الثالث عشر من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي

أبو طاهر السِّلَفي

الْجُزْءُ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الْمَشْيَخَةِ الْبَغْدَادِيَّةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ نَسْتَعِينُ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سِلَفَةَ الأَصْبَهَانِيُّ، نَزِيلُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْهَا، فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْخَلالِ الْحَافِظِ

إذا أتى على أمتي مائة وثمانون سنة، فقد حلت لهم العزلة والعزبة والتزهد على رءوس

1 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ، فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، مَعَ جَمِيعِ كِتَابِ الْعُزْلَةِ لِلْخَلالِ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسِنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسِنِ الْخَلالُ، نا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ النُّعْمَانِ، نا عَلانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، نا أَبُو يَحْيَى سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«إِذَا أَتَى عَلَى أُمَّتِي مِائَةٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً، فَقَدْ حَلَّتْ لَهُمُ الْعُزْلَةُ وَالْعُزْبَةُ وَالتَّزَهُّدُ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ»

2 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ، يَقُولُ: تَفَقَّهْ ثُمَّ اعْتَزِلْ

3 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، كُنْتُ مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ لِي سُفْيَانُ: وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ لَقَدْ حَلَّتِ الْعُزْلَةُ

إن أول العيب على المرء جلوسه في بيته

4 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا الْحَسِنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: §«إِنَّ أَوَّلَ الْعَيْبِ عَلَى الْمَرْءِ جُلُوسُهُ فِي بَيْتِهِ»

5 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الْعَابِدِ، قَالَ: قُلْتُ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: أَوْصِنِي، قَالَ: صُمِ الدُّنْيَا وَاجْعَلْ إِفْطَارَكَ الْمَوْتَ، وَفِرَّ مِنَ الدُّنْيَا كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ

6 - نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَاعِدٍ، قَالَ: كَانَتِ الرَّاحَةُ قَبْلَ الْيَوْمِ فِي لِقَاءِ الإِخْوَانِ، وَإِنَّمَا الرَّاحَةُ الْيَوْمَ فِي الْخُلْوَةِ مِنْ فَوَائِدَ الشَّيْخِ أَبِي الْحَسِنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ الزَّعْفَرَانِيِّ.

إذا مضى شطر الليل أو ثلث الليل أمر مناديا فنادى: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل يعطى

7 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسِنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي الْمَدْرَسِةِ النِّظَامِيَّةِ بِبَغْدَادَ، فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، نا الشَّرِيفُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُهْتَدِي رَاهِبُ بَنِي الْعَبَّاسِ فِي وَقْتِهِ، أنا أَبُو الْحَسِنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسِنِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ النَّاقِدُ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثُ اللَّيْلِ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ؟ "

8 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، فِي أَوَاخِرِ شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو الْحَسِنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عَوْنٍ الْخَلالُ، بِانْتِقَاءِ ابْنِ بُكَيْرٍ الصَّيْرَفِيِّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا أَبُو أَيُّوبَ الْخَاقَانِيُّ، نا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاَةَ أَنِ انْهَ مِنْ قِبَلِكَ عَنِ الْمِزَاحِ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الْمُرُوءَةَ وَيُوغِرُ الصَّدْرَ

9 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو هَمَّامٍ الشَّاشِيُّ، قَدِمَ حَاجًّا سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَاشِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ، يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ بِذَاكَ الطَّوِيلِ، وَلَكِنْ كَانَ فِي جِيرَانِهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: حُمَيْدٌ الْقَصِيرُ، فَقِيلَ: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ لِيُعْرَفَ مِنَ الآخَرِ

10 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا حَاشِدٌ، نا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا أَحْمَدُ بْنُ السَّمَيْدَعِ، نا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبِرَكِيُّ، نا أَبُو هِلالٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدِّثِ الْقَوْمَ مَا أَقْبَلُوا عَلَيْكَ بِوُجُوهِهِمْ، فَإِذَا أَلْفَتُوا فَاعْلَمْ أَنَّ لَهُمْ حَاجَاتٍ

