَلَى حَالٍ فَتَمَنَّيْتُ أَنِّي عَلَى سِوَاهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْن حيوية قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوب بن عبد الله الْقُمِّيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغيرَة عَن سعيد بن عبد الرحمن بْنِ أَبْزَيْ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَنَّهُ قَالَ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أَرْمِي نَفْسِي مِنْ هَذَا الْجَبَلِ فَأَتَرَدَّى فَعَلْتُ وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أُوقِدَ نَارًا عَظِيمَةً فَأَقَعُ فِيهَا فَعَلْتُ وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ عَنِّي أَنْ أُلْقِيَ نَفْسِي فِي الْمَاءِ فَأَغْرَقُ فَعَلْتُ

وَكَانَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَدْ سَقَى بَطْنَهُ فَكَانَ يَقُولُ أَحَبُّهُ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ عَلْقَمَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قلبه} قَالَ هِيَ الْمُصِيبَةُ تُصِيبُ الرَّجُلَ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُسْلِمُ لَهَا وَيَرْضَى أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا يعلي بن عبد الرحمن قَالَ حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلامَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي

مَاتَ فِيهِ فَقَالَ إِنَّ أَحَبَّهُ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَى اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا بَهْزٌ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدثنَا ثَابت قَالَ مَاتَ عبد الله بْنُ مُطَرِّفٍ فَخَرَجَ مُطَرِّفُ عَلَى قَوْمِهِ فِي ثِيَابٍ حَسَنَةٍ وَقَدِ ادهن فغضبوا وَقَالُوا يَمُوت عبد الله ثُمَّ يَخْرُجُ فِي ثِيَابٍ مِثْلِ هَذِهِ مُدَّهِنًا قَالَ أَفَأَسْتَكِينُ لَهَا لَقَدْ وَعَدَنِي تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهَا ثَلاثَ خِصَالٍ لِكُلِّ خِصْلَةٍ مِنْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هم المهتدون} وَقَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ أُعْطِيَ فِي الآخِرَةِ قَدْرَ كُوزٍ مِنْ مَاءٍ إِلا وَوَدِدْتُ أَنَّهُ أُخِذَ مِنِّي فِي الدُّنْيَا قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ أَنَّ صِلَةَ بْنَ أَشْيَمٍ كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ تَقَدَّمْ فَقَاتِلْ حَتَّى أَحْتَسِبَكَ عِنْدَ اللَّهِ فَحَمَلَ فَقَاتَلَ حَتَّى قَتَلَ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ فَاجْتَمَعَتِ النِّسَاءُ عِنْدَ امْرَأَتِهِ مُعَاذَةَ فَقَالَتْ مَرْحَبًا إِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِتُهَنِّيَنِّي فَمَرْحَبًا بِكُنَّ وَإِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَارْجِعْنَ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عبد العزيز وَقَدْ مَاتَ ابْنُهُ وَمَوْلاهُ مَا أُحِبُّ أَنَّ شَيْئًا

مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَهُ وَقَالَ أَبُو جُحَيْفَةَ إِنَّا لَمُتَوَجِّهُونَ إِلَى مَهْرَانَ وَمَعَنَا رَجُلٌ مِنَ الأَسَدِ فَجَعَلَ يَبْكِي فَقُلْتُ لَهُ أَجَزَعٌ هَذَا قَالَ لَا وَلَكِنْ تَرَكْتُ ابْنِي فِي الرَّحْلِ فَوَدِدْتُ أَنَّهُ كَانَ مَعِي فَدَخَلْنَا الْجَنَّةَ جَمِيعًا وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوَلانِيُّ لأَنْ يُولَدَ لِي مَوْلُودٌ يُحْسِنُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبَاتَهُ حَتَّى إِذَا اسْتَوَى عَلَى شَبَابِهِ وَكَانَ أَعْجَبَ مَا يَكُونُ إِلَيَّ قَبْضُهُ مِنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزحي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ جَهْضَمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ حَفْصٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُوَفَّقِ قَالَ سَمِعْتُ حَاتِمًا الأَصَمَّ يَقُولُ لَقِينَا التُّرْكَ فَكَانَ بَيْنَنَا جَوْلَةٌ فَرَمَانِي تُرْكِيٌّ بِوَهَقٍ فَغَلَبَنِي عَنْ فَرَسِي وَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ فَقَعَدَ عَلَى صَدْرِي وَأَخَذَ بِلِحْيَتِي وَأَخْرَجَ مِنْ خُفِّهِ سِكِّينًا لِيَذْبَحَنِي فَوَحَقِّ سَيِّدِي مَا كَانَ قَلْبِي عِنْدَهُ وَلا عِنْدَ سِكِّينَتِهِ إِنَّمَا كَانَ قَلْبِي عِنْدَ سَيِّدِي أَنْظُرُ مَاذَا يَنْزِلُ بِهِ الْقَضَاءُ مِنْهُ فَقُلْتُ سَيِّدِي

فصل

قَضَيْتَ أَنْ يَذْبَحَنِي هَذَا فَعَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ إِنَّمَا أَنَا لَكَ وَمِلْكُكَ فَبَيْنَمَا أَنَا أُخَاطِبُ سَيِّدِي وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى صَدْرِي آخِذٌ بِلِحْيَتِي لِيَذْبَحَنِي رَمَاهُ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ بِسَهْمٍ فَمَا أَخْطَأَ حَلْقَهُ فَسَقَطَ عَنِّي فَقُمْتُ أَنَا إِلَيْهِ وَأَخَذْتُ السِّكِّينَ مِنْ يَدِهِ فَذَبَحْتُهُ فَمَا هُوَ إِلا أَنْ تَكُونَ قُلُوبُكُمْ عِنْدَ السَّيِّدِ حَتَّى تَرَوْنَ مِنْ عَجَائِبِ لُطْفِهِ مَا لَمْ تَرَوْا مِنَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ وَقَالَ الشَّاعِرُ ... إِنْ كَانَ سُكَّانُ الغَضَا ... رَضُوا بِقَتْلِي فَرِضَا وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِمَا ... يَهْوَى الْحَبِيبُ مُبْغِضَا صِرْتُ لَهُمْ عَبْدًا وَمَا ... لِلْعَبْدِ أَنْ يعترضا ... وَقَالَ الآخر ... إِن رِضَاكُمْ فِي سَهَرِي ... فَسَلامُ اللَّهِ عَلَى وَسَنِي ... وَقَالَ الآخَرُ ... فَمَا لِجُرْحٍ إِذَا أَرْضَاكُمْ أَلَمٌ ... فَصْلٌ وَقَدْ خُذِلَ خَلْقٌ كَثِيرٌ عِنْدَ مَوْتِ أَحْبَابِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ خَرَقَ ثَوْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ لَطَمَ وَمِنْهُمْ مَنِ اعْتَرَضَ وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلا كَبِيرًا قَدْ قَارَبَ الثَّمَانِينَ وَكَانَ يُحَافِظُ عَلَى الْجَمَاعَةِ فَمَاتَ وَلَدٌ لابْنَتِهِ فَقَالَ مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَدْعُوَ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَجِيبُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يُعَانِدُنَا فَمَا يَتْرُكُ لَنَا وَلَدًا فَعَلِمْتُ أَنَّ صَلَوَاتَهُ وَفِعْلَهُ لِلْخَيْرِ عَادَةٌ لأَنَّهُ لَا يَنْشَأُ عَنْ مَعْرِفَةٍ وَإِيمَانٍ وَهَؤُلاءِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ

الْبَابُ الرَّابِعُ فِي ذِكْرِ الْمُصِيبَاتِ الْمُخْتَصَّةِ بِذَاتِ الإِنْسَانِ 0 إِنِّي رَأَيْتُ جُمْهُورَ النَّاسِ إِذَا طَرَقَهُمُ الْمَرَضُ اشْتَغَلُوا تَارَةً بِالْجَزَعِ مِنْهُ وَالشَّكْوَى وَتَارَةً بِالتَّدَاوِي إِلَى أَنْ يَشْتَدَّ فَيُشْغِلُهُمُ اشْتِدَادُهُ عَنِ الالْتِفَاتِ إِلَى الْمَصَالِحِ مِنْ وَصِيَّةٍ أَوْ فِعْلٍ لِلْخَيْرِ أَوْ تَأَهُّبٍ لِلْمَوْتِ فَكَمْ لَهُ مِنْ ذُنُوبٍ لَا يَتُوبُ مِنْهَا أَوْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ لَا يَرُدُّهَا أَوْ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَوْ زَكَاةٌ أَوْ فِي ذِمَّتِهِ ظِلامَةٌ لَا يَخْطُرُ لَهُ تَدَارُكُهَا وَإِنَّمَا حُزْنُهُ عَلَى فِرَاقِ الدُّنْيَا إِذْ لَا هِمَّةَ لَهُ سِوَاهَا وَرُبَّمَا أَفَاقَ فَأَوْصَى بِجَوْرٍ وَسَبَبُ هَذَا ضَعْفُ الإِيمَانِ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعلم} وَقَدْ عَمَّ هَذَا أَكْثَرَ الْخَلْقِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخِذْلانِ فَيَنْبَغِي لِلْمُتَيَقِّظِ أَنْ يَتَأَهَّبَ فِي حَالِ صِحَّتِهِ قَبْلَ هُجُومِ الْمَرَضِ فَرُبَّمَا ضَاقَ الْوَقْتُ عَنْ عَمَلٍ أَوِ اسْتِدْرَاكِ فَارِطٍ أَوْ وَصِيَّةٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا حَقُّ امْرِئ مُسْلِمٍ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ وَلَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ إِلا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ

فصل

فصل فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَوْصَى فِي الصِّحَّةِ فَلْيُبَادِرْ فِي أَوَّلِ الْمَرَضِ فَلْيُوصِ وَلْيَحْذَرْ مِنَ الْجَوْرِ فِي وَصِيَّتِهِ فَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ الرَّجُلِ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْخَيْرَ سَبْعِينَ سَنَةً فَإِذَا أَوْصَى جَارَ فِي وَصِيَّتِهِ فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ النَّارَ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الشَّرَّ سَبْعِينَ سَنَةً فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَفِي حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ فَرَّ بِمِيرَاثِهِ مِنْ وَارِثٍ حَرَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِيرَاثَهُ مِنَ الْجَنَّةِ فَصْلٌ وَلْيَعْلَمَ الْمَرِيضُ أَنَّ الْمَرَضَ يُذهِبُ الْخَطَايَا وَكُلَّمَا اشْتَدَّ الْمَرَضُ كَانَ أَذْهَبَ لَهَا أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا

أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بن سُوَيْد عَن عبد الله قَالَ دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعِكُ فَمَسِسْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا فَقَالَ أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلانِ مِنْكُمْ قُلْتُ إِنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ فَقَالَ نَعَمْ والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَلَى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلا حَطَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَطَايَاهُ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزَّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلا كَفَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا الْحَدِيثَانِ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي جَسَدِهِ وَفِي مَالِهِ وَفِي وَلَدِهِ

حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة // حسن صَحِيح قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَدَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْكَ أُمُّ مِلْدَمٍ قَطُّ قَالَ وَمَا أُمُّ مِلْدَمٍ قَالَ حَرٌّ يَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ قَالَ مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ قَالَ فَهَلْ أَخَذَكَ الصُّدَاعُ قَالَ وَمَا الصُّدَاعُ قَالَ عَرَقٌ يُضْرَبُ عَلَى الإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ قَالَ مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ اسْتَأْذَنَتِ الْحُمَّى عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ قَالَتْ أُمُّ مِلْدَمٍ فَأَمَرَ بِهَا إِلَى أَهْلِ قُبَاءٍ فَلَقُوا مِنْهَا مَا يَعْلَمُ اللَّهُ فَأَتَوْهُ فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ قَالَ مَا شِئْتُمْ إِنْ شِئْتُمْ أَنْ أَدْعُوَ اللَّهَ لَكُمْ فَيَكْشِفَهَا عَنْكُمْ وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَكُونَ لَكُمْ طَهُورًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَفْعَلُ قَالَ نَعَمْ قَالُوا فَدَعْهَا وَفِي أَفْرَادِ مُسْلِمٍ من حَدِيث جَابر بن عبد الله أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْحُمَّى تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ

فصل

وَقَالَ الْحَسَنُ لِيُكَفَّرُ مِنَ الْعَبْدِ خَطَايَاهُ كُلُّهَا بِحُمَّى لَيْلَةٍ فَصْلٌ فَإِذَا اشْتَدَّ الْمَرَضُ عَلَيْهِ فَلْيُدَاوِ نَفْسَهُ بِسَبْعَةَ عَشَرَ دَوَاءً قَدْ ذَكَرْنَا مِنْهَا ثَمَانِيَةً فِيمَا تَقَدَّمَ وَالتَّاسِعِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ كَيْفَ جَرَى الْقَضَاءُ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى لله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابِتْهُ سَرَّاءٌ فَشَكَرَ كَانَ خَيْرًا وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءٌ فَصَبَرَ كَانَ خَيْرًا لَهُ انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ وَالْعَاشِرِ أَنَّ تَشْدِيدَ الْبَلاءِ يَخْتَصُّ بِالأَخْيَارِ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ

قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً قَالَ الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسْبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا شُعْبَة عَن سُلَيْمَان عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ كَانَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ثمَّ نصب يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن المقوى قَالَ أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيم بن سَلمَة بن نجر قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بن ماجة قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَيْنَ يَدِي فَوْقَ اللِّحَافِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَشَدَّهَا عَلَيْكَ قَالَ إِنَّا كَذَلِكَ يُضَعَّفُ لَنَا الْبَلاءُ وَيُضَعَّفُ لَنَا الأَجْرُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ

النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً قَالَ الأَنْبِيَاءُ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ الصَّالِحُونَ إِنْ كَانَ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ إِلا الْعَبَاءَةَ يَحْوِيهَا وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلاءِ كَمَا يفرح أحدكُم بالرخاء // اسناده صَحِيح رِجَاله ثِقَات قُلْتُ وَالأَحَادِيثَ عَمَّنْ كَانَ يَخْتَارُ الْبَلاءَ وَيُحِبُّهُ نَظَرًا إِلَى ثَوَابِهِ كَثِيرَةٌ وَقَدْ ذَكَرْنَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي إِيثَارِ مَوْتِ أَوْلادِهِ وَعَنْ أَهْلِ قُبَاءٍ فِي إِيثَارِ دَوَامِ الْحُمَّى وَأَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ السَّرَّاجِ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ مَالِكٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلُوا عَلَى سُوَيْدِ بْنِ شُعْبَةَ وَقَدْ صَارَ عَلَى فِرَاشِهِ كَأَنَّهُ فَرْخٌ وَامْرَأَتُهُ تُنَادِيهِ مَا نُطْعِمُكَ مَا نَسْقِيكَ فَأَجَابَهَا بِصَوْتٍ خَفِيٍّ دَبَرَتِ الْحَرَاقِفُ وَطَالَتِ الضَّجْعَةُ وَمَا أُحِبُّ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَقَصَنِي مِنْهُ قُلامَةَ ظُفْرٍ قَالَتْ عَائِشَةُ مَا رَأَيْتُ الْوَجَعَ عَلَى أَحَدٍ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الْحَادِي عَشَرَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ مَمْلُوك وَلَيْسَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ قَالَ الشَّاعِرُ الْمَاهِرُ الْبَاهِرُ ... صِرْتُ لَهُمْ عَبْدًا ... وَمَا للْعَبد أَن يعْتَرض ... وَالثَّانِي عَشَرَ أَنْ يَذْكُرَ عَظَمَةَ الْمُبْتَلِي وَعِزَّ الْقَاتِلِ ثُمَّ يُقَدِّرُ أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ نَفْسَهُ فَيَقُولُ يَا نَفْسُ أَنَسِيتِ أَنَّ اللَّهَ اشْتَرَاكِ فَإِنْ كُنْتِ رَضِيتِ الْبَيْعَ فَمَا لَكِ فِيكِ شَيْءٌ قَالَ أَبُو الْوَفَاءِ بْنُ عَقِيلٍ مَاتَ وَلَدِي عَقِيلٌ وَكَانَ قَدْ تَفَقَّهَ وَنَاظَرَ وَجَمَعَ أَدَبًا حَسَنًا فَتَعَزَّيْتُ بِقصَّة عَمْرو بن عبدود الَّذِي قَتَلَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَتْ أُمُّهُ تُرْثِيهِ ... لَوْ كَانَ قَاتِلُ عَمْرٍو غَيْرَ قَاتِلِهِ ... مَا زِلْتُ أَبْكِي عَلَيْهِ دَائِمَ الأَبَدِ لَكِنَّ قَاتِلَهُ مَنْ لَا يُعَابُ بِهِ ... مَنْ كَانَ يُدْعَى أَبُوهُ بَيْضَةَ الْبَلَدِ ... فَأَسْلاهَا وَعَزَّاهَا جَلالَةُ الْقَاتِلِ وَالافْتِخَارُ بِأَنَّ ابْنَهَا مَقْتُولٌ لَهُ فَنَظَرت إِلَى أَن الْقَاتِل وَلَدِي الْمَالِكُ الْحَكِيمُ فَهَانَ الْقَتْلُ وَالْمَقْتُولُ لِجَلالَةِ الْقَاتِلِ وَالثَّالِثَ عَشَرَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ هَذَا الْوَاقِعَ وَقَعَ بِرِضَى الْمَالِكِ وَإِرَادَتِهِ فَيَجِبُ أَنْ يَقَعَ الرِّضَى بِمَا رَضِيَ بِهِ الْمَالِكُ وَالرَّابِعَ عَشَرَ أَنْ يُعَاتِبَ نَفْسَهُ إِذَا جَزِعَتْ فَيَقُولُ لَهَا أَمَا

عَلِمْتِ أَنَّ هَذَا لَا بُدَّ مِنْهُ فَمَا وَجْهُ الْجَزَعِ مَمَّا لَا بُدَّ مِنْهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الباقي الْبَزَّارُ قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدثنِي الحكم ابْن الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ لَمَّا كَانَ مَرَضُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طفق يَقُول لنَفسِهِ مَالك تَلُوذِينَ كُلَّ مَلاذٍ وَالْخَامِسَ عَشَرَ أَنْ يَقُولَ لِنَفْسِهِ إِنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ ثُمَّ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ مَا كَانَ وَلْيَتَذَكَّرْ أَمْرَاضًا جَرَتْ عَلَيْهِ فَبَالَغَتْ فِي أَلَمِهِ ثُمَّ ذَهَبَتْ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ وَإِنَّمَا الاعْتِبَارُ بِالْعَوَاقِبِ وَمَنْ تَأَمَّلَ الْعَاقِبَةَ هَانَ عَلَيْهِ الْبَلاءُ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيِا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَي بَأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ فِي الْجَنَّةِ صَبْغَةً فَيُقَالُ لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بؤس قطّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ

وَالسَّادِسَ عَشَرَ أَنْ يَتَخَايَلَ الانْتِقَالَ إِلَى نَعِيمِ الْجَنَّةِ الَّذِي لَا انْقِطَاعَ لَهُ فَمَا قَدْرُ تِلْكَ اللَّحْظَةِ بَلْ مَا قَدْرُ جَمِيعِ عُمْرِ الدُّنْيَا بِالإِضَافَةِ إِلَى الْبَقَاءِ السرمدي وَبَين هَذَا بِأَنَّا لَوْ قَدَّرْنَا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَبَسَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بِخَرْدَلٍ ثُمَّ خَلَقَ طَائِرًا وَاحِدًا وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْقِلَ كُلَّ أَلْفِ أَلْفِ عَامٍ خَرْدَلَةً تَصَوَّرْ نَفَادَ ذَلِكَ وَبَقَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَا نَفَادَ لَهُ وَمَنْ تَخَايَلَ الْبَقَاءَ السَّرْمَدِيَّ وَأَنَّهُ بَاقٍ فِي النَّعِيمِ السَّرْمَدِيِّ بِبَقَاءِ الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ وَبَقَاؤُهُ لَا يَنْقَطِعُ طَاشَ فَرَحًا وَنَسِيَ كُلَّ أَلَمٍ وَإِذَا كَانَ الْمَوْتُ هُوَ الطَّرِيقُ إِلَى ذَلِكَ النَّعِيمِ هَانَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد قَالَ أخبرنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمْزَةُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُنَادَى أَهْلُ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلا تَمُوتُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلا تَسْقَمُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلا تَهْرَمُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تيأسوا أَبَدًا وَالسَّابِعَ عَشَرَ أَنْ يَحْتَقِرَ مَا يَبْذُلُ مِنَ الصَّبْرِ بِالإِضَافَةِ إِلَى عَظَمَةِ

الْحَقِّ فَيَكُونُ كَمُحْتَقِرِ هَدِيَّةٍ إِلَى مَلِكٍ كَبِيرٍ أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَعِيمٍ عبد الملك بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ النُّوفَلِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنِ عَطَاءِ ابْن عَجْلانَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ أسرت الرّوم عبد الله بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ الطَّاغِيَةُ تَنَصَّرْ وَإِلا أَلْقَيْتُكَ فِي النُّقْرَةِ النُّحَاسِ فَقَالَ مَا أَفْعَلُ فَدَعَا بِنُقْرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَمُلِئَتْ زَيْتًا وَأُغْلِيَتْ وَدَعَا رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَعَرَضَ عَلَيْهِ النَّصْرَانِيَّةَ فَأَبَى فَأَلْقَاهُ فِي النُّقْرَةِ فَإِذا عِظَامه تلوح فَقَالَ لعبد الله ابْن حُذَافَةَ تَنَصَّرْ وَإِلا أَلْقَيْتُكَ قَالَ مَا أَفْعَلُ فَأَمَرَ أَنْ يُلْقَى فِي النُّقْرَةِ فَكَتَّفُوهُ فَبَكَى فَقَالُوا قَدْ جَزِعٍَ قَدْ بَكَى قَالَ رُدُّوهُ فَقَالَ لَا تَظُنَّنَّ أَنِّي بَكَيْتُ جَزِعًا وَلَكِنْ بَكَيْتُ إِذْ لَيْسَ لِي إِلا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ يُفْعَلُ بِهَا هَذَا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لِي أَنْفُسٌ عَدَدَ كُلِّ شَعْرَةٍ فِيَّ ثُمَّ تُسَلَّطُ عَلَيَّ فَتَفْعَلَ بِي هَذَا قَالَ فَأَعْجَبَهُ وَأَحَبَّ أَنْ يُطْلِقَهُ فَقَالَ قَبِّلْ رَأْسِي وَأُطْلِقُكَ قَالَ مَا أَفْعَلُ قَالَ تَنَصَّرْ وَأُزَوِّجُكَ ابْنَتِي وَأُقَاسِمُكَ مُلْكِي قَالَ مَا أَفْعَلُ قَالَ قَبِّلْ رَأْسِي وَأُطْلِقُ مَعَكَ ثَمَانِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ فَأَطْلَقَهُ وَثَمَانِينَ مَعَهُ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ قَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَكَانَ أَصْحَاب رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يمازحون عبد الله وَيَقُولُونَ قَبَّلْتَ رَأْسَ عِلْجٍ

