الثالث والثلاثون من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي

أبو طاهر السِّلَفي

الْجُزْءُ الثَّالِثُ وَالثَّلاثُونَ مِنَ الْمَشْيَخَةِ الْبَغْدَادِيَّةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَوْنَكَ وَعَفْوَكَ يَا رَبِّ أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَخْمَسِ مِائَةٍ.

من فوائد أخي أبي جعفر الخلدي عن الحسن بن عبيد الله الأبزاري

مِنْ فَوَائِدِ أَخِي أَبِي جَعْفَرٍ الْخُلْدِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَبْزَارِيِّ

1 - قَالَ: أَخْبَرَنِي، مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَحْدِي فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَبْزَارِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ الْمَأْمُونِ فَسَمِعْتُهُ يُنَاظِرُ رَجُلا، فَقَالَ لَهُ: يَا مَثْبُورُ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ وَمَا مَثْبُورٌ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَوَلا تَدْرِي يَا إِبْرَاهِيمُ؟ حَدَّثَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنيِنَ الرَّشِيدُ، حَدَّثَنِي أمِيرُ الْمُؤْمِنيِنَ الْمَهْدِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْمَنْصُورِ وَهُوَ يُنَاظِرُ رَجُلا، فَقَالَ لَهُ: يَا مَثْبُورُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ وَلِمَا مَثْبُورٌ؟ فَقَالَ قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ: §" {وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} [الإسراء: 102] ، قَالَ: نَاقِصُ الْعَقْلِ " حَدَّثَنِي الْحَسَنُ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الرَّشِيدِ , فَقَالَ لَهُ رَجلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ، رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ لِي: وَمَا أَنْتَ وَذَاكَ يَا مَاصُّ بَظْرَ أُمِّهِ؟ قَالَ: فَقَالَ الرَّشِيدُ: لَقَدْ رَأَيْتَ الْحَجَّاجَ فَما كَانَ يَدَعُ صَرَامَتَهُ حُيًّا وَلا مَيِّتًا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، حَدَّثَنِي حَسَنٌ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَصَابَتْنَا أَيَّامَ الْمَهْدِيِّ رِيحٌ شَدِيدَةٌ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَظَنَنَّا أَنَّهَا سَتُورِدُنَا الْقِيَامَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَى الْمَهْدِيِّ وَهُوَ سَاجِدٌ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: «اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا تُشْمِتُ بِنَا أَعْدَاءنَا مِنَ الأُمَمِ، وَإِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ الْعَامَّةَ بِذَنْبِي فَهَذِهِ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ» مِنْ فَوَائِدِ أَبِي الْحَسَنِ الْفَصِيحِيِّ النَّحْوِيِّ أَنْشَدَنَا الأَدِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَصِيحِيُّ الإِسْتِرَابَاذِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَقْطَعُ الأَنْبَارِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّهَامِيُّ، لِنَفْسِهِ: حَاذَكَ الْبَيْنُ حِينَ أَصْبَحَتَ بَدْرَا ... إِنَّ لِلْبَدْرِ فِي التَّنَقُّلِ عُذْرَا ارْحَلِي إِنْ أَرَدْتِ أَوْ فَأَقِيمِي ... عَظَّمَ اللَّهُ لِلْهَوَى فِيَّ أَجْرَا لا تَقُولِي لِقَاؤُنَا بَعْدَ عَشْرٍ ... بِسِتٍّ فَمَنْ يَعِشْ بَعْدَكِ عَشْرَا فَسِقَامُ الْجُفُونِ أَمْرَضَ قَلْبِي ... لَيْتَ أَنَّ الْجُفُونَ تَبْرَأَ فَأَبْرَا وأَنْشَدَنَا الأَدِيبُ لأَبِي نُوَاسٍ وَقَدْ وُجِدَ بَعْدَ مَوْتِهِ تَحْتَ الْوِسَادَةَ مَنْ أَنَا عِنْدَ اللَّهِ حَتَّى ... إِذَا أَذْنَبْتُ لا يَغْفِرُ لِي ذَنْبِي وَالْعَفْوُ يُرْجَى مِنْ بَنِي آدَمَ ... فَكَيْفَ لا أَرْجُوهُ مِنْ رَبِّي وأَنْشَدَنَا. . . . وَأَعِيشُ بِالْبَلَلِ. . . . لَوْ أَنَّهُ ... دَمْعٌ لَمَا رُوِيَتْ بِهِ الآمَاقُ وَيَزِيدُنِي عَدَمُ الدَّرَاهِمِ عِفَّةً ... وَعَلَى الدَّرَاهِمِ تُضْرَبُ. . . . . وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ النَّاسِ؟ قَالَ: الْحِزْبُ مِنْ دَبَّ وَدَرَجَ. فَقَالَ: إِنِّي أَكْذَبُ الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ. دَبَّ يَقَعُ عَلَى الأَحْيَاءِ، وَدَرَجَ يَقَعُ عَلَى الأَمْوَاتِ، النَّاسِبُونَ يَقُولُونَ: دَرَجَ كَانَ إِذَا مَاتَ وَلَمْ يُعَقِّبْ وَدَرَجَ الصَّبِيُّ إِذَا حَبَا عَلَى الأَرْضِ. وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِمُ الطِّمُّ وَالرِّمُّ؟ فَقَالَ: الطِّمُّ مَا يَمْلأُ الْوَهْدَةَ وَالْبِئْرَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَالرِّمُّ الْمُخُّ لأَنُّهُ يَمْلأُ جَوْفَ الْعَظْمِ. يُقَالُ: أَرْمَتِ الشَّاةُ إِذَا صَارَتْ ذَاتَ نِقْيٌ أَيْ مُخٌّ. يُقَالُ: طَمَمْتُ الْبِئْرَ إِذَا مَلأْتُهَا وَكَبَسْتُهَا بِالْقُشَاشِ وَالتُّرَابِ. وَسَمِعْتُهُ، وَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْمُتَفَقِّهَةِ: أَشْغَلَنِي الْفِقْهُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. فَقَالَ: لا قُلْ: يَشْغَلُنِي. قُلْ: شَغَلَنِي. فَقَالَ لَهُ: لا يَجُوزُ أَشْغَلَنِي. فَقَالَ: بَلْ لَغْيُهُ، وَلَكِنَّ الْفَصِيحَ: شَغَلَنِي، أَلَيْسَ اللَّهُ تَعَالَى، يَقُولُ: " {شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا} [الفتح: 11] ؟ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِ الْحَدِيثِ أَقْوَمَ بِاللُّغَةِ مِنْ أَبِي بَكْرِ ابْنِ الْخَاضِبَةِ