11 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا حَاشِدٌ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلَ، قُلْتُ: مَا اسْمُ جَدِّكَ؟ قَالَ: لا أَدْرِي مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ

12 - قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي غَالِبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسِنِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَرْجِيِّ، فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسِنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسِنِ الْخَلالِ الْحَافِظِ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّدِيمُ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ تَدُلُّ عَلَى عُقُولِ أَرْبَابِهَا: الْهَدِيَّةُ، وَالْكِتَابُ، وَالرَّسُولُ. وَكَانَ يَقُولُ لِوَلَدِهِ: اكْتُبُوا أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُونَ، وَاحْفَظُوا أَحْسَنَ مَا تَكْتُبُونَ، وَتَحَدَّثُوا بِأَحْسَنِ مَا تَحْفَظُونَ

13 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ بَرْدَانَيْرُوذَ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ، يَقُولُ: إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا فَأَنْفِقْ فَإِنَّهَا لا تَفْنَى، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَأَنْفِقْ فَإِنَّهَا لا تَبْقَى

14 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ بَرْدَانَيْرُوذُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: مَا أَكْرَمَ فُلانًا لَوْ كَانَ لَهُ أَصْلٌ، فَقَالَ: هُوَ أَصْلٌ

15 - حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، نا يَمُوتُ بْنُ الْمُزْرِعِ، نا الْجَاحِظُ، قَالَ: دَخَلَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ، عَلَى أَبِيهِ جَعْفَرٍ وَهُوَ يَبْنِي دَارَهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ دَارَكَ قَمِيصُكَ فَأَوْسِعْهُ

16 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: وَقَعَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ فِي رُقْعَةِ رَجُلٍ مَلِيحِ الْخَطِّ رَدِيءِ الْكَلامِ، فَقَالَ: الْخَطُّ جِسْمٌ رُوحُهُ الْبَلاغَةُ، وَلا يُنْتَفَعُ بِجِسْمٍ لا رُوحَ لَهُ

17 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو يُوسُفَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدِيُّ، نا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يُحَدِّثَ كُلَّ قَوْمٍ مَا تَحْتَمِلُهُ قُلُوبُهُمْ وَعُقُولُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ شَاذَانَ وَفَوَائِدِهِ

18 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَكَرِيَّا الصُّوفِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلانِيُّ، نا أَبُو الطَّيِّبِ الْمُؤَدِّبُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَمَّادٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: قُلْتُ لِمَعْرُوفٍ الْكَرْخِيِّ: يَا أَبَا مَحْفُوظٍ إِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا ثَقِيلا، فَقَالَ: أُعَلِمُّكَ شَيْئًا يَقْضِي اللَّهُ بِهِ دَيْنَكَ، تَقُولُ فِي كُلِّ سَحَرٍ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا، قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَمَّادٍ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَقَضَى اللَّهُ دَيْنِي وَرَزَقَنَا خَيْرًا كَثِيرًا، فَمَضَيْتُ إِلَى مَعْرُوفٍ، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قُلْتُ الَّذِي قُلْتَ لِي وَقَضَى اللَّهُ دَيْنِي وَرُزِقْتُ خَيْرًا كَثِيرًا، فَقَالَ لِي مَعْرُوفٌ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ دِرْهَمُ الْخَيْرِ. قَالَ أَبُو الطَّيِّبِّ الْمُؤَدِّبُ أَيْضًا: أَصَابَنِي دَيْنٌ فَقُلْتُهُنَّ، فَقَضَى اللَّهُ دَيْنِي. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَأَصَابَنِي وَاللَّهِ دَيْنٌ، فَقُلْتُهُنَّ فَقَضَى اللَّهُ كُلَّ دَيْنِي مِنْ فَوَائِدِ أَبِي الْغَنَائِمِ بْنِ الْفَرَّاءِ