فصل

فَصْلٌ وَلْيُعْلَمَ أَنَّ هَذَا الصَّبْرَ وَالتَّمَاسُكَ إِنَّمَا هُوَ سَاعَةٌ مِنَ الزَّمَانِ أَوْ نَحْوُهَا ثُمَّ يَغِيبُ الذِّهْنُ فَلا تَحُسُّ بِأَلَمٍ وَيَنْبَغِي أَنْ يُشَجِّعَ نَفْسَهُ وَيَقُولُ إِنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ ثُمَّ يَتَلَقَّى كُلُّ مُوَجَّهٍ مِنَ الْبَلاءِ بِشَيْءٍ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ فَإِذَا غَرَقَ الْحِسُّ بِمَوْجٍ لَا يُتَدَارَكُ غَدْرُ الْمَلاحِ وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ حَفِظَ أَوَامِرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي صِحَّتِهِ حَفِظَهُ الله فِي شدته قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهِ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشَّدَّةِ أَلا تَرَى أَنَّ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا وَقَعَ فِي تِلْكَ الشِّدَّةِ وَكَانَتْ لَهُ أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ مُتَقَدِّمَةٌ أَخَذَتْ بِيَدِهِ فَنَجَا وَلَمَّا لَمْ يَكُنْ لِفِرْعَوْنَ عَمَلُ خَيْرٍ لَمْ يَجِدْ مُتَعَلَّقًا وَقْتَ الشِّدَّةِ فَقِيلَ لَهُ الْآن

فصل

وَكَانَ عبد الصمد الزَاهِدُ يَقُولُ عِنْدَ الْمَوْتِ سَيِّدِي لِهَذِهِ السَّاعَةِ خَبَّأْتُكَ فَصْلٌ وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَكْرَهُونَ الشَّكْوَى إِلَى الْخَلْقِ وَالشَّكْوَى وَإِنْ كَانَ فِيهَا رَاحَةٌ إِلا أَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى ضَعْفٍ وَذُلٍّ وَالصَّبْرُ عَنْهَا دَلِيلٌ عَلَى قُوَّةٍ وَعِزٍّ ثُمَّ إِنَّهَا إِشَاعَةُ سِرِّ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ العَبْد وَهُوَ تُورِثُ شَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ وَرَحْمَةَ الأَصْدِقَاءِ قَالَ الشَّاعِرُ ... لَا تَشْكُوَنَّ إِلَى صَدِيقٍ حَالَةً ... فَاتَتْكَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ فَلِرَحْمَةِ الْمُتَوَجَّعِينَ مَضَاضَةٌ ... فِي الْقَلْبِ مِثْلُ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ ... وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَكْرَهُونَ الأَنِينَ لأَنَّهُ نَوْعُ شَكْوَى فَمَتَى أَمْكَنَ الصَّبْرُ عَنْهُ فَيَنْبَغِي أَنْ يَصْبِرَ فَإِذَا غَلَبَ الْمَرَضُ عُذِرَ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لابْنِهِ اقْرَأْ عَلَيَّ حَدِيث طَاوُوس أَنَّهُ كَرِهَ الأَنِينَ فِي الْمَرَضِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ فَمَا أَنَّ حَتَّى مَاتَ وَكَانَ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ يَجْعَلُونَ مَكَانَ الأَنِينِ ذِكْرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وِالاسْتِغْفَارَ وَالتَّعَبُّدَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدثنَا خلف ابْن الْوَلِيد قَالَ حَدثنِي شيخ بهشلي قَالَ

دَخَلنَا على أَبُو بكر البهشلي وَهُوَ فِي السَّوْقِ وَهُوَ يُومِئ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ بْنُ السَّمَّاكِ عَلَى هَذَا الْحَالِ قَالَ أُبَادِرُ طَيَّ صَحِيفَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْقرشِي وحَدثني الْحسن بن عبد العزيز قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ لَمَّا احْتُضِرَ حَضَرَهُ أَخُوهُ فَجَعَلَ يَتَقَلَّبُ قَالُوا كَانَ لَهُ حَاجَةً فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَتِ ابْنَتُهُ مَا لَهُ من احاجة إِلا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ تَقُومُوا عَنْهُ فَيَقُومَ فَيُصَلِّيَ وَمَا ذَاكَ فِيهِ فَقَامَ الْقَوْمُ عَنْهُ وَقَامَ إِلَى مَسْجَدَةٍ يُصَلِّي فَصَاحَتِ ابْنَتُهُ بِهِمْ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَحَمَلُوهُ فَمَاتَ قَالَ الْقُرَشِيُّ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عمر قَالَ دَخَلنَا على حرى ابْن عُمَرَ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ أَرْسَالا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ وَيَخْرُجُونَ فَلَمَّا كَثُرُوا عَلَيْهِ أَقْبَلَ عَلَى وَلَدِهِ فَقَالَ يَا بُنَيَّ اعْفِنِي رُدَّ السَّلامَ عَلَى هَؤُلاءِ لَا يُشْغِلُونِي عَنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَامِرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي صَادِقٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ بَاكِرِيَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ الْخَرَّاطُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَرِيرِيُّ قَالَ حَضَرْتُ عِنْدَ الْجُنَيْدِ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَاعَتَيْنِ فَلَمْ يَزَلْ تَالِيًا وَسَاجِدًا فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَدْ بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى مِنَ الْجَهْدِ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَحْوَجُ مَا كُنْتُ إِلَيْهِ هَذِهِ السَّاعَةَ فَلَمْ يَزَلْ تَالِيًا وَسَاجِدًا حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا

فصل

فَصْلٌ وَقَدْ يَعْرِضُ إِبْلِيسُ لِلْمَرِيضِ وَالْمُحْتَضَرِ فَيُؤْذِيهِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَقَدْ رَوَى أَبُو الْيُسْرِ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَرَقِ وَالْحَرْقِ وَالْهَدْمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِيَ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّ إِبْلِيسَ لَا يَكُونُ فِي حَالٍ أَشَدُّ مِنْهُ عَلَى ابْنِ آدَمَ عِنْدَ الْمَوْتِ يَقُولُ لأَعْوَانِهِ دُونَكُمُوهُ فَإِنَّهُ إِنْ فَاتَكُمُ الْيَوْمَ لَمْ تَلْحَقُوهُ وَقَدْ يَسْتَوْلِي عَلَى الإِنْسَانِ حِينَئِذٍ فَيُضِلُّهُ فِي اعْتِقَادِهِ وَرُبَّمَا حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ وَرُبَّمَا مَنَعَهُ مِنَ الْخُرُوجِ مِنْ مَظْلَمَةٍ أَوْ آيَسَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَيَقُولُ لَهُ قَدْ أَقْبَلَتْ إِلَيْكَ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ لَا تُطِيقُهَا الْجِبَالُ وَنَزْعٌ شَدِيدٌ وَقَدْ كَانَ أَنْ يُرْفِقَ بِكَ رَبُّكَ فَمَا فَائِدَةُ هَذَا التَّعْذِيبِ وَسَتُفَارِقُ الْمَحْبُوبَاتِ وَسَيَبْلَى هَذَا الْبَدَنُ ثُمَّ لَا يدْرِي أبن الْمَصِيرُ فَيَقَعُ بِهَذِهِ الْوَسَاوِسِ الْقَلَقُ وَرُبَّمَا جَاءَ الاعْتِرَاضُ عَلَى الْقَدَرِ فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ تِلْكَ السَّاعَةَ هِيَ مَصْدُوقَةٌ لِلْحَرْبِ وَحِينَ يَحْمِي الْوَطِيسُ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَجَلَّدَ وَيَسْتَعِينَ بِاللَّهِ عَلَى الْعَدُوِّ وَلْيَرْجِعْ عَنْهُ خَائِبًا أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ وِرْدَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

فصل

أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُنْضِي شَيَاطِينَهُ كَمَا يُنْضِي أَحَدُكُمْ بَعِيرَهُ فِي السَّفَرِ فَصْلٌ وَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُجِيبَ الشَّيْطَانَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ قَالَهُ بِجَوَابٍ فَيَقُولُ لَهُ أَوْلا قَدْ عَلِمْتُ مَا فَعَلْتَ بِأَبِي وَعَرِفْتُ عَدَاوَتَكَ لِي فَمَا وَجْهُ هَذَا الإِشْفَاقِ عَلَيَّ ثُمَّ يُجَدِّدُ التَّوْبَةَ وَيَنْظُرُ فِيمَا يُوصِي بِهِ وَيَخْرُجُ عَنِ الْمَظَالِمِ وَيَقْضِيَ الدُّيُونَ وَيَقُولَ لِلشَّيْطَانِ لَا وَجْهَ لِلْيَأْسِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَأما لما السَّكَرَاتُ فَجَوَابُهُ مِنْ سِتَّةِ أَوْجُهٍ أَحَدِهَا أَنَّنِي رُبَّمَا عُوفِيتُ مِنْ هَذَا الْمَرَضِ وَكَمْ مِنْ مَرَضٍ هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا تَعْقُبُهُ الْعَافِيَةُ وَقَدْ عَاشَ فُلانٌ وَفُلانٌ أَكْثَرَ مِنِّي وَمَا آيَسَ وَالثَّانِي لِمَ تُعَجَّلُ لِيَ الْفِكْرَةُ فِي الشِّدَّةِ وَالْفِكْرَةُ فِيهَا شِدَّةٌ أُخْرَى وَقَدْ قَالَ الْحُكَمَاءُ دَعُوا الْفِكْرَ لِتَمُوتُوا مَرَّةً وَاحِدَةً لَا مَرَّاتٍ وَالثَّالِثِ أَنَّهُ رُبَّمَا رُفِقَ بِي فِي تِلْكَ السَّكَرَاتِ وَقَدْ يَكُونُ فِي طَيِّ الإِعْسَافِ إِسْعَافٌ وَالرَّابِعِ قَدْ دَانَ الأَمْرُ كَمَا قُلْتَ أَيَنْفَعُنِي الْجَزَعُ وَالْخَامِسِ أَنَّ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ لَا بُدَّ مِنْهُ وَقَدْ عِشْتُ أَكْثَرَ مِنْ فُلانٍ وَفُلانٍ

وَالسَّادِسِ أَنَّهُ كُلَّمَا زَادَتِ الشِّدَّةُ زَادَ الأَجْرُ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ السَّرَّاجِ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز أَنَّهُ قَالَ مَا أُحِبُّ أَنْ يَهُونَ عَلَيَّ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ إِنَّهُ آخِرُ مَا يُكَفَّرُ بِهِ عَنِ الْمُسلم قَالَ عبد الله وَحَدَّثَنِي أَبُو مُعَمَّرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ لِلْمَرِيضِ أَنْ يَحْمِدَ عِنْدَ الْمَوْتِ قَالَ عبد الله وَحَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ قَابُوسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ آخِرُ شِدَّةٍ يَلْقَاهَا الْمُؤْمِنُ الْمَوْتُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الباقي الْبَزَّارُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بن حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد قَالَ حَدثنَا عبد الملك ابْن عَمْرٍو الْعَقْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي مليكَة أَن عبد الرحمن بْنَ أَبِي بَكْرٍ تُوُفِّيَ بِالْجَيْشِ عَلَى رَأْسِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ فَنَقَلَهُ ابْنُ صَفْوَانَ إِلَى مَكَّةَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ مَا آسَى مِنْ أَمْرِهِ إِلا عَلَى خَصْلَتَيْنِ أَنَّهُ لَمْ يُعَالَجْ وَأَنَّهُ لَمْ يُدْفَنْ حَيْثُ مَاتَ وَكَانَ مَاتَ فَجْأَةً قَالَ شَيْخُنَا ابْنُ نَاصِرٍ مَعْنَى لَمْ يُعَالَجْ لَمْ يُمَرَّضْ فَيَكُونَ قَدْ نَالَهُ

فصل

مِنَ الْمَرَضِ مَا يَكُونُ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ وَيُذَكِّرُهُ الْمَوْتُ فَيُوصِي وَيَتَسَلَّى أَهْلُ بَيْتِهِ بِمُعَالَجَتِهِ فِي مَرَضِهِ فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُ إِبْلِيسَ مَا وَجْهُ هَذَا التَّعْذِيبِ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى اللُّطْفِ فَجَوَابُهُ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدِهِمَا أَنَّ هَذَا الاعْتِرَاضِ عَلَى الْمَالِكِ وَأَفْعَالُهُ سُبْحَانَهُ لَا تُعَلَّلُ وَفَرْضُ الْعَقْلِ أَنْ يُسَلِّمَ فَإِنَّهُ امْتَحَنَ الأَبْدَانَ بِالأَعْمَالِ الشَّاقَّةِ وَابْتَلَى الْعُقُولَ بِمَا لَا تَفْهَمُهُ لِيُسَلِّمَ مِثْلِ إِيلامِ الْحَيَوَانِ وَرَجْمِ الزَّانِي وَغَيْرِ ذَلِكَ فَيَنْبَغِي أَنْ يُلاحِظَ عَظَمَةَ الْمُتَصَرِّفِ وَيَعْلَمَ كَمَالَ حِكْمَتِهِ وَذَلِكَ يُوجِبُ الاسْتِطْرَاحَ لِقَضَائِهِ وَالتَّسْلِيمَ لأَمْرِهِ وَيُلْزِمُهُ أَنْ يَسْتَحِقَّ مَا يَفْعَلُهُ الْحَقُّ لِعِلْمِهِ بِكَمَالِ الْحِكْمَةِ وَالْعَقْلُ ضَرْبٌ مِنَ الْعُلُومِ الضَّرُورِيَّةِ فَحَدُّهُ إِدْرَاكُ الْمَعْلُومَاتِ وَلَيْسَ مِنْ ضَرُورَتِهِ أَنْ يُدْرِكَ الْحَسَنَ وَالْقَبِيحَ كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ فِي قُوَّةِ الْحَوَاسِّ الْمُدْرِكَةِ لِلأَشْيَاءِ مِنَ الْمَطَاعِمِ وَالْمَشَارِبِ أَنْ يَعْلَمَ مَضَارَّهَا وَمَنَافِعَهَا فَالاعْتِرَاضُ عَلَيْهِ مِنْ أَقْبَحِ الأَحْوَالِ وَإِنَّمَا يَعْتَرِضُ مَنْ يَقِيسُ صِفَتَهُ بِصِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ مِثَالُهُ أَنْ يَسْمَعَ أَنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَيَطْلُبُ الرَّحْمَةَ الَّتِي يَجِدُهَا مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فَيَرَاهُ قَدْ سَلَّطَ الأَعْدَاءَ عَلَى الأَوْلِيَاءِ وَالْجَوَارِحَ عَلَى

الصَّيْدِ فَيَظُنَّ عَدَمَ الرَّحْمَةِ فَيَكْفُرَ فَسَلِّمْ لأَوْصَافِهِ كَمَا سَلَّمْتَ لِذَاتِهِ فَهُوَ أَهْلٌ أَنْ يُسَلَّمَ لَهُ وَلَسْتَ بِأَهْلٍ أَنْ تَعْتَرِضَ عَلَيْهِ وَلَقَدْ كَانَ يُسَلِّطُ الْبَلايَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَلا تَتَغَيَّرُ قُلُوبُهُمْ بِنِيَّاتِهِمْ يَنْصُرُ يَوْمَ بَدْرٍ سَلَّطَ الأَعْدَاءَ يَوْمَ أُحُدٍ وَاعْتِقَادَاتُ الْقَوْمِ ثَابِتَةٌ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّهُ لَا يُعْتَرَضُ عَلَيْهِ فَأَمَّا أَنْتَ فَاعْتِقَادُكَ مُزَلْزَلٌ أَقَلُّ شَيْءٍ يُحَرِّكُهُ وَهَذَا أَصْلُ الأُصُولِ فَمَنْ تَأَمَّلَهُ وَفَهِمَهُ سَلِمَ مِنَ الآفَاتِ وَالْوَحْشَةِ الثَّانِي أَنَّ هَذَا الَّذِي ظَاهِرُهُ تَعْذِيبٌ رُبَّمَا لَمْ يَكُنْ فِي الْبَاطِنِ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ يَلْطُفُ بِالْمُؤْمِنِ فَيُشْغِلُ بَصَرَهُ بِرُؤْيَةِ مَنْزِلِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَسَمْعَهُ بِمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ إِذَا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ يَقْبِضُ رُوحَ الْمُؤْمِنِ قَالَ لَهُ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِؤُكَ السَّلامَ وَيُشْغِلُ الْقَلْبَ بِالْفِكْرِ فِي انْتِظَارِ اللِّقَاءِ فَلا تَحُسُّ الْجَوَارِحُ بِمَا يَجْرِي كَتَقْطِيعِ أَيْدِي النِّسْوَةِ عِنْدَ رُؤْيَةِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ إِذَا اسْتَشْفَعَتْ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ جَاءَهُ مَلَكٌ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ اللَّهُ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَقَرَأَ {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُم}

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ تَأْتِي الْمَلائِكَةُ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَ يَقُولُونَ لَا تَخَفْ مِمَّا أَنْتَ قَادِمٌ عَلَيْهِ فَيُذْهِبُ اللَّهُ خَوْفَهُ وَلا تَحْزَنْ عَلَى الدُّنْيَا وَأَهْلِهَا وَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ فَيَمُوتُ وَقَدْ جَاءَتْهُ الْبُشْرَى أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلائِكَةُ فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ قَالُوا اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ اخْرُجِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانَ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ فَلا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا فَيُقَالُ مَنْ هَذَا فَيُقَالُ فُلانٌ فَيَقُولُونَ مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ادْخُلِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانَ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ الْمنْهَال عَن عَمْرو بن زَاذَانَ عَنِ الْبَرَّاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ

فصل

الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أيتها النَّفس الطّيبَة اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانَ قَالَ فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِيِّ السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَتَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُشَيِّعُهُ مِنْ كل سَمَاء مقربوها حَتَّى ينتهين بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُهُ سَتُفَارِقُ الْمَحْبُوبَاتِ فَجَوَابُهُ مِنْ وَجْهَيْن أَحدهَا أَنَّ الأَغْلَبَ فِيمَا يُفَارِقُهُ أَنَّهُ يُوشِكُ فِرَاقَهُ خُصُوصًا إِنْ كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَلا يَنْبَغِي أَنْ يَحْزَنَ لِفِرَاقِ الدُّنْيَا مَنْ لَا يَحْزَنَ الثَّانِي الرَّجَاءُ بِمُلاقَاةِ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ وَدَلِيلُ ذَلِكَ أَنَّهُ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ فَيُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَمَا ذَاكَ إِلا لأَنَّهُ رَاحَةٌ عَظِيمَةٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ

فصل

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ حَدَّثَنِي بَجِيرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِي عُمَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنَ النَّاسِ نَفْسٌ مُسْلِمٌ يَقْبِضُهَا رَبُّهَا عَزَّ وَجَلَّ تُحِبُّ أَنْ تَعُودَ إِلَيْكُمْ وَإِنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلا الشَّهِيد // رِجَاله ثِقَات 2 فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُهُ سَيَبْلَى هَذَا الْبَدَنُ فَجَوَابُهُ أَنَّ الْبَلاءَ الْمُرَكَّبِ لَا يَضُرُّ الرَّاكِبَ وَالنَّظَرُ إِلَى مَا يُؤْذِي النَّفْسَ وَيَنْفَعُهَا فَأَمَّا نَفْسُ الْبَدَنِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ إِنَّمَا هُوَ لَهُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بن عبد الباقي قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ لَمَّا قتل هِشَام بن العَاصِي يَوْم أجنادين وَقع عَلَيْهِ تلمة فَسَدَّهَا وَلَيْسَ لَهُمْ طَرِيقٌ غَيْرُهَا فَلَمَّا انْتَهَى الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهَا هَابُوا أَنْ يَطَؤُهَا الْخَيْلَ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدِ اسْتَشْهَدَهُ وَرَفَعَ رُوحَهُ وَإِنَّمَا هُوَ جُثَّةٌ فَأَوْطِئُوهُ الْخَيْلَ ثُمَّ