من فوائد القاضي أبي الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر البصري

مِنْ فَوَائِدِ الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَخْرٍ الْبَصْرِيِّ

2 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الأَجَلُّ الْعَدْلُ الأَوْحَدُ أَبُو الْفَضْلِ عَطِيَّةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ الطُّبُنِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ لاذْخَانَ، رَحِمَهُ اللَّهُ فِي دَارِهِ بِمَدِينَةِ السَّلامِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَطُبُنَةُ بَلَدٌ مِنْ بِلادِ الْمَغْرِبِ، فِيمَا سَأَلْتُهُ فحَدَّثَنِي قَالَ: أنا أَبُو مَعْشَرٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْمُقْرِئُ، بِمَكَّةَ نا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ، نا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمَنْذُرِ الْقَزَّازُ، نا يَزِيدُ بْنُ بَيَانٍ، نا أَبُو الرِّجَالِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِكِبَرِ سِنِّهِ إِلا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّهِ»

3 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصَّنْعَانِيُّ، نا جَدِّي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُلَيْبٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْحُذَاقِيُّ الْقَاضِي، قَالَ: قُلْنَا لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ: أَدْرَكْتُ هَمَّامَ بْنَ مُنَبِّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَدْرَكْتُهُ شَيْخًا فَانِيًا سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حِبًّا» . قَالَ الْحُذَافِيُّ، قَالَ: ابْنُ أَبِي الدغيسِ الأَنْمَارِيُّ، سَمِعَ عَبْدَ الرَّزَّاقِ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ

4 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْبَلْخِيِّ، نا شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الأُبَلِّيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ أَقَامَ فِي حَاجَةِ أِخِيهِ حَتَّى تُقْضَى عَلَى يَدِهِ، كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ عُمْرَ الدُّنْيَا صِيَامَ نَهَارِهَا وَقِيَامَ لَيْلِهَا»

من حديث الصاحب إسماعيل بن عباد الوزير

مِنْ حَدِيثِ الصَّاحِبِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبَّادٍ الْوَزِيرِ

5 - أَخْبَرَنَا الْكَيَّاءُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةِ، وَمَعِي سَعْدُ الْخَيْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَغْرِبِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ زَيْدُ بْنُ صَالِحٍ الْحَنِيفِيُّ الصَّالِحِيُ بِطُبْرِسْتَانَ،، قَالَ: أنا الصَّاحِبُ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ، إِمْلاءً، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَلِيلٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، نا عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ»

6 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اللُّنْبَانِيُّ الْعَبْدِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، شَيْخُنَا الَّذِي سَمِعْنَا مِنْهُ كَتَبَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمَرْوَزِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، نا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ غَدَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، وَبُورِكَ لَهُ فِي مَوَاشِهِ وَلَمْ يُنْتَقَصْ مِنْ رِزْقِهِ» . قَالَ السلفي: وأَخْبَرَنَا بهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ كَسُولٍ الرَّازِيِّ، أنا الصَّاحِبُ بْنُ عَبَّادٍ، يَعْنِي بهَذَا الْحَدِيثِ

7 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ اللُّنْبَانِيُّ، نا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: دَخَلَ سَابِقُ الْبَرْبَرِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: §عِظْنِي يَا سَابِقُ وَأَوْجِزْ فَأَنْشَدَهُ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى ... وَأَبْصَرْتَ بَعْدَ الْمَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لا تَكُونَ كَمِثْلِهِ وَأنَّكَ لَمْ تَرْصُدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا سَمِعْتُ الشَّيْخَ الإِمَامَ الأَجَلَّ شَمْسَ الإِسْلامِ عِمَادَ الدِّينِ تَاجَ الأُمَّةِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الطَّبَرِيَّ، أَدَامَ اللَّهُ عِزَّهُ لَفْظًا , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ زَيْدَ بْنَ صَالِحٍ الْحَنِيفِيَّ الصَّالِحِيَّ , يَقُولُ: لَمَّا عَزَمَ الصَّاحِبُ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبَّادٍ عَلِيَّ الإِمْلاءَ بِالرَّيِّ، وَكَانَ إِذْ ذَاكَ فِي وَزَارَتِهِ خَرَجَ يَوْمًا مُتَطَلِّمًا مُتَحَيِّكًا بِزِيِّ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: قَدْ عَلَمْتُمْ قِدَمِي فِي الْعِلْمِ؟ فَكُلٌّ أَقَرَّ لَهُ بِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ عَلَمْتُمْ أَنِّي مُلْتَبِسٌ بهَذَا الأَمْرِ الَّذِي أَنَا فِيهِ، وَجَمِيعُ مَا أَنْفَقْتُهُ مِنْ صِغَرِي إِلَى وَقْتِي هَذَا مِنْ مَالِ أَبِي وَجَدِّي، ثُمَّ مَعَ هَذَا كُلهُ لا أَخْلُوا مِنْ تَبِعَاتٍ أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي تَائِبٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَاتَّخَذَ لِنَفْسِهِ بَيْتًا وَسَمَّاهُ بَيْتَ التَّوْبَةِ، وَلَبثَ فِيهِ أُسْبُوعًا عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ أَخَذَ خُطُوطَ الْفُقَهَاءِ فَصَحَّتْ تَوْبَتُهُ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ فَقَعَدَ لِلإِمْلاءِ، وَحَضَرَ مِنَ النَّاسِ الْخَلْقُ الْكَثِيرُ إِلَى غَايَةٍ كَانَ الْمُسْتَمْلِيُّ الْوَاحِدُ لا يَقُومُ بِالإِمْلاءِ حَتَّى انْضَافَ إِلَيْهِ سِتَّةٌ كُلٌّ يُبَلِّغُ صَاحِبَهُ، فَكَانَ الأَوَّلُ ابْنَ الزَّعْفَرَانِيِّ الْحَنَفِيَّ، وَكَانَ إِذْ ذَاكَ رَئِيسَهُمْ، فَمَا بَقِيَ فِي الْمَجْلِسِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلا وَقَدْ كَتَبَهُ حَتَّى كَتَبَهُ الْقَاضِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ وَهُوَ الإِسْتَرَابَاذِيُّ عَنْهُ وَهُوَ إِذْ ذَاكَ قَاضِي الْقُضَاةِ بِالرَّيِّ