من انهمك على أكل الطين فقد أعان على قتل نفسه

19 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو الْحَسِنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَّاءِ الْمُقْرِئُ الْبَصْرِيُّ الرَّبَعِيُّ، بِالْقُدْسِ، أنا أَبُو الْحَسِنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَهْضَمٍ الْهَمْدَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا مَرْوَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«مَنِ انْهَمَكَ عَلَى أَكْلِ الطِّينِ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ»

20 - قَالَ أَنْشَدَنِي ابْنُ جَهْضَمٍ، أَنْشَدَنِي بَعْضُ إِخْوَانِي مِنَ الْفُقَرَاءِ الْمِصْرِيِّينَ الْمُجَاوِرِينَ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِبَعْضِهِمْ: لا تُحْسِنِ الظَّنَّ بِذِي خَلَّةٍ ... فَالْخَيْرُ فِي النَّاسِ قَلِيلٌ قَلِيلُ لَمْ يَبْقَ مَنْ يُنْصَفُ فِي وُدِّهِ ... وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

21 - سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسِنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّافِعِيُّ، بِمَكَّةَ، حَرَسَهَا اللَّهُ، فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أُسْتَاذَنَا الْفَقِيهَ أَبَا الْحُسَيْنِ الأَرْدُبِيلِيُّ، بِبَغْدَادَ، فِي مَسْجِدِ ابْنِ الْمَرْزُبَانِ، يَقُولُ: اجْتَمَعَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ الْحَافِظُ وَجَمَاعَةٌ مِنْ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ فِي مَسْجِدٍ يَتَذَاكَرُونَ، فَدَخَلَ شَابٌّ يَدُلُّ بِحِفْظٍ فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَهُمْ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثُمَّ قَالَ: يَا بَنِيَّ تَأَدَّبُوا، ثُمَّ تَعَلَّمُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ تَأْلَمُ مِنْ سُوءِ الأَدَبِ كَمَا يَأْلَمُ الْبَدَنُ مِنْ مَضِيضِ الأَلَمِ

لن تهلك الرعية وإن كانت ظالمة مسيئة، إذا كانت الولاة هادية مهدية، ولكن تهلك الرعية وإن

22 - سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْخَضِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَالِسِيُّ، يَقُولُ: قَالَ لَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بُرَيْهٍ الرَّقِّيُّ، بِحَلَبَ، وَنَحْنُ نَدْرُسُ عَلَيْهِ الْفَرَائِضَ وَالْحِسَابَ وَغَيْرَ ذَلِكَ: الْعِلْمُ أَشَدُّ الْمَعْشُوقِينَ دَلالا، لا يُعْطِيكَ بَعْضُهُ حَتَّى تُعْطِيَهُ كُلَّكَ، وَأَنْتَ إِذَا أَعْطَيْتَهُ كُلَّكَ عَلَى غَرَرٍ مِنْ إِعْطَائِهِ لَكَ الْبَعْضَ حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الثِّقَةُ أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِشْدِينِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ رِشْدِينٍ، فِي مَنْزِلِهِ بِمِصْرَ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ الصَّفَّارُ الْحِمْصِيُّ، إِمْلاءً، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، بِحِمْصَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْتِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ أَبُو عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَنْ تُهْلَكَ الرَّعِيَّةُ وَإِنْ كَانَتْ ظَالِمَةً مُسِيئَةً، إِذَا كَانَتِ الْوُلاةُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً، وَلَكِنْ تُهْلَكُ الرَّعِيَّةُ وَإِنْ كَانَتْ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً، إِذَا كَانَتِ الْوُلاةُ ظَالِمَةً مُسِيئَةً»

من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشرا، كان

24 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ رِشْدِينٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الْحِمْصِيُّ، نا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ، نا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، نا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرًا، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ "

25 - حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ رِشْدِينٍ، نا أَبُو بَكْرٍ الْحِمْصِيُّ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلاعِيُّ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبيلوسِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ، قَالَ: قَالَ الرَّشِيدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: مَا أَنْبَلُ الْمَرَاتِبِ؟ قُلْتُ: مَا أَنْتَ فِيهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَتَعْرِفُ أَجَلَّ مِنِّي؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: لَكِنِّي أَعْرِفُهُ رَجُلا فِي حَلْقَةٍ، يَقُولُ: نا فُلانٌ، عَنْ فُلانٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قُلْتُ: هَذَا خَيْرٌ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَيْلُكَ هَذَا خَيْرٌ مِنِّي لأَنَّ اسْمَهُ مَقْرُونٌ بِاسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَمُوتُ أَبَدًا، نَحْنُ نَمُوتُ وَنَفْنَى وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ

كيف تقول إذا أردت أن تنام؟ قال: أقول: اللهم باسمك وضعت جنبي فاغفر لي ذنبي، قال رسول الله

26 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَسِنِ الطَّحَّانُ، بِمِصْرَ، أنا الْحَسِنُ بْنُ رَشِيقٍ الْعَسْكَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ الْوَكِيعِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ السَّكَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ بْنِ خَالِدٍ الأَفْرِيقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، وَبِهِ يُعْرَفُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، §كَيْفَ تَقُولُ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنَامَ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ» إِلَى هَاهُنَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْفَرَّاءِ عَنْ شُيُوخِهِ وَمِنْ فَوَائِدِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الأَخْضَرِ الدَّاوُدِيُّ

توضأ في طست، فأخذته فصببته في منزلنا. قال أبو بكر: كتب عني أبي ثلاثة أحاديث هذا أحدها،

27 - سَمِعْتُ الشَّيْخَ الإِمَامَ أَبَا مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ الزَّاهِدُ الْحَنْبَلِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جَامِعِ الْقَصْرِ فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، بَعْدَ صَلاةِ الْجُمُعَةِ، مُسْتَهَلَّ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الأَخْضَرِ الدَّاوُدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عِثْمَانَ بْنِ شَاهِينَ الْوَاعِظَ، يَقُولُ: حَسَبْتُ مَا اشْتَرَيْتُ بِهِ الْخُبْزَ إِلَى هَذَا الْوَقْتِ، وَكَانَ سَبْعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ الْقَاضِي وَكُنَّا نَشْتَرِي الْخُبْزَ أَرْبَعَةَ أَرْطَالٍ بِدِرْهَمٍ، وَقَدْ مَكَثَ ابْنُ شَاهِينَ بَعْدَ ذَلِكَ يَكْتُبُ زَمَانًا، وَكَانَ شَهْمًا ثِقَةً يُشْبِهُ الشُّيُوخَ إِلا أَنَّهُ كَانَ لَحَّانًا، وَكَانَ أَيْضًا لا يَعْرِفُ مِنَ الْفِقِهْ قَلِيلا وَلا كَثِيرًا، وَكَانَ إِذَا ذُكِرَ لَهُ مَذَاهِبُ الْفُقُهَاءِ كَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِ، يَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدِيُّ الْمَذْهَبِ، وَرَأَيْتُهُ يَوْمًا اجْتَمَعَ مَعَ الدَّارَقُطْنِيِّ، فَلَمْ يَنْبِسْ أَبُو حَفْصٍ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ هَيْبَةً وَخَوْفًا أَنْ يُخْطِئَ بِحَضْرَةِ أَبِي الْحَسَنِ، فَقَالَ لِي الدَّارَقُطْنِيُّ يَوْمًا: مَا أَعْمَى قَلْبَ ابْنِ شَاهِينَ حَمَلَ إِلَيَّ كِتَابَهُ الَّذِي صَنَّفَهُ فِي التَّفْسِيرِ، وَسَأَلَنِي أَنْ أُصْلِحَ مَا أَجِدُ فِيهِ مِنَ الْخَطَأِ، فَرَأَيْتُهُ قَدْ نَقَلَ تَفْسِيرَ أَبِي الْجَارُودِ، وَفَرَّقَهُ فِي الْكِتَابِ، وَجَعَلَهُ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ زَيْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ 0 أَخْبَرَنَا أَبُو الأَخْضَرِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَتْحِ بْنِ الشِّخِّيرِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: مَاتَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ يَوْمَ الأَرْبَعَاءِ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلاثِ مِائَةٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ طَالِبٍ صَاحِبُ الصَّلاةِ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَقَدْ مَضَى لَهُ مِنْهَا ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَ فِي مَقْبُرَةِ الْبُسْتَانِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ زُهَاءَ ثَلاثِ مِائَةِ أَلْفِ إِنْسَانٍ وَأَكْثَرَ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ، وَأُخْرِجَ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ، وَدُفِنَ بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ، وَكَانَ زَاهِدًا عَالِمًا نَاسِكًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ الشِّخِّيرِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ قُهْزَادَ، أَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ عن بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِِ اللَّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَوَضَّأَ فِي طَسْتٍ، فَأَخَذْتُهُ فَصَبَبْتُهُ فِي مَنْزِلِنَا» . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَتَبَ عَنِّي أَبِي ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ هَذَا أَحَدُهَا، وَسَمِعَ ابْنِي هَذَا الْحَدِيثَ، وَكَانَ يَقُولُ: حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ قُهْزَادَ، قَالَ الْقَاضِي: سَمِعْتُ ابْنُ شَاهِينَ، يَقُولُ: أَنَا أَكْتُبُ وَلا أُعَارِضُ. قَالَ السِّلَفِيُّ: فَقُلْتُ: هَذِهِ الْحِكَايَاتُ مِنْ آخِرِ كِتَابِ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ لابْنِ شَاهِينَ فِي الْحَدِيثِ وَسَمِعْتُهَا مَعَ جَمِيعِ الْكِتَابِ وَهُوَ سَبْعَةُ أَجْزَاءٍ بِقِرَاءَةِ أَبِي نَصْرٍ الْمُؤْتَمَنِ بْنِ أَحْمَدَ السَّاجِيِّ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ فِي مَجَالِسِ بَيْتِي وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي الْفَتْحِ الْقَوَّاسِ