فصل

أَوْطَأَهُ هُوَ وَتَبِعَهُ النَّاسُ حَتَّى قَطَّعُوهُ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أخبرنَا عبد القادر بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اسحاق بن سعيد بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّشَوِيُّ قَالَ حَدثنِي جدي الْحُسَيْن بْنُ سُفْيَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَي قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُور بن عبد الرحمن الْحُجْبِيُّ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ الْمَسْجِدَ وَقَدْ قُتِلَ الزُّبَيْرُ فَمَالَ إِلَى أَسْمَاءَ فَقَالَ لَهَا اصْبِرِي فَإِنَّ هَذِهِ الْجُثَّةُ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ وَإِنَّمَا الأَرْوَاحُ عِنْدَ اللَّهِ وَكَذَلِكَ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ لأَسْمَاءَ قَبْلَ قَتْلِهِ يَا أُمَّاهُ إِنِّي إِنْ قُتِلْتُ فَإِنَّمَا أَنَا لَحْمٌ لَا يَضُرُّنِي مَا صُنِعَ بِهِ وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا فَإِنَّ الْحَقَّ سُبْحَانَهُ أَتْلَفَ هَذَا الْبَدَنَ التُّرَابِيَّ الْمُعَرَّضَ لِلآفَاتِ فَإِنَّهُ سَيُبْدِلَهُ بِبَدَنٍ لَا يَبْلَى فِي حَيَاةٍ لَا تَنْفَدُ وَيُورِثُهُمْ عِلْمَ الْيَقِينَ الَّذِي تُحَصِّلُ بِهِ الْعُقُولُ الشِّفَاءَ وَيُبْدِلُ صُعُوبَاتِ التَّكْلِيفِ بِحُسْنِ الْجَزَاءِ وَيُعْطِيهِمْ أُجُورًا بَاقِيَةً عَنْ أَعْمَالٍ مُنْقَطِعَةٍ وَلا يبْقى لمواراثات التَّكَلُّفِ وَالشَّعْثِ فِي أَيَّامِ الأَجْرَامِ طَعْمٌ عِنْدَ أَيَّامِ تَشْرِيفِ الْجَزَاءِ فَصْلٌ فَأَمَّا قَوْلُهُ وَمَا تَدْرِي أَيْنَ الْمَصِيرُ فَجَوَابُهُ أَنِّي حَسَنُ الظَّنُّ بِرَبِّي مُؤْمِنٌ بِهِ وَقَدْ عَرَفْتُ مَصِيرَ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَمَّا تَأْثِيرُ حُسْنِ الظَّنِّ فَأَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمد ابْن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ

قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأ خَيْرٍ مِنْهُمْ قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاثٍ يَقُولُ لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا وَهُوَ بِاللَّهِ يُحْسِنُ الظَّنَّ انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِ هَذَا

مُسْلِمٌ وَاتَّفَقَا عَلَى الَّذِي قَبْلَهُ فَلْيَجْعَلِ الْمَرِيضُ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ شِعَارَهُ وَدِثَارَهُ وَلْيَقْوَ نَفَسُ رَجَائِهِ فَإِنَّ الْخَوْفَ سَوْطٌ تُسَاقُ بِهِ النَّفْسُ إِلَى الْجِدِّ وَمَا بَقِيَ فِي النَّاقَةِ مَوْضِعٌ لِشَوْطٍ إِنَّمَا حسن الظَّن جدا أَخْبَرَنَا الْكُرُوخِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا الأَزْدِيُّ وَالْغُورَجِيُّ قَالا أَخْبَرَنَا ابْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا الْمَحْبُوبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الرَّمَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ أَرْجُو اللَّهَ وَأَخَافُ ذُنُوبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَأَمَّنَهُ مِمَّا يَخَافُ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي حِبَّانُ أَبُو النَّضْرِ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ عَلَى أَبِي الأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَجَلَسَ قَالَ فَأَخَذَ أَبُو الأَسْوَدِ يَمِينَ وَاثِلَةَ فَمَسَحَ بِهَا عَلَى عَيْنَيْهِ وَوَجْهِهِ لِبَيْعَتِهِ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ وَاثِلَةُ وَاحِدَةٌ أَسْأَلُكَ عَنْهَا قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ كَيْفَ ظَنُّكَ بِرَبِّكَ فَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ وَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَيْ حَسَنٌ قَالَ وَاثِلَةُ أَبْشِرْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ // رجال أَحْمد ثِقَات أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ قَالَ حَدَّثَنِي حِبَّانُ أَبُو النَّضْرِ قَالَ قَالَ لي وَاثِلَة بن الْأَسْقَع إِلَى يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ فَإِنَّهُ قد بَلغنِي أَنه لما بِهِ فَقُدْتُهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ثَقِيلٌ وَقَدْ وُجِّهَ وَذَهَبَ عَقْلُهُ

فصل

فَنَادَوْهُ فَقُلْتُ إِنَّ هَذَا وَاثِلَةُ قَدْ جَاءَ فَمَدَّ يَدَهُ فَجَعَلَهَا فِي كَفِّ وَاثِلَةَ فَجَعَلَ يُدَعِّجُهَا مَرَّةً عَلَى صَدْرِهِ وَمَرَّةً عَلَى وَجْهِهِ وَمَرَّةً عَلَى فِيهِ فَقَالَ لَهُ وَاثِلَةُ أَلا تُخْبِرُنِي عِنْ شَيْءٍ أَسْأَلُكَ عَنْهُ كَيْفَ ظَنُّكَ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ أَغْرَقَتْنِي ذُنُوبِي لِي إِشْفَافٌ عَلَى هَلَكَةٍ وَلَكِنِّي أَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّي فَكَبَّرَ وَاثِلَةُ وَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ بِتَكْبِيرِهِ وَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ قَالَ الْقُرَشِيُّ وَحدثنَا سوار بن عبد الله الْعَنْبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ قَالَ لِي أَبِي حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ يَا مُعْتَمِرُ حَدِّثْنِي بِالرَّخْصِ لَعَلِّي أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنَا حَسَنُ الظَّنِّ بِهِ فَصْلٌ وَلا بَأْسَ أَنْ يَتَذَكَّرَ الإِنْسَانُ مَا لَهُ مِنْ خَيْرٍ لِيَقْوَى قَلْبُهُ بِذَلِكَ أَخْبَرَنَا ابْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ

لَمَّا حَضَرَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ الْوَفَاةُ قَالَ لأَهْلِهِ لَا تبكها فَإِنِّي لم أتنظف بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُلَقِّنُوا الْعَبْدَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ لِكَيْ يُحْسِنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ الْقُرَشِيُّ وَحَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرَوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عبد الرحمن نَعُودُهُ فَذَهَبَ بَعْضُ الْقَوْمِ يُرَجِّيهِ فَقَالَ أَنَا لَا أَرْجُو رَبِّي وَقَدْ صُمْتُ لَهُ ثَمَانِينَ رَمَضَانَ أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ قَالَ أخبرنَا عبد الرحمن بن عبد الله الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّعْدِيِّ بْنِ صَعْدَةَ الْيَمَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَاشِمِي قَالَ حَدثنِي عبد الرحمن بْنُ يَحْيَى الصَّيْدَاوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ بَكَيْتُ عِنْدَ أَبِي حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ أَتَرَى اللَّهَ

يُضِيعَ لأَبِيكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ وَمِمَّا يُسَلِّي عَنِ الْمَوْتِ قَوْلُ بَعْضِ الْحُكَمَاءِ ... قَدْ مَاتَ كُلُّ نَبِيٍّ ... وَمَاتَ كُلُّ نَبِيهْ وَمَاتَ كُلُّ لَبِيبٍ ... وَعَالِمٌ وَفَقِيهْ لَا يُوحِشْكَ طَرِيقٌ ... كُلُّ الْخَلائِقِ فِيهْ ... فَصْلٌ وَأَمَّا مَصِيرُ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ ذَكَرْنَا حَالَهَا عِنْدَ الْخُرُوجِ وَلْيَعْلَمْ أَنَّهَا تَصِيرُ إِلَى النَّعِيمِ الْمُخَلَّدِ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الرحمن بن عبد الله عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى جَسَدِهِ قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا حَسَنٌ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرحمن بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّهُ سَمِعَ دُرَّةَ بِنْتَ مُعَاذٍ تُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ هَانِئ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مِتْنَا وَيَرَى بَعْضَنَا بَعْضُ

فصل

فَقَالَ تَكُونُ النَّسَمَةُ طَيْرًا تَتَعَلَّقُ بِالشَجَرِ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ فِي جَسَدِهَا هَكَذَا رَوَى لَنَا تَلَعَقُ بِفَتْحِ اللامِ فَيَكُونُ الْمَعْنَى تَتَعَلَّقُ فَأَمَّا الْحَدِيثَ الَّذِي قَبْلَهُ فَبِضَمِّ اللامِ وَمَعْنَى تَلْعَقُ أَيْ تَأْكُلُ فَصْلٌ وَإِذَا تَيَقَّنَ الْمُؤْمِنُ أَنَّ لِلنَّفْسِ وُجُودًا بَعْدَ الْمَوْتِ وَأَنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ فِي رَاحَةٍ وَنَعِيمٍ هَانَ عَلَيْهِ الأَمْرُ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ إِنْ كَانَ مَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ فَيُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ

قَالَ أَحْمد وَحدثنَا عبد الرزاق قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالُوا اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُمْ حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدثنَا عبيد الله بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ شَبَّةَ الْخُرَامِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ الْمَقْبِرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَفْضَحُوا مَوْتَاكُمْ بِسَيِّئَاتِ أَعْمَالِكُمْ فَإِنَّهَا تُعْرَضُ عَلَى أَوْلِيَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَعْمَلَ عَمَلا أُخْزَى بِهِ عِنْد عبد الله بْنِ رَوَاحَةَ وَقَالَ مُجَاهِدٌ إِنَّهُ لَيُبَشَّرُ الْمُؤْمِنُ بِصَلاحِ وَلَدِهِ مِنْ بعده لِيُقِر بِذَلِكَ عَيْنُهُ

فصل

فَصْلٌ فَإِذَا أَحَسَّ الإِنْسَانُ بِالْمَوْتِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَلْهَجَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيُوصِي مَنْ يُلَقِّنَهُ إِيَّاهَا إِنْ غَفَلَ عَنْهَا لِيَكُونَ آخِرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنَا عِمَارَةُ بْنُ غَزِيَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ وَفِي أَفْرَادِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلُهُ وَفِي أَفْرَادِهِ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ حَدَّثَنَا الْقطيعِي

قَالَ حَدثنَا عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عبد الحميد بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بن أبي حريب عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَامِرٍ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ يَقُولُ لِعُمَرَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا رَجُلٌ عِنْدَ حَضْرَةِ الْمَوْتِ إِلا وَجَدَ رُوحَهُ لَهَا رَوْحًا حِينَ تَخْرُجُ مِنْ جَسَدِهِ وَكَانَ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَمْ أَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا وَلا أَخْبَرَنَا بِهَا قَالَ عُمَرُ وَأَنَا أَعْلَمُهَا قَالَ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ فَمَا هِيَ قَالَ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا لِعَمِّهِ لَا لَهُ إِلا اللَّهُ قَالَ صَدَقْتَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ

فصل

قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عِمَارَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حَضَرَ مَلَكُ الْمَوْتِ رَجُلا يَمُوتُ فَنَظَرَ فِي قَلْبِهِ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا قَفَلَ لِحْيَيْهِ فَوَجَدَ طَرَفَ لِسَانِهِ لاصِقًا بِحَنَكِهِ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَغُفِرَ لَهُ بِكَلِمَةِ الإِخْلاصِ قَالَ الْقُرَشِيُّ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ أَخْبَرَنِي عبد الرحمن بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثِوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ احْضَرُوا مَوْتَاكُمْ وَذَكِّرُوهُمْ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا تَرَوْنَ وَلَقِّنُوهُمْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَصْلٌ وَكَمَا يَنْبَغِي لِلْمَرِيضِ أَنْ يُحْضِرَ بِقَلْبِهِ مَا ذَكَرْنَا وَيَدْفَعُ كُلَّ آفَةٍ بِمَا يَرُدُّهَا فَيَنْبَغِي أَنْ يَنْظُرَ إِلَى إِيمَانِهِ هَلْ تَغَيَّرَ وَيَقِفُ حَارِسًا لِقَلْبِهِ لِئَلا يَدْخُلَهُ شَكٌّ أَوْ شِرْكٌ أَوِ اعْتِرَاضٌ وَتَسَخُّطٌ فَتَخْرُجُ النَّفْسُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ الْمَكْرُوهَةِ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَجْتَهِدَ فِي مُرَاعَاةِ الإِيمَانِ وَتَحْقِيقِ التَّوْبَةِ وَمُلاحَظَةِ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَمَحَبَّةِ لِقَاءِ الْمَوْلَى وَحُسْنِ الظَّنِّ بِهِ وَيَحْمِدَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى مَا قَدَّرَ لِتَكُونَ هَذِهِ الأَشْيَاءُ كَالتَّقْوِيَةِ لِلشَّرْبَةِ الْمُرَّةِ وَكُلُّ هَذَا الْجِهَادِ سَاعَةٌ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا

أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ أَبِي نَعِيمٍ حَدَّثَهُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ أَوْ يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ قِيلَ وَمَا وُقُوعُ الْحِجَابِ قَالَ تَخْرُجُ الرُّوحُ النَّفْسُ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ

فصل

قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ خَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ إِنَّ نَفْسَهُ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَمْرٍو عَنِ الْمَقْبِرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ إِنَّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْرٍ يَحْمِدُنِي وَأَنَا أَنْزَعُ نَفسه من بَين جَنْبَيْهِ // رَوَاهُ أَحْمد وَرِجَاله رجال الصَّحِيح فَصْلٌ وَقَدْ خُذِلَ خَلْقٌ كَثِيرٌ عِنْدَ الْمَوْتِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَتَاهُ الْخِذْلانُ مِنْ أَوَّلِ مَرَضِهِ فَلَمْ يَسْتَدْرِكْ قَبِيحًا مَضَى وَرُبَّمَا أَضَافَ إِلَيْهِ جوارا فِي وَصِيَّتِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ فَاجَأَهُ الْخِذْلانُ فِي سَاعَةِ اشْتِدَادِ الأَمْرِ فَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَمِنْهُمْ مَنِ اعْتَرَضَ وَتَسَخَّطَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخِذْلانِ وَهَذَا مَعْنَى سُوءُ الْخَاتِمَةِ وَهُوَ أَنْ يَغْلِبَ عَلَى الْقَلْبِ عِنْدَ الْمَوْتِ الشَّكُّ أَوِ الْجُحُودُ فَتُقْبَضُ النَّفْسُ عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ وَدُونَ ذَلِكَ أَنْ يَتَسَخَّطَ الأَقْدَارَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ بَلَغَنِي عَنْ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ هَاشِمِ الْمَرْوَزِيِّ عَنِ

ابْنِ بَانِي وِرَادَ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ قِيلَ لِلرَّجُلِ عِنْدَ مَوْتِهِ قَلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ هُوَ كَافِرٌ بِهَا قَالَ الْقُرَشِيُّ وَذَكَرَ هَاشِمُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِالضَّيْعَةِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقُلْتُ قَلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ هَيْهَاتَ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنُهَا قَالَ الْقرشِي وحَدثني أَبُو عبد الرحمن الأَزْدِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلامٍ عَنْ أَبِي حَفْصِ الآبَارِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ إِلا مُثِّلَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ فَاحْتُضِرَ رَجُلٌ فَقِيلَ لَهُ قُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ شَاهِكَ مَاتَ قَالَ الْقُرَشِيُّ وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بن عبد الوهاب قَالَ حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ ... يَا رُبَّ قَائِلَةٍ يَوْمًا وَقَدْ لَعِبَتْ ... كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى حَمَّامِ مِنْجَابِ ...

حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ قَالَ نَزَلَ الْمَوْتُ بِرَجُلٍ كَانَ عِنْدَنَا فَقِيلَ لَهُ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ فَقَالَ مَا أُرِيدُ فَقِيلَ لَهُ قُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ مَا أَقُولُ لِجُهْدٍ جَهِدَهُ ثُمَّ مَاتَ وَسَمِعْتُ أَنَا رَجُلا كَانَ كَثِيرَ الصَّوْمِ وَالتَّعَبُّدِ اشْتَدَّ بِهِ الأَلَمُ فَافْتُتِنَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَقَدْ قَلَّبَنِي فِي أَنْوَاعِ الْبَلاءِ فَلَوْ أَعْطَانِيَ الْفِرْدَوْسَ مَا وَفَّى بِمَا يَجْرِي عَلَيَّ ثُمَّ صَارَ يَقُولُ وَأَيُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الابْتِلاءِ مِنَ الْمَعْنَى إِنْ كَانَ مَوْتًا فَيَجُوزُ فَأَمَّا هَذَا التَّعْذِيبُ فَأَيُّ شَيْءٍ الْمَقْصُودُ بِهِ وَسَمِعْتُ شَخْصًا آخَرَ يَقُولُ وَقَدِ اشْتَدَّ بِهِ الأَلَمُ رَبِّي يَظْلِمُنِي وَهَذِهِ حَالَةٌ إِنْ لَمْ يَنْعَمْ فِيهَا بِالتَّوْفِيقِ لِلثَّبَاتِ وَإِلا فَالْهَلاكَ وَمِنْهَا مَا كَانَ يُقَلْقِلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ أَخَافُ أَن يشتدد عَلَيَّ الأَمْرُ فَأَسْأَلُ التَّخْفِيفَ فَلا أجَاب فأفتتن وَأخْبرنَا عبد الوهاب بْنُ الْحَافِظِ قَالَ أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلَيٍّ التَّوْزِيُّ قَالَ أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الله الدَّقَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا رَضْوَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ قَالَ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَأْتِي إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمٍ فَيَقُولُ يَا إِبْرَاهِيمُ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَقْبِضَنَا عَلَى التَّوْحِيدِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الباقي قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَعِيمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَيَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن يزِيد قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ لَمَّا اشْتُدَّ بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُسْلَبُ الإِيمَانُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ

الْبَابِ الْخَامِسِ فِي ذِكْرِ مَنْ ثَبَتَ عِنْدَ الْمَوْتِ هَؤُلاءِ انْقَسَمُوا أَقْسَامًا فَمِنْهُمْ مَنْ رَأَى أَنَّ الْجَزَعِ مَمَّا لَا بُدَّ مِنْهُ لَا يَنْفَعُ فَصَبَرَ وَمِنْهُمْ مَنْ أحب أَن يُذْكَرُ بِالصَّبْرِ وَيُمْدَحُ عَلَيْهِ وَقَدْ رَأَيْنَا جَمَاعَةً مِنَ اللُّصُوصِ عِنْدَ الصَّلْبِ لَا يَجْزَعُونَ وَرُوِّينَا أَنَّهُ لَمَّا أُخِذَ بَابِلُ الْحَزْمِيُّ لِيُقْتَلَ قَالَ لَهُ أَخُوهُ قَدْ فَعَلْتَ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ أَحَدٌ فَاصْبِرْ صَبْرًا لَمْ يَصْبِرْ مِثْلُهُ أَحَدٌ فَقَالَ سَتَرَى صَبْرِي فَقُطِعَتْ يَدُهُ فَأخذ من دَمهَا فَمسح بهَا وَجْهَهُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ خِفْتُ أَنْ يَصْفَرَّ وَجْهِي فَيُظَنُّ أَنَّ ذَلِكَ جَزَعٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَصْبِرُ لِئَلا يَشْمَتَ بِهِ الأَعْدَاءُ كَمَا قَالَ مُعَاوِيَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَقَدْ جَلَسَ وَتَجَلَّدَ ... وَتَجَلَّدِي لِلشَّامِتِينَ أُرِيهُمُ ... أَنِّي لِرِيَبِ الدَّهْرِ لَا أَتَضَعْضَعُ وَإِذَا الْمَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا ... أَلْفَيْتُ كُلَّ تَمِيمَةٍ لَا تَنْفَعُ ...