من فوائد القاضي أبي العلاء الواسطي

مِنْ فَوَائِدِ الْقَاضِي أَبِي الْعَلاءِ الْوَاسِطِيِّ

8 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلانِيُّ، بِقِرَاءَتِيِ، قَالَ: أنبأنا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا حَامِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْحُلْوَانِيُّ، نا حَبِيبُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ زُرَارَةَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«مَنْ خَافَ اللَّهَ أَخَافَ اللَّهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ أَخَافَهُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»

9 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ سَعِيدٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: هَذَا كِتَابُ جَدِّي فَقَرَأْتُ فِيهِ، نا دَاوُدُ بْنُ نُمَيْرٍ الطَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: §«يَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسِ مِائَةٍ عَامٍ»

10 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَبْهَرِيُّ الْمَالِكِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَخُو سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: §" جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ " حَدَّثَنَا الإِمَامُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَشٍ الْمُقْرِئُ الدَّيْنَوَرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حِمْدَانَ بْنِ وَهْبٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالا: نا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «لَيْسَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا أَكْلُ الْغَلِيظِ وَلِبْسُ الْعَبَاءِ، إِنَّمَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الأَمَلِ»

من فوائد محمد بن مرزوق الزعفراني

مِنْ فَوَائِدِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ الزَّعْفَرَانِيِّ سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، بِبَغْدَادَ يَقُولُ: كَانَ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ الْحَافِظُ، يَقُولُ: الْمُنَاوَلَةُ بِمَنْزِلَةِ السَّمَاعِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى التَّمِيمِيَّ، يَقُولُ: كَانَ الشَّيْخُ أَبُو نَصْرٍ الْحَافِظُ السِّجْزِيُّ يُخْرِجُ أُصُولَهُ وَيُعَلِّمُ لِي بِظُفْرِهِ عَلَى كُلِّ حَدِيثٍ حَسَنٍ إِمَّا صَحِيحٍ أَوْ غَرِيبٍ، وَيَقُولُ لِي: اكْتُبْ وَبَيِّضْ مَوْضِعَ الْكَلامِ عَلَيْهِ. فَكُنْتُ أَكْتُبُ وَأُبَيِّضُ، وَأَمُرُّ إِلَيْهِ فَيَذْكُرُ لِي الْكَلامَ عَلَى كُلِّ حَدِيثٍ مِنْ حِفْظِهِ بِقَدْرِ الْمُبَيَّضِ

حديث واحد عن الكياء الطبري

حَدِيثٌ وَاحِدٌ عَنِ الْكَيَّاءِ الطَّبَرِيِّ

11 - حَدَّثَنَا الْكَيَّاءُ، مِنْ حِفْظِهِ وَلَفْظِهِ أَثْنَاءَ الدَّرْسِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو الْمَعَالِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الْجُوَيْنِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، نا الإِمَامُ وَالِدِي أَبُو مُحَمَّدٍ، نا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، نا الشَّافِعِيُّ، نا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«الْمُتَبَايِعَانِ كُلٌّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ بِالْخِيَارِ، مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلا بَيْعَ الْخِيَارِ»