كل شيء يتوضأ منه إلا الحلواء.

30 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ طَرْخَانُ بْنُ بلتكين بْنِ بجكم التُّرْكِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ بِالْمَدْرَسِةِ النِّظَامِيَّةِ، بِبَغْدَادَ، فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَكَانَ فَاضِلا ثِقَةً، نا الشَّرِيفُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ، لَفْظًا، نا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ الْقَوَّاسُ إِمْلاءً، نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْبَلَدِيُّ، نا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا يَعْلَى عْنُ بن جَرَادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كُلُّ شَيْءٍ يُتَوَضَّأُ مِنْهُ إِلا الْحَلْوَاءَ» . وَكَانَ إِذَا أَكَلَ دَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ

من أطعم كبدا جائعا أطعمه الله من أطيب طعام الجنة يوم القيامة

31 - وَعَنِ ابْنِ جَرَادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ أَطْعَمَ كَبِدًا جَائِعًا أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ أَطْيَبِ طَعَامِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

أصليت؟ قال: لا. قال: قم فصل ركعتين.

32 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الْمُسَيِّبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِالنَّاسِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَصَلَّيْتَ؟» قَالَ: لا. قَالَ: «قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» . فَقَامَ فَصَلَّى

ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين موجوءين، فقدم أحدهما، فقال: بسم

33 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسِنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ صَالِحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زُفَرَ إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، نا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: §ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ، فَقَدَّمَ أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ أُمَّتِي مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وَشَهِدَ لِي بِالْبَلاغِ» . ثُمَّ قَدَّمَ الآخَرَ يَعْنِي، فَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ» . قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ: مَا مَوْجُوءَيْنِ؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي. قَالَ: خَصِيَّانِ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرُ الشَّبَابِ عَلَيْكُمْ بِالْبَاءَةِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَصُمْ فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ» . يَعْنِي: خِصَاءً