وَمِنْهُمْ مَنْ رَأَى الثَّوَابَ فَصَبَرَ احْتِسَابًا وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُؤْثِرُ الْمَوْتَ وَهَؤُلاءِ يَنْقَسِمُونَ فَمِنْهُمُ الْفَلاسِفَةُ لعنُوا الَّذِينَ يَرَوْنَ خُرُوجَ الرُّوحِ سَبَبُ عَوْدِهَا إِلَى عُنْصُرِهَا فَيَخْتَارُونَ ذَلِكَ وَقَدِ اعْتَقَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْبَاطِنِيَّةِ أَنَّهُمْ إِذَا قُتِلُوا ظُلْمًا دَخَلُوا الْجَنَّةَ فَهُمْ يُؤْثِرُونَ الْقَتْلَ وَلا يَسْتَوْحِشُونَ مِنَ الْمَوْتِ وَمِنْهُمْ قَوْمٌ خَافُوا الْفِتَنَ فَآثَرُوا الْمَوْتَ كَمَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَنْ رَأَى الْمَوْتَ يُبَاعُ فَلْيَشْتَرِهْ لِي وَقَالَتْ عَابِدَةٌ أُحِبُّ الْمَوْتَ مَخَافَةَ أَنْ أَجْنِي عَلَى نَفْسِي جِنَايَةً يَكُونُ فِيهَا عَطَبِي وَمِنْهُمْ مَنْ جَرَتْ لَهُ خَطَايَا فَآثَرَ عِقَابَ النَّفْسِ عَلَى مَا جَنَتْ كَمَا قَالَ أَبُو طَلْحَةَ خُذْ مِنِّي لِعُثْمَانَ حَتَّى تَرْضَى وَكَمَا سَلَّمَ مَاعِزُ نَفْسَهُ إِلَى الرَّجْمِ وَالْغَامِدِيَّةُ وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ عِنْدَ الْمَوْتِ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ اخْرُجِي فَوَاللَّهِ لَخُرُوجُكِ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ بَقَائِكِ فِي بَدَنِي وَمِنْهُمْ قَوْمٌ أَحَبُّوا الْمَوْتَ اشْتِيَاقًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلِمُوا أَنَّ الْمَوْتَ هُوَ السَّبِيلُ إِلَى ذَلِكَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أُحِبُّ الْمَوْتَ اشْتِيَاقًا إِلَى رَبِّي

ذكر ما نقل من الثبات عند الموت عن آدم عليه السلام

وَقَالَتْ رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ لَقَدْ طَالَ عَلَيَّ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي بِالشَّوْقِ إِلَى لِقَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ جَزِعَ أَقْوَامٌ عِنْدَ الْمِوْتَ لأَسْبَابٍ مِنْهَا غَلَبَةُ الْخَوْفِ عَلَيْهِمْ إِمَّا لِذُنُوبٍ أَوْ لِتَقْصِيرٍ أَوْ لِمُجَرَّدِ هَيْبَةِ مَا يَلْقَوْنَ إِلا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْجِعَ عِنْدَ الْمَوْتِ حُسْنُ الظَّنِّ وَالرَّجَاءُ ذِكْرُ مَا نُقِلَ مِنَ الثَّبَاتِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَنْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ قَالَ رَأَيْتُ شَيْخًا بِالْمَدِينَةِ يَتَكَلَّمُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا هَذَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ إِنَّ آدَمَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ جَاءَتْهُ الْمَلائِكَةُ فَعَرَفَتْهُمْ حَوَّاءُ فَلاذَتْ بِآدَمَ فَقَالَ إِلَيْكِ عَنِّي فَإِنِّي إِنَّمَا أَتَيْتُ مِنْ قَبْلَكِ حلي بَيْنِي وَبَيْنَ رُسُلِ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَقَبَضُوهُ

ذكر ما نقل من ذلك عن إدريس عليه السلام

ذِكْرُ مَا نُقِلَ مِنْ ذَلِكَ عَنْ إِدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنْبِهٍ سَأَلَ إِدْرِيسُ مَلَكُ الْمَوْتِ أَنْ يَقْبِضَ رُوحَهُ فذاق الْمَوْت ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ رُوحُهُ ثُمَّ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ ذِكْرُ مَا نُقِلَ مِنْ ذَلِكَ عَن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلامُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيًّ بن الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عمرَان الْجونِي عَن عبد الله بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ كَعْبٍ قَالَ

ذكر ما نقل من ذلك عن اسحاق عليه السلام

قِيلَ لِمَلَكِ الْمَوْتِ تَلَطَّفْ بِإِبْرَاهِيمَ فآتاه وَهُوَ عِنَبٍ لَهُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ كَبِيرٍ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ فَأخذ إِبْرَاهِيمُ مِكْيَالا فَقَطَفَ لَهُ مِنَ الْعِنَبِ ثُمَّ وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَمْضُغُ وَيُرِيهِ أَنَّهُ يَأْكُلُ وَيَمُجُّهُ عَلَى لِحْيَتِهِ وَصَدْرِهِ فَعَجِبَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ مَا أَبْقَتِ السِّنُّ فِيكَ شَيْئًا كَمْ أَتَى لَكَ فَحَسِبَ مُدَّةَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ إِنَّ لِي كَذَا وَكَذَا فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ أَتَى لِي مِثْلُ هَذَا وَإِنَّمَا أَنْتَظِرُ أَنْ أَكُونَ مِثْلُكَ اللَّهُمَّ اقْبِضْنِي إِلَيْكَ فَطَابِتْ نَفْسُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ نَفْسِهِ وَقَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ نَفْسَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ذِكْرُ مَا نُقِلَ مِنْ ذَلِكَ عَنْ إِسْحَاقَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بِإِسْحَاقَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ لِيَذْبَحَهُ عَارَضَهُ

إِبْلِيسُ فَقَالَ إِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَكَ فَقَالَ لِمَ قَالَ زَعَمَ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ قَالَ فَلْيَفْعَلْ مَا أَمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ فَسَمْعًا وَطَاعَةً فَلَمَّا قَالَ لَهُ الْخَلِيلُ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أذبحك قَالَ يَا أبه اشْدُدْ رِبَاطِي حَتَّى لَا اضْطَرِبَ وَاكْفُفْ عَنِّي ثِيَابَكَ لِئَلا يَنْتَضِحُ عَلَيْهَا مِنْ دَمِي فَتَرَاهُ أُمِّي وَأَضْجِعْنِي عَلَى وَجْهِي لِئَلا تَرَى وَجْهِي فَتُدْرِكُكَ رِقَّةٌ تَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَمْرِ اللَّهِ فِيَّ فَتَخُونُ وَأَسْرِعْ مَرَّ السِّكِّينِ عَلَى نَحْرِي لِيَكُونَ أَهْوَنُ لِلْمَوْتِ عَلَيَّ

ذكر ما نقل من ذلك عن يوسف عليه السلام

ذِكْرُ مَا نُقِلَ مِنْ ذَلِكَ عَنْ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا قَدِمَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى يُوسُفَ مِصْرَ أَقَامَ مَعَهُ فِي أهنئ عَيْشٍ تِسْعَةَ عَشَرَ سَنَةً فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة أوصى إِلَى يُوسُفَ أَنْ يَحْمِلَهُ إِلَى الشَّامِ فَيَدْفِنَهُ عِنْدَ أَبِيهِ إِسْحَاقَ فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ عَلِمَ أَنَّ الدُّنْيَا لَا تَدُومُ وَتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ فَتَمَنَّى الْمَوْتَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَمْ يَتَمَنَّ الْمَوْتَ نَبِيٌّ قَبْلَهُ فَقَالَ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ إِلَى قَوْلِهِ توفني مُسلما وَكَانَ ابْنُ عَقِيلٍ يَقُولُ مَا تَمَنَّى الْمَوْتَ وَإِنَّمَا سَأَلَ أَنْ يَمُوتَ عَلَى صِفَةٍ وَالْمَعْنَى تَوَفَّنِي مُسْلِمًا

داود عليه السلام

دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن عبد الرحمن عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ دَاوُدُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ غِيرَةٌ شَدِيدَةٌ وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أَغْلَقَ الأَبْوَابَ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَى أَهْلِهِ أَحَدٌ حَتَّى يَرْجِعَ فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ غُلِّقَتِ الأَبْوَابُ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ تَطَّلَّعُ إِلَى الدَّارِ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ فَقَالَتْ لِمَنْ فِي الْبَيْتِ مِنْ أَيْنَ دَخَلَ هَذَا الرَّجُلُ وَالدَّارُ مُغْلَقَةٌ وَاللَّهِ لَيُفْضَحَنَّ فَجَاءَ دَاوُدُ فَإِذَا الرَّجُلُ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا الَّذِي لَا يَهَابُ الْمُلُوكَ وَلا يُمْتَنَعُ مِنْهُ الْحُجَّابُ قَالَ فَأَنْتَ إِذَنْ مَلَكُ الْمَوْتِ مَرْحَبًا بِأَمْرِ اللَّهِ فَرُمِلَ دَاوُدُ مَكَانَهُ حَيْثُ قبضت نَفسه // اسناده جيد قوى رِجَاله ثِقَات

ذو القرنين

ذُو الْقَرْنَيْنِ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ أخبرنَا عَليّ أَبُو الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دُومَا قَالَ أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ البافرحي قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ عبد الله بْنِ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ مَنْ قَرَأَ الْكِتَابُ أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ لَمَّا رَجَعَ مِنْ مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا بَلَغَ أَرْضَ بَابِلٍ فَمَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا أَشْفَقَ أَنْ يَمُوتَ فَكَتَبَ إِلَى أُمِّهِ يَا أُمَّاهُ هَلْ وَجَدْتِ لِشَيْءٍ قَرَارًا بَاقِيًا وَخَيَالا دَائِمًا إِنِّي قِدْ عَلِمْتُ يَقِينًا أَنَّ الَّذِي أَذْهَبُ إِلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ مَكَانِي وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهَا اصْنَعِي طَعَامًا وَاجْمَعِي مَنْ قَدَرْتِ عَلَيْهِ وَلا يَأْكُلْ مِنْ طَعَامِكِ مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَفَعَلَتْ فَلَمْ يَأْكُلُوا فَعَلِمَتْ مَا أَرَادَ فَقَالَتْ مَنْ يُبَلِّغُكَ عَنِّي إِنَّكَ وَعَظْتَنِي فَاتَّعَظْتُ وَعَزَّيْتَنِي فَتَعَزَّيْتُ فَعَلَيْكَ السَّلامُ حَيًّا وَمَيْتًا رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ كِبَارِ الْقُدَمَاءِ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبُرَ السَّاحِرُ قَالَ لِلْمَلِكِ إِنِّي قَدْ كَبُرَتْ سِنِّي وَحَضَرَ أَجَلِي فَادْفَعْ إِلَيَّ غُلامًا فَأُعَلِّمَهُ السِّحْرَ فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلامًا فَكَانَ يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ وَكَانَ بَيْنَ السَّاحِرِ وَالْمَلِكِ

رَاهِبٌ فَأَتَى الْغُلامُ عَلَى الرَّاهِبِ فَسَمِعَ مِنْ كَلامِهِ فَأَعْجَبَهُ نَحْوَهُ وَكَلامِهُ فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ وَقَالَ لَهُ مَا حَبَسَكَ وَإِذَا أَتَى أَهْلَهُ ضَرَبُوهُ وَقَالُوا مَا حَبَسَكَ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أَنْ يَضْرِبَكَ فَقُلْ حَبَسَنِي أَهْلِي وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ فَقُلْ حَبَسَنِي السَّاحِرُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى دَابَّةٍ فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ وَقَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا فَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى لَكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةِ حَتَّى يَجُوزَ النَّاسُ وَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ فَأَخْبَرَ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلا تَدُلَّ عَلَيَّ فَكَانَ الْغُلامُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَسَائِرَ الأَدْوَاءِ وَيَشْفِيهِمْ وَكَانَ لِلْمَلِكِ جَلِيسٌ فَعَمِيَ فَسَمِعَ بِهِ فَآتَاهُ وَأَتَي بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ اشْفِنِي وَلَكَ مَا هَا هُنَا فَقَالَ مَا أَنَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنْ آمَنْتَ بِهِ دَعَوْتُ اللَّهَ شَفَاكَ فَآمَنَ فَدَعَا اللَّهَ فَشَفَاهُ ثُمَّ أَتَى الْمَلِكَ فَقَالَ لَهُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرُكَ فَقَالَ رَبِّي فَمَا زَالَ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلامِ فَأَتَى بِهِ فَلَمَّا أَرَادَ قَتْلَهُ قَالَ إِنَّك لن تَسْتَطِيعَ قَتْلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ ثُمَّ تَصْلِبُنِي عَلَى جِذْعٍ وَتَأْخُذُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلامِ فَفَعَلَ فَمَاتَ الْغُلامُ فَقَالَ النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ

أرسطا وهو من علماء الفلاسفة القدماء ق م

أَرِسْطَا وَهُوَ مِنْ عُلَمَاءِ الْفَلاسِفَةِ الْقُدَمَاءِ 384 322 ق م قَدْ كَانَتِ الْفَلاسِفَةُ تُؤْثِرُ الْمَوْتَ لأَنَّ عِلْمَهُمْ دَعَاهُمْ إِلَى أَنَّ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ خَيْرٌ لِلنَّفْسِ هَذَا وَعِلْمُهُمْ غَيْرُ صَادِرٍ عَنِ النُّبُوَّاتِ قَالَ ابْنُ عَقِيلٍ الْفَلْسَفَةُ حَدَسٌ قَدْ يُوَافِقُ الإِصَابَةَ وَقَدْ يُخْطِئ وَالنُّبُوَّةُ حَقٌّ تُصِيبُ وَلا تُخْطِئ وَفَرْقٌ بَيْنَ مَنْ كَانَ مَصْدَرُهُ حَدَسًا وَبَيْنَ مَنْ كَانَ مَصْدَرُهُ وَحْيًا وَنَقَلْتُ مِنْ خَطِّ ابْنِ عَقِيلٍ قَالَ حَضَرَتْ أَرِسْطَا الْوَفَاةُ فَرَأَى تَلامِيذَهُ مَا هُوَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ كَرِبًا لِذَلِكَ فَسَأَلُوهُ عَنْ كَوْنِهِمْ فِي حُزْنٍ وَهُوَ فِي سُرُورٍ فَقَالَ ثِقَةً مني بِالروحِ بَعْدَ الْمَوْتِ قَالُوا وَمَا سَبَبُ الثِّقَةِ فَقَالَ أَخْبِرُونِي أَمُوقِنُونَ أَنْتُمْ بِفَضْلِ الْفَلْسَفَةِ قَالُوا لَوْلا عِلْمُنَا بِفَضْلِهَا مَا اقْتَبَسْنَاهَا فَقَالَ أَذَلِكَ الْفَضْلُ فِي الدُّنْيَا أَمْ فِي الآخِرَةِ قَالُوا إِذَا أَقْرَرْنَا بِفَضْلِ الْفَلْسَفَةِ وَرَأَيْنَا غَيْرَ أَهْلِهَا فِي الدُّنْيَا أَفْضَلَ عَيْشًا مِنْ أَهْلِهَا فَقَدِ اضْطَرَّنَا الرَّأْيُ إِلَى أَنْ نُوجِبَ ذَلِكَ الْفَضْلَ لأَهْلِهَا فِي الآخِرَةِ قَالَ فَإِنَّكُمْ إِنْ كَرِهْتُمُ الْمَوْتَ الَّذِي هُوَ السَّبَبُ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ فَقَدْ كَرِهْتُمُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي فِيهَا الْفَضْلُ لَكُمْ وَرَضِيتُمُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي فِيهَا الضَّرَرُ عَلَيْكُمْ ثُمَّ إِنَّكُمْ حَقًا أَنْ تَنْتَظِرُوا مَا هَذَا الْمَوْتُ الْمَكْرُوهُ عِنْدَ الْعَامَّةِ هَلْ يَجِدُونَهُ غَيْرَ مُفَارَقَةِ الرُّوحُ الْجَسَدَ قَالُوا لَا قَالَ فَهَلْ

يَسُرُّكُمْ مَا أَدْرَكْتُمْ مِنَ الْعِلْمِ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَبِمَاذَا تَنَالُونَ الْعِلْمَ بِالْجَسَدِ أَمْ بِالرُّوحِ قَالُوا بِحَيَاةِ الرُّوحِ وَأَنَّ الْبَطِيء عَنْهُ ثِقَلٌ قَالَ فَإِذَا كَانَ قَدِ استبان لكم أَن الْعلم ثَمَرَةُ الرُّوحِ وَأَنَّ الْبَطِيءَ عَنْهُ ثِقَلُ الْجَسَدِ وَكُنْتُمْ بِدَرْكِ الْعِلْمِ مَسْرُورِينَ وَبِقُوَّتِهِ مَحْزُونِينَ لَقَدِ اضْطَرَّكُمُ الرَّأْيُ إِلَى إِيثَارِ مُفَارَقَةِ الرُّوحِ الْجَسَدِ إِذْ قَدْ بَانَ لَكُمْ أَنَّ مُفَارَقَةَ الرُّوحِ الْجَسَدِ أَفْضَلُ لَكُمْ مِنْ مُلازَمَتِهِ إِيَّاهُ أَلَسْتُمْ تَرَوْنَ شَهَوَاتِ الْجَسَدِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَفُضُولَ الْمَطَاعِمِ مَضَرَّةً بِالْفَلْسَفَةِ الَّتِي مَعْنَاهَا صَبُّ الْحِكْمَةِ وَإِنَّكُمْ لَمْ تَجْعَلُوا تِلْكَ الأُمُورَ إِلا صِيَانَةً لِلْعَقْلِ وَرَغْبَةً فِي الْعِلْمِ قَالُوا بلَى قَالَ فَإذْ أَقْرَرْتُمْ أَنَّ هَذِهِ اللَّذَّاتِ الْمُقَوِّيَةَ لِلأَجْسَادِ مُفْسِدَةٌ لِلْعُقُولِ فَقَدِ الْتَزَمْتُمْ أَنَّ الأَجْسَادَ الَّتِي هِيَ قَابِلَةٌ لِهَذِهِ اللَّذَّاتِ أَفْسَدُ قَالُوا لَقَدِ اضْطَرَّنَا الرَّأْيُ إِلَى تَحْقِيقِ مَا مَضَى مِنْ قَوْلِكَ وَكَيْفَ لَنَا أَن نجترئ مِنَ الْمَوْتِ عَلَى مَا اجْتَرَأْتَ عَلَيِهِ وَنَزْهَدُ فِي الْحَيَاةِ كَمَا زَهِدْتَ قَالَ إِنِّي مُجْهِدٌ نَفْسِي فِي الصِّدْقِ فَأَجْهِدُوا أَنْفُسَكُمْ فِي الْفَهْمِ إِنَّ الْفَيْلَسُوفَ قَدْ رَضِيَ من الدُّنْيَا مَالا تُرَادُ الدُّنْيَا لَهُ وَاحْتَمَلَ مِنْ نَصَبِ الْفَلْسَفَةِ مَا لَا يُرِحْ مِنْهُ إِلا الْمَوْتُ فَمَا حَاجَةُ مَنْ لَا يَتَمَتَّعُ بِشَيْءٍ لَهُ مِنَ الْحَيَاةِ إِلَى الْحَيَاةِ وَمَا هَرَبُ مَنْ لَا رَاحَةَ لَهُ إِلا فِي الْمَوْتِ مِنَ الْمَوْتِ وَلَقَدْ جَهِلَ مَنْ ظَنَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهَا مِنَ التَّنَعُّمِ وَالتَّلَذُّذِ سَبِيلا وَمَنْ حَرَمَ نَفْسَهَ لَذَّةً إِلَيْهَا وَاحْتَمَلَ مُؤْنَةَ الْفَلْسَفَةِ لَا يَنْفِي ثَوَابَهَا بَعْدَ الْمَوْتِ ثُمَّ أُلْقَى حَزِينًا عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَدْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لأَنْ نَضْحَكَ مِنْهُ وَمَنْ أَحَقُّ بِأَنْ نَضْحَكَ مِنْهُ مِنْ نَاصِبٍ غَرَسَ أَوْ بَانِي قَصْرَ يُوجَدُ مَحْزُونًا حِينَ تَمَّ لَهُ مِنْهَا الَّذِي أَمِلَهُ

ذكر ملك من قدماء الملوك

ذِكْرُ مَلِكٍ مِنْ قُدَمَاءِ الْمُلُوكِ ذُكِرَ أَنَّ بَعْضَ قُدَمَاءِ الْمُلُوكِ احْتُضِرَ فَجَمَعَ أَوْلادَهُ وَقَالَ قَدْ أطل عَليّ مَالا يُهْرَبُ مِنْهُ وَلا بُدَّ لِلْحَيِّ مِنْهُ وَهُوَ الانْتِقَالُ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ إِلَى دَارِ الْبَقَاءِ وَلَيْسَ يَشُقُّ عَلَيَّ ذَلِكَ فَإِنِّي كُنْتُ مُنْتَظِرًا لِذَلِكَ عَلَى طُولِ دَهْرِي وَمُسْتَعِدًّا لَهُ بِجُهْدِي وَقَدْ أَلْقَى الْحُكَمَاءُ لَيْسَ مِنَ الْحِكْمَةِ أَنْ يَحْذَرَ الإِنْسَانُ مَا يَتَيَقَّنُ وُقُوعَهُ وَكَذَلِكَ قَالُوا إِنَّ مَنْ يَرِثُ مَقَامَهُ نَجَا أَوْلادُهُ فَلَيْسَ مِنْ مُحْكَمِ الأَمْوَاتِ وَأَنَا وَإِنْ يَئِسْتُ مِنَ الْعَوْدِ إِلَيْكُمْ فَقَدْ عَلِمْتُمْ لِحَاقَكُمْ بِي حَقًّا فَإِيَّاكُمْ وَالْبُخْلَ فَإِنَّهُ يُكْسِبُكُمْ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ حَقَارَةً وَإِنَّ الإِحْسَانَ يُزِيدُ فِي صَدَاقَةِ الأَصْدِقَاءِ وَيُنْقِصُ مِنْ عَدَاوَةِ الأَعْدَاءِ وَإِيَّاكُمْ وَمُخَالَطَةَ الأَشْرَارِ وَأَطِيعُوا أَكَابِرَكُمْ وَاحْرُصُوا أَلْسِنَتِكُمْ لِتَبْقَى أَسْرَارُكُمْ مَصُونَةٌ وَلا تُؤْثِرُوا الْمَالَ عَلَى الذِّكْرِ الْحَسَنِ فَإِنَّ الْمَالَ فَانٍ وَالذِكْرُ بَاقٍ

ذكر ما نقل من الثبات عند الممات

ذِكْرُ مَا نُقِلَ مِنَ الثَّبَاتِ عِنْدَ الْمَمَاتِ عَنْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النُّقُورِ قَالَ أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن الْمُخلصُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ سَيْفٍ السِّجِسْتَانِي قَالَ أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ التَّمِيمِيُّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيه عَن عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ طَلَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَرِّضَهُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ هُوَ إِسْلاءٌ لأَهْلِي أَنْ يُمَرَّضُونِي وَقَدْ وَقَعَ أَجْرُكَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحَدَّثَنَا سَيْفٌ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أُمَرِّضُكَ وَأَكُونَ الَّذِي أَقُومُ عَلَيْكَ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي إِنْ لَمْ أُحَمِّلْ أَزْوَاجِي وَبَنَاتِي وَأَهْلَ بَيْتِي عِلاجِي ازْدَادَتْ مُصِيبَتِي عَلَيْهِمْ عِظَمًا وَقَدْ وَقَعَ أَجْرُكَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَيَوْمِي فَأَخَذْتُ أَدْعُو اللَّهَ عَزَ

وَجَلَّ بِدُعَاءٍ كَانَ يَدْعُو لَهُ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَكَانَ هُوَ يَدْعُو بِهِ إِذَا مَرِضَ فَلَمْ يَدْعُ بِهِ فِي مَرَضِهِ ذَاكَ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ الرَّفِيقَ الأَعْلَى انَفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيُّ

بَابُ مَا نُقِلَ مِنَ الثَّبَاتِ عِنْدَ الْمَمَاتِ عَنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 51 ق هـ 13 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّلامِيُّ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حِمْدَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مَغُولٍ عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ مَرِضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَادَهُ النَّاسُ فَقَالُوا أَلا نَدْعُو لَكَ الطَّبِيبَ قَالَ قَدْ رَآنِي قَالُوا فَأَيَّ شَيْءٍ قَالَ لَكَ قَالَ قَالَ إِنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيدُ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بن مَالك قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُبَشِّرٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قُلْنَا يَوْمُ الاثْنَيْنِ قَالَ فَأَيُّ يَوْمٍ قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قُلْنَا يَوْمَ الاثْنَيْنِ قَالَ فَإِنِّي أَرْجُو مَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ قَالَتْ وَكَانَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ بِهِ رِدْعٌ مِنْ مِشْقٍ قَالَ إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلُوا ثَوْبِي هَذَا وَضُمُّوا إِلَيْهِ ثَوْبَيْنِ جَدِيدَيْنِ وَكَفِّنُونِي فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ فَقُلْنَا أَفَلا نَجْعَلُهَا جُدُدًا كُلَّهَا قَالَ لَا إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ فَمَاتَ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ

ذكر وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ق هـ ه

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي خَلَفٌ عَنْ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الْبَهِيِّ قَالَ لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو بَكْرٍ جَاءَتْ عَائِشَةُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا فَتَمَثَّلَتْ بِهَذَا الْبَيْتِ ... لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ ... فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنْ قُولِي {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تحيد} انْظُرُوا ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ فَاغْسِلُوهُمَا وَكَفِّنُونِي فِيهِمَا فَإِنَّ الْحَيَّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ هَذِهِ قِرَاءَةُ أَبِي سَكْرَةُ الْحَقِّ ذِكْرُ وَفَاةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 40 ق هـ 23 هـ أَخْبَرَنَا عبد الأول قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَعْيَنَ قَالَ حَدَّثَنَا الْفِرَبْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ

إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ قَالَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ غُلامُ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ الصَّنْعَ قَالَ نَعَمْ قَالَ قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَيْتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلامَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ شَابٌّ فَإِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّكَ يَا عبد الله بْنَ عُمَرَ انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلامَ وَلا تَقُلْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فَمَضَى وَجَاءَ فَقَالَ أَذِنَتْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ فَإِذَا أَنَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ثُمَّ سَلِّمْ

ذكر وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه ق هـ ه

وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي وَإِنْ رَدَّتْنِي فَرُدُّونِي إِلَى مَقَابِر الْمُسلمين // قَالَ الهيثمي رجالهما ثِقَات ذِكْرُ وَفَاةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 47 ق هـ 35 هـ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ إِنَّ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَعْتَقَ عِشْرِينَ مَمْلُوكًا لَهُ وَدَعَا بِسَرَاوِيلَ فَشَدَّهَا عَلَيْهِ وَلَمْ يَلْبِسْهَا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ وَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَارِحَةَ فِي الْمَنَامِ وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَإِنَّهُمْ قَالُوا اصْبِرْ فَإِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا الْقَابِلَةَ ثُمَّ دَعَا بِمُصْحَفٍ فَنَشَرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُتِلَ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ مُتَمَثِّلا يَوْمَ دُخِلَ عَلَيْهِ فَقُتِلَ ... أَرَى الْمَوْتَ لَا يُبْقِي عَزِيزًا ... وَلَمْ يَدَعْ لِعَادٍ مَلاذًا فِي الْبِلادِ ...