بيتا سعد من رواية المؤتمن الساجي

بَيْتَا سَعْدٍ مِنْ رِوَايَةِ الْمُؤْتَمَنِ السَّاجِيِّ أَنْشَدَنَا الْحَافِظُ أَبُو نَصْرٍ الْمُؤْتَمَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السَّاجِيِّ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ العَاصِمِيُّ الْفَرَضِيُّ، أَنْشَدَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخُوَارِزْمِيُّ الْخَرُورِيُّ، لِنَفْسِهِ: هَذَا هِلالُ الْفِطْرِ حَالِي حَالُهُ ... وَالنَّاسُ فِي مَلْهًى لَدَيْهِ وَمَلْعَبِ هُوَ فِي الْهَوَاءِ شَبِيهُ جِسْمِي فِي الْهَوَى ... وَلَهُمْ بِهِ كَمْسَرَةِ الْوَاشِينَ بِي قَالَ عَاصِمٌ: كَتَبَهَا عَنِّي الأَمِيرُ أَبُو نَصْرِ بْنُ مَاكُولا الْحَافِظُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ

12 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الطُّرَيْثِيثِيُّ، مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُكْبَرِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ الْفَرَضِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْخَوَّاصُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ دِينَارٍ السِّخْتِيَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ الأَنْطَاكِيُّ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §«جَلَدَ صُبَيْغًا التَّمِيمِيَّ عَنْ مَسْأَلِتِهِ عَنْ حُرُوفِ الْقُرْآنِ، حَتَّى اضْطَرَبَتِ الدِّمَاءُ فِي ظَهْرِهِ»

من حديث ابن رزين عن شيوخه

مِنْ حَدِيثِ ابْنِ رَزِينٍ عَنْ شُيُوخِهِ

13 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيثِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنا أَبُو ذِرٍّ عَبْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِكِيُّ الْهَرَوِيُّ الْحَافِظُ، بِمَكَّةَ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ حَسَّانَ الْمَالِينِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، نا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رُزَيْنٍ الْبَاسَانِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَسَدٍ الْبُوشَنْجِيُّ، وأَبُو الْحُسَيْنِ الْحَنَفِيُّ، وعَلِي بْنُ خَشْرَمٍ قَالُوا كُلُّهُمْ: حَدَّثَنَا إِلا عَلِي بْنُ خَشْرَمٍ، فَإِنَّهُ قَالَ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَلَمْ يَرْفَعْ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ» سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ السِّينَانِيَّ يَذُمُّ الأَعْمَشَ يَقُولُ: بذخواء بوذكور بوذ دروزز بوذ وَلَكِنْ كَانَ أمِيرُ الْمُؤْمِنيِنَ فِي الْحَدِيثِ قَالَ السِّلَفِيُّ: تَفْسِيرُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ: كَذَّابًا أَعْمَى، وَيَعْنِي بِكَذِبِهِ، مَا يَرْجِعُ إِلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِوَعْدِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعِدُهُمْ بِأَنْ يُحَدِّثَهُمْ ثُمَّ يُخْلِفَ، وَإِلا فَهُوَ أَصْدَقُ النَّاسِ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنيِنَ فِي الْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ بَعْدَ هَذِهِ الْعُيُوبِ كُلِّهَا

14 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلانِيُّ، بِبَلْخَ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي تَوْبَةَ النَّمِرِيُّ، حَدَّثَنِي خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِذَا دَهَنَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِحَاجِبَيْهِ، فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالصُّدَاعِ» . أَوْ قَالَ: «يَنْفَعُ فِي الصُّدَاعِ»

15 - حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، نا بَقِيَّةُ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ §الْقَمْلَةِ فِي الصَّلاةِ قَالَ: «حَدُّهَا بثَلاثِينَ وَاقْتُلَهَا بِسَبْعِينَ»

16 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنِ حَبِيبٍ الْعُرْيَانِيُّ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا الزُّبَيْدِيُّ سَعِيدٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَرْقَاءَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: §«السِّحَاقُ زِنَا النِّسَاءِ بَيْنَهُنَّ»