34 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، يَقُولُ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُرْوَةَ، يَقُولُ فِي رُكُوبِ الْمَحْمَلِ: هِيَ وَاللَّهِ رَحْمَةٌ فُتِحَتْ لِلنَّاسِ، ثُمَّ قَرَأَ: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا} [فاطر: 2]

أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني

35 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، إِمْلاءً، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ نَضْلَةَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «§أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي» مِنْ فَوَائِدِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْخَلالِ الْحَافِظِ

داود عليه السلام سأل الله عز وجل مسألة، قال: اجعلني مثل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فأوحى الله

36 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ الصَّنْدَلِيُّ الْقَارِئُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ، قَدَّرَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسِنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسِنِ الْخَلالُ الْحَافِظُ، نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْوَاسِطِيُّ، نا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ §دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَسْأَلَةً، قَالَ: اجْعَلْنِي مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: أَنِّي ابْتَلَيْتُ إِبْرَاهِيمَ بِالنَّارِ فَصَبَرَ، وَابْتَلَيْتُ إِسْحَاقَ بِالذَّبْحِ فَصَبَرَ، وَابْتَلَيْتُ يَعْقُوبَ فَصَبَرَ ". فَذَكَرَ خَطِيئَةَ دَاوُدَ بِطُولِهَا

النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا

37 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، نا أَبُو عِيسَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَاذَانَ بْنِ يَزِيدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَجَاءَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ: شَيْئًا لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقَالَ لَهُ: اصْبِرْ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: أنا هَمَّامٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: §«النَّصْرُ مَعَ الصَّبْرِ، وَالْفَرَجُ مَعَ الْكَرْبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»

أكذب الناس الصباغين والصواغين

38 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، نا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّفَّارُ، نا الْحَسِنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، نا عَفَّانُ، نا هَمَّامٌ، نا فَرْقَدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَخِي مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ §أَكْذَبَ النَّاسِ الصَّبَّاغِينَ وَالصَّوَّاغِينَ»

لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة فأعدوا للبلاء صبرا

39 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، نا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، نا بُرَيْدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ فَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ صَبْرًا» مِنْ فَوَائِدِ أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظِ

الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلماء بعلمهم، فإذا كان ذلك اتخذ

40 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ الْحَذَّاءُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ حَمْدَانَ النَّيْسَابُورِيُّ، نا سَهْلُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعُلَمَاءَ بِعِلْمِهِمْ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالا، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»

رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في دم الحبون

41 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ قهرَوَيْهِ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا إِسْمَاعِيلُ الْبَصْرِيُّ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§رَخَصَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَمِ الْحُبُونِ»

كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب، فقال لعبد الله بن أرقم أجب قولا، قال: فكتب

42 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، نا النَّضْرُ بْنُ سَلَمَةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: §كُتِبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَرْقَمَ أَجِبْ قَوْلا، قَالَ: فَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَرْقَمَ، فَجَاءَ يَعْرِضُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «سَرَّكَ اللَّهُ أَحْسَنْتَ» . فَقَالَ عُمَرُ: فَلَمْ تَزَلْ فِي قَلْبِي حَتَّى اسْتُخْلِفْتُ

ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه هذه في البحر، فلينظر بم ترجع

43 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْوِلَيدِ بْنِ قَنْدٍ الْعُكْبَرِيُّ، نا أَبُو عِصْمَةَ عِصَامُ بْنُ الْحَكَمِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، نا الثَّوْرِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا كَمَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْبَحْرِ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ إِلَيْهِ»

من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

44 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمَسْتَوْرِدِ، نا أَبُو حَفْصٍ الأَعْشَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» مِنْ حَدِيثِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ الْعِجْلِيِّ