علي بن أبي طالب رضي الله عنه ق هـ ه

عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 23 ق هـ 40 هـ أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الباقي قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أخبرنَا الْحُسَيْن بن الْفَهم مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا فطر بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْل قَالَ دَعَا عَلِيٌّ النَّاسَ إِلَى الْبيعَة فَجَاءَهُ عبد الرحمن بْنُ مُلْجِمٍ فَرَدَّهُ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ مَا يَحْبِسُ أَشْقَاهَا لَتُخْضَبَنَّ أَوْ لَتُصْبَغَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا يَعْنِي لِحْيَتَهُ مُنْ رَأْسِهِ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ ... اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْتِ ... فَإنَّ الْمَوْتَ لاقِيكَ وَلا تَجْزَعْ مِنَ الْموْتِ ... إِذَا حَلَّ بِوَادِيكَ ... أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدثنِي عبد الله بْنُ يُونُسَ بْنِ بَكِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ الْعَنَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الأَصْبَعُ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُصِيبَ فِيهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَاهُ ابْنُ النَّبَّاحِ

الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما هـ

حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاةِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مُتَثَاقِلٌ فَعَادَ الثَّانِيَةَ وَهُوَ كَذَلِكَ ثُمَّ عَادَ الثَّالِثَةَ فَقَامَ يَمْشِي وَهُوَ يَقُولُ ... شُدَّ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْتِ ... فَإنَّ الْمَوْتَ لاقِيكَ وَلا تَجْزَعْ مِنَ الْموْتِ ... إِذَا حَلَّ بِوَادِيكَ ... فَلَمَّا بَلَغَ الْبَابَ الصَّغِير شدّ عَلَيْهِ عبد الرحمن بْنُ مُلْجِمٍ فَضَرَبَهُ قَالَ الْقُرَشِيُّ وحَدثني عبد الله بْنُ عَلِيٍّ أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا ضُرِبَ أَوْصَى بَنِيهِ ثُمَّ لَمْ يَنْطِقْ إِلا بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا 3 50 هـ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقَ بْنُ إِسْمَاعِيلِ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمد بن عبد الجبار وَقَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ قَالَ لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى صَحْنِ الدَّارِ قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ فَإِنَّهَا أَعَزُّ الأَنْفُسِ عَلَيَّ

سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه هـ

سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 12 هـ حَضَرَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ بِيَمِينِهِ فَقُطِعَتْ ثُمَّ شَالَهُ بِشِمَالِهِ فَقُطِعَتْ ثُمَّ اعْتَنَقَ اللِّوَاءَ وَجَعَلَ يَقْرَأُ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} إِلَى أَن قتل عبد الله بْنُ جَحْشِ بْنِ رِيَابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 53 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الباقي قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ

قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَجُلا سَمِعَ عبد الله بْنُ جَحْشٍ يَقُولُ قَبْلَ أُحُدٍ بِيَوْمٍ اللَّهُمَّ إِذَا لاقَوْا هَؤُلاءِ غَدًا فَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ لَمَّا يَقْتُلُونِي وَيَبْقُرُوا بَطْنِي وَيَجْدَعُونِي فَإِذَا قُلْتَ لِي لِمَ فُعِلَ بِكَ هَذَا فَأَقُولُ اللَّهُمَّ فِيكَ فَبَاتَ فَلَمَّا الْتَقَوْا فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ أَخْبَرَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ وَابْنُ عبد الباقي قَالا أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أخبرنَا أَحْمد بن عبد الله الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ عِيسَى الْمَصْرِيُّ قَالَ حَدَثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ عَن يزِيد بن عبد الله بْنِ قُسَيْطُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ

عمير بن أبي وقاص أخو سعد ق هـ ه

حَدثنِي أبي أَن عبد الله بْنَ جَحْشٍ قَالَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ أَلا تَدْعُو اللَّهَ فَخَلَوْا فِي نَاحيَة فَدَعَا عبد الله بْنُ جَحْشٍ فَقَالَ يَا رَبِّ إِذَا لَقِيتُ الْعَدُوَّ غَدًا فَلَقِّنِي رَجُلا شَدِيدًا بَأْسُهُ شَدِيدًا حَرْدُهُ فَأُقَاتِلُهُ فِيكَ وَيُقَاتِلُنِي ثُمَّ يَأْخُذُنِي فَيَجْدَعُ أَنْفِي وَأُذُنِي فَإِذَا لَقِيتُكَ غَدا قلت يَا عبد الله مَنْ جَدَعَ أَنْفَكَ وَأُذُنَكَ فَأَقُولُ فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ فَتَقُولُ صَدَقْتَ قَالَ سَعْدٌ لَقَدْ رَأَيْتُهُ آخِرَ النَّهَارِ وَإِنَّ أَنْفَهُ وَأُذُنِهُ لَمُعَلَّقَتَانِ فِي خيط // رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَرِجَاله رجال الصَّحِيح عُمَيْر بن أبي وَقاص أَخُو سَعْدٍ 14 ق هـ 2 هـ كَانَ يَطْلُبُ الشَّهَادَةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عمر بن حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ أَخِي عُمَيْرَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَبْلَ أَنْ يَعْرِضَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْخُرُوجِ إِلَى بَدْرٍ يَتَوَارَى فَقُلْتُ مَالك يَا أَخِي فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَرَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيَسْتَصْغِرُنِي فَيَرُدُّنِي وَأَنَا أُحِبُّ الْخُرُوجَ

عامر بن فهيرة رضي الله عنه ق هـ ه

لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُنِي الشَّهَادَةَ قَالَ فَعُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَصْغَرَهُ فَقَالَ ارْجِعْ فَبَكَى عُمَيْرٌ فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَعْدٌ فَكُنْتُ أَعْقِدُ لَهُ حَمَائِلَ سَيْفِهِ مِنْ صِغَرِهِ فَقُتِلَ بِبَدْرٍ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً قَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 36 ق هـ 4 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَنْ سُمِّيَ مِنْ رِجَالِهِ أَنَّ جَبَّارَ بْنَ سُلْمَى الْكَلْبِيَّ طَعَنَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يَوْم بِئْر مَعُونَة فأنقذه فَقَالَ عَامِرُ فُزْتُ وَاللَّهِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ

بلال بن رباح رضي الله عنه هـ

بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 20 هـ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدثنَا سعيد بن عبد العزيز قَالَ بِلالٌ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ غَدًا نَلْقَى الأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ قَالَ تَقُولُ امْرَأَتَهُ وَابِلالاهُ قَالَ يَقُولُ هُوَ وَافَرَحَاهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 57 ق هـ 37 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُمَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ أَبِي الرَّجَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَمْرٍو الضَّمَرِيُّ عَنْ أبي سِنَان الدؤَلِي قَالَ رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ دَعَا بِشَرَابٍ فَأَتَى بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِن آخر شَيْء تزوده من الدُّنْيَا ضيحة لَبَنٍ

زيد بن الخطاب أخو عمر رضي الله عنهما هـ

زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ أَخُو عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا 12 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ البَجلِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لأَخِيهِ زَيْدٍ يَوْمَ أُحُدٍ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلا لَبِسْتَ دِرْعِي فَلَبِسَهَا ثُمِّ نَزَعَهَا فَقَالَ لَهُ عمر مَالك قَالَ أُرِيدُ بِنَفْسِي مَا تُرِيدُ بِنَفْسِكَ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا الجحاف بن عبد الرحمن عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحْمِلُ رَايَةَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ فَجَعَلَ يَشْتَدُّ بِالرَّايَةِ يَتَقَدَّمُ بِهَا فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ ثُمَّ ضَارَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ وَوَقعت الرَّايَة

أبو عقيل عبد الرحمن بن عبد الله شهد بدرا رضي الله عنه هـ

أَبُو عقيل عبد الرحمن بن عبد الله شَهِدَ بَدْرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 12 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّارُ قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أخبرنَا أَحْمد ابْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ قَالَ حَدثنَا جَعْفَر بن عبد الله بْنِ أَسْلَمَ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ وَاصْطَفَّ النَّاسُ لِلْقِتَالِ كَانَ أَوَّلُ مَنْ جُرِحَ أَبُو عَقِيلٍ رُمِيَ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ بَيْنَ مِنْكَبَيْهِ وَفُؤَادَهُ فَأَخْرَجَ السَّهْمَ فَوَهَنَ لَهُ شِقَّهُ الأَيْسَرُ وَجُرَّ إِلَى الرَّحْلِ فَلَمَّا حَمِيَ الْقِتَالُ وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ سَمِعَ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ يَصِيحُ يَا آلَ الأَنْصَارِ اللَّهَ اللَّهَ وَالْكَرَّةَ عَلَى عَدُوِّكُمْ قَالَ عبد الله بْنُ عُمَرَ فَنَهِضَ أَبُو عَقِيلٍ فَقُلْتُ مَا تُرِيدُ قَالَ قَدْ فَوَّهَ الْمُنَادِي بِاسْمِي فَقُلْتُ مَا يَعْنِي الْجَرْحَى فَقَالَ أَنَا مِنَ

سعد بن خيثمة بن الحارث أحد نقباء الأنصار رضي الله عنه هـ

الأَنْصَارِ وَأَنَا أُجِيبُهُ وَلَوْ حَبْوًا فَتَحَزَّمَ وَأَخَذَ السَّيْفَ ثُمَّ جَعَلَ يُنَادِي يَا آلَ الأَنْصَارِ كَرَّةً كَيَوْمِ حُنَيْنٍ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَاخْتَلَفَتِ السُّيُوفُ بَيْنَهُمْ فَقُطِعَتْ يَدُهُ الْمَجْرُوحَةُ مِنَ الْمِنْكَبِ فَقُلْتُ أَبَا عَقِيلٍ فَقَالَ لَبَّيْكَ بِلِسَانٍ مُلْتَاثٍ لِمَنِ الدَّبْرَةُ فَقُلْتُ أَبْشِرْ قَدْ قُتِلَ عَدُوَّ اللَّهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ أَوْ إِصْبَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَحْمَدُ اللَّهَ وَمَاتَ يَرْحَمَهُ اللَّهُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ مَا زَالَ يَسْأَلُ الشَّهَادَةَ وَيَطْلُبُهَا سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ أَحَدُ نُقَبَاءِ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 2 هـ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ لَمّا نَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى بَدْرٍ قَالَ لَهُ أَبُوهُ لَا بُدَّ لأَحَدِنَا أَنْ يُقِيمَ فَآثِرْنِي بِالْخُرُوجِ وَأَقِمْ مَعَ نِسَائِكَ فَأَبَي سَعْدٌ وَقَالَ لَوْ كَانَ

سعد بن الربيع بن عمرو أحد النقباء رضي الله عنه هـ

غَيْرَ الْجَنَّةِ آثَرْتِكَ بِهِ إِنِّي لأَرْجُو الشَّهَادَةَ فِي وَجْهِي هَذَا فَاسْتَهَمَا فَخَرَجَ سَهْمُ سَعْدٍ فَخَرَجَ فَقُتِلَ بِبَدْرٍ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرٍو أَحَدُ النُّقَبَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 3 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بن سعيد قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَطُوفُ بَيْنَ الْقَتْلَى فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ مَا شَأْنك قَالَ بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لآتِيَهُ بِخَبَرِكَ قَالَ فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَقْرَأهُ مِنِّي السَّلامَ وَأَخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ طُعِنْتُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ طَعْنَةً وَأَنْ قَدْ أُنْفِذَتْ مَقَاتِلِي وَأَخْبِرْ قَوْمَكَ أَنَّهُ لَا عُذْرَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ قُتِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحَدٌ مِنْهُم حَيّ

عبد الله بن رواحة أحد نقباء الأنصار رضي الله عنه هـ

عبد الله بْنُ رَوَاحَةَ أَحَدُ نُقَبَاءِ الأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 8 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أخبرنَا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ لَمَّا تَجَهَّزَ النَّاسُ وَتَهَيَّئُوا لِلْخُرُوجِ إِلَى مُؤْتَةَ قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ صَحِبَكُمُ اللَّهُ وَدفع عَنْكُم قَالَ عبد الله بْنُ رَوَاحَةَ ... لَكِنَّنِي أَسْأَلُ الرَّحْمَنَ مَغْفِرَةً ... وَضَرْبَةً ذَاتَ فَرْغٍ تَقْذِفُ الزَّبَدَا أَوْ طَعْنَةً بِيَدَيْ حَرَّانَ مُجْهِزَةً ... بِحَرْبَةٍ تَنْفُذُ الأَحْشَاءَ وَالْكَبِدَا حَتَّى يَقُولُوا إِذَا مَرُّوا عَلَى حدثي ... أَرْشَدَكَ اللَّهُ مِنْ غَازٍ وَقَدْ رَشَدَا ...

قَالَ ثُمَّ مَضُوا حَتَّى نَزَلُوا أَرْضَ الشَّامِ فَبَلَغَهُمْ أَنَّ هِرَقْلَ قد نزل من أَرض البلقاء فِي مِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الرُّومِ وَانْضَمَّتْ إِلَيْهِ الْمُسْتَعْرَبَةُ مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامٍ وَبَلْقَيْنٍ وَبَهْرًا وَبِلًى فِي مِائَةِ أَلْفٍ فَأَقَامُوا لَيْلَتَيْنِ يَنْظُرُونَ فِي أَمْرِهِمْ وَقَالُوا نَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُخْبِرَهُ بِعَدَدِ عَدُوِّنَا قَالَ فَشَجَّعَ عبد الله بْنُ رَوَاحَةَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ يَا قَوْمِ إِنَّ الَّذِي تَكْرَهُونَ لَلَّذِي خَرَجْتُمْ لَهُ تَطْلُبُونَ الشَّهَادَةَ وَمَا نُقَاتِلُ الْعَدُوَّ بِعِدَّةٍ وَلا قُوَّةٍ وَلا كَثْرَةٍ مَا نُقَاتِلُهُمْ إِلا بِهَذَا الدِّينِ الَّذِي أَكْرَمَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فَانْطَلِقُوا فَإِنَّمَا هِيَ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إِمَّا ظُهُورٌ وَإِمَّا شَهَادَةٌ قَالَ فَقَالَ النَّاسُ قَدْ وَاللَّهِ صَدَقَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَمَضُوا أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ أَخْبَرَنَا رِزْقُ اللَّهِ وَطِرَادٌ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدثنَا عبد القدوس بن عبد الواحد قَالَ حَدثنِي الحكم بن عبد السلام أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حِينَ قُتِلَ دَعَا النَّاسُ يَا عبد الله بن رَوَاحَة يَا عبد الله بْنَ رَوَاحَةَ وَهُوَ فِي جَانِبِ الْعَسْكَرِ وَمَعَهُ ضِلْعُ جَمَلٍ يَنْهَشُهُ وَلَمْ يَكُنْ ذَاقَ طَعَامًا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاثٍ فَرَمَى بِالضِّلْعِ ثُمَّ قَالَ وَأَنْتَ مَعَ الدُّنْيَا ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ فَأُصِيبَتْ إِصْبَعُهُ فَارْتَجَزَ فَجَعَلَ يَقُولُ ... هَلْ أَنْتَ إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ ... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ ... يَا نَفْسُ إِلا تُقْتَلِي تَمُوتِي ... هَذَا حِيَاضُ الْمَوْتِ قَدْ صَلِيتِ ... وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ لقِيت ... إِن يفعلي فِعْلَهُمَا فَقَدْ هُدِيتِ وَإِنْ تَأَخَّرْتِ فَقَدْ شَقِيتِ ... ثُمَّ قَالَ يَا نَفْسُ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ تَتَوَقِّينَ إِلَى فُلانَةٍ فَهِيَ طَالِقٌ ثَلاثًا

وَإِلَى فُلانٍ وَإِلَى فُلانٍ غِلْمَانٌ لَهُ وَإِلَى مِعْجَفٍ حَائِطٌ لَهُ فَهُوَ لله وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... يَا نَفْسُ مَالَكِ تَكْرَهِينَ الْجَنَّةْ ... أُقْسِمُ بِاللَّه لتنزلنه طَائِعَة أَولا لَتُكْرَهِنَّهْ ... فَطَالَمَا قَدْ كَنْتِ مُطْمَئِنَّةْ هَلْ أَنْتِ إِلا نُطْفَةٌ فِي شَنَّةْ ... قَدْ أَجْلَبَ النَّاسُ وَشَدُّوا الرَّنَّةْ ... عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ قُتِلَ بِبَدْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 2 هـ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا هَاشِمٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ فَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ بَخٍ بَخٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ

معاذ بن جبل رضي الله عنه ق هـ ه

بَخٍ قَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلا رَجَاءٌ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا قَالَ فَإِنَّكَ من أَهلهَا قَالَ فَأخْرج ثَمَرَات مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ثُمَّ قَالَ إِنْ أَنَا حَيْيِتُ حَتَّى آكل ثمراتي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 20 ق هـ 18 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أبي الطَّاهِر قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ عَن عبد الله بْنِ رَافِعٍ قَالَ لَمَّا أُصِيبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسٍ اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَاشْتَدَّ الْوَجَعُ فَقَالَ النَّاسُ لِمُعَاذٍ ادْعُ اللَّهَ يَرْفَعَ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ قَالَ إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ وَلَكِنَّهُ دَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَوْتُ

الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَشَهَادَةٌ يَخْتَصُّ بِهَا اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ مِنْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أَرْبَعُ خِلالٍ مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يُدْرِكَهُ شَيْءٌ مِنْهُنَّ فَلا يُدْرِكَهُ قَالُوا وَمَا هِيَ قَالَ يَأْتِي زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيهِ الْبَاطِلُ وَيُصْبِحُ الرَّجُلُ عَلَى دِينٍ وَيُمْسِي عَلَى آخَرٍ وَيَقُولُ الرَّجُلُ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا لَا يَعِيشُ عَلَى بَصِيرَةٍ وَلا يَمُوتُ عَلَى بَصِيرَةٍ وَيُعْطِي الرَّجُلُ الْمَالَ مِنْ مَالِ اللَّهِ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ الَّذِي يُسْخِطُ اللَّهَ اللَّهُمَّ آتِ آلَ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمُ الأَوْفَى مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ فَطُعِنَ ابْنَاهُ فَقَالَ كَيْفَ تَجِدَانَكُمَا قَالا يَا أَبَانَا {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} قَالَ سَتَجِدَانِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ثُمَّ طُعِنَتِ امْرَأَتَاهُ فَهَلَكَتَا وَطُعِنَ هُوَ فِي إِبْهَامِهِ فَجَعَلَ يَمَسَّهَا بِفِيهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ فَبَارِكْ فِيهَا فَإِنَّكَ تُبَارِكُ فِي الصَّغِيرِ حَتَّى هَلَكَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْيَقْطِينِيُّ قَالَ حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الله الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ سيار قَالَ حَدثنَا عبد الحميد بْنُ بَهْرَامَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَب عَن عبد الرحمن بْنِ غَنَمٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ لَمَّا طُعِنَ مُعَاذٌ فَقَالَ حِينَ النَّزْعِ وَنُزِعَ نَزْعًا شَدِيدًا لَمْ يُنْزَعْهُ أَحَدٌ فَكَانَ كُلَّمَا أَفَاقَ مِنْ غَمْرَةٍ فَتَحَ طَرْفَهُ ثُمَّ قَالَ رَبِّ اخْنُقْنِي