17 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُقْرِئُ، نا النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَكَانَ وَاللَّهِ مُرْجِئًا، ونا أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §«لَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ»

18 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورَ الْمَكِّيُّ، نا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ إِلا أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ لَكُمْ فِيهِ الْمَنْطِقَ، فَمَنْ نَطَقَ فَلا يَنْطِقْ إِلا بِخَيْرٍ»

19 - سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ حَبِيبٍ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ أَبُو خَالِدٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: مَنْ قَدَّمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحَدًا فَقَدْ أَزْرَى عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُوُفِّيَ وَهُوَ عَنْهُمَا رَاضٍ. وَذَكَرَ السِّلَفِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ جَمَاعَةً سَمِعُوا الْجُزْءَ الَّذِي انْتُخِبَ مِنْهُ هَذِهِ الأَحَادِيثُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الطُّرَيْثِيثِيِّ: مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّحَبِيُّ أَبُو طَاهِرٍ، وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ كَادِشٍ، بِقِرَاءَتِهِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ، بِقِرَاءَتِهِ، وَجَمَاعَةٌ ذَكَرَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: فَأَنَا أَشُكُّ فِي سَمَاعِ الشَّيْخِ لأَنَّ تَرْجَمَةَ الْجُزْءِ حَدَّثَنَا مِنْ أَوَّلِهِ وَصُورَةُ التَّسْمِيعِ بِخَطِّ أَبِي عَلِيٍّ الْكَرْمَانِيِّ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ نَقَلَهُ مِنْ أَصْلٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ ضَعِيفًا جِدًّا غَيْرَ عَارِفٍ بِطَرَائِقِ الْمُحَدِّثِينَ، وَلا يُعَوَّلُ عَلَى قَوْلِهِ وَنَقْلِهِ الْبَتَّةَ. . . . . . . عَلَيْهِ وَعَلَى الشَّيْخِ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى السَّلامَةَ، وَكُنْتُ قَدْ أَخَذْتُ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ هَذَا قَرِيبًا عِشْرِينَ. . . فَمَا كَانَ فِيهَا جُزْءٌ كَانَ فِيهِ سَمَاعُهُ صَحِيحًا، فَرَدَدْتُهَا عَلَيْهِ وَمَضَيْتُ إِلَى دَارِهِ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ أَجْزَاءً فَأَخَذْتُ غَيْرَ جُزْءٍ، وَكَانَ سَمَاعُهُ مِنْهُ صَحِيحًا وَكَتَبْتُ مِنْهُ أَحَادِيثَ، وَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ يُحِبُّنِي وَيُكْرِمُنِي وَيَسْأَلُنِي أَنْ أُقَابِلَ مَعَهُ مَا أَكْتُبُهُ، وَكَانَ مُتَقَدِّمًا فِي التَّصَوُّفِ وَسَمِعَ مِنِّي أَحَادِيثَ وَحِكَايَاتٍ، وَكُنْتُ فِي دَعْوَتِهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَحَكَى لِي حِكَايَاتٍ فَكَتَبْتُهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ فِي الأَصْلِ، مِنْهَا عَنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ بِالإِسْنَادِ، قَالَ: إِذَا زُرْتَ أَخَاكَ وَلَمْ تَأْخُذْ شَيْئًا فَكَأَنَّمَا زُرْتَ قَبْرًا، وَمِنْهَا قَالَ تَتَكَلَّمُ وَبَيْنَ يَدَيْكَ الطَّعَامُ أَلا يَفُوتُكَ نِعَمٌ فَإِنَّهَا مُضْغَةٌ. وَكَانَ حَسَنَ الْعِشْرَةِ، وَسَمِعَ بِالطَّعَامِ كَثِيرًا، وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَكَتَبْتُ عَنْهُ بِخَطِّ سَمَاعِهِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ بِخَطِّ غَيْرِهِ، فَأَمَّا مَا كَانَ بِخَطِّهِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ آخِرُهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا

§1/1