من أطعم مؤمنا من الخبز حتى يشبعه، وسقاه من الماء حتى يروى بعده الله من النار مسيرة سبع

45 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، بِقِرَاءَةِ أَبِي عَامِرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدُونٍ الْعَبْدَرِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ، نا أَبُو سَعْد الْحُسَيْنِ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ الشِّيرَازِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، نا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَرِيكٍ، بِالرَّيِّ، حَمْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَلْخِيُّ، نا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ وَاهِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا مِنَ الْخُبْزِ حَتَّى يُشْبِعَهُ، وَسَقَاهُ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى يُرْوَى بَعَدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ مَسِيرَةَ سَبْعِ خَنَادِقَ، مَا بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ»

كيف الصلاح بعد هذه الآية: {من يعمل سوءا يجز به} [النساء: 123] مع ما عملنا من شيء جزينا

46 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُوحِ بْنِ طَرِيفٍ الْبُخَارِيُّ، نا أَبِي، نا بَحِيرِ بْنِ النَّضْرِ، نا عِيسَى بْنُ مُوسَى، عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §كَيْفَ الصَّلاحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] مَعَ مَا عَمِلْنَا مِنْ شَيْءٍ جُزِينَا بِهِ؟ قَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟ أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ يُصِيبُكَ اللأْوَاءُ؟ فَإِنَّ ذَلِكَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ فِي الدُّنْيَا»

ما حسن الله خلق عبد وخلقه فيطعمه النار أبدا

47 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الأَصْفَهَانِيُّ، بِهَا، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَلالِ الْمَرْوَزِيُّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَاتِمٍ، نا خَلَفُ بْنُ يَحْيَى الرَّازِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَا حَسَّنَ اللَّهُ خَلْقَ عَبْدٍ وَخُلُقَهُ فَيُطْعِمَهُ النَّارُ أَبَدًا» مِنْ فَوَائِدِ الْخَلالِ الْحَافِظِ

48 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الطُّرَيْثِيثِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، نا أَبُو طَلْحَةَ الْفَزَارِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، نا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: قِيلَ لِطَاوُسٍ: مَا أَجْلَسَكَ فِي بَيْتِكَ؟ قَالَ: حَيْفُ الأَئِمَّةِ، وَفَسَادُ السُّلْطَانِ

49 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خُبَيْقٍ، يَقُولُ: عِدَّ كَلامَكَ مَعَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ذَنْبًا

50 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَبُو طَلْحَةَ الْفَزَارِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: مَا دَوَاءُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: قِلَّةُ الْمُلاقَاةِ

51 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ الصَّيْرَفِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ حَامِدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: الْكَامِلُ الْمُرُوءَةِ مَنْ أَكْرَمَ إِخْوَانَهُ، وَحَسَّنَ خُلُقَهُ، وَأَحْرَزَ دِينَهُ، وَأَصْلَحَ مَالَهُ، وَأَنْفَقَ مِنْ فَضْلِهِ، وَحَفِظَ لِسَانَهُ وَلَزِمَ بَيْتَهُ

52 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْجُنَيْدِ، يَقُولُ سَمِعْتُ السَّرِيَّ السَّقَطِيَّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: لَوْلا الْجُمُعَةُ وَالْجَمَاعَةُ لَسَدَدْتُ عَلَي الْبَابِ

53 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ السُّكَّرِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْحَاسِبُ، نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْعَافِيَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي عُزْلَةِ النَّاسِ وَوَاحِدَةٌ فِي الصَّمْتِ وَلا أَعْلَمُ الْوَاحِدَةَ إِلا تَعْدِلُ التِّسْعَةَ

54 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ السَّقَطِيَّ، يَقُولُ: الْعَقْلُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، فَتِسْعَةٌ مِنْهَا فِي السُّكُوتِ، وَالْعَاشِرُ الْهَرَبُ مِنَ النَّاسِ

§1/1