خَنْقَكَ فَوَعِزَّتِكَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّ قَلْبِي يُحِبُّكَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرَةَ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ يَمُوتُ فَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ مَرَّةً وَيَفِيقُ مَرَّةً فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ إِفَاقَتِهِ اخْنُقْ خَنْقَكَ فَوَعِزَّتِكَ إِنَِّي أُحِبُّكَ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ مَرْحَبًا بِالْمَوْتِ زَائِرٌ مُغِبٌّ حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ اللَّهُمَّ كُنْتُ

جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه هـ

أَخَافُكَ فَأَنَا الْيَوْمَ أَرْجُوكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الدُّنْيَا وَطُولُ الْبَقَاءِ فِيهَا لِجَرْيِ الأَنْهَارِ وَلا لِغَرْسِ الأَشْجَارِ وَلَكِنْ لِظَمَأِ الْهَوَاجِرِ وَمُكَابَدَةِ السَّاعَاتِ وَمُزَاحَمَةِ الْعُلَمَاءِ بِالرُّكَبِ عِنْدَ حِلَقِ الذِّكْرِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 8 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ وَجَدَ أَوْ وَجَدْنَا فِيمَا أَقْبَلَ مِنْ بَدَنِ جَعْفَرٍ مَا بَيْنَ مِنْكَبَيْهِ تِسْعِينَ ضَرْبَةً بَيْنَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ وَضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 20 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ

سلمان الفارسي رضي الله عنه هـ

حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ لَمَّا حَضَرَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ الْوَفَاةُ قَالَ لأَهْلِهِ لَا تَبْكُوا عَلَيَّ فَإِنِّي لم أنتطق بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 36 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أخبرنَا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِي قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي الْجَزْلُ عَنِ امْرَأَةِ سَلْمَانَ بُقَيْرَةَ قَالَتْ

حذيفة بن اليمان رضي الله عنه هـ

لَمَّا حَضَرَ سَلْمَانَ الْمَوْتُ دَعَانِي وَهُوَ فِي عِلْيَةٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ فَقَالَ افْتَحِي هَذِهِ الأَبْوَابَ فَإِنِّي لِيَ الْيَوْمَ زُوَّارٌ لَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ هَذِهِ الأَبْوَابِ يَدْخُلُونَ عَلَيَّ ثُمَّ دَعَا بِمِسْكٍ لَهُ ثُمَّ قَالَ أَدِيفِيهِ فِي قُورٍ فَفَعَلَتْ ثُمَّ قَالَ انْضَحِيهِ حَوْلَ فِرَاشِي ثُمَّ انْزِلِي وَامْكُثِي فَسَوْفَ تَطْلُعِينَ فَتَرِينِي عَلَى فِرَاشِي فَاطَّلَعَتْ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 36 هـ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الآدَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ دَخَلَ عَلَى حُذَيْفَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ لَوْلا أَنِّي أَرَى أَنَّ هَذَا الْيَوْمَ آخِرُ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا وَأَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِهَذَا اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ الْفَقْرَ عَلَى الْغِنَى وَأُحِبُّ الذِّلَّةَ

خبيب بن عدي رضي الله عنه هـ

عَلَى الْعِزِّ وَأُحِبُّ الْمَوْتَ عَلَى الْحَيَاةِ حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ قَالَ حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ قَالَ لَمَّا مَرِضَ حُذَيْفَةُ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قِيلَ لَهُ مَا تَشْتَهِي قَالَ أَشْتَهِي الْجَنَّةَ قَالُوا فَمَا تَشْتَكِي قَالَ الذُّنُوبَ قَالُوا أَفلا ندعوا لَكَ الطَّبِيبَ قَالَ الطَّبِيبُ أَمْرَضَنِي لَقَدْ عِشْتُ فِيكُمْ عَلَيَّ خِلالٌ ثَلاثٌ الْفَقْرُ فِيكُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغِنَى وَالضَّعَةُ فِيكُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الشَّرَفِ وَإِنَّ مَنْ حمدني مِنْكُم ولامني فِي الْحَقِّ سَوَاءٌ ثُمَّ قَالَ أَصْبَحْنَا قَالُوا نَعَمْ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَبَاحِ النَّارِ حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 5 هـ أخبرنَا عبد الأول قَالَ أخبرنَا الداوودي قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَعْيَنَ

قَالَ حَدَّثَنَا الْفِرَبْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْن أسيد بن جَارِيَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ بَعَثَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرةَ عَيْنًا فَأُسِرَ مِنْهُمْ خُبَيْبٌ فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ لِيَقْتُلُوهُ قَالَ دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَالَ وَاللَّهِ لَوْلا أَنْ تَحْسَبُوا أَنَّ مَا بِي جزع أزدت وَقَالَ ... فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ فِي اللَّهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ ... ثُمَّ قَتَلُوهُ

البراء بن مالك أخو أنس رضي الله عنه هـ

أخبرنَا عبد الوهاب الْحَافِظُ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَعِيمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطوسي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الكريم قَالَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ جُذَيْمٍ شَهِدْتُ مَصْرَعَ خُبَيْبٍ وَقَدْ بَضَعَتْ قُرَيْشٌ لَحْمَهُ ثُمَّ حَمَلُوهُ عَلَى جَذْعَةٍ فَقَالُوا أَتُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا مَكَانَكَ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنِّي فِي أَهْلِي وَوَلَدِي وَأَنَّ مُحَمَّدًا شِيكَ بِشَوْكَةٍ ثُمَّ نَادَى يَا مُحَمَّدُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ أَخُو أَنَسٍ رَضِيَ اللِّهُ عَنْهُ 20 هـ أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ عَلِيٍّ الْبَزَّارُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقُرَشِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ

ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه هـ

الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ لَقِيَ أَخِي الْبَرَاءُ زَحْفًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لَمَا مَنَحْتَنَا أكتافهم وألحقتني بِنَبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمُنِحُوا أَكْتَافَهُمْ وَقُتِلَ شَهِيدًا ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 12 هـ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ جَاءَ يَوَمْ َالْيَمَامَةِ وَقَدْ تَحَنَّطَ وَلَبِسَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ يُكَفَّنُ فِيهِمَا وَقَدِ انْهَزَمَ الْقَوْمُ فَقَالَ

عمرو بن الجموح رضي الله عنه هـ

اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكُونَ وَأَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ فَبِئْسَ مَا عَوَّدَتْكُمْ أَقْرَانُكُمْ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَاعَةً فَحَمَلَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 3 هـ كَانَ أَعْرَجَ فَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا فَلَمَّا حَضَرَتْ أُحُدٌ أَرَادَ الْخُرُوجَ فَمَنَعَهُ بَنُوهُ وَقَالُوا قَدْ عَذَرَكَ اللَّهُ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ بَنِيَّ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْبِسُونِي عَنِ الْخُرُوجِ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَطَأَ بِعَرْجَتِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَذَرَكَ اللَّهُ وَقَالَ لِبَنِيهِ لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَمْنَعُوهُ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْزُقُهُ الشَّهَادَةَ فَتَرَكُوهُ قَالَتِ امْرَأَتُهُ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مُوَلِّيًا قَدْ أَخَذَ دَرَقَتَهُ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ لَا تَرُدَّنِي إِلَى حِزْبِي وَهِيَ مَنَازِلُ بَنِي سَلَمَةَ فَقُتِلَ هُوَ وَابْنُهُ خَلادٌ

عبادة بن الصامت رضي الله عنه ق هـ ه

عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 38 ق هـ 34 هـ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ فَقَالَ مَهْلا لِمَ تَبْكِي فَوَاللَّهِ لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدَنَّ لَكَ وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَكَ وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأنْفَعَنَّكَ ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ مَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلا قَدْ حَدَّثْتُكُمُوهُ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا سَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ الْيَوْمَ وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ

زيد بن الدثنة رضي الله عنه هـ

زَيْدُ بنُ الدِّثِنَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 5 هـ اسْتُؤْسِرَ يَوْمَ الرَّجِيعِ مَعَ خُبَيْبٍ فَقَدَّمُوهُ لِلْقَتْلِ فَقَالُوا نُنْشِدُكَ اللَّهَ أَتُحِبُّ أَنَّكَ الآنَ فِي أَهْلِكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا مَكَانَكَ قَالَ وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا يُشَاكُ فِي مَكَانِهِ شَوْكَةً تُؤْذِيهِ وَإِنِّي جَالِسٌ فِي أَهْلِي أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 32 هـ أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الباقي قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أخبرنَا أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ اشْتَكَى فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا مَا تَشْتَكِي قَالَ أَشْتَكِي ذُنُوبِي قَالُوا فَمَا تَشْتَهِي قَالَ أَشْتَهِي الْجَنَّةَ قَالُوا أَفَلا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا قَالَ هُوَ الَّذِي أَضْجَعَنِي

خالد بن الوليد رضي الله عنه هـ

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عبد العزيز قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ قَالَ جِئْتِ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ أَلا رَجُلٌ يَعْمَلُ لِمِثْلِ مَصْرَعِي هَذَا أَلا رَجُلٌ يَعْمَلُ لِمِثْلِ يَوْمِي هَذَا أَلا رَجُلٌ يَعْمَلُ لِمِثْلِ سَاعَتِي هَذِهِ ثُمَّ قُبِضَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 21 هـ أَنْبَأَنَا عبد الوهاب الْحَافِظُ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمد قَالَ أخبرنَا عبد العزيز بْنُ الْحَسَنِ الْغُرَابُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرَوَانَ الْمَالِكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لَقَيْتُ كَذَا وَكَذَا زَحْفًا وَمَا فِي جَسَدِي شِبْرٌ إِلا وَفِيهِ ضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ أَوْ رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ أَوْ طَعْنَةٍ بِرُمْح وَهَا أَنا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي حَتْفَ أَنْفِي فَلا نَامَتْ عَيْنُ الْجُبَنَاءِ

حرام بن ملحان رضي الله عنه هـ

حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 3 هـ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله ابْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدثنَا عبد الصمد قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ إِسْحَاقُ عَنْ أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ حَرَامًا خَالَهُ أَخَا أُمُّ سُلَيْمٍ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ قَالَ لَهُمْ حَرَامٌ تُؤَمِّنُونِي أُبَلِّغَكُمْ رِسَالَةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ قَالُوا نَعَمْ فَجَعَلَ يُحَدِّثهُمْ وأومؤوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ أَبُو بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 52 هـ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ

أبو هريرة رضي الله عنه هـ

قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي عُيَيْنَة بن عبد الرحمن قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ لَمَّا ثَقُلَ بَكَتِ ابْنَتُهُ فَقَالَ لَا تَبْكِ قَالَتْ يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ أَبْكِ عَلَيْكَ فَعَلَى مَنْ أَبْكِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا فِي الأَرْضِ نَفْسٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تَكُونَ خَرَجَتْ مِنْ نَفْسِي هَذِهِ وَلا نَفْسِ هَذَا الْبَابِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى جَمَرَاتٍ فَقَالَ أَلا أُخْبِرُكِ لِمَاذَا خَشَيْتُهُ وَاللَّهِ أَنْ يَجِيءَ أَمْرٌ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ الإِسْلامِ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 59 هـ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبِرِيِّ قَالَ دَخَلَ مَرَوَانُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ شَفَاكَ اللَّهُ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي فَمَا بَلَغَ مَرَوَانُ أَصْحَابَ الْقَطَا حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ق هـ ه

مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 20 ق هـ 60 هـ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا بِشْرَانُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي هَارُونُ بن سُفْيَان عَن عبد الله السَّهْمِيِّ قَالَ ثُمَامَةُ بْنُ كُلْثُومٍ إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ يَا يَزِيدُ إِذَا وُفِّيَ أَجَلِي فَوَلِّ غُسْلِي رجلا لبيبا ثمَّ اعمد إِلَى مِنْدِيلٍ فِي الْخِزَانَةِ فِيهِ ثَوْبٌ مِنْ ثِيَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَاضِنَةٌ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ فَاسْتَوْدِعِ الْقَرَاضِنَةَ أَنْفِي وَفَمِي وَأُذُنِي وَعَيْنِي وَاجْعَلِ الثَّوْبَ على جَسَدِي دون أكفاني فَإِن أَدْرَجْتُمُونِي وَوَضَعْتُمُونِي فِي حُفْرَتِي فَخَلُّوا بَين مُعَاوِيَة وأرحم الرَّاحِمِينَ عبد الله بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 1 73 أَنبأَنَا عَليّ بن عبد الله قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مسلمة عَن أبي عبيد الْمِرْزِبَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْقُرِّيُّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرحمن الذَّرَّاعُ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَام العجدي قَالَ أخبرنَا عبد الله بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْمُطِيعِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ أَتَيْتُ عبد الله بْنَ الزُّبَيْرِ حِينَ دَنَا الْحَجَّاجُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَقَدْ لَحِقَ فُلانٌ بِالْحَجَّاجِ وَلَحِقَ فُلانٌ بِالْحَجَّاجِ فَقَالَ ... فَرَّتْ سَلامَانُ وَفَرَّتِ النَّمِرْ ... وَقَدْ نُلاقَى مَعَهُمْ فَلا نَفِرُّ ... فَقُلْتُ لَهُ قَدْ أُخِذَتْ دَارُ فُلانٍ وَدَارُ فُلانٍ فَقَالَ

عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه نحو هـ

.. اصْبِرْ عِصَامُ إِنَّهُ شَرُّ بَاقٍ ... قَدْ سَكَّ أَصْحَابُكَ ضَرْبَ الأَعْنَاقِ وَقَامَتِ الْحَرْبُ بِنَا عَلَى سَاقِ ... فَعَرِفْتُ أَنَّهُ لَا يُسَلِّمْ نَفْسَهُ فَغَاظَنِي فَقُلْتُ إِنَّهُمْ وَاللَّهِ إِنْ يَأْخُذُوكَ يُقَطِّعُوكَ إِرْبًا إِرْبًا فَقَالَ ... وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... على أَي جنب كَانَ لله مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ ... فَعَرِفْتِ أَنَّهُ لَا يُمكن من نَفسه عبد الله بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوَ 33 هـ قَدْ ذَكَرْنَا عَنهُ فِيمَا تَقَدَّمَ أَنَّهُ أُسِرَ فَلَمَّا أَرَادُوا قَتْلَهُ بَكَى وَقَالَ إِنَّمَا أَبْكِي إِذْ لَيْسَ لِي إِلا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ يُفْعَلُ بِهَا هَذَا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لِي أَنْفُسٌ بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرَةٍ فِيَّ ثُمَّ يُفْعَلُ بِي هَذَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 10 ق هـ 93 هـ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بن عبد الملك قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ شَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَحَضَرَهُ الْمَمَاتُ فَجَعَلَ يَقُولُ لَقِّنُونِي لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى قُبِضَ رَحِمَهُ اللَّهُ

ذكر ما روي من الثبات عند الممات عن التابعين ومن بعدهم

ذِكْرُ مَا رُوِيَ مِنَ الثَّبَاتِ عِنْدَ الْمَمَاتِ عَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ بعدهمْ عَلْقَمَة بن قيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 62 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أخبرنَا مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَيَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنِ الأَشْعَثِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ قَالَ لَا تَنْعُونِي كَنَعْيِ الْجَاهِلِيَّةِ وَلا تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ وَلا تَتَّبِعَنِي امْرَأَةٌ وَلا تُتْبِعُونِي بِنَارٍ وَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَكُونَ آخِرُ كَلامِي لَا إِلَه إِلَّا الله فَفَعَلُوا

عمرو بن عتبة رحمة الله عليه

عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ رَحِمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن مَالك قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عُمَيْر عَن عبد الرحمن بْنِ زَيْدٍ قَالَ خَرَجْنَا فِي جَيْشٍ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ جَدِيدَةٌ بَيْضَاءُ فَقَالَ مَا أَحْسَنُ الدَّمُّ يَتَحَدَّرُ عَلَى هَذِهِ فَخَرَجَ فَتَعَرَّضَ لِلْقَصْرِ فَأَصَابَهُ حَجَرٌ فَشَجَّهُ فَتَحَدَّرَ عَلَيْهَا الدَّم ثمَّ مَاتَ مِنْهَا وَلَمَّا أَصَابَهُ الْحَجَرُ فَشَجَّهُ جَعَلَ يَلْمِسُهَا بِيَدِهِ وَيَقُولُ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُبَارِكُ فِي الصَّغِيرِ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ 21 110 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبد الباقي قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أخبرنَا ابْن عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَثْنَى قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن دَاوُود أَبُو الرَّبِيعِ قَالَ حَدَّثَنَا

محمد بن سيرين رحمة الله عليه هـ

بَقِيَّةُ عَنْ أَبَّانَ بْنِ مُحَبَّرٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَخَلَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا زَوِّدْنَا مِنْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِنَّ قَالَ إِنِّي مُزَوِّدُكُمْ ثَلاثَ كَلِمَاتٍ ثُمَّ قُومُوا وَدَعُونِي لِمَا تَوَجَّهْتُ لَهُ مَا نُهِيتُمْ عَنْهُ مِنْ أَمْرٍ فَكُونُوا مِنْ أَتْرَكِ النَّاسِ لَهُ وَمَا أُمِرْتُمْ بِهِ مِنْ مَعْرُوفٍ فَكُونُوا مِنْ أَعْمَلِ النَّاسِ بِهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ خُطَاكُمْ خُطْوَةٌ لَكُمْ وَخُطْوَةٌ عَلَيْكُمْ فَانْظُرُوا أَيْنَ تَغْدُونَ وَأَيْنَ تَرُوحُونَ وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ كَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ يُغْمَى عَلَيْهِ ثُمِّ يَفِيقُ وَيَقُولُ صَبْرًا وَاحْتِسَابًا وَتَسْلِيمًا لأَمْرِ اللَّهِ حَتَّى قُبِضَ رَحِمَهُ اللَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ 33 110 هـ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ

الربيع بن خيثم رحمة الله عليه

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى أَنه حَدِيث عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ يَقُولُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نَفْسِي أَعَزُّ الأَنْفُسِ عَلَيَّ الرّبيع بن خَيْثَم رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَان قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الرحمن ابْن مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَرِيَّةَ الرَّبِيعِ قَالَتْ لَمَّا احْتُضِرَ الرَّبِيعُ بَكَتِ ابْنَتُهُ فَقَالَ يَا بُنَيَّةَ لَا تَبْكِي وَلَكِنْ قُولِي يَا بُشْرَى الْيَوْمَ لَقِيَ أَبِي الْخَيْرَ مطرف بن عبد الله رَحِمَهُ اللَّهُ 87 هـ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ

مجاهد بن جبر رحمه الله هـ أو نحو ذلك

أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بن الْمسيب عَن عبد الله بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ قَالَ مُطَرِّفُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ اللَّهُمَّ خَيْرٌ لِي فِي الَّذِي قَضَيْتَهُ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُ إِلَى قَبْرِهِ فَخَتَمَ فِيهِ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 21 104 هـ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرَدَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ قَالَ مَاتَ مُجَاهِدٌ وَهُوَ سَاجِدٌ

سعيد بن جبير رحمة الله عليه هـ

سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ 45 95 هـ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي صقر قَالَ حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مَطِيفٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن الْمُقْرِئ قَالَ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ ذَكْوَانَ أَنَّ الْحَجَّاجَ بَعَثَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَأَصَابَهُ الرَّسُولُ بِمَكَّةَ فَلَمَّا سَارَ بِهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ رَآهُ يَصُومُ نَهَارَهُ وَيَقُومُ لَيْلَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَنِّي ذَاهِبٌ بِكَ إِلَى مَنْ يَقْتُلُكَ فَاذْهَبْ أَيَّ الطَّرِيقِ شِئْتَ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ إِنَّهُ سَيَبْلُغُ الْحَجَّاجُ أَنَّكَ قَدْ أَخَذْتَنِي فَإِنْ خَلَّيْتَ عَنِّي خِفْتُ أَنْ يَقْتُلَكَ وَلَكِنِ اذْهَبْ بِي إِلَيْهِ فَذَهَبَ بِهِ فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ مَا اسْمُكَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ شَقِيٌّ بْنُ كُسَيْرٍ فَقَالَ أَمِّي سَمَّتْنِي قَالَ شَقِيتَ قَالَ الْغَيْبُ يَعْلَمُهُ غَيْرُكَ قَالَ الْحَجَّاجُ أَمَا وَاللَّهِ لأُبْدِلَنَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ نَارًا تَلَظَّى قَالَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ إِلَيْكَ مَا اتَّخَذْتُ إِلَهًا غَيْرَكَ فَسَأَلَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ إِلَى أَنْ قَالَ بُتَّ فِي عِلْمِكَ قَالَ إِذًا أَسُوءُكَ وَلا أَسُرُّكَ قَالَ بُتَّ قَالَ نَعَمْ ظَهَرَ مِنْكَ جَوْرٌ فِي حَدِّ اللَّهِ وَجُرْأَةٌ عَلَى مَعَاصِيهِ بِقَتْلِكَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ قَالَ وَاللَّهِ

حيوة بن شريح أبو زيد التجيبي رحمه الله هـ

لأُقَطِّعَنَّكَ قِطَعًا قَالَ إِذًا تُفْسِدُ عَلَيَّ دُنْيَايَ وَأُفْسِدُ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ وَالْقِصَاصُ أَمَامَكَ قَالَ الْوَيْلُ لَكَ قَالَ الْوَيْلُ لِمَنْ زُحْزِحَ عَنِ الْجَنَّةِ وَأُدْخِلَ النَّارَ قَالَ اذْهَبُوا بِهِ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ قَالَ سَعِيدٌ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ لِيُقْتَلَ تَبَسَّمَ فَقَالَ الْحَجَّاجُ مِمَّ ضَحِكْتَ قَالَ مِنْ جُرْأَتِكَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ أَضْجِعُوهُ لِلذَّبْحِ فَأُضْجِعَ فَقَالَ {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} فَقَالَ اقْلِبُوا ظَهْرَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَقَرَأَ سَعِيدٌ {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله} فَقَالَ كُبُّوهُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَرَأَ سَعِيدٌ {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نخرجكم تَارَة أُخْرَى} فَذُبِحَ فَبَلَغَ ذَلِكَ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيَّ فَقَالَ اللَّهُمَّ يَا قَاصِمَ الْجَبَابِرَةِ اقْصِمِ الْحَجَّاجَ فَمَا بَقِيَ إِلا ثَلاثًا حَتَّى وَقَعَ الدُّودُ فِي جَوْفِهِ فَمَاتَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَبُو زَيْدٍ التَّجِيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 158 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيُّ عَن أبي عبد الله بْنِ بَطَّةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الآجِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ بْنُ كُرْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا الْمَرْوَزِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بْنَ أَبِي عَوْنٍ يَقُولُ

محمد بن المنكدر رحمه الله هـ

حَدثنَا أَبُو عبد الله الْبَصْرِيّ قَالَ حَدثنَا مُحرز بْنُ يَسَارٍ الْيَشْكُرِيُّ قَالَ لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَوْنٍ مِصْرَ وَاسْتَوْلَى عَلَى الْبَلَدِ أَرْسَلَ إِلَى حَيْوَةَ بْنِ شُرِيحٍ فَجَاءَ فَقَالَ إِنَّا مَعْشَرَ الْمُلُوكِ لَا نُعْصَى فَمَنْ عصانا قَتَلْنَاهُ قد وليتك الْقُضَاة قَالَ أوَامِر أَهْلِي قَالَ اذْهَبْ فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَغَسَلَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ وَنَالَ شَيْئًا مِنَ الطِّيبِ وَلَبِسَ أَنْظَفَ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنَ الثِّيَابِ ثُمَّ جَاءَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ مَنْ جَعَلَ السَّحَرَةَ أَوْلَى بِمَا قَالُوا مِنَّا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضِ فَلَسْتُ أَتَوَلَّى لَكَ شَيْئًا قَالَ فَأَذِنَ لَهُ فَرَجَعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ رَحِمَهُ اللَّهُ 54 130 هـ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيّ قَالَ أخبرنَا عبد الله بن جَعْفَر ابْن دُرُسْتُوَيْهَ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ أَتَى صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ فِي الْمَوْت فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله كَأَنِّي أَرَاكَ قَدْ شَقَّ عَلَيْكَ الْمَوْتُ فَمَا زَالَ يُهَوِّنُ عَلَيْهِ

صفوان بن سليم رحمه الله هـ

الأَمْرَ وَيَنْجَلِي عَنْ مُحَمَّدٍ حَتَّى لَكَأَنَّ وَجْهَهُ الْمَصَابِيحُ ثُمَّ قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ لَوْ تَرَى مَا أَنَا فِيهِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ ثُمَّ قَضَى رَحِمَهُ اللَّهُ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 60 132 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الباقي بْنِ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ قَالَ قَالَ لِيَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي نَسْأَلُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَهُوَ فِي مُصَلاهُ فَمَا زَالَ بِهِ أَبِي حَتَّى رَدَّهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَخْبَرَتْنِي مَوْلاتُهُ أَنَّ سَاعَةَ خَرجْتُمْ مَاتَ

خيثمة بن عبد الرحمن رحمه الله

خَيْثَمَة بن عبد الرحمن رَحِمَهُ اللَّهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن مَالك قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي خَلادُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن خَيْثَم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الضَّبِّيِّ قَالَ لَمْ نَكُنْ نَدْرِي كَيْفَ يَقْرَأُ خَيْثَمَةُ الْقُرْآنَ حَتَّى مَرِضَ فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ فَجَلَسَتْ تَبْكِي فَقَالَ مَا يبكيك الْمَوْت لَا بُد مِنْهُ فَقَالَتْ الرِّجَالُ بَعْدَكَ عَلَيَّ حَرَامٌ فَقَالَ مَا كُلَّ هَذَا أَرَدْتُ مِنْكِ إِنَّمَا كُنْتُ أَخَافُ رَجُلا وَاحِدًا وَهُوَ أَخِي مُحَمَّدٌ وَهُوَ رَجُلٌ فَاسِقٌ يَتَنَاوَلُ الشَّرَابَ فَكَرِهْتُ أَنْ يَشْرَبَ فِي بَيْتِيَ الشَّرَابَ بَعْدَ إِذِ الْقُرْآنُ يُتْلَى فِيهِ فِي كُلِّ ثَلاثٍ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 112 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ

زبيد اليامي رحمه الله هـ

أخبرنَا أَحْمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ مَالك قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ نَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو كَعْبٍ شَفَاكَ اللَّهُ فَقَالَ اسْتَخِيرَ اللَّهَ قَالَ الأَشَجُّ وَحَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسٍ عَنْ لَيْثٍ قَالَ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَن طاووسا كَانَ يَكْرَهُ الأَنِينَ فَمَا سُمِعَ طَلْحَةُ يَئِنُّ حَتَّى مَاتَ زُبَيْدٌ الْيَامِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 122 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ مَالِكٍ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْمُحَارِبِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ

رجل من الصدر الأول

دَخَلْنَا عَلَى زُبَيْدٍ نَعُودُهُ فَقُلْنَا شَفَاكَ اللَّهُ فَقَالَ اسْتَخِيرَ اللَّهَ رَجْلٌ مِنَ الصَّدْرِ الأَوَّلِ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُود بْنُ الْمُحَبِّرِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ احْتُضِرَ رَجُلٌ مِنَ الصَّدْرِ الأَوَّلِ فَقَالَ لابْنِهِ اقْعُدْ عِنْدَ رَأْسِي فَلَقِّنِّي لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ بِهَا أَرْجُو نَجَاةَ نَفْسِي لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ قَضَى مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ رَحِمَهُ الله 123 هـ أخبرنَا عبد الملك بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُمَيْرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد الفاصي قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرَوَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا الْعُتْبِيُّ قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله مَوْلَى الثَّقِيفِيِينَ قَالَ

ثابت البناني رحمه الله هـ

دَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ وَهُوَ يَقْضِي فَقَالَ يَا إِخْوَتَاهُ هَبُونِي وَإِيَّاكُمْ سَأَلْنَا اللَّهَ الرَّجْعَةَ وَأَعْطَاكُمُوهَا وَمَنَعَنِيهَا فَلا تَخْسَرُوا أَنْفَسَكُمْ ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 41 127 هـ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عبد القادر بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَالك قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ قَالَ ذَهَبْتُ أُلَقِّنُ أَبِي وَهُوَ فِي الْمَوْت فَقلت يَا أَبَة قَلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ يَا بُنَيَّ خَلِّ عَنِّي فَإِنِّي فِي وِرْدِيَ السَّادِسِ أَوِ السَّابِعِ

مالك بن دينار رحمه الله هـ

مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 131 هـ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمَالِكِيُّ قَالَ سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنَا عِمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ أَنَّ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لَوْلا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَصْنَعَ مَا لَمْ يَصْنَعْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي لأَوْصَيْتِ أَهْلِي إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ يُقَيِّدُونِي وَيَجْمَعُوا يَدِي إِلَى عُنُقِي فَيَنْطَلِقُوا بِي عَلَى تِلْكَ الْحَالَةِ حَتَّى أُدْفَنُ كَمَا يُصْنَعُ بِالْعَبْدِ الآبِقِ وَقَالَ غَيْرُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَإِذَا سَأَلَنِي رَبِّي فَقَالَ قَلْتُ أَيْ رَبِّ لَمْ أُرْضِ نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ قَطُّ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَزْمٌ قَالَ

سليمان التيمي رحمه الله هـ

دَخَلْنَا عَلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ يُكَابِدُ بِنَفْسِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا لِبَطْنٍ وَلا لِفَرْجٍ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 334 431 هـ أَخْبَرَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِر وَابْن عبد الباقي قَالا أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ بْنُ جَبَلَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعت سوار بن عبد الله قَالَ سَمِعْتُ الْمُعْتَمِرَ يَقُولُ قَالَ لِي أَبِي حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ يَا بُنَيَّ حَدِّثْنِي بِالرُّخْصِ لَعَلِّي أَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى وَأَنَا حَسَنُ الظَّن بِهِ

عون بن عبد الله رحمه الله نحو

عون بن عبد الله رَحِمَهُ اللَّهُ نَحْوَ 115 أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا بَكَّارٌ قَالَ كَانَ ابْنُ عَوْنٍ فِي مَرَضِهِ أَصْبَرُ مِنْ أَنْتَ وَمَا رَأَيْتُهُ يَشْكُو شَيْئًا مِنْ عِلَّتِهِ حَتَّى مَاتَ عمر بن عبد العزيز رَحِمَهُ اللَّهُ 61 101 هـ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ قَالَ أَخْبَرَنَا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أخبرنَا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ صَفْوَانَ حَدَّثَهُمْ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدثنَا هِشَام بن

عبد الله الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ لَمَّا ثَقُلَ عُمَرُ بن عبد العزيز دُعِيَ لَهُ طَبِيبٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ أَرَى الرَّجُلَ قَدْ سُقِيَ السُّمَّ وَلا آمَنُ عَلَيْهِ الْمَوْتَ فَرَفَعَ عُمَرُ بَصَرَهُ فَقَالَ وَلَا يَأْمَن الْمَوْتُ عَلَى مَنْ لَمْ يُسْقَ السُّمَّ قَالَ الطَّبِيبُ هَلْ أَحْسَسْتَ بِذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ نَعَمْ قَدْ عَرَفْتُ حِينَ وَقَعَ فِي بَطْنِي قَالَ فَتَعَالَجْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَذْهَبَ نَفْسُكَ فَقَالَ رَبِّي خَيْرُ مَذْهُوبٍ إِلَيْهِ وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ شِفَائِي عِنْدَ شَحْمَةِ أُذُنِي مَا رَفَعْتُ يَدِي إِلَى أُذُنِي فَتَنَاوَلْتُهُ اللَّهُمَّ خُرْ لِعُمَرَ فِي لِقَائِكَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلا أَيَّامًا حَتَّى مَاتَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن الحاصي قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بن عبد الله بْنِ جَامِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْحِرَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ عَوْنٍ الرَّقِّيُّ عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانَ قَالَ لَمَّا احْتُضِرَ عمر بن عبد العزيز قَالَ اخْرُجُوا عَنِّي فَلا يَبْقَى أَحَدٌ فَخَرَجُوا فَقَعَدُوا عَلَى الْبَابِ فَسَمِعُوهُ يَقُولُ مَرْحَبًا بِهَذِهِ الْوُجُوهِ لَيْسَتْ بِوُجُوهِ إِنْسٍ وَلا جَانٍّ ثُمَّ قَالَ {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتقين} ثُمَّ هُدِيَ الصَّوْتُ فَقَالَ مَسْلَمَةُ لِفَاطِمَةَ قَدْ قُبِضَ صَاحِبُكِ فَوَجَدُوهُ قَدْ قُبِضَ وَغُمِّضَ وَسُوِّيَ

حسان بن أبي سنان رضي الله عنه هـ

حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 60 180 هـ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عبد الجبار قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ أخنى سُمَيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ الْخَوَّاصُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْرُوقٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدثنَا حَاتِم بن سُلَيْمَان قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ قرهل قَالَ دَخَلْنَا عَلَى حَسَّانَ بْنِ أَبِي سِنَانَ وَقَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ إِخْوَانِهِ أَتَجِدُ كَرْبًا شَدِيدًا فَبَكَى ثُمَّ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَسْلُوا عَنْ كَرْبِ الْمَوْتِ وَأَلَمِهِ لِمَا يَرْجُونَ مِنَ السُّرُورِ فِي لِقَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجل أَبُو بكر بن عبد الله بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ رَحِمَهُ الله أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الباقي بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَعِيمٍ الْحَافِظُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ

مالك بن أنس رحمة الله عليه هـ

قَالَ حَدثنَا عبد الصمد بْنُ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ يَقُولُ سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ عبدربه يَقُولُ عُدْتُ أَبَا بَكْرٍ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ وَهُوَ فِي النَّزْعِ فَقُلْتُ لَهُ رَحِمَكَ اللَّهُ لَوْ جَرَعْتَ جَرْعَةَ مَاءٍ فَقَالَ بِيَدِهِ لَا ثُمَّ جَاءَ اللَّيْلُ فَقَالَ أُذِّنَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَطَرْنَا فِي فَمِهِ قَطْرَةَ مَاءٍ ثُمَّ مَاتَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ 93 179 هـ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الباقي الْبَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ حَيَّوَيْهَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ الْجَلابُ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ اشْتَكَى مَالِكٌ أَيَّامًا يَسِيرَةً فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَهْلِنَا عَمَّا قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ قَالَ تَشَهَّدْ ثُمَّ قَالَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بعد عبد الله بن عبد العزيز الْعُمَرِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ 118 184 هـ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَذَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ

علي بن صالح رحمه الله هـ

الْبَنَّاءِ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الزَّهْرِيُّ قَالَ قَالَ عبد الله بن عبد العزيز الْعُمَرِيُّ عِنْدَ مَوْتِهِ بِنِعْمَةِ رَبِّي أُحَدِّثُ أَنِّي لَمْ أُصْبِحْ أَمْلِكُ إِلَّا سَبْعَة دَرَاهِم من لجاء شَجَرٍ فَتَلْتُهُ بِيَدِي وَبِنِعْمَةِ رَبِّي أُحَدِّثُ لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا أَصْبَحَتْ تَحْتَ قَدَمِي لَا يَمْنَعُنِي مِنْ أَخْذِهَا إِلا أَنْ أُزِيلَ قَدَمِي عَنْهَا مَا أَزَلْتُهَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 154 هـ أَخْبَرَنَا المحدثان ابْن عبد الملك وَابْنُ نَاصِرٍ قَالا أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ قُرِئ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ بْنِ شَاذَانَ أَنَّ

عبد الله بن ادريس رحمه الله هـ

أَحْمَدَ بْنَ كَامِلٍ الْقَاضِيَّ أَخْبَرَهُمْ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْأنْصَارِيّ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ حَيٍّ قَالَ لِي أَخِي عَلِيٌّ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا اسْقِنِي مَاء وَكُنْتُ قَائِمًا أُصَلِّي فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاتِي أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَقُلْتُ يَا أَخِي هَذَا مَاءٌ قَالَ قَدْ شَرِبْتُ السَّاعَةَ قُلْتُ وَمَنْ سَقَاكَ وَلَيْسَ فِي الْغُرْفَةِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ قَالَ أَتَانِي جِبْرِيلُ السَّاعَةَ بِمَاءٍ فَسَقَانِي وَقَالَ لِي أَنْتَ وَأَخُوكَ وَأَبُوكَ مِنَ {الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} وَخرجت روحه عبد الله بْنُ إِدْرِيسَ رَحِمَهُ اللَّهُ 120 192 هـ أخبرنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ عُمَرَ الْحَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يُوسُفَ الْجُعْفِيُّ قَالَ سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ عَمْرٍو

أبو بكر بن عياش رحمه الله هـ

الْعَنْقَرِيَّ قَالَ لَمَّا نَزَلَ بِابْنِ إِدْرِيسَ الْمَوْتُ بَكَتِ ابْنَتُهُ فَقَالَ لَا تَبْكِي فَقَدْ خَتَمْتُ الْقُرْآنَ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَرْبَعَةَ آلافِ خَتْمَةٍ أَبُو بَكْرٍ بْنُ عَيَّاشٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 193 هـ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن أَحْمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحِمَّانِيَّ يَقُولُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ بْنَ عَيَّاشٍ الْوَفَاةُ بَكَتْ أُخْتُهُ فَقَالَ لَا تَبْكِ انْظُرِي إِلَى تِلْكَ الْخَزَانَةِ أَوِ الزَّاوِيَةِ الَّتِي فِي الْبَيْتِ قَدْ خَتَمَ أَخُوكِ فِي هَذِهِ الزَّاوِيَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفٍ خَتْمَةٍ

معروف الكرخي رحمه الله هـ

مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 200 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ مُقْسَمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ شُجَاعٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الزَّجَّاجَ يَقُولُ قُلْتُ لِمَعْرُوفٍ الْكَرْخِيِّ فِي عِلَّتِهِ أَوْصِ فَقَالَ

عبد الله بن مرزوق الزاهد رحمه الله

إِذَا مِتُّ فَتَصَدَّقُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا عُرْيَانًا كَمَا دَخَلْتُ إِلَيْهَا عُريَانا عبد الله بْنُ مَرْزُوقٍ الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ صَفْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدثنَا عبد الله بْنُ السَّرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي سَلامَةُ بن عبد الله بن مَرْزُوق قَالَ قَالَ عبد الله بْنُ مَرْزُوقٍ فِي مَرَضِهِ يَا سَلامَةُ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةَ قُلْتُ مَا هِيَ قَالَ تَحْمِلَنِي فَتَطْرَحُنِي عَلَى تِلْكَ الْمَزْبَلَةِ لَعَلِّي أَمُوتُ عَلَيْهَا فَيَرَى مَكَانِي فَيَرْحَمُنِي عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ 118 181 هـ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَعِيمٍ

آدم بن أبي إياس العسقلاني رحمه الله هـ

الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ الْكَلْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَأَقْبَلَ نُصَيْرٌ يَقُولُ لَهُ يَا أَبَا عبد الرحمن قَلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ يَا نُصَيْرُ قَدْ تَرَى مَقْدِرَةَ الْكَلامِ فَإِذَا سَمِعْتَنِي قَدْ قُلْتُهَا فَلا تُرَدِّدْهَا حَتَّى تَسْمَعَنِي قَدْ أَحْدَثْتُ بَعْدَهَا كَلامًا فَإِنَّمَا كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَكُونَ آخِرُ كَلامِ الْعَبْدِ ذَلِكَ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 221 هـ أخبرنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ

أحمد بن حنبل رحمه الله هـ

قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الواحد قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَعْدِلُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ قَالَ لَمَّا حَضَرَتْ آدَمُ بْنُ إِيَاسٍ الْوَفَاةُ خَتَمَ الْقُرْآنَ وَهُوَ مُسَجَّى ثُمَّ قَالَ بِحُبِّي لَكَ إِلا رَفَقْتَ بِي فِي هَذَا الْمَصْرَعِ كُنْتُ أُؤَمِّلُكَ لِهَذَا الْيَوْمِ كُنْتُ أَرْجُوكَ ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ قَضَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ رَحِمَهُ اللَّهُ 164 241 هـ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أخبرنَا عبد القادر بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن عبد العزيز بن مردك قَالَ حَدثنَا عبد الرحمن بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَالح بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا

أَبُو بَكْرٍ الأَحْوَلُ أَبِي فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله إِنْ عُرِضْتَ عَلَى السَّيْفِ تُجِيبْ قَالَ لَا قَالَ صَالِحٌ وَقَالَ لِي أَبِي جِئْنِي بِالْكِتَابِ الَّذِي فِيهِ حَدِيثُ ابْنِ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الأَنِينَ فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَئِنَّ إِلا فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الملك بْنِ خَيْرُونٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَعْدِلُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بْنُ شَاذَانَ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ عَمْرَوَيْهَ وَيُعْرَفُ بِابْنِ عَلَمٍ قَالَ سَمِعت عبد الله بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ يَقُولُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبِي الْوَفَاةُ جَلَسْتُ عِنْدَهُ وَبِيَدِي الْخِرْقَةَ لأَشُدَّ بِهَا لِحْيَيْهِ فَجَعَلَ يَعْرَقُ ثُمَّ يُفِيقُ ثُمَّ يَفْتَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا لَا بَعْدُ فَفَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَثَانِيَةً فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَة قلت لَهُ يَا أَبَة أَيَّ شَيْءٍ هَذَا قَدْ لَهَجْتَ بِهِ فِي هَذَا الْوَقْتِ تَعْرَقُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ قُبِضْتَ ثُمَّ تَعُودُ فَتَقُولُ لَا لَا بَعْدُ فَقَالَ لِي يَا بُنَيَّ مَا تَدْرِي قُلْتُ لَا قَالَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ قَائِمٌ حِذَائِيِ عَاضٌّ عَلَى أَنَامِلِهِ يَقُولُ لِي يَا أَحْمَدُ فُتَّنِي فَأَقُولُ لَهُ لَا بَعْدُ حَتَّى أَمُوتَ

أبو زرعة الرازي رحمه الله هـ

أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِي رَحِمَهُ اللَّهُ 200 264 هـ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَالَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ شَاذَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ التُّسْتُرِيَّ يَقُولُ حَضَرْنَا أَبَا زُرْعَةَ وَكَانَ فِي السَّوْقِ وَعِنْدَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْمُنْذر شَاذَانَ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَذَكَرُوا حَدِيثَ التَّلْقِينِ وَقَوْلَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَاسْتَحْيَوْا مِنْ أَبِي زُرْعَةَ وَهَابُوا أَنْ يُلَقِّنُوهُ فَقَالُوا تَعَالُوا نَذْكُرُ الْحَدِيثَ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحٍ وَلَمْ يُجَاوِزْ وَالْبَاقُونَ سُكُوتٌ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَهُوَ فِي السَّوْقِ حَدَّثَنَا بُنْدَارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ حَدثنَا عبد الحميد بن جَعْفَر عَن صَالح عَن أَبِي عُرَيْبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ

محمد بن أسلم الطوسي رحمة الله عليه هـ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الطُّوسِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ 242 هـ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا خَالِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ أخبرنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ خَادِمُ ابْنُ أَسْلَمَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعَةِ أَيَّامٍ فَقَالَ تَعَالَ أُبَشِّرُكَ بِمَا صَنَعَ اللَّهُ بِأَخِيكَ مِنَ الْخَيْرِ قَدْ نَزَلَ بِيَ الْمَوْتُ وَقَدْ مَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيَّ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي دِرْهَمٌ يُحَاسِبُنِي عَلَيْهِ أَغْلِقِ الْبَابَ وَلا تَأْذَنْ لأَحَدٍ عَلَيَّ حَتَّى أَمُوتَ وَاعْلَمْ أَنِّي أَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا وَلَيْسَ أَدَعُ مِيرَاثًا غَيْرَ كِسَائِي وَلِبَدِي وَإِنَائِي الَّذِي أَتَوَضَّأُ فِيهِ وَكُتُبِي هَذِهِ وَكَانَتْ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا نَحْوَ ثَلاثِينَ دِرْهَمًا

ذو النون المصري رحمه الله هـ

فَقَالَ هَذِهِ لابْنِي أَهْدَاهُ لَهُ قَرِيبٌ لَهُ وَلا أَعْلَمُ شَيْئًا أَحَلَّ لِي مِنْهُ لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنْتَ وَمَالِكَ لأَبِيكَ فَكَفِّنُونِي فِيهَا فَإِذَا أَصَبْتُمْ لِي بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ مَا يَسْتُرُ عَوْرَتِي فَلا تَشْتَرُوا بِخَمْسَةَ عَشْرَ وَابْسُطُوا عَلَى جِنَازَتِي لِبَدِي وَغَطُّوا عَلَيْهَا بِكِسَائِي وَتَصَدَّقُوا بِإِنَائِي أَعْطُوهُ مِسْكِينًا يَتَوَضَّأُ فِيهِ ثُمَّ مَاتَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 157 245 هـ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدثنَا عبد العزيز بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جَهْضَمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ

مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي قَالَ حَدَّثَنِي يُوسُف بن الْحُسَيْن قَالَ فَتْحُ بْنُ شُخْرُفٍ دَخَلْتُ عَلَى ذِي النُّونِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقُلْتُ كَيْفَ تَجِدُكَ فَقَالَ ... أَمُوتُ وَمَا مَاتَتْ إِلَيْكَ صَبَابَتِي ... وَلا رُوِيَتْ مِنْ صِدْقِ حُبِّكَ أَوْطَارِي مُنَايَ الْمُنَى كُلُّ الْمُنَى أَنْتَ لِي مُنَى ... وَأَنْتَ الْغِنى كُلُّ الْغِنَى عِنْدَ إِقْتَارِي وَأَنْتَ مَدَى سُؤْلِي وَغَايَةُ رَغْبَتِي ... وَمَوْضِعُ آمَالِي وَمَكْنُونُ إِضْمَارِي تَحَمَّلَ قَلْبِي فِيكَ مَالا أَبُثُّهُ ... وَإِنْ طَالَ سُقْمِي فِيكَ أَوْ طَالَ إِضْرَارِي وَبَيْنَ ضُلُوعِي مِنْك مَالا أَبُثُّهُ ... وَلَمْ أُبْدِ بَادِيَةً لأَهْلٍ وَلا جَارِ سَرَائِرُ لَا تَخْفَى عَلَيْكَ خَفِيُّهَا ... وَإِنْ لَمْ أَبُحْ حَتَّى التَّنَادِي بِأَسْرَارِي فَهَبْ لِي نَسِيمًا مِنْكَ أَحْيَا بِرُوحِهِ ... وَجُدْ لِي بِيُسْرٍ مِنْكَ يَطْرُدُ إِعْسَارِي ...

.. أَنَرْتَ الْهُدَى لِلْمُهْتَدِينَ وَلَمْ يَكُنْ ... مِنَ الْعِلْمِ فِي أَيْدِيهِمُ عُشْرَ مِعْشَارِ وَعَلَّمْتَهُمْ عِلْمًا فَبَاتُوا بِنُورِهِ ... وَبَانَ لَهُمْ مِنْهُ مَعَالِمُ أَسْرَارِ مُعَايَنَةً لِلْغَيْبِ حَتَّى كَأَنَّهَا ... لِمَا غَابَ عَنْهَا مِنْهُ حَاضِرَةَ الدَّارِ فَأَبْصَارُهُمْ مَحْجُوبَةٌ وَقُلُوبُهُمْ ... تَرَاكَ بِأَوْهَامٍ حَدِيدَاتُ أَبْصَارِ أَلَسْتَ دَلِيلُ الْمَرْءِ إِنْ هُمْ تَحَيَّرُوا ... وَعِصْمَةُ مَنْ أَمْسَى عَلَى جُرُفٍ هَارِ ... قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ شُخْرُفٍ فَلَمَّا ثَقُلَ قُلْتُ لَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ فَأَنْشَأَ يَقُول ... وَمَالِي سوى الإطراق وَالصَّمْتُ حِيلَةٌ ... وَوَضْعِي عَلَى خَدِّي يَدِي عِنْدَ تِذْكَارِي وَإِنْ طَرَقَتَنِي عَبْرَةٌ بَعْدَ عَبْرَةٍ ... تَجَرَّعْتُهَا حَتَّى إِذَا عِيلَ تِصْبَارِي أَفَضْتُ دُمُوعًا جَمَّةً مُسْتَهِلَّةً ... أُطْفِئُ بِهَا حَرًّا تَضَمَّنَ أَسْرَارِي وَلَسْتُ أُبَالِي فَائِتًا بَعْدَ فَائِتٍ ... إِذَا كُنْتَ فِي الدَّارَيْنِ يَا وَاحِدِي جَارِي ...

أبو نواس رحمه الله هـ

أَبُو نُوَاسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 146 198 هـ أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْدِلُ قَالَ أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْبَراء قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُدْرِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ

كَانَ أَبُو نُوَاسُ لِي صَدِيقًا فَمَاتَ فَرَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ قَالَ غَفَرَ لِي بِأَبْيَاتٍ قُلْتُهَا هِيَ تَحْتَ الْوِسَادَةِ فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ فَإِذَا رُقْعَةٌ فِيهَا شِعْرٌ مَكْتُوبٌ وَهُوَ ... يَا رَبِّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً ... فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ إِنْ كَانَ لَا يَرْجُوكَ إِلا مُحْسِنٌ ... فَمَنِ الَّذِي يَدْعُو وَيَرْجُو الْمُجْرِمُ أَدْعُوكَ رَبِّ كَمَا أَمَرْتَ تَضَرُّعًا ... فَإِذَا رَدَدْتَ يَدِي فَمن ذَا يرحم مَالِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلا الرَّجَا ... وَجَمِيلُ عَفْوِكَ ثُمَّ إِنِّي مُسْلِمُ ... الْحَسَنُ الغلاس رَحِمَهُ اللَّهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِر قَالَ أخبرنَا عبد القادر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ أخبرنَا عبيد الله بن عبد الرحمن الزَّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ نَعِيمِ بْنِ الْهَيْضَمِ قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ الأَمْرُ بِحَسَنِ الغلاس طلب مَاء فَشَرِبَ وَقَالَ لَقَدْ أَعْطَانِي مَا يَتَنَافَسُ فِيهِ الْمُتَنَافِسُونَ

ابراهيم بن هانئ رحمه الله

إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئ رَحِمَهُ اللَّهُ أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ حَضَرْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هَانِئ يَوْمَ وَفَاتِهِ فَدَعَا ابْنَهُ إِسْحَاقَ فَقَالَ هَلْ غَرُبَتِ الشَّمْسُ قَالَ لَا ثُمَّ قَالَ يَا أَبَتِ قَدْ رُخِّصَ لَكَ فِي الإِفْطَارِ فِي الْفَرْضِ وَأَنْتَ مُتَطَوِّعٌ قَالَ أَمْهِلْ ثُمَّ قَالَ لِمِثْلِ هَذَا فليعمل الْعَامِلُونَ الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 297 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَعِيمٍ أَحْمد بن عبد الله قَالَ سَمِعت عبد المنعم بْنَ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنِ الأَعْرَابِيِّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْعَطَّارَ يَقُولَ حَضَرْتُ الْجُنَيْدَ عِنْدَ الْمَوْتِ فِي جَمَاعَةٍ لأَصْحَابِنَا فَكَانَ قَاعِدًا

عمر بن عثمان المكي رحمه الله هـ

يُصَلِّي وَيَثْنِي رِجْلَيْهِ كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى خَرَجَتِ الرُّوحُ مِنْ رِجْلِهِ فَثَقُلَ عَلَيْهِ حَرَكَتُهَا فَمَدَّ رِجْلَيْهِ وَقَدْ تَوَرَّمَتَا فَرَآهُ بَعْضُ أَصْدِقَائِهِ فَقَالَ مَا هَذَا يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَالَ هَذِهِ نِعَمٌ اللَّهُ أَكْبَرُ فَلَمَّا فَرِغَ مِنْ صَلاتِهِ قَالَ لَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَرِيرِيُّ لَوِ اضْطَجَعْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَذَا وَقْتٌ يُؤْخَذُ مِنْهُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ حَالُهُ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَكِّيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 297 هـ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ظَفْرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أخبرنَا عبد العزيز بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جَهْضَمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْمَكِّيِّ فِي عِلَّتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا فَقُلْتُ لَهُ كَيْفُ تَجِدُكَ قَالَ أَجِدُ سِرِّي وَاقِفًا مِثْلَ الْمَاءِ لَا يَخْتَارُ النُّقْلَةَ وَلا الْمُقَامَ

أحمد بن خضرويه البلخي رحمه الله هـ

أَحْمَدُ بْنُ خِضْرَوَيْهَ الْبَلْخِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 145 240 هـ أَخْبَرَنَا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِر وَابْن عبد الباقي قَالا أَخْبَرَنَا حَمَدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ مَنْصُورَ بن عبد الله يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ يَقُولُ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ خِضْرَوَيْهَ وَهُوَ فِي النَّزْعِ فَسَأَلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ يَا بُنَيَّ بَابٌ كُنْتُ أَدُقُّهُ مُنْذُ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً هُوَ ذَا يُفْتَحُ لِيَ السَّاعَةَ وَلا أَدْرِي أَتُفْتَحُ لِي بِالسَّعَادَةِ أَمْ بِالشَّقَاوَةِ وَأَنَّي لِي بِالْجَوَابِ وَكَانَ قَدْ رَكِبَهُ مِنَ الدَّيْنِ سَبْعُمِائَةُ دِينَارٍ وَحَضَرَهُ غُرَمَاؤُهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ جَعَلْتَ الرُّهُونَ وَثِيقَةً فَأَدِّ عَنِّي قَالَ فَدَقَّ دَاقُّ الْبَابِ وَقَالَ أَهَذِهِ دَارُ أَحْمَدَ بْنِ خِضْرَوَيْهَ فَقَالُوا نَعَمْ قَالَ فَأَيْنَ غُرَمَاؤُهُ قَالَ فَخَرَجُوا فَقَضَى عَنْهُ ثُمَّ خَرَجَتْ رُوحُهُ

خير النساج رحمه الله هـ

خَيْرٌ النَّسَّاجُ رَحِمَهُ اللَّهُ 202 322 هـ أخبرنَا عبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نَعِيمٍ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيِّ بْنِ هَارُونَ الْحَرْبِيَّ يَحْكِي عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِمَّنْ حَضَرَ مَوْتَ خَيْرٍ النَّسَّاجِ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ غُشِيَ عَلَيْهِ عِنْدَ صَلاةِ الْمَغْرِبِ ثُمَّ أَفَاقَ وَنَظَرَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ وَقَالَ قِفْ عَافَاكَ اللَّهُ فَإِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ مَأْمُورٌ وَأَنَا عَبْدٌ مَأْمُور وَمَا أمرت بِهِ لايفوتك وَمَا أُمرْتُ بِهِ يَفُوتُنِي فَدَعْنِي أَمْضِي لِمَا أُمِرْتُ بِهِ وَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ ثُمَّ صَلَّى ثُمَّ تَمَدَّدَ وَغَمَّضَ عَيْنَيْهِ وَتَشَهَّدَ فَمَاتَ فَرَآهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لَهُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ قَالَ لَا تَسْأَلْ عَنْ هَذَا وَلَكِنِ اسْتَرَحْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ

ابراهيم الخواص رحمه الله هـ

إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ رَحِمَهُ اللَّهُ 291 هـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خلف قَالَ حَدثنَا أَبُو عبد الرحمن السُّلَمِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عبد الله الرَّازِيَّ مَرِضَ إِبْرَاهِيمُ الْخوَّاصُ بِالرَّيِّ فِي الْجَامِعِ وَكَانَ بِهِ عِلَّةُ الْقِيَامِ فَكَانَ إِذَا قَامَ يَدْخُلُ الْمَاءَ وَيَغْتَسِلُ وَيَعُودُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فَدَخَلَ مَرَّةً الْمَاءَ لِيَغْتَسِلَ فَخَرَجَتْ رُوحُهُ وَهُوَ فِي وَسَطِ الْمَاءِ

يوسف بن الحسين الرازي رحمه الله هـ

يُوسُفُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 304 هـ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُحْتَسِبُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ حَمْكَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عبد الله الْخَنْقَابَاذِي يَقُولُ حَضَرْنَا يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ الرَّازِيَّ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا يَعْقُوبَ قُلْ شَيْئًا فَقَالَ اللَّهُمَّ نَصَحْتُ خَلْقَكَ ظَاهِرًا وَغَشَشْتُ نَفْسِي بَاطِنًا فَهَب لي غشي لِنَفْسِي لِنُصْحِي لِخَلْقِكَ ثُمَّ خَرَجَتْ رُوحُهُ

أبو بكر الشبلي هـ

أَبُو بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ 247 334 هـ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ أخبرنَا عبد الكريم بْنُ هَوَازِنٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجِسْتَانِيَّ يَقُول سَمِعت عبد الله بْنَ عَلِيٍّ التَّمِيمِيَّ يَقُولُ سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ نُصِيرٍ بَكْرَانَ الدَّيْنَوْرِيَّ وَكَانَ يَخْدِمُ الشِّبْلِيَّ مَا الَّذِي رَأَيْتَ مِنْهُ عِنْدَ وَفَاتِهِ فَقَالَ قَالَ عَلَيَّ دِرْهَمٌ مَظْلَمَةٌ قَدْ تَصَدَّقْتُ عَنْ صَاحِبِهِ بِأُلُوفٍ فَمَا عَلَى قَلْبِي شُغْلٌ أَعْظَمُ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ وَضِّئْنِي لِلصَّلاةِ فَفَعَلْتُ فَنَسِيتُ تَخْلِيلَ لِحْيَتِهِ وَقَدْ أَمْسَكَ عَلَى لِسَانِهِ فَقَبَضَ عَلَى يَدِي وَأَدْخَلَهَا فِي لِحْيَتِهِ ثُمَّ مَاتَ فَبَكَى جَعْفَرٌ وَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ لَمْ يَفُتْهُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ أَدَبٌ مِنْ آدَابِ الشَّرِيعَةِ

علي بن بابويه الصوفي رحمه الله هـ

أَنْبَأَنَا ابْنُ نَاصِرٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بن عبد الجبار عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ السُّوسَنْجِرْدِيَّ يَقُولُ قَالَتْ أُخْتُ الشِّبْلِيِّ كَانَ أَخِي يُنْزَعُ وَأَنَا عِنْدَ رَأْسِهِ فَقُلْتُ يَا خَلِيُّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ إِنَّ سُلْطَانَ حُبِّهِ قَالَ لَا أَقْبَلُ الرِّشَا ثُمَّ مَاتَ عَلِيُّ بْنُ بَابَوَيْهَ الصُّوفِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 317 هـ لَمَّا هَجَمَ أَبُو طَاهِرٍ الْقُرْمُطِيُّ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثُلْثِمِائَةِ عَلَى الْحَاجِّ بِمَكَّةَ دَخَلَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ فَقَتَلَ الْحَاجَّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفِي فِجَاجِ مَكَّةَ وَفِي الْبَيْتِ قَتْلا ذَرِيعًا وَكَانَ النَّاسُ يَطُوفُونَ فَيُقْتَلُونَ وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ بَابَوَيْهَ يَطُوفُ فَمَا قَطَعَ الطَّوَافَ فَضَرَبُوهُ بِالسُّيُوفِ فَلَمَّا وَقَعَ أَنْشَدَ ... تَرَى الْمُحِبَّينَ صَرْعَى فِي دِيَارِهُمُ ... كَفِتْيَةِ الْكَهْفِ لَا يَدْرُونَ كم لَبِثُوا ... عبد الصمد الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ 397 هـ قَالَ أَبُو الْوَفَاءِ بْنُ عَقِيلٍ وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ عبد الصمد

أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء رحمه الله هـ

حَضَرْتُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ وَهُوَ يَقُولُ يَا سَيِّدِي لِلْيَوْمِ خَبَّأْتُكَ وَلِهَذِهِ السَّاعَةِ اقْتَنَيْتُكَ حَقِّقْ حُسْنَ ظَنِّي فِيكَ أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَّاءِ رَحِمَهُ اللَّهُ 380 458 هـ انْتَهَى إِلَيْهِ مَذْهَبُ أَحْمَدَ وَكَانَ مُتَعَبِّدًا حَسَنُ السُّمْعَةِ فَلَمَّا احْتُضِرَ غَزَلَ أَكْفَانَ نَفْسِهِ وَأَوْصَى أَنْ لَا يُكَفَّنُ بِغَيْرِهَا وَلا يُخْرَقُ عَلَيْهِ ثَوْبٌ وَلا يَقْعُدُ أَبُو حَكِيمٍ الْخَبْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 476 هـ حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ بْنُ نَاصِرٍ عَنْ جَدِّهِ أَبِي حَكِيمٍ الْخَبْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا يَنْسَخُ فَوَقَعَ الْقَلَمُ مِنْ يَدِهِ وَقَالَ إِنْ كَانَ هَذَا مَوْتًا فَوَاللَّهِ إِنَّهُ مَوْتٌ طَيِّبٌ فَمَاتَ

أبو الخطاب الكلوذاني رحمه الله هـ

أَبُو الْخَطَّابِ الْكَلْوَذَانِي رَحِمَهُ اللَّهُ 432 510 هـ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ هُدْبَةَ الصَّوَّافُ قَالَ بِتُّ عِنْدَ أَبِي الْخَطَّابِ لَيْلَةَ مَوْتِهِ وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ بِالْمَوْتِ فَخَضَّبْتُهُ بِالْحِنَّاءِ وَمَاتَ أَبُو الْوَفَاءِ بْنُ عَقِيلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ 431 513 هـ حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ أَنَّهُ لَمَّا احْتُضِرَ بَكَى أَهْلُهُ فَقَالَ لَهُمْ لِي

أبو حامد الغزالي رحمه الله وقيل هـ

خَمْسُونَ سَنَةً أُوَقِّعُ عَنْهُ فَدَعُونِي أَتَهَنَّى لِمُقَابَلَتِهِ أَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ 450 وَقِيلَ 451 505 هـ قَالَ أَخْبَرَهُ أَحْمَدُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الاثْنَيْنِ وَقْتَ الصُّبْحِ تَوَضَّأَ أَخِي أَبُو حَامِدٍ وَصَلَّى وَقَالَ عَلَيَّ بِالْكَفَنِ فَأَخَذَهُ وَقَبَّلَهُ وَتَرَكَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ وَقَالَ سَمْعًا

أبو العباس بن الرطبي رحمه الله

وَطَاعَةً الدُّخُولُ عَلَى الْمَلِكِ ثُمَّ مَدَّ رِجْلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَمَاتَ قَبْلَ الإِسْفَارِ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الرُّطَبِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ حَكَى عَنْهُ رَفِيقُنَا ابْنُ شَبَانَةَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ مَوْتِهِ يُوصِي وَيَقُولُ افْعَلُوا كَذَا وَكَذَا وَصِيَّةَ مَنْ لَا يَكْتَرِبُ بِالْمَوْتِ وَلا يَغْتَمُّ بِهِ وَكَأَنَّهُ تَنَقَّلَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ أَبُو بَكْرٍ بْنُ حَبِيبٍ شَيْخُنَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ 469 530 هـ سَمِعَ الْحَدِيثَ وَتَفَقَّهَ وَكَانَ يُدَرِّسُ وَيَعِظُ وَكَانَ نِعْمَ الْمُؤَدِّبُ فَلَمَّا احْتُضِرَ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ أَوْصِنَا فَقَالَ أُوصِيكُمْ بِثَلاثٍ

بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمُرَاقَبَتِهِ فِي الْخَلْوَةِ وَاحْذَرُوا مَصْرَعِي هَذَا فَقَدْ عِشْتُ إِحْدَى وَسِتِّينَ سَنَةً وَمَا كَأَنِّي رَأَيْتُ الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ انْظُرْ هَلْ تَرَى جَبِينِي يَعْرَقُ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ هَذِهِ عَلامَةُ الْمُؤْمِنِ يُرِيدُ بِذَلِكَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَقَالَ ... هَا قَدْ مَدَدْتُ يَدِي إِلَيْكَ فَرُدَّهَا ... بِالْفَضْلِ لَا بِشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ ... عبد الوهاب الأَنْمَاطِيُّ شَيْخُنَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ 462 538 هـ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ وَقَدْ ضَنِيَ جِسْمُهُ وَهُوَ سَاكِنٌ صَابِرٌ فَقَالَ لِي إِنَّ اللَّهَ لَا يُتَّهَمُ فِي قَضَائِهِ

أبو الوقت عبد الأول شيخنا رحمه الله هـ

أَبُو الْوَقْت عبد الأول شَيْخُنَا رَحِمَهُ اللَّهُ 458 553 هـ كَانَ صَالِحًا كَثِيرَ الذِّكْرِ حَدَّثَنِي أَبُو عبد الله التكريتي لما احْتضرَ عبد الأول أَسْنَدْتُهُ إِلَيَّ فَكَانَ آخِرُ كَلِمَةٍ قَالَهَا {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكرمين}

أبو محمد ابن الخشاب رحمه الله هـ

أَبُو مُحَمَّد ابْن الْخَشَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ 492 567 هـ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ وَهُوَ سَاكِنٌ غَيْرُ مُنْزَعِجٍ فَقَالَ لِي عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ نَفْسِي

§1